عمر بن هبيرة بن معاوية بن سكين الأمير أبو المثنى الفزاري هو أمير عراق العرب وعراق العجم وابنه يزيد بن عمر بن هبيرة المعروف بيزيد بن هبيرة، ولي إمارة البحر عند حصار القسطنطينية الثاني تحت قيادة مسلمة بن عبد الملك، ثم عينه الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك أميرا على العراق سنة 103 هجري، فلما ولى هشام بن عبد الملك دار الخلافة الإسلامية في دمشق عزله وولى خالد بن عبد الله القسري.
| ||
---|---|---|
الدولة الأموية في أقصى اتساع لها
| ||
معلومات شخصية | ||
اسم الولادة | عمر بن هبيرة بن معية بن سكين الفزاري | |
الميلاد | غير معروف الجزيرة العربية |
|
الوفاة | 725 (107 هـ) (53 سنة) الشام |
|
مواطنة | الدولة الأموية | |
اللقب | ابو المثنى | |
الحياة العملية | ||
المهنة | قائد عسكري | |
أعمال أخرى | حصار القسطنطينية - معركة العقر - حروب مع الروم | |
الخدمة العسكرية | ||
الولاء | الدولة الإسلامية | |
الفرع | الشام · الجزيرة الفراتية · العراق | |
الرتبة | والي العراق |
نسبه
هو أبو المثنى عمر بن هبيرة بن معية بن سكين بن خديج بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وأم عمر بن هبيرة هي يسرة بنت حسان بن شريك بن نعيم بن ثعلبة العدوي بن عبد مناة.
بزوغ نجمة
ولد عمر بن هبيرة وترعرع في البادية بين أفراد قومه بنو فزارة، وكان مقداماً شارك في غزو الروم مع عمرو بن معاوية العقيلي، وكان برفقة الجيش الذي أعدّه الحجاج بن يوسف الثقفي لمحاربة مطرف بن المغيرة بن شعبة الذي ثار على الحجاج سنة 77هـ، واستطاع ابن هبيرة أن يقتل مطرف، وأخذ رأسه إلى عدي بن زياد الإيادي وهو على الريّ، فأعطاه مالاً وسيرّه إلى الحجاج الذي أرسله إلى عبد الملك بن مروان والذي كافأه بإعطائه قرية «برزة» من قرى دمشق فعظم شأنه بالشام .
وفي سنة 97هـ غزا ابن هبيرة أرض الروم في عهد سليمان بن عبد الملك، وعندما انتقلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز ولاّه الجزيرة الفراتية، وفي عام 102هـ توجه لغزو الروم من ناحية أرمينيا وحقق نصراً كبيراً، وعندما تسلم يزيد بن عبد الملك الخلافة كلّفه حيازة أموال بني المهلب بن ابي صفرة ، ثم ولاّه العراق وخراسان بدلاً من أخيه مسلمة بن عبد الملك، فعزل سعيد خذينة صهر مسلمة عن خراسان وولاها سعيد بن عمرو الحرشي سنة 103هـ .
ويذكر الطبري أن ابن هبيرة عزل سعيد الحرشي سنة 104هـ عن خراسان وولاها مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي؛ لعدم تقيد سعيد بأوامر ابن هبيرة واستخفافه به . وكان ابن هبيرة أول من تشدد في أمر وزن السكة وخلّص الفضة وجوّد الدراهم واشتد في العيار فيه .
بعض اخباره
- دعا عمر بن هبيرة كلا من الحسن البصري وعامر بن شراحبيل المعروف بالشعبي وقال لهما: إن أمير المؤمنين قد استخلفه الله على عباده وأوجب طاعته على الناس. وقد ولاني ماترون من أمر العراق ثم زادني فولاني فارس. وهو يرسل إلي أحيانا كتبا يأمرني فيها بإنفاذ مالا أطمئن إلى عدالته. فهل تجدان لي في متابعتي إياه وإنفاذ أوامره مخرجا في الدين؟
فأجاب الشعبي: أنت مأمور، والتبعة على من أمرك. فالتفت عمر بن هبيرة إلى الحسن وقال: وماتقول أنت يا أباسعيد؟ فقال : يابن هبيره، خف الله في يزيد ولاتخف يزيد في الله، واعلم أن الله جلّ وعزّ يمنعك من يزيد، وأن يزيد لايمنعك من الله، يابن هبيره، إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لايعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك حيث لاتجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد. يابن هبيره إنك إن تك مع الله وفي طاعته يكفك بائقة يزيد بن عبد الملك في الدنيا والأخرة. وإن تك مع يزيد في معصية الله، فإن الله يكلك إلى يزيد. واعلم يابن هبيرة أنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق عزوجل. فأخرج عطاؤهم وفضل الحسن بالعطاء.[1]
- كان عمر بن هبيرة بينه وبين القعقاع بن خليد العبسي تحاسد فقال القعقاع: من يطيق ابن هبيرة حبابة بالليل وهداياه بالنهار! - يقصد حبابة جارية يزيد بن عبد الملك - فما ماتت حبابة
قال القعقاع في ابيات : هلم فقد ماتت حبابة سامين ... بنفسك يقدمك الذرى والكمواهل أغرك أن كانت حبابة مرةً ... تميحك فانظر كيف ما أنت فاعل
وكان بينه وبين القعقاع يوما كلام فقال له القعقاع: يا بن اللخناء من قدمك فقال: قدمك أنت وأهلك أعجاز الغواني وقدمتي صدور العوالي .
فسكت القعقاع. وكان ابن هبيرة يعني أن عبد الملك بن مروان قدم القعقاع لما تزوج منهم لأن أم الوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان عبسية من بني عبس .
قصته مع سعيد الحرشي
عزل بن هبيرة سعيد بن عمرو الحرشي عن خراسان وولاها مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي. وكان السبب في ذلك ما كان كتبه ابن هبيرة إلى الحرشي بإطلاق الديوشتى فقتله، وكان يستخف بابن هبيرة ويذكره بأبي المثنى ولا يقول الأمير فيقول: قال أبو المثنى، وفعل أبو المثنى، فبلغ ذلك ابن هبيرة فأرسل جميل بن عمران ليعلم حال الحرشي، وأظهر أنه ينظر في الدواوين، فلما قدم على الحرشي قال: كيف أبو المثنى؟ فقيل له: إن جميل لم يقدم إلا ليعلم علمك. فسم بطيخة وبعث بها إليه فأكلها ومرض وسقط شعره، ورجع إلى ابن هبيرة وقد عولج فصح، فقال له: الأمر أعظم مما بلغك، ما يرى الحرشي إلا أنك عامل له؛ فغضب وعزل الحرشي ونفح في بطنه النمل وعذبه حتى أدى الأموال . وسمر ليلة ابن هبيرة فقال: من سيد قيس ؟ فقالوا: الأمير. قال: دعوا هذا، سيد قيس الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، لو بوق بليل لوافاه عشرون ألفاً لا يقولون لم دعوتنا، وفارسها هذا الحمار الذي في الحبس وقد أمرت بقتله، - يعني سعيد الحرشي - فأما خير قيس لها فعسى أن أكونه. فقال له أعرابي من بني فزارة: لو كنت كما تقول ما أمرت بقتل فارسها. فأرسل إلى معقل بن عروة أن كف عن قتله، وكان قد لسمه إليه ليقتله وكان ابن هبيرة لما ولى مسلم بن سعيد خراسان أمره بأخذ الحرشي وتقيده وانفاذ إله، فقدم مسلم دار الإمارة فرأى الباب مغلقاً، فقيل للحرشي: قدم مسلم، فأرسل إليه: أقدمت أميراً أو وزيراً أو زائراً؟ فقال: مثلي لا يقدم زائراً ولا وزيراً. فأتاه الحرشي فشتمه وقيده وأمر بحبسه، ثم أمر صاحب الحبس أن يزيده قيداً، فأخبر الحرشي بذلك فقال لكاتبه: اكتب إليه إن صاحب سجنك ذكر أنك أمرته أن يزيدني قيداً، فإن كان أمراً ممن فوقك فسمعاً وطاعة، وإن كان رأياً رأيته فسيرك الحقحقة! وهي أشد السير؛ وتمثل: فإما تثقفوني فاقتلوني ... ومن يثقف فليس له خلود هم الأعداء إن شهدوا وغابوا ... أولو الأحقاد والأكباد سود
فلما هرب ابن هبيرة عن العراق أرسل خالد القسري في طلبه الحرشي فأدرك الحرشي ابن هبيرة على الفرات، فقال الحرشي لابن هبيرة: ما ظنك بي؟ قال: ظني بك أنك لا تدفع رجلاً من قومك إلى رجل من اليمن . فقال: هو ذاك - وتركه الحرشي رغم مافعل به وعزله له من خراسان .
عزله عن ولاية العراق
وعندما توفي الخليفة يزيد سنة 105هـ، وانتقلت الخلافة إلى هشام بن عبد الملك في دمشق بعث على العراق خالد بن عبد الله القسري، فدخل واسط، وقد تهيأ ابن هبيرة للجمعة، والمرآة في يده يسوي عمامته، إذ قيل: هذا خالد قد دخل، فقال: هكذا تقوم الساعة بغتةً، فأخذه خالد فقيده وألبسه عباءةً، فقال: بئس ما سننت على أهل العراق، أما تخاف أن تؤخذ بمثل هذا[1]. ثم سجنه فتحيل غلمانه ونقبوا سربا أخرجوه منه فهرب واستجار بالأمير مسلمة بن عبد الملك ليشفع له عند الخليفة هشام بن عبد الملك، وعلى الرغم مما كان بينه وبين مسلمة بن عبد الملك فقد أجاره، وكلَّم الخليفة بشأنه وأخذ له الأمان منه .فأجاره ثم لم يلبث أن مات سنة 107 هـ تقريبا، وقد تولى العراقين أيضاً ولده يزيد بن عمر بن هبيرة.[2].
وفاته
توفي عمر بن هبيرة الفزاري عام 107 هـ وله من العمر نيف وخمسون سنة على قول أغلب المؤرخين وعرف عن عمر بن هبيرة انه من الولاة الذين أخلصوا للبيت الأموي، إلى جانب جرأته ودهائه وشجاعته بقبول النصح والمشورة .
مصادر ووصلات خارجية
- تاريخ الإسلام للإمام الذهبي الجزء السابع الصفحة 207
- عمر بن هبيرة سير الأعلام .