الرئيسيةعريقبحث

أوروبا الأرثوذكسية


☰ جدول المحتويات


خارطة تُبيِّن انتشار الأرثوذكسيَّة الشرقيَّة في أوروپَّا.

أوروبا الأرثوذكسية هو مصطلح يشير إلى البلدان الأوروبية ذات الأغلبية المسيحية الأرثوذكسية. تشترك بلدان أوروبا الأرثوذكسية بعناصر الحضارة الأرثوذكسية حيث ينتشر في مناطق هذه الدول التقليد الليتورجي والأدبي والمعماري البيزنطي، وتمتد حدود هذه الحضارة بين الدول ذات الغالبية الأرثوذكسية والحضارة المسيحية الشرقية المشتركة والتي ترتبط من الناحية التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية. يغطي هذا المجال الثقافي أغلب دول أوروبا الشرقية وهي بلغاريا، واليونان، وجمهورية مقدونيا، والجبل الأسود، وجنوب غرب روسيا، وصربيا، ورومانيا، وأوكرانيا، وجورجيا ومولدوفيا وبيلاروسيا.

تاريخ

كيرلس وميثوديوس، بفضل تأثيرهما الكبير في التطور الديني والثقافي للشعوب السلافية عامة دعيا بلقب رسل السلافيين.

الكنائس الأرثوذكسية التقليدية هي الكنائس الشرقية، منه البيزنطية (أي الرومية أو ما تسمى أيضاً باليونانية) والسلافية، وقد تم انشقاق الكنيسة بين الغرب (الفاتيكان والمسماه اليوم الرومانية الكاثوليكية) وبين الشرق (الرومية، البيزنطية، والمساماه أيضاً اليوم الرومية الأرثوذكسية. وقد استفحل هذا الانشقاق على أيام ميخائيل كيرولارس بطريرك القسطنطينية عام 1054، لأسباب سياسية أكثر منها عقائدية. اعتبرت الإمبراطورية البيزنطية مركز ثقل الكنيسة الأرثوذكسية، وكانت عاصمتها القسطنطينية، مركز المسيحية الشرقية ومركز حضاري عالمي، وأضحت أعظم مدن العالم في ذلك العصر.[1] واشتهرت المدينة من خلال الروائع المعمارية، مثل كاتدرائية آيا صوفيا الأرثوذكسية الشرقية والتي كانت بمثابة مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية، إلى جانب القصر الإمبراطوري المقدس حيث عاش الأباطرة، وبرج غلطة، وميدان سباق الخيل، والبوابة الذهبيّة، فضلًا عن القصور الأرستقراطية الغنية والساحات العامة وحماماتها الفاخرة مثل حمامات زاكبيكوس.[2] امتلكت القسطنطينية على العديد من الكنوز الفنية والأدبية قبل أن تسقط في عام 1204 وعام 1453،[3] كما واشتهرت المدينة في مكتباتها وأبرزها كانت مكتبة القسطنطينية وهي آخر المكتبات الكبيرة في العالم القديم، وقامت مكتبة القسطنطينية بحفظ المعرفة القديمة لليونان والإغريق لأكثر من ألف عام وحوت على حوالي 100,000 نص.[4] وتعتبر جامعة القسطنطينية التي تأسست من قبل الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني أول جامعة في العالم.[5] وتضمنت الجامعة على كليات ومدارس في الطب، الفلسفة، اللاهوت والقانون، كما كانت المدارس الإقتصادية المختلفة والكليات والمعاهد الفنية والمكتبات وأكاديميات الفنون الجميلة أيضًا مفتوحة في المدينة.

كاتدرائية أرثوذكسية في بلغاريا: عانى المسيحيون في أوروبا الشرقية من تعسف الاتحاد السوفيتي والشيوعية.

انتقل مركز ثقل الأرثوذكسية عقب سقوط القسطنطينية إلى روسيا حيث أعاد الأباطرة الروس من أسرة رومانوف، حماة المذهب الأرثوذكسي، الثنائية التقليدية في قيادة الكنيسة بينهم وبين البطاركة.[6] كانت المسيحية الأرثوذكسية الروسية هي دين الدولة الرسمي في الإمبراطورية الروسية، وقد اعتنقها أغلبية سكان الإمبراطورية. وكان رئيس الكنسية الأرثوذكسية الروسية هو القيصر، الذي يحمل لقب المدافع الأعلى للكنيسة، وعلى الرغم من أنه كا قد ألغى جميع التعيينات، إلا أنه لم يكن له حق البت في مسائل العقيدة أو تعاليم الكنيسة. انحصرت السلطة الكنسية الرئيسية في يد المجمع المقدس، ورئيسه المدعي العام، الذي كان في ذات الوقت أحد أعضاء مجلس الوزراء، ويُمارس صلاحيات واسعة جداً في المسائل الكنسية.

كانت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية مؤسسة قوية في الامبراطورية الروسية، وارتبطت بالأسرة الحاكمة، وشكّل النفوذ المتزايد للقس غريغوري راسبوتين أحد الأسباب التي سببت قيام الثورة الروسية عام 1917. أدى قيام الشيوعية سنة 1917 إلى تأثير سلبي على الكنيسة الأرثوذكسية.[7] أثرّت الحرب العالمية الأولى وقيام الشيوعية سنة 1917 تأثيرًا سلبيًا على الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، وأدت إلى استقلال عدد من الكنائس التابعة لها،[7] ولم يكن تأثير الشيوعية السلبي منحصرًا عليها بل شمل باقي الكنائس الأرثوذكسية الشرقية أيضًا، بنتيجة تبني عدد من الدول ذات الغالبية الأرثوذكسية للنظام الشيوعي ردحًا من الزمن حتى سقوط الاتحاد السوفياتي في سنوات 1990.[8]

شهدت دول أوروبا الشرقية مع سقوط الإتحاد السوفياتي والأنظمة الشيوعية صحوة دينية كبرى منها روسيا ممثلة بالعلاقة الوثيقة بين الكنيسة الروسية الأرثوذكسية وفلاديمير بوتين، أوكرانيا، بولندا، صربيا، كرواتيا، رومانيا وبلغاريا.

ديموغرافيا

المسيحيين الأرثوذكس هم ثاني أكبر الطوائف المسيحية في أوروبا وتبلغ نسبتهم حوالي 35.4% من مجمل المسيحيين أي 200,160,000 نسمة، والدول والمناطق ذات الأغلبيّة من أتباع الأرثوذكسية المسيحية في القارة هي: أرمينيا،[9] روسيا البيضاء،[9] بلغاريا،[9] جورجيا،[9] اليونان،[9] جمهورية مقدونيا،[9] قبرص،[9] مولدوفيا،[9] رومانيا،[9] روسيا،[9] جمهورية صربيا،[9] مونتينيغرو[9] وأوكرانيا.[9] كما وتوجد أقليات أرثوذكسية كبيرة في ألبانيا وفنلندا والبوسنة والهرسك. كما وتسود الأرثوذكسية الشرقيّة والمشرقيّة بين المسيحيين في تركيا وأذربيجان.

قائمة دول أوروبا الأرثوذكسية

القائمة تستعرض الدول ذات الغالبية الأرثوذكسية في أوروبا، أُخذت القائمة من دراسة قام بها معهد بيو في 2010.[10]

مرتبة دولة عدد الأرثوذكس[11] نسبة الأرثوذكس[12]
1  روسيا 101,450,000 71.0%
2  أوكرانيا 34,850,000 76.7%
3  رومانيا 18,750,000 87.3%
4  اليونان 10,030,000 88.3%
5  صربيا 6,630,000 86.3%
6  بلغاريا 6,220,000 83.0%
7  روسيا البيضاء 5,900,000 61.5%
8  جورجيا 3,820,000 87.8%
9  مولدوفا 3,410,000 97.9%
10  أرمينيا 2,680,000 86.6%
11  جمهورية مقدونيا 1,330,000 64.8%
12  قبرص 790,000 71.8%
13  الجبل الأسود 470,000 75.1%

أقليات أرثوذكسية

القائمة تستعرض الدول الأروربية التي تضم على أكبر عشرة أقليات أرثوذكسية، أُخذت القائمة من دراسة قام بها معهد بيو في 2010:

مرتبة دولة عدد الأرثوذكس[11] نسبة الأرثوذكس[12]
*  كازاخستان 3,430,000 21.4%
1  البوسنة والهرسك 1,440,000 38.2%
2  ألمانيا 1,140,000 1.4%
2  المملكة المتحدة 560,000 0.9%
4  لاتفيا 370,000 16.5%
5  فرنسا 370,000 0.6%
*  أذربيجان 260,000 2.8%
6  إستونيا 250,000 18.9%
7  ألبانيا 240,000 7.5%
8  كرواتيا 200,000 4.4%
9  النمسا 190,000 2.3%
*  تركيا 180,000 0.3%
10  ليتوانيا 170,000 5.1%

مراجع

  1. الحضارة البيزنطية - تصفح: نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. Rautman, M.L. p. 77
  3. Janin (1964), passim
  4. "Preserving The Intellectual Heritage--Preface". مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2017.
  5. Marina Loukaki: "Université. Domaine byzantin", in: Dictionnaire encyclopédique du Moyen Âge, Vol. 2, Éditions du Cerf, Paris, 1997, , p. 1553:
    «Le nom "université" désigne au Moyen Âge occidental une organisation corporative des élèves et des maîtres, avec ses fonctions et privilèges, qui cultive un ensemble d'études supérieures. L'existence d'une telle institution est fort contestée pour Byzance. Seule l'école de Constantinople sous Théodose Il peut être prise pour une institution universitaire. Par la loi de 425, l'empereur a établi l'"université de Constantinople", avec 31 professeurs rémunérés par l'État qui jouissaient du monopole des cours publics.»
  6. تاريخ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية - تصفح: نسخة محفوظة 21 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. الكنيسة الروسية خارج الحدود، شبكة القديس سيرافيم، 24 كانون الأول 2010. نسخة محفوظة 21 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  8. Mary B. Cunningham; Elizabeth Theokritoff (18 December 2008). The Cambridge Companion to Orthodox Christian Theology. Cambridge University Press. صفحات 15–.  . مؤرشف من الأصل في 12 مارس 2020.
  9. Predominant Religions - تصفح: نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان الأرثوذكس وتوزعهم في العالم - تصفح: نسخة محفوظة 29 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
  11. NW, 1615 L. St; Washington, Suite 800; Inquiries, DC 20036 USA202-419-4300 | Main202-419-4349 | Fax202-419-4372 | Media (2011-12-19). "Table: Christian Population in Numbers by Country | Pew Research Center" (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 201919 مايو 2019.
  12. NW, 1615 L. St; Washington, Suite 800; Inquiries, DC 20036 USA202-419-4300 | Main202-419-4349 | Fax202-419-4372 | Media (2011-12-19). "Table: Christian Population as Percentages of Total Population by Country | Pew Research Center" (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 201919 مايو 2019.

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :