الرئيسيةعريقبحث

الحرب السوفيتية في أفغانستان

الغزو الشيوعي السوفيتي على أفغانستان

☰ جدول المحتويات


هذه مقالة عن الحرب السوفيتية في أفغانستان. لمعانٍ أخرى، انظر الحرب على أفغانستان (توضيح).

الحرب السوفيتية في أفغانستان (بالروسية: Афганская война) (بالبشتوية:د أفغانستان جگړه) (بالفارسية: جنگ شوروی در أفغانستان) أو التدخل السوفيتي في أفغانستان هو اسم يطلق على حرب دامت عشرة سنوات، كان الهدف السوفيتي منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للاتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفيت، والذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المناوئة للاتحاد السوفييتي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، السعودية، باكستان والصين. أدخل السوفيت الجيش الأربعين في 25 ديسمبر 1979. وانسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و2 فبراير 1989. وأعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب كافّة قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير 1989.

الحرب السوفيتية في أفغانستان
جزء من الصراع في أفغانستان و الحرب الباردة
Mortar attack on Shigal Tarna garrison, Kunar Province, 87.jpg
مقاتلين أفغان وأجانب في ولاية كنر عام 1987
معلومات عامة
التاريخ 24 ديسمبر 1979 – 15 فبراير 1989
الموقع أفغانستان
النتيجة اتفاقات جنيف عام 1988
المتحاربون
الاتحاد السوفيتي الاتحاد السوفيتي

أفغانستان جمهورية أفغانستان الديمقراطية

المقاتلين السنة:

دعم من:
 السعودية
 الصين
 المملكة المتحدة
 الولايات المتحدة
 باكستان
مقاتلين شيعة:

دعم من:
 إيران

القادة
الاتحاد السوفيتي ليونيد بريجنيف
الاتحاد السوفيتي يوري أندروبوف
الاتحاد السوفيتي قسطنطين تشيرنينكو
الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف
الاتحاد السوفيتي دميتري أوستينوف
الاتحاد السوفيتي سرغي سوكولوف
الاتحاد السوفيتي دميتري يازوف
الاتحاد السوفيتي فالنتين فارينيكوف
الاتحاد السوفيتي إيغور راديونوف
الاتحاد السوفيتي بوريس غروموف
أفغانستان ببرك كرمل
أفغانستان محمد نجيب الله
أفغانستان عبد الرشيد دوستم
أفغانستان عبد القادر دغروال
أفغانستان شهنواز تني
أفغانستان محمد رفيع
أحمد شاه مسعود
عبد الحق
عبد الله عزام
محمد إسماعيل خان
قلب الدين حكمتيار
جلال الدين حقاني
محمد نبي محمدي
ملا نقيب
عبد الرحيم وردك
فضل الحق مجاهد
برهان الدين رباني

محمد آصف محسني
آصف قندهاري
سيد علي بهشتي
مصباح ساده

القوة
القوات السوفيتية:
  • 115،000

القوات الأفغانية:

  • 55،000
المقاتلين الأفغان والأجانب:

200،000–250،000[1][2][3]

الخسائر
القوات السوفيتية:

14،453 قتيل (المجموع)

  • 9،500 قتيل في المعركة
  • 4،000 متوفي متأثرا بجروح
  • 1،000 ماتوا بسبب المرض والحوادث

53،753 جريح

265 مفقود[4]

سقوط 451 طائرة بما فيها (333 طائرات) الهليكوبتر

147 دبابة

1,314 مركبة مشاة قتالية , ناقلة جنود مدرعة

433 مدفعية

القوات الأفغانية:

18،000 قتيل[5]

المقاتلين:

75،000–90،000 قتيل، 75,000+ جريح (تقدير مبدئي)[6]

باكستان: 300+ قتيل
اسقاط طائرة إف-16[7]

إيران: اسقاط مروحيتي إيه إتش-1
عدد القتلى مجهول[8]


مدنيين (أفغان):

850،000–1،500,000 قتيل[9][10] 5 ملايين لاجئ خارج أفغانستان
2 مليون مشرد داخلي
نحو 3 ملايين جريح أفغاني (أغلبهم المدنيين)[11]
مدنيين (سوفييت):

نحو 100 قتيل

خلفية تاريخية

أفغانستان، مفترق الطرق في وسط آسيا، لها تاريخ طويل في الصراع العسكري. ففي القرن الرابع قبل الميلاد دخل الإسكندر الأكبر المنطقة، والتي كانت في ذلك الحين جزءا من الإمبراطورية الفارسية، للسيطرة على بكتريا (اليوم بلخ)، والسيطرات اللاحقة من قبل شعب سيثيا والأتراك في القرون اللاحقة. وعام 642 للميلاد، سيطر العرب المسلمون على المنطقة بالكامل مدخلين الإسلام للمنطقة.

تعتبر أفغانستان من أكثر دول العالم وعورة، بجبالها الوعرة وطبيعة أرضها الصحراوية، وتركيبتها الإثنية التي يشكل البشتون أكبر مجموعاتها العرقية، ترافقها مجموعات الطاجيك، الهازار، الأيماك، الأوزبك والتركمان ومجموعات أخرى صغيرة، بيئة يصعب التعامل معها.

انقلاب إبريل 1978

ورث محمد ظاهر شاه العرش وحكم بين الأعوام 1933 و1973. وتقلد ابن عمه محمد داود خان منصب رئيس الوزراء من عام 1953 حتى عام 1963. في تلك الفترة إزدادت شعبية الحزب الماركسي - حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني - وفي عام 1967، إنشق الحزب إلى قسمين متنافسين، خلق (الجموع) بقيادة نور محمد تراقي وحفيظ الله أمين، وبرشم (البيرق) بقيادة بابراك كارمل.

وصل رئيس الوزراء السابق محمد داود خان السلطة بانقلاب عسكري تم دون سفك دماء تقريبا في 17 يوليو 1973 من خلال إتهامات بالفساد السياسي والأوضاع الاقتصادية السيئة. وبذلك وضع داود حدا للحكم الملكي ولكن محاولاته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي باءت بالفشل. الخلافات الشديدة مع أقسام حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني طفت بفعل القمع الذي مارسه نظام محمد داود خان. وقام الحزب بإعادة توحيد صفوفه بهدف وضع حد لحكم داود وفي 27 أبريل 1978 قام الحزب بإزاحة وإعدام محمد داود مع أفراد من عائلته، وأصبح نور محمد تراقي السكرتير العام لحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني رئيسا للمجلس الثوري ورئيس للوزراء الحكومة الماركسية

خلال الأشهر ال18 الأولى من الحكم، قام حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني بتطبيق برنامج ماركسي الأسلوب في الإصلاح. وصدرت مراسيم طالبت بتعديلات في عادات الزواج وإصلاح الأراضي لم تلق إعجابًا من قبل السكان المنغمسين في التقاليد، وشديدي الارتباط بالإسلام. فاضطهد آلاف من النخبة التقليدية، المؤسسات الدينية والطبقة المثقفة. وفي ضمن حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني، أدت الخلافات إلى النفي، الإزاحة والإعدام.

بحلول صيف 1978 بدأت ثورة في منطقة نورستان شرق أفغانستان وانتشرت الحرب الأهلية في أنحاء البلاد. وفي سبتمبر 1979، وصل نائب رئيس الوزراء حفظ الله أمين السلطة بعد إطلاق نار في القصر أدى إلى مقتل رئيس الوزراء تاراكي. وخلال شهرين من عدم الاستقرار غمرت حكومة أمين حيث تحرك ضد معارضيه في الحزب كما وقف ضد الثورة المتنامية.

