الرئيسيةعريقبحث

الحرب الفرنسية والهندية


☰ جدول المحتويات


الحرب الفرنسية والهندية هو الاسم الأمريكي الذي يطلق على المواجهة بين الفرنسيين والبريطانيين من أجل السيطرة على أمريكا الشمالية. بدأ القتال في 1754، قبل عامين من اندلاع حرب السنوات السبع في أوروبا. في الولايات المتحدة الأمريكية، كثيرا ما يستخدم مصطلح الحرب الفرنسية الهندية، والتي تعني "الحرب ضد الفرنسيين والهنود" (الهنود تستخدم هنا بمعنى الهنود الأمريكيين الذين عاشوا في كندا الحالية). هذه الحرب بدأت عام 1754، خلال اشتباكات في نهر أوهايو، مختلف المعارك في هذه الحرب كانت بين الفرنسيين، ميليشيات من فرنسا الجديدة وحلفائهم من الهنود الأمريكيين من جهة، والبريطانيين، حلفاؤهم الأمريكيين من الثلاثة عشر مستعمرة وحلفاؤهم أيضا من ميليشيات الهنود الأمريكيين الإيروكوا من جهة أخرى. الحصار الأكثر إثارة هو حصار كيبيك 1759 . احتلال مونتريال سنة 1760 وضع حدا للحرب في أمريكا. وتم توزيع الأراضي الفرنسية على البريطانيين عام 1763 بموجب معاهدة باريس ماعدا جزر سان بيار وميكلون القريبة من جزيرة نيوفنلند[1].

جميع الأقاليم كانت تحت السيطرة الفرنسية في الفترة من 1534 إلى 1763

الموقع الجغرافي

في ذلك الوقت، كانت تمتلك فرنسا الغالبية العظمى من المنطقة المستكشفة من القارة الجديدة (1745)، أكثر من نصف أمريكا الشمالية. وكانت تضم جزء من كيبيك الحالية (نذكر هنا أن منطقة خليج هدسون لم يكن تحت السيطرة الفرنسية)،و جزء كبير من شرق كندا. كانت حدودها، في الشمال حتى الحدود الشمالية لابرادور الحالية، وتشكل قطع مكافئ يمر تحت خليج جيمس لتذهب تُحيط ببحيرة مانيتوبا وبحيرة وينيبيغ،مركز مانيتوبا الحالية وصولا إلى خليج المكسيك، وتتبع نحو الغرب نهر المسيسيبي. فقط مائة كيلومتر على ساحل المحيط الأطلسي لم تكن فرنسية لأنها تتوافق مع أراضي المستعمرات الإنجليزية 13 الأولى في أمريكا (التي تحمل اسم من الشمال إلى الجنوب): نيو هامبشاير، ماساتشوستس ونيويورك ورود آيلاند وكونيتيكت ، نيو جيرسي وبنسلفانيا وفيرجينيا وديلاوير وميريلاند ونورث كارولينا وساوث كارولينا وجورجيا .
كانت جميع الأقاليم تحت السيطرة الفرنسية خلال الفترة ما بين 1534 و1763.

التحالف الفرنسي-الهنود الحمر

كان الفرنسيون متحالفين مع القبائل الهندية لأمريكا الشمالية كلها تقريبا . وكان الهنود الحمر قوة رئيسية في الدفاع عن فرنسا الجديدة. كما الميليشيا، كانت مؤثرة في حرب الكمين. على الرغم من أن كل قبيلة لديها الطقوس والتقاليد الأميركية الأصلية الخاصة بها، فإنه من الممكن ملاحظة تكتيكات الحرب والاستراتيجيات التي اعتمدها الهنود الحمر المشاركون في الصراع. فهم، أولا، لا يقتالون في مناطق مفتوحة، تكتيكات الكمين والتمويه هي من أكثر سمات هؤلاء الحلفاء.
في الواقع، فإن الهجوم المفاجئ هو أقوى سمة خاصة بهم. فهم يخطفون الجنود الأوروبيين المدربين على الفيلق في فترة قصيرة، ويُحدثون الكثير من الفوضى. أما الاستعدادات للحرب، على الرغم من بعض الاختلافات من قبيلة إلى أخرى، نلاحظ هناك بعض العناصر المشتركة: مناقشات طويلة قبل المغادرة للحرب، مع تدخين الكالوميت والرقص. كانت الأحلام المنذرة أيضا تحضى بشعبية كبيرة في التنبؤ بنتائج حرب أو إذا كان يشكل خطرا على الفرد أو الأمة بأكملها[2]. وكانت الأسلحة المستخدمة من قبل الأمريكيين الأصليين عموما السكاكين والفؤوس والبنادق.[3]

ميليشيات فرنسا الجديدة

تتألف الميليشيا التي تشكلت في فرنسا الجديدة منذ 1669،من جميع الرجال القادرين على العمل الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما. الشيء المفضل عند الميليشيا هو حرب الكمين، أي الاختباء في الغابات. تم تجنيد رجال الميليشيات من المناطق الريفية والحضرية الذين ليس لديهم التدريب كجندي. في أوقات الحرب، وجدوا أنفسهم مجبرين على حمل السلاح[4]. دون زي العسكري، الميليشيا يتلقون من كل قرية جزء من المعدات. وكانت قوات الميليشيا تسلح نفسها وكان من المتوقع منهم أنهم يحملون إمدادات جيدة من مسحوق الرصاص والصمامات. أمين المخازن بقدم بندقية للذين لا يملكونها.[5]

تنتمي كل ميليشيا لحكومة إقليمية. في فرنسا الجديدة، كانوا ثلاثة في العدد، كيبيك، وتروا ريفيير ومونتريال. وتعتبر ميليشيا مونتريال الأكثر نشاطا والأكثر فعالية، يرجع ذلك إلى حقيقة أنها كانت تتألف من المسافرين الذين كانوا يتجارون الفراء. ونتيجة لذلك، كانت هذه الميليشيا متدربة بشكل رئيسي على حرب الكمائن في الغابة، مما أدى إلى تسمية رجالها "الذئاب البيضاء" من مناطق اخرى ومن الأميركيين الأصليين. في عام 1759، تمت تعبئة حوالي 5455 رجل ميليشيا بمونتريال، منهم 4200 ذهبوا إلى كيبيك أثناء محاصرتها.[6]

الميليشيات الأمريكية

لحماية المستوطنين الأميركيين في المستعمرات الثلاثة عشر من الهجمات والغارات الفرانية-الهندية، تم تشكيل وحدة خاصة، "رينجرز"، . وأصبحت هذه الوحدة سلاحا مهما في تكتيكات الولايات المتحدة، وتم إدماجها في الجيش النظامي البريطانية.
في الواقع، في 1755،أدرك لورد لودون أن حرب الكمائن التي يقوم بها الرينجرز، جنبا إلى جنب مع تكتيكات ووحدات من القوات البريطانية، يمكن أن نكون إضافة قوية للجيش. منذ ذلك الحين، أصبحت رينجرز تقاتل على جميع الجبهات.[7]

و بالموازاة مع رينجرز، يُأخذ في الحسبان من الأمريكيين في صفوف القوات البريطانية:المستعمرون الأوائل. المستعمرون الأوائل هم جنود من الأمريكيين المولد. تم تدريب هؤلاء الجنود نحو ثمانية أشهر في السنة من قبل السلطة التشريعية على صعيد الولايات وكانت تدفع أجورهم وتجهيزهم من قبل المستعمرة الأصلية. في ماساتشوستس، المستعمرة الأكثر كثافة من حيث عدد السكان، نجد أكبر عدد من المستعمرون الأوائل: كانوا حوالي 6800 في عام 1759. وفقا لسجلات قيد الحياة أثناء الصراع، لم يشاركوا بشكل مباشر في الأعمال الحربية بل استخدموا بدلا من ذلك لبناء وصيانة التحصينات، والبطاريات والمخيمات البريطانية.[8]

