الرئيسيةعريقبحث

إعدام عائلة رومانوف


باتجاه عقارب الساعة من القمة: عائلة رومانوف، وإيفان خاريتونوف، وألكسي تروب، وآنا ديميدوفا، وأوجين بوتكين

أعدمت الأسرة الروسية الإمبراطورية رومانوف (القيصر نيقولا الثاني، وزوجته ألكسندرا وأولادهم الخمسة، أولغا، وتاتيانا، وماريا، وأناستاسيا، وألكسي) وجميع الذين اختاروا مرافقتهم إلى السجن، ولا سيما أوجين بوتكين، وآنا ديميدوفا، وألكسي تروب، وإيفان خاريتونوف، وذلك بموجب الاستنتاج الذي خلص إليه المحقق سوكولوف بالرصاص والطعن بالحربة في مدينة يكاترينبورغ ليلة 16–17 يوليو 1918.[1] ووفقا لرواية الدولة الرسمية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، أعدم القيصر نيقولا رومانوف، إلى جانب أفراد أسرته وحاشيته، بإطلاق النار عليهم، بأمر من مجلس السوفيات الإقليمي في أورال، بسبب التهديد باحتلال المدينة من قبل البيض (الفيلق التشيكوسلوفاكي).[2][3] وبافتراض عدد من الباحثين، تم ذلك وفقا لتعليمات من لينين، وياكوف سفيردلوف، وفليكس دزيرجينسكي. ثم اقتيدت جثثهم إلى غابة كوبتياكي حيث تم تجريدهم من ملابسهم وتشويههم.[4][5] وفي عام 1919، فشل التحقيق الذي أجراه الجيش الأبيض (لسوكولوف) في العثور على المقبرة، وخلص إلى أن رفات أسرة الإمبراطورية قد تم حرقها في حفرة منجم الذي يطلق عليه اسم غانينا ياما، بما أنه تم العثور على أدلة على حريق.[6] وفي عامي 1979 و2007، عُثر على رفات الجثث في قبرين غير معلمين في حقل يدعى بوروسينكوف لوغ.[7]

في أعقاب ثورة فبراير، كان أفراد أسرة رومانوف وموظفيهم الموالين مسجونين في قصر ألكساندر قبل نقلهم إلى توبولسك ثم إلى يكاترينبورغ، حيث قتلوا، حسب ما زُعم بأمر صريح من فلاديمير لينين.[8] وعلى الرغم من إبلاغهم بأن "جميع أفراد الأسرة عانوا من نفس مصير رب الأسرة"،[9] فإن البلاشفة لم يعلنوا إلا عن وفاة نيقولا،[10][11] مع بيان صحفي رسمي مفاده أن "زوجة نيقولا رومانوف وابنه قد أرسلا إلى مكان آمن".[9] وعلى مدى أكثر من ثمانين سنة،[12] ظلت القيادة السوفياتية تحتفظ بشبكة منتظمة من المعلومات المضللة فيما يتعلق بمصير الأسرة،[13] حيث ادعت في سبتمبر 1919 أنهم قتلوا على يد الثوار اليساريين[14] لنفيها تماما في أبريل 1922 بأنهم لقوا حتفهم.[13] أقرت بالاغتيالات في عام 1926 عقب نشر دراسة أجراها مهاجر أبيض، لكنها أكدت أن الجثث دُمرت وأن مجلس وزراء لينين لم يكن مسؤولاً عنها.[15] وقد أدى التستر السوفياتي على جرائم القتل إلى بث شائعات للناجين،[16] مما أدى إلى ظهور حالات انتحال لأفراد عائلة رومانوف استرعت انتباه وسائل الإعلام بعيداً عن روسيا السوفياتية.[13] وقام جوزيف ستالين في الفترة من عام 1938 بقمع المناقشة المتعلقة بمصير الأسرة.[17]

واكتشف أحد هواة البحث في آثار الماضي موقع الدفن في عام 1979،[18] غير أن وجود الرفات لم يعلن عنه حتى عام 1989، أثناء فترة الغلاسنوست.[19] وتأكدت هوية الرفات بفضل تحقيقات الطب الشرعي والتحقيق في الحمض الخلوي الصبغي (DNA). وأعيد دفنهم في كاتدرائية بطرس وبولس في سانت بطرسبرغ في عام 1998،[20] بعد مرور 80 سنة على مقتلهم، في جنازة لم يحضرها أعضاء رئيسيين في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي اعترضت على صحة الرفات.[21] وفي عام 2007، اكتشف علماء الآثار من الهواة قبر ثاني أصغر حجما يحتوي على رفات اثنين من الأطفال المفقودين من المقبرة الكبرى.[18] ومع ذلك، احتُفظ برفاتهم في مستودع تابع للدولة إلى حين إجراء المزيد من اختبارات الحمض النووي.[22] في عام 2008، قام مكتب المدعي العام الروسي، بعد إجراء جدل قانوني واسع وطويلة الأمد، بإعادة تأهيل أسرة رومانوف باعتبارهم "ضحايا للقمع السياسي".[23] وقامت حكومة ما بعد الحكم السوفياتي بفتح قضية جنائية في عام 1993، ولكن لم تتم محاكمة أحد على أساس أن الجناة قد ماتوا.[22]

يعزو بعض المؤرخين أمر الإعدام إلى الحكومة في موسكو، وبخاصة سفيردلوف ولينين، الذين رغبوا في منع قيام الفيلق التشيكوسلوفاكي القريب بإنقاذ الأسرة الإمبراطورية (الذي كان يقاتل مع الجيش الأبيض ضد البلاشفة) خلال الحرب الأهلية الروسية الجارية.[24][25] وهذا ما تؤكده فقرة من يوميات ليون تروتسكي.[26] خلص تحقيق أجراه فلاديمير سولوفيوف في عام 2011 إلى أنه على الرغم من فتح محفوظات الدولة في السنوات اللاحقة للحكم السوفياتي، لا توجد حتى الآن أية وثيقة مكتوبة تشير إلى أن إما لينين أو سفيردلوف قد حرضوا على إصدار الأوامر؛ غير أنهم أيدوا عمليات الإعدام بعد وقوعها.[27][28][29][30] كانت للينين مراقبة دقيقة على أسرة رومانوف مع أنه كان يكفل ألا يكون اسمه مرتبطاً بمصيرهم في أية وثائق رسمية.[31] وصف الرئيس بوريس يلتسين عمليات القتل بأنها واحدة من أبشع الصفحات في التاريخ الروسي.[32][33]

مراجع

  1. Massie, Robert K. (2012). The Romanovs: The Final Chapter. Random House. صفحات 3–24. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 2017.
  2. «17/VII 1918 в Екатеринбурге (ныне Свердловск), в связи с угрозой занятия города белыми, по постановлению Уральского областного совета бывший царь Николай Романов вместе с членами его семьи и приближенными был расстрелян». — الموسوعة السوفيتية العظمى / гл. ред. أوتو شميدت. - Москва : Советская энциклопедия, 1926-. Т. 49: Робер - Ручная граната. - 1941. / статья: «Романовы» / кол. 134 - تصفح: نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. «3 (16)/VII 1918 при приближении к Екатеринбургу чехословацких контрреволюционных войск Николай II со всей семьей был расстрелян». — الموسوعة السوفيتية العظمى / гл. ред. أوتو شميدت. - Москва : Советская энциклопедия, 1926-. Т. 42: Нидерланды - Оклагома. - 1939. / статья: «Николай II» / кол. 137 - تصفح: نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. Rappaport, p. 198.
  5. ويليام هونان (12 August 1992), A Playwright Applies His Craft To Czar Nicholas II's Last Days, New York Times, مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2019,25 فبراير 2017
  6. Sokolov, Nikolai A. Ubiistvo Tsarskoi Sem’i. Terra, Moscow (Reprinted 1996)
  7. Clifford J. Levy (25 November 2007), Sleuths say they've found the last Romanovs, The New York Times, مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 2018,30 سبتمبر 2016
  8. Pringle, p. 261.
  9. Wendy Slater, p. 153.
  10. From the archive, 22 July 1918: Ex-tsar Nicholas II executed, The Guardian, 22 July 2015, مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2018,29 سبتمبر 2016
  11. Joshua Hammer (November 2010), Resurrecting the Czar, Smithsonian, مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 2017,29 سبتمبر 2016
  12. Massie, p. 16.
  13. Rappaport, p. 218.
  14. Photographic scans of Sokolov's investigation, published in 1924, 18 December 2015, مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2017,09 مارس 2017
  15. Massie, p. 19.
  16. Erin Blakemore (18 October 2018), Why the Romanov Family’s Fate Was a Secret Until the Fall of the Soviet Union, History, مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 2019,20 أكتوبر 2018
  17. Rappaport, p. 219.
  18. Michael D. Coble (26 September 2011), The identification of the Romanovs: Can we (finally) put the controversies to rest?, Investigative Genetics, مؤرشف من الأصل في 30 يونيو 2019,30 سبتمبر 2016
  19. Rappaport, p. 220.
  20. The mystery of the Romanovs' untimely demise - Page 4, Russia Beyond the Headlines, مؤرشف من الأصل في 16 يناير 2017,15 يناير 2017
  21. "Romanovs laid to rest". BBC News. 17 July 1998. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
  22. Alec Luhn (23 September 2015), Russia reopens criminal case on 1918 Romanov royal family murders, The Guardian, مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2019,30 سبتمبر 2016
  23. Rappaport, Four Sisters (2014), p. 381.
  24. Robert Gellately. Lenin, Stalin, and Hitler: The Age of Social Catastrophe Knopf, 2007 (ردمك ) p. 65. - تصفح: نسخة محفوظة 20 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  25. Figes, Orlando (1997). A People's Tragedy: The Russian Revolution 1891–1924. دار بنجوين للنشر. صفحة 638.  . مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
  26. King, G. (1999). The Last Empress, Replica Books, p. 358. (ردمك ).
  27. ديلي تلغراف (17 January 2011). "No proof Lenin ordered last Tsar's murder". مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2019.
  28. "Расследование убийства Николая II и его семьи, продолжавшееся 18 лет, объявлено завершенным" (باللغة الروسية). НТВ-новости. مؤرشف من الأصل في 11 فبراير 201329 ديسمبر 2012.
  29. "Уголовное дело цесаревича Алексея". На вопросы обозревателя "Известий" Татьяны Батенёвой ответил следователь по особо важным делам Следственного комитета Российской Федерации Владимир Соловьёв". 17 January 2011. مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2017.
  30. Интервью следователя Соловьёв, Владимир Николаевич (следователь) – В. Н. Соловьёва и Аннинский, Лев Александрович – Л. А. Аннинского (2008). "Dostoinstvo - Расстрельный дом" Расстрельный дом (باللغة الروسية). مؤرشف من الأصل في 01 مايو 201512 فبراير 2020.
  31. Rappaport, p. 142.
  32. The Associated Press (18 July 1998), Address by Yeltsin: 'We Are All Guilty', The New York Times, مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2018,03 أبريل 2017
  33. Martin Vennard (27 June 2012), Tsar Nicholas - exhibits from an execution, BBC News, مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2019,03 أبريل 2017

موسوعات ذات صلة :