كتب مدير وكالة المخابرات المركزية السابق روبرت غيتس في مذكراته المعنونة المخابرات الأمريكية بدأت بمساعدة الحركات المعارضة في أفغانستان قبل 6 أشهر من التدخل السوفييتي. وفي 3 يوليو 1979، وقع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر توجيها يخول لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية القيام بحملات دعائية لأجل "تحويل" موقف الناس من الحكومة الثورية. أدت هذه المعلومات إلى تجدد النقاش حول كيفية بدء الحرب. فمؤيدو التدخل الأمريكي يدعون أن نوايا الاتحاد السوفييتي بالسيطرة على أفغانستان كانت واضحة، مستشهدين بنظام بريجينيف الدكتاتوري. بينما يؤكد المعارضون أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الاتحاد السوفييتي بشكل متعمد حجة حرب لجرهم في صراع لا يمكنهم ربحه، وذلك على حساب أفغانستان.

بل أكثر من ذلك، كانت العلاقات الدبلوماسية الأفغانية السوفيتيية جيدة ومريحة. قبل التدخل السوفييتي كان بحدود 400 مستشار عسكري سوفييتي قد أرسلوا إلى أفغانستان في مايو 1978. وفي 7 يوليو 1979، أرسل الإتحاد السوفييتي كتيبة مجوقلة مع طواقمها في استجابة لطلب من الحكومة الأفغانية. وطلبات لاحقة من الحكومة الأفغانية تعلقت بشكل أوسع بأفواج بدل طواقم منفردة. وبوضع أفغانستان المريع حيث كانت الهجوم من قبل ثوار مدعومين خارجيا، فإن الإتحاد السوفييتي تدخل بقوات الجيش 40 ردا على طلب سابق من الحكومة الأفغانية. والجيش 40 هذا تكون من وحدتين من البنادق الرشاشة بعربيات، وحدة مجوقلة، وحدة هجوم وفوجين من القوات بآليات ذات مدافع رشاشة.

التدخل السوفييتي

مقر القيادة العامة للجيش السوفييتي الأربعين في كابول ،1987. كانت قبل الاجتياح قلعة تاجبك، حيث قتل أمين. بعدسة ميخائيل إيستافسيف

في ديسمبر 1978، وقعت موسكو معاهدة صداقة وتعاون ثنائية مع أفغانستان تسمح بالتدخل السوفييتي في حال طلب أفغانستان ذلك. ازدادت المساعدات العسكرية السوفييتية وأصبح حكومة أمين معتمدة أكثر فأكثر على العتاد والمستشارين العسكريين السوفييت. ولكن في شهر أكتوبر 1979 فترت العلاقة بين أفغانستان والاتحاد السوفييتي عندما تجاهل أمين النصائح السوفييتية بجعل حكومته أكثر استقرارا.

تحرش المقاتلون الإسلاميون في المناطق الجبلية بالجيش الأفغاني إلى درجة أن حكومة حفظ الله أمين توجهت إلى الإتحاد السوفييتي بطلب بزيادة حجم الدعم. قرر الاتحاد السوفييتي تقديم هذا الدعم للحفاظ على الحكومة الثورية، ولكن شعرت بأن أمين كقائد أفغاني ليس قادرا على القيام بهذا الدور. شعر القادة السوفييت بناء على معلومات قدمتها المخابرات السوفييتية (كي جي بي) بأن أمين يضعضع الموقف في أفغانستان. وآخر الأطروحات للتخلص من أمين كانت معلومات تم الحصول عليها من عملاء الكي جي بي في كابول، تلخصت في أن ما يفترض بأنهم حارسين من حراس أمين قتلا الرئيس السابق نور محمد تراكي بمخدة، وأن الشكوك تدور حول كون أمين عميلا لوكالة الاستخبارات الأمريكية (السي آي إيه). ولكن كان هناك شكوك في صفوف المستشارين العسكريين السوفييت للجيش الأفغاني، فمثلا ادعى الجنرال فاسيلي زابلاتين، والذي كان مستشارا سياسيا في ذلك الوقت، أن أربعة من وزراء تاراكي كانوا وراء عدم الاستقرار. كما أن طرحا قويا آخر يعارض كون أمين عميلا للمخابرات الأمريكية هو أنه دائما وأبدا أظهر وبشكل رسمي صداقة وتقرب من الاتحاد السوفييتي. وحتى بعد موت أمين وإثنين من أبناءه، قالت زوجته أنها وابنتيها وإبنها أرادت الذهاب إلى الاتحاد السوفييتي، لأن زوجها كان صديقا للاتحاد السوفييتي. وتوجهت لاحقا إلى الاتحاد السوفييتي لتعيش هناك، ولكن زابلاتين لم يؤكد ذلك بشكل كافي.[1]

في 22 ديسمبر، أشار مستشارو القوات المسلحة الأفغانية السوفييت على القوات المسلحة الأفغانية بالعمل على صيانة الدبابات وأشكال أخرى من العتاد الحرج والمهم. وفي تلك الأثناء انقطعت شبكة الاتصالات إلى المناطق خارج كابول، عازلة بذلك العاصمة. وبوضع أمنى متدهور، انضمت أعداد كبيرة من القوات السوفييتية المجوقلة للقوات المتمركزة على الأرض وبدأت بالهبوط في كابول. وفي ذات الوقت نقل أمين مكاتب الرئاسة إلى قصر تاجبك، معتقدا أن ذلك سيكون أكثر أمنا من المخاطر المحتملة.

في 27 ديسمبر 1979، قام 700 بينهم 54 عميل كي جي بي من القوات الخاصة من مجموعة ألفا وزينيث، مرتدين اللباس الأفغاني الموحد باحتلال الأبنية الحكومية والعسكرية والإذاعية الرئيسية في العاصمة كابول، بما فيها هدفهم الرئيسي- قصر تاجبك الرئاسي، حيث تخلصوا من الرئيس حفظ الله أمين. بدأت تلك العملية الساعة السابعة مساء، عندما قام أفراد القوات الخاصة السوفييتية من المجموعة زينيث بتفجير مقسم الاتصالات الرئيسي في كابول، شالين بذلك القيادة العسكرية الأفغانية. وفي الساعة السابعة والربع، بدأت المعركة في قلعة تاجبك واستمرت لمدة 45 دقيقة، وفي ذات الوقت تم احتلال مواقع أخرى (وزارة الداخلية مثلا، الساعة السابعة والربع)، وتم الانتهاء من العملية كلية بصباح 28 ديسمبر. وأعلنت القيادة العسكرية في ترمز على راديو كابول بأنه جرى تحرير أفغانستان من حكم أمين.

ووفقا للمكتب السياسي السوفييتي، كان السوفييت يطبقون معاهدة الصداقة، التعاون وحسن الجوار لعام 1978 التي وقعها الرئيس السابق تاراكي. اعتقد السوفييت بأن إزاحة أمين ستنهي الصراع الداخلي على القوة ضمن حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ويقلص من السخط الأفغاني.

قال السوفييت أن إعدام حفظ الله أمين تم على يد اللجنة الثورية المركزية الأفغانية. واختارت تلك اللجنة بعدها النائب السابق لرئيس الحكومةبابراك كارمال، والذي كان اختياره للموقع الغير مهم نسبيا كقنصل في تشيكوسلوفاكيا بعد سيطرة خلق على السلطة.

دخلت القوات الأرضية العسكرية أفغانستان من الشمال في 27 ديسمبر. وفي الصباح، هبطت كتيبة فايتبسك المظلية في مطار في باجرام وكان الاجتياح السوفييتي لأفغانستان جاري على قدم وساق.

