كان تشارلز الأول أو كارل الأول (كارل فرانز جوزف لودفيغ هابرت جورج أوتو ماريا؛ 17 أغسطس 1887 – 1 أبريل 1922) آخر أباطرة النمسا، وآخر ملوك المجر (باسم كارل الرابع)، آخر ملوك بوهيميا (باسم كارل الثالث)،[4] وأخر ملك ينتمي إلى أسرة هابسبورغ- لورين قبل حَلّ الإمبراطورية النمساوية المجرية. ابن أوتو أرشيدوق النمسا وماريا جوزِفا (يوزِفا) أميرة ساكسونيا، أصبح كارل الوريث المُفترض للإمبراطور فرانز جوزف بعد أن اغتيل عمه فرانز فيرديناند أرشيدوق النمسا عام 1914. في عام 1911، تزوج من زيتا أميرة بوربون بارما.
| ||
---|---|---|
(بالألمانية: Karl I.) | ||
30 ديسمبر 1916 | ||
معلومات شخصية | ||
اسم الولادة | (بالألمانية: Karl Franz Josef Ludwig Hubert Georg Maria von Österreich) | |
الميلاد | 17 أغسطس 1887 الإمبراطورية النمساوية المجرية |
|
الوفاة | 1 أبريل 1922 (34 سنة) جزر ماديرا، البرتغال |
|
سبب الوفاة | ذات الرئة | |
مواطنة | النمسا[1] | |
الزوجة | زيتا من بوربون بارما (21 أكتوبر 1911–1 أبريل 1922) | |
أبناء | أوتو فون هابسبورغ، وروبرت، أرشيدوق النمسا-إستي، وأرشيدوق كارل لودفيغ من النمسا، وأرشيدوق رودولف من النمسا، وأرشيدوقة إليزابيث من النمسا، وأرشيدوقة أديلهيد من النمسا[2]، وأرشيدوق فيليكس من النمسا[2]، وأرشيدوقة شارلوت من النمسا[2] | |
الأب | أوتو فرانز أرشيدوق النمسا | |
الأم | الأميرة ماريا يوزفا من ساكسونيا | |
أخوة وأخوات | الأرشيدوق ماكسيمليان يوجين من النمسا |
|
عائلة | هابسبورغ-لورين | |
معلومات أخرى | ||
المدرسة الأم | جامعة كارلوفا | |
المهنة | ضابط[3]، وسياسي، وعاهل | |
اللغات | الألمانية | |
الخدمة العسكرية | ||
الرتبة | فيلد مارشال | |
المعارك والحروب | الحرب العالمية الأولى | |
الجوائز | ||
وسام الاستحقاق صليب الاستحقاق العسكري (النمسا-المجر) وسام ماكس جوزيف العسكري نيشان فرسان العقاب الأسود فارس رهبانية الجِزَّة الذهبية فرسان مالطة |
||
التوقيع | ||
المواقع | ||
IMDB | صفحته على IMDB |
خَلفَ كارل العروش في نوفمبر عام 1916 عقب وفاة فرانز جوزف. قام بمحاولات سرية للمفاوضة حول خروج النمسا-المجر من الحرب العالمية الأولى، لكنها لم تكن ناجحة. رغم نية كارل في الحفاظ على الإمبراطورية من خلال تحويلها إلى اتحاد فدرالي، لكنها سرعان ما اتجهت (النمسا-المجر) باتجاه الانحلال التام؛ أُعلنت تشيكوسلوفاكيا، دولة السلوفينيين والكروات والصرب، وأعلنت المجر قطع روابطها الملكية مع النمسا بنهاية شهر أكتوبر عام 1918. في أعقاب هدنة كومبين الأولى في 11 نوفمبر عام 1918، «تنازل» «عن المشاركة» في شؤون الدولة، لكنه لم يتنازل عن العرش. أُعلنت الجمهورية الألمانية النمساوية في اليوم التالي، وفي شهر أبريل عام 1919 خُلع عن العرش من قِبل البرلمان النمساوي ونُفي إلى سويسرا.
أمضى كارل ما تبقى من سنوات حياته بمحاولة استرجاع المَلكيّة. قام بمحاولتين لاستعادة العرش المجري عام 1921؛ فشل كلاهما بسبب نقص الدعم من الوصي على عرش المملكة المجرية ميكلوش هورتي. نفي كارل لمرة ثانية إلى جزر ماديرا البرتغالية، أصابه المرض بعدها وتوفي بسبب فشل تنفسي عام 1922.
طوّبه البابا جون بول الثاني عام 2004، يشتهر كارل في الكنيسة الكاثوليكية بكارل المبارك إمبراطور النمسا.[5]
الوريث المفترض
أصبح كارل الوريث المفترض بعد اغتيال الأرشيدوق فرانز فيرديناند في سراييفو عام 1914، الحدث الذي نشبت بسببه الحرب العالمية الأولى. وفي ذلك الوقت أخذ الإمبراطور العجوز خطوات لاتخاذ وريث مفترض لتاجه في شؤون الدولة. لكن، تعارض نشوب الحرب العالمية الأولى مع هذه التوعية السياسية. أمضى كارل وقته خلال المرحلة الأولى من الحرب في المقرات الرئيسية في جيشن، لكنه لم يمارس أي نفوذ عسكري.
أصبح كارل بعدها برتبة مُشير في الجيش النمساوي المجري. في ربيع عام 1916، في إطار الهجوم على إيطاليا، كُلّف بقيادة الفيلق العشرين، وحاز الوريث على العرش المفترض (كارل) على إعجابهم بفضل وده وحسن معشره. سرعان ما جمد الهجوم، بعد بداية ناجحة. بعدها بوقت قصير، ذهب كارل إلى الجبهة الشرقية كقائد لجيش مُسيّر ضد الروس والرومانيين.
الحكم
وصل كارل إلى العرش في نوفمبر عام 1916 بعد موت عمه الأكبر، الإمبراطور فرانز جوزف. في 2 ديسمبر عام 1916، حمل لقب القائد الأعلى للجيش بأكمله، خلفًا للأرشيدوق فريدريتش. جرى تتويجه كملك للمجر في 30 ديسمبر. في عام 1917، دخل كارل بشكل سري في مفاوضات سلام مع فرنسا. عيّن شقيق زوجته، سيكستوس أمير بوربون بارما - ضابط في الجيش البلجيكي- كوسيط. على أي حال، أصر الحلفاء على الاعتراف النمساوي بمطالب إيطاليا في المنطقة ورفض كارل هذا، وبذلك لم يجرِ أي تقدم. كان وزير الخارجية الكونت سيرنين مهتمًا فقط بالتفاوض على سلام عام يشمل ألمانيا، ذهب كارل أبعد من ذلك في اقتراح رغبته بسلام منفصل. حين تسربت أخبار الاقتراح في أبريل عام 1918، نكر كارل التورط حتى نشر رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو رسائل موقعة من قِبله. أدى هذا الأمر إلى استقالة سيرنين، مما أجبر الإمبراطورية النمساوية المجرية على الاعتماد أكثر على حليفها الألماني والذي كان يبدو متضررًا.
نُكِبت الإمبراطورية النمساوية المجرية بالاضطراب الداخلي في السنوات الأخيرة من الحرب، إذ اشتدت التوترات بين المجموعات العرقية. كجزء من مبادئ ويلسون الأربعة عشرة، طلب رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون بأن تسمح الإمبراطورية بالاستقلال والحكم الذاتي لشعوبها. واستجابة لذلك، وافق كارل على استئناف البرلمان الإمبراطوري وسمح بتشكيل كونفدرالية مع كل مجموعة وطنية تمارس الحكم الذاتي. ومع ذلك، كافحت المجموعات العرقية من أجل استقلال تام كأمم منفصلة، إذ كانوا عازمين حينها على الاستقلال عن فيينا في أقرب وقت ممكن.[6]
طلب وزير الخارجية الجديد البارون ستيفان بوريان هدنة 14 أكتوبر بناءً على المبادئ الأربعة عشرة، وبعدها بيومين أصدر كارل بيانًا غيّر بشكل جذري طبيعة الدولة النمساوية. مُنح البولنديون الاستقلال التام مع هدف ضم إخوانهم من نفس العرق في روسيا وألمانيا في دولة بولندية واحدة. تحولت الأراضي النمساوية المتبقية إلى اتحاد فدرالي مؤلف من أربعة أجزاء: ألماني وتشيكي وسلافي جنوبي وأوكراني. تُحكم كل من الأجزاء الأربعة من خلال مجلس فدرالي، وكان من المُقرر أن تحصل ترييستي على وضع قانوني خاص. على أي حال، رد وزير الخارجية الأمريكية روبرت لانسينغ بعد أربعة أيام بأن الحلفاء كانوا الآن ملتزمين بقضية التشيكيين والسلوفاكيين والسلاف الجنوبيين. وبالتالي، استقلال القوميات داخل الإمبراطورية لم يعد كافيًا بعد الآن. بالفعل، انضمت حكومة تشيكوسلوفاكيا إلى الحلفاء في 14 أكتوبر، وأعلن المجلس الوطني السلافي الجنوبي دولة السلوفينيين والكروات والصرب المستقلة في 29 أكتوبر عام 1918.
الثلاثية وكرواتيا
منذ بداية حكمه، فضّل كارل تشكيل كيان سياسي ثالث كرواتي في الإمبراطورية، إلى جانب النمسا والمجر.[7] في قَسَمِه أثناء التتويج لحكم كرواتيا عام 1916، أقر باتحاد ثالوث مملكة كرواتيا ودالماسيا وسلوفينيا مع رييكا ودعم خلال فترة حكمه القصيرة المقترحات التي تخص الثالوث من البرلمان الكرواتي ومجلس البان، لكن نُقضت المقترحات باستمرار من الجانب المجري الذي لم يُرد أن يُشارك السلطة مع دول أخرى.[8] بعد أن رُفض بيان الإمبراطور كارل في 14 أكتوبر عام 1918 من قِبل بيان المجلس الوطني في زغرب، ذهب رئيس حزب الحقوق السياسي الكرواتي المؤيد للحكم الملكي د. ألكسندر هورفات، مع قادة وأعضاء آخرين من البرلمان لزيارة الإمبراطور في 21 أكتوبر عام 1918 في مدينة باد إيستشل،[9][10] وهناك وافق الإمبراطور ووقع على البيان الثلاثي بموجب الشروط المقترحة والمنصوصة من قِبل الوفد، على شرط أن يقوم الجزء المجري بالمثل نظرًا لأنه أقسم عهدًا على وحدة التاج المجري. ذهب الوفد في اليوم التالي إلى بودابست وقدموا البيان إلى المسؤولين المجريين ومجلس الوزراء الذي وقع البيان وحرر الملك من قَسَمِه، وتشكل بذلك كيان سياسي ثالث كرواتي. بعد التوقيع، قامت مسيرتان في زغرب، واحدة لإنهاء الحكم الإمبراطوري والملكي، وتجمعت أمام المسرح الوطني الكرواتي، والأخرى للحفاظ على مَلَكيّة الثالوث. على أية حال، كان آخر تصويت مؤيد لإعادة التنظيم الثلاثي للإمبراطورية متأخرًا.[11][12][13][14] في 29 أكتوبر عام 1918، أنهى البرلمان الكرواتي الاتحاد وكل روابطه مع هنغاريا والنمسا، وأعلن توحيد كل الأراضي الكرواتية ودخلت في دولة السلوفينيين والكروات والصرب. الأمر اللافت للنظر أن البرلمان لم يتخذ إجراءات لخلع الملك كارل الخامس، ولم يُقر الدخول في دولة الاتحاد مع صربيا، الأمر المذكور في يومنا هذا في مقدمة الدستور الكرواتي.[15]
أنهت مذكّرة لانسينغ عمليًا أي جهود للحفاظ على وحدة الإمبراطورية. أعلنت القوميات استقلالها واحدة تلو الأخرى؛ حتى قبل المذكّرة، كانت المجالس الوطنية تعمل كأنها حكومات انتقالية مؤقتة. أصبح مستقبل كارل السياسي غير واضح. في 31 أكتوبر، أنهت المجر رسميًا اتحادها الشخصي مع النمسا. لم يبق شيء تحت حكم كارل عدا مقاطعات الألب والدانوب المتحدثة باللغة الألمانية، وحتى هناك جرى الطعن فيه من قِبل مجلس الدولة الألمانية النمساوية. نصحه رئيس وزرائه الأخير، هينريتش لاماش، قائلًا بأنه كان في وضع مستحيل، وأفضل سبيل له هو الاستسلام المؤقت عن حق ممارسة الصلاحية السيادية.
المراجع
- https://libris.kb.se/katalogisering/c9psx30w0rnzsgf — تاريخ الاطلاع: 24 أغسطس 2018 — تاريخ النشر: 2 يناير 2013
- المؤلف: Darryl Roger Lundy — المخترع: Darryl Roger Lundy
- وصلة : https://d-nb.info/gnd/118560077 — تاريخ الاطلاع: 2 أبريل 2015 — الرخصة: CC0
- "Charles (I)". موسوعة بريتانيكا. Encyclopædia Britannica Online. 201420 أكتوبر 2014.
- "Blessed Karl of Austria". Emperorcharles.org. مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 201903 يناير 2018.
- (Hrvatska) Krunidbena zavjernica Karla IV. hrvatskom Saboru 28. prosinca 1916. (sa grbom Dalmacije, Hrvatske, Slavonije i Rijeke iznad teksta), str. 1.-4. Hrvatski Državni Arhiv./ENG. (Croatian) Coronation oath of Karl IV to Croatian Sabor (parliament), 28 December 1916. (with coat of arms of Dalmatia, Croatia, Slavonia and Rijeka above the text), p.1-4 Croatian State Archives
- F. Šišić Dokumenti, p.180.
- Vasa Kazimirović NDH u svetlu nemačkih dokumenata i dnevnika Gleza fon Horstenau 1941 – 1944, Beograd 1987., p.56.-57.
- Jedna Hrvatska "H. Rieči", 1918., no. 2167
- Dr. Aleksandar Horvat Povodom njegove pedesetgodišnjice rodjenja, Hrvatsko pravo, Zagreb, 17/1925., no. 5031
- Budisavljević Srđan, Stvaranje Države SHS, (Creation of the state of SHS), Zagreb, 1958, p. 132.-133.
- F. Milobar Slava dr. Aleksandru Horvatu!, Hrvatsko pravo, 20/1928., no. 5160
- S. Matković, "Tko je bio Ivo Frank?", Politički zatvorenik, Zagreb, 17/2007., no. 187, 23.
- Narodne novine, br. 56/90, 135/97, 8/98 – pročišćeni tekst, 113/2000, 124/2000 – pročišćeni tekst, 28/2001, 41/2001 – pročišćeni tekst, 55/2001 – ispravak