فيفاء إحدى محافظات منطقة جازان جنوب غربي المملكة العربية السعودية، وتشتهر بجبال فيفاء، وهي مجموعة من الجبال الملتفة حول بعضها الواقعة شرقي منطقة جازان، وتحدها من الشمال والشرق منطقة عسير، ومن الجنوب الحدود اليمنية. تبدو تلك الجبال من بُعد على شكل جبل واحد هرمي الشكل، مما أجاز لها التسمية الثنائية المعروفة، لذلك يطلق عليها جبال فيفاء أو جبـل فيفاء وهي كتلة صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في كل الاتجاهات، وعرة المسالك والدروب، كثيرة المنعطفات، وصفها الرحالة البريطاني (فيلبي) بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق، وتتكون من صخور تعود إلى عهود سحيقة والقاعدة مركبة من صخور السيانايت والجرانيت التي تقطعها عروق الكوارتز في أجزاء عديدة وصخور فيفاء ذات صلابة متوسطة إلى شديدة ويمكن تفتيتها.
محافظة فيفاء | |
— محافظة — | |
جبال فيفاء | |
موقع جبــال فيفــاء بالنسبة للسعودية | |
مملكة | السعودية |
---|---|
المنطقة | منطقة جازان |
- أمير | محمد بن ناصر بن عبدالعزيز |
- المحافظ | سفر الشهراني [2] |
المساحة | |
- الكلية | 231٫7 ميل2 (600 كم2) |
الارتفاع | 5٬951 قدم (1٬814 م) |
عدد السكان (2011) | |
- المجموع | 60٫000 |
- الكثافة السكانية | 12٫9/ميل2(5/كم2) |
منطقة زمنية | +3 (غرينتش ) |
توقيت صيفي | 3+ (غرينتش ) |
أما ارتفاع جبال فيفاء عن سطح البحر فيقدر بحوالي (12000) قدم أي (3657) متر وتعتبر قمة (العبسيّة) أعلى قمة في الجبل، أما المساحة ففيها بعض اختلاف حيث يختلف تقديرها من باحث إلى آخر وتقدر المساحة بعرض 20 كيلومترا في طول 30 كيلومترا أي 600 كيلومتر مربع.
الموقع الجغرافي
تقع فيفاء في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية، وتتوسط جبال السروات بين نجران شرقا وجازان غربا وعسير شمالا والحدود اليمنية جنوبا، ، وتقع على خط عرض 17 وخط طول 43، ويقدر ارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 2800 - 3000 متر.
نبذه
لصعوبة المواصلات إليها، لم يعتن بها أحد من الرحالة والمؤرخين القدماء، حتى أن الهمداني لم يذكرها باسمها في صفة جزيرة العرب، بل ذكر جزءاً منها (انافية) في غرب جبل فيفاء وهو اسمها القديم، فعاش الجبل بأهله في عزلتهم، فلم نقف -فيما قبل القرن الحادي عشر الهجري- على خضوعهم لدولة، أو غزوهم بجيش، فيما تحت أيدينا من كتب التاريخ وإذا كان الهمداني في استقصائه لمعالم وأماكن الجزيرة العربية عامة، وجنوبها خاصة، قد أغفل اسمها، فغيره من الجغرافيين لا يلام لبعدهم عن الجزيرة، ومن وصل منهم إلى جنوب الجزيرة - على قلتهم - لم يصل فيفاء لبعدها عن طرق المواصلات، واعتزال أهلها عن الاتصال بغيرهم.
اللهجة
لأهالي جبال فيفاء لهجة مبنيّة على اللغة العربيّة القديمة وقد وجد الباحثون - من أبناء فيفاء - أن معظم مفردات هذه اللهجة تنتمي لأصول اللغة العربية الفصحى، لغة خولانية، إذا استثنينا منها المصطلحات الخاصة ببعض المسميات.
نسب قبائل فيفاء
نسب قبائل فيفاء يعود إلى خولان، وهم يهانيه (إليهانيه نسبة إلى هانيء) وتنسب لخولان.
تقسيم قبائل فيفاء:
قبائل فيفاء على الإجمال هي: العبدلي، الحكمي، المثيبي، الخسافي، الداثري، الأبياتي، السلماني، الدفري، العمري، الشراحيلي، المخشمي، الظلمي، الأشراف، المدري، المشنوي، الثويعي، الحربي، العمامي، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
أولا: قبائل أولاد عبيد بن أحمد، وتنقسم إلى قسمين:
قبائل مغامر بن عبيد (آل مغامر): وتشمل قبائل المثيبي والخسافي والداثري والأبياتي والسلماني والعمامي.
قبائل عمر بن عبيد (البيتين): وتشمل قبائل العمري والدفري والظلمي.
ثانيا: قبائل أولاد عطا بن أحمد، وتنقسم إلى قسمين:
آل حجر: وتشمل قبائل الحكمي والمشنوي والعبدلي والثويعي.
آل الصلت: وتشمل قبيلتي المدري والحربي.
ثالثا: المرزوقي
وهي قبلتين كالتالي: الشراحيلي،الأشراف.
السكان
يقدر سكان جبال فيفاء عام2018م بنحو 359,000 نسمة يتوزعون على حوالي عشرين قبيلة وعشيرة.
المساحة والحدود
تقدر مساحة الجبل بحوالي 600 كيلو متر مربع تقريباً. ويحيط بجبل فيفاء وادي ضمد من الشرق إلى رأس القوس غربا، ووادي جورا في الشمال والغرب، حيث يلتقيان في نقطة المحة غرب الجبل. أما القبائل الحدودية مع فيفاء فيحدها من الغرب والشمال قبائل بلغازي وجنوبا قبيلة بني حريص وشرقا قبائل بني مالك
التضاريس
يتكون جبل فيفاء من سلسلة من القمم المتفاوتة الارتفاع، اشهرها قمة العبسية ويتموضع الجبل فيما يشبه القوس من الشمال إلى الجنوب، ويحيط به وادي ضمد، من الشرق إلى رأس القوس غربا ووادي جورى في الشمال والغرب حيث يلتقيان في نقطة المحة غرب الجبل. وفيفاء وعرة الطرق ولكن هذه الوعورة لم تصمد أمام من استوطنوا هذه المنطقة فبتعاونهم شقوا الطرق في عرض تلك الجبال لتنقلاتهم بمواشيهم من والي الجبل وخلاله، طوعوا الطبيعة لصالحهم فمن حجارته بنوا بيوتهم ولضيق المساحات المسطحة أولا ولمقاومة العوامل الطبيعية وكذلك للتحصين جعلوا هذه البيوت اسطوانية الشكل وانشئوا المدرجات لتحتوي التربة لاستغلالها في الزراعة.
المناخ
على الرغم من وقوع جبال فيفاء ضمن مناخ قاري حار رطب صيفاً ومعتدل نسبياً شتاءً إلى أن هذه الجبال تتميز بمناخ فريد خاص بها أملته الطبعة الجبلية الخضراء والأرتفاع الشاهق. ويكثر الضباب في فصل الصيف مما يضفي على جمال تلك الطبيعة في فيفاء جمالاً آخر؛ ولذا توصف جبال فيفاء بأنها معشوقة الضباب.
درجة الحرارة
المناخ في جبال فيفاء معتدل تقريبا طوال العام، إلا أنه يميل في الشتاء إلى البرودة في أعالي جبال فيفاء، وإلى الحرارة صيفا في سفوح تلك الجبال، وتترواح درجة الحرارة في هذه الجبال صيفاً ما بين (16) و(28) تقريباً، وشتاءً ما بين (3) و(25) درجة مئوية.
الرطوبة
تصل نسبة الرطوبة في الشتاء إلى 50 بالمئة، وصيفاً إلى 30 بالمئة، وبهذا يكون الجو معتدلا في فصل الصيف، وأقرب إلى البرودة في فصل الشتاء.
الأمطار
تكثر الأمطار في فصل الصيف أكثر من أي فصل آخر من فصول السنة، وتكون الأمطار عادة مصحوبة بالعواصف الرعدية، وتترواح نسبة الأمطار ما بين 35 إلى 45 سنتيمتر مكعب في السنة.
الزراعة
تعتبر المدرجات الزراعية في فيفاء من أبرز العناصر الجمالية لهذه المنطقة، والتي أذهلت زوارها، وتشكل المدرجات في فيفاء أسطورة من حيث بنائها، وعددها الكبير.
كما تشير نتائج وتحاليل التربة التي أخذت من أماكن مختلفة من الجبل إلى أن التربة تختلف من مكان إلى آخر، وبصفة عامة فهي تربة طينية رملية، كما تختلف درجة الملوحة فتتراوح بين الخفيفة إلى المتوسطة، وتتوفر بها كميات من الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنسيوم.
وتنقسم المحاصيل الزراعية إلى ثلاث أقسام:
- محاصيل حبوب وأهمها (البن -القمح - الذرة بنوعيها - الشعير - الدخن- البر)
- محاصيل فاكهة وأهمها (المانجو - الليمون - السفرجل - الموز - الجوافة - التين بنوعية)
- نباتات عطرية وأهمها (الكادي - النرجس - البعيثران - الريحان - البردقوش - الخزام)
أهم الأماكن السياحية
توجد في فيفاء أماكن سياحية كثيرة أهما:
العبسية
وهي أعلى قمة في جبال فيفاء، وتطل على معظم أنحاء جبال فيفاء، ومن جميع الجهات، وتطل على مناظر خلابة، ومدرجات زاهية الخضرة، وتعطره أنسام محملة بروائح الزهور المنتشرة في جنبات الجبل الشاهق، ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق العبسية المتفرع من الطريق العام، مرورا بمستشفي فيفاء العام في مروح، حيث يعود ليلتقي بالطريق العام مرة أخرى في موقع النفيعة، وطريق العبسية مسفلت يمكن أن تسلكه أي سيارة، ويوجد بالموقع جلسات من تنفيذ بلدية فيفاء.
الخوشيـن
وهو عبارة عن غابات وعرة كثيفة وخلابة تقع في ذراع آل يحيى علي وتمتد شمالاً من (بئر المعاين) حتى نهاية (المفرة)، ويشتهر الخوشين بتنوع نباتي كبير استفاد منه الكثير من الباحثين في الطب الشعبي، وكان قديماً مورداً مشهوراً للمياه لوقوعه في منتصف الجبل، ويعد الخوشين من الأمكان المغرية للاستكشاف خصوصاً أنه يحتوي على الكثير من الحيونات المعمرة والأفاعي الضخمة الخطيرة.
السمّاع
وهو موقع جميل، منه تستطيع أن تطل على بقعة العذر ذات المناظر الجميلة والخلابة، وتطل من هذا الموقع على النفيعة، ووادي الحجوري، والدفرة، ومعظم مواطن قبيلة آل عبدل، وتشاهد من هناك الجبال المجاورة، ومناطق السهول، ويمكن رؤية مدينة جيزان، ومحافظة صبيا، ومحافظة أبي عريش، وسد وادي جيزان، والعارضة، وغيرها من المواقع، ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق السماع المعبد، والمتفرع من طريق العبسية.
اللعثة
تقع في أعلى قمة جبل آل عبدل وهي مطلة على أكثر المناظر روعة في فيفاء ويمكن مشاهدة العبسية والدفرة و النقيل وسهول تهامة
الوشر
وهي بقعة منبسطة ذات مزارع جميلة وخلابة، وهي تقع في مواطن قبيلة المشنوي، في موقع متوسط الارتفاع من جبال فيفاء، ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق الوشر، المتفرع من الطريق العام رقم 12 في غرب جبال فيفاء.
الصامل
يقع في شرق جبل المشنويّ ويتميزبوجود بئر جوفيه تتدفق من بين الصخور كان يستخدم سابقا للسقيا وبه غابات كثيفه.
الخطم
وهو موقع يوجد في بقعة حيدان، يطل على غرب مواطن قبيلة آل عبدل، وغرب مواطن قبيلة آل الداثر، ومن هذا الموقع يمكن مشاهدة جبال بلغازي، ويمكن مشاهدة المدرجات والمزارع، ويمكن رؤية جذيمة، وهي عبارة عن صخرة شاهقة الارتفاع، ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق بقعة حيدان، المتفرع من الطريق العام بجوار استراحة فيفاء للشقق المفروشة.
العـذر
وهي منطقة تتوسط جبال فيفاء، وتعد أجمل بقاعها، لاستواء سطحها، وكثرة خضرتها وعمرانها، وتشتهر بكثرة مياهها، ووفرة محاصيلها الزراعية، ويقع بها العديد من الدوائر الحكومية والمدارس.
النقيـل
يقع في الجهة الشمالية والغربية لجبال فيفاء، ويعد من أجمل المطلات أيضاً، حيث يشرف على العديد من الأودية والسفوح الخضراء الجميلة.
الدحرة
وتقع في الجهة الغربية من جبال فيفاءوهي منطقة خلابة جداً، وتمتاز بنسيمها العليل وخضرتها الدائمة وتطل على العديد من الأماكن الرائعة وهي تقع تقريبا في قمة جبال فيفاء إذ لا يبعد بينها وبين القمة الا حوالي 100 متر (وادي الفـاحـم)، ويعد من أجمل الأودية، وأكثرها خضرة، ويقع في الجهة الغربية من الجبل.
أماكن أخرى
ومن الأماكن الجميلة أيضاً: مطل المحبا، وادي الفرع، وادي ذبوب، وادي الموهر وغيرها الكثير من المناطق الجميلة في فيفاء، ولو ذكرناها لوجدنا فيفاء كلها منطقة سياحية، وغالبية تلك الأمكان يوجد بها جميع احتياجات السائح، بالإضافة إلى وجود شقق مفروشة بها.
متفرقات
- من غرائب الأمور في فيفاء، أنك تجد للمنازل القديمة أسماء خاصةً بها تميزها وتميز أهلها، فيكون المنزل كأنه علم من الأعلام، حتى أن الأشخاص ليعرفون باسم منزلهم، ومن النادر أن يتكرر اسم منزلين في جميع أرجاء الجبال، وفي الغالب ما يكون هذا الاسم إما دالّاً على صفة مثل صفة "السماع" لأن موقعه يسمح بسماع ما تحته وما فوقه من الجبل بسهولة، أو يكون للإسم مناسبة معينة، أو بسبب حادثة معينة.
- أيضاً من الغرائب والعجائب في جبال فيفاء، أنها تتميز بكثرة المنازل التي تكون على شكل اسطواني، فأنت لا تجد في أي منطقة أخرى هذه الميزة، فدائماً ما تكون المباني الأسطوانية الشكل في المناطق الأخرى مخصصة للحرب والحراسة.
- ومن تلك العجائب أيضاً أن لكل عائلة في جبال فيفاء مقبرة خاصة بها، ودائماً ما تكون هذه المقبرة في أواسط أملاك تلك العائلة، من الأراضي والمزارع القريبة من مكان سكنهم لدفن موتاهم قريبا منهم.
- ولكل قبيلة من قبائل فيفاء والتي تربو على 18 قبيلة، جبـل خاص يعرف باسمها، وقد تشترك قبيلتان في جبل واحد، ولكن يختلف ارتفاع الجبال، حيث نجد أن بعض جبالها يكون ارتفاعه 3000 قدم عن سطح البحر.
- تحوي فيفاء تراثاً شعبياً كبيراً، قل أن يُوجد مثله، خاصة في منطقة صغيرة كفيفاء، ففي فيفاء آلاف من الأمثال الشعبية، والأساطير، والحكم، والشعر، والأحاجي بالإضافة إلى الفنون الشعبية المتعددة.
- فيفاء كذلك تتميز بوجود المدرجات الحجرية فائقة الدقّه في التصميم والبناء مما لا تجده في أيّ مكان من العالم ممن يبنون المدرجات. فمثلا في جمهوريّة الفلبين في بلدة "باقيو" تبدو المدرجات فيهاوكأنها كومات من الحجارة، وكذلك الأمر في بعض مقاطعات الصين ونيبال وبعض دول أمريكا اللاتينيّه بل في اليمن المجاورة ليست المدرجات بضخامة ودقة وهندسة تلك التي في فيفاء. وقد بلغ من دقة هذه المدرجات وبراعة تصميمها أنّها جميعا تتبع أنماطا في البناء مثل نمط "الكشم" وهو مجموعة المدرجات الصغيرة والقصيرة شديدة الأنحناء، وهناك نمط "الّلوح" حيث المدرجات كبيرة وطويله خفيفة الأنحناء، والعديد من الأنماط الهندسيّه الأخرى مثل "اللصبة" و "الحبيل" و "النقيل" ونحوهم. وقد بلغ من دقّة التصميم أيضاً أن كل مدرج به أدراج "سلّم حجري" يسهل الوصول إلى المدرج الذي يليه. ناهيك عن أن 70% - على الأقل - من جبال فيفاء مبنيّة بالمدرجات مما يجعل فيفاء بحق أضخم بناء حجري.
- انّ هذه المدرجات بما تحويه من فنّ وجمال وبما لها من تاريخ بالغ القدم لتعتبر بحقّ تراثا إنسانيا عالميا يجب الحفاظ عليه وصونه من الضياع كي تنعم به الأجيال القادمة.
- في فيفاء كذلك ارثاً حضاريّاً اّخر ألا وهو الطرق والمسالك الحجريّه القديمة المخصصه للأنسان والدواب والتجارة وهي شبكة ضخمه تربط كل مواقع وأسواق المنطقة قديماً ببعضها وتشكل بوابات للدخول أوالخروج من جبال فيفاء، وتمتاز بجمالها المعماري وحسن بناء السلالم الحجريه بها. هذه الطرق لم تعد مستخدمه في الوقت الحاضر فقد تم الإستغناء عنها منذ زمن بعيد .
مراجع
- بعض الجبال في المملكة مرتبة حسب الارتفاع، هيئة المساحة الجيوليوجية السعودية - حقائق وأرقام، ص: 47. نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- فيفاء: محافظ فيفاء يلتقي اعضاء المجلس المحلي نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.