بشكل عام، رفض بريجينيف 18 طلب رسمي للمساعدة العسكرية من الحكومة الأفغانية قبل الأمر بالتدخل السوفييتي الفعلي في أفغانستان. وبشكل قانوني، لم تكن العملية احتلالا، وادعى الاتحاد السوفييتي أن التسمية كانت نتيجة للدعاية الأمريكية المضادة للسوفييت.

الاحتلال السوفييتي لأفغانستان

العمليات السوفييتية

قوات العمليات الخاصة السوفيتيية تتحضر لعملية في أفغانستان، 1988<.
بعدسة ميخائيل إيسفافيف

بعد التدخل السوفييتي، لم تستطع القوات السوفييتية بسط سلطتها خارج كابول. وظل حوالي 80% من مناطق البلاد خارج السيطرة الفعلية لسلطة الحكومة. وتم توسيع المهمة الأولى المتمثلة بحماية المدن والمنشآت لتشمل محاربة قوات المسلحين المعارضة للشيوعية، ولذلك تم توظيف جنود الاحتياط السوفييت بشكل أساسي.

أشارت التقارير العسكرية الأولى إلى الصعوبات التي واجهت السوفييت أثناء القتال في المناطق الجبلية. فالجيش السوفييتي لم يكن معتادا على ذلك الشكل من القتال، لم يحظ بتدريب لمواجهة حرب غير نظامية وحرب عصابات، وكانت آلياتهم العسكرية وخاصة السيارات المصفحة والدبابات ليست ذات كفاءة في كثير من الأحيان، وعرضة للهجمات في البيئة الجبلية. وتم استخدام المدفعية الثقيلة بشكل مكثف أثناء قتال قوات الثوار.

استخدم السوفييت المروحيات (من ضمنها ميل مي-24) كقوة الهجوم الجوي الرئيسية، مدعومة بالمقاتلات المتعددة المهام وقاذفات القنابل والطائرات الهجومية، القوات الأرضية والقوات الخاصة. وفي بعض المناطق استخدم السوفييت أسلوب الأرض المحروقة مدمرين القرى، البيوت، المحاصيل والماشية، إلخ.

ارتفع صوت الاستنكار الدولي بسبب القتل المزعوم للمدنيين في أي منطقة كان يشك بوجود المجاهدين فيها. كانت العمليات للقبض على تشكيلات الثوار تمنى بالفشل عادة وكان من الضروري تكرارها في ذات المنطقة أكثر من مرة وذلك لأن الثوار كان بإمكانهم العودة إلى مخابئهم في الجبال وإلى قراهم بينما يعود السوفييت لقواعدهم.

كان فشل السوفييت في الخروج من المأزق العسكري والحصول على الدعم والنصرة من شريحة عريضة من الأفغان، أو إعادة بناء الجيش الأفغاني، اضطرهم لزيادة التدخل المباشر لقواتهم لقتال الثوار. ووجد الجنود السوفييت أنفسهم يحاربون المدنيين بسبب التكتيك المراوغ للثوار.

رد الفعل الدولي

أشار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أن التوغل السوفييتي كان "أكثر التهديدات جدية للسلام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية" كما فرض كارتر لاحقا حظرا على تصدير السلع كالحبوب والتكنولوجيا المتقدمة إلى الاتحاد السوفييتي من الولايات الأمريكية. أدى التوتر المتزايد بالإضافة إلى الانزعاج في الغرب من وجود أعداد كبيرة من القوات السوفييتية قريبة من مناطق غنية بالنفط في الخليج وصل وبسرعة لاتخاذ موقف العداء.

