ضرار بن الخطاب بن مرداس ، ينتهي نسبه إلى محارب بن فهر أحد أولاد لؤي بن كعب، والفهريون بطن من بطون قريش المعدودين. كان أبوه الخطاب بن مرداس سيد بني فهر في زمانه.
ضرار بن الخطاب | |
---|---|
معلومات شخصية |
النسب
- أبوه الخطّاب بن مرداس بن كثير بن عَمْرو بن حَبِيب بن عَمْرو بن شَيْبان بن مُحَارِب بن فِهْر بن مَالِك، وكان رئيس بني فِهر في زمانه، وكان يأخذ المِرْبَاع لقومه، وكان عمه حفص بن مرداس شَرِيفًا.
- أمه أم ضرار بن عمرو واسمها هند بنت مالك بن جَحْوان بن عَمْرو بن حَبيب بن عمرو بن شيبان بن مُحَارِب بن فِهْر. وجده عمرو بن حبيب وهو آكل السَّقْب، وذاك أنه أغار على بني بكر ولهم سَقْب يعبدونه فأخذ السَّقْبَ فأكله.
الطفولة والتربية
لقد نشأ ضرار بن الخطاب بن مرداس في قريش في وقت كان أبوه رئيساً لبني فهر مما انعكس على حياة ضرار فأهلته ليكون فارساً من فرسان قريش ومن شعرائها فكما ذكر ابن عبد البر في استيعابه أنه كان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين حتى قالوا: ضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرهم وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق، وهم عمرو بن عبد ود العامري و هبيرة بن أبي وهب و عكرمة بن أبي جهل المخزوميان وضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري وقال الزبير بن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه ومن ابن الزبعري. ويقدمونه على ابن الزبعري لأنه أقل منه سقطا وأحسن صنعة.
شجاعته في الجاهلية
كان ضرار بن الخطاب بن مرداس يوم الفِجَار على بني محارب بن فهر، وكان ضرار يعتزُّ اعتزازاً عميقاً بالعصبية القرشية، حتى إنه نظر إلى الصراع بين المسلمين والمشركين على أنه حرب بين قريش من جهة، والأنصار من الأوس والخزرج من جهة أخرى، ومن ثَم فهو يسند نصر المسلمين في بدر إلى شجاعة الرسول وأصحابه من المهاجرين القرشيين أبو بكر، وعمر، وحمزة، و علي، وفي ذلك يقول:
فإن تظفروا في يوم بدرٍ فإنما *** بأحمدَ أمسى جَدُّكم وهو ظافرُ
يُعدُّ أبو بكر وحمزة فيهم*** ويُدعى عليٌّ وسط من أنت ذاكر
كما يبدو ذلك الاعتزاز في خشيته على قريش عند فتح مكة، ولاسيما بعد أن توعدها سعد بن عبادة رئيس الخزرج وحامل لواء الرسول.
وكان ضرار بن الخطاب بن مرداس لحق عمر بن الخطاب يوم أحد فجعل يضربه بعرض الرمح ويقول : إنج يا بن الخطاب لا أقتلك ؟! فكان عمر يعرفها له بعد الإسلام.
وهو من قتل عمرو بن معاذ أخا سعد بن معاذ يوم أحد، وقال حين قتله لا تعد من رجلا زوجك من الحور العين وكان يقول زوجت عشرة من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم. )
إسلامه
أسلم يوم فتح مكة وحسن اسلامه، ولما توفي الرسول ﷺ لم يكن من المرتدين ولكنه ثبت على الإسلام شأنه شأن أهل مكة .
فكره العسكري
أُحُد
كان لضرار بن الخطاب بن مرداس نظراً ثاقباً في الحروب باحثاً عن ثغرات خصمه لكي يتمكن من إيقاعه وفعل ذلك يوم أحد فهو الذي نظر يوم غزوة أحد إلى خلاء الجبل من الرماة فأعلم خالد بن الوليد فكرا جميعاً بمن معهما حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجبل ثم دخلوا عسكر المسلمين من ورائهم.
حروب الردة
كان يوم اليمامة من أيام المسلمين العظيمة بقيادة خالد بن الوليد والتي انتصر المسلمون وقتلوا مسيلمة الكذاب وقد استشهد الكثير من أصحاب الرسول ﷺ والكثير من حفظة القران الكريم وقد شهد ضرار هذا اليوم.
فتح العراق والشام
ولما انتهت حروب الردة توجه خالد بن الوليد إلى العراق وكان ضرار جنديا من جنود خالد فشهد كل المعارك التي في العراق مع خالد بن الوليد وحاصر قصر الغريين، يوم فتح الحيرة، وانتقل ضرار من العراق إلى الشام وشهد كل المعارك تحت لوء خالد وهو في طريقه من العراق إلى الشام، كما شهد معه معركة اليرموك وشهد مع أبي عبيدة بن الجراح فتح الشام . وعاد إلى العراق.
القادسية
شهد القادسية مع هاشم بن عتبة الزهري، وغنم علم الفرس الأكبر، فعوض عنه ثلاثين ألفا، وكانت ألف ألف ومائتي ألف، ورأى ضرار من المدائن أيوان كسرى في الضفة الأخرى من النهر، ونادي بأعلى صوته «الله اگبر هذا أيوان كسرى هذا ماوعد الله ورسوله» ، و كبر الناس معه.
جلولاء
شهد ضرار تحت لواء هاشم بن عتبة الزهري معركة جلولاء والتي انتصر بها المسلمون انتصار حاسما ومهدت الطريق لفتح حلوان وخانقين .
ضرار بن الخطاب فاتح ماسبذان
بلغ سعد بن أبي وقاص أن الهرمزان قد جمع جمعا من القوات الفارسية في سهل ماسبذان . فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب، فگتب عمر "رضي الله عنه"«أبعث إليه ضرار بن الخطاب في جند، واجعل على مقدمته الهذيل الأسدي ،وعلى مجنبتيه عبد الله بن وهب الراسبي حليف بجيله، والمضارب بن فلان العجلي.» ، فخرج ضرار بمن معه حتى انتهى إلى سهل ماسبذان والتقى بالفرس، أسرع المسلمون في الهجوم على الفرس وأخذ ضرار قائدهم أسيرا، فانهزم عنه جيشه وتفرقوا في الجبال المحيطة فدعاهم ضرار فستجابوا له، وأقام ضرار بماسبذان حتى تحول سعد بن أبي وقاص من المدائن إلى الكوفة واستخُلِف على ماسبذان، وقد كان فتح ماسبذان بعد فتح حلوان. ويقول ابن الأثير :
” | ولما رجع هاشم من جلولاء إلى المدائن بلغ سعداً أن آذين بن الهرمذان قد جمع جمعاً وخرج بهم إلى السهل، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر ابعث إليهم ضرار بن الخطاب في جند واجعل على مقدمته ابن الهذيل الأسدي وعلى مجنبتيه عبد الله بن وهب الراسي والمضارب بن فلان العجلي فأرسل إليهم ضرار بن الخطاب في جيش، فالتقوا بسهل ماسبذان فاقتتلوا، فأسرع المسلمون في المشركين، وأخذ ضرار آذين أسيراً فضرب رقبته. ثم خرج في الطلب حتى انتهى إلى السيروان، فأخذ ماسبذان عنوةً، فهرب أهلها في الجبال، فدعاهم فاستجابوا له، وأقام بها حتى تحول سعد إلى الكوفة، فأرسل إليه فنزل الكوفة واستخلف على ما سبذان ابن الهذيل الأسدي، فكانت أحد فروج الكوفة.
وقيل: إن فتحها كان بعد وقعة نهاوند. |
“ |
من كلماته
قال ضرار بن الخطاب بن مرداس يوما لأبي بكر الصديق: نحن كنا لقريش خيرا منكم أدخلناهم الجنة وأوردتموهم النار.
الوفاة
لم يذكر أحد من المؤرخين وفاته إلا أن ابن عبد البر قال لقد خرج إلى الشام مجاهدا فمات هناك.
بعض المعالم التي حملت اسمه
- مدرسة ضرار بن الخطاب، حي الدار البيضاء، الرياض، المملكة العربية السعودية.
- شارع ضرار بن الخطاب، حي بارامكيه، منطقة القنوات الـ 10474 سوريا.
- شارع ضرار بن الخطاب، حي المروج وتقاطع بن عامر 86958 المملكة العربية السعودية، مدينة الرياض.
- شارع ضرار بن الخطّاب، حي المنتزه , الدوحة , قطر
المصادر
- الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
- الإصابة في تمييز الصحابة.
- أسد الغابة لابن الأثير.
- الكامل في التاريخ.
- تاريخ الرسل والملوك للطبري.
مصادر أخرى
- ابن سلام،طبقات فحول الشعراء، تحقيق محمود شاكر ( القاهرة).
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في معرفة الصحابة (مؤسسة الرسالة، بيروت 1328 هـ).
- أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت 1992).