الرئيسيةعريقبحث

الحرب الباردة (1979–1985)


☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر الحرب الباردة (توضيح).
التحالفات الدولية عام 1980:
         حلف شمال الأطلسي والحلفاء الغربيين
             حلف وارسو وغيرهم من الحلفاء السوفييت
     دول غير منحازة
     الصين وألبانيا (بلدان شيوعيان غير متحالفان مع الاتحاد السوفيتي)
××× مقاومة مسلحة

الحرب الباردة بين 1979 و1985 مرحلة متأخرة من تلك الحرب، امتازت بازدياد عداوة الغرب والاتحاد السوڤييتي ازديادًا حادًّا. نشأت بعدما أدان الغرب الغزو السوڤييتي لأفغانستان في ديسمبر 1979. بانتخاب رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر في 1979، والرئيس الأمريكي رونالد ريغان في 1980، تغيرت السياسة الخارجية الغربية فيما يتعلق بالاتحاد السوفييتي، تغيرًا امتاز بنبذ سياسة «الانفراج» والميل عنها إلى مذهب ريغان القائم على سياسة «التراجع»، مع السعي المعلَن إلى القضاء على نفوذ السوڤييتيين في دول التكتُّل السوڤييتي. في هذه المرحلة ارتفعت احتمالية نشوب حرب نووية ارتفاعًا لم يشهده العالم منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.

غزا الاتحاد السوڤييتي أفغانستان بعد «ثورة ثور» الأفغانية، غزوة أدت إلى مقتل نحو مليون مدني، قبل أن يَضطَر المجاهدون السوفييتيين إلى انسحاب عسكري في 1989. من أجل هذه الغزوة أعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر مقاطعة أمريكا لأولمبياد صيف 1980 الذي أقيم في موسكو. فردَّ الاتحاد السوڤييتي بمقاطعة أولمبياد صيف 1984 الذي أقيم في لوس أنجلوس بكاليفورنيا. ازداد التوتر بإعلان الولايات المتحدة أنها ستنشر صواريخ «بيرشينغ 2» في ألمانيا الغربية، ثم إعلان ريغان «مبادرة الدفاع الاستراتيجي» الأمريكية، وتفاقَم التوتر أكثر في 1983 حين وصف ريغان الاتحاد السوڤييتي بأنه «إمبراطورية شر».[1]

في إبريل 1983 أجْرت البحرية الأمريكية تدريب «فليت إكس 83-1»، وهو أكبر تدريب أسطولي أُجري في شمال المحيط الهادئ حتى الآن. تألف الأسطول من نحو 40 سفينة و23,000 جندي و300 طائرة، فربما عُدَّ أقوى أسطول بحري جُمع على الإطلاق. حاولت الطائرات والسفن الأمريكية استفزاز السوڤييتيين، لتدْرس المخابرات البحرية الأمريكية خصائص رادار السوڤييتيين وقدرات طائراتهم ومناوراتهم التكتيكية. في 4 إبريل حلقت 6 طائرات بحرية أمريكية -على الأقل- فوق جزيرة زيليني (أكبر جزيرة في مجموعة جُزر صغيرة تُدعى «جزر هابوماي»، لدى أقصى جنوب جزر الكوريل). غضب السوڤييتيون، وأمروا بعض طائراتهم بتحليق انتقامي فوق جزر ألوتيان، وأصدروا مذكرة احتجاج دبلوماسي رسمية، اتهموا فيها الولايات المتحدة بالاختراق المتكرر للمجال الجوي السوڤييتي. في سبتمبر اللاحق أَسقطت طائرة سوڤييتية اعتراضية «رحلة 007» التابعة للخطوط الجوية الكورية، فوق جزيرة مونيرون.[2][3][4]

في نوفمبر 1983 أجرى الناتو تدريب «إيبل آرتشر 83»، وهي محاكاة واقعية لهجوم نووي ناتُوِي، أثارت قلقًا كبيرًا في الاتحاد السوڤييتي، ويَعُدها مؤرخون كثيرون أقرب ما كان العالم إلى الحرب النووية منذ أزمة صاوريخ كوبا في 1962.[5]

شهدت هذه المرحلة: ولاية الرئيس ريغان الأولى (1981–1985)، وموت الرئيس السوڤييتي ليونيد بريجنيف (1982)، والفترة الرئاسية السوڤييتية القصيرة لِيوري أندروبوف (1982–1984) وقسطنطين تشيرنينكو (1984–1985). انتهت هذه المرحلة في 1985، بتولّي ميخائيل غورباتشوف الإصلاحي رئاسة الاتحاد السوڤييتي، وتعهُّده: بتقليل ما بين الشرق والغرب من توتر، وإجراء إصلاحات كبيرة في المجتمع السوڤييتي.

مقدمة: عقد من الانفراج

في سبعينيات القرن العشرين انتهج الاتحاد السوڤييتي والولايات المتحدة سياسة انفراجية، إذ حاول كل منهما تحسين وضعه السياسي الجغرافي، مع خفض احتمالية نشوب حرب مباشِرة بينهما ما أمكن. أُقيمت علاقات تجارية واسعة بين بلدان الكتلتين، إلى حد أن الاتحاد السوڤييتي حصل على 70% من حبوبه من الولايات المتحدة. واتُّخذت خطوات لتوسيع العلاقات السياسة بين الناتو وبلدان الكتلة السوڤييتية (منها «السياسة الغربية الجديدة»، بالألمانية: Neue Ostpolitik)، خطوات بلغت أوجها في 1975 بتوقيع «اتفاقية هلسنكي». إضافة إلى ذلك وُقعت اتفاقيات تحديد أسلحة، منها: جَوْلتا «محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية».[6][7]

فوق هذا كله، بذلت الولايات المتحدة جهودًا لإبرام اتفاقية سلام تضع حدًّا لمشاركتها في حرب فيتنام. حاول نيكسون حض الصين على دعم عملية السلام، وعمل رحلة تاريخية إلى تلك الدولة الشيوعية. صحيح أن هذه الرحلة لم تَحُل دون انتصار الشيوعيين في حرب فيتنام، لكنها تُعد من أهم الأعمال السياسية الجغرافية في القرن العشرين، إذ غيرت ديناميكية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤييتي تغييرًا جذريًّا.[8]

أيد عوامّ الطرفين الجهود المبذولة للانفراج (نحو 68% من الأمريكيين مثلًا رأوا أن رحلة نيكسون إلى الصين تدعم السلام العالمي)،[9] ومع ذلك كان لتلك الجهود نَقَدة. ففي الولايات المتحدة أدان الانفراجَ محافظون من أمثال باري جولدواتر، الذي قال: «إن غايتنا يجب أن تكون تدمير العدو تدميرًا، بصفته قوة أيديولوجية تحوز وسائل القوة»،[10] وحذّر من أن الاتجار مع الاتحاد السوڤييتي يساعد على دعم الهيمنة السوڤييتية في أوروبا الشرقية. شارك في هذه المعارضة أيضًا يساريون أمريكيون، منهم: هنري جاكسون الذي رأى أن على الولايات المتحدة أن تُناصب الاتحاد السوڤييتي العداوة،[11] وأن تأخذه بالشدة. لكن على رغم تلك الانتقادات، استمر الانفراج طول السبعينيات، بدعم من الجانبين السياسيين الأمريكيَّين، بل قدَّم كل منهما مرشحين مؤيدين للانفراج في الانتخابات الرئاسية عام 1976 (الرئيس فورد ضد الحاكم جيمي كارتر).

وأمّا أوروبا الغربية فشهدت أيضًا معارضة للانفراج. وفي الاتحاد السوڤييتي نفسه حذّر منشقون -منهم أندريه ساخاروف، الذي كان عضوًا بالمشروع النووي السوفيتي- من أن الأمن الغربي في خطر إن لم تُتَّخذ مع الانفراج خطوات تحرير في الاتحاد السوڤييتي. في تلك الفترة تعرَّض نشطاء حقوق إنسان غربيون وسوڤييتيون لاعتداءات متكررة، على أيدي أجهزة استخبارات شيوعية مثل الكي جي بي. بغياب الإدانة الغربية للاعتداءات المتكررة، ازداد سخط مُنشَقِّي أوروبا الشرقية، من ذلك أن فاتسلاف هافيل (الكاتب المسرحي التشيكي الذي صار بعدئذ رئيسًا) وصف سياسة الانفراج بأنها «بلاهة وغباوة».[12]

انهيار الانفراج

لم تَخْل فترة التعاون النسبي هذه من نزاع، فقد واصل الجانبان تخزين الأسلحة النووية وأنظمة تسليمها. بظهور «الرؤوس المدمِّرة الموجَّهة» ازدادت قدرة الجانبين على التدمير، وازدادت احتمالية حدوث ضربة وقائية. من أجل هذا عُقدت الجولة الثانية من «محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية» في 1979، لكبْح انتشار الرؤوس المدمِّرة الموجَّهة. لكن هذه المعاهدة لم يصدِّق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي، بسبب الغزو السوڤييتي لأفغانستان في ديسمبر ذلك العام.[13][14][15]

معرض صور

  • Joint statement to the press with Chancellor Willy Brandt of West Germany - NARA - 194398.tif
  • Kissenger and Kenyatta.jpg
  • Brezhnev 1973-2.jpg
  • Nixon and Zhou toast.jpg

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Marek Sliwinski, "Afghanistan: The Decimation of a People," Orbis (1989), p. 39.
  2. Johnson, p. 55
  3. Richelson, p. 385
  4. 1983: The most dangerous year by Andrew R. Garland,University of Nevada, Las Vegas
  5. Mastny, Vojtech (January 2009). "How Able Was "Able Archer"?: Nuclear Trigger and Intelligence in Perspective". Journal of Cold War Studies. 11 (1): 108–123. doi:10.1162/jcws.2009.11.1.108.
  6. "Détente - Cold War - HISTORY.com". HISTORY.com. مؤرشف من الأصل في 23 نوفمبر 201931 مارس 2018.
  7. Sinclair, Ward (July 29, 1983). "Grain Sales to Soviets to Increase". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 22 يونيو 201831 مارس 2018.
  8. Bader, Jeffrey A. (February 23, 2012). "China and the United States: Nixon's Legacy after 40 Years". Brookings Institution. مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 201931 مارس 2018.
  9. "Timeline of Polling History: Events that Shaped the united States, and the World". Gallup. 2000. مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 201931 مارس 2018.
  10. Hofstadter, Richard (October 8, 1964). "A Long View: Goldwater in History". The New York Review of Books. مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 201831 مارس 2018.
  11. Fryer, Alex (January 12, 2004). "Scoop Jackson's proteges shaping Bush's foreign policy". The Seattle Times. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 201931 مارس 2018.
  12. Helga Haftendorn: Deutsche Außenpolitik zwischen Selbstbeschränkung und Selbstbehauptung 1945–2000. Deutsche Verlags-Anstalt: Stuttgart / München 2001, p. 183–184.
  13. Roser, Max; Nagdy, Mohamed. "Nuclear Weapons". Our World in Data. مؤرشف من الأصل في 9 ديسمبر 201931 مارس 2018.
  14. "Multiple Independently-targetable Reentry Vehicle (MIRV) - The Center for Arms Control and Non-Proliferation". The Center for Arms Control and Non-Proliferation. 2017-08-28. مؤرشف من الأصل في 8 نوفمبر 201931 مارس 2018.
  15. Saikowski, Charlotte (June 4, 1986). "Understanding the forces behind the SALT II controversy". Christian Science Monitor. مؤرشف من الأصل في 7 يوليو 201831 مارس 2018.

موسوعات ذات صلة :