الرئيسيةعريقبحث

المسيحية في تركيا

الديانة المسيحية وأتباعها في الجمهورية التركية

☰ جدول المحتويات


لدى المسيحية في تركيا تاريخٌ طويل وحافل في الأناضول، وهي منتشرة بطُقوسها السريانيّة والبيزنطيّة والأرمنيّة، وخرج منها الكثير من الفلسفات والنصوص الليتورجية وآباء الكنيسة والشهداء والقديسين فضلًا عن الملافنة، حيث تُعتبر تركيا الحاليّة مسقط رأس العديد من الرسل والقديسين المسيحيين، مثل بولس الطرسوسي، وتيموثاوس، والقديس نقولا وبوليكاربوس من سميرنا والآباء الكبادوكيين وغيرهم من الشخصيات المسيحيّة البارزة. وتعتبر البلاد مركزًا للعديد من المواقع المسيحيّة التاريخيّة والتراثيّة منها بطريركية القسطنطينية المسكونية وبطريركية أنطاكية تاريخيًا.[3][4] وفيها عدد من الأماكن المقدسة المسيحية مثل أنطاكية وأفسس وهي من أكثر مدن العالم المسيحي قداسةً إذ تحظى أنطاكية أهمية كبيرة لدى المسيحيين في الشرق، فهي أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والقسطنطينية والقدس وفيها أطلق على المسيحيين لقب مسيحيين أول مرة. أما أفسس فقد كانت مركزاً للمسيحية، واستخدمها بولس كقاعدة له. حيث كان بولس يٌجادل الحرفيين الذين كانوا في هيكل آرتميس وهناك كتب بولس رسالة كورنثوس الأولى من أنطاكية وأفسس. وتشتهر أفسس بوجود منزل العذراء مريم فيها، الذي يٌعتقد بأنه آخر بيت سكنت فيه مريم العذراء، وهو الآن مكان للحج.

مَسِيحُيو تُركيا
Türk Hristiyanlar
مناطق الوجود المميزة
 تركيا ‏ 200,000 - 320,000 [1][2]
اللغات

التركية: بالاضافة إلى اللغة الأرمنية والسريانية والعربية واليونانية

الدين

الغالبية تنتمي إلى الأرثوذكسية المشرقية والشرقيَّة، وأقليّة إلى الكاثوليكية والپروتستانتية

المجموعات العرقية المرتبطة

أرمن، الآشوريون (السريان)، عرب (روم أنطاكيونيونانيون، أتراك، أكراد

هوامش
[1].^ ولد في الأراضي التركية الحاليَّة.

[2].^ من أصول مسيحية تعود إلى جمهورية تركيا.

في عام 330 قام الإمبراطور قسطنطين بنقل العاصمة من روما إلى القسطنطينية، والتي أصبحت مركز المسيحية الشرقية ومركزًا حضاريًّا عالميًّا، فأضحت أعظم مدن العالم في ذلك العصر.[5] وعلى الأراضي التركية الحاليّة امتدت الإمبراطورية البيزنطية والتي لعبت دور هام وأساسي في تاريخ المسيحية وتركت أثرًا هامًا على الحضارة المسيحية الأرثوذكسية.[6] أدّت الحروب الأهلية المتعاقبة في القرن الرابع عشر إلى استنزاف المزيد من قوة الإمبراطورية، وفقدت معظم أراضيها المتبقية في الحروب البيزنطية العثمانية، والتي بلغت ذروتها في سقوط القسطنطينية والاستيلاء على الأراضي المتبقية من قبل الدولة العثمانية في القرن الخامس عشر. وقد سمح العثمانيون للمسيحيين أن يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية تحت حماية الدولة، وفقًا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية، وبهذا فإن أهل الكتاب من غير المسلمين كانوا يعتبرون رعايا عثمانيين لكن دون أن يُطبق عليهم قانون الدولة، أي أحكام الشريعة الإسلامية، وفرض العثمانيون، كجميع الدول الإسلامية من قبلهم، الجزية على الرعايا غير المسلمين مقابل إعفائهم من الخدمة في الجيش. كانت الملّة الأرثوذكسية أكبر الملل غير الإسلامية في الدولة العثمانية، وقد انقسم أتباعها إلى عدّة كنائس أبرزها كنيسة الروم، والأرمن.

في مطلع القرن العشرين شكّل المسيحيون بين 17.5% إلى 25% من مجمل سكان أراضي تركيا الحاليَّة،[7] وفي عام 1910 ضمت تركيا الحالية سابع أكبر تجمع سكاني مسيحي أرثوذكسي في العالم؛[8] لكن انخفضت نسب وأعداد المسيحيين عقب الإبادة الجماعية للأرمن وبعض الطوائف المسيحية الأخرى،[9] فضلًا عن عملية التبادل السكاني لليونانيين الأرثوذكس وضريبة الثروة التركية عام 1942 وبوغروم إسطنبول عام 1955 والتي أدَّت إلى هجرة أغلبية مسيحيين من إسطنبول.

في مطلع القرن الواحد والعشرين تراوحت أعداد المسيحيين في تركيا بحسب الدراسات المختلفة بين 120 ألف إلى حوالي 310 ألف،[10][11][12] منهم 80 ألف شخص من أتباع كنيسة الأرمن الأرثوذكس، وحوالي 40 ألف شخص من أتباع الكنيسة الكاثوليكية (منهم خمسة آلاف ينتمي إلى الكنائس الكاثوليكية الشرقية[13] وحوالي 22 ألف شخص من أتباع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (منهم 18 ألف رومي أنطاكي وحواي أربعة الآف يوناني أرثوذكسي)[11][14] فضلًا عن 17 ألف من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. كما وتتواجد أقلية من المجتمع المسيحي التركي البروتستانتي المكونّ من الإثنية والعرقية التركية، أغلبهم من خلفية تركية مسلمة.[15][16][17] وحسب رئاسة الشؤون الدينية التركية هناك 349 كنيسة تتواجد في أراضي الجمهورية التركيّة منها 140 كنيسة لليونانيين و58 للسريان و54 للأرمن.[18]

تاريخ

العصور المبكرة

رحلة بولس الأولى في آسيا الصغرى.

على الأرجح بدأ تنصير السريان والأرمن في حوالي القرن الأول الميلادي،[19] ويذكر سفر أعمال الرسل انتشار المسيحية خارج القدس.[20] بشر كل من القديس بطرس وبولس في تركيا وأسسوا الكنائس الأولى والجماعات المسيحية الأولى في العالم. مكث بولس لفترة من الزمن في مدينته طرسوس ومن ثم انضم إلى برنابا وذهبا معاً إلى أنطاكية حيث وعظا فيها سنة كاملة، ومن هناك انحدروا إلى منطقة اليهودية حاملين معهم مساعدات من كنيسة أنطاكية.[21] وبعد أن أكملا مهمتهما غادرا أورشليم يرافقهما مرقس.[22] وظهر استخدام كلمة مسيحي لأول مرة في حوالي عام 42 للميلاد، حيث يذكر سفر أعمال الرسل إعطاء أتباع يسوع لقب مسيحيين في مدينة أنطاكية: فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.[23] ومن أنطاكية بدأ بولس رحلته التبشيرية الأولى نحو اليونان وآسيا الصغرى،[24] ورافقه فيها برنابا وفي قسم منها ابن أخت هذا الأخير مرقس. فعبروا البحر إلى قبرص وبعد ذلك إلى جنوب تركيا (بيرجة، بيسيدية، أيقونية، لسترة، دربة). كان بولس ورفاقه يتبعون أسلوبًا معينًا في الدعوة، فقد كانوا يتنقلون من مدينة إلى أخرى ينادون بالخلاص بيسوع في مجامع اليهود وفي الأسواق والساحات العامة حيث أوجدوا جماعات مسيحية جديدة وأقاموا لها رعاة وقساوسة. انقسم اليهود من سامعيهم بين مؤيد ومعارض، وأما بولس فقد حول وجهه صوب الوثنيين ليتلمذهم هم أيضاً على ما يؤمن به.[25] وكان آخر من توفي من التلاميذ الاثني عشر يوحنا بن زبدي الذي استقر في تركيا قبل أن ينفى إلى بطمس حيث قضى هناك سني حياته الأخيرة، وكان الوحيد من الرسل الذي مات بشكل طبيعي - أي أنه لم يقتل خلال أحد الاضطهادات - قرابة العام 101.[26]

بداية القرن الثاني كانت المسيحية عبارة عن جماعات متفرقة صغيرة على هامش المجتمع ضمن الإمبراطورية الرومانية، وكانت قوة إيمان هذه الجماعات ونبذها الرسمي للثقافة الرومانية المتعارف عليها، فضلاً عن أصول المنتمين الأوائل إليها المتواضعة، مصدر إزعاج لدى مثقفي العالم الروماني كشيشرون وجالينوس،[27] بيد أن أعظم ما كان يقلق الإمبراطورية الرومانية رفض المسيحيين عبادة الإمبراطور عنصر تماسك الإمبراطورية؛ فضلاً عن رفضهم الكثير من الطقوس الرسمية، إلى جانب إعلانهم احتكار الحقيقة وتقبل الموت على الارتداد عن الدين، ما دفع الخطيب البليغ لوقيانوس للقول بأن بسطاء العقل هؤلاء لم يكونوا مجرمين لكن يسوع المنافق قد خدعهم وكهنتهم يتلاعبون بهم؛[27] سوى ذلك فقد كان المسيحيون الأوائل يرفضون بنوع خاص الاحتكاك بالعلوم الدنيوية لارتباطها بشكل وثيق بالأديان الوثنية،[28] ما دفع المؤرخ الروماني سلس حوالي العام 175 إلى لوم المسيحيين لأنهم يحرصون على جهلهم.[29] وفي عهود المسيحية المبكرة حوت كبادوكيا على العديد من المدن تحت الأرض، استخدمت أغلبها كأماكن للاختباء قبل تحوّل المسيحية إلى ديانة مقبولة. وتمتلك هذه المدن التي تقع تحت الأرض على شبكات دفاعية وأشراك في العديد من طبقاتها السفلية. وبعض من هذه الأشراك معقدة وإبداعية للغاية، ومن هذه الأشراك عدد مكونة من صخور دائرية كبيرة لإغلاق الأبواب والمعابر وأشراك مؤلفة من ثقوب في الأسقف يتمكن المدافع من إسقاطها على المهاجم من الأسفل. وكانت هذه الأنظمة الدفاعية تستخدم بشكل أساسي ضد الرومان. وكانت منظومة الأنفاق هذه قد بنيت بممرات ضيقة، لمواجهة الأسلوب القتالي الروماني الذي اعتمد على القتال الجماعي، لإجبارهم على المرور فرادىً لتسهيل عملية اصطيادهم.

جبل أكتيبي غوريم في كبادوكيا تضم المنطقة على العديد من المواقع المسيحية المقدسة ذات الأهمية التاريخية والتراثية في التقاليد المسيحية.

كان الآباء الكبادوكيون في القرن الرابع من الركائز الأساسية للفلسفة المسيحية آنذاك. كما برز من بين أبنائها رجال احتلوا بطريركية القسطنطينية ومنهم يوحنا الكابودوكي الذي احتل هذا المنصب بين عام 517 وعام 520. ويضم مصطلح الآباء الكبادوكيين كل من باسيليوس قيصرية (330-379) أسقف قيصرية وواحد من أهم علماء اللاهوت المسيحي. إلى جانب أخيه الأصغر غريغوريوس أسقف نيصص (332-395). وغريغوريوس النزينزي (329-389)، والذي كان رئيس أساقفة القسطنطينية. ويُعتبر غريغوريوس أكثر اللاهوتيين براعةً إلى حدٍ بعيد في أسلوبه البلاغي في العصر الآبائي.[30] لعب الآباء الكبادوكيين في تطوير الفلسفة المسيحية واللاهوت المسيحي المبكر، منها على سبيل المثال عقيدة الثالوث،[31] وتضم الأعمال اللاهوتية للآباء الكبادوكيين أعمال متعلقة بالعقيدة المسيحية، والفلسفة المسيحية، والتشريعات الدينية، والقُدَّاسات، والطُّقُوس الدينية وطرق العبادة وغيرها. ويُحظى الآباء الكبادوكيين باحترام كبير في كل من الكنائس المسيحية الغربية والمسيحية الشرقية. ولأغلب الفترة البيزنطية بقيت في أمان نسبي عن منطقة المواجهات الدائرة بينها وبين الإمبراطورية الساسانية، لكنها كانت منطقة حدودية مهمة لاحقاً خلال فترة الفتوحات الإسلامية. ومع القرن السابع الميلادي، قسمت كبادوكيا بين ثيمتا أناتوليك وأرمينياك. وخلال القرنين التاسع والحادي عشر الميلادي، شكلت المنطقة ثيمتا خرسيانون وكبادوكيا.

الامبراطورية البيزنطية

أيقونة بيزنطية تظهر قسطنطين الأول محاطًا بالبطاركة والأساقفة في مجمع نيقية الأول ويمسكون قانون الإيمان الذي صاغة المجمع.

تتوجت خطوات قسطنطين الأول التسامحية بمرسوم ميلانو سنة 312 والذي اعترف بالمسيحية دينًا من أديان الإمبراطورية الرومانية، فرغم جميع الاضطهادات، كانت قوة المسيحية الديموغرافية تتنامى مع العلم أنها وحتى عام 312 كانت أقلية داخل الإمبراطورية ككل، لكنها قد تحولت إلى قوة لا تستطيع جهات الإمبراطورية الرسمية طمسها أو التغاضي عنها.[32] وفي عام 324 اختار الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول بيزنطة لتكون العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية وأطلق عليها اسم روما الجديدة (التي أصبح اسمها القسطنطينية لاحقًا وبعد ذلك إسطنبول). وأصبحت القسطنطينية مركز المسيحية الشرقية ومركز حضاري عالمي.[5] بعد سقوط الامبراطورية الرومانية الغربية، أصبحت القسطنطينيّة عاصمة الإمبراطورية البيزنطية (الامبراطورية الرومانية الشرقية).[33] وعُقدت في تركيا أغلب المجامع المسكونية بحكم كونها مركز الإمبراطورية ولعلّ أهمها مجمع نيقية (325) ومجمع القسطنطينية (381) ومجمع أفسس (431) ومجمع خلقيدونية (451). مع انهيار روما، والانشقاق الداخلي في البطريركيات الشرقية الأخرى، أصبحت كنيسة القسطنطينية، بين القرنين السادس والحادي عشر، أغنى مركز للعالم المسيحي وأكثرها نفوذاً.[34] وكان لها دور أساسي في نهوض المسيحية خلال عصور الرومان والبيزنطيين،[35] إلى جانب كونها مركز ومقر لبطريرك القسطنطينية المسكوني. كما احتوت المدينة على بعض أقدس الآثار في العالم المسيحي مثل إكليل الشوك والصليب الحقيقي.

خلال القرن السادس، كانت الثقافة التقليدية اليونانية الرومانية لا تزال مؤثرة في الإمبراطورية الشرقية ومن أعلامها البارزين الفيلسوف الطبيعي يوحنا فيلوبونوس. مع ذلك، كانت الفلسفة والثقافة المسيحية سائدة وبدأت تحل محل الثقافة القديمة. علمت التراتيل التي كتبها رومانوس المرنم تطور القداس الديني في حين أن المهندسين المعماريين والبنائين عملوا لاستكمال الكنيسة الجديدة للحكمة المقدسة، آيا صوفيا، التي صممت خلال حقبة جستينيان الأول لتحل محل كنيسة أقدم دمرت خلال ثورة نيقية. يعتبر ذلك الصرح اليوم أحد المعالم الرئيسية في تاريخ الهندسة المعمارية البيزنطية. وقام جستينيان الأول بتبني المسيحية الخلقيدونية،[36] في حين مالت زوجته ثيودورا إلى مذهب الميافيزية. خلال عصر الإمبراطورية البيزنطية حاولت الكنيسة أستبدال العادات الوثنيَّة بالأخلاقيات المسيحيَّة في المجال العام على سبيل المثال بُنِيَت العديد من الحمامات العامة من أجل النظافة؛ وتبعت هذه الحمامات الهيكليَّة الأصليَّة والنموذجيَّة للحمامات الرومانية، لكن على خلاف الحمامات الرومانية تم بناء أقسام منفصلة بين الرجال والنساء تأثرًا بالأخلاقيات المسيحيَّة. ومنذ أوائل العصور الوسطى بَنيت الكنيسة حمامات عامة للاستحمام تفصل بين الرجال والنساء بالقرب من الأديرة ومواقع الحج المسيحيَّة.[37] خلال القرنين السادس والسابع، ضربت الإمبراطورية سلسلة من الأوبئة، والتي ذهبت بأرواح الكثيرين وأدت إلى تراجع اقتصادي كبير وإضعاف الإمبراطورية.[38]

كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول، تٌعد من أهم مآثر العمارة البيزنطية والمسيحية الشرقية، وهي اليوم متحف.

اشتهرت لقسطنطينيّة أيضًا من خلال الروائع المعمارية، مثل كاتدرائية آيا صوفيا الأرثوذكسية الشرقية والتي كانت بمثابة مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية، إلى جانب القصر الإمبراطوري المقدس حيث عاش الأباطرة، وبرج غلاطة، وميدان سباق الخيل، والبوابة الذهبيّة، فضلًا عن القصور الأرستقراطية الغنية والساحات العامة وحماماتها الفاخرة مثل حمامات زاكبيكوس.[39] امتلكت القسطنطينية العديد من الكنوز الفنية والأدبية قبل أن تسقط في عام 1204 وعام 1453[40]. كما أشتهرت المدينة بمكتباتها وأبرزها كانت مكتبة القسطنطينية وهي آخر المكتبات الكبيرة في العالم القديم. وقامت مكتبة القسطنطينية بحفظ المعرفة القديمة لليونان والإغريق لأكثر من ألف عام وحوت على حوالي 100,000 نص.[41] وتعتبر جامعة القسطنطينية التي تأسست من قبل الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني أول جامعة في العالم.[42] وتضمنت الجامعة على كليات ومدارس في الطب، الفلسفة، اللاهوت والقانون، كما كانت المدارس الاقتصادية المختلفة والكليات والمعاهد الفنية والمكتبات وأكاديميات الفنون الجميلة أيضًا مفتوحة في المدينة. خلال العصر الذهبي للإمبراطورية البيزنطية وخاصةً تحت حكم الأسرة المقدونية والكومنينيون مرّت الإمبراطورية البيزنطيّة نهضة ثقافيّة وعلميّة وكانت القسطنطينية في عهدهم المدينة الرائدة في العالم المسيحي من حيث الحجم والثراء والثقافة.[43] وشمل العهد المقدوني أحداثًا ذات أهمية دينية، كان تنصير البلغار والصرب والروس إلى المسيحية الأرثوذكسية بصفة دائمة قد غير الخريطة الدينية لأوروبا ولا يزال صداه حتى يومنا هذا. قام كيرلس وميثوديوس وهما أخوان يونانيان بيزنطيان من ثيسالونيكي قد ساهما بشكل كبير جدًا في تنصير السلافيين والعملية التي طورت الأبجدية الغلاغوليتية، والتي هي سابقة كيريلية.[44]

وصلت العلاقات بين التقاليد الغربية والشرقية ضمن الكنيسة المسيحية في عام 1054 أزمة نهائية، وعرفت باسم الانشقاق العظيم. رغم وجود إعلان رسمي بالفصل المؤسساتي، إلا أنه وفي 16 يوليو، عندما دخل ثلاثة مفوضين بابويين حاجيا صوفيا خلال طقس القربان المقدس الإلهي بعد ظهر يوم سبت ووضعوا ثور الحرمان على المذبح،[45] كان الانشقاق العظيم نتيجة عقود من الانفصال التدريجي.[46] فقد انقسمت الكنيسة لأسباب عقائدية، ولاهوتية، ولغوية، وسياسية، وجغرافية في شرخٍ لم يلتئم حتى القرن العشرين، إذ يُوجه كلّ طرف للطرف الآخر اتهامات الوقوع في الهرطقة وابتداء الانقسام. وكان مِمّا صعّب عملية المصالحة الحملات الصليبية التي قادها الفرع اللاتيني، ومذبحة المسيحيين اللاتينيين في القسطنطينية في العام 1182، والانتقام الغربي في نهب سالونيك في العام 1185، والاستيلاء على القسطنطينية ونهبها في الحملة الصليبية الرابعة في العام 1204، وفرض بطاركة لاتينيين. أدى إنشاء بطريركيات دينية لاتينية في دول الحملات الصليبية إلى وجود متنافسَين على المنصب لكلّ مِن أنطاكية، والقسطنطينية، والقدس؛ الأمر الذي رسّخ وجود الانشقاق.

تعرف الفترة بين عام 1081 وعام 1185 عادة باسم العهد الكومنيني، تيمنًا بالسلالة الكومنينية. حكم الأباطرة الكومنينيون الخمسة (ألكسيوس الأول ويوحنا الثاني ومانويل الأول وألكسيوس الثاني وأندرونيكوس الأول) سوية 104 عامًا، مشرفين على استعادة ثابتة ولكن غير كاملة للوضع العسكري والتوسعي والاقتصادي والسياسي للإمبراطورية البيزنطية.[47] رغم احتلال السلاجقة الأتراك للأناضول وهو قلب الإمبراطورية، فإن أغلب الجهود العسكرية البيزنطية قد وجهت ضد القوى الغربية وبالأخص النورمان.[47] لعبت الإمبراطورية تحت حكم الكومنينيين دورًا هامًا في الحروب الصليبية والتي ساهم ألكسيوس الأول كومنينوس في تسهيل مهمتها، كما مارست الإمبراطورية نفوذًا سياسيًا وثقافيًا هائلًا على أوروبا والشرق الأدنى والأراضي المحيطة بالمتوسط في عهدي يوحنا ومانويل. ازداد أيضًا الاتصال بين بيزنطة والغرب "اللاتيني"، بما فيها الدويلات الصليبية بشكل كبير خلال العهد الكومنيني. أصبح البنادقة وغيرهم من التجار الإيطاليين من المقيمين في القسطنطينية والإمبراطورية بأعداد كبيرة (قدر وجود 60,000 لاتيني في القسطنطينية وحدها، التي بلغ تعداد سكانها ثلاثمائة أو أربعمائة ألف شخص)، حيث ساهم وجودهم بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من المرتزقة اللاتين الذين وظفهم مانويل في نشر الفن والأدب والثقافة البيزنطية في الغرب اللاتيني، بينما قاد أيضًا إلى تدفق الأفكار والعادات الغربية إلى الإمبراطورية.[48] أما بخصوص حياة الازدهار والثقافة، فكان العهد الكومنيني أحد الذروات البيزنطية.[49] ظلت القسطنطينية في عهدهم المدينة الرائدة في العالم المسيحي من حيث الحجم والثراء والثقافة.[43] كما تجدد الاهتمام بالفلسفة الإغريقية الكلاسيكية، بالإضافة إلى تزايد الناتج الأدبي باليونانية العامية.[50] احتل الأدب والفن البيزنطيان مكانة بارزة في أوروبا، حيث كان التأثير الثقافي للفن البيزنطي على الغرب خلال هذه الفترة هائلًا وذو أهمية طويلة الأمد.[51]

صورة تصور مدينة القسطنطينية، اسطنبول، كانت إحدى أهم مراكز العالم المسيحي سابقًا.

خلال الحروب الصليبية، تأسست مملكة قونية في جنوب تركيا الحاليّة إلى جانب إمارة أنطاكية وكونتية الرها، وتحالفت الإمبراطورية البيزنطيّة مع الوافدين غير مرّة لعل أشهرها مع مملكة بيت المقدس بهدف احتلال مصر، غير أن الحملة فشلت. يذكر أن الحملة الصليبية الرابعة قد اتجهت صوب القسطنطينية نفسها واحتلتها عام 1261 وتلاه تأسيس الإمبراطورية اللاتينية الصليبية، غير أن الدولة لم تعمّر طويلاً، ورغم إعادة تكوّن الإمبراطوريّة البيزنطيّة في القرن الرابع عشر لم تكن دولة قويّة ولم تكتسب مجددًا مجدها السابق. كما هو الحال مع جميع الدول الصليبية، تم استبدال التسلسل الهرمي الأرثوذكسي من قبل الأسقف الروماني الكاثوليكي، وكان من بين رعايا المملكة أعداد كبيرة من الأرثوذكس الشرقيين الذين اختلف قادة الصليبيين في الطريقة المثلى للتعامل معهم، غير أن الرأي الذي خلص إليه تمخض عن "قبول العيش بسلام مع جميع معتنقي الديانة المسيحية على وجه الخصوص". أما داخل تركيا الحالي أيْ الأناضول، كان مقسمًا إلى دويلات ومقاطعات إسلاميّة صغيرة متناحرة طوال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، إلى أن سطع نجم عثمان الأول محاربًا البيزنطيين ومحتلاً مدنًا وحصونًا تحت سيطرتهم، ثم قام وخلفاؤه بالاستدارة صوب الممالك الصغيرة المجاورة قاضمًا إياها الواحدة تلو الأخرى مؤسسًا بذلك الدولة العثمانية.[52] وكانت إمبراطورية طرابزون مملكة ازدهرت في القرون الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ضمت أقصى شمال شرق الأناضول وجنوب القرم. كانت الإمبراطورية واحدة من ثلاث إمبراطوريات تكونت بعد سقوط الإمبراطورية البيزنطية إثر الحملة الصليبية الرابعة، المملكتان الأخريان كانتا إمبراطورية نيقية وإمارة إبيروس البيزنطية.[53]

آثار كنيسة يوحنا العربي الآشورية النسطورية في محافظة شرناق.

كانت الدولة الإلخانية دولةٌ قامت بدايةً كإحدى خانيَّات إمبراطوريَّة المغول، واحتلَّت الرُكن الجنوبي الغربي منها، وحُكمت من قِبل آل هولاكو، تيمُنًا بِمُؤسس هذه السُلالة هولاكو خان، وذلك خلال القرن الثالث عشر الميلاديّ. شكَّلت البلاد الإيرانيَّة المُعاصرة لُبَّ هذه الدولة، التي ضمَّت أيضًا أجزاءً واسعة من البلاد المُجاورة لِإيران، كالعراق وأذربيجان وأرمينيا وأواسط تُركيَّا وشرقها، وكان مُعظم المسيحيين في الدولة الإلخانيَّة من أتباع الكنيسة النُسطُوريَّة، وقد سمح المغول لِلبعثات التبشريَّة الكاثوليكيَّة من الفرنسيسكان والدومينكان أن تُمارس نشاطاتها في البلاد الخاضعة لِحُكمهم، كما استعانوا بالأوروپيِّين الكاثوليكيين لِيكونوا لهم مُستشارين أو مُترجمين أو سُفراء. خلال تلك الحقبة تعرض المسيحيين لاضطهادات شديدة، وشهدت آمد مذبحة ضد المسيحيين راح ضحيتها عشرات الآلاف عام 1317،[54] وتذكر مخطوطة أن عهد محمد أولجايتو شهد إقرار قانون يخير المسيحيين بين الإسلام أو دفع الخراج والجزية ونتف لحاهم وشمر وجوههم، وحين رضى المسيحيين بشروطه، أمر بخصيهم وسمل إحدى عيناهم.[55] ولدى وفاة تيمورلنك عام 1405 باتت كنيسة المشرق قاب قوسين أو أدنى من الاختفاء من التاريخ بعد تدمير مؤسساتها الثقافية والدينية بشكل شبه كامل والمذابح ضد المسيحيين النساطرة. وتحول كرسي البطريركية إلى منصب وراثي ينتقل إلى ابن الأخ تحت تأثير الأم والخالات (لم يكن للبطريرك أطفالاً كونه بتولاً) بقرار من شمعون الرابع باسيدي (1437-1497) عام 1450. وبدأت المطرانيات والأسقفيات تتشكل مجددًا وخاصة بمنطقة الجزيرة الفراتية كما في ماردين ونصيبين غير أن أسقفيات أخرى اختفت في القرن السادس عشر كما في طرسوس.

بعد فتح القسطنطينية هجر الفن البيزنطي موطنه، وأخذت هجرة العُلماء الروم إلى إيطاليا وفرنسا، التي كانت قد بدأت سنة 799هـ المُوافقة لسنة 1397م، تزداد وتُثمر في إيطاليا، ونتج عنها الدعوة إلى إنقاذ اليونان القديمة، وكان ذلك من بواعث النهضة الحديثة في أوروپَّا.[56][57] وكان المهاجرون البيزنطيين من النحاة والإنسانيين والشعراء والكتّاب والمهندسين المعماريين والأكاديميين والفنانين والفلاسفة والعلماء وعلماء الدين؛ قد جلبوا إلى أوروپَّا الآداب والمعارف والدراسات النحويَّة والعلميَّة اليونانية القديمة.[58][59][60] ونتيجةً لما سببتهُ هذه الهجرة من تقدّمٍ ملحوظ في الغرب وتحوّلاتٍ في أنماط الحياة لاحقًا، إضافةً إلى هول الحدث نفسه، اعتبره المؤرخون خاتمة القرون الوسطى وفاتحة القرون الحديثة.

الدولة العثمانية

شعار أسرة جيكا؛ وهي من الاسر الأرثوذكسية التي لعبت دور سياسي واقتصادي في الدولة العثمانية.

في عقب سقوط القسطنطينية عمل الجنود العُثمانيّون على استباحتها طيلة ثلاثة أيَّام كما كانت العادة الرائجة في ذلك الزمان،[61] أي يُسمح للجنود بالحصول على ما تيسّر من غنائم بوصفها غنائم حرب، فساد السلب والنهب في المدينة واعتصم بعض السكان بالكنائس فرارًا من بطش الجنود العثمانيين، وقتل الآلاف من المسيحيين حتى بعد توقف القتال وكل محاولات الدفاع عن المدينة، وأسر الجنود العثمانيين كل بالغ يُنتفع به في العمل غنيمة، واغتصبوا النساء؛ حتى الراهبات منهن تم اغتصابهن.[62] ويروي المؤرخ البريطاني فيليپ مانسيل أنَّ العساكر العُثمانيَّة اقتحمت الكنائس وفرَّقت الناس بين قتيلٍ وأسيرٍ بيع في السوق كعبد، كما قدَّر عدد القتلى من المدنيين بالآلاف وعدد من تمَّ استعبادهم أو تهجيرهم بحوالي [63] 30,000. لقد كانت الخسائر البشرية كبيرة بحيث يصف نقولا باربادو الدماء في المدينة: «كمياه الأمطار في المزاريب بعد عاصفة مفاجئة» ويصف جثث القتلى من العثمانيين والمسيحيين في البحر «كالبطيخ على طول القناة».[64]

استطاعت الدولة العثمانية فتح القسطنطينية سنة 1453 وسقطت الإمبراطورية البيزنطية،[65] وتحول ثقل الكنيسة الأرثوذكسية إلى روسيا، سمح العثمانيون لليهود والمسيحيين أن يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية تحت حماية الدولة، وفقًا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية، وبهذا فإن أهل الكتاب من غير المسلمين كانوا يعتبرون رعايا عثمانيين لكن دون أن يُطبق عليهم قانون الدولة، أي أحكام الشريعة الإسلامية، وفرض العثمانيون، كجميع الدول الإسلامية من قبلهم، الجزية على الرعايا غير المسلمين مقابل إعفائهم من الخدمة في الجيش. كانت الملّة الأرثوذكسية أكبر الملل غير الإسلامية في الدولة العثمانية، وقد انقسم أتباعها إلى عدّة كنائس أبرزها كنيسة الروم، والأرمن، والأقباط، والبلغار، والصرب، والسريان، وكانت هذه الكنائس تُطبق قانون جستنيان في مسائل الأحوال الشخصية. خصّ العثمانيون المسيحيين الأرثوذكس بعدد من الامتيازات في مجاليّ السياسة والتجارة، وكان هذا في بعض الأحيان بسبب ولاء الأرثوذكسيين للدولة العثمانية.[66][67] وتبوأت العديد من الشخصيات ذات الأصول المسيحية مناصب حساسة في الدولة العثمانية، منهم روكسلانا إبنة لكاهن أرثوذكسي،[68] ونوربانو سلطان،[69] والسلطانة صفية،[70] والسلطانة كوسم إبنة لكاهن أرثوذكسي،[71] وترخان خديجة سلطان،[72] ورابعة كلنوش سلطان إبنة لكاهن أرثوذكسي،[73] وصالحة سبكتي سلطان، وصالحة سبكتي سلطان، ومهر شاه سلطان ابنة لقس أرثوذكسي جورجي،[74] قد حملن هؤلاء لقب السلطانة الأم. كما كان كل من الصدر الأعظم زغانوس باشا،[75] ومحمود باشا، [76] وداود باشا،[77] ومسيح باشا، وأحمد باشا البوسني،[78] وإبراهيم باشا الفرنجي،[79] من أصول مسيحية وتحولوا أو أجبروا على التحول إلى الإسلام لاحقاً.[80] كما وكان معمار سنان أشهر معماري عثماني من أصول مسيحيَّة.[81] وتشير الوثائق التاريخيَّة إلى أنَّ شاهزاده يحيى ابن السلطان محمد الثالث العثماني، قد تحوّل إلى المسيحية الأرثوذكسيَّة؛ وقد هرب إلى بلاد اليونان ومن ثم إلى بلغاريا وصولاً للجبل الأسود بعد وفاة أبيه.[82][83] وبالإضافة لذلك أنشأ العثمانيين فرقاً من الفتيان المسيحيين الروم والأوروبيين الذين تم جمعهم من مختلف الأنحاء جيشًا قويًا عُرف بجيش الإنكشارية.[84] وبحسب نظام الدوشيرمة كان يتم أخذ الذكور في سن صغيرة من أبناء المسيحيين في البلقان والأناضول، وكان هؤلاء الصغار يربون في معسكرات خاصةً بهم، يتعلمون اللغة والعادات والتقاليد التركية، ومبادئ الدين الإسلامي، وعلى أسس الدولة العثمانية، ثم يصبحون من طبقة موظفي الدولة والجيوش الإنكشارية حسب الأصلح.[85]

مدرسة القديس جورج قرب البطريركية؛ فقد كان يونانيو الفنار من النخب الثقافيَّة والسياسيَّة في الدولة العثمانيَّة.[86]

ظهر في هذه الفترة نفوذ يونان الفنار وهم أبناء عائلات يونانية أرستقراطية سكنت في حي الفنار في مدينة إسطنبول الحاليّة، إذ يعتبر حي الفنار مركز بطريركية القسطنطينية المسكونية، أي بالتالي مركز الأرثوذكسية الشرقية العالميّ. كان لهذه العائلات نفوذ سياسي داخل الدولة العثمانية ونفوذ ديني في تعيين البطريرك،[87] الزعيم المسيحي الأبرز في الدولة العثمانية.[88] احتل الفناريون تقليديًا أربع وظائف ذات أهمية كبرى في الدولة العثمانية: وهي الترجمان، وترجمان الأسطول، وحكام مولدوفا وحكام الأفلاق. كانت غالبية عائلات حي الفنار من أصول يونانية بيزنطية وارتبطت بالحضارة الهلنستية والحضارة الغربية وشكلّت الطبقة المتعلمة والمثقفة في الدولة العثمانية مما افسح لها نقوذ سياسي وثقافي.[89] اشتغل افراد هذه العائلات في التجارة والصيرفة وفي السياسة والتعليم، وينتمي غالبيتهم إلى عائلات من اصول النبلاء البيزنطيين. كان المسيحيين خاصة الأرمن واليونانيين عماد النخبة المثقفة والثرية في عهد الدولة العثمانية، وكانوا أكثر الجماعات الدينية تعليمًا،[90] ولعبوا أدوارًا في تطوير العلم والتعليم واللغة والحياة الثقافية والاقتصادية.[86] وشكل اليونانيين العمود الفقري للقوة البحرية العثمانية، ويعود الفضل بذلك إلى خبرتهم التقنية في الأسلحة والمدافع التي نقلوها من الدول الأوروبية.[91]

تمكن العثمانيون من إحكام سيطرتهم على كردستان عام 1516 وأدت معاهدة لاحقة مع الفرس إلى تقسيم مناطق تواجد أبناء كنيسة المشرق بين الطرفين. وحكم العثمانيون المنطقة بحسب النظام الملي وفيه مثل البطريرك مسيحيي تلك الأنحاء رسميًا مقابل قيامه بجمع الضرائب من رعايه لحساب الباب العالي، غير أن كنيسة المشرق لم تحض باعتراف رسمي كملة رسمية حتى عام 1844. وتحول البطاركة إلى مجرد قادة قبليين بعض أن فقدوا المراكز العلمية واللاهوتية التي اشتهروا بها في القرون السابقة. انقسم أبناء كنيسة المشرق إلى ثلاث مجموعات متميزة بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر: الأولى تكونت من العشائر المستقلة التي قطنت بمنطقة حكاري الواقعة بكردستان الوسطى أسفل بحيرة وان. تميزت هذه المجموعة بحرية كاملة تحت زعامة البطريرك الذي أقام بكاتدرائية مار شليطا في قدشانس وتمتع بسلطة دينية ودنيوية في تلك الأنحاء.[92] وتكونت المجموعة الثانية من العشائر شبه المستقلة التي خضعت جزئيًا لسلطة البطريرك الدنيوية في الوقت الذي توجب عليهم كذلك دفع الجزية لزعماء أكراد أو أفشاريون. بينما عرفت المجموعة الثالثة باسم "الرعايا" وهم الذين لم يكن للبطريرك سوى سلطة روحية عليهم بينما عاشوا في قراهم التي خضعت لنظام القنانة فغالبًا ما عاشوا في ظروف صعبة تحت سيادة الأكراد والأفشاريون.[93][94] في تلك الحقبة باءت محاولات المبشرين الكاثوليك لاستدراج مسيحيي حكاري وأرومية بالفشل، في حين نجحت المحاولات مع مسيحيي سهل نينوى الذين تحولوا إلى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وأنقسم المسيحيين الآشوريين بين كرسي الإيليون الكاثوليك في ألقوش وكرسي الشمعونيون النساطرة في قدشانس.

خضع الجزء الغربي من أرمينيا التاريخية، والمعروفة باسم أرمينيا الغربية، للسيطرة العثمانية مع معاهدة أماسيا في عام 1555 والتي أدت إلى تقسيمها بشكل دائم عن أرمينيا الشرقية بمقتضى معاهدة قصر شيرين في عام 1639.[95] بعد ذلك، تمت الإشارة إلى المنطقة باسم أرمينيا "التركية" أو "العثمانية".[96] وتم تجميع الغالبية العظمى من الأرمن معاً في مجتمع شبه مستقل، وهي الملَّة الأرمنية، والتي كان يقودها أحد الزعماء الروحيين للكنيسة الرسولية الأرمينية، بطريرك القسطنطينية الأرمني. وكان الأرمن يتركزون بشكل رئيسي في المقاطعات الشرقية من الدولة العثمانية، على الرغم من وجود مجتمعات كبيرة أيضاً في المقاطعات الغربية، وكذلك في العاصمة القسطنطينية.

رسمة تصور مظهر من مظاهر الحياة دخل المجتمع الأرمني العثماني في الآستانة.

كان المجتمع الأرمني يتكون من ثلاثة طوائف دينية وهي الأرمن الكاثوليك، والأرمن البروتستانت، والرسوليين الأرمن، وهي الكنيسة التي يتبعها الأغلبية الساحقة من الأرمن. في ظل نظام الملة، سُمح للجماعة الأرمنية بحكم نفسها تحت نظام الحكم الديني الخاص بها مع تدخل قليل نسبياً من الحكومة العثمانية. عاش معظم الأرمن - ما يقرب من 70% - في ظروف فقيرة وخطيرة في الريف، بإستثناء طبقة غنية من الأرمن والتي اتخذت من القسطنطينية مقراً لها، وضمت النخبة الأرمنية نخبة اجتماعية كان من بين أعضاءها آل دوزيان (مدراء وزارة المالية)، وآل باليان (كبار المهندسين المعماريين) وآل داديان (المشرفين على مطاحن البارود والمصانع الصناعية).[97][98] خلال القرن التاسع عشر تحسنت أوضاع الملّة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة لتُصبح أكثر طوائف الدولة العثمانية تنظيمًا وثراءً وتعليمًا، وعاشت النخبة من الأرمن في عاصمة الإمبراطورية العثمانية حيث تميزوا بالغناء الفاحش وعلى وجه الخصوص العائلات الكبيرة المعروفة آنذاك كعائلة دوزيان وباليان ودادايان حيث كان لهم نفوذ اقتصادي كبير في الدولة.[99] إلى جانب الاستفادة من تطور بنية المدراس الأرمنية التابعة للكنيسة عمل الأرمن في التجارة والمهن الحرة مما أدى إلى تحسن أوضاعهم الاجتماعية، وظهر أشخاص شغلوا مناصب هامة مثل المُحسن ورجل الأعمال كالوست كولبنكيان الذي لعب دورًا رئيسيًا في جعل احتياطي النفط في الشرق الأوسط متاحًا للتنمية الغربية.

أنشأ الأرمن الصحافة الأولى في الدولة العثمانية ولعّل دريان كليكيان الصحفي ومؤسسس أولى الصحف في تركيا والبروفسور في جامعة إسطنبول العثمانيّة أبرز هؤلاء ولعب أرمن تركيا دورًا في تطوير الأدب الأرمني، وبرزت أسرة باليان الأرمنيّة في مجال العمارة والهندسة ولمدة خمسة أجيال صممت سلالة باليان عدد هام من المباني الرئيسية في الدولة العثمانية بما في ذلك القصور والأكشاك والحمامات العامة والمساجد والكنائس والمباني العامة المختلفة، ومعظمها في الآساتنة. خدم تسعة من أعضاء العائلة ستة سلاطين في سياق قرن تقريبًا وكانوا مسؤولين عن الهندسة المعمارية للعاصمة.[100] نظم الأرمن أنفسهم فأنشاؤوا النوادي، الأحزاب السياسية، والجمعيات الخيرية بالإضافة إلى المدارس والكنائس والمستشفيات.[101]

بطاقة بريدية عثمانية من أوائل القرن العشرين تُظهر كنيسة القديس أسطفان البلغارية في الآستانة.

في الأقاليم الشرقية، تعرض الأرمن لنزوات جيرانهم من الأتراك والأكراد، والذين كانوا يفرطون في فرض الضرائب عليهم، ويخضعونهم للقصف والخطف، وكانوا يرغمونهم على اعتناق الإسلام وفي حال الرفض كان يتم القضاء عليهم مع نوع من التجاهل وعدم التدخل لهذه الحالات من قبل الحكومة المركزية أو السلطات المحلية في الولاية.[102][103] في الدولة العثمانية، ووفقا لنظام الذمي والذي كان ينفّذ في البلدان الإسلامية، أعطوا الأرمن، مثلهم مثل غيرهم من المسيحيين واليهود، بعض الحريات. وكان النظام الذمي في الدولة العثمانية يعتمد بشكل كبير على العهدة العمرية. حيث كان هناك حرية وحقوق محدودة لغير المسلمين في الممتلكات، والمعيشة، وحرية العبادة، لكنهم كانوا في جوهر الأمر يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية؛ ولكن بقي يطلق عليهم (بالتركية: Gavours) أي الكفار أو عديمي الإيمان.[104] وهي كلمة تحقيرية تعني "كافر". كما تضمنت العهدة العمرية فقرة والتي منعت غير المسلمين من بناء أماكن جديدة للعبادة والتي كانت تُفرض تاريخياً على بعض طوائف الدولة العثمانية وتم تجاهلها في حالات أخرى، حسب تقدير السلطات المحلية. على الرغم من عدم وجود قوانين نصت على الغيتوهات الدينية، إلا أن هذا أدى إلى تجمع المجتمعات غير المسلمة حول دور العبادة الموجودة.[105][106] بالإضافة إلى المضايقات السابقة فقد تعرض المسيحيون بشكل عام والأرمن بشكل خاص إلى مضايقات من نوع آخر تتمثل في رفض شهادتهم في المحاكم وحرمانهم من حمل السلاح أو ركوب الخيل، كما ومنع الأرمني أن تكون شرفة بيته مطلة على بيوت الأتراك المسلمين وتم التضييق على ممارساتهم الدينية ومثال ذلك حرمان الكنائس الأرمنية من دق الأجراس، وكل من لا يتقيد بهذ القوانين تتراوح عقوبته بين الغرامات المالية والإعدام.[107] وحين قرّرت السلطنة إقامة إدارة مركزيّة، وسُرّح الأمراء الأكراد شبه المستقلّين، ممّن كانوا يفرضون الأمن، بطرقهم العشوائيّة والاستبداديّة، في مناطق السكن الأرمنيّ، وجد أولئك الأمراء تعويضهم في نهب الأرمن الذين كانوا أصلاً يدفعون ضريبتين، واحدة للعثمانيّين وأخرى لهم.

لوحة تصور إعدام البطريرك غريغوريوس الخامس في مضيق البوسفور، بريشة بيتر فون هيس.

يمكن إرجاع جذور النجاح الإغريقي في الدولة العثمانية إلى التقليد اليوناني في التعليم والتجارة والمتمثل في يونان الفنار.[108] وكانت ثروة طبقة التجار الواسعة النطاق التي وفرت الأساس المادي للإحياء الفكري الذي كان سمة بارزة للحياة اليونانية في نصف القرن وأكثر مما أدى إلى اندلاع حرب الاستقلال اليونانية في عام 1821.[109] وليس من قبيل الصدفة، عشية عام 1821، كانت المراكز الثلاثة الأكثر أهمية للتعلم اليوناني تقع في خيوس، وسميرنا وأيفاليك، وجميعها من المراكز الرئيسية الثلاثة للتجارة اليونانية.[109] كما تم تفضيل النجاح اليوناني بالسيطرة اليونانية على الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. ازدهرت أحوال الملل المسيحية القاطنة في السلطنة العثمانية اقتصاديًا واجتماعيًا، خلال القرن التاسع عشر ومع حركة الإصلاح العثمانية التي تتوجت في التنظيمات العثمانية، وارتدى الرعايا المسلمون والمسيحيون واليهود الطربوش الأحمر كعلامة على المواطنة العثمانية الحديثة المشتركة،[110] ورافق هذا الازدهار عصر التنوير والنهضة الثقافية داخل المجتمع اليوناني الأرثوذكسي.[111] وتمخض عنها تأسيس المدارس والجامعات اليونانية والمسرح والصحافة اليونانية وتجديد أدبي ولغوي وشعري مميز، رافقها ميلاد فكرة القومية القومية الهيلينية ثم بروز فكرة الاستقلال عن الدولة العثمانية ما أدى إلى حرب الاستقلال اليونانية، كما وتمخض عن حركة التنوير في الأوساط اليونانية الأرثوذكسيّة ظهور طبقة برجوازية نافذة وذات شأن،[112] تمركزت بشكل خاص في كل من إزمير وإسطنبول وجزيرة خيوس.[113] أسست البرجوازية المسيحية جنبًا إلى جنب المبشرين والإرساليات التبشيرية شبكة واسعة من المدارس (منها كليّة روبرت العريقة) والجامعات والمستشفيات.[114][115] وكان التفاوت حادّاً جدّاً أكان في الوظائف الاقتصاديّة أم في التعليم، حيث كانت نسبة عموم المسيحيّين المتعلّمين إلى نظرائهم المسلمين نسبة 6 إلى 1. والتفاوت هذا إنّما نجم عن مقاومة الدولة العثمانيّة التعليم الغربيّ بوصفه «مسيحيّاً»، بدل اعتباره «علمانيّاً»، فيما كان الأرمن واليونان يعتبرون التعليمَ مفتاحاً للصعود الاجتماعيّ، مستثمرين فيه كما في الطباعة والصحافة.[116]

بمجرد وصول خبر الانتفاضة اليونانية إلى العاصمة العثمانية (1821-1830)، وقعت في المدينة عمليات إعدام جماعية ومجازر،[117] وتدمير الكنائس، ونهب ممتلكات السكان اليونانيين في المدينة في عام 1821.[118][119] كما وذبح أيضًا عدة مئات من التجار اليونانيين في المدينة.[120] وتوجت المجازر عندما أمر السلطان العثماني محمود الثاني بشنق بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي غريغوريوس الخامس المقيم في أسطنبول بعد أن اتهمه بالفشل بضبط المسيحيين اليونانيين في طاعة السلطات العثمانية، وذلك بحسب المهمة التي كان من المفترض أن ينفذها، وتم ذلك مباشرة بعد احتفال البطريرك بقداس عيد الفصح عام 1821 وأعدم وهو مرتدٍ كمال زيه الديني، وإكراماً لذكراه تم إغلاق بوابة المجمع البطريركي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا. ذكرت الصحيفة الفرنسية الدستور (بالفرنسية: Le Constitutionnel) في 21 مايو 1821 أن السلطات العثمانية قررت رسميًا "ذبح جميع الرعايا المسيحيين في الدولة العثمانية".[121][122] وقالت الصحيفة نفسها أن الحكومة العثمانية كانت نيتها "محو المسيحية من على وجه الأرض".[123] وقدم السفيران البريطاني والروسي احتجاجات قوية إلى الدولة العثمانية كرد فعل على إعدام البطريرك.[124] واحتج السفير الروسي على وجه الخصوص، بارون ستروغانوف ضد هذا النوع من المعاملة تجاه المسيحيين الأرثوذكس، في حين بلغ ذروته الاحتجاجية بعد وفاة البطريرك.[125] في يوليو من عام 1821، أعلن ستروغانوف أنه إذا استمرت المذابح ضد الإغريق، فإن هذا سيكون عملاً حربياً من قبل الباب العالي ضد جميع الدول المسيحية.[126] كما تأثر الرأي العام في الدول الأوروبية بالأحداث، وخاصةً في الإمبراطورية الروسية.[127]

مدّرس وطالبات في مدرسة يونانية أرثوذكسية في مدينة طرابزون أوائل القرن العشرين.

في عام 1910 وصلت نسبة المسيحيين في البنطس حوالي 27% من السكان.[128] أبرز المجموعات المسيحية كانت اليونانيين الأرثوذكس البنطيين والأرمن وتمركزت الجماعات المسيحية في البنطس في طرابزون وقارص. يشير عدد من الباحثين أن نسب وأعداد المسيحيين قد تكون أكثر وذلك بسبب تحول عدد من اليونانيين البنطيين إلى الإسلام شكلًا هربًا من الضرائب والاضطهادات في حين ظلوا يمارسون الشعائر المسيحية في السر.[129] عشية الحرب العالمية الأولى وصلت أعداد الملّة اليونانية الأرثوذكسية حوالي 1.8 مليون نسمة.[130] في حين ترواحت أعداد الملّة الأرمنية الأرثوذكسية بين 1.7-2.3 مليون نسمة.[131] وعاشت جماعات يونانية أرثوذكسية كبيرة في منطقة الأناضول خصوصًا في كبادوكيا تحدثت اللغة التركية كلغة أم وتبنت القومية التركية منذ القرن السابع عشر بعدما تعرضت لحملات تتريك. وبقت هذه الجماعة في تبعية دينية تحت نفوذ بطريركية القسطنطينية المسكونية.[132] عشية الحرب العالمية الأولى عاشت في مدينة إزمير جماعات مسيحة ضخمة ومزدهرة شكلت أكثر من نصف سكان المدينة، منهم 150,000 يوناني أرثوذكسي و25,000 أرمني أرثوذكسي و20,000 من الشوام الكاثوليك.[133][134] وكان عماد من الشوام الكاثوليك من التجار والصناعيين والبرجوازيين.[135] وكانت منطقة طور عابدين من المعاقل الرئيسية للطوائف المسيحية السريانية وكانت مدينة مديات عاصمة هذا الإقليم، من حيث الحجم والتواجد السرياني. وتمركزت في عاصمة السلطنة العثمانية جماعات مسيحية كبيرة منها اليونانيين الذين شكلوا نسبة 31% سنة 1919،[136] فضلًا عن الأرمن والشوام الكاثوليك والبروتستانت والكلدان والبلغار والجورجيين الكاثوليك فضلًا عن جماعات مسيحية ناطقة باللغة التركية.[137]

حصلت مذابح بدر خان من قبل القوات الكردية والعثمانيَّة ضد المسيحيين الآشوريين من سكان الدولة العثمانية بين عام 1843 وعام 1847، مما أدى إلى ذبح أكثر من 10,000 من السكان الأصليين الآشوريين المدنيين من منطقة هكاري وبيع الآلاف منهم في سوق النخاسة.[138][139] وكانت المذابح قد استهدفت في بدايةً الأرمن بتحريض من بعض رجالات الدولة والدين العثمانيين بحجة رغبتهم بتفكيك الدولة، غير أنها سرعان ما اتخذت منحًا معادي للمسيحيين بشكل عام بانتقالها إلى ولاية ديار بكر وريفها ومناطق طور عابدين التي شكل السريان أغلب مسيحيها.[140]

أحد أحياء الأرمن في أضنة بعد المجزرة، صورة من سنة 1909.

بين عام 1894 وعام 1896 حصلت سلسلة من المذابح العرقية الدينية ضد المسيحيين والمعروفة بإسم المجازر الحميدية والتي جرت ضد كل من الأرمن والآشوريين المسيحيين من قبل قوات عثمانية.[141] المجازر وقعت في الإساس في ما هو اليوم جنوب شرق تركيا وشمال شرق سوريا وشمال العراق. حيث اندلعت في البداية مذابح ضد الأرمن في القسطنطينية لتنتشر في باقي المناطق، خصوصاً إلى المقاطعات التي يقطنها الأرمن في بدليس وديار بكر وأرضروم وهارودج وسيواس وطرابزون ووان. تختلف التقديرات حول أعداد الأرمن الذين قُتلوا، ولكن الوثائق الأوروبية للمذابح، التي أصبحت معروفة باسم المجازر الحميدية، وضعت الأرقام أعداد الضحايا بين 100,000 إلى 300,000.[142] وتم ترحيل قسري لحوالي 546,000 من الأرمن والآشوريين، وخلال المذابح دمرت مئات من الكنائس والأديرة أو تم تحويلها قسراً إلى مساجد.[143] على الرغم من أن عبد الحميد الثاني لم يكن متورطًا بشكل مباشر، إلا أنه يُعتقد أن المجازر حظيت بموافقته الضمنية، [144][144] وبالتالي يتهم عبد الحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية.[145] حيث في عهده نفذت المجازر الحميدية حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متعددة. بدأت عمليات التصفية بين سنتي 1894-1896 وهي المعروفة بالمجازر الحميدية. كما قام عبد الحميد الثاني بإثارة القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى المسيحية في تلك الأنحاء.[146]

حدثت مقاومة مضادة في أوائل عام 1909، مما أدى في النهاية إلى حادث 31 مارس في 13 أبريل 1909. إنضم إلى بعض العناصر العسكرية العثمانية الرجعية طلاب إسلاميون، والتي هدفت إلى إعادة السيطرة على البلاد إلى السلطان وحكم الشريعة الإسلامية. اندلعت أعمال الشغب والقتال بين القوات الرجعية وقوات جمعية الاتحاد والترقي، إلى أن تمكن جمعية الاتحاد والترقي من إخماد الانتفاضة ومحاكمات قادة المعارضة العسكرية. في حين أن الحركة استهدفت في البداية حكومة تركيا الفتاة، فقد امتدت إلى مذابح ضد الأرمن الذين كان يُنظر إليهم على أنهم يدعمون إعادة الدستور. وشارك حوالي 4,000 مدني وجندي تركي في الهياج.[147] أدت الأحدات إلى سلسلة من مذابح معادية للمسيحية في جميع الأنحاء.[148] وتشير التقديرات إلى أن عدد الأرمن الذين قتلوا في مجزرة أضنة تتراوح بين 15,000 إلى حوالي 30,000 شخص.[149] وحصلت المجزرة بمساعدة بعض سكان أضنة من الأتراك،[150] بحق السكان الأرمن المسيحيين.[148] أدت المجزرة إلى مقتل ما لا يقل من 150,000 إلى 30,000 أرمني من قاطني أضنة وما حولها.[151] وتشير تقارير أنَّ مجازر أضنة أسفرت عن مقتل ما يقارب من 1,500 من الآشوريين المسيحيين.[152][153][154] كانت المجزرة متجذرة في الاختلافات السياسية والاقتصادية والدينية،[155] تم وصف الشريحة الأرمنية من سكان أضنة بأنها "الأغنى والأكثر ازدهارًا".[156]

مقر بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في بلدة قدشانس عام 1904.

اعتبرت منطقة هكاري من أكثر المناطق وعورة في الدولة العثمانية وكانت تمتد من دهوك جنوباً حتى وان شمالا، وتمتعت بحكم ذاتي بحكم وعورتها وصعوبة اجتياحها من قبل جيوش نظامية. كان معظم سكانها من أتباع كنيسة المشرق الآشورية، واتصف سكانها بنزعة عشائرية وكان يقود كل عشيرة شخص يدعى "مالك" وهؤلاء بدورهم يدينون بالولاء لزعيمهم الروحي بطريرك كنيسة المشرق الذي ينحدر من عائلة شمعون والذي كان يتخذ من "كنيسة مار شليطا" ببلدة قدشانس بجنوب تركيا مركزا له.[157][158] كان أشوريّو هكاري مستقلّون ويُقَسَّمُونَ إلى قبائل تسمى أشيرت: تياري العليا، وتياري السّفلىّ، وتخومي، وطل، وباز، وجيلو، وزاران، وزيير وديسين.[159] وكان أشوريّو قبائل هكاري مُوَحَّدُونَ سياسيًّا ودينيا تحت إدارة مار شمعون الّذي كان يخضع تحت سلطة الحكومة العثمانية.[159] وأثار نشاط الإرساليات البروتستانية في المنطقة في اربعينات القرن التاسع عشر ريبة القبائل الكردية فشهدت مناطق سهل نينوى وبرواري سلسة من المجازر بقيادة أمير إمارة بوهتان الكردية بدر خان أدت لمقتل عشرات الآلاف من المسيحيين وتدمير العديد من القرى في مناطق العشائر الآشورية. أدى ضغط القوة الغربية من أجل وقف المذابح إلى تدخل الباب العالي على مضض فسقطت فبذلك آخر الإمارات الكردية.[160] تلقى مار شمعون الحادي والعشرون بنيامين الزعيم الروحي لكنيسة المشرق الآشورية وبطريركها وعودا قبيل دخول الدولة العثمانية إلى الحرب العالمية الأولى بفتح مدارس وتطوير مناطق تركز الآشوريين في حكاري في حالة موافقته على الوقوف حيادا في أي حرب مستقبلية ضد روسيا.[161] وفعلاً لم ينضم الآشوريون إلى الروس والثوار الأرمن خلال بدء العمليات العسكرية خريف 1914، حتى أن بطريرك كنيسة المشرق أرسل رسائل إلى رعاياه طلب فيها منهم الولاء لحكامهم المحليين العثمانين وعدم مجابهة الميليشيات التابعة لها.[162] وبفشل الهجوم الأول للعثمانيين في جبهة القوقاز باتجاه باطومي، قرر هؤلاء أن الطريقة الوحيدة في تحقيق انتصارات في تلك الجبهة تكمن في تغيير الواقع الديمغرافي في المرتفعات الأرمنية وذلك بإبادة وترحيل سكانها الأرمن.[163] غير أن عمليات التصفية لم تشمل الأرمن فحسب ففي 12 تشرين الثاني 1914 أعلن السلطان محمد الخامس العثماني الجهاد على "أعداء الإسلام"، وصادق شيخ الإسلام العثماني على هذه الدعوة بإعلان فتوة الجهاد في 14 نوفمبر.

عشية الحرب العالمية الثانية كانت طور عبدين أهم مراكز تجمع السريان الأرثوذكس كما شهدت تحول البعض منهم إلى الكثلكة فانتشر السريان الكاثوليك كذلك وخصوصا في ماردين. بعكس آشوريي حكاري، لم يكن للسريان في طور عابدين نزعات استقلالية غير أن ما أقلق السلطات العثمانية هو الفرق الكبير في مستويات التعليم بين مسيحيي تلك المناطق ومسلميها ما حذا بالعثمانيين إلى إصدار قرارات تقضي بإغلاق المدارس المسيحية ما لم تكن مفتوحة بفرمان رسمي. وصل المطاف بالسلطات العثمانية في سنة 1884 إلى إصدار قانون يقضي بكون الباب العالي هو من يقرر فتح مدارس في المناطق من عدمها.[164] وتعرضت ولاية ديار بكر بأكملها إلى سلسلة من المجازر سنة 1895 قلصت عدد مسيحييها. وبلغ عدد سكان سنجق ماردين قبيل بداية الحرب العالمية الأولى حوالي 200,000، شكل المسيحيون حوالي خمسي عدد سكانه. كما أصبحت نسبة الأكراد حوالي 50% من عدد سكان طور عابدين البالغ حوالي 45,000.[165]

المذابح

صورة تعود لأوائل القرن العشرين خلال الإبادة الجماعية للأرمن تظهر مجموعة من الأرمن القتلى.

كان الأتراك الشبان قلقين بشكل خاص من انتشار الولاء للفكر اليوناني من مناطق غرب الأناضول والبحر الأسود إلى وسط الأناضول نظراً لأن اليونانيين في ذلك الوقت كانوا أقوى من الأتراك اقتصاديًا وأكثر علمًا، وكانت هناك أقلية أخرى ضمن الدولة العثمانية تتمتع بموارد مالية وهم الأرمن. كان الأتراك الشبان يعتقدون أن هاتين الفئتين المسيحيتين تهددان وجود وسلطة الدولة، وأن وجودهما نتيجة مباشرة لتسامح الحكومات العثمانية السابقة. ورأى الأتراك الشبان أنه، في ظل نفوذ الألمان، فإن الأقليات المسيحية التي تتحول ببطء إلى قوة اقتصاديَّة وسياسيَّة ستسيطر في نهاية المطاف على الدولة. بعد حرب البلقان الثانية والتي انتهت في عام 1913، اتخذ قرار بالقضاء على كل العناصر المسيحية في المجتمع العثماني ومصادرة ثرواتها، وتم تطبيق خطة ممنهجة لتحقيق هذا الهدف. ومع قرب خريف عام 1913 بدأت تتشكل ميليشيات محلية.[166] تم اعتقال أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول في يوم 24 نيسان عام 1914.[167][168] وبعد ذلك، طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على المسير لمئات الأميال إلى الصحراء في سوريا، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، كانت المجازر عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والاعتداء الجنسي على العديد من النساء.[169] اليوم أغلبية مجتمعات الشتات الارمني نتيجة الإبادة الجماعية.

قامت الحكومة العثمانية في قتل متعمد والمنهجي للسكان الأرمن خلال وبعد الحرب العالمية الأولى،[170] وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، وكانت عمليات الترحيل القسري هي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين. يقدّر الباحثين ان أعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين مليون و1.5 مليون نسمة.[171][172][173][174][175] كذلك تعرضت مجموعات عرقية مسيحية للمهاجمة والقتل من قبل الحكومة العثمانية منهم الآشوريين والسريان والكلدان وذلك عن طريق سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة عثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة كردية شبه نظامية استهدفت مدنيين آشوريين/سريان/كلدان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى.[176] أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات الآلاف منهم كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران.[177] سميت هذه المذابح التي استهدفت السريان باسم مذابح سيفو وتعرف كذلك بالمذابح الآشورية ويقدر الدارسون أعداد الضحايا السريان/الآشوريين بما بين 250,000 إلى 500,000،[178][179][180][181] كما ونفذت الحكومة العثمانية والحركة الوطنية التركية إبادة جماعية ضد اليونايين البنطيين في وطنهم التاريخي في الأناضول خلال الحرب العالمية الأولى وما تلاها (1914-1922).[182] وتضمنت الحملة مذابح، وعمليات نفي من المناطق والتي تضمنت حملات قتل واسعة ضد هذه الأقليات؛ متمثلة في مجازر وعمليات الترحيل القسري من خلال مسيرات الموت أو الإعدام التعسفي، فضلًا عن تدمير المعالم المسيحية الأرثوذكسية الثقافية والتاريخية والدينية.[183] وكان عدد الضحايا اليونانيين وفقاً للمصادر يتراوح بين 450,000 إلى 750,000.[184]

إعلان من الدستور عام 1909؛ من قبل قادة مسلمين، ويونانيين وأرمن.

يرى عدد من الباحثين أنّ هذه الأحداث، تعتبر جزء من نفس سياسة الإبادة التي انتهجتها الحكومة العثمانية ضد الطوائف المسيحية.[185][186][187] وقد أطلقت الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية على الحملة العثمانية التي قام بها تركيا الفتاة ضد الأقليات المسيحية في الدولة العثمانية تسمية إبادة جماعية.[188]

وفقًا لصحيفة التايمز اللندنية: «قالت السلطات التركية صراحة بأن نيتهم المتعمدة التخلص من جميع اليونانيين، ودعمت أعمالهم أقوالهم»، بينما كتبت صحيفة بلفاست الإخبارية: «إن الحكاية المروعة من الوحشية والبربرية التي يمارسها الأتراك الآن هي جزء من سياسة منهجية لإبادة الأقليات المسيحية في آسيا الصغرى». وفقًا لصحيفة كريسشان ساينس مونيتور، شعر الأتراك بالحاجة إلى قتل الأقليات المسيحية بسبب التفوق المسيحي من حيث الاجتهاد وبالتالي الشعور التركي بالغيرة والدونية، كتبت الصحيفة:

«كانت النتيجة تولد مشاعر القلق والغيرة في نفوس الأتراك مما دفع بهم في السنوات اللاحقة إلى الشعور الاحباط، حيث يعتقدون انهم لا يستطيعون التنافس مع رعاياهم المسيحيين في فنون السلام وبأن المسيحيين واليونانيين خاصة مجتهدون ناجحون ومتعلمون مقارنة بمنافسيهم، لذلك من وقت لآخر يحاولون جاهدين على تصحيح التوازن عن طريق الطرد والمذابح، كان هذا حال الأجيال السابقة في تركيا ولكن القوى العظمى قاسية وعديمة الحكمة ما يكفي لمحاولة تكريس سوء الحكم التركي تجاه المسيحيين.»
صورة فوتوغرافية التقطت في عام 1913 لدير فارفانفانك في فان. في مايو 1915 هاجم الجيش العثماني وأحرق ودمر أغلب معالم الدير الدير.[189]

بعدما أُسّست جمهوريّة أتاتورك غُيّرت أسماء القرى من أرمنيّة إلى تركيّة بأمر من طلعت باشا، أحد ثلاثيّ «الاتّحاد والترقّي» وأشدّهم ارتباطاً بالمجزرة. ولم يتردّد طلعت في اعتبار أنّ الهدف من سرقة الأملاك الأرمنيّة إنشاء «اقتصاد وطنيّ» «بورجوازيّة مسلمة».[190] وكان من بين المعالم العمرانيّة الكثيرة التي سُرقت من مالكيها الأرمن قصر أتاتورك الرئاسيّ في أنقره، وما بات لاحقاً قاعدة أنجرليك العسكريّة. وفقد الأرمن شركاتهم ومزارعهم، وأصبحت جميع المدارس، والكنائس، والمستشفيات، ودور الأيتام، والأديرة، والمقابر الأرمنية ملك الدولة التركية.[190] وفي يناير عام 1916، أصدر وزير التجارة والزراعة العثماني قرارًا يأمر جميع المؤسسات المالية العاملة داخل حدود الدولة العثمانية لتسليم الأصول المالية الأرمنية للحكومة.[191] وتسجل المراجع أن الحكومة العثمانية إستولت على ستة ملايين جنيه تركي من الذهب إلى الممتلكات العقارية، والنقدية، والودائع المصرفية، والمجوهرات.[191] ومن ثم تم ضخ الأصول المالية الأرمنية للبنوك الأوروبية، بما في ذلك البنك الألماني ودرسدنر.[191]

وفقًا لمختلف العلماء، قبل الحرب التركية اليونانية (1919–1922)، كانت مدينة إزمير مركزًا ثقافياً واقتصادياً لليونانيين، وكان أعداد السكان الإغريق فيها آنذاك أكبر من أثينا عاصمة اليونان.[192] وإلى جانب السكان اليونانيين والأتراك ضمت المدينة على أعداد كبيرة من السكان الأرمن والشوام الكاثوليك واليهود. وأشار العثمانيون في تلك الحقبة إلى المدينة بإسم "سميرنا الكافرة" (بالتركيَّة: Gavur Izmir) بسبب وجود السكان غير المسلمين القوي فيها.[193] خلال الحرب التركية اليونانية ذكرت العديد من التقارير عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوات التركية بحق المدنيين المسيحيين اليونان والأرمن بشكل رئيسي.[181][194][195][196][197][198] وتشير التقارير أيضاً إلى ارتكاب القوات اليونانية أيضاً انتهاكات جسيمة بحق المدنيين المسلمين من الأتراك خلال الحرب التركية اليونانية.[199]

في عام 1923 قامت اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية وهي مرتكزة على أساس الهويّة الدينية، وتتضمن نقل المسيحيين اليونانيين الذين يعيشون في تركيا إلى اليونان ونقل المواطنين المسلمين الذي يعيشون في اليونان إلى تركية، هو كان تبادل السكانيّ الإلزامي الأول الواسع النطاق في القرن العشرين. وقّعت اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية 1923 بين الحكومتين التركيّة واليونانيّة في مدينة لوزان السويسريّة في الثلاثين من كانون الأول 1923، وتضمنت تقريباً نقل مليوني شخص مليون ونصف منهم مسيحيين كانوا يعيشون في تركيا ونصف مليون مسلم كانوا يعيشون في اليونان، أغلبهم هُجّر بالقوّة وبشكل قانوني من أوطانهم. يذكر أن تبادل السكان اثر بشكل سلبي على الطبقة البرجوازية في تركيا، حيث شكل المسيحيين نسبة هامة من الطبقة البرجوازية.[200]

الجمهورية التركية

صورة تاريخيَّة من 1942 لمجموعة من المسيحيين واليهود خلال مزاد لبيع أثاثهم لدفع ضريبة الثروة التركية.

بعد تأسسيس الجمهورية التركية وفي عام 1942 تم فرض ضرائب باهظة على المواطنين الأثرياء والتي استهدفت بشكل خاص المسيحيين واليهود الذين كانوا يسيطرون على جزء كبير من الاقتصاد التركي،[201] بمقدار عشرة في المئة على الفرد الواحد،[202] وتم مصادرة عدد من مؤسساتهم واقفال مدارسهم ممنا أدى لهجرة عدد كبير من المسيحيين واليهود. ومن الشائع أنّ السبب الكامن وراء الضرائب تكبد الخسائر المالية على الأقليات الدينيّة من المسيحيين واليهود في تركيا، وإنهاء سيطرتهم على اقتصاد البلاد، ونقل الأصول الماليّة لغير المسلمين إلى أيدي البرجوازية المسلمة.[203] لم يتحمل هذا القانون الصارم الانتقادات القاسية، وتم إلغاؤه تحت ضغوط من بريطانيا والولايات المتحدة في 15 مارس من عام 1944. واستفاد الحزب الديمقراطي المعارض من شعبيته في الانتخابات العامة لعام 1950.

قامت حكومة سكرو ساراكوجلو مشروع قانون الضريبة التي تُفرض لمرة واحدة وتم اعتماد القانون من قبل البرلمان التركي في 11 نوفمبر 1942. وكانت الضريبة مفروضة على الأصول الثابتة، مثل العقارات، وعلى ملاك المباني وسماسرة العقارات والشركات والمؤسسات الصناعية لجميع المواطنين، بما في ذلك الأقليات. ومع ذلك، لم يكن الذين عانوا أشد المعاناة من المسلمين بل من اليهود واليونانيين والأرمن والشوام، الذين كانوا مسيطرين على جزء كبير من الاقتصاد،[204] بالرغم من أن الأرمن كانوا هم الأكثر دفعًا للضريبة.[205] ثمة من المحللين من يربطون بين اضطهاد الأقليات الدينية، في العقود الأولى للجمهورية الوليدة، والوضع الاقتصادي المأساوي لتركيا الخارجة من حرب استمرت سنوات. فقد أمنت المقتلة ضد الأرمن وتهجيرهم القسري مع يونانيي تركيا، نوعاً من التراكم الأولي للرأسمال الناشئ في تركيا الجمهورية، بفعل الاستيلاء على ممتلكات المهجّرين المسيحيين، وكانوا عمومًا أكثر ثراءً من الأتراك. ثم صدر قانون الضريبة على الممتلكات في العام 1942، وكان 87 في المئة من المكلفين بها من الطوائف غير المسلمة، وكان على التجار الأرمن أن يسددوا هذه الضريبة بنسبة 232 في المئة من رأسمالهم، واليهود بنسبة 179 في المئة، واليونانيين بنسبة 156 في المئة، والأتراك المسلمين بنسبة 5 في المئة. وتم سوق العاجزين عن تسديدها إلى معسكرات الاعتقال.[206]

خلال الحرب العالمية الثانية، ظلت تركيا دولة محايدة حتى فبراير 1945. ورسميًا، تم فرض هذه الضريبة لملء خزينة الدولة التي كانت هناك حاجة لملئها إذا قامت ألمانيا النازية أو الاتحاد السوفيتي بغزو البلاد. ومع ذلك، هناك من يقول أن السبب الرئيسي لهذه الضريبة كان لتأميم الاقتصاد التركي من خلال الحد من تأثير الأقليات السكانية والسيطرة على التجارة والموارد المالية والصناعات في البلاد.[207] دفع جميع المواطنين في تركيا هذه الضريبة، ولكن تم فرض تعريفات أعلى عمومًا على السكان غير المسلمين في البلاد، وغالبًا بطريقة تعسفية وغير واقعية.[208] تم اعتقال حوالي ألفين من غير المسلمين، الذين لم يتمكنوا من دفع الكمية الهائلة التي طلبتها هذه الضريبة خلال مهلة قدرها ثلاثون يومًا، وتم إرسالهم إلى معكسر العمل بالسخرة في مدينة أش قلعة في محافظة أرضروم شرق تركيا. ومات واحد وعشرون من هؤلاء التعساء هناك. لم يُسفر القانون القسري التمييزي عن النتائج التي كانت تأملها الحكومة. فقد قامت الشركات بزيادة أسعار منتجاتها بشكل حاد لتعويض خسائرها، مما خلق دوامة من التضخم أضرت بالمستهلكين ذوي الدخل المنخفض. ومع ذلك، وفقًا لمعلومات رسمية، جمعت الحكومة التركية 324 مليون ليرة (في الوقت الذي كان فيه الدولار الأمريكي الواحد يعادل 1.20 ليرة تركية) من خلال مصادرة أصول غير المسلمين.[209]

أتراك يهاجمون مجمعات يونانية خلال بوغروم إسطنبول.

في 6 سبتمبر 1955 حدث بوغروم إسطنبول وهي أعمال شغب كانت بالدرجة الأولى ضد الأقلية اليونانية في إسطنبول. ودبرت أعمال شغب من قبل مجموعة من الجيش التركي. واندلعت أحداث بعد انباء تفيد بأن القنصلية التركية في مدينة سالونيك شمال اليونان والبيت الذي ولد فيه مصطفى كمال أتاتورك في عام 1881، كان قد قصفت في اليوم السابق.[210] وبعد ذلك تبين ان القنبلة زرعت من قبل الحاجب التركي في القنصلية، الذي ألقي القبض في وقت لاحق، واعترف، حرضت الأحداث. كانت الصحافة التركية تنقل الأخبار في تركيا صامتة عن اعتقال الحاجب وبدلًا من ذلك لمحت إلى أن اليونانيون قد فجروا القنبلة. ما أدى إلى هجوم من قبل غوغاء اترك، ومعظمه كان داخل شاحنات دخلوا فيها إلى داخل المدينة في وقت مبكر، للتحضير إلى لاعتداء في إسطنبول ضد المجتمع اليوناني خاصة في حي الفنار حيث استمرت الاعتداءات لمدة تسع ساعات. خلال الاعتداءات أكثر من عشرة أشخاص لقوا مصرعهم خلال أو بعد المذبحة نتيجة الضرب والحرق. تضررت أيضا احياء وأماكن سكن وعمل اليهود والأرمن. سببت المذبحة تسارع هجرة اليونانيين (بالتركية: Rumlar) من تركيا وإسطنبول على وجه الخصوص. انخفضت أعداد السكان اليونانيين في تركيا من 119,822 شخصًا في 1927، إلى حوالي 7,000 في عام 1978. في إسطنبول وحدها، انخفض عدد السكان اليونانيين من 65,108 إلى 49,081 بين عام 1955 وعام 1960. وتُقدر الأرقام لعام 2008 الصادرة عن وزارة الخارجية التركية العدد الحالي من المواطنين الاتراك من أصل يوناني يتراوح بين 3,000 إلى 4,000. ولكن وفقًا لمؤسسة هيومن رايتس ووتش يقدر عدد السكان اليونانيين في تركيا بنحو 2,500 وذلك في عام 2006. وقالت ديليك جوين المؤرخة ومؤلفة كتاب صادر عام 2005 عن الواقعة ان المقابر دُنست والكنائس نهبت وقتل نحو 12 شخصًا واغتصبت مئات النساء وقد حرقت كاتدرائيَّة القديس جرجس مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية خلال المذبحة، بالإضافة إلى حرق العديد من المنازل والمشاغل والمصالح التي يملكها يونانيون.[211] وقدرت قيمة الأضرار بنحو 50 مليون دولار أي ما قيمته الآن نحو 400 مليون دولار. وأغلب الهجمات كانت ضد أهداف يملكها يونانيون لكن نحو ثلث الهجمات استهدف ممتلكات الارمن واليهود. وتم اعتقال أكثر من 5,000 شخص تمت تبرئة أغلبهم في وقت لاحق.[212]

كنيسة سريانية أرثوذكسية في مدينة مديات. المدينة الرئيسية قي طور عبدين وتشكّل عاصمة هذا الإقليم، من حيث الحجم والتواجد السرياني.

خلال سنوات التسعين عقب المواجهات بين الجيش التركي والأكراد هاجر الآلاف من المسيحيين من منطقة طور عبدين وهي معقل تاريخي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، حيث تمركزت بطريركيتها إلى أن ارتفعت حدة التوترات مع الجمهورية التركية، ما دفعها إلى الانتقال إلى سوريا عام 1933. كان عدد سكان هذه المنطقة نحو 200,000 مسيحي، وفقًا للاتحاد الأوروبي للسريانية، وهي منظمة في الشتات. ونجا نحو 50,000 شخص من مذابح المسيحيين في الاناضول خلال الحرب العالمية الأولى، حيث لقي الشعب السرياني والأرمن المصير ذاته. وأجبرت الصعوبات الاقتصادية في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين عشرات الآلاف من المسيحيين السريان الأرثوذكس على الانتقال إلى أوروبا والاستقرار فيها. ثم تلت ذلك موجة هجرة ثانية في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين نتيجة الصراع التركي الكردي. أما اليوم، لم يبق في طور عبدين سوى 4,500 مسيحي سرياني، من الذين يتكلمون اللهجة المحلية من اللغة الآرامية، فضلاً عن العربية والتركية والكردية. ويتمركز اليوم نحو 80 ألف سرياني من الذي كان يعيشون في طور عبدين في ألمانيا،[213] إضافة إلى 60 ألف في السويد، و10 آلاف في كل من بلجيكا وسويسرا وهولندا، وفقاً لتقديرات الاتحاد السرياني الأوروبي. في الآونة الأخيرة استقر في طور عبدين العديد من العائلات السريانية التي عادت من ألمانيا والسويد وسويسرا. وتشير التقارير إلى أن عودة المسيحيون السريانُ من أوروبا إلى طور عبدين، هي لأسباب روحية وليست لأسباب اقتصادية.[214] كما أدت الحرب الأهلية السورية إلى تدفق أعداد كبيرة للاجئين من سوريا إلى تركيا، وكان من ضمهم أعداد من المسيحيين السريان والآشوريين، حيث بالنسبة لكثير من السريان والآشوريين السوريين يمثل ذلك رحلة عودة لهجرة أجدادهم من تركيا قبل نحو قرن عشية مذابح سيفو، وعزز اللاجئون السريان والآشوريين السوريين وجود الطائفة السريانية في تركيا.[215][216]

لا يوجد قانون في تركيا يمنع التبشير أو التحول إلى المسيحية، فتركيا دولة علمانية. في حين قد يتعرض أحيانًا المسيحيين، أو المبشرين، أو حتى المتحولين إلى المسيحية إلى أعمال عنف وقتل من قبل القوميين أو الإسلاميين.[217] منذ مطلع الألفية الثالثة يستهدف مسيحيو تركيا بهجمات واغتيالات باتت تهدد وجودهم الديني، فقد قتل اغتيل الطاهن الكاثوليكي أندريا سانتورو في مدينة طرابزون على البحر الأسود عام 2006، كما طعن قس كاثوليكي إيطالي آخر في عام 2007، وشهد نفس العام هجوماً على دار نشر إنجيلية تدعي زيرفه في مدينة ملطية قتل فيها 3 مسيحيين يعملون فيها.[218] وتشهد البطريركية الأرمنية بإسطنبول تحول مسلمين إلى المسيحية بمعدل 20 شخصًا في السنة،[219] منهم من تقدم في العمر وشهد المذابح حينما كان صغيرًا وأراد أن يعود إلى ديانته التي اضطر إلى تغييرها. ومنهم من أراد أن يعود إلى ديانة أجداده التي اضطر إلى إخفائها أو اكتشف أصوله الأرمنية حديثًا. وتشير عدد من التقارير إلى إحياء البلدات المسيحية في تركيا، بعد أن تعرض سكانها للقمع وفروا إلى المهجر خوفاً على حياتهم، ورجوع عدد من المسيحيين السريان من المهجر.

في السنوات الأخيرة تحولت أعداد من الأتراك المسلمين في تركيا وقبرص الشمالية إلى الديانة المسيحية.[220] حيث بين كل عشرة حالات تغيير دين ستة حالات تكون للمسيحية،[221] وفي تقرير في صحفية ميليت أشارت إلى أن 35,000 تركي تحول للمسيحية سنة 2008 خاصًة إلى المذهب البروتستانتي الإنجيليّ.[222] وفي عام 2013 شارك عدد من المسيحيين في الإحتجاجات بمنتزه غيزي في ميدان تقسيم، وذلك للاحتجاج على ما يعتبره بعضهم استبدادا من حزب حزب العدالة والتنمية الحاكم وتدخلاً في أسلوب حياتهم. وفي انتخابات سنة 2015 تم تمثيل المسيحيين من خلال أربعة نواب في البرلمان التركي، اثنان من حزب الشعوب الديموقراطي وثالث عن حزب الشعب الجمهوري والرابع من حزب العدالة والتنمية. وكان دور المسيحيون دورهم محدوداً في الحياة السياسية في تركيا بعد عصر الجمهورية، ويقيم قسم كبير منهم في مدينة إسطنبول، ويعملون في التجارة والحرف اليدوية مثل صياغة المجوهرات، بينما يقيم آخرون في القرى ويمتهنون الزراعة وتربية المواشي.[223] وعام 2011 كان محام من الطائفة السريانية النائب المسيحي الأول في البرلمان منذ نصف قرن.[224] في عام 2014 زار البابا فرنسيس تركيا لتعزيز الروابط مع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وإدانة العنف الذي يستهدف المسيحيين وأقليات أخرى في الشرق الأوسط.[225] وفي عام 2015، أعطت الحكومة التركية الإذن للقناة المسيحية سات 7 للبث على القمر الصناعي تركسات الذي تنظمه الحكومة.[226] أعربت الطوائف المسيحية المختلفة عن تخوفها من تبعيات محاولة الانقلاب في تركيا 2016 وذلك بعد تعرض كنائس في طرابزون وملطية لإعتداءات من قبل مؤيدين لحزب العدالة والتنمية.[227][228] وفي عام 2019 وضع حجر أساس لبناء كنيسة سريانية أرثوذكسية في منطقة يشيل كوي بمدينة إسطنبول بحضور رجب طيب أردوغان، لتكون أول مكان عبادة مسيحي يبنى في تركيا منذ تأسيس الجمهورية على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923.[229]

الوضع الراهن

التوزيع الطائفي والإثني للمسيحيين

شكَّل المسيحيون بين 17.5% إلى 25% من سكان أراضي تركيا الحالية وذلك في عام 1914 لتنخفض إلى حوالي 2.5% عام 1927،[230] حيث انخفضت نسب المسيحيين بسبب أحداث كان لها تأثير كبير على البنية الديموغرافية للبلاد، منها حصول الإبادة الجماعية للأرمن وبعض الطوائف المسيحية الأخرى من الاشوريين واليونانيين وقد تمت المذابح في شرق الأناضول وجنوبه وفي شمال العراق، وقد فاق عدد ضحاياها المليون ونصف مليون ارمني و250,000 إلى 750,000 آشوريين/سريان/كلدان ونصف مليون يوناني على يد الحكومة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى[178][179][180][231]. فبدأ تهجير أعداد كبيرة من الأرمن إلى سوريا ولبنان والموصل، وكان التهجير يتم بطريقة بدائية مما أدى إلى موت حوالى 300 ألف من المهاجرين في الطريق من الجوع والبرد والمرض إضافة لتعرضهم لهجومات مستمرة من السكان المحليين. إلى جانب قيام تركيا بعملية التبادل السكاني لليونانيين الأرثوذكس، وضريبة الثروة التركية الباهظة عام 1942 التي استهدفت بشكل خاص المسيحيين واليهود، وأحداث بوغروم إسطنبول عام 1955 والتي ادت إلى هجرة أغلبية مسيحيين من إسطنبول، بسبب نهب الكنائس وقتل السكان المحليين من المسيحيين، فقد حرقت خلال هذه الأعمال بطريركية القسطنطينية مركز الكنيسة الأرثوذكسية والعديد من المنازل والمشاغل والمصالح التي يملكها يونانيون وارمن، ما أدى إلى هجرات كثيفة مسيحية ويهودية.[211]

تعتبر جمهورية تركيا دولة علمانية، تعترف الدولة بناءً على معاهدة لوزان باليونانيين والارمن كأقليات معترف بها. وفي عام 2012 وبحسب الإحصاءات الرسمية يدين ما بين 0.6%-0.9%[232][233] من سكان تركيا بالمسيحية، وتعتبر الكنائس الأرثوذكسيَّة كبرى الطوائف مسيحية في البلاد، بالمقابل وبحسب دراسة قام بها مركز بيو للأبحاث يعيش في تركيا حوالي 310,000 مسيحي نسمة.[10] وتُعد كنيسة الأرمن الأرثوذكس كبرى الطوائف المسيحية وتضم 70,000 شخص، تليها الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، والكنيسة اليونانية الأرثوذكسية والتي يتوزع أتباعها بين اليونانيين والذي يتواجد أغلبهم في إسطنبول وازمير والمسيحيون العرب والذين يقطنون في انطاكية وإسكندرونة في محافظة هتاي وفي إسطنبول وينتمي هؤلاء إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وتصل أعدداهم إلى حوالي 18,000. بالإضافة إلى أقليات بروتستانتية أغلبهم من أصول إسلامية؛ كما تضم البلاد جالية كاثوليكية من أصول فرنسيّة وإيطاليّة تسكن في إسطنبول وإزمير وأضنة ويعود أصولها إلى الحملة الصليبية الرابعة ومنذ أيام الإمبراطورية اللاتينية. ويتوقع مركز بيو للأبحاث أن ترتفع أعداد المسيحيين إلى حوالي 480,000 في عام 2050 بالمقارنة مع 320,000 عام 2010.[234]

آشوريون/سريان/كلدان

بحلول أواخر القرن التاسع عشر انفصلت معظم المناطق التابعة للعثمانيين في أوروبا وبدأت المشاعر القومية بالتغلغل بين أبناء القوميات الأخرى كالعرب والأرمن والآشوريين/السريان/الكلدان فحاول العثمانيون أتباع سياسة التتريك كرد فعل وعومل مواطنوها المسيحيون خاصة بريبة على أساس قربهم الديني من أوروبا،[235] فحدثت عدة مجازر استهدفت المسيحيين في الفترة بين عام 1896 وعام 1896 عُرفت بالمجازر الحميدية،[236] تركت أثرها على السريان خلال مجازر ديار بكر في تلك الولاية التي شكلوا معظم مسيحييها. بقيام الحرب العالمية الأولى وتحالف بعض الأرمن مع الروس ضد الدولة العثمانية قرر قادتها تغيير ديمغرافية شرق الأناضول بترحيل وقتل سكانها المسيحيون.[236] وابتداء من ربيع 1915 هوجمت قرى حكاري من قبل العشائر الكردية المتحالفة مع العثمانيين فقتل الآلاف ونزح الباقون إلى أورميا الواقعة تحت النفوذ الروسي حينها، كما قام العثمانيون بمهاجمة قرى ومدن ولاية ديار بكر وخاصةً سعرت وآمد فقتل معظم السريان والكلدان بها.[237][238] وفي خريف 1915 تمت مهاجمة قرى طور عابدين وقتل وتهجير السريان بها.[239] وبعد قيام الثورة البلشفية وانسحاب روسيا من الحرب هاجم العثمانيون والأكراد قرى أورميا في إيران حاليا فنزح آشورييها إلى العراق وقتل من قرر البقاء فيها.[240] أجبرت الصعوبات الاقتصادية في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين عشرات الآلاف من المسيحيين السريان الأرثوذكس على الانتقال إلى أوروبا والاستقرار فيها. ثم تلت ذلك موجة هجرة ثانية من طور عابدين في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين نتيجة الصراع التركي الكردي.[214] في الآونة الأخيرة استقر في طور عبدين العديد من العائلات السريانية التي عادت من ألمانيا والسويد وسويسرا، وتشير التقارير إلى أن عودة المسيحيون السريانُ من أوروبا إلى قرى طور عبدين، هي لأسباب روحية وليست لأسباب اقتصادية.[214]

تتراوح أعداد السريان في تركيا بين 28,000 إلى 50,000 نسمة،[241] وهم أقلية غير معترف فيها ويدين أغلبهم بالأرثوذكسية السريانية إلى جانب أقلية تتبع الكنيسة السريانية الكاثوليكية، ويقطنون، تبعاً لذلك، في مناطق قريبة من الحدود السورية ولا سيما في ماردين[242] ونصيبين[243][244] ومديات[245][246][247] وسافور وقيلليت وايديل وديار بكر.[248] غير أن معظمهم هاجر إلى إسطنبول، حيث يقدر عدد القاطنين منهم فيها بين 17 ألف إلى 20 ألفًا،[249] كما أن أعداداً كبيرة منهم غادرت إلى أوروبا. ويتحدث السريان الأتراك باللغة السريانية، ولهجات أخرى مشتقة من اللغة الآرامية. أما الكلدان، فقد كان يقارب عددهم بين سبعة إلى عشرة آلاف نسمة؛ ويقطنون المناطق المحاذية للحدود السورية - العراقيـة في تركيا ولا سيما في ماردين وضواحيها (مدينة ايديل وسيلوبي) وفي منطقة هكاريّ (مدينة اولوديري وبيت الشباب وشرناق) وفي سعرت (مدينة برفاري). كذلك يوجد البعض منهم في مدينة ديار بكر ومديات وماردين وإسطنبول، ويتحدثون باللغة الآرامية الكلدانية الحديثة ويتبعون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، فيما توجد مطرانيتهم في ديار بكر وبطريركهم الأكبر في بغداد في العراق. في عام 2013 بلغ عدد أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية 7,640 عضو، لكن بسبب تدفق اللاجئين من سوريا والعراق إلى تركيا، ازداد أعداد أتباع الكنيسة الكلدانية في تركيا ليصل إلى حوالي 48,594 شخص عام 2016.[250] تعتبر كل من قرية مير وغزنخ في قضاء بيت الشباب بمحافظة شرناق قرى ذات أغلبية آشورية وينتمي سكانها إلى كنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.[251][252]

الأرمن

خلال القرن التاسع عشر تحسنت أوضاع الملّة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة لتُصبح أكثر طوائف الدولة العثمانية تنظيمًا وثراءً وتعليمًا، وشارك الأرمن في الحياة العامة في الدولة العثمانيَّة، فقد كان لهم دور لكثير من أفرادهم وعائلاتهم في اقتصاد الدولة. فلم يشاركوا في التجارة فقط، بل شاركوا في جميع القطاعات الاقتصادية من صناعة المجوهرات، والتجارة في عملات الذهب والفضة، وصناعة الخزف والمنسوجات وغيرها. ومع الوصول للقرن التاسع عشر نجد أن الدولة قد سمحت الدولة لهم بدستور خاص بهم ينظم شئون حياتهم يتكون من 150 مادة في عام 1863، كما كان الممثل الأرمني والممثلة الأرمينية هم المسيطرون على مسارح الدولة، وكانوا يملكون مئات المدارس في القرن التاسع عشر الخاصة بتعليم أولادهم، ووصلت شخصيات منهم إلى أعلى مناصب في الدولة مثل وزير الخارجية، ووصلت عائلات منهم إلى المعماريين الرسميين للدولة مثل عائلة باليان التي تنتشر آثارها في عاصمة الدولة، فهم مصممون مثلاً قصر دولمة باهجة، ومنهم من ذاع صيته كمؤلف للموسيقى العثمانية الكلاسيكية. جراء تفريغ الأناضول الشرقي من السكـان الأرمن، تحوّل من تبقى منهم إلى المدن الكبرى، ولا سيمّا إسطنبول، وممارسة نشاطات تجارية وحرفية في نطاق ضيق. وقد خلقت الروابط بين الشتات الارمني في العالم وأفراد الطائفة الأرمنيّة في تركيـا، شكوكًا لدى السلطات التركية التي كانت تتخذ إجراءات من وقت لآخر لتضييق نشاط السكان الأرمن.

اليوم، من أصل مئات الآلاف من الأرمن كانوا يسكنون في تركيا عشية الحرب العالمية الأولى، وبعد موجات الهجرة الكثيفة خلال الحرب وبعدها، لم يبقَ في تركيا الآن سوى بضعة آلاف تتفاوت التقديرات حول عددهم من 60 إلى 80 ألفًا،[253][254][255][256][257] تعيش أكثريتهم الساحقـة في إسطنبول حيث يوجد المقر الرئيسي لبطريركيَّتهم في منطقة "كوم قابي" في مقر فرعي في منطقـة "رومللي حصار" وفي يشيلكوي[258] وبانجالتي وجزر الأمراء، بالإضافة إلى مجتمعات أرمنية أصغر حجمًا في قيصرية، وديار بكر[259] والإسكندرونة.[260] وما يزال يوجد حوالى الألف شخص في مدينة أنقرة، فضلاً عن القرية الأرمنية الوحيدة في تركيا فاكيفلي.[261][262] ويتحدث هؤلاء جميعاً اللغة الأرمنية، فيما يتوزعون مذهبياً على ثلاث كنائس: كنيسة الأرمن الأرثوذكس، والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية. ويتبع معظم أرمن تركيا بطريركية القسطنطينية للأرمن الأرثوذكس ويتراوح أعداد أتباعها من 60 ألف إلى 80 ألفً، في حين قدر أعداد أتباع الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية عام 2009 بحوالي 3,450 شخص.[263] وبإستثناء حالات قليلة جداً، فإن مشاركة الأرمن في الحياة السياسية التركية معدوم تقريباً منهم إتيان محجوبيان، وهو كاتب معروف من أصل أرمني، والذي ترأس منصب أبرز مستشاري داود أوغلو.

البلغار

كاتدرائية القديس يوحنا في إزمير.

تاريخيًا كان المجتمع البلغاري من المجتمعات البارزة في الدولة العثمانية. أغلبهم كان من أتباع الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية إلى جانب أقلية بارزة من أتباع الكنيسة البلغارية اليونانية الكاثوليكية وهي كنيسة بيزنطية شرقية متحدة مع روما.

خلال الحكم العثماني تشكلت جالية بلغارية بشكل خاص في العاصمة الأسِتانة أو إسطنبول. كان في معظهم من الحرفيين والتجّار. خلال النهضة الوطنية البلغارية، كانت اسطنبول مركزًا رئيسيًا للصحافة البلغارية والتنوير. كانت كنيسة القديس ستيفن في إسطنبول، التي تعرف أيضا باسم كنيسة الحديد البلغارية، مقر الإكسرخسية البلغارية بعد 1870. كما تشكلت جالية من بلغار الأناضول، كان معظمهم من أتباع الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية الذين استقروا خلال الحكم العثماني في شمال غرب الأناضول، في بداية القرن الثامن عشر عام 1914.[264]

وفقًا لبعض التقديرات، ترواحت أعداد البلغار في العاصمة بين 30 ألف إلى 100 ألف نسمة في منتصف القرن التاسع عشر؛ اليوم لا يزال هناك مجتمع بلغاري مسيحي صغير مكوّن من 300 إلى 400 شخص،[265] وهم جزء صغير من المجتمع البلغاري في إسطنبول.

مسيحيون عرب

كنيسة القديس بولس للروم الأرثوذكس في أنطاكية.

يعيش في تركيا جماعات من المسيحيين العرب أغلبهم ينتمي إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وكانوا جزءًا من المجتمع السوري حتى معاهدة لوزان عندما اقتُطع لواء اسكندرون السوري ذو الغالبية العربية وضمّ إلى تركيا عام 1939. وبلغ عددهم في عام 1995 حوالي 10,000 نسمة،[14] في حين قدرّت أعدادهم سنة 2008 بحوالي 18,000 نسمة.[14][266] ويعيش أغلبهم في إسطنبول وأنطاكية وإسكندرونة ومرسين وأضنة والسويدية والقصير وأرسوز، ويتحدثون باللغة العربيّة والتركيّة. وتعتبر قرية توكاتشلي في منطقة القصير القرية المسيحية الأرثوذكسيّة العربية الوحيدة في تركيا،[267] وبحسب دراسة، يرى مسيحيو القرية أنهم مرتبطون بتركيا، ويعرفون عن أنفسهم في بعض الأحيان "بالأتراك" أو "المواطنون الأتراك".[267] ويعيش العديد من أبناء القرية في إسطنبول ومدن محافظة هاتاي وفي المهجر خصوصاً في ألمانيا.[267] وعلى النقيض من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في القسطنطينية، حيث أن لغتها الطقسيّة هي اللغة اليونانية، فإت الكنيسة الأرثوذكسية في أنطاكية لغتها الطقسيّة باللغة العربية، ورعاياها من أصول عربية.

تشير دراسة عن "التاريخ الشفهي لمسيحي أنطاكية" من قبل الباحثة ليلى نيزى عام 2004 أنه على الرغم من أن معاهدة لوزان عام 1923 أعطت الأقليات غير المسلمة في تركيا بعض الحقوق مثل حقوق إنشاء مدارسهم الخاصة، لكن هذه الحقوق تطبق بين الأقليات المهيمنة في المناطق الحضرية مثل اليونانيين الأرثوذكس في إسطنبول، والأرمن واليهود.[268] بالمقابل فإن مسيحيو الريف مثل مسيحيو أنطاكية العرب، من ناحية أخرى، واجهوا صعوبة في نقل الدين والثقافة على مر الأجيال، بسبب تعرضهم لسياسة الإستيعاب وسياسات النظام التعليمي الوطني من قبل الحكومة التركية. في الوقت نفسه، احتضنت العديد من الأسر سياسية الاستيعاب لتجنب التمييز وتحقيق الحراك الاجتماعي.[268] وعلى الرغم من ذلك يصر الروم الأنطاكيين، والجيل الأصغر سناً على وجه الخصوص، في العقود الأخيرة على المحافظة على هويتهم الرومية الأرثوذكسية.[269] وعلى الرغم من عدم شيوع التحول الديني (رغم اعتناق بعض الروم الأنطاكيين المذهب الكاثوليكي أو البروتستانتي)، فإنّ استخدام اللغة التركية بدلاً من اللغة العربية، واستخدام الأسماء التركية بدلاً من الأسماء العربية، أصبحت ظاهرة واسعة النطاق. بحسب الدراسة يعيش معظم المسيحيين العرب في هاتاي في مدينة أنطاكية وإسكندرونة وفي عدد قليل القرى في الريف. وتتحدث الغالبية منهم اللغة العربية، والتركية بشكل متزايد، على الرغم من أنهم يعتبرون أنفسهم عرباً أكثر من الناحية الثقافيّة.[268]

هناك اختلافات طبقية متميزة بين الروم الأنطاكيين من سكان المدن والروم الأنطاكيين من سكان الريف، حيث يميل الروم الأنطاكيين من سكان المدن إلى الانتماء إلى الطبقة البرجوازية بالمقارنة مع الروم الأنطاكيين من سكان الريف.[268] تميل العلاقة بين الروم الأنطاكيين العرب واليونانيين الأرثوذكس في مدينة إسطنبول إلى التوتر بسبب الاختلافات التاريخيَّة في الطبقة والثقافة بين المجتمعين.[268] وتشير الدراسة أيضاً إلى أنَّ الزواج المختلط بين الروم الأنطاكيين والمُسلمين نادر وغير شائع.[268]

الموارنة

كنيسة القديس بولس في طرسوس.

تعيش أعداد من الموارنة، وهي مجموعة دينية[270] تتبع الكنيسة المارونية، في وسط جنوب تركيا ولا سيّما في مناطق مرسين، وطرسوس، وأضنة، وإسكندرونة، ويعود وجودهم في البلاد إلى العقود الأخيرة من حكم الدولة العثمانية.[271] وكان لتحديث الدولة العثمانيّة في أثناء مرحلة التنظيمات، وانفتاح النخبة السياسيّة المركزيّة على مجموعات عرقيّة ودينيّة جديدة من جهة، وازدهار التربية الحديثة والحياة الثقافيّة في جبل لبنان إبّان تلك المرحلة من جهة ثانية، ظاهرتان قادتا عددًا من شخصيّات جبل لبنان وبيروت المارونيّة إلى تَبَوّؤ مراكز ومسؤوليّات أساسيّة في الحكومة العثمانيّة والبرلمان بشكل خاصّ، وفي الدوائر السياسيّة العليا في إسطنبول بشكل عامّ.[271]

نتيجةً لتوسّع التجارة الأوروبيّة، وتطوّر الملاحة البخاريّة، وتدفّق رؤوس الأموال الأوروبيّة المتزايد، قدم الموارنة إلى مدينة مرسين وطرسوس وأضنة وإسكندرونة.[271] ومن بين تلك العائلات المارونيّة التي سكنت طرسوس آل لبكي ونوفل وزبليط وغيرها.[271] ويصل عدد الموارنة في مرسين إلى 250 شخصًا (40 إلى 50 عائلة) أما العائلات المارونية في المدينة فهي: صلوحي، وبولس، ونوفل، وشلفون، وسعد، وموصلّي، وفتّال، وصايغ، وزبليط.[271] ويسكن في مدينة إسكندرونة نحو ثلاثين مارونيًّا، ويهتمّ الرهبان الكبّوشيّون بحياة الموارنة الرعويّة فيها كما في مرسين.[271] وتضم طرسوس دير مارونيّ كان تابع لرهبانيّة الآباء الأنطونيّين المارونيّة حتّى ثلاثينات القرن العشرين.

الكاثوليك

برج غلطة في إسطنبول، بناه الجنويين وهم من الكاثوليك الشوام.

يعود وجود الكاثوليك الشوام، وهم كاثوليك من خلفية إيطالية وفرنسية، إلى تجار الجمهوريات البحرية جنوة والبندقية الإيطاليين والممالك الصليبية بالإضافة إلى الفرنسيين الذين يعود وجودهم خلال إلى الحملة الصليبية الرابعة والإمبراطورية اللاتينية. سكن الشوام الكاثوليك في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط،[272] لا يزال يعيش أغلبهم في إسطنبول، وإزمير (ومعظمهم في أحياء بورنوفا وبوجا، حيث قطنوا في الأحياء الأرستقراطية والبرجوازيّة في قصور الشوام في ازمير ، ومرسين وكان لهم كدور مؤثرة في التجارة وإنشاء البنوك والعلوم وفي خلق وإحياء تقاليد الأوبرا التركية.[273] بالإضافة إلى التجارة والاقتصاد. تاريخيًا كان الشوام من أشد المؤيدين للبابوية الكاثوليكية، إضافة هناك كاثوليك أتراك عرقيًا وهم من معتنقي المسيحية (منهم متزوجين للشوام).

تاريخيًا لعبت الكنيسة الكاثوليكية دور تاريخي هام كمركز ديني وثقافي للرعايا الكاثوليك المقيمين في إسطنبول، وتردد على الكنائس الكاثوليكية العديد من الشخصيات النخبويَّة والأرستقراطيَّة من الشوام اللاتين في إسطنبول.[274] حاليًا يُقدر أن هناك حوالي 100-150 مشرقي لاتيني في إزمير، وهناك تقدير آخر يضع الرقم بالمئات.[275] ومع ذلك؛ قد يكون العدد أعلى وذلك بسبب سياسات الإستيعاب للحكومات القومية التركية الكمالية، وبسبب الخوف بعد مذابح اليونانيين البونتيك ومذابح الأرمن، أو الزاوج. في فيلم وثائقي عن الشوام المشرقيين في إزمير (بالتركيَّة: Bazıları Onlara Levanten Diyor)، يسمي الشوام المشرقين أنفسهم بإسم "الأتراك المسيحيين" ويقولون أنهم ليسوا سعداء بتسمية الشوام أو المشرقيين.[276]

بعد بوغروم إسطنبول، فرَّ معظم الشوام المشرقيين إلى فرنسا والولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية الأخرى.[277] ويحمل معظمهم جوازات سفر ثانية أو لديهم جواز سفر واحد فقط ينتمي إلى بلد أجدادهم. ويفضل العديد من الشباب الشامي المشرقي الذهاب إلى الخارج بدلاً من البقاء في تركيا. أما باقي الشوام المشرقيين، فتقوم بعقد لقاءات في إسطنبول لحماية تراثها وللحفاظ على ماضيها، ويتركز معظم الشوام المشرقيين في إسطنبول في حي بايوغلو وشيشلي وغلطة ويشيلكوي.[258][278] هناك أيضًا العديد من الشوام المشرقيين القاطنين مدينة في مرسين والإسكندرونة. لا تزال هناك بعض العائلات المشرقية اللاتينية في مرسين منها أسرة ليفانتي، ومونتافاني، وبابيني، وبريكوتي، وشاساتي، وفيتيل، وتالهوز، وأنطوان ميرزان، ونادر، وريكسيا، وسويسال، وهيسارلي، وكوكاز، ودانيال، وكوكالاكيس، ويالنز. ولا تزال كاتدرائية القديس أنطون البادواني في مرسين نشطة. وتخدم المجتمع المسيحي الكاثوليكي المقيم في المدينة.[279] وتعد كاتدرائية القديس أنطون البدواني وكنيسة القديسة بنويت وكنيسة سانتا ماريا دريبرس وكاتدرائية الروح القدس في مدينة إسطنبول، من الكنائس الخاصة والمراكز الروحية للمجتمع الكاثوليكي المشرقي في المدينة.[280][281]

الجورجيون

تشير التقديرات إلى أن هناك نحو 10,000 من السكان الجورجيين إثنيًا والكاثوليك مذهبيًا في مدينة اسطنبول في عام 1955، ويعود تواجد المجتمع الجورجي المنتمي إلى الكنيسة الجورجية البيزنطية وهي كنيسة كاثوليكية شرقية إلى أواخر القرن الثامن عشر. تأثر المجتمع الجورجي الكاثوليكي سلبًا على خلفية بوغروم إسطنبول عام 1955 حيث هاجر معظم الجورجيين إلى أستراليا وكندا وأوروبا والولايات المتحدة في أعقاب المذبحة. اعتبارًا من عام 1994، لم يتبقى في إسطنبول سوى نحو 200 جورجي كاثوليكي وحفنة من العائلات اليهودية الجورجية.[282][283] ولا تزال كنيسة سيدة لورد الجورجية الكاثوليكية قائمة في شيشلي وتعد واحدة من الكنائس الجورجية الكاثوليكية القليلة في العالم.

البروتستانت

غالبيّة البروتستانت في تركيا هم من الأتراك عرقيًا ومن أصول إسلامية،[284][15] ويتواجدون في كافة أنحاء تركيا، في تقرير نشرته صحفية ميليت أشارت إلى أن 35,000 تركي تحول للمسيحية سنة 2008 خاصًة إلى المذهب البروتستانتي الانجيلي،[222] كما وينضوي تحت رابطة الكنائس البروتستانتية في تركيا وحدها بين 4,000 إلى 5,000 مسيحي من العرقية التركية.[285] وتشير تقديرات مختلفة أن أعداد المسيحيين من العرقية التركية يتراوح بين 4 آلاف إلى 5 الآف ومعظمهم من أصول إسلامية،[284][15][286][17][287][288][289][290][291][292] في حين وفقاً للمتحدث باسم الطائفة البروتستانتية الإنجيلية في تركيا فإن عدد المتحولين إلى البروتستانتية الإنجيلية هو 3 آلاف، بينما ذكر وزير الداخلية التركي في 2007 أن عدد المتحولين للمسيحية بشكل عام من الإسلام منذ 2000 إلى 2007 بلغ 338 شخص.[293] وينشط البروتستانت في التبشير مقارنة بالطوائف المسيحية الأخرى، وتعرضت عدد من كنائسهم إلى أعمال تخريب وهجوم بقذف زجاجات حارقة،[294] وانتقدت وسائل الاعلام التركية النشاط التبشيري البروتستانتي بشكل مكثف.[295][296] وتشير تقارير إلى تنامي ظاهرة تحول الإيرانيين من الإسلام إلى المسيحية في تركيا.[297][298]

أشارت تقارير مختلفة إلى زيادة ملحوظة للتحول من الإسلام إلى المسيحية بين الأرمن المتخفين في شرق تركيا،[299][300] ومصطلح الأرمن المتخفين هو "مصطلح شامل لوصف الشعب التركي من أصول أرمنية كاملة أو جزئية، والذين يقومون عموماً بإخفاء هويتهم الأرمنية"،[301] وهم في الغالب من نسل الأرمن العثمانيين والذين، على الأقل ظاهريًا، أجبروا على التحول إلى الإسلام (والتتريك أو التكريد) "تحت تهديد الإبادة الجسدية" أثناء الإبادة الجماعية للأرمن.[302] وخلال الإبادة الجماعية للأرمن تحولت أعداد غير معروفة من الأرمن إلى العلاهيّة في منطقة تونجلي هرباً من القتل.[303] وبحسب تقرير تحول العديد من الأرمن المتخفين للمسيحية سراً لكن البعض منهم أعلن عن إيمانه الجديد علنًا، وأشار تقرير من مؤسسة المونيتور إلى تحول العديد من الأرمن المتخفين من العلاهيّة (طائفة إسلامية) إلى المسيحية.[304]

اليونانيين

رهبان أرثوذكس يصلون في كنيسة القديس جرجس.

لعب الإغريق دوراً رائداً في الدولة العثمانية، ويرجع ذلك جزئياً إلى حقيقة أن المحور المركزي للدولة، سياسياً وثقافياً واجتماعياً، كان قائماً على تراقيا الغربية ومقدونيا اليونانية، في شمال اليونان، وبالطبع تمركزت في العاصمة البيزنطية السابقة، القسطنطينية، ذات الأغلبية اليونانية. وكنتيجة مباشرة لهذا الوضع، لعب الناطقين باللغة اليونانية دوراً هاماً للغاية في المؤسسة التجارية والدبلوماسية العثمانية، وكذلك في حياة الكنيسة الشرقية. ويمكن إرجاع جذور النجاح الإغريقي في الدولة العثمانية إلى التقليد اليوناني في التعليم والتجارة والمتمثل في يونان الفنار.[108] وكانت ثروة طبقة التجار الواسعة النطاق التي وفرت الأساس المادي للإحياء الفكري الذي كان سمة بارزة للحياة اليونانية في نصف القرن وأكثر مما أدى إلى اندلاع حرب الاستقلال اليونانية في عام 1821.[109] وليس من قبيل الصدفة، عشية عام 1821، كانت المراكز الثلاثة الأكثر أهمية للتعلم اليوناني تقع في خيوس، وسميرنا وأيفاليك، وجميعها من المراكز الرئيسية الثلاثة للتجارة اليونانية.[109] كما تم تفضيل النجاح اليوناني بالسيطرة اليونانية على الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.[109]

حالياً يتوزّع اليونانيون بغالبيتهم في إسطنبول وجزيرة إمبروس وتينيدوس بالقرب من الدردنيل،[305] مع وجود عدد قليل في إزمير، وعلى ساحل بحر إيجة، وأنقرة وطرابزون. ويقطن معظم اليونانيين في إسطنبول في منطقـة "غلطة" المطلة على "الخليج"، وفي "بايوغلو" المحاذيـة لها،[306] وفي جزر الأمراء، وفي منطقة فنار وشيشلي وقاضي كوي وبشكطاش وبورغاز وبيوك اضه وهيبلي السياحية الأرستقراطية، فضلاً عن وجود بضعة آلاف في جزر تركيا مقابل الجزر اليونانية، مثل تشاناق قاله (جناق قلعة) وغوكجه اضه وبوزجا اضه. وما زال اليونانيون يقومون بدور مهم في الحركة التجارية في إسطنبول رغم تضاؤل أعدادهم في السنوات الأخيرة، وعلى وطأة ضريبة الثروات لم تحل دون دور مركزي لليونانيين الأتراك في الاقتصاد التركي.[307] فقد كانت لهم اليد الطولى منذ الأربعينات، في صناعات القماش والكاوتشوك والجوارب والحرير والمظلات والجزمات والدباغة. وكان اليونانيين الأرثوذكس رواداً لصناعة السيارات والكيميائيات والصيدلة وفي قطاع الإعلان وفي الألبسة الجاهزة. وما زال هذا الدور مستمراً حتى الآن.[308][309] وينتمي اليونانيون الأتراك مذهبياً إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وبطريركية القسطنطينية المسكونية التي مقرها الرئيسي في العالم كله في حي الفنار في إسطنبول، مع وجود أقلية صغيرة جداً تنتمي للكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية.[310] ونظراً لاستمرار الهجرة من قبل الكاثوليك اليونانيين من تركيا على خلفية الأعمال المناهضة لليونانيين مثل ضريبة الثروة التركية، وعقب مذبحة إسطنبول عام 1955، انخفض عدد الكاثوليك البيزنطيين في تركيا إلى عدد قليل جداً. توفي آخر كاهن يوناني كاثوليكي مقيم في القسطنطينية في عام 1997 ولم يحل محله منذ ذلك الحين، وتقام حاليًا الخدمات الدينية في الكنيسة اليونانية الكاثوليكية في إسطنبول من قبل الكاثوليك الكلدان الذين يعيشون في المدينة.

أوضاع اجتماعية

على الرغم من النظام العلماني في تركيا، إذ أنّ حرية العبادة مكفولة وحرية التبشير كذلك، فقد تعرض المسيحيون في الآونة الأخيرة لعدد من الهجمات، كذلك تنتشر صور نمطية سلبية إزاء المسيحيين تعززها وسائل الإعلام مثل كونهم فاحشي الثراء وطابور خامس وغير وطنيين،[311] كما وينظر العديد من الأتراك إلى المسيحية والمسيحيين نظرة سلبية؛ ففي سنة 2010 وحسب دراسة لمعهد بيو أنه لدى فقط 6% من الأتراك نظرة إيجابية للمسيحية مقارنةً بحوالي 16% سنة 2006، كما وجدت الدراسة أنَّ 4% فقط من الأتراك لهم نظرة إيجابية لليهودية،[312] وبحسب المسح قال 45% من الأتراك أنَّ المسيحية هي الديانة الأكثر عنفاً بالمقارنة مع 41% قال أن اليهودية هي الديانة الأكثر عنفاً وحوالي 2% قال أن الإسلام هي الديانة الأكثر عنفاً.[312] [312] وفي دراسة قامت بها برنامج المسح الاجتماعي الدولي عام 2010 وجدت أن ثلث الأتراك ليس لديهم أي أستعداد لأن يكون لهم جار مسيحي، وأن أكثر من نصف الأتراك يرفضون أن يتحدث المسيحيين عن معتقداتهم في الاجتماعات العامة وفي المناشير المطبوعة، كما أن أكثر من نصف الأتراك يعارضون خدمة المسيحيين في الجيش والأجهزة الأمنية، وقوات الشرطة، والأحزاب السياسية. في حين أن فقط أقل من نصف الأتراك يرفض نشاط ومشاركة المسيحيين في تقديم الخدمات الصحيّة.[313] ووفقًا لمسح قام به مركز بيو للأبحاث عام 2013 قال حوالي 21% من المسلمين الأتراك أنهم يعرفون بعض أو الكثير عن الإيمان والممارسات المسيحية،[314] ويقول حوالي 54% من المسلمين الأتراك أنَّ المسيحية تختلف كثيراً عن الإسلام، بالمقارنة مع 27% منهم يقولون أنَّ للمسيحية الكثير من القواسم المشتركة مع الإسلام.[314] وترتفع نسبة من يقولون أنَّ للمسيحية الكثير من القواسم المشتركة مع الإسلام (51%) بين المسلمين الأتراك الذين يقولون إنهم يعرفون بعضًا أو كثيرًا عن المعتقدات المسيحية، بالمقارنة مع المسلمين الأتراك الذين يقولون إنهم يعرفون القليل أو من لا يعلمون شيئاً عن المعتقدات المسيحية (21%).[315] ويقول حوالي 20% من المسلمين الأتراك أنهم سيكونون مرتاحين بحالة زواج ابنتهم من مسيحي، بالمقارنة مع 25% بحالة زواج ابنهم من مسيحيَّة.[315]

دير مار كبرئيل، يتعرض الدير بين الحين والآخر لمضايقات من الحكومة التركية.

في عام 2006 تم قتل قس كاثوليكي إيطالي يدعى أندريا سانتورو، راعي كنيسة كاثوليكية في مدينة طرابزون، على خلفيّة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لمحمد في صحيفة يولاندس بوستن.[316] وفي عام 2007 تم هجوم على دار نشر مسيحية في ملاطية، قتل فيها قتل 3 مسيحيين،[317] وهم نيساتي عيدين واوغور يوكسيل، وهم مسلمين أتراك تحولوا إلى المسيحية وتيلمان جيسكي وهو مواطن ألماني.[318] وفي 2007 اغتيل الصحفي والكاتب هرانت دينك. كما وأشارت تقارير إلى تعرض المدافن المسيحية إلى أعمال تخريبة.[319] وقتل هرانت دينك الصحافي المسيحي والذي على الرغم من دافعه على الدوام عن انتمائه إلى الهوية التركية، تعرض لغضب القوميين الاتراك لتنديده بإبادة الارمن التي وقعت بين 1915 وعام 1917 والتي تنفي تركيا بشكل قاطع حصولها. وبحسب دراسة قامت بها مجموعة بروتستانتية ونشرتها وكالة الأنباء المسيحية فإن المسيحيين الأتراك ما زالوا يعانون من هجمات المواطنين العاديين، وبعض التمييز من قبل شخصيات حكومية، والتشهير بهم في الكتب المدرسيّة ووسائل الإعلام على حد سواء.[320]

في عام 2010 في مقابلة برنامج "ستون دقيقة" في محطة "سي بي أس"، صرّح البطريرك برثلماوس الأول أن المسيحيين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وهو ما انتقدته الحكومة التركية،[321] إذ ترفض الحكومة التركية الاعتراف بالطابع المسكوني للبطريركية القسطنطينية، وتعتبر البطريرك المسكوني رئيسًا لطائفة الروم الأرثوذكس في تركيا فقط، وتشكل أيضًا قضية إغلاق معهد خالكي في العام 1971، وعدم السماح للبطريركية بإعادة فتحه إحدى القضايا الخلافية.[322]

تعتبر قضية حقوق الإقليات واحدة من معوقات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي،[323] فمثلًا البرلمان الألماني يدعو تركيا إلى حماية حقوق الأقليات،[324] وإلى احترام حرية الدين والمعتقد، وضمان حقوق السريان الأتراك، وذلك على خلفية نزاع دير مار كبرئيل في مديات والحكومة التركية، قررت المحكمة العليا التركية في 27 كانون الثاني 2011 منح معظم أراضي الدير، والتي امتلكها الدير لمدة 16 قرن، للحكومة التركية بحجة كونها باشجار تخضع لقانون حماية التشجير. ويعتقد أن الحكومة ستقوم بتوزيعها على مستوطنين أكراد كانوا قد استولوا عليها منذ سنة 2008.[325][326] كما طالب برلمانييون اوربييون يشددون على ضرورة اعتراف تركيا بالإبادة الجماعية ضد المسيحيين الأرمن والسريان واليونانيين قبل انضمامها للإتحاد الأوربيّ.[327] وكان قد طالب أيضًا مجلس النواب الأمريكي تركيا إلى إعادة الكنائس والأديرة المسيحية إلى أصحابها والتي تم الاستيلاء عليها.[328] في السنوات الأخيرة شهدت تحسنات في حقوق المسيحيين منها استرجاع املاك الكنيسة اليونانية والرمنية الأرثوذكسية من أراضي ومستشفيات ومدارس، بالإضافة إلى الكنائس وتم ترميم واعادة افتتاح عدد من الكنائس التاريخية.[329]

في السنوات الأخيرة تحولت أعداد من الأتراك المسلمين في تركيا وقبرص الشمالية إلى الديانة المسيحية. في تقرير نشرته صحفية ميليت أشارت إلى أن 35,000 تركي تحول للمسيحية سنة 2008 خاصًة إلى المذهب البروتستانتي الانجيلي.[222] وينضوي تحت رابطة الكنائس البروتستانتية في تركيا وحدها بين 4,000 إلى 5,000 مسيحي من العرقية التركية.[330] وذكرت تقارير تعود لسنة 2010 أن نحو 300 عائلة تركية تعيش في قبرص التركية قد ارتدت عن الإسلام واعتنقت المسيحية.[331]

يشمل المجتمع المسيحي التركي تاريخيًا الجماعات اليونانية الأرثوذكسية الكبيرة في منطقة الأناضول خصوصًا في كبادوكيا والتي تحدثت اللغة التركية كلغة أم وتبنت القومية التركية منذ القرن السابع عشر بعدما تعرضت لحملات تتريك. أبناء هذه الجماعة أعتبرت نفسها تركيّة منها "كارامانليدس" الذين عرفوّا عن أنفسهم أنهم أرثوذكس وأتراك.[332] فضلًا عن الكاكوز وهم شعب تركي يعتنق المسيحية على مذهب الأرثوذكسية الشرقية.[333] أنضوى بقايا هذا المجتمع في الجمهورية التركية إلى البطريركية الأرثوذكسية التركية المستقلة (بالتركية: Bağımsız Türk Ortodoks Patrikhanesi) وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية غير معترف بها. أتباع الكنيسة هم بشكل خاص مسيحيين من الإثنيّة والعرقيّة التركيّة ومن دعاة القومية التركيّة، والكنيسة متأثرة بشكل كبير في القومية التركية.

في انتخابات سنة 2015 تم تمثيل المسيحيين من خلال أربعة نواب في البرلمان التركي، اثنان من حزب الشعوب الديموقراطي وثالث عن حزب الشعب الجمهوري والرابع من حزب العدالة والتنمية.[334] وكان دور المسيحيون دورهم محدوداً في الحياة السياسية في تركيا بعد عصر الجمهورية. وعام 2011 كان محام من الطائفة السريانية النائب المسيحي الأول في البرلمان منذ نصف قرن. في أكتوبر من عام 2016 أعتقل القس الأمريكي أندرو برونسون والذي كان يرعى كنيسة إنجيلية في مدينة إزمير الغربيَّة، وتم اعتقاله في عمليات التطهير التي حدثت بعد محاولة الانقلاب في تركيا 2016 بتهمة بدعم أنشطة الجماعة التي يقودها فتح الله غولن.[335] وهو متزوج ولديه ابنان ولدا في تركيا وكان يتأهب للتقدم بطلب إقامة دائمة في تركيا حسب قول محاميه. وتحوّل برونسون فيما بعد إلى مادة دسمة على أجندة كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا. وطالب الرئيس الأمريكي ترامب خلال قمّة عقدها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في شهر أيار عام 2017 بإطلاق سراح القس. وفي يوليو من عام 2018 هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا بمواجهة عقوبات كبيرة ما لم تطلق فوراً سراح القس الأمريكي أندرو برونسون الذي يخضع للإقامة الجبرية في منزله في تركيا، وفي وقت سابق لوح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس تهديد مماثل وجهه مباشرة إلى الرئيس التركي.[336]

في أغسطس من عام 2019 شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مراسم وضع حجر الأساس لكنيسة السريان الأرثوذكس "مور أفرم السريانية القديمة" بمنطقة يشيلكوي في إسطنبول، وقال أن "الكنيسة تعد ثراء جديداً يضاف إلى ثراء اسطنبول".[337] ومول أبناء الطائفة السريانية بناء هذه الكنيسة، وكان أردوغان قد أصدر في 2009، حين كان لا يزال رئيساً للوزراء، أمراً لبلدية اسطنبول بالعثور على أرض لبناء كنيسة للطائفة السريانية المحليّة التي يبلغ عدد أبنائها في اسطنبول 17 ألف نسمة.[249] والكنيسة هذه هي أول كنيسة على الإطلاق يتم بناؤها في تركيا الحديثة منذ قيام الجمهورية في عام 1923 على يدي مصطفى كمال أتاتورك.[338]

التوزيع الجغرافي

أنطاكيا

تقع مدينة أنطاكيا في لواء إسكندرون تحت السيادة التركية. عند انقضاء الحرب العالمية الأولى عادت أنطاكية إلى سوريا ليحكمها السوريون بعد أن خرج الحكم العثماني التركي من الوطن العربي، ولكن سلطات انتداب فرنسي على سوريا بين 1920 و1946 تخلت عن منطقة لواء الإسكندرون لتركيا ومن ضمنها مدينة أنطاكية سنة 1939. لأنطاكية أهمية كبيرة لدى المسيحيين في الشرق، فهي أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والإسكندرية والقسطنطينية والقدس وبطاركة الطوائف التالية يلقبون ببطريرك أنطاكية: السريان الأرثوذكس، والأرثوذكس الشرقيين، والسريان الكاثوليك، والروم الكاثوليك، والسريان الموارنة. منذ القرن السادس، انقسم الكرسي الإنطاكي إلى عدة فروع، وحاليًا يحمل اللقب رؤساء أربع كنائس، هي: الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والروم الأرثوذكس، والكنيسة المارونية وكنيسة الروم الكاثوليك والكنيسة السريانية الكاثوليكية؛ وكان منذ عهد الحملات الصليبية يعين بطريرك من الطقس اللاتيني إلا أنه ألغي في القرن العشرين. تنشط عدة مجتمعات مسيحية في المدينة، ويمتلك المجتمع المسيحي المحلي على عدد من الكنائس أكبرها كنيسة القديس بطرس وبولس في حريت كاديسي. مع تاريخها الطويل من الحركات الروحية والدينية، تعتبر أنطاكية مكانًا للحج المسيحي.

كانت أنطاكية وتلقب "تاج الشرق الجميل" و"أروع مدن الشرق" ملتقى أهم الطرق التجارية، ولم تكن عاصمة إدارية وثقافية وعسكرية فحسب، بل أيضًا برزت أهميتها المسيحية باكرًا على ما يذكر سفر الأعمال.[339] كانت الجماعات المسيحية الأولى تتواجد في المدن الكبرى، يرأسها أسقف هو أحد تلامذة يسوع أو أحد من انتدبهم التلامذة، ومع تزايد عدد المسيحيين أقام الأساقفة معاونين لهم ذوي صلاحيات رعائية هم القسس، غير أنهم يمثلون الأسقف ويتحدون معه.

جرسيّة كنيسة الروم الأرثوذكس في مدينة أنطاكيا.

ومع انتشار المسيحية نحو الأرياف والمدن الأصغر حجمًا، لم يعد القسس أو الكهنة في ذات المدينة، بل أصبحت ولاية الأسقف تشمل رقعة جغرافية معينة، ومع تزايد عدد المسيحيين، لم يعد باستطاعة أسقف واحد أن يقوم بإدارة جميع الرعايا، فظهرت أسقفيات جديدة، أي يقوم أسقف أو أكثر بتعيين أسقف على ولاية جغرافية جديدة شرط أن تحوي كنائس ذات حجم كاف، غير أن الأسقف الجديد يظلّ في القضايا الخطيرة وفي الروابط الثقافية يرتبط بالكنيسة الأم التي تفرّع عنها، وهكذا ظهرت علاقة بين أسقفيات أم - أسقفيات بنت.[340][341]

تضم المدينة على حوالي أربعة عشرة كنيسة ولا تزال تعيش فيها واحدة من أقدم الجماعات المسيحيّة في العالم، وهم الروم الأنطاكيون وهم مسيحيون عرب أعضاء في ذات الطقس البيزنطي ويتبعون طقسيًا بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك إلى جانب طائفة صغيرة تتبع الكنيسة اللاتينية وتصل أعدادهم إلى حوالي سبعة الآف، ويقيم معظمهم في أراضي محافظة هتاي في تركيا المعاصرة، وتعتبر البلدة القديمة في مدينة أنطاكية نواة ومهد هذه الجماعة. وبسبب الهجرة المسيحية الكثيفة من المدينة والمنطقة يعيش عدد كبير من أبناء هذه الجماعة في المهجر خصوصًا في الأمريكتين. يتحدث الروم الأنطاكيون اليوم اللغة التركية في تركيا، في حين أنَّ اللغة الطقسيّة هي غالبًا اللغة اليونانية بجانب اللغة التركية أو العربية. يعيش اليوم في تركيا حوالي 18,000 نسمة (2008) مسيحي عرب (رومي أنطاكي[14][266] وينتشرون في إسطنبول، وأنطاكيا، وإسكندرونة، ومرسين، وأضنة، والسويدية، والقصير ويتحدثون باللغة العربية والتركية. هناك اختلافات طبقية متميزة بين الروم الأنطاكيين من سكان المدن والروم الأنطاكيين من سكان الريف، حيث يميل الروم الأنطاكيين من سكان المدن إلى الانتماء إلى الطبقة البرجوازية بالمقارنة مع الروم الأنطاكيين من سكان الريف.[268]

إسطنبول

يقع الكرسي البطريركي لبطريرك القسطنطينية، وهو الزعيم الروحي لكنيسة الروم الأرثوذكس والبطريرك الأول للكنائس الأرثوذكسية الشرقية، يقع في حي "الفنار" بالمدينة. ويتخذ من إسطنبول مقرًا أيضًا رئيس أساقفة الجالية التركية الأرثوذكسية ورئيس أساقفة الأرمن الأرثوذكس في تركيا. كانت المدينة أيضًا مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية منذ القرن الرابع، وكذلك مقر بطريرك البلغار قبل اعتراف باقي الكنائس الأرثوذكسية بصلحياته. وتمت تسمية بطريرك القسطنطينية بطريركًا مسكونيًا منذ القرن السادس، وأصبح يعتبر زعيم 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم.[342] منذ عام 1601 أصبح مقر البطريركية في كنيسة القديس جاورجيوس بإسطنبول.[343]

في القرن التاسع عشر، كان مسيحيو إسطنبول يميلون إلى أن يكونوا من اليونانيين الأرثوذكس، أو أعضاء في الكنيسة الرسولية الأرمنية أو من الكاثوليك الشوام (المشرقيين).[344] وشكَّل المسيحيين قرابة نصف سكان مدينة إسطنبول في سنة 1910.[345] تغيّر نمط الحياة اليومية للمسيحيين في إسطنبول، وبشكل خاص اليونان والأرمن منهم، بعد النزاعات المريرة التي حصلت بينهم وبين الأتراك خلال عهد انحلال الدولة العثمانية، بدأً من عقد العشرينات من القرن التاسع عشر، ودامت قرابة القرن. وصلت هذه النزاعات إلى أوجها في العقد الممتد من سنة 1912 حتى سنة 1922؛ أي خلال حروب البلقان، الحرب العالمية الأولى، وحرب الاستقلال التركية، فتضائل عدد المسيحيين من 450,000 نسمة إلى 240,000 شخص من سنة 1914 حتى سنة 1927.[346] يقطن اليوم ما تبقى من الأرمن واليونان في تركيا داخل إسطنبول وضواحيها بصورة رئيسية. يُقدّر عدد الأرمن في المدينة بحوالي 45,000 شخص،[347] وهذا لا يشمل الأربعين ألف أرمني الذين أتوا من أرمينيا بعد عام 1991 للعمل في إسطنبول والسكن فيها.[348] وقد كانوا يبلغون قرابة 164,000 نسمة سنة 1913 وقد إنخفضت أعدادهم بشكل جزئي بسبب مذابح الأرمن.[349]

أما اليونانين الذين يصل عددهم إلى 4,000 شخص حاليًا،[347] فقد كانوا يبلغون قرابة 150,000 نسمة في سنة 1924.[350] كذلك هناك حوالي 60,000 يوناني إسطنبولي يسكن اليونان حاليًا، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بجنسيتهم التركية.[347] وقد تضائل عدد اليونانيين في إسطنبول بعد نشوء الجمهورية التركيّة على أثر أحداث مثل اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية 1923، وضريبة الثروة التركية سنة 1942 والتي استهدفت بشكل خاص المسيحيين واليهود[201] وبوغروم إسطنبول سنة 1955.

تركز الحضور الشامي المشرقي في مدنية إسطنبول في كل من منطقة بيرا وغلطة، وقد وصلت أعدادهم خلال القرن التاسع عشر إلى حوالي 14,000 نسمة.[351] وما زال يعيش الكاثوليك أو الشوام اللاتين ذووي الأصول الفرنسية والإيطالية في بعض الأحياء في ناحتيّ "المرمى" و"باي أوغلو". تتواجد في المدينة أيضًا تجمع من المسيحيين العرب يتبعون بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وأصولهم تعود إلى مدينة الاسكندرونة وانطاكية، كما أنّ إسطنبول تُعد مركز البطريركية الأرثوذكسية التركية المستقلة والتي يتكون أعضائها من أسرة افتيم. كما ويقطن في المدينة مجتمع بروتستانتي تركي الغالبيّة العظمى منهم من الإثنية والعرقيّة التركية.

وقد تبيّن وفقًا لإحصاء من سنة 2000 أن هناك 123 كنيسة مفتوحًة للعموم في المدينة؛ كذلك فهناك 57 مقبرة لغير المسلمين. وتضم الطوائف المسيحية عدد من المدارس المسيحية المختلفة، ويعتبر عدد منها مدارس نخبويّة، حيث خرجّت العديد من المدارس الكاثوليكية العاملة في المدينة نخب سياسية وعلميّة وفنيّة واجتماعية.[352][353] كانت بعض الأحياء والنواحي تأوي أعدادًا كبيرة من غير المسلمين من سكان إسطنبول، مثل حي "موسوعة الرمال" (بالتركية: Kumkapı) وحي ساماتيا الذي كان يسكنه عدد كبير من الأرمن الأرثوذكس، وحي "بلاط" ذو النسبة المرتفعة من اليهود، وحي "الفنار" الذي سكنه عدد من اليونان، وأيضًا بعض الأحياء في ناحتيّ "المرمى" و"بأي أوغلو" حيث سكن عدد كبير من الشوام اللاتين. أما الآن فإن قليلاً من هؤلاء السكان بقي في تلك المناطق، إذ أن كثيرًا منهم هاجر إلى خارج تركيا أو نزح إلى نواح وأقاليم أخرى. وفي بعض الأحياء، مثل حي "كوزگونسوك" يمكن رؤية كنيسة للأرمن الأرثوذكس إلى جانب كنيس، وفي الجانب المقابل من الشارع يوجد كنيسة للروم الأرثوذكس إلى جانبها مسجد.

طور عبدين

طور عبدين هي هضبة عالية في جنوب شرق تركيا يدمج بها النصف الشرقي من محافظة ماردين ومحافظة شرناق غرب نهر دجلة، عند الحدود مع سوريا. وللمنطقة أهمية عظيمة عند الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، فقد كانت المنطقة مسرحا لحركة سريانية رهبانية وثقافية نشطة في منطقة شمال شرق سوريا. يكلم سكان طور عبدين من السريان اللغة الآرامية باللهجة المسماة طورويو. أكثر ما يميز منطقة طور عبدين هو انتشار الأديرة السريانية القديمة في ربوعها وأكثر المراكز السريانية الأرثوذكسية أهمية في طور عبدين دير مار حنانيا، ودير مار كبرئيل (بالسريانية: ܕܝܪܐ ܕܡܪܝ ܓܒܪܐܝܠ)‏، الذي بني عام 397 للميلاد وهو إذا أقدم الأديرة السريانية الأرثوذكسية، وهو مقر مطران طور عبدين وفي الدير يقيم عدد من الرهبان والراهبات في أماكن منفصلة ويوجد فيه أيضا بيت للضيوف وقسم لسكن الطلاب الذين يعيشون فيه لتلقي تعليمهم الديني وبشكل خاص اللغة السريانية. خلال فترة العصور الوسطى، أصبحت ماردين مركزًا أسقفيًا للكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، وكنيسة الأرمن الكاثوليك، وكنيسة المشرق الآشورية، والكنيسة السريانية الكاثوليكية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وكذلك معقل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، التي كان مقرها في دير الزعفران حيث أستمر الدير كمقر للكرسي البطريركي من عام 1034 إلى عام 1924.[354]

عشية الحرب العالمية الأولى إحتوت المنطقة حوالي 500,000 سرياني، وفي خريف 1915 تمت مهاجمة قرى طور عابدين وقتل وتهجير السريان بها.[239] شكل الآشوريين السريان عام 1975 حوالي 10% من التركيبة السكانية لمقاطعة ماردين البالغ عددها آنذاك 50,000 نسمة: ولم يتبق سوى 2,000 سرياني بحلول نهاية النزاع في عام 1999.[355] وخلال عقد 1990 عقب المواجهات بين الجيش التركي والأكراد هاجر الآلاف من المسيحيين من منطقة طور عبدين وهي معقل تاريخي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، حيث تمركزت بطريركيتها إلى أن ارتفعت حدة التوترات مع الجمهورية التركية، ما دفعها إلى الانتقال إلى سوريا عام 1933. ونجا نحو 50,000 شخص من مذابح المسيحيين في الأناضول خلال الحرب العالمية الأولى، حيث لقي الشعب السرياني والأرمن المصير ذاته. أما حالياً، لم يبق في طور عبدين سوى 3,000 مسيحي سرياني،[356][357] من الذين يتكلمون اللهجة المحلية من اللغة الآرامية، فضلاً عن العربية والتركية والكردية وذلك من أصل حوالي 50,000 سرياني يعيش في الجمهورية التركية. ويتركز الوجود السرياني في طور عبدين في كل من مدينة ماردين ومديات إلى جانب بعض القرى مثل يميشلي وايديل وسيلوبي وأنحِلْ وكفرو وغيرها، وتتبع الأغلبية الساحقة منهم مذهب الكنيسة السريانية الأرثوذكسية إلى جانب أقلية تتبع الكنيسة السريانية الكاثوليكية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية. ويتمركز اليوم نحو 80 ألف سرياني من الذي كان يعيشون في طور عبدين في ألمانيا،[213] إضافة إلى 60 ألف في السويد، و10 آلاف في كل من بلجيكا وسويسرا وهولندا، وفقاً لتقديرات الاتحاد السرياني الأوروبي. وأدّى فرار أعداد من المسيحيين السوريين بسبب الحرب الأهلية السورية إلى المنطقة خصوصاً من سريان سوريا إلى انتعاش المسيحية في المنطقة من جديد، وبالنسبة إلى الكثير من السريان السوريين، يمثّل ذلك رحلة عودة لهجرة أجدادهم من تركيا قبل نحو قرن عندماً أصبحت تركيا أرضاً معادية لملايين المسيحيين بفعل الحرب العالمية الأولى وما أعقبها من بناء الجمهورية التركية عقب انهيار الدولة العثمانية.[358] في السنوات الأخيرة عادت عشرات الأسر السريانية من الشتات من ألمانيا والسويد وغيرها من الدول الأوروبية إلى القرى السريانية التقليدية في طور عبدين.[359][360]

ديار بكر

الكنيسة السريانية الإنجيلية في مدينة ديار بكر.

مدينة ديار بكر هي أكبر مدينة في جنوب شرق تركيا وهي العاصمة الإدارية لمحافظة تحمل نفس الاسم تقع على ضفاف نهر دجلة، على موقع مدينة أميدا الأثرية.[361] سيطرت المسيحيَّة السريانيَّة في المنطقة بين القرنين الأول والرابع الميلادي، وخاصةً بين الآشوريين في المدينة. أقدم ذكر موثق لأسقفية أميدا كان من خلال شمعون من كنيسة الشرق الأشورية، والذي شارك في مجمع نيقية الأول في عام 325، نيابة عن الآشوريين. وشارك ماراس في مجمع القسطنطينية الأول في عام 381. في القرن التالي، تمت الإشارة إلى أن أكاكيوس قديس آميدا قد باع أوعية الكنيسة الذهبية والفضية للحصول على فدية ومساعدة أسرى الحرب الفارسية. في مرحلة ما، أصبحت أميدا كرسي أسقفي للمسيحيين الأرمن. كان الأساقفة في عام 1650 وعام 1681 في اتصال مع الكرسي الرسولي، وضمت الأبرشية على حوالي 5,000 كاثوليكي أرمني في عام 1903،[362] لكنها فقدت معظم أتباعها خلال الإبادة الجماعية للأرمن. آخر أسقف أرمني كاثوليكي، أندرياس إلياس سيلبيان، قُتل مع حوالي 600 من أتباع الكنيسة في صيف عام 1915.[363][364][365]

أُنشئت أبرشية للأعضاء المحليين في الكنيسة السريانية الكاثوليكية في عام 1862. وأنتُخب اغناطيوس فيليب الأول أركوس، الذي كان أسقفها الأول، بطريركًا في عام 1866، واحتفظ بحكم كرسي أميدا من خلال منصب النائب البطريركي. تم توحيد الأبرشية مع ماردين في عام 1888. وضع الاضطهاد في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى حداً لوجود الكرسي الأسقفي في المدينة.[366][367] في عام 1895، تم ذبح ما يقدر بنحو 25,000 من الأرمن والآشوريين في ولاية ديار بكر، بما في ذلك المدينة.[368] وفي مطلع القرن التاسع عشر، كان السكان المسيحيون في المدينة مكونين بشكل أساسي من الأرمن والمسيحيين السريان الأرثوذكس.[369] كانت المدينة أيضاً موقعاً لعمليات التطهير العرقي ضد الأرمن والآشوريين في عام 1915؛ حيث تم ترحيل ما يقرب من 150,000 منهم من المدينة.[370] ومع ذلك، في عام 1966 تم إحياء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية والتي يشمل نفوذها الأتراك الكلدان الكاثوليك في ديار بكر. يتكون المجتمع المسيحي في المدينة بشكل أساسي من الأرمن والآشوريين. ويعود الوجود الآشوري إلى العصور القديمة، في حين كان الأرمن يسكنون المدينة منذ القرن الثامن. ويتبع المجتمع المسيحي في المدينة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الكاثوليكية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الرسولية الأرمنية، وتضم المدينة على عدد من الكنائس المسيحيَّة.

معرض صور

صور تاريخية

كنائس في تركيا

المراجع

  1. [1] - تصفح: نسخة محفوظة 9 February 2013 على موقع واي باك مشين. (بالعبرية)
  2. [2] نسخة محفوظة 1 January 2012 at www.researchgate.net (بالعبرية)
  3. William G. Rusch (2013). The Witness of Bartholomew I, Ecumenical Patriarch. Wm. B. Eerdmans Publishing. صفحة 31.  . Constantinople has been the seat of an archiepiscopal see since the fourth century; its ruling hierarch has had the title of"Ecumenical Patriarch" ...
  4. Erwin Fahlbusch; Geoffrey William Bromiley (2001). The Encyclopedia of Christianity. Wm. B. Eerdmans Publishing. صفحة 40.  . The Ecumenical Patriarchate of Constantinople is the ranking church within the communion of ... Between the 4th and 15th centuries, the activities of the patriarchate took place within the context of an empire that not only was ...
  5. الحضارة البيزنطية - تصفح: نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. Pounds, Norman John Greville. An Historical Geography of Europe, 1500–1840, p. 124. CUP Archive, 1979. (ردمك ).
  7. Sabri Atman, The Assyrian Genocide: A Largely Unknown Genocide that was a Product of Ottoman Jihad, as were the Armenian and Greek Genocides, GenocidePreventionNow نسخة محفوظة 13 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. 1. Orthodox Christianity’s geographic center remains in Central and Eastern Europe - تصفح: نسخة محفوظة 25 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. Armenian Genocide (affirmation), The International Association of Genocide Scholars, That this assembly of the Association of Genocide Scholars in its conference held in Montreal, June 11–3, 1997, reaffirms that the mass murder of Armenians in Turkey in 1915 is a case of genocide which conforms to the statutes of the United Nations Convention on the Prevention and Punishment of Genocide. It further condemns the denial of the Armenian Genocide by the Turkish government and its official and unofficial agents and supporters.
  10. المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان المسيحيين وتوزعهم في العالم، مركز الأبحاث الأميركي بيو، 19 ديسمبر 2011. (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 19 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  11. http://www.todayszaman.com/tz-web/detaylar.do?load=detay&link=161291
  12. "Foreign Ministry: 89,000 minorities live in Turkey". Today's Zaman. 15 December 2008. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 201616 مايو 2011.
  13. "Roman Catholics by country". Fact-Archive.com. مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 201805 يوليو 2011.
  14. The Greeks of Turkey, 1992-1995 Fact-sheet by Marios D. Dikaiakos نسخة محفوظة 30 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين.
  15. Christians in eastern Turkey worried despite church opening - تصفح: نسخة محفوظة 20 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. Muslim Nationalism and the New Turks - تصفح: نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  17. TURKEY: Protestant church closed down - تصفح: نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. "CHP Tunceli Milletvekili Hüseyin Aygün'ün soru önergesini Vakıflar Genel Müdürlüğü ve Diyanet İşleri Başkanlığı'nın ayrı bilgi notlarıyla yanıtlayan Başbakan Yardımcısı Bekir Bozdağ, Türkiye'de faaliyette bulunan kilise sayısının 349, sinagog sayısının 38 olduğunu bildirdi...Bozdağ, Türkiye'de Rumlara ait 140 kilise, Süryanilere ait 58 kilise ve Ermenilere ait 52 kilise bulunduğunu bildirdi". Siyaset.milliyet.com.tr. مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 2013.
  19. Bardakci, Mehmet; Freyberg-Inan, Annette; Giesel, Christoph; Leisse, Olaf (2017-01-24). Religious Minorities in Turkey: Alevi, Armenians, and Syriacs and the Struggle to Desecuritize Religious Freedom. Springer.  .
  20. Teule, Herman G. B. (يوليو 10, 2014). "Christianity in Western Asia". The Oxford Handbook of Christianity in Asia. doi:10.1093/oxfordhb/9780199329069.013.0001.  . مؤرشف من الأصل في يونيو 5, 2018يوليو 25, 2018.
  21. (أعمال الرسل 11: 25 - 30)
  22. (أعمال الرسل 12: 25)
  23. أعمال الرسل 11/ 26-27
  24. (أعمال الرسل 13 – 14: 27)
  25. (أعمال الرسل 14: 27)
  26. شرح الكلمة: القديس يوحنا الرسول - تصفح: نسخة محفوظة 20 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. الكنيسة والعلم، جورج مينوا، ترجمة موريس جلال، دار الأهالي، طبعة أولى، دمشق 2005، ص.77
  28. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.78
  29. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.82
  30. McGuckin، John (2001) Saint Gregory of Nazianzus: An Intellectual Biography، Crestwood، NY.
  31. McGrath 1998، صفحة 22
  32. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.109
  33. Daniel C. Waugh (2004). "Constantinople/Istanbul". University of Washington, Seattle, Washington. مؤرشف من الأصل في 1 أكتوبر 201826 ديسمبر 2006.
  34. Meyendorff 1982، صفحة 19.
  35. Pounds, Norman John Greville. An Historical Geography of Europe, 1500–1840, p. 124. CUP Archive, 1979. .
  36. "Theodora – Byzantine Empress". دوت داش. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201711 أبريل 2008.
  37. M. Jensen, Robin (2012). Baptismal Imagery in Early Christianity: Ritual, Visual, and Theological Dimensions. Baker Books. صفحة 44.  . ... Thus bathing also was considered a part of good health practice. For example, Tertullian attended the baths and believed them hygienic. Clement of Alexandria, while condemning excesses, had given guidelines for Christians who wished to attend the baths ...
  38. Bray 2004، صفحات 19–47; Haldon 1990، صفحات 110–111; Treadgold 1997، صفحات 196–197.
  39. Rautman, M.L. p. 77
  40. Janin (1964), passim
  41. "Preserving The Intellectual Heritage--Preface". مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2017.
  42. Marina Loukaki: "Université. Domaine byzantin", in: Dictionnaire encyclopédique du Moyen Âge, Vol. 2, Éditions du Cerf, Paris, 1997, , p. 1553:
    «Le nom "université" désigne au Moyen Âge occidental une organisation corporative des élèves et des maîtres, avec ses fonctions et privilèges, qui cultive un ensemble d'études supérieures. L'existence d'une telle institution est fort contestée pour Byzance. Seule l'école de Constantinople sous Théodose Il peut être prise pour une institution universitaire. Par la loi de 425, l'empereur a établi l'"université de Constantinople", avec 31 professeurs rémunérés par l'État qui jouissaient du monopole des cours publics.»
  43. Cameron 2009، صفحات 47.
  44. Timberlake 2004، صفحة 14
  45. Patterson 1995، صفحة 15.
  46. Cameron 2009، صفحة 83.
  47. Browning 1992، صفحة 190.
  48. Cameron 2009، صفحات 46.
  49. Cameron 2009، صفحات 42.
  50. Browning 1992، صفحات 198–208.
  51. Browning 1992، صفحة 218.
  52. كتاب «تاريخ الدول الإسلامية ومعجم الأسر الحاكمة» لستانلي بول (ترجمة أحمد السعيد سليمان)، المجلد الأول ص313 إلى ص325 (السلاجقة)، دار المعارف بمصر - القاهرة.
  53. Alexander A. Vasiliev, History of the Byzantine Empire, Vol 2. 324 - 1453, second edition (Madison: University of Wisconsin Press, 1958), p. 506: "... on the territory of the disintegrated eastern empire, three independent Greek centers were formed; The empire of Nicaea and the empire of Trebizond in Asia Minor and the Despotat of Epirus in Northern Greece."
  54. Jenkins 2009، صفحات 130
  55. Winkler & Baum 2010، صفحات 157
  56. Robins 1993، صفحة 8.
  57. Tatakes & Moutafakis 2003، صفحة 189.
  58. Greeks in Italy - تصفح: نسخة محفوظة 29 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  59. "John Argyropoulos". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 9 أغسطس 201402 أكتوبر 2009. .
  60. Byzantines in Renaissance Italy - تصفح: نسخة محفوظة 29 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  61. Smith, Michael Llewellyn, The Fall of Constantinople, History Makers magazine No. 5, Marshall Cavendish, Sidgwick & Jackson (London).
  62. The Sack of Constantinople, 1453" EyeWitness to History, www.eyewitnesstohistory.com (2011)
  63. Mansel, Philip (1995). Constantinople: City of the World's Desire. Hachette UK. p. 79.
  64. Nicolò Barbaro, Giornale dell'Assedio di Costantinopoli, 1453. The autograph copy is conserved in the Biblioteca Marciana in Venice. Barbaro's diary has been translated into English by John Melville-Jones (New York:Exposition Press, 1969)
  65. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص. 379
  66. "The Divinely-Protected, Well-Flourishing Domain: The Establishment of the Ottoman System in the Balkan Peninsula", Sean Krummerich, Loyola University New Orleans, The Student Historical Journal, volume 30 (1998–99 نسخة محفوظة 10 يونيو 2009 على موقع واي باك مشين.
  67. Turkish Toleration, The American Forum for Global Education نسخة محفوظة 04 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  68. Bonnie G. Smith (ed.), المحررون (2008). "Hürrem, Sultan - Oxford Reference". The Oxford Encyclopedia of Women in World History. Oxford University Press. مؤرشف من الأصل في 11 مايو 201929 مايو 2017.
  69. Arbel, Benjamin, Nur Banu (c. 1530-1583): A Venetian Sultana?, Turcica, 24 (1992), pp. 241-259.
  70. Peirce, Leslie P. (1993). The Imperial Harem: Women and Sovereignty in the Ottoman Empire. New York: Oxford University Press, Inc. صفحة 308n2.  . The identities of Nurbanu Sultan and her daughter-in-law Safiye Sultan are often confused.
  71. A.H. de Groot (1993). s.v. Murad IV in The Encyclopaedia of Islam vol. VII. Brill. صفحة 597.  . Kosem [qv] Mahpeyker, a woman of Greek origin (Anastasia, 1585–1651)
  72. Afyoncu; Uğur Demir (2015). Turhan Sultan. Istanbul: Yeditepe Yayınevi. صفحة 27.  .
    • Baer, Marc David (2008). Honored by the Glory of Islam: Conversion and Conquest in Ottoman Europe. Oxford University Press. صفحة 35.  .
  73. Baker 1993، صفحة 146.
  74. H. Mirgül Eren Griffe (2005). Galip Ali Paşa Rızvanbegovic-Stocevic. Babil. صفحة 55. مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2020. Ortodoks bir Gürcü papazın kızı olan Mihrişah
  75. Jones 1973, p. 7
  76. Stavrides, Théoharis (2001). The Sultan of vezirs: the life and times of the Ottoman Grand Vezir Mahmud Pasha Angelovic̕ (1453–1474). BRILL. صفحة 228.  . مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 201620 يناير 2012.
  77. Shaw, Stanford J. (1976-10-29). History of the Ottoman Empire and modern Turkey. Cambridge University Press. صفحة 72.  . مؤرشف من الأصل في 11 يناير 201706 أكتوبر 2010.
  78. Pinson, Mark (1996). The Muslims of Bosnia-Herzegovina: their historic development from the Middle Ages to the dissolution of Yugoslavia. Harvard CMES. صفحة 33.  .
  79. Turan, Ebru (2009). "The Marriage of Ibrahim Pasha (ca. 1495-1536): The Rise of Sultan Süleyman's Favorite to the Grand Vizierate and the Politics of the Elites in the Early Sixteenth-Century Ottoman Empire". Turcica. 41: 6–9.
  80. Turan, Ebru (2009). "The Marriage of Ibrahim Pasha (ca. 1495-1536): The Rise of Sultan Süleyman's Favorite to the Grand Vizierate and the Politics of the Elites in the Early Sixteenth-Century Ottoman Empire". Turcica. 41.
  81. Günay, Reha (2006). A guide to the works of Sinan the architect in Istanbul. Istanbul, Turkey: Yapı-Endüstri Merkezi Yayınları. صفحة 23.  . مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 201905 أبريل 2012.
  82. Kosovo, A Short History (1998), Noel Malcolm -- Harper Perennial - pp. 121 - 122 (ردمك )
  83. Faroqhi, Suraiya (December 20, 2005). The Ottoman Empire and the World around it. I. B. Tauris.  .
  84. Nicolle, p. 7.
  85. "معلومات عن دوشيرمة على موقع britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 2 أبريل 2019.
  86. Kakavas 2002، صفحة 29: "All the peoples belonging to the flock of the Ecumenical Patriarchate declared themselves Graikoi (Greeks) or Romaioi (Romans - Rums)."
  87. Svoronos, p. 87
  88. Svoronos, p. 83.
  89. "يونانيو إسطنبول: البطريركية المسكونية على عتبة القرن الـ 21، جماعة تبحث عن مُستقبل" - تصفح: نسخة محفوظة 12 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  90. Harrison 2002، صفحات 276–277: "The Greeks belonged to the community of the Orthodox subjects of the Sultan. But within that larger unity they formed a self-conscious group marked off from their fellow Orthodox by language and culture and by a tradition of education never entirely interrupted, which maintained their Greek identity."
  91. كيف عاشت الأقلية المسيحية تحت حكم الدولة العثمانية؟ - تصفح: نسخة محفوظة 14 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  92. Wilhelm Baum, Dietmar W. Winkler, The Church of the East: A Concise History (Routledge 2003), p. 4 - تصفح: "Assyrian+Church"+1976&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwjElLDy54DeAhVHB8AKHQ0uAN4Q6AEIMjAC#v=onepage&q="Assyrian%20Church"%201976&f=false نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  93. Aboona 2008، صفحات 12
  94. Aboona 2008، صفحات 13
  95. Herzig، Edmund؛ Kurkchiyan، Marina (2004). The Armenians: Past and Present in the Making of National Identity. Routledge. صفحة 47. ISBN .
    Khachaturian، Lisa (2011). Cultivating Nationhood in Imperial Russia: The Periodical Press and the Formation of a Modern Armenian Identity. Transaction Publishers. صفحة 1. ISBN . نسخة محفوظة 29 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  96. Adalian، Rouben Paul (2010). Historical Dictionary of Armenia (الطبعة 2nd). Scarecrow Press. صفحة 337. ISBN . نسخة محفوظة 29 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  97. Barsoumian, Hagop (1982), "The Dual Role of the Armenian Amira Class within the Ottoman Government and the Armenian Millet (1750–1850)", in Braude, Benjamin; Lewis, Bernard (المحررون), Christians and Jews in the Ottoman Empire: The Functioning of a Plural Society, I, New York: Holmes & Meier
  98. Barsoumian, Hagop (1997), "The Eastern Question and the Tanzimat Era", in Hovannisian, Richard G (المحرر), The Armenian People From Ancient to Modern Times, II: Foreign Dominion to Statehood: The Fifteenth Century to the Twentieth Century, New York: St. Martin's, صفحات 175–201,  , مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019
  99. إلبير أورتايلي. Son İmparatorluk Osmanlı (The Last Empire: Ottoman Empire), İstanbul, Timaş Yayınları (Timaş Press), 2006. pp. 87-89. (the book is in Turkish)
  100. The Balian Family - تصفح: نسخة محفوظة 21 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  101. yedikule surp pirgic hospital - تصفح: نسخة محفوظة 24 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  102. هذا ما يشرحه لنا هاكوب بارصوميان في كتابه "The Eastern Question and the Tanzimat Era" لعام 1997 بين الصفحات 95-188. وهو ما تكلم عنه أيضا ريتشارد هوفهانيسيان في كتابه "The Armenian People from Ancient to Modern Times".
  103. هذا ما يشرحه لنا هاكوب بارصوميان في كتابه "The Eastern Question and the Tanzimat Era" لعام 1997 بين الصفحات 201-175.
  104. هذا ما يشرحه بيتر بالاكيان في كتابه The Burning Tigris: The Armenian Genocide and America's Response، انتاج هاربر كولينس، نيويورك - 2003، الصفحات: 25 و445
  105. Gábor Ágoston؛ Bruce Alan Masters (21 مايو 2010). Encyclopedia of the Ottoman Empire. Infobase Publishing. صفحة 185. ISBN . نسخة محفوظة 20 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  106. Balakian، Peter (2003). The Burning Tigris: The Armenian Genocide and America's Response. New York: HarperCollins. ISBN .
  107. هذا ما يورده الكاتب والمؤرخ التركي المعروف آكام تاكير، A Shameful Act: The Armenian Genocide and the Question of Turkish Responsibility، انتاج: New York: Metropolitan Books, 2006، الصفحة: 24
  108. "Phanariote". Encyclopædia Britannica. United States: Encyclopædia Britannica Inc. 2016. Online Edition. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2019.
  109. "History of Greece, Ottoman Empire, The merchant middle class". Encyclopædia Britannica. United States: Encyclopædia Britannica Inc. 2008. Online Edition.
  110. عندما ارتدى المسيحيون واليهود والمسلمون الطربوش الأحمر.. زمن التعايش العثماني وعصور الطائفية الدموية؛ الجزيرة، 22 أكتوبر 2019 - تصفح: نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  111. Mavrocordatos Nicholaos, Philotheou Parerga, J.Bouchard, 1989, p.178,citation: Γένος μεν ημίν των άγαν Ελλήνων
  112. ستيفين رونسيمان. The Great Church in Captivity. Cambridge University Press, 1988, page 197.
  113. Encyclopædia Britannica, "Greek history, The mercantile middle class", 2008 ed.
  114. Scott, edited by Anthony (2003). Good and faithful servant : stewardship in the Orthodox Church. Crestwood (N.Y.): St. Vladimir's seminary press. صفحات 114–115.  .
  115. Torel, Rafael; Benkohen, Edmon; Tugay, Mehmet Selim; Tugay, Emine Çiğdem; Danacıoğlu, Esra (2003). Or-Ahayim Hospital: A Century of Love and Compassion. Balat Or-Ahayim Jewish Hospital Foundation. صفحة 247.
  116. مجزرة الأرمن التي هي أيضاً مجزرة الوعي والاجتماع التركيّين - تصفح: نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  117. Moltke, Helmuth (1984). Unter dem Halbmond: Erlebnisse in der alten Türkei 1835-1839. Thienemann Edition Erdmann. صفحة 17.  . مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2020.
  118. Seewald, Berthold (1994). Karl Wilhelm v. Heideck: ein bayerischer General im befreiten Griechenland (1826-1835). Oldenbourg Verlag. صفحة 40.  . مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020.
  119. Kluge, Alexander (2006). Tur an Tur mit einem anderen Leben. Suhrkamp. صفحة 321. مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2020.
  120. Kossok, Manfred (1989). In tyrannos : Revolutionen der Weltgeschichte : von den Hussiten bis zur Commune (الطبعة 1. Aufl.). [Leipzig]: Edition Leipzig. صفحة 7240.  . مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020.
  121. Rodogn, Davide (2011-11-21). Against Massacre : Humanitarian Interventions in the Ottoman Empire, 1815-1914 (الطبعة 1. publ.). Oxford: Princeton Univ. Press. صفحة 67.  . مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2020.
  122. Wheatcroft, Andrew (2004). Infidels a history of the conflict between Christendom and Islam (الطبعة 1st U.S.). New York: Random House.  . On May 27, 1821, Le Constitutionnel reported that it had been officially decided in Constantinople to 'slaughter all Christian subjects of the Ottoman empire'
  123. Athanassoglou-Kallmyer, Nina (1989). French images from the Greek War of Independence (1821-1830) : art and politics under the Restoration (الطبعة illustrated). New Haven: Yale University Press. صفحة 17.  . مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 201305 مارس 2013.
  124. Frazee, 1969: 32
  125. Frazee, 1969: 36
  126. Webster, Daniel (2006). Great speeches. Teddington, U.K.: Echo Library. صفحة 54.  . مؤرشف من الأصل في 16 يناير 2020.
  127. Cycon, Dieter (1991). "Griechen-Massaker+in+Konstantinopel+" Die glücklichen Jahre : Deutschland und Russland. Herford: Busse Seewald. صفحة 373.  . مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2020.
  128. Pentzopoulos, Dimitri (2002). The Balkan exchange of minorities and its impact on Greece. C. Hurst & Co. Publishers. صفحات 29–30.  . مؤرشف من الأصل في 28 يوليو 2013.
  129. F. W. Hasluck (1929) Chrstianity and Islam Under the Sultans, ed. Clarendon press, Oxford, vol. 2, pp. 469-474. - تصفح: نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  130. Alaux & Puaux 1916.
  131. "Armenian massacres" (2006). In Encyclopædia Britannica. Retrieved July 12, 2006 - تصفح: نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  132. Pavlowitch, Stevan K. A History of the Balkans, 1804-1945. Longman, 1999, , p. 36. "The karamanlides were Turkish-speaking Greeks or Turkish-speaking Orthodox Christians who lived mainly in Asia Minor. They numbered some 400,000 at the time of the 1923 exchange of populations between Greece and Turkey."
  133. Ring Trudy, Salkin Robert M., La Boda Sharon. International Dictionary of Historic Places: Southern Europe. Taylor & Francis, 1995. , p. 351 نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  134. Morgenthau Henry. Ambassador Morgenthau's Story Garden City, NY: Doubleday, Page & Company, 1918, p. 32. نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  135. George Horton (1 January 2003). The Blight of Asia: An Account of the Systematic Extermination of Christian Populations by Mohammedans and the Culpability of Certain Great Powers; with the True Story of the Burning of Smyrna. Taderon Press.  . مؤرشف من الأصل في 26 مارس 201729 أغسطس 2013.
  136. "Σάββας Τσιλένης, Πολεοδόμος, Προϊστάμενος Τ.Υ. / Γ.Γ.Ε.Τ." مؤرشف من الأصل في 8 فبراير 2019.
  137. "Katholische Ostkirchen". مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 2013.
  138. Aboona, H (2008), Assyrians, Kurds, and Ottomans: intercommunal relations on the periphery of the Ottoman Empire, Cambria Press, ISBN 978-1-60497-583-3. نسخة محفوظة 2 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  139. Gaunt & Beṯ-Şawoce 2006, p. 32
  140. de Courtois 2004، صفحة 95
  141. Adalian, Rouben Paul (2010), Historical Dictionary of Armenia (2nd ed.), Lanham, MD: Scarecrow, p. 154.
  142. "Armenian Genocide". history.com. قناة التاريخ التلفزيونية. مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2018.
    The German Foreign Ministry operative, Ernst Jackh, estimated that 200,000 Armenians were killed and a further 50,000 expelled from the provinces during the Hamidian unrest. French diplomats placed the figures at 250,000 killed. The German pastor Johannes Lepsius was more meticulous in his calculations, counting the deaths of 88,000 Armenians and the destruction of 2,500 villages, 645 churches and monasteries, and the plundering of hundreds of churches, of which 328 were converted into mosques.
  143. Cleveland, William L. (2000). A History of the Modern Middle East (2nd ed.). Boulder, CO: Westview. p. 119. .
  144. Akçam، Taner (2006). A Shameful Act: The Armenian Genocide and the Question of Turkish Responsibility. New York: Metropolitan Books. ISBN . نسخة محفوظة 29 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  145. Akçam, Taner: A Shameful Act: The Armenian Genocide and the Question of Turkish Responsibility, transl. Paul Bessemer, Metropolitan Books, New York. 2006
  146. "Forgotten Genocide": The Destruction of the Armenians During World War I , Constitutional Rights Education نسخة محفوظة 13 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين.
  147. "Details of Slaughter Received". The New York Times (باللغة الإنجليزية). 5 مايو 190917 فبراير 2018.
    Cited in Shirinian, George N. (13 فبراير 2017). Genocide in the Ottoman Empire: Armenians, Assyrians, and Greeks, 1913–1923 (باللغة الإنجليزية). Berghahn Books. صفحة 121.  . مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 2020.
  148. Raymond H. Kévorkian, "The Cilician Massacres, April 1909" in Armenian Cilicia, eds. ريتشارد هوفانيسيان and Simon Payaslian. UCLA Armenian History and Culture Series: Historic Armenian Cities and Provinces, 7. Costa Mesa, California: Mazda Publishers, 2008, pp. 339-69.
  149. "30,000 Killed in massacres; Conservative estimate of victims of Turkish fanaticism in Adana Vilayet". نيويورك تايمز. 25 أبريل 1909. مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2019.
  150. Creelman, James (August 22, 1909). "THE SLAUGHTER OF CHRISTIANS IN ASIA MINOR". The New York Times. http://select.nytimes.com/gst/abstract.html?res=F00812FF3F5A15738DDDAB0A94D0405B898CF1D3.
  151. "30,000 KILLED IN MASSACRES". The New York Times. April 25, 1909. http://select.nytimes.com/gst/abstract.html?res=F50C10F93C5A15738DDDAC0A94DC405B898CF1D3.
  152. Adalian, Rouben Paul (2012). "The Armenian Genocide". In Totten, Samuel; Parsons, William S. (المحررون). Century of Genocide. Routledge. صفحات 117–56.  . مؤرشف من الأصل في 4 يناير 202028 أغسطس 2013.
  153. Adalian, Rouben Paul (2010). "Adana Massacre". Historical Dictionary of Armenia. Scarecrow Press. صفحات 70–71.  . مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 201728 أغسطس 2013.
  154. David Gaunt, "The Assyrian Genocide of 1915", Assyrian Genocide Research Center, 2009 نسخة محفوظة 20 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.
  155. "ARMENIAN WEALTH CAUSED MASSACRES". The New York Times. April 25, 1909. مؤرشف من الأصل في 3 أكتوبر 2012.
  156. Akcam, Taner. A Shameful Act. 2006, page 69–70: "fifteen to twenty thousand Armenians were killed"
  157. Heazell & Smith 1913، صفحة 9
  158. Wigram 1929، صفحة 167-168
  159. أشوريّو منطقة وان أثناء حكم الأتراك العثمانيّ - تصفح: نسخة محفوظة 10 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  160. McDowall 2000، صفحة 45-47
  161. Stafford 2006، صفحة 23
  162. Totten, Bartrop & Jacobs 2008، صفحة 57
  163. Totten, Bartrop & Jacobs 2008، صفحة 19
  164. Joseph 1983، صفحة 88
  165. Andrieu, Sémelin & Gensburger 2010، صفحة 386
  166. أنقاض التاريخ: مسيحيو وعرب الإمبراطورية العثمانية؛ أحوال تركيَّة، 29 يناير 2018. نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  167. The Encyclopædia Britannica, Vol. 7, Edited by Hugh Chisholm, (1911), 3; Constantinople, the capital of the Turkish Empire…
  168. Britannica, Istanbul: When the Republic of Turkey was founded in 1923, the capital was moved to Ankara, and Constantinople was officially renamed Istanbul in 1930. نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  169. Hans-Lukas Kieser, Dominik J. Schaller, Der Völkermord an den Armeniern und die Shoah: The Armenian genocide and the Shoah, Chronos, 2002, , p. 114.
  170. United Nations Sub-Commission on Prevention of Discrimination and Protection of Minorities, Armenian Genocide, July 2, 1985, مؤرشف من الأصل في 26 نوفمبر 2019 .
  171. Totten, Samuel, Paul Robert Bartrop, Steven L. Jacobs (eds.) Dictionary of Genocide. Greenwood Publishing Group, 2008, p. 19. .
  172. Noël, Lise. Intolerance: A General Survey. Arnold Bennett, 1994, , p. 101.
  173. Schaefer, T (ed.). Encyclopedia of Race, Ethnicity, and Society. Los Angeles: SAGE Publications, 2008, p. 90.
  174. Henham, Ralph J; Behrens, Paul (2007), The criminal law of genocide: international, comparative and contextual aspects, صفحة 17 .
  175. Marashlian, Levon (1991), Politics and Demography: Armenians, Turks, and Kurds in the Ottoman Empire, Cambridge, Massachusetts, USA: Zoryan Institute .
  176. Aprim 2005، صفحة 49
  177. Yeor, Kochan & Littman 2001، صفحة 148
  178. The Plight of Religious Minorities: Can Religious Pluralism Survive? - Page 51 by United States Congress
  179. Hovannisian 2007، صفحة 272
  180. Not Even My Name: A True Story - Page 131 by Thea Halo
  181. "Turk's Insane Savagery: 10,000 Greeks Dead" in The Times, Friday, May 5, 1922
  182. Jones, Adam (2010). Genocide: A Comprehensive Introduction. Routledge. صفحة 163.  . مؤرشف من الأصل في 4 أغسطس 2017.
  183. Howland, Charles P. "Greece and Her Refugees", Foreign Affairs, مجلس العلاقات الخارجية. July, 1926. نسخة محفوظة 07 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  184. Hatzidimitriou, Constantine G., American Accounts Documenting the Destruction of Smyrna by the Kemalist Turkish Forces: September 1922, New Rochelle, NY: Caratzas, 2005, p. 2.
  185. Resolution on genocides committed by the Ottoman empire ( كتاب إلكتروني PDF ), International Association of Genocide Scholars, مؤرشف من الأصل في 17 يناير 2012 .
  186. Gaunt, David. Massacres, Resistance, Protectors: Muslim-Christian Relations in Eastern Anatolia during World War I. Piscataway, New Jersey: Gorgias Press, 2006. نسخة محفوظة 17 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.
  187. Schaller, Dominik J; Zimmerer, Jürgen (2008). "Late Ottoman genocides: the dissolution of the Ottoman Empire and Young Turkish population and extermination policies – introduction". Journal of Genocide Research. 10 (1): 7–14. doi:10.1080/14623520801950820.
  188. Open letter to President Obama calling for acknowledgment of the Armenian Genocide, website of the IAGS, March 7, 2009. p. 1 نسخة محفوظة 20 نوفمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  189. Kévorkian, Raymond H. (2011). The Armenian Genocide: A Complete History. London: أي بي توريس. صفحة 326.  .
  190. Totten, Samuel; Parsons, William S. (2009). A Century of Genocide: Critical Essays and Eyewitness Accounts. New York: Routledge. صفحة 58.  .
  191. "Armenian Genocide Descendants File Class Action against Deutsche Bank and Dresdner Bank Announces Kabateck Brown Kellner LLP". Business Wire. 6 May 2010. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2017.
  192. Panayi, Panikos (1998). Outsiders History of European Minorities. London: Continuum International Pub. Group. صفحة 111.  .
  193. C. M. Hann (1994). When History Accelerates: Essays on Rapid Social Change, Complexity, and Creativity. Athlone Press. صفحة 219.  . Izmir was the most cosmopolitan city in the Levant in the eighteenth century and was called gavur Izmir (infidel Izmir) because of the prominence of the non-Muslims.
  194. "5,000 Christians Massacred, Turkish Nationalist Conspiracy" in The Scotsman August 24, 1920
  195. "24 Greek Villages are Given to the Fire" in the Atlanta Constitution March 30, 1922
  196. "Near East Relief Prevented from Helping Greeks" in the Christian Science Monitor July 13, 1922
  197. "Turks will be Turks" in the New York Times September 16, 1922
  198. "More Turkish Atrocities" in Belfast News Letter, Thursday May 16, 1922
  199. (Toynbee 1922, p. 285)
  200. Pope Francis visit: Turkey's Christians face tense times - تصفح: نسخة محفوظة 25 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  201. Güven, Dilek (2005-09-06). "6-7 Eylül Olayları (1)". Radikal (باللغة التركية). مؤرشف من الأصل في 6 مارس 201625 أكتوبر 2008. Nitekim 1942 yılında yürürlüğe giren Varlık Vergisi, Ermenilerin, Rumların ve Yahudilerin ekonomideki liderliğine son vermeyi hedeflemiştir...Seçim dönemleri CHP ve DP'nin Varlık Vergisi'nin geri ödeneceği yönündeki vaatleri ise seçim propagandasından ibarettir.
  202. الأقليات الدينية والعرقية في تركيا: المجتمع والكيان والتحديات - تصفح: نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  203. Şakir Dinçşahin, Stephen Goodwin, “Towards an Encompassing Perspective on Nationalism: The Case of Jews in Turkey during Second World War, 1939-1945"
  204. Güven, Dilek (2005-09-06). "6-7 Eylül Olayları (1)". Radikal (باللغة التركية). مؤرشف من الأصل في 6 مارس 201625 أكتوبر 2008. Nitekim 1942 yılında yürürlüğe giren Varlık Vergisi, Ermenilerin, Rumların ve Yahudilerin ekonomideki liderliğine son vermeyi hedeflemiştir...Seçim dönemleri CHP ve DP'nin Varlık Vergisi'nin geri ödeneceği yönündeki vaatleri ise seçim propagandasından ibarettir.
  205. Smith, Thomas W. (August 29 - September 2, 2001.). "Constructing A Human Rights Regime in Turkey: Dilemmas of Civic Nationalism and Civil Society": 4. “One of the darkest events in Turkish history was the Wealth Tax, levied discriminatory against non-Muslims in 1942, hobbling Armenians with the most punitive rates.”
  206. بعد «حادثة دافوس»: هل ثمة معاداة للسامية في تركيا؟ - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  207. Aktar, Ayhan (2006). Varlık vergisi ve “Türkleştirme” politikaları (باللغة التركية) (الطبعة 8. bs.). İstanbul: İletişim.  .
  208. "Varlik vergisi (asset tax) - one of the many black chapters of Turkish history..." Assyrian Chaldean Syriac Association. مؤرشف من الأصل في 09 مارس 201214 أكتوبر 2011.
  209. "Varlik Vergisi (asset tax) - one of the many black chapters of Turkish history..." Assyrian Chaldean Syriac Association. مؤرشف من الأصل في 09 مارس 201214 أكتوبر 2011.
  210. Güven, Dilek (2005-09-06). "6–7 Eylül Olayları (1)". Radikal (باللغة التركية). مؤرشف من الأصل في 6 مارس 2016.
  211. ألم الخريف.. قصة طرد اليونانيين من اسطنبول قبل 50 عاماً - تصفح: نسخة محفوظة 14 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  212. "ألم الخريف": عن فصل مظلم من تاريخ تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  213. "Diskussion zum Thema 'Aaramäische Christen' im Kapitelshaus" Borkener Zeitung (بالألمانية) (archived link, 8 October 2011) نسخة محفوظة 28 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  214. حفاظ على إرث المسيحيين السريان في ماردين التركية - تصفح: نسخة محفوظة 29 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  215. الحرب تعيد المسيحيين الأتراك من سوريا إلى موطنهم الأصلي - تصفح: نسخة محفوظة 16 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  216. لاجئون سوريون يعززون الطائفة المسيحية السريانية في تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 16 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  217. تركيا: مصرع ثلاثة أشخاص في دار نشر مسيحية - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  218. مسيحيو تركيا..."تآكل مستمر منذ سقوط الدولة البيزنطية"؛ قنطرة. نسخة محفوظة 21 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  219. أرمن تركيا يعودون إلى الديانة المسيحية بعد أن أخفوا أصولهم طوال عقود - تصفح: نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  220. Christians in eastern Turkey worried despite church opening. - تصفح: نسخة محفوظة 20 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  221. Jesus in Turkey. - تصفح: نسخة محفوظة 18 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  222. 35,000 Moslems convert into Christianity each year in Turkey. - تصفح: نسخة محفوظة 19 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
  223. مسيحيو تركيا يدعمون الاحتجاجات في تقسيم؛ الجزيرة، 28 يونيو 2018. نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  224. نساء وأكراد ومسيحيون وأرمن وايزيديون في البرلمان التركي - تصفح: نسخة محفوظة 13 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
  225. البابا فرنسيس يصل تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 28 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  226. "SAT-7 TÜRK". مؤرشف من الأصل في يناير 1, 2018يوليو 25, 2018.
  227. بعد الانقلاب الفاشل.. مسيحيو تركيا يتخوفون من تكرار سيناريو مذابح الأرمن - تصفح: نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  228. مذبحة الأرمن والانقلاب.. المسيحيون "طابور خامس" في تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 16 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  229. بناء أول كنيسة في تركيا منذ تأسيس الجمهورية - تصفح: نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  230. Içduygu, Ahmet; Toktas, Şule; Ali Soner, B. (1 February 2008). "The politics of population in a nation-building process: emigration of non-Muslims from Turkey". Ethnic and Racial Studies. 31 (2): 358–389. doi:10.1080/01419870701491937. مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2020.
  231. The Political Dictionary of Modern Middle East by Agnes G. Korbani
  232. Foreign Ministry: 89,000 minorities live in Turkey - تصفح: نسخة محفوظة 01 مايو 2010 على موقع واي باك مشين.
  233. المسيحيون في تركيا يطالبون بالحرية الدينية الكاملة لمعتقداتهم - (coptreal) - تصفح: نسخة محفوظة 4 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  234. "Religious Composition by Country, 2010-2050". Pew Research Center's Religion & Public Life Project (باللغة الإنجليزية). 2015-04-02. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 201814 أغسطس 2018.
  235. Nationalism - Middle East - The Emergence Of Modern Nationalisms Read more: Nationalism - Middle East - The Emergence Of Modern Nationalisms - Century, Ottoman, Arab, Turkish, Nineteenth, and European، Science Encyclopedia نسخة محفوظة 07 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  236. Armenian Massacres، الموسوعة البريطانية - تصفح: نسخة محفوظة 11 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.
  237. Stafford, Ronald Sempill (2006), The Tragedy of the Assyrians, Gorgias Press LLC,   . نسخة محفوظة 9 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  238. Hovannisian, Richard (2007), The Armenian genocide: cultural and ethical legacies, New Brunswick, New Jersey: Transaction Publishers,  , مؤرشف من الأصل في 04 أبريل 2019 . نسخة محفوظة 18 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  239. Ungor, Uğur (2005), CUP Rule in Diyarbekir Province, 1913-1923 ( كتاب إلكتروني PDF ), صفحة 62, مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 12 أكتوبر 2017 نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  240. PERIOD OF DECLINE 1900 - 1918 FROM PATRIARCH MAR RUWEL SHIMUN UNTIL THE MURDER OF PATRIARCH MAR BENYAMIN SHIMUN، page 131, Mar Apram نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  241. Refworld | World Directory of Minorities and Indigenous Peoples - Turkey : Assyrians - تصفح: نسخة محفوظة 28 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  242. Uğur Mumcu (1993). Kürt Dosyası (باللغة التركية). صفحة 71.
  243. "Son Süryaniler de göç yolunda". Evrensel. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 201905 مايو 2016.
  244. "Nusaybin'in son Süryani ailesi: Terk etmeyeceğiz". Evrensel. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 201905 مايو 2016.
  245. "Syria's Assyrian Christians Find Refuge With Turkish Neighbours". Assyrian International News Agency. January 27, 2014. مؤرشف من الأصل في 12 سبتمبر 2019January 4, 2018.
  246. Jimmy Jimmie (May 12, 2013). "The search for the 5 churches of Midyat". Traveling by default. مؤرشف من الأصل في 04 يناير 2018January 4, 2018.
  247. "Most Recent Things to Do in Midyat". March 28, 2013. مؤرشف من الأصل في 15 أبريل 2013January 4, 2018.
  248. "Belediye Diyarbakırlıyı tanıdı: Kürtçe konuşuyor". Radikal (باللغة التركية). Dogan News Agency. 24 نوفمبر 2006. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 20076 أغسطس 2008.
  249. أردوغان يضع حجر الأساس لأول كنيسة سريانية في اسطنبول - تصفح: نسخة محفوظة 3 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  250. CNEWA 2016.
  251. Assyrian Couple Abducted in Southeast Turkey - تصفح: نسخة محفوظة 21 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  252. Turkey, arrested priest released. Christian couple abducted in the southeast - تصفح: نسخة محفوظة 21 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  253. There are 60,000 to 70,000 Armenians in Istanbul - تصفح: نسخة محفوظة 10 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  254. Foreign Ministry: 89,000 minorities live in Turkey زمان (صحيفة) نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  255. Armenian in Istanbul: Diaspora in Turkey welcomes the setting of relations and waits more steps from both countries - تصفح: نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  256. The Armenian Church - تصفح: نسخة محفوظة 14 يونيو 2002 على موقع واي باك مشين.
  257. Edmund Herzig, Marina Kurkchiyan, The Armenians: past and present in the making of national identity, 2005, p. 133 - تصفح: نسخة محفوظة 03 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  258. Tuna(2004)
  259. Hairenik. "Mass Celebrated at Sourp Giragos Church in Diyarbakir". Armenian Weekly. مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 2020.
  260. "Iskenderun: Catholic Church - Katolik Kilisesi - Chiesa Cattolica - Katholischer Church". anadolukatolikkilisesi.org. مؤرشف من الأصل في 05 مارس 201610 يوليو 2015.
  261. Kalkan, Ersin (2005-07-31). "Türkiye'nin tek Ermeni köyü Vakıflı". Hürriyet (باللغة التركية). مؤرشف من الأصل في 15 يناير 201622 فبراير 2007.
  262. Campbell, Verity (2007). Turkey. الكوكب الوحيد.  . مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2017.
  263. Archeparchy of Istanbul (Constantinople), Turkey - تصفح: نسخة محفوظة 24 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  264. Шишманов, Димитър (2000). Необикновената история на малоазийските българи (باللغة البلغارية). София: Пони.  . مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2017.
  265. Николов, Тони (May 2002). "Българският Цариград чака своя Великден" (باللغة البلغارية). Двуседмичен вестник на Държавната агенция за българите в чужбина към Министерския съвет. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 200418 أكتوبر 2008.
  266. Christen in der islamischen Welt – Aus Politik und Zeitgeschichte (APuZ 26/2008) - تصفح: نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  267. The Religious and Cultural Identity in Tokaçlı Village That Only Arab-Orthodox in Turkey - تصفح: نسخة محفوظة 15 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  268. Fragmented in space: the oral history narrative of an Arab Christian from Antioch, Turkey - تصفح: نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  269. Identity conflict between Anatolia Christian groups - تصفح: نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  270. Minahan 2002, p. 1194
  271. الموارنة في تركيا خلال القرنَين التاسع عشر والعشرين؛ النهار، 7 مارس 2017. نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  272. The "Levantini" (in Italian) - تصفح: نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  273. Mersin'in bahanesi yok, Radikal, 26 May 2007 نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  274. Eyice(1955) p. 105
  275. İki şehrin levantenleri - Son Dakika Haberler - تصفح: نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  276. SABAH - Onlar İzmirli Hıristiyan Türkler - تصفح: نسخة محفوظة 22 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  277. A Regular Irregular Blog: The Lost Levantines of Istanbul - تصفح: نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  278. Levantine legacy in the spotlight at Istanbul event - Daily Sabah - تصفح: نسخة محفوظة 10 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  279. mersinkilisesi.com -&nbspThis website is for sale! -&nbspmovie2 scene Resources and Information - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  280. Janin (1953) p. 582-601
  281. "Basilique-Cathédrale Saint-Esprit, Istanbul, Turkey". www.gcatholic.org. مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 201725 نوفمبر 2016.
  282. KAYA, Önder (9 January 2013). "İstanbul'da GÜRCÜ Cemaati ve Katolik Gürcü kilisesi". سالوم (باللغة التركية). مؤرشف من الأصل في 16 نوفمبر 201825 أبريل 2013.
  283. Gezgin, Ulas Basar (11 December 2007). "That Was When I realized I was Georgian!". مؤرشف من الأصل في 1 أكتوبر 201825 أبريل 2013.
  284. Turkish Protestants still face "long path" to religious freedom - تصفح: نسخة محفوظة 06 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  285. Interview with Zekai Tanyar, the Chair of the Association of Protestant Churches in Turkey - تصفح: [backPid=176&tx_ttnews[tt_news]=1295 نسخة محفوظة] 26 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  286. Muslim Nationalism and the New Turks - تصفح: نسخة محفوظة 26 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  287. Johnstone, Patrick; Miller, Duane Alexander (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". IJRR. 11 (10): 1–19. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201930 أكتوبر 2015.
  288. "TURKEY - Christians in eastern Turkey worried despite church opening". Hurriyetdailynews.com. مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 201718 مارس 2015.
  289. "Turkish Protestants still face "long path" to religious freedom - The Christian Century". The Christian Century. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 201918 مارس 2015.
  290. Muslim Nationalism and the New Turks. Books.google.com. مؤرشف من الأصل في 09 مارس 202018 مارس 2015.
  291. "TURKEY: Protestant church closed down - Church In Chains - Ireland 🆚 An Irish voice for suffering, persecuted Christians Worldwide". Churchinchains.ie. مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 201618 مارس 2015.
  292. Christmas and being Christian is no holiday for Turkey’s newest church - تصفح: نسخة محفوظة 12 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  293. "(PDF) Christian and Turkish: Secularist Fears of a Converted Nation". ResearchGate (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 3 يناير 202012 يناير 2019.
  294. "Christian Persecution Info". مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2017.
  295. "Christianity Today". مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2018.
  296. "World Evangelical Alliance". مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 2013.
  297. تنامي ظاهرة تحول الإيرانيين من الإسلام إلى المسيحية بتركيا - تصفح: نسخة محفوظة 23 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  298. Iranians Are Converting To Evangelical Christianity In Turkey - تصفح: نسخة محفوظة 16 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  299. Returning to the Roots: Stories of Hidden Armenians - تصفح: نسخة محفوظة 15 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  300. "Dersim Armenians back to their roots". PanARMENIAN.Net. 7 فبراير 2011. مؤرشف من الأصل في 7 يوليو 201231 ديسمبر 2012.
  301. Ziflioğlu, Vercihan (19 يونيو 2012). "Elective courses may be ice-breaker for all". صحيفة حريت. مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 201324 يونيو 2013.
  302. Khanlaryan, Karen (29 سبتمبر 2005). "The Armenian ethnoreligious elements in the Western Armenia". Noravank Foundation. مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 201316 يونيو 2013.
  303. Matthee, Rudolph P. (1999-12-09). The Politics of Trade in Safavid Iran: Silk for Silver, 1600-1730. Cambridge University Press.  .
  304. Armenian Turks discover their identity and convert to Christianity a century after their ancestors were forced to become Muslims - تصفح: نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  305. "Η αναγέννηση της Ίμβρου: Ανθίζει ξανά το νησί του Πατριάρχη Βαρθολομαίου". مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2020.
  306. [3] - تصفح: نسخة محفوظة September 28, 2007, على موقع واي باك مشين.
  307. Kilic, Ecevit (2008-09-07). "Sermaye nasıl el değiştirdi?". Sabah (باللغة التركية). مؤرشف من الأصل في 12 مارس 201725 ديسمبر 2008. 6-7 Eylül olaylarından önce İstanbul'da 135 bin Rum yaşıyordu. Sonrasında bu sayı 70 bine düştü. 1978'e gelindiğinde bu rakam 7 bindi.
  308. Karimova Nigar, Deverell Edward. "Minorities in Turkey" ( كتاب إلكتروني PDF ). The Swedish Institute of International Affairs. صفحة 7. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 مايو 2016
  309. Gilson, George. "Destroying a minority: Turkey's attack on the Greeks", book review of (Vryonis 2005), Athens News, 24 June 2005. نسخة محفوظة 18 يونيو 2013 على موقع واي باك مشين.
  310. "The Eastern Catholic Churches 2017" ( كتاب إلكتروني PDF ). CNEWA or Catholic Near East Welfare Association. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 24 أكتوبر 201825 فبراير 2018.
  311. If Turkey ever does join the EU, Sarah Ferguson will immediately be served with a European arrest warrant and on the next plane to Ankara - تصفح: نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  312. Muslim-Western Tensions Persist - تصفح: نسخة محفوظة 06 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  313. Turkey's Christians under Siege - تصفح: نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  314. Chapter 6: Interfaith Relations - تصفح: نسخة محفوظة 5 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  315. Chapter 6: Interfaith Relations - تصفح: نسخة محفوظة 2020-03-05 على موقع واي باك مشين.
  316. مقتل قس كاثوليكي إيطالي في تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 08 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  317. الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسية اليونانية تدينان جريمة تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 11 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
  318. اعتقال 10 اشخاص على خلفية قتل 3 مسيحيين في تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  319. تدنيس مدافن مسيحية أرثوذكسية في تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 13 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  320. معاناة المسيحيين من اضطهاد وتشهير في تركيا رغم تطورات حقوق الاقليات هناك - تصفح: نسخة محفوظة 26 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  321. تعليقات تركية على تصريح البطريرك برتلماوس في اسطنبول: أنا مصلوب ويعاملوننا كمواطنين من الدرجة الثانية - تصفح: نسخة محفوظة 10 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  322. البطريركية المسكونية والدولة - تصفح: نسخة محفوظة 08 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  323. شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي - تصفح: نسخة محفوظة 01 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  324. البرلمان الألماني يدعو تركيا إلى حماية حقوق الأقليات - تصفح: نسخة محفوظة 19 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
  325. Reconciled By the St. Gabriel Assyrian Monastery in Turkey، AINA.org نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  326. Turkish Supreme Court Rules Against Assyrian Monastery، AINA.org نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  327. برلمانييون اوربييون يشددون على ضرورة اعتراف تركيا ب"الابادة الجماعية"لشعبنا قبل انضمامها للاتحاد الاوربي - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  328. <http://www.aztagarabic.com/archives/3558 مجلس النواب الأمريكي يقر قانوناً تاريخياً حول الحرية الدينية] نسخة محفوظة 02 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  329. <http://www.coptichistory.org/untitled_2456.htm تركيا الحديثة والمسيحية] نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  330. Interview with Zekai Tanyar, the Chair of the Association of Protestant Churches in Turkey - تصفح: نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  331. في قبرص التركية... (300) عائلة تركية دخلت المسيحية - تصفح: نسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  332. Abstract of Baba Eftim et l'Église orthodoxe turque, Journal of Eastern Christian Studies نسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  333. The Political Role of the Turkish Orthodox Patriarchate (so-called) by Dr. Racho Donef نسخة محفوظة 24 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  334. برلمان تركي متنوع: أرمن وآيزيديون وغجر - تصفح: نسخة محفوظة 21 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  335. قس أمريكي يحاكم في تركيا بتهمة دعم جماعة فتح الله غولن؛ بي بي سي، 16 أبريل 2018. نسخة محفوظة 27 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  336. واشنطن لأردوغان: أطلق سراح القس برونسون الآن؛ بي بي سي، 27 يوليو 2018. نسخة محفوظة 27 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  337. أردوغان يضع حجر الأساس لأول كنيسة للسريان الأرثوذوكس في تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 4 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  338. اردوغان يضع حجر الأساس لأول كنيسة سريانية في اسطنبول - تصفح: نسخة محفوظة 4 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  339. محطات مارونية من تاريخ لبنان، بولس نعمان، منشورات دير سيدة النصر، ص.101
  340. محطات مارونية من تاريخ لبنان، مرجع سابق، ص.99
  341. معجم المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني، عبدو خليفة، المكتبة الشرقية، بيروت 1988، ص.248
  342. "History of the Ecumenical Patriarch". The Ecumenical Patriarch of Constantinople. مؤرشف من الأصل في 08 يونيو 201220 يونيو 2012.
  343. "The Patriarchal Church of Saint George". The Ecumenical Patriarch of Constantinople. مؤرشف من الأصل في 31 مايو 201220 يونيو 2012.
  344. Çelik 1993، صفحة 38
  345. Khojoyan, Sara (16 October 2009). "Armenian in Istanbul: Diaspora in Turkey welcomes the setting of relations and waits more steps from both countries". Armenia Now. مؤرشف من الأصل في 6 أغسطس 201821 يونيو 2012.
  346. Globalization, Cosmopolitanism, and the Dönme in Ottoman Salonica and Turkish Istanbul. Marc Baer, University of California, Irvine. نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  347. "Foreign Ministry: 89,000 minorities live in Turkey". زمان (صحيفة). 15 December 2008. مؤرشف من الأصل في 1 مايو 201015 ديسمبر 2008.
  348. "Armenians in Turkey". The Economist. 16 November 2006. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 200928 مايو 2009.
  349. "Istanbul Population 2015". World Population Review. 7 July 2015. مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 2019.
  350. Gilson, George. “Destroying a minority: Turkey’s attack on the Greeks”, عرض الكتب of (Vryonis 2005), Athens News, 24 June 2005. نسخة محفوظة 17 يونيو 2008 على موقع واي باك مشين.
  351. Levanten kavramı ve Levantenler üzerine bir inceleme Raziye OBAN (ÇAKICIOĞLU)-Türkiyat Araştımaları Dergisi(12.08.2013) نسخة محفوظة 19 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
  352. "Notre Dame de Sion Fransız Lisesi 158 yaşında". Hürriyet (باللغة التركية). 2014-01-13. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 201530 يونيو 2015.
  353. Garnett, Lucy Mary Jane. Turkish Life in Town and Country. أبناء ج. ب. بتنام, 1904. p. 204-205. نسخة محفوظة 22 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  354. Cinti Migliarini, Anita. "La chiesa siriaca di Antiochia". Chiesa siro-ortodossa di Antiochia (باللغة الإيطالية). مؤرشف من الأصل في 13 مارس 201601 مارس 2016.
  355. "Turkey Destroys Assyrian Villages". Turkish Daily News. August 29, 1996. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2019January 4, 2018.
  356. Refworld | World Directory of Minorities and Indigenous Peoples - Turkey : Assyrians - تصفح: نسخة محفوظة 08 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  357. قصة "آخر مسيحية" في بلدة زاز التركية - تصفح: نسخة محفوظة 06 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  358. مسيحيون فارون من سورية يعودون بعد أجيال إلى «موطنهم» في تركيا - تصفح: نسخة محفوظة 21 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  359. Çaglar (2013), p. 122
  360. Güsten (2016), p. 11
  361. Akyol, Mustafa (2007). "Pro-Kurdish DTP sweeps Diyarbakir". Hürriyet. مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2009. Amed is the ancient name given to Diyarbakır in the Kurdish language.
  362. Annuaire Pontifical Catholique, 1903, p. 173. نسخة محفوظة 24 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  363. Pius Bonifacius Gams, Series episcoporum Ecclesiae Catholicae, Complementi, Leipzig 1931, p. 93 نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  364. F. Tournebize, v. Amid ou Amida, in Dictionnaire d'Histoire et de Géographie ecclésiastiques, vol. XII, Paris 1953, coll. 1246–1247 نسخة محفوظة 24 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  365. Hovhannes J. Tcholakian, L'église arménienne catholique en Turquie, 1998
  366. S. Vailhé, Antioche. Patriarcat syrien-catholique, in Dictionnaire de Théologie Catholique, Vol. I, Paris 1903, coll. 1433
  367. O. Werner, Orbis terrarum catholicus, Freiburg 1890, p. 164 نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  368. Gunter, Michael. The Kurdish Predicament in Iraq: A Political Analysis. صفحة 8. مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 2020.
  369. Joost Jongerden; Jelle Verheij (2012). Social Relations in Ottoman Diyarbekir, 1870–1915. BRILL. صفحة 20.  . مؤرشف من الأصل في 20 فبراير 2020.
  370. Dumper, Michael. Cities of The Middle East and North Africa: A Historical Encyclopedia. صفحة 130. مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2019.

مواقع خارجية

مواضيع متعلقة

موسوعات ذات صلة :