كان رد الفعل الدولي قويا، متراوحا بين تحذيرات شتيرن ومقاطعة الألعاب الأولمبية لصيف 1980 في موسكو.وقد شارك التدخل السوفييتي بالإضافة إلى أحداث أخرى كالثورة الإسلامية في إيران وأزمة الرهائن الأمريكيين التي رافقتها، الحرب الإيرانية العراقية، الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، وتصاعد الحركات الأصولية المعارضة للغرب والمستخدمة للإرهاب، شارك في جعل الشرق الأوسط منطقة توتر وعنف وتقلب أثناء العقد الثامن من القرن الماضي

لم تتمتع حكومة باربك كارمال بالدعم الدولي في البداية. استهجن وزراء خارجية دول منظمة دول المؤتمر الإسلامي الاحتلال السوفييتي وطالبوا السوفييت بالانسحاب في اجتماع في إسلام أباد في يناير 1980 كما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بواقع 104 أصوات مقابل 18 وامتناع 18 عن التصويت لصالح قرار "يستهجن وبشدة" "التدخل المسلح الأخير" في أفغانستان، ودعت إلى "الانسحاب الكامل للقوات الدخيلة" من البلاد.

كان قيام مجلس الأمن بأي عمل حقيقي أمرا مستحيلا لأن الاتحاد السوفييتي كان يملك حق الفيتو، ولكن الجمعية العامة للأمم المتحدة مررت وبشكل متكرر قرارات تعارض الاحتلال السوفييتي.

الجهاد الأفغاني

بقايا شاحنة سوفييتية في قندهار، أفغانستان، 2002

بحلول أواسط الثمانيات، كبدت حركة المقاومة الأفغانية المدعومة من قبل كل من الولايات الأمريكية المتحدة، المملكة المتحدة، الصين، السعودية، باكستان ودول أخرى موسكو خسائر عسكرية كبيرة وعلاقات دولية متوترة. وكان المحاربون غير النظاميون الأفغان يتم تسليحهم وتمويلهم وتدريبدهم بشكل رئيسي من قبل الولايات الأمريكية المتحدة والسعودية وباكستان.

وقد كان يتم إرسال سعوديون وخليجيون باستمرار إلى أفغانستان ليشاركون المقاومة كمجاهدين وكان ذلك يتم برضى أمريكي تام.

ومن الجدير بالاهتمام كان التبرع بنظام الصواريخ الأمريكية المضادة للطائرات ستينغر (FIM-92)، الذي رفع حجم الخسائر في القوات الجوية السوفييتية. كما أصبح بإمكان المقاتلين استهداف الطائرات المنطلقة من والتي تحط في القواعد الجوية.

مواضيع متعلقة

مراجع

  1. Maxime Rischard. "Al Qa'ida's American Connection". Global-Politics.co.uk. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2014.
  2. "Soviet or the USA the strongest" (باللغة لا). Translate.google.no. مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2019.
  3. "Afghanistan hits Soviet milestone – Army News". Armytimes.com15 فبراير 2012.
  4. "Russia asks Afghanistan for help with over 200 Soviet troops missing since war in 1980s". أسوشيتد برس. 15 أكتوبر 2012. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2015.
  5. David C. Isby (1986-06-15). "Russia's War in Afghanistan". Books.google.es.  . مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 2020.
  6. Antonio Giustozzi (2000). "War, politics and society in Afghanistan, 1978–1992". Hurst.  . مؤرشف من الأصل في 28 يناير 2020. A tentative estimate for total mujahideen losses in 1980-02 may be in the 150–180,000 range, with maybe half of them killed.
  7. Markovskiy، Victor (1997). "Жаркое небо Афганистана: Часть IX" [Hot Sky of Afghanistan: Part IX]. Авиация и время [Aviation and Time] (بالروسية) ص.28
  8. Soviet Air-to-Air Victories of the Cold War - تصفح: نسخة محفوظة 23 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. Noor Ahmad Khalidi، "Afghanistan: Demographic Consequences of War: 1978-87," Central Asian Survey, vol. 10, no. 3, pp. 101–126, 1991. نسخة محفوظة 06 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. Marek Sliwinski, "Afghanistan: The Decimation of a People," Orbis (Winter, 1989), p.39.
  11. Hilali, A. (2005). US–Pakistan relationship: Soviet Intervention in Afghanistan. Burlington, VT: Ashgate Publishing Co. (p.198)

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :