الرئيسيةعريقبحث

فتوى ماردين


☰ جدول المحتويات


صورة لبلدة ماردين التي احتلها التتار في القرن السابع الهجري.

فتوى ماردين هي فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ، تُنسب إلى بلدة ماردين ، الواقعة تاريخيا في الجزيرة ، والواقعة اليوم جنوب تركية.

خلفية

ولد ابن تيمية سنة 661 هـ / 1263 م وكانت تلك الفترة قد شهدت غزوات عدة من المغول و التتار للأناضول و الشام وقد استولى التتار على بلدة حران وهي مسقط رأس ابن تيمية، فخرج هو وأهله من البلدة متجهين صوب دمشق.

كما استولى التتار على بلدة ماردين، وكان أهل ماردين أغلبهم من المسلمين، وكان التتار، بحسب رؤية ابن تيمية، من المعتدين الكفار. فأصبحت ماردين بلدة أغلبها مسلمين ويحكمها غير المسلمين.[1] وكان فقهاء الإسلام يقّسمون البلاد إلى دار إسلام أو دار كفر، وحسب أوضاع ماردين في تلك الفترة، فلم يكن من الواضح في أي صنف هي، فسئُل ابن تيمية عن هذه المسألة.

نص الفتوى

السؤال

«سئل رحمه الله عن بلد ماردين هل هي بلد حرب أم بلد سلم؟ وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا؟ وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر، وساعد أعداء المسلمين بنفسه أو ماله، هل يأثم في ذلك؟ وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا؟ فأجاب:»

الجواب

«الحمد لله. دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها. وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة، سواء كانوا أهل ماردين، أو غيرهم. والمقيم بها إن كان عاجزًا عن إقامة دينه، وجبت الهجرة عليه. وإلا استحبت ولم تجب. ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك، بأي طريق أمكنهم، من تغيب، أو تعريض، أو مصانعة. فإذا لم يمكن إلا بالهجرة، تعينت. ولا يحل سبهم عمومًا ورميهم بالنفاق، بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة، فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم. وأما كونها دار حرب أو سلم، فهي مركبة: فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام، لكون جندها مسلمين. ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل [ويعامل] الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه.»

تصحيف

وقع اختلاف في نص الفتوى، وخصوصا الجزء الأخير منه حيث قال «ويعامل المسلم فيها بما يستحقه ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه» غير أن الصواب هو «ويعامل المسلم فيها بما يستحقه ويعامل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه». وقد جاء هذا التصحيح بعد الرجوع إلى المخطوطة في المكتبة الظاهرية بدمشق (رقم 2757 ، مكتبة الأسد) وهي النسخة الوحيدة الموجودة. كما نقله ابن مفلح تلميذ ابن تيمية على الصواب (ويعامل) في كتابه «الآداب الشرعية والمنح المرعية».

ويبدو أن هذا التصحيف اشتهر بعد ما ظهر في طبعة «الفتاوى» التي أخرجها فرج الله زكي الكردي عام 1327 هـ، ثم تبعه بعد ذلك الشيخ عبد الرحمن القاسم في «مجموع الفتاوى».[2]

أصداء الفتوى

الشيخ بن بيه، رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد التي نظمت أعمال «مؤتمر ماردين».

رغم مروم نحو سبعة قرون على إصدار هذه الفتوى، فإنها ما تزال تشكل نقطة حوار وجدال. قيل أن بعض التنظيمات الجهادية استخدمت الفتوى الماردينية لتبرير عملياتها، من ضمنها اغتيال الرئيس المصري أنور السادات.[3]

وقد عُقد في ربيع الثاني 1431 هـ / آذار 2010 م بماردين، مؤتمر حول الفتوى، شارك فيه علماء وفقهاء من العديد من الدول من بينهم عبد الله بن بيه ومصطفى سيريتش وعبد الوهاب الطريري.[4] وجاء في بيان المؤتمر عدة نقاط منها أن «فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في ماردين لايمكن بحال من الأحوال أن تكون متمسكا ومستندا لتكفير المسلمين والخروج على حكامهم...بل هي فتوى تحرم كل ذلك».[5]

وردا على المؤتمر، صرح آدم غدن الملقب بعزام الأمريكي، بأن المجاهدين «لم يستندوا إلى فتوى واحدة بل إجماعات متعددة بوجوب الجهاد.»[6]

المصادر

  1. "فتوى ماردين". دار الإفتاء المصرية. 29 أيلول 2011. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019تشرين 2012.
  2. الطريري, عبد الوهاب بن ناصر. "سجال فتوى ماردين". موقع الشيخ د. عبد الوهاب الطريري. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2020تشرين 2013.
  3. نسيرة, هاني (17 تشرين الثاني 2011). "مؤتمر ماردين دار السلام.. خلخلة علمية لأسأس الفئة الضالة الفكري!". السكينة. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 2018تشرين 2012.
  4. "ماردين ...دار السلام" ( كتاب إلكتروني PDF ). موقع "ماردين دار السلام". 22 آذار 2010. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 12 فبراير 2020تشرين 2012.
  5. "إعلان ماردين" ( كتاب إلكتروني PDF ). موقع "ماردين دار السلام". مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 يوليو 2010تشرين 2012.
  6. "عزام الأمريكي يدافع عن ابن تيمية ويدعو المسلمين بالغرب للجهاد". سي ان ان. 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2010. مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2014تشرين 2012.