ترحيل الأكاديين

كتابة أمر الترحيل

ترحيل الأكاديين، أو الاضطراب الشديد، هو مصطلح يستخدم لوصف مصادرة واسعة النطاق وترحيل الأكاديين،شعب أمريكا الناطق بالفرنسية خلال الحيازة من قبل البريطانيين، وجزء من المستعمرات السابقة الفرنسية في أمريكا. ترحيل الأكاديين هو عملية تطهير عرقي واسعة، نظرا للتركيبة السكانية في ذلك الوقت. في 1754، اندلعت الأزمة مع اندلاع الحرب. الصراع بدأ مع الانتصارات الفرنسية في نهر أوهايو. وأصاب الذعر البريطانيين. فتحدث تشارلز لورنس إلى شيرلي وليام، محافظ ماساتشوستس عن إمكانية استبدال الأكاديين من قبل المستوطنين الأنجلو-أمريكيين. في يونيو، اجتمعوا مع مندوبو الأكاديين ودعوهم لأداء يمين الولاء غير المشروط لملك إنجلترا. رفض الأكاديين ذلك. في يونيو 1755، أمر لورانس إيقاف الرجال القادة الفرنسيين في مناطقهم، الموانئ، واعتقالهم واحتجازهم. تم تقسيم المبعدين إلى مجموعات، وتحميلها على سفن. على العموم تم ترحيل حوالي 10000 إلى 15000 من الأكاديين. فقط 20٪ من سكان الأكاديين تمكنوا من الفرار إلى كيبيك[9]

حصار كيبيك

في بداية الحصار، الحياة في مدينة كيبيك والمستعمرة بأكملها أصبحت صعبة للغاية. أُنهكَ الكيبيكيون بسبب الحرب التي استمرت لمدة خمس سنوات حتى الآن. وتوترت العلاقات بين مونت كالم وفودراي على نحو متزايد .و أصبح سكان كيبيك يعيشون في خوف وجوع وعدم اليقين بينما هم يرون مدينتهم دُمرت بسبب القصف الإنجليزي المتعدد، وتساءلوا لماذا السلطات الفرنسية لا تَرُد على الهجمات ولماذا تحافظ على الذخيرة. القصف المستمر، بالإضافة إلى تدمير جزء كبير من المدينة الشعب، أفزع الساكنة وخاصة الأطفال والنساء، الذين لم يبقَ لهم سوى الصلاة.[7]
خلال الحصار، أرسل وولف قوات على الضفتين الشمالية والجنوبية للنهر وأمرها أيضاً بحرق مزارع القمح والقرى بقدر بعيد عن مالبي وريفيير أويل. استغل الجنود البريطانيون تفوقهم العسكري لوضع اليد على النساء والأطفال والمواشي الذين لم يتمكنوا من الفرار في الوقت المناسب إلى الغابة. في بعض القرى مثل سانت فرانسوا دو لاك،بورت نوف (مدينة)، وسانت يواكيم، كيبيك، مورست أيضا مذابح وقطع الرؤوس من قبل القوات.[10]

معركة سهول أبراهام

خلال تحركات القوات، وبينما كانت تتموقع في ساحة المعركة، كانا هناك عدة مضايقات وهجمات من طرف الميليشيات وجنود القوات الفرنسية للبريطانيين. هذه المناوشات أدت إلى إصابات عديدة. وفي الوقت نفسه، قام لويس جوزيف دو مونتكالم بتحليل الوضع وخلُص إلى أنه لا ينبغي إعطاء العدو وقتا للتحصين. خلاف ذلك، سيكون من المستحيل طرده. ولذلك أمر في الساعة العاشرة صباحا بالهجوم العام. تم تقسيم القوات إلى ثلاثة خطوط، الأول يتكون من القوات النظامية، والثاني من أفواج ميليشيات المدمجة في الجيش، والثالث أيضا من الميليشيات. قرارلويس جوزيف دو مونتكالم بإدماج في كل خط من الجيش النظامي مجموعة من الميليشيات تبين أنه كارثة. هُزم الفيلق الأول على بعد خطوات من العدو، وجنود الخط الثاني بدأو بالإطلاق دون أمر[11].
عانى الجيشين من نفس العدد من الخسائر تقريبا: 658 من الجانب البريطاني و644 من الجانب الفرنسي. الجزء الأكبر من الخسائر الفرنسية كان أثناء المعركة، في حين أن البريطانيين كان معظم ضحاياهم على أيدي الميليشيات من الهنود الأمريكيين التي كانت تغطي تراجع الجنود النظاميين الفرنسيين. وفاة كل من الجنرال وولف والجنرال لويس جوزيف دو مونتكالم كانتا نفس الوقت تقريبا.
مع الأخذ في الاعتبار جميع الأحداث التي توالت مند الساعة العاشرة، وقوات المعركة، الفرنسية والبريطانية، وبداية إطلاق النار حوالي الساعة الواحدة وثلاثين دقيقة بين البريطانيين والفرنسيين، يمكن القول أن المعركة استمرت حوالي ساعتين. المؤرخ بيتر ماكليود، التي يعتبر جميع الأحداث العسكرية من يوم الهجوم على مخفر فيرجور في الساعة 4 صباحا حتى إطلاق المدفعية التي أجبرت القوات البريطانية للتراجع إلى سانت تشارلز في الساعة الثانية عشرة زوالا، يقول أن معركة سهول أبراهام استمرت حوالي ثماني ساعات[12].
في 15 سبتمبر، التقى 24 من الوجهاء بما في ذلك تجار كيبيك، وضباط الميليشيات والمسؤولين في مقر إقامة والتي دمرت جزئيا، فرانسوا دين، اللفتنانت العام لمحكمة كيبيك[13]. وقع الوجهاء التماسا للجنرال راميزي للتفاوض على استسلام كيبيك. قام فرانسوا دين بإيصال الالتماس بيده في نفس اليوم[14].

قصة الهنود الحمر

في تاريخ الهنود الحمر (الكنديون)، تقول أقصوصة أنه بعد معركة سهول أبراهام، وبينما كان يجري التوقيع على وثيقة الاستسلام، اقترح قادة حلفاء فرنسا على مونتكالم عدم الذهاب وترك المدينة للبريطانيين والانسحاب حيث أنه قد تم إرسال رسل من الهنود الحمر (الكنديون) إلى الغرب للحصول على التعزيزات وبالتالي الرد على هجمات قوات جيمس وولف والتي أيضا عانت كثيرا. لكنه مونتكالم رفض وقيل انه قد استسلم قبل. .

مقالات ذات صلة

وصلات خارجية

المراجع

  1. La guerre de la Conquête (1756-1760) - تصفح: نسخة محفوظة 14 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
  2. armee-francaise-canadiens-amerindiens - تصفح: نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. Québec, ville militaire (1608-2008), Montréal: Art Global, 2008, p. 140
  4. bataille.ccbn-nbc.gc.ca/fr/siege-de-quebec/forces-en-presence/armee-francaise-canadiens-amerindiens/la-milice - تصفح: نسخة محفوظة 30 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. Luc Lépine, 1997, Organisation militaire de la Nouvelle-France
  6. Chartrand, Québec 1759, p. 31
  7. Armée britanique, Américains et marine - تصفح: نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. Chartrand, Québec 1759, p. 60.
  9. Dictionnaire biographique du Canada' John Handfield, disponible en ligne - تصفح: نسخة محفوظة 02 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. Lionel-Groulx, Lendemains de conquête, ré-édition de 1977, page 22-23
  11. http://bataille.ccbn-nbc.gc.ca/fr/bataille-des-plaines-d-abraham/la-bataille.php - تصفح: نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. D. Peter Macleod, La vérité sur les plaines d'Abraham, Les éditions de l'Homme, 2008, p. 278
  13. D. Peter Macleod, La vérité sur les plaines d'Abraham, Les éditions de l'Homme, 2008, p. 306
  14. D. Peter Macleod, La vérité sur les plaines d'Abraham, Les éditions de l'Homme, 2008, p. 308

موسوعات ذات صلة :