الرئيسيةعريقبحث

الرقابة على الإنترنت في سوريا

موضوع الرقابة على الإنترنت في دولة سوريا

☰ جدول المحتويات


يُقصد بموضوع الرقابة على الإنترنت في سوريا فرض رقابة صارمة وشديدة على محتوى الإنترنت داخل التراب الوطني السوري. حظرت دولة سوريا مجموعة من المواقع لأسباب سياسية كما منعت المواطنين من الوصول إليها. تقوم الحكومة كذلك بتصفية المحتوى وحجب الغير مرغوب فيه كما تعمل على تطوير أدوات تستطيع من خلالها التحكم فيما يجب مروره وفيما يحب منعه حتى لو كانت خوادم إحدى المواقع خارج البلد.[1]

تم قطع الاتصال بشبكة الإنترنت بين سوريا والعالم الخارجي في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2011 أي في بداية فترة ا الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار الأسد كما تم قطع الاتصال مرة أخرى بحلول أوائل أيار/مايو 2013.[2] تم قطع الإنترنت في مناطق متفرقة من سوريا أكثر من عشر مرات في عام 2013 وحده ثم عاودت الحكومة نفس الفعلة في آذار/مارس 2014.[3][4]

نظرة عامة

أضافت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية دولة سوريا في قائمة "الدول الأعداء للإنترنت" منذ عام 2006.[5] في عام 2009 صنّفت لجنة حماية الصحفيين دولة سوريا في المركز الثالث ضمن قائمة أسوأ عشرة بلدان يُمكن أن تكون فيها مدوناً وذلك نظرا للاعتقالات والمضايقات والقيود التي يواجهها الكتاب وصاحبي الرأي على الإنترنت داخل التراب الوطني السوري.[6] ثم عادت نفس اللجنة في مايو من عام 2012 لتضع سوريا في المركز الثالث أيضا ضمن قائمة أكثر البلدان رقابة على النت في العالم.[7]

بالإضافة إلى تصفية مجموعة واسعة من المحتوى على شبكة الإنترنت؛ تُراقب الحكومة السورية استخدام الإنترنت بشكل وثيق جدا حيث اعتقلت الكثير من المواطنين والمدونين بسبب "التعبير عن آرائهم أو نشر معلومات عادية على الانترنت." إن قوانين الدولة السورية -وقوانين معظم الدول العربية- في هذا المجال هي قوانين فضفاضة جدا وغاضمة الصياغة مما دفع بالعديد من مستخدمي الإنترنت إلى دعوة الحكومة من أجل تغيير سياساتها ونهج سياسات مغايرة تُساهم في تعزيز فكرة الرقابة الذاتية بدل اللجوء إلى الاعتقال والاغتيال في كل مرة.[8]

التاريخ

عقد الـ 2000

في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 منعت الحكومة السورية مواطنيها من الوصول إلى موقع فيسبوك موضحة أن الموقع يُروج لأحبار مفادها ضرورة الهجوم على السلطات. بالرغم من ذلك؛ كان السوريون قادرون على الوصول إلى الموقع -شأنه شأن باقي المواقع- وذلك من خلال استخدام البروكسيات المفتوحة أو غيرها من تقنيات التحايل.[9][10]

في الفترة من 30 نيسان/أبريل 2008 إلى 23 تشرين الأول/أكتوبر 2013، كانت ويكيبيديا العربية محظورة من قِبل السلطات.[11][12]

عقد الـ 2010

في شباط/فبراير 2011 توقفت سوريا لبرهة من الزمن عن تصفية المحتوى في مجموعة من المواقع الشهيرة مثل يوتيوب، فيسبوك وتويتر.[13][14]

في بداية الحرب الأهلية السورية وبالتحديد يوم 3 حزيران/يونيو 2011 قطعت الحكومة السورية الاتصال بشبكة الإنترنت، وعلى الرغم من تجديده بشكل كامل في اليوم التالي إلا أن خدمات الـ 3 جي والوايفاي كانت لا تزال لا تعمل أو تعمل بشكل بطيئ للغاية. خلال تلك الفترة اتفق السوريون عبر مواقع التوصل على الخروج نحو الشوارع من أجل التظاهر والمطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد. سُمي ذلك اليوم "بجمعة الأطفال" وقد دعا له معظم الناشطون من أجل تكريم الأطفال الذين سقطوا خلال مرحلة الانتفاضة.[15]

في 26 تموز/يوليو 2011 تم حظر الوصول إلى موقع the-syrian.com وهو موقع مخصص يهدف إلى منح حرية التعبير للجميع سواء كانوا ضد أو مع النظام، [16][17] تمّ حظر القسم العربي العربي من الموقع حتى لا يطلع الجمهور السوري على محتواه فيما تُرك قسم اللغة الإنجليزية.[18][19]

في حزيران/يونيو 2012 ذكرت مؤسسة الجبهة الإلكترونية أن الحكومة السورية شنّت هجمات متزايدة على مواقع التواصل كما أكدت على أن النظام حاول زرع ملفات حصان طروادة بوصفه ملف pif عبر سكايب ليستهدف به النشطاء السوريين. جدير بالذكر هنا أن المُهاجم قادر من خلال البرمجيات الخبيثة على تنفيذ تعليمات برمجية عشوائية في جهاز الكمبيوتر المصاب، وتشير الأدلة إلى أن هذه الحملة يتم تنفيذها وتمويلها من قِبل قوات حكومية سورية كما حدث من قبل. تعتد الحكومة أيضا على زرع حصان طروادة داخل حواسيب المعارضين كما تعمل على تثبيت برامج التجسس فضلا عن العديد من هجمات التصيد التي تسرق اعتماد تسجيل الدخول في كل من يوتيوب وفيسبوك.[20][21][22]

انقطعت خدمة النت يوم 19 تموز/يوليو 2012 عن كامل سوريا لمدة 40 دقيقة كاملة؛ في حين لم تُقدم الدولة أو الشركات المسؤولة عن هذا "العطب" أي تفسير.[11] في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012؛ تم قطع الاتصال بالنت مجددا عن كامل سوريا،[14] ثم عاد في حوالي الساعة 12:00 إلى 13:00 ت ع م+02:00 (بالتوقيت المحلي).[23] جدير بالذكر هنا أن هذا القطع والحظر قد تزامن مع تكثيف نشاط الثوار داخل سوريا.[24] في عام 2014؛ زعم إدوارد سنودن أن وكالة الأمن القومي هي المسؤولة عمّا حدث وذلك لمساعدة النظام السوري بقيادة بشار في مواجهة الثوار.[25] تم قطع الاتصال بالإنترنت لمدة تسعة عشر ساعات بين 7 و8 أيار/مايو 2013، كما تم حظر خدمات النت على الهاتف المحمول ولا أحد حتى الآن اعترف بالمسؤولية عما حدث. يُلقي النظام السوري باللوم على من يصفهم بالإرهابيين الإلكترونيين دون أن يُقدم مزيدا من التفسيرات والتوضيحات. مسلسل التعتيم السوري على خدمة النت لم يتوقف حد الحظر بل امتد إلى قضية قطع التيار الكهربائي عن الرواتر بدعوى وقوع هجمات إلكترونية على المواقع الحكومية.[26][27]

الجيش السوري الإلكتروني

الجيش السوري الإلكتروني هي مجموعة من الجنود وقراصنة الكمبيوتر الموالية للحكومة والمنحازة بشكل كبير جدا للرئيس السوري بشار الأسد. عادة ما تعتمد في عملياتها على هجمات الحرمان من الخدمة كما تُحاول تشويه الصفحات الرئيسية لمواقع المُعارضين فضلا عن غير ذلك من الأساليب. غالبا ما تستهدف هذه الجماعة المواقع الغربية والمواقع التابعة للمنظمات الحقوقية والمعارضة. في حقيقة الأمر؛ يُعد الجيش السوري الإلكترون أول جيش في العالم العربي يعُلن عن تنفذيه لهجمات إلكترونية ضد المعارضين، [11] لكنه ينفي في أغلب الأوقات مسألة تمويله من النظام السوري نفسه.[28]

يدّعي هذا الجيش الافتراضي المسؤولية عن تشويه المئات من المواقع التي يرى أنها تنشر أخبار معادية للحكومة السورية، وتشمل هذه المواقع بي بي سي نيوز، أسوشيتد برس، الإذاعة الوطنية العامة، الجزيرة، فايننشال تايمز، صحيفة ديلي تلغراف،[29] أورينت نيوز، قناة العربية،[30] بالإضافة إلى مواقع المنظمات الحقوقية مثل هيومن رايتس ووتش.[31] يقوم الجيش الافتراضي أيضا بتنظيم حملات على مواقع التواصل وبخاصة فيسبوك لدعم الرئيس بشار ومحاولة إظهاره في مظهر البطل القومي الذي يُخلص سوريا من الإرهاب، كما يعتمد الجيش في تكتياكته على ما يُسمى بحملات الرسائل غير المرغوب فيها،[32] والتي سبق وأن شنها على صفحات مجموعة من الشخصيات بما في ذلك الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. يعتمد الجيش أيضا تكتيك الخداع من أجل الحصول على معلومات كافية بهدف تسوية الحسابات.[33][34][35]

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. "ONI Country Profile: Syria", OpenNet Initiative, August 2009 نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. "Syrian state media blames countrywide Internet outage on problem with fiber optics cable". واشنطن بوست. 8 May 2013. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 201909 مايو 2013.
  3. "Syria Hit by Widespread Internet Outage", Sharon Gaudin, Computer World, 21 March 2014. Retrieved 22 March 2014. نسخة محفوظة 24 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
  4. "Syria hit with a near nationwide Internet outage for seven plus hours", Andrea Peterson, Washington Post, 20 March 2014. Retrieved 22 March 2014. نسخة محفوظة 13 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  5. "Internet Enemies: Syria" - تصفح: نسخة محفوظة 2011-05-18 على موقع واي باك مشين., Reporters Without Borders, March 2011
  6. "10 Worst Countries to be a Blogger", Committee to Protect Journalists, 30 April 2009 نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. "10 Most Censored Countries", Committee to Protect Journalists, 2 May 2012 نسخة محفوظة 28 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  8. "Syrian jailed for internet usage". BBC News. BBC News. 21 June 2004. مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2019.
  9. Yacoub Oweis, Khaled (23 November 2007). "Syria blocks Facebook in Internet crackdown". Reuters. Reuters. مؤرشف من الأصل في 01 فبراير 200905 مارس 2008.
  10. "Syrian gov't blocks use of Facebook". جيروزاليم بوست. 24 November 2007. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 201208 مارس 2008.
  11. Noman, Helmi. "The Emergence of Open and Organized Pro-Government Cyber Attacks in the Middle East: The Case of the Syrian Electronic Army". Open Net Initiative. مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 201922 يوليو 2013.
  12. (بالعربية) Arabic Wikipedia Disappears From The Internet in Syria (English translation) نسخة محفوظة 25 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  13. "إلغاء الحجب عن موقع "فيسبوك" في سورية (Syrian government abolishes bans on "Facebook" and "YouTube")". D Press News. 8 February 2011. مؤرشف من الأصل في 20 فبراير 2019. (English translation)
  14. "Syrian Internet Is Off The Air". Renesys. مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 201315 ديسمبر 2012.
  15. "Syria Utilizes “Kill Switch” as Internet Freedom Debate Heats Up", Rosemary D'Amour, BroadbandBreakfast.com, 17 June 2011 نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. "About us" , The-Syrian, accessed 2 July 2012 نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  17. "Mr. President ... Why ..." , The-Syrian, 27 June 2011 نسخة محفوظة 14 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  18. كما هو عليه.Review of English.the-syrian.com on webstatsdomain.com
  19. "Censorship in Syria: Attempts to Access Web Pages", Interactive graphic, Wall Street Journal, 29 October 2011 نسخة محفوظة 23 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  20. "New Trojan Spread Over Skype as Cat and Mouse Game Between Syrian Activists and Pro-Syrian-Government Hackers Continues", Eva Galperin and Morgan Marquis-Boire, Electronic Frontier Foundation (EFF), 19 June 2012 نسخة محفوظة 02 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  21. " Fake YouTube Site Targets Syrian Activists With Malware", Eva Galperin and Morgan Marquis-Boire, Electronic Frontier Foundation (EFF), 15 March 2012 نسخة محفوظة 14 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  22. "How to Find and Protect Yourself Against the Pro-Syrian-Government Malware on Your Computer", Eva Galperin and Morgan Marquis-Boire, Electronic Frontier Foundation (EFF), 5 March 2012 نسخة محفوظة 03 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  23. "Syria's internet cutoff easy to spot". الغارديان. الغارديان. 2012-11-29. مؤرشف من الأصل في 30 نوفمبر 201230 نوفمبر 2012.
  24. Thomson, Iain (29 November 2012). "Syria cuts off internet and mobile communications". The Register. مؤرشف من الأصل في 15 مايو 201929 نوفمبر 2012.
  25. "Snowden: NSA accidentally caused Syria's internet blackout in 2012", Spencer Ackerman, The Guardian, 13 August 2014. Retrieved 13 August 2014. نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  26. "Syria internet outage over, state news agency says, Cellphone and phone services had also been down in many areas", CBC News (Associated Press), 8 May 2013 نسخة محفوظة 08 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
  27. "Syrian internet back after 19-hour blackout", BBC News, 8 May 2013 نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  28. Perlroth, Nicole (17 May 2013). "Hunting for Syrian Hackers' Chain of Command". New York Times. مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 201822 يوليو 2013.
  29. Love, Dylan (22 May 2013). "10 Reasons to Worry About the Syrian Electronic Army". Business Insider. مؤرشف من الأصل في 03 فبراير 201922 يوليو 2013.
  30. "Syrian Electronic Army: Disruptive Attacks and Hyped Targets", OpenNet Initiative, 25 June 2011 نسخة محفوظة 20 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  31. "NPR.org Hacked; 'Syrian Electronic Army' Takes Responsibility". 2013-04-16. مؤرشف من الأصل في 05 مايو 201516 أبريل 2013.
  32. Mohammed Abbas (June 21, 2012). "Syria activists using U.S. tech to beat curbs". Reuters. مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 201521 يونيو 2012.
  33. Sarah Fowler "Who is the Syrian Electronic Army?", BBC News, 25 April 2013 نسخة محفوظة 02 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  34. Alex Spillus "Who is the Syrian Electronic Army?", telegraph.co.uk, 24 April 2013 نسخة محفوظة 12 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  35. "How the Syrian Electronic Army Hacked The Onion", Tech Team, The Onion, 8 May 2013 نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :