ماتت مارلين مونرو بجرعة زائدة من الباربيتورات، في عشية ليلة السبت الموافق 4 من أغسطس عام 1962، بمنزلها في شارع هيلينا درايف الخامس 12305 بلوس أنجلوس في كاليفورنيا. اكتُشف جثمانها قبل فجر الأحد الموافق 5 أغسطس. كانت من أهم الرموز الجنسية، ومن أشهر نجوم هوليوود في خمسينيات القرن العشرين ومطلع ستينياته. وكانت من أعلى الممثلات أجرًا في ذلك العقد، وكانت أفلامها قد ربحت نحو 200 مليون دولار في وقت موتها.[1]
عانت مارلين من اضطراب نفسي ومن تعاطي المخدرات لعدة سنين قبل موتها، ولم تُكمل فيلم اللامتكيفون الذي صدر في عام 1961. قضت عام 1961 في مواجهة مشكلاتها النفسية المختلفة، وفي إبريل عام 1962 بدأت التمثيل في فيلم صمثنغز جات تو جيف لصالح شركة أفلام فوكس للقرن العشرين، لكن الاستوديو طردها في أوائل يونيو. صرح الاستوديو بِلَوم مارلين على مشكلات الإنتاج، وفي الأسابيع التي سبقت موتها حاولت إصلاح صورتها أمام الجمهور، بإجراء عدة حوارات مع وسائل إعلامية عالية المستوى. بدأت أيضًا تتفاوض مع فوكس على إعادة تعيينها لتمثيل فيلم صمثنغز جات تو جيف، ولأداء أدوار بطولة في أعمال أخرى.
قضت مارلين آخر أيام حياتها (السبت الموافق 4 أغسطس) في منزلها في برنتوود. كان يرافقها في أوقات عديدة كل من: الوكيلة الدعائية باتريشيا نيوكومب، ومدبرة المنزل يونيس موراي، والمصور لورانس شيلر، والطبيب النفسي رالف غرينسون. بناء على طلب غرينسون باتت يونيس في المنزل لمرافقة مارلين وإيناسها. في نحو الثالثة صباحًا من يوم السبت الموافق 5 أغسطس، لاحظت يونيس أن مارلين أغلقت على نفسها باب غرفة نومها، ولم تستجب للنداءات عندما أطلت يونيس على الغرفة من خلال شباك. فاتصلت بغرينسون الذي سرعان ما حضر ودخل في الغرفة بعد أن كسر النافذة، فوجد مارلين ميتة. رسميًّا احتَمل مكتب الطب الشرعي بمقاطعة لوس أنجلوس أن موتها انتحار، استنادًا إلى سوابق لمارلين تناولت فيها جرعات زائدة، ولكونها عرضة لتقلبات مزاجية وأفكار انتحارية. لم يُعثر على أي دليل على وقوع جريمة، واستُبعد احتمال التناول الخطأ للجرعة الزائدة، نظرًا إلى كبر كمية الباربيتورات التي كانت قد تناولتها. في 8 من أغسطس قاد جو ديماجيو جنازتها في مقبرة حديقة قرية ويستوود ميموريال، حيث دُفنت في مقبرة في دهليز الذكريات.
على الرغم من نتائج الطب الشرعي، أخذت تطلع نظريات مؤامرة منذ منتصف ستينيات القرن العشرين، تقترح أن موت مارلين كان بالقتل أو بالإفراط في الجرعة خطأً. تضمن كثير من تلك النظريات الرئيس جون إف كينيدي وأخاه روبرت، ومثلهما زعيم اتحاد العمال جيمي هوفا ورئيس عصابات المافيا سام جيانكانا. نظرًا إلى شيوع تلك النظريات في وسائل الإعلام، اضطُر مكتب المدعي العام بمقاطعة لوس أنجلوس إلى إعادة النظر في القضية في عام 1982، لكن لم يُعثر على أي دليل يدعم تلك النظريات، ولم تختلف نتائج التحقيق الجديد عن نتائج التحقيق الأصلي.
خلفية
كانت مارلين لعدة سنوات قبل ستينيات القرن العشرين مدمنة للباربيتورات والأمفيتامينات والكحوليات، وعانت من مشكلات نفسية عديدة، منها الاكتئاب والقلق وقلة احترام الذات والأرق المزمن.[2] صارت لها سمعة سيئة: أنها يصعب العمل معها، وأنها كثيرًا ما أخرت الإنتاج بالتأخر عن جلسات التصوير، إلى جانب عجزها عن تذكُّر كلامها في السيناريو. بحلول ستينيات القرن العشرين كان هذا السلوك قد أثر سلبيًّا في سيرتها المهنية. فهي على سبيل المثال كانت الترشيح المفضل للمؤلف ترومان كابوتي للعب دور هولي غوليتلي في الفيلم المستوحى من رواية الإفطار عند تيفاني، لكن شركة باراماونت بيكتشرز رفضت أن تمنحها ذلك الدور، لخوفها من أن تعقِّد إنتاج الفيلم وتصعبه.[3] والفيلمان اللذان أكملتهما مارلين في الستينيات، لِتس ميك لاف (1960) واللامتكيفون (1961)، فشلا بين النقاد والجماهير.[4] في أثناء تصوير الفيلم الآخر، اضطُرت إلى قضاء أسبوع في مستشفى للنقاهة.[4] وأيضًا انتهى زواجها الثالث، الذي كان بالمؤلف آرثر ميلر، بالطلاق في يناير عام 1961.[5]
بدلًا من العمل، قضت مارلين جزءًا كبيرًا من عام 1961 منشغلة بمشكلاتها الصحية، ولم تشارك في أي مشروع فيلميّ جديد. خضعت لعملية جراحية للانتباذ البطاني الرحمي واستئصال المرارة، وقضت أربعة أسابيع في رعاية المستشفى، منها فترة وجيزة في جناح الأمراض النفسية، لتعرُّضها لاكتئاب.[6] وفي وقت لاحق من عام 1961 رجعت إلى لوس أنجلوس، بعد ستة أعوام قضتها في مانهاتن، واشترت منزلًا إسبانيًّا هاسينديّ الطراز في شارع هيلينا درايف الخامس 12305 بمنطقة برنتوود.[7] في أوائل عام 1962 حصلت على جائزة غولدن غلوب لأكثر فيلم مفضل عالميًّا، وبدأت تصوير فيلم جديد لشركة فوكس للقرن العشرين، هو صمثنغز جات تو جيف الذي كان إعادة إنتاج لفيلم ماي فيفوريت وايف (1940).[8]
قبل الوفاة
في الأسابيع التي سبقت وفاتها، حاولت مونرو إصلاح صورتها العامة من خلال إجراء عدة مقابلات مع منشورات رفيعة المستوى. كما بدأت المفاوضات مع فوكس على إعادة توظيفها ومنحها بطولة الأدوار في إنتاجات أخرى.
قضت مونرو يومها الأخير، يوم السبت 4 أغسطس في منزلها في برينتوود، في حوالي الساعة 3 صباحا في اليوم التالي، لاحظت صديقتها أن مونرو قد أغلقت على نفسها في غرفة نومها ولم تستجب. موراي نبهت غرينسون، الذي وصل بعد فترة وجيزة واقتحم الغرفة، فصُدم عندما وجد مونرو ميتة.
سبب الوفاة
حكم قاضي محكمة لوس أنجلوس أن سبب الوفاة هو الانتحار وذلك استنادا إلى التحليل الذي أظهر تناولها لجرعة زائدة، وأنها تعرضا للعديد من للتقلبات المزاجية والتفكير الانتحاري.
الجنازة
أقيمت جنازة مارلين يوم 8 أغسطس في مقبرة حديقة ويستوود فيلدج التذكارية، حيث تم ترحيلها في ممر الذكريات.
نظرية المؤامرة
- مقالة مفصلة: نظرية المؤامرة
على الرغم من حكم الطبيب الشرعي، اقترحت عدة نظريات مؤامرة تشير إلى القتل، حيث كانت تشمل هذه النظريات الرئيس جون كينيدي وشقيقه روبرت كينيدي فضلا عن زعيم النقابة جيمي هوفا ورئيس الغوغاء سام جيانكانا. وبسبب انتشار هذه النظريات في وسائل الإعلام، قام مكتب محامي مقاطعة لوس انجليس بمراجعة القضية في عام 1982، لكنه لم يعثر على أي دليل يدعمهم ولم يعارضوا نتائج التحقيق الأصلي.
بعد مرور 53 عامًا على غلق التحقيقات في مقتل أسطورة السينما الأمريكية مارلين مونرو، واعتبار الانتحار بجرعة زائدة من الأدوية، سببًا للوفاة المفاجئة، عاد ضابط المخابرات الأمريكية لفتح ملف قضية أغلقت، بعد اعترافه أن «سي آي إيه» كانت وراء مقتل مونرو» التي لم يرجح حبها للحياة وانطلاقها وحماسها أي احتمالات للإقدام على الانتحار وحسب موقع «زا رايفل بيرد»، كان دخول نورمان هودجز، ضابط متقاعد بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يبلغ من العمر 78 عامًا، المستشفى، الاثنين الماضي، سببًا في كشف جلل عن السبب الفعلي وراء وفاة مارلين مونرو، حيث اعترف أنه هو من قام باغتيالها بأمر من إدارة الوكالة، مشيرًا إلى أنه نفذ 37 عملية اغتيال أخرى لأجل خدمة مصالح مسئولين بالإدارة الأمريكية، خلال الفترة بين 1959-1972، بما في ذلك عملية تصفية الممثلة مارلين مونرو يقول هودجز، حسب الموقع، إنه «عمل لدى سي أي أيه لأكثر من 41 عامًا، تولى خلالها المهام الأمنية عالية المستوى، وتم اختياره لتنفيذ مهام اغتيال الأفراد»، زاعمًا أنه «كان مسئولاً عن تصفية العلماء والفنانين ممن يشكلون خطرًا على مصالح الولايات المتحدة» وأوضح هودجز، أن مديره بالوكالة، ويدعى جيمي هايورث، أسند له مهمة اغتيال «مونرو» التي ربطتها علاقة غير سوية بالرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي، وغيره من الرؤساء «إذ إنها لم تضاجع كنيدي فقط، وإنما فيدل كاسترو أيضًا»، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أنه لم يقدم من قبل على قتل امرأة، فإنه لم يجد بداً من الانصياع للأوامر، موضحًا أن ثمة مخاوف انتابت الاستخبارات المركزية، من أن تقوم «مونرو» بنقل معلومات لممثل دولة أخرى، بشأن دوائر الحكم الأمريكية، ولهذا كان لابد من اغتيالها.[9]
مراجع
- Hertel, Howard; Neff, Don (August 6, 1962). "From the Archives: Marilyn Monroe Dies; Pills Blamed". لوس أنجلوس تايمز. مؤرشف من الأصل في 8 مايو 202021 أكتوبر 2015.
- Spoto 2001, pp. 328–329, 368–376; Churchwell 2004, p. 238; Banner 2012, pp. 211–214.
- Banner 2012، صفحة 335.
- Riese & Hitchens 1988, p. 270; Solomon 1988, p. 139; Spoto 2001, pp. 435-445;456; Churchwell 2004, p. 266; Banner 2012, pp. 353-356;361.
- Spoto 2001، صفحات 450–455.
- Spoto 2001، صفحات 453, for a new role, 466–467 for operations, 456–464 for psychiatric hospital stays.
- Spoto 2001، صفحات 465–470, 484–485.
- Spoto 2001, pp. 495–496; Churchwell 2004, pp. 74–75.
- الوفد. "ضابط أمريكى من على فراش الموت: أنا من قتل مارلين مونرو!". الوفد. مؤرشف من الأصل في 10 مايو 202010 مايو 2020.