ذو الوزارتين أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عبَّاد[3] (المتوفي سنة 433 هـ/1042م)[4] مؤسس سلالة بني عبَّاد في الأندلس، وأول حكامهم في إشبيلية،[5]
ذو الوزارتين | |||||
---|---|---|---|---|---|
| |||||
أمير طائفة إشبيلية | |||||
نوع الحكم | ملكي | ||||
الفترة | 414 هـ-433 هـ | ||||
|
|||||
معلومات شخصية | |||||
الاسم الكامل | أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي.[1] | ||||
الميلاد | سنة 984 إشبيلية |
||||
الوفاة | 433 هـ إشبيلية |
||||
مواطنة | الأندلس | ||||
اللقب | ذو الوزارتين | ||||
الديانة | مسلم | ||||
أبناء | المعتضد بن عباد[2] | ||||
عائلة | بنو عباد | ||||
معلومات أخرى | |||||
المهنة | سياسي |
ينحدر ابن عباد من قبيلة لخم، وقد برع أبوه أبو الوليد إسماعيل في علوم الفقه، فتولَّى قضاء إشبيلية،[6] وهي المهنة التي ورثها ابنه أبو القاسم محمد، فتولَّى قضاء المدينة لفترةٍ من الزمن،[7] وقد عرف بثرائه الكبير، فرُوي أنه امتلك ثلث أراضي إشبيلية.[8]
سيرته
في مطلع القرن الخامس الهجري، سادت الأندلس فتنة فتّت في عضُد الدولة الأموية في الأندلس وأدت إلى تفككها. في تلك الفترة، كان إشبيلية تحت سيطرة بنو حمود العلويون الذين نافسوا الأمويين على حكم الأندلس. وفي عام 414 هـ، ثار أهل قرطبة على الخليفة القاسم بن حمود، وأخرجوه منها.[9] فرّ القاسم إلى إشبيلية وكان فيها ولداه محمد والحسن، إلا أن أهلها كانوا قد ضجوا من تنافس الحموديين والأمويين على حكم المدينة، فأغلقوا أبواب المدينة دون القاسم، وطردوا ولديه منها، وولَّوا على أنفسهم ثلاثةً من كبار قضاة إشبيلية، وهم أبو القاسم بن عباد ومحمد بن يريم الألهاني ومحمد بن الحسن الزبيدي. إلا إنَّ أبا القاسم استبدَّ مع الوقت بالحكم، فأزاح زميليه وأصبح الحاكم الوحيد لإشبيلية.[10]
عمل أبو القاسم عقب ذلك على توسيع مملكته، فتحالف مع محمد بن عبد الله البرزالي حاكم قرمونة للاستيلاء على مدينة باجة وكانت تحت حكم المنصور بن الأفطس، فأسرع الأخير بإرسال ابنه محمد إلى باجة، فدخلها قبل وصول أبي القاسم، فضرب أبو القاسم حصار على المدينة حين بلغها، ونجح بعد معركةٍ شديدة بالاستيلاء عليها،[11] مما ألهب العداوة بينه وبني الأفطس منذ تلك الحادثة. فبعد سنوات، أراد أبو القاسم الإغارة على مملكة ليون، وهو لا يملك حدوداً معها، فاتفق مع بني الأفطس أن يسمحوا لجيشه بالمرور عبر أراضيهم لكي يصل إلى ليون، ولما توغَّل في أرضهم ووصل وادياً قريباً من ليون كمن له جيش بني الأفطس وهاجمه، وتمكَّن بصعوبة شديدةٍ من الوصول إلى لشبونة والنجاة بنفسه.[12]
في عام 427 هـ، انتزع يحيى المعتلي بالله صاحب مالقة قرمونة من صاحبها محمد بن عبد الله البرزالي، فاستغاث الأخير بحليفه ابن عباد، فبعث بجيش بقيادة ابنه إسماعيل لنصرته واسترداد قرمونة. وأثناء حصار قرمونة، دلّ بنو عمومة البرزالي ابن عباد على كون المعتلي بالله في حالة من السُكر، فانتهزها ابن عباد فرصة، وفاجأ المعتلي بالهجوم.[13] وعندما سمع يحيى بأنباء الجيش وثب قائلاً: «وابيضاض بختي الليلة وابن عبَّادٍ زائري!»، ثم أمر بحشد جنده، فاجتمع له نحو 300 فارس. إلا إنَّه هزم في المعركة وقُتِل، فعاد محمد البرزالي إلى قرمونة واستعاد عرشه.[14] وبعد ذلك، حاول أبو القاسم شنَّ الحرب على زهير الصقلبي صاحب ألمرية بدعوى عدم اعترافه بالخليفة الأموي هشام المؤيد بالله، الذي كان أبو القاسم قد أحضر شبيهًا له، وبايعه وبايعته الناس على أنه الخليفة السابق هشام المؤيد بالله، وجعل إقامته في إشبيلية ليتمكن من استخدامه كواجهة يحكم من خلفها. إلا إنَّ زهيرًا تحالف مع حبوس بن ماكسن صاحب غرناطة، واستطاعا هزيمة ابن عباد.[15] وبعد فترة، عاد أبو القاسم وأرسل ابنه إسماعيل لمهاجمة قرمونة، فنجح بالاستيلاء على أشونة وإستجة، إلا إنَّ ملكها البرزالي استنجد بباديس بن حبوس وإدريس المتأيد بالله صاحبي غرناطة ومالقة، وعندما جاءا بجيشيهما التقيا مع جيش إشبيلية عند إستجة، فهُزِمَ واندحر، وعاد إسماعيل إلى والده أبي القاسم خاوي اليدين.[16]
يعتبر أبو القاسم مؤسس سلالة بني عبَّاد الفعلي، وقد عُرِفَ بالحزم والقوة، وكانت إشبيلية قويَّة في عهده، وقد توفي في عام 433 هـ (1042م)، فورث ابنه المعتضد الحكم عنه.[17]
المصادر
- الإحاطة في أخبار غرناطة ص182.
- العنوان : Аббадиды — نشر في: Brockhaus and Efron Encyclopedic Dictionary. Volume I, 1890
- عبد الرحمن علي الحجي (1987): التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، ص391، مرجع سابق.
- عبد الكريم غرايبة (2006): عرب الماء والإنسان، ص122. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. نسخة محفوظة 13 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الإمام الذهبي: سير أعلام النبلاء، المجلد السابع عشر، ص527، مدخلة " ابن عباد أبو القاسم محمد بن إسماعيل اللخمي". رابط إلكتروني. نسخة محفوظة 28 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
- الإمام الذهبي: سير أعلام النبلاء، الطبقة الخامسة والعشرون، مدخلة "المعتمد بن عباد". رابط إلكتروني. نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- عبد الرحمن علي الحجي (1987): التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، ص387-391. دار القلم، دمشق - سوريا. دار المنارة، بيروت - لبنان.
- أدهم 2000، صفحة 42
- ابن عذاري ج3 1983، صفحة 134
- أحداث العام: 414 هجري: بنو عباد يوطدون ملكهم في أشبيلية. الموسوعة التاريخية، موقع الدرر السنية. تاريج الولوج 30-06-2013. نسخة محفوظة 11 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- أدهم 2000، صفحة 47
- أدهم 2000، صفحة 48
- أدهم 2000، صفحة 52
- أدهم 2000، صفحة 53
- أدهم 2000، صفحة 54
- أدهم 2000، صفحة 54-55
- عبد الرحمن علي الحجي (1987): التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، ص389، مرجع سابق.
كتب
- علي, أدهم (2000). المعتمد بن عبَّاد. الإدارة العامة للثقافة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة - مصر.
- ابن عذاري, أبو العباس أحمد بن محمد (1980). البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب. دار الثقافة، بيروت.
سبقه لا أحد |
حاكم طائفة إشبيلية | تبعه المعتضد بن عباد |