كان الكونت "فيتوريو أميديو آلفيري" (ولد في مدينة أستي في 16 يناير 1749 ،و توفى في فلورنسا 8 أكتوبر 1803) كاتبا مسرحيا و ممثلاً وشاعراً.
فيتوريو آلفيري Vittorio Alfieri | |
---|---|
(بالإيطالية: Vittorio Alfieri) | |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | فيتوريو آلفيري |
الميلاد | 16 يناير 1749[1][2] أستي[3][4][5] |
الوفاة | 8 أكتوبر 1803 (54 سنة)
[1][2] فلورنسا[6][4][5] |
سبب الوفاة | نوبة قلبية |
مواطنة | إيطاليا |
الحياة العملية | |
الحركة الأدبية | كلاسيكية |
المهنة | كاتب مسرحي[5]، وشاعر[5]، وكاتب[5]، وممثل، ومترجم، وممثل مسرحي، وفيلسوف |
اللغات | الإيطالية[7][5] |
أثر في | عبد الرحمن الكواكبي |
التيار | كلاسيكية |
التوقيع | |
المواقع | |
الموقع | الموقع الرسمي |
IMDB | صفحته على IMDB |
موسوعة الأدب |
" وُلدت في مدينة أستي بأقليم بييمونتي في 17 يناير لعام 1749[8] من أسرة نبيلة و ثرية.[9]" هكذا قدم آلفيري نفسه في سيرته الذاتية "حياة فيتوريو آلفيري بقلمه" التي كتب الجزء الأكبر منهاعام 1790، و لكنها اكتملت في عام 1803[10]. كان لآلفيري نشاط أدبي قصير و لكنه مثمر و ثري. شخصيته المعذبة جعلته أول من مهد لإضطرابات الإتجاه الرومانسي، كما وضعت حياته في إطار المغامرة[11]. كان فيتوريو آلفيري يتحدث لغة بييمونتي كما كان معظم أهلها يتحدثونها في هذه الفترة. تعلم اللغة الفرنسية و الإيطالية أي لغة توسكانا القديمة كصورة من صور الوقار حيث كان شريف الأصل[12]. تأثرت هذه الأخيرة في البداية باللغتين الآخرتين، اللتان كان يعرفهما و يجيد تحدثهما. هاتان اللغتان جعتله ينغمس في قراءة الكلاسيكيات باللغة الإيطالية، و تجميع معاجم صغيرة تتطابق بها كلمات و تعبيرات اللغة الفرنسية و لغة بييومنتي مع "أصوات و أساليب اللغة التوسكانية"[13]، كما جعلته يستكمل سلسلة الرحلات الأدبية في فلورنسا، كل هذا من أجل التحرر من لغة بيمونتي و اللغة الفرنسية[14] و الفرنسيين[15]. بعدما عاش حياة مضطربة ومشردة، كرس ألفيري حياته للقراءة و دراسة أعمال المؤرخ فلوطرخس، و دانتي أليغييري، و فرانشيسكو بتراركا، ونيكولو مكيافيلي[16]، و أعمال عصر التنوير مثل: فولتير، و مونتسكيو. استمد من هؤلاء الكتاب سمات الشخصية العقلانية والكلاسيكية المناهضة للطغيان و التي تميل إلى الحرية المثالية التي تتحد معها تعظيم العبقرية الفردية الرومانسية. كان يمجد في الثورة الفرنسية أثناء إقامته في باريس في عام 1789، و لكن سرعان ما تحول أداؤه الموالي لفرنسا إلى الشعور بالبغض و بالعداء الشديد تجاهها بسبب ما ظهر من الثورة الفرنسية في عهد الإرهاب بعد عام 1792. عاد إلى إيطاليا، حيث استمر في الكتابة، معادياً بشكل تام حكومة نابليون. دُفن عام 1803 مع أعظم الإيطاليين في كنيسة سانتا كروتشي (الصليب المقدس) بفلورنسا حيث توفى هناك. أصبح ألفيري في أواخر حياته رمزاً لمفكري عصر التنوير الذي بدأ بظهور أوجو فوسكولو[17].
أعماله
التراجيديا
بعد انتهاء دراسته في الأكاديمية العسكرية بمدينة تورينو وبعد تجوال الشباب في مختلف أنحاء أوروبا، عاد آلفيري إلى العاصمة بييومنتي عام 1775 (عام التحول) و كرس حياته لدراسة الأدب و نفى بذلك -وفقاً لكلماته- ما عاشه من سنوات التنقل و الفجور. كما قام باستكمال أول عمل تراجيدي له باسم "أنطونيو و كليوباترا" الذي حقق نجاحاً باهراً، ثم تبعته العديد من الأعمال التراجيدية مثل "الأنتيجون"، و"فيليب"، و"أوريستيس"، و"شاؤول"، و"ماري ستيوارت" و"ميرا". ارتبطت شهرة أعماله بالتركيز على العلاقة بين الحرية و السلطة وعلى انتصار الفردية الذاتية على الطاغية. كان لتأمل الحياة العميق و المؤلم دور في إثراء القضية لدى الشاعر خاصة عندما كان يتوقف عند المشاعر الأكثر حميمية وعلى المجتمع الذي يحيط به. تم تمثيل معظم تراجيديات ألفيري عندما كان على قيد الحياة و يحقق نجاحاً ملحوظاً خلال فترة اليعاقبة. إن من أكثر الأعمال التي تم تمثيلها في السنوات الثلاثة لليعقوبيين في إيطاليا (من 1796 إلى 1799) هي "العذراء/ فيرجينيا" وجزئي العمل التراجيدي " بروتوس". حضر نابليون على المسرح الوطني فيميلانو يوم 22 سبتمبر عام 1796 عرض لمسرحية "العذراء/ فيرجينيا"[18]. أما الجزء الأول من "بروتوس" تم إعادة عرضه على مسرح "لا سكالا" و في فينيسيا، بينما تم عرض في بولونيا بين عامي 1796 و 1798 أربعة أعمال تراجيدية (الجزء الثان من "بروتوس"، و شاؤول، و العذراء/ فيرجينيا، و الأنتيجون. كانت ردود أفعال المتفرجين في معظم الأوقات استثنائية، حتى كتب عنها أيضاً ليوباردي في كتابه "زيبالدوني" عام 1823، الذي روى فيه مقتبساً العرض المسرحي ل" أجاممنون" في بولونيا، قائلاً:
"أثارت اهتماماً كبيراً لدى المستمعين، و من بين الشخصيات شعرت بالكره الشديد تجاه إيجيسثوس الذي عندما خرجت كليتمنسترا من غرفة زوجها تحمل في يدها الخنجرالملطخ بالدماء و وجدت إيجيسثوس، صرخ المستمعون بشدة في الممثلة التي قتلته"
كما كتب الكاتب ستندال من نابولي:
"أخرج الآن يوم 27 من فبراير عام 1817 من عرض مسرحية شاؤول على "المسرح الجديد". يمكننا القول بأن هذا العمل التراجيدي يثير المشاعر الوطنية لدى الإيطاليين. فنجد الجمهور في حالة حماس..."
(ستندال.. روما و نابولي و فلورنسا)
كان الوطنيون يعرضون رقصات "الكارمانيول" خلال استراحات العروض. توجه العديد من ممثلي القرن التاسع عشر نحو أعمال ألفيري: بدءاً من الفنان المسرحي "أنطونيو موروكيزي" على مسرح كارينيانو في تورينو، إلى "باولو بيللي بلانس" في فلورنسا أو في ميلانو. بلغ عدد أعماله التراجيدية اثنتين و عشرين بما في ذلك "كليوباترا" (أنطونيو و كليوباترا) التي اتُخذت منه لاحقاً. تحرر ألفيري من القافية أثناء كتابة اعماله و اتبع مبدأ الوحدات الثلاث ل أرسطو. كانت تؤخد في الاعتبار أثناء صياغة النص ثلاثة مراحل: التصور (تحديد الفاعل، وابتكار حبكات درامية وحوارات، وتحديد سمات الشخصيات)، والتوسع ( وضع النص في شكل نثري و توزيعه على هيئة مشاهد)، و التحويل النص إلى شعر (التحرر من القافية في النص بأكمله)[19]
هاهي قائمة أعماله كاملة:
- شاؤول (1782)
- فيليب (1781 و نُشرت في 1783)
- روزاموند (1783)
- أوكتافيا ( 1783 و تم إعادة نشرها 1788)
- ميروب (1785)
- ماري ستيوارت (1788)
- أجيس (1788)
- الجزء الأول من بروتوس (1789)
- الجزء الثان من بروتوس (1789)
- الدون جارسيا (1789)
- صوفونيسبا (1789)
التراجيديا اليونانية:
- بولينيس (1781)
- أجاممنون (1783)
- أنتيجون (1783)
- أوريستيس (1783)
- ميرا (1789)
تراجيديا تناقش الحريات:
- مؤامرة باتسي (1788)
- فيرجيبنيا/ العذراء (1781، 1783 ثم نقحت في 1789)
- تيموليون (1783 ثم نقحت في 1789)
تراجيديا نشرت بعد وفاته:
- كليوباترا (رفضها بنفسه 1774، 1775، و نشرت بعد وفاته)
- الجزء الثان من مسرحية الكيستس (1798)
تراميلوجيديا
أراد آلفيري ربط فن الميلودراما الذي بلغ أوجه في هذه الفترة مع موضوعات التراجيديا الأكثر صعوبة. بهذا ظهرت تراجيديا "هابيل" (1786) التي تضع تعريفاً لمصطلح التراميلوجيديا.
النثر السياسي
تم مناقشة موضوعي "بغض الطغيان" و "الحب الدفين للحرية" من خلال دراستين:
- نظام الطاغية (1777- 1790): هي دراسة تتناول بأكملها الجانب السياسي، كتبها آلفيري أثناء إقامته في سيينا حيث تعرف على صديقه العظيم التاجر "فرانسيس جوري جاندليني". آجرى لآلفيري تحليل لمفهوم "الاستبداد" باعتباره التصور الأكثر وحشية لكافة أشكال الحكومة. نظام الطاغية –من وجهة نظر آلفيري- يقوم على الملك، وعلى الجيش والكنيسة الذين يشكلون أساس هذه الدولة[20].
"إن نظام الطاغية يجب أن تُلقب به أي حكومة دون تمييز، حيث يتمكن فيها الفرد الذي يُفضل نفسه على حساب تطبيق القانون، بأن يسنه، أو يلغيه، أو يخالفه، أو ينفذه، أو يمنع تنفيذه، أو يعلقه، أو ينتهكه مع ضمان عدم فرض عقوبات عليه. بالتالي سواء كان هذا القانون المنتهك متوارثاً أو منتخباً، سواء كان مغتصباً أو شرعياً، سواء كان جيداً أو سيئاً، واحداً أو أكثر فإن أي شخص لديه القوة المؤثرة و الكافية لفعل كل هذا يعد طاغية بأي حال من الأحوال، وأي مجتمع يعترف به فهو مجتمع استبدادي، وأي شعب يقبل به فهو عبد له."
- الأمير و الآداب (1778-1786): هي دراسة تتناول الجانبين السياسي و الأدبي، الذي توصل آلفيري من خلالها إلى أن المصطلح الذي يجمع بين "الملكية و الآداب" يضر بتلك الأخيرة. قام آلفيري بتحليل أعمال "فيرجيل"، و"هوراس"، و"لودوفيكو أريوستو"، و"جان راسين". هذه الأعمال نالت استحسان الملوك و الآمراء الأسخياء نظراً لاعتبارها نواة لرجال "ذي قدرات متوسطة" على عكس "دانتي". بلإضافة إلى ذلك عبر الشاعر عن انحياذه غير المباشر إلى "ميكيافيللي" باعتباره "واعظاً" مؤيداً للنظام الجمهوري ظهر في دولة الطغاة.
لاحقت هاتين الدراستين أعمال نثرية سياسية:
- مديح بلينيوس الأصغر إلى تراجان (1787): إعادة النظر بصورة شخصية في العمل الذي يحمل الأسم نفسه "مديح بلينيوس الأصغر" (مديح لتراجان).
- الفضيلة المجهولة (1789): قارن آلفيري من خلال حوار خيالي مع صديقه المتوفِ "جوري جاندليني" بينه و بين مثال واضح للفضيلة المدنية و الاستقلالية الأخلاقية.
- مدح نيكولو مكيافيلي (1794): خطاب في أكاديمية فيورينتينا، أكد فيه آلفيري على أن أطروحته بشأن الميكيافيلية تعد "تصنُعاً".
القصائد السياسية
- إتروريا : قصيدة من أربعة أجزاء على هيئة لحن ثماني، كُتبت في مايو 1778 مبدئياً بعنوان "اغتيال طاغية"، تروى فيها قصة اغتيال ألساندرو دي ميديشي على يد لورينزو الذي مجده آلفيري بوصفه بطل الحرية.
- أمريكا حرة: مقطوعة شعرية تتألف من خمسة قصائد غنائية، تغنى فيها آلفيري بشهامة ماركيس دي لافاييت الذي ساعد الثائرين، وبعظمة بطولة جورج واشنطن الذي قارن آلفيري بينه و بين الأبطال القدماء.
- باريس ما بعد الباستيل: قصيدة شعرية ألفها آلفيري بعد تدمير سجن الباستيل ثم تبرأ منها بعد هروبه من فرنسا.
القصائد الغنائية المناهضة للثورة: "الميسوجاللو/Misogallo"
"لقد عاد انتقامي لدولتي إيطاليا، على الرغم من ذلك احمل معي نوع من الأمل الراسخ الذي سيقدمه هذا الكتاب لإيطاليا مع مرور الوقت و الذي سيضر حتماً بفرنسا"
(من كتاب حياة آلفيري، الحقبة الرابعة، عام 1795، الفصل الرابع و العشرين)
- الميسوجاللو/ Misogallo( لفظ لاتيني miseìn، يعني "كره" و "الغاليون" أي الفرنسيون): عمل أدبي يجمع بين الأشكال الأدبية المختلفة: النثر (سواء خطابي أو حواري بين الأشخاص)، والسونيته و الإبيجراما و قصيدة غنائية. تشير هؤلاء المقطوعات الغنائية إلى الفترة ... بين انتفاضة فرنسا في يوليو 1789 واحتلال فرنسا لروما في فبراير 1798. يعد هذا العمل نقد قاس لفرنسا و للثورة الفرنسية، و لكنه يوجه هذا الذم أيضاً إلى الإطار السياسي و الاجتماعي في أوروبا، و إلى الكثير من الطغاة القدماء و الجدد الذين سيطروا و مازالوا يسيطرون على أوروبا. كان ألفيري يرى أن " الفرنسيين لن يحيوا أحراراً بينما سيتمكن الإيطاليون من ذلك" مُعظماً بذلك إيطاليا المستقبل "الفاضلة والنبيلة والحرة والفريدة"[21]. من ثم أصبح آلفيري مناهض للثورة الفرنسية و ينتمي إلى الطبقة الأرستقراطية (بالرغم من كون "النبالة" صفة مكتسبة و ليست متوارثة، والدليل على ذلك ازدراؤه من هذه الطبقة الاجتماعية ذاتها، بل أيضاً من الروح القوية التي يغذيها "الإحساس القوي") مع ذلك لا يمكننا وصفه بالرجعية بسبب تعظيمه الدائم والمقتصرعلى حرية الفرد التي من المفترض أن تكفلها دولة إيطاليا الحديثة.[22]
آلفيري و أفكاره الثورية
عارض آلفيري فكرة نشر دراساته التي تم تنفيذها في فرنسا. عبر في هذه الدراسات عن أفكاره المناهضة للطغيان بطريقة حاسمة، كما سمح بتوضيح أفكاره المناهضة أيضاً لرجال الدين مثل "نظام الطاغية". على الرغم من ذلك بعد نشر "الميسوجاللو/ Misogallo " لم يعد ينكر هذه الآراء، فاختار منها الأخف ضرراً، أي ما يدعم كل من يعارض الحكومة الثورية. كانت هذه الحكومة تروعه بسبب سفك الدماء في عهد الإرهاب الذي كان يعارض سواء النبلاء و أعداء الثورة أو الثوريين غير المواليين لليعاقبة (الجيرونديون)، ولأنها سبب في اندلاع الحرب بإيطاليا. أما ماريو رابيساردي[23] يرى أن آلفيري الذي لم يكن مناهضاً للإصلاح (طالما هذا التغيير سيأتي من الجانب الآخر أي من السلطة التشريعية، وليس نتيجة للضغط أو للعنف) كان لديه مخاوف من أن يتم الخلط بينه و بين الديماغوجيين الفرنسي الذين كانوا يحرضون "عامة الشعب". هذا ما جاء في الدراسات المذكورة أعلاه بشأن الديانة الكاثوليكية التي كانت تتحكم في زمام أمور الطبقة ذات المستوى التعليمي المنخفض (على الرغم من أن هذا التحكم ضر على المدى البعيد بالتوجه "الصعب" الذي كان يحث عليه)، بينما كانت ضعيفة التأثير على الآدباء و الفلاسفة[24]. "إن البابوية الكاثوليكية ، ومحاكم التفتيش، والمطهر، وسر التوبة، والزواج مدى الحياة، وعزوبة رجال الدين هم الحلقات الستة في السلسلة المقدسة" و "الشعب الذي سيبقى على العقيدة الكاثوليكية سيصبح بلا محالة جاهلاً و سجيناً و أحمقاً بسبب البابوية الكاثوليكية و محاكم التفتيش"[25]. إن اتهامه الموجه إلى الثورة أصبح من ناحية مناهضاً للاستبداد و من ناحية آخرى ثقافياً، حيث كان يعتقد أن عبادة مجردة مثل ما تسمى بعبادة العقل و عبادة الكائن الأسمى هي الأنسب لاحتواء الشعب الجاهل في هذا الوقت من خلال التعاليم الأخلاقية.[26] علاوة على ذلك، على الرغم من بغضه لكبار رجال الدين و النبلاء، لم يوافق على كره الفرنسيين دون تمييز و اغتيالهم قانونياً باعتبارهم مدانيين فقط لأنهم ينتمون إلى طبقة النبلاء أو طبقة رجال الدين المتوسطين و الفقراء. أكد آلفيري سراً في خطابه إلى صاحب دير كالوسو لعام 1802على أطروحاته (التي كان ينكرها علناً في الميسوجاللو و في أهاجيِّه).[27]. "إن القوى المحركة لتلك الكتب هي اندفاع الشباب، وكره العدوان، وعشق الحق و عشق ما كنت اؤمن به. كان غرضها هو تمجيد قول الحق، قول الحق بكل قوة و إبداع، قول الحق مع الإيمان بمدى أهميته (...) يبدو لي أن العلة وراء هذه الكتب يمكن ربطها و استنتاجها و كلما فكرت في هذا الأمر بعد ذلك، كان دائماً ما يتضح لي بأنها صادقة و راسخة. عندما كنت أتسأل عن هذه النقاط، كنت دائماً أكرر ما ذكرته، بمعنى أصح كنت دائماً ما ألتزم الصمت.(...) خلاصة القول، أنا أوافق رسمياً على كل ما جاء في هذه الكتب، ولكنني أُدين بلا رحمة من كان السبب وراء كتابتهم، حيث لم تكن هناك حاجة لهم، و ضررهم سيكون أكبر من نفعهم"[28]. قام "بيير جوبيتي" بمقارنة مبدأ الحرية الثائرة و ليست الثورية لدى آلفيري بنظيرتها لدى ماكس شتيرنر: الفيلسوف الألماني مؤلف كتاب "الأنا العليا و ذاتها" (ولد بعد ثلاثة سنوات من وفاة آلفيري) حيث كان ثورياً أيضاً و لكن مناهضاً للثورة. كان لآلفيري –من وجهة نظر جوبيتي- "حاجة ماسة للجدل بشأن السلطات القائمة، و العقائد الراسخة، و الطغاة من رجال الدين و السياسين"، فقد كان لا يسامح إطلاقاً كل من يحاول ان يكبح حريته الشخصية.[29]Piero Gobetti, L'uomo Alfieri. إن اتحاد كل هؤلاء المشاعر الوطنية خاصة في الفترة الأخيرة من حياة شخص هو إشارة إلى مدى اختلاف هذا الشخص و فكره الذي لا يقبل بكونه فيلسوفاً صادقاً بل أديباً.[30]
الملهاة
كتب آلفيري ستة أعمال تصنف كملهاة:
- الواحد
- القليلون
- الكثيرون
- الترياق
- النافذة الصغيرة
- الطلاق
تشكل الأعمال الأربعة الأولى سلسلة من رباعية سياسية، أما "النافذة الصغيرة" عمل ذو سمات أخلاقية عالمية، بينما يناقش "الطلاق" العادات الإيطالية المعاصرة. كتب آلفيري هذة الأعمال الفنية خلال الجزء الأخير من حياته أي تقريباً حول عام 1800، على الرغم من تصوره لفكرة الملهاة قبل بضع سنوات. يحكي آلفيري أنه استوحى من أعمال "ترنتيوس" من أجل تشكيل أسلوب المؤلف الكوميدي:
"نظرت أيضاً إلى ترجمة ترنتيوس مراراً و تكراراً؛ و أضيف لكم السبب وراء اختيار هذا النموذج الرائع و محاولة تأليف بيتاً هزلياً، لكتابة الملهاة الخاصة بي بعد ذلك (كما كنت أرسم من قبل) و توضيح الأسلوب الأصلي الخاص بي في هذه الأعمال كما فعلت في الأعمال التراجيدية"
(نموذج من كتاب "حياة آلفيري"، الحقبة الرابعة، عام 1790، الفصل العشرون)
إن الآراء التي تتعلق بملهاة آلفيري بشكل عام سلبية جداً. واحدة من الدراسات التي تناولت هذه المؤلفات هي دراسة "فرانسيسكو نوفاتي"[31] التي وصفهم فيها بأنها "أعمال غير كاملة، بعض الأجزاء تحتاج إلى إعادة تهيئة و تعديل" و يوجد بها العديد من العيوب، على الرغم من ذلك يعتبر فرانسيسكو نوفاتي هذه الأعمال "وثيقة هامة و صفحة بارزة في تاريخ الأدب"، باعتبارهم "محاولة موثوقة و جديدة و جريئة". اللغة المستخدمة في أعماله هي "مزيج معقد من المفردات و التعبيرات المألوفة، والشعبية أحياناً، بل مماثلة تماما للغة فيورنتينا و من التعبيرات الرفيعة غير المستخدمة"، أما فيما يتعلق بالحوار فهو " ينقصه الحيوية و العفوية"، بينما الأبيات "صارمة و عسيرة و ضعيفة بدون صوت و بدون سمة تميزها" و في العموم فإن أعماله "مصممة لتناسب طبيعة و غرض المسرح الهزلي"
كان لنوفاتي آراء آخرى صارمة مثل مثيلتها ل"فينشينسو مونتي" الذي حكم على جميع أعماله التي صدرت بعد وفاته بأنها "لا تحتمل"، أو آراء "أوجو فوسكولو" الذي قال أن أعمال الكوميديا هي "نماذج غير مألوفة". يقول "إجنازيو تشامبي" في دراسة آخرى عن ملهاة آلفيري[32] أن الكاتب "لم يُظهر اهتماماً كبيراً بهدف و غاية الملهاة عندما كان يقوم بإعطاء التوجيهات الخاصة بها التي تحث على عدم التعبيرعن عادات الفترة التي يكتب فيها و لكن عن الفرد بشكل عام". كما يحدد تشامبي في هذه الأعمال بعض "مزايا الإبداع و التنفيذ".
السيرة الذاتية
بدأ آلفيري في كتابة سيرته الذاتية (حياة فيتوريو آلفيري بقلمه) بعد إصدار أعماله التراجيدية. كتب الجزء الأول منها بين 3 إبريل و 27 مايو عام 1790حتى نهاية العام، بينما الجزء الثان كُتب بين 4 مايو و 14 مايو لعام 1803 (عام وفاته)[33]. تصنف "حياة فيتوريو" عالمياً بأنها عمله الأدبي المميز، إن لم يكن هو الأهم، فهو بكل تأكيد الأكثر شهرة. وفقاً للناقد الأدبي "ماريو فوبيني" كان آلفيري لوقت طويل هو كاتب "حياة آلفيري" الذي لم يكن قد صدر بعد بينما كانت تقرأه مدام "دي شتيل" أثناء خطفها في منزل "الأميرة دا ألباني"، كتبته إلى مونتي[33]. تُرجمت في بداية القرن التاسع عشر إلى الفرنسية (1809)، و الإنجليزية (1810) و الألمانية (1812) و جزئياً إلى السويدية (1820). في هذا العمل الأدبي قام آلفيري بدراسة حياته كما لو كان يدرس حياة الفرد بشكل عام و يتخذه نموذجاً له. كان آلفيري في كتابه ناقداً ذاتياً على خلاف السير الذاتية الآخرى (مثل السيرة الذاتية للكاتب كارلو جولدوني). كان يقسو على نفسه حتى عندما كان ينتقد أفعاله، و شخصيته غريبة الأطوار و ماضيه بشكل خاص. على أية حال لم يشعر آلفيري بالأسف أو الندم تجاه هذا الأخير[33].
مراجع
- "معرف ملف استنادي متكامل". ملف استنادي متكامل. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
- "open data platform". منصة البيانات المفتوحة من المكتبة الوطنية الفرنسية. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 201910 أكتوبر 2015.
- وصلة : https://d-nb.info/gnd/11864808X — تاريخ الاطلاع: 13 ديسمبر 2014 — الرخصة: CC0
- وصلة : https://d-nb.info/gnd/11864808X — تاريخ الاطلاع: 28 سبتمبر 2015 — المحرر: ألكسندر بروخروف — العنوان : Большая советская энциклопедия — الاصدار الثالث — الباب: Альфьери Витторио — الناشر: الموسوعة الروسية العظمى، جسك
- وصلة : https://d-nb.info/gnd/11864808X — المؤلف: Paul de Roux — العنوان : Nouveau Dictionnaire des œuvres de tous les temps et tous les pays — الاصدار الثاني — المجلد: 1 — الصفحة: 60 — الناشر: Éditions Robert Laffont —
- وصلة : https://d-nb.info/gnd/11864808X — تاريخ الاطلاع: 31 ديسمبر 2014 — الرخصة: CC0
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb120192998 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- Benché Alfieri indichi questa data, nacque il 16 gennaio, e l'atto di battesimo certifica che il sacramento gli fu amministrato il 16; A. Di Benedetto, Vittorio Alfieri, in Storia della letteratura italiana (diretta da E. Malato), Roma, Salerno Editrice, 1998, vol. VI, p. 939.
- V. Alfieri, Vita, capitolo I (Nascita e parenti), pagina 9 dell'edizione stampata in Roma dall'Istituto poligrafico dello Stato nel 1956
- Giuseppe Bonghi, Biografia di Vittorio Alfieri
- Bonghi, art. cit.
- II paragrafo in Alfieri, Vittorio, Enciclopedia dell'Italiano, Treccani 2010
- Voci e modi toscani, raccolti da Vittorio Alfieri, corrispondenze, edita nel 1827
- Vita scritta da esso, Epoca Quarta
- Beccaria, Gian Luigi (1976), I segni senza ruggine. Alfieri e la volontà del verso tragico, «Sigma» 9, 1/2, pp. 107-151.
- Pur condividendone un certo pragmatismo e la poca fiducia nel popolo, Alfieri è perlopiù un sostenitore dell'interpretazione repubblicana od obliqua del Principe di Machiavelli: «Dal solo suo libro Del Principe si potrebbero qua e là ricavare alcune massime immorali e tiranniche, e queste dall'autore son messe in luce (a chi ben riflette) molto più per disvelare ai popoli le ambiziose ed avvedute crudeltà dei principi che non certamente per insegnare ai principi a praticarne... all'incontro, il Machiavelli nelle Storie, e nei Discorsi sopra Tito Livio, ad ogni sua parola e pensiero, respira libertà, giustizia, acume, verità, ed altezza d'animo somma, onde chiunque ben legge, e molto sente, e nell'autore s'immedesima, non può riuscire se non un fuocoso entusiasta di libertà, e un illuminatissimo amatore d'ogni politica virtù» (Del principe e delle lettere, II, 9)
- Treccani: Vittorio Alfieri
- Il Risorgimento nell'Astigiano nel Monferrato e nelle Lange, (a cura di Silvano Montaldo), Carla Forno, Il mito risorgimentale di Alfieri, Asti Fondazione Cassa di Risparmio di Asti, 2010, pg. 186
- Sambugar, Salà, op. cit.
- Vittorio Alfieri, Trattati politici
- V. Alfieri, Misogallo, parte I
- Mario Rapisardi, L'ideale politico di Vittorio Alfieri
- M. Rapisardi, La religione di Vittorio Alfieri
- ibidem
- V. Alfieri, Della tirannide, pag. 76 e seguenti
- Satira L'antireligioneria, in cui critica Voltaire; in questo modo però si allinea anche posizioni pragmatiche espresse anche proprio dallo stesso contestatissimo Voltaire, nel Trattato sulla tolleranza: "La legge vigila sui crimini conosciuti, la religione su quelli segreti" (capitolo "Se sia utile mantenere il popolo nella superstizione), auspicando l'eliminazione dei dogmi, non della religione per il popolo; e posizioni simili saranno anche del democratico Giuseppe Mazzini o di Ugo Foscolo, secondo cui, come scrive amareggiato nello Jacopo Ortis, il "volgo" richiede spesso "pane, prete e patibolo".
- M. Rapisardi, ibidem
- Lettera all'abate di Caluso del gennaio 1802
- Alfieri, così liberale da essere anarchico
- Piero Gobetti, L'uomo Alfieri
- Francesco Novati, L'Alfieri poeta comico, in Studi critici e letterari, Ermanno Loescher, Torino, 1889
- Ignazio Ciampi, Vittorio Alfieri autore comico, in La commedia italiana: studi storici, estetici e biografici, Roma, Galeati, 1880
- Vittorio Alfieri, Opere / Vittorio Alfieri; introduzione e scelta di Mario Fubini; testo e commento a cura di Arnaldo Di Benedetto, in La letteratura italiana (50), vol. 1, Milano, Napoli, Ricciardi, 1977, SBN IT\ICCU\SBL\0160379.