الرشيد بن علي الشريف سلطان مغربي والمؤسس الفعلي لدولة العلويين. اتخذ مدينة الرباط قاعدة لمواجهة الإمارات الثلاث القوية التي كانت تتقاسم البلاد، فانطلق من الرباط متوجها ضد الدلائيين وانتصر عليهم في 8 محرم 1079 هـ وضد الشبانات في مراكش في العام نفسه؛ وبدخوله إلى إيليغ في 15 صفر 1081 هـ، أعلنت بلاد سوس طاعتها، وبذلك أعاد المولى الرشيد إلى المغرب وحدته الداخلية بعد حروب استمرت سبعة أعوام وهي المدة التي قضاها في الحكم، عرفت البلاد خلالها ازدهارا بعد فترة طويلة من التفرق والحروب الأهلية. واهتم الرشيد بالجانب الثقافي والعلمي.[1]
سلطان المغرب من العلويين | ||
---|---|---|
| ||
سلطان المغرب من العلويين | ||
الفترة | 1672-1666 | |
معلومات شخصية | ||
الميلاد | 1631 تافيلالت |
|
الوفاة | 1672 مراكش |
|
سبب الوفاة | السقوط عن الحصان | |
مكان الدفن | مراكش | |
مواطنة | المغرب | |
الأب | الشريف بن علي | |
أخوة وأخوات | ||
عائلة | الأسرة العلوية | |
معلومات أخرى | ||
المهنة | سياسي |
مسيرته
خلف المولى مولاي الشريف بعد وفاته العديد من الأولاد، أكبرهم محمد الأول، وهو آنذاك حاكم سجلماسة، الذي كان عنيفا وقاسيًا مع باقي إخوته، خصوصًا مع الرشيد، الذي اعتقله في سجلماسة. وفي شهر رمضان، تمكن الرشيد من الفرار من السجن رفقة عبد الواحد لمراني، فتوجه إلى تدغة، ثم إلى دمنات للاختباء في مقر الزاوية الدلائية، إلا أن الدلائيين طردوه، بعدما سمعوا بأن خراب زاويتهم يكون على يديه، ففر ناحية فاس ثم إلى تازة حيث كان يقيم يهودي يدعى ابن مشعل، كانت له ثروة وسلطة بالمنطقة، فأغار عليه واستولى على أمواله وقتله، فدعا أعراب المنطقة إلى اتباعه ونزل مدينة وجدة. ولما علم أخوه محمد الأول بذلك، تخوف من زحفه عليه، فقرر مقاتلته، وجمع جيشه وجاء إلى ناحية أنكاد قرب وجدة حيث وقعت مواجهة بين الطرفين، فقتل محمد.[2]
بداية حكمه
فما أن تولى الحكم حتى بدأ في مشروعه الإصلاحي، حيث ركز في البداية على تدعيم أركان سلطته بتوحيد المغرب الأقصى. وهكذا فتح سجلماسة ودخلها سنة 1079 هـ، وأعاد تنظيمها إداريا وعسكريا. ثم فتح فاس سنة 1076 هـ حيث تمت مبايعته، فأكرم العلماء والطلبة الذين أعجبوا بشخصيته العربية وتشبثه بالتقاليد الإسلامية. ثم قضى تباعا على الدلائيين والشبانيين والسملاليين. بسط سلطانه على المغرب الأقصى كله من الساحل الشمالي على سوس. وقد حرص على القضاء على القوة العسكرية السوسية. ومن فاس خرج المولى رشيد لزيارة الشيخ أبي يعزى، ثم قصد سلا، واستطاع أن يخمد كل حركة قامت ضده في سوس و مراكش و تافيلالت و فاس. وهكذا في وقت قياسي، لا يتجاوز سبع سنوات، وحد البلاد، بعد التمزق الذي عانت منه البلاد في أزيد من ستين سنة، على يد الزعامات الطائفية المتناحرة. كما حارب مختلف الزوايا وشيوخ الطرق الصوفية الذين كان لهم موقف عدائي تجاه قيام الدولة العلوية.
مواجهة المحتل
بعدما استتب له الأمر، ووحد أطراف البلاد، ركز مجهوداته على استكمال الوحدة الترابية وتحرير الأجزاء التي كانت في يد المحتل، فحرر طنجة التي كانت في يد الأنجليز سنة 1082 هـ، بعد أن حصن الرباط وسلا بقلعتين عظيمتين حيث قضى على الوجود الإنجليزي بالشمال، كما عمل على تنشيط الجهاد البحري.
وفاته
لكنه توفي في عز شبابه، إذ جمح به فرسه، فارتطم رأسه بشجرة فتهشم، وقال، حسب بعض الروايات، وهو يحتضر: "سبحانك يا من لا يزال ملكه، عبد الرشيد زال ملكه". ومات لحينه بمراكش سنة 1082 هـ / 1672م ودفن بها، ثم نقل جثمانه إلى ضريح سيدي علي بن حرازم بفاس، حسب وصيته.
انتعاش اقتصادي
رغم حذره من الدول الأجنبية فقد شرع في العمل على مد جسور التعاون التجاري معها. وعرف المغرب على أيامه تطور اقتصادي مهم. وضرب العملة الرشيدية سنة 1081 هـ كما اهتم بالعمران، فبنى قنطرة وادي سبو سنة 1080 هـ. وازدهرت الأحوال الاقتصادية، وأصبح هذا السلطان يقرض تجار فاس وانخفضت الأسعار، وتم تجديد قنطرة الرصيف في فاس، كما اهتم بالتجهيز العسكري.
النشاط الثقافي
كان الرشيد يحضر بعض المجالس العلمية كما هو الشأن بالنسبة لحضوره لبعضها في جامع القرويين. وشجع العلماء من اجل التأليف. تمكن المولى الرشيد من القضاء على الدلائيين، دمر موقع الشبانات بمراكش ونظف منطقتي تافيلالت والغرب من كل المنافسين. وقبل ذهابه في حملات لمواجهة الشاوية وأيت عياش، قام بتعيين قاض جديد بفاس هو محمد المجاسي كما عين مشرفا جديدا على جامع القرويين وهو محمد البوعناني في دجنبر 1668م.
في هذه الفترة بدأ الحسن اليوسي يلقي دروسا بجامع القرويين، وكانت هذه الدروس تثير اهتمام وانتباه الكثيرين. وقد اعتاد السلطان المولى الرشيد على حضور هذه الدروس بدوره.[3]
وفي نفس الإطار تم تشييد مجموعة من المعالم كمدرسة راس الشراطين بفاس، وخزانة علمية بالجامع الاعظم بفاس الجديد، وسنت في فترة حكمه نزهة سنوية للطلبة بعد كبح جماح اليهودي ابن مشعل في حصن بجبال بني يزناسن بمساعدة 500 طالب.
كما بنى كنيس ابن دنان سنة 1666 بعد أن استقدم جزءاً كبيرا من الطائفة اليهودية من زاوية إيت إسحاق لإحياء النشاط الاقتصادي في مدينة فاس.
قبله: محمد الأول |
سلطان المغرب 1672 - 1727 |
بعده: مولاي إسماعيل |
مراجع
- (رباط الفتح) إحدى العواصم التاريخية للمملكة المغربية الدكتور عبد الكريم كريم، الرباط نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- صراعات عائلة حكمت المغرب لمدة أربعة قرون المغرس/المساء، تاريخ الولوج 17 سبتمبر 2011 نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- العلامة الحسن اليوسي (1) بقلم: رشيد نجيب الجماعة، تاريخ الولوج 11 مارس 2012 نسخة محفوظة 21 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.