الرئيسيةعريقبحث

أبوالقاسم الكاشاني


☰ جدول المحتويات


السيد أبوالقاسم الكاشاني (1877 - 12 مارس 1962) هو مرجع شيعي وزعيم سياسي سابق. وهو نجل آية الله مصطفي الكاشاني، أحد المشاركين في ثورة العشرين. قارع أبوالقاسم الكاشاني الإستعمار البريطاني منذ شبابه في العراق ولكن بعد انتكاسة الثورة طارده الإنجليز فغادر العراق واتجه إلى إيران. له مشاركات سياسية بارزة في إيران مع الدكتور محمد مصدق في تحريك الشارع وتحشيد الطبقة السياسية والدينية وإستصدار قانون تأميم نفط إيران. لكن بعد أن أختلف مع محمد مصدق بسبب اتجاهه نحو العلمانية، تخلی كاشاني عن مسيرة الثورة واتهمه بخيانة الإسلام.[1]

أبوالقاسم الكاشاني
(بالفارسية: سید ابوالقاسم کاشانی)‏ 
Abolghasem Kashani.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 1877
طهران
الوفاة 12 مارس 1962
طهران
مكان الدفن مرقد الشاه عبد العظيم
الجنسية إيراني
الديانة إسلام
الأب مصطفى الكاشاني 
منصب
بداية 8 أغسطس 1952
نهاية 1 يوليو 1953
سبقه حسن إمامي
خلفه عبد الله معظمي
الحياة العملية
المهنة سياسي،  وعالم عقيدة،  والآخوند 
الحزب مجمع المسلمين المجاهدين
حزب الجبهة الوطنية الإيرانية

النشأة والتعليم

أبوالقاسم بن مصطفی بن حسن بن محمدعلي بن رضا الحسيني الكاشاني ولد عام 1300 هـ بمدينة الري جنوب طهران. بعد حصوله على مبادئ العلوم الاولية هاجر مع والده إلی النجف، وهو في سنّ الخامسة عشرة من عمره. كان والده السيد مصطفى الكاشاني أحد المشاركين في ثورة العشرين، التي قادتها المرجعية الدينية في سامراء والنجف ضد الاحتلال البريطاني.

تتلمذ آية الله الكاشاني في حوزة النجف علی يد كبار العلماء كآية الله محمد كاظم الخراساني والشيخ حسين الخليلي. وقد حصل علی درجة الاجتهاد من السيد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني والشيخ ضياء الدين العراقي.[2]

حياته السياسية

شارك آية الله الكاشاني مع والده في ثورة العشرين وكان عضواً في المجلس العلمي لقيادة الثورة. فقَدَ آية الله الكاشاني والده السيد مصطفى في إحدى المعارك ضد البريطانيين. فبعد أن توالت الحملات البريطانية العنيفة، أجبر الثوار على التسليم واعتقال الكثير من العلماء الثوريين في النجف وكربلاء، وهروب البعض الآخر، فغادر السيد الكاشاني العراق وعاد إلى إيران.

ضغطت الإنجليز علی الحكومة الإيرانية لتسليم كاشاني لهم. فاضطر آية الله كاشاني ان يبقی سنة كاملة مختفياً بمدينة قم. لكن بعد سنة تم اعتقاله وتسليمه إلى الغزاة البريطانيين. فسجن في الحامية البريطانية في مدينة أراك. ثم أرسل إلی سجن مدينة كرمانشاه وبقي في السجن حتی نهاية الحرب العالمية الثانية. وبعد فترة نفته الحكومة إلی مدينة قزوين، ثم أعيد إلی طهران.

بعد أن تسلم عبد الحسين الهجير منصب رئاسة الوزراء سعی إلی ربط إيران بالإنجليز أكثر فاكثر، ووعدهم بإعطاء امتيازات اضافية في مجال النفط. فقام الشعب بوقوف ضده وقد قاد السيد الكاشاني تظاهرات ضخمة في تلك الفترة ضد حكومة هجير. فقامت الحكومة بالقاء القبض عليه وسجنه ثم نفيه إلی بيروت. ولكن لم يطل إقامته هناك حيث أثمر ضغط الشعب على الشاه ليعيده. ففي عام 1950 عاد إلی طهران باستقبال مئات الآلاف من الشباب الإيرانيين.[3]

كاشاني ومصدق

آية الله الكاشاني و الدكتور مصدق

بعد أن أغتيل رئيس الوزراء عبد الحسين الهجير، وأثبتت قوة المعارضة الإسلامية، أجبرت الحكومة علی إجراء انتخابات تشريعية حرة نسبيا. وعلی أثر ذلك دخل مرشحو الاقلية الوطنية من بينهم السيد الكاشاني والدكتور محمد مصدق إلی المجلس.

ففي هذه الفترة طرح محمد مصدق لائحة تأميم النفط، فوقف بجانبه آية الله كاشاني بكل قوة وسيّر الجماهير في دعمه وعلی اثر ذلك اجتاحت إيران موجة من التظاهرات والإضرابات طالبت بتأميم النفط وطرد الشركات الاستعمارية.[4][5] ففي عام 1952 أسقطت حكومة منصور وأصدر الشاه حكما بتعيين الدكتور مصدق رئيسا للوزراء. بعد يومين من استلامه السلطة قام مصدق بتأميم النفط الإيراني وألغى الامتياز الممنوح لشركة النفط الإيراني البريطاني.

اختلف مصدق مع الشاه حول منصب وزارة الدفاع التي كان يريد الاشراف عليها إلی جانب رئاسة الوزراء، في حين كان الشاه يعارض ذلك وقد أدّی هذا الخلاف إلی ان يقدم الدكتور مصدق استقالته يوم 16 يوليو 1952. وافق الشاه بسرعة علی استقالته وعيّن مكانه السياسي المخضرم أحمد قوام السلطنة لكن كاشاني عارض هذا الامر بشدة وأصر علی أن يرجع مصدق للحكومة وان يتم عزل قوام السلطنة، وفي نفس الوقت قاد انتفاضة شعبية عظيمة، وقد اندلعت احتجاجات كبرى في مدن إيران الرئيسية. حاول قوام السلطنة الوقوف بوجه الانتفاضة والقيادة لكنه لم يستطع من الصمود امام الكاشاني وغليان الشارع أكثر من أربعة أيام. أجبر الشاه وخشيته من الاحتجاجات أن يعزل قوام ويعيد تعيين مصدق لرئاسة الوزارة للمرة الثانية مع منحه كامل الصلاحيات بالسيطرة على الجيش.[6][7]

ولكن بدأت الخلافات بين آية الله كاشاني ومحمد مصدق بعدما بدأ مصدق وأتباعه بمواجهة الحركة العلمائية وتشويشها. فأصدر مجموعة من رجال الدين الإيرانيين فتوى بأن مصدق معاد للإسلام والشريعة بسبب تحالفه مع كتل اليسار والليبراليين، فانسحب آية الله كاشاني من التحالف مع مصدق.[8] واتهمه بخيانة الإسلام. وهذا ما أدّی إلی أن يتخلی الناس عن مصدق، فقامت الامريكان والإنجليز القيام بانقلاب ضده في 19 أغسطس 1953 وبذلك سقطت حكومة مصدق.[9][10]

قبر آية الله الكاشاني

وفاته

توفی السيد الكاشاني في 14 مارس 1962 بعد مرض طويل وذلك عن عمر يناهز الثمانين وقد شيّع جثمانه في اليوم التالي ودفن إلی جوار مرقد عبد العظيم الحسني.[11]

مقالات ذات صلة

المصادر

  1. فهمي هويدي، إيران من الداخل ، دار الشروق، 2011.
  2. السيد ابو القاسم الكاشاني، Iran Arabic Radio،2012. نسخة محفوظة 27 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. الحمدانی، علاء، الفقیه المجاهد السید أبوالقاسم الکاشانی ، مجلة التوحيد(العربي).
  4. MacKay, Sandra, The Iranians, (Plume, 1998) p.198
  5. Abrahamian, Ervand, Khomeinism : essays on the Islamic Republic, University of California Press, c1993. p.107
  6. أبو الفضل البرقعي القمي، سوانح الأيام: أيام من حياتي ، العبيكان للنشر, 21/08/1394 ه‍.ش، صفحة:59 -60. نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  7. محمد علي آذرشب ،الحوزة الإيرانية في القرن الماضي. نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. Kressin, Wolfgang K. (May 1991). "Prime Minister Mossadegh and Ayatullah Kashani From Unity to Enmity: As Viewed from the American Embassy in Tehran, June 1950 – August 1953" ( كتاب إلكتروني PDF ). University of Texas at Austin. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 12 أكتوبر 2017.
  9. Ends of British Imperialism: The Scramble for Empire, Suez, and Decolonization. I.B.Tauris. 2007. صفحات 775 of 1082.  . مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 2017.
  10. Bryne, Malcolm (18 August 2013). "CIA Admits It Was Behind Iran's Coup". Foreign Policy. مؤرشف من الأصل في 02 ديسمبر 2014.
  11. السيد ابو القاسم الكاشاني عليه الرحمة ، موقع الإمام الهادي عليه الصلاة والسلام. نسخة محفوظة 16 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :