لكل مجتمع ثقافته الخاصة من عادات وتقليد يتعارف الناس عليها ويتمسكون بها ولا يستطيع أحد ان يخرج عنها والإ تعرض لسخرية لشذوذة. ومجتمع بارق كانت تسيطر عليه هذه العادات والتقاليد حتى وقتنا الحاضر إلا ان العادات أصبحت غير ملزمة وبدأت تتلاشى بل اندثرت اغلب هذه العادات وإليكم بعض هذ العادات التي كانت سائدة في بارق.
المرأة
كانت المرأة لا تحْتجِبُ في بارق أي لا تُغّطيِ وجها وربما لا تضع قماشاً على رأسها، وإنما لباس الحشمة هو الشائع بين النساء جميعاُ وهن يعملن مع الرجال في المزارع وبخاصة وقت الحصاد وجنيُّ المحصول، وقد تصل إلى إلى مشاركة الرجال في أعمالهم حتى في التجارة والقتال احياناً فكان يتميزون بالشجاعة، وتعمل المرأة مع الرجل في شؤونه كلها إضافة إلى عملها الخاص الموكلة به وهو تدبير المنزل، وفي جلب الماء وإحضار الحطب، وقلّما تعمل المرأة في الخياطة إذ أنّ هذه المهنة من اختصاص الرجل. ومن الأسماء الشائعة في بارق زهراء، صالحه، شريفه، كاذية، معدية، كامله.
الأدوات التي تستخدمها النساء للزينة
- الحوكة: ويلف بها الجزء السفلي من المراه وكانت لها عدة أنواع.
- الطاقة: لونها اسود وتلف حول الجسم المراه بحيث تغني عن الحوكة والسدرية.
- النواصف: ولونها اسود وتزين بعضها بلون احمر وفضي وتضعها المراه على رأسها.
- المراري: عبارة عن قلادة من الفضة المزخرفة.
- المحزم: ويصنع من الفضة ويوضع حول الخصر وأثناء السير يسمع له جلجلة.
- الثوب: عبارة عن قماش يخاط على الجسم ويلبس في المنزل والمرعى.
- الحجول:تصنع من الفضة وتوضع عند الكعبين وتصدر صوت جلجة أثناء السير.
- القطوع: يصنع من الهردة والمسك والهيل والعنبر والظفر وتطحن معنا يزين به مفرق الرأس.
- الزردة:تصنع من بعض التوابل ومنها (القرنفل) ويسمى محليا (الزر) ويضاف عليه الماء ويضاف على الرأس.
- معصب: يصنع من الفضة ويضع على الرأس.
- الخاتم والخرصان: ويصنعان من الفضة.
- الزمام: ويصنع من الفضة ويوضع في أحد فتحات الانف وهو أنواع واشهرها (أبو ركبة)، (المدور) و(النجم).
- العكرة:وتضعها النساء في موخرة الرأس وتتكون من النباتات العطرية كالفل، البرك، الكاذي، الشذاب، والورود.
- الحناء: ويوضع على اليدين بشكل كامل أو في وسط اليد وعلى الارجل.
- زقر: تصنع من الفضة وتوضع في الرجل.
- الشلي (الوشم): ويجرج جرح وسط الجمجمة أو وسط الذقن ثم يملى بالكحل أو الرماد.
الرجال
الأدوات التي يستخدمها الرجال للزينة
- الإزار (الحوكة): وهو عدة أنواع وأشهرها (المبرم).
- الصديريّة: وتشبة القمصان الإفرنجية حالياً وبعضها ملون ومخطط.
- اللحاف: وبعضها يسمى (الدريهمي، والمقصب) ويستخدم كغطاء أثناء النوم من البرد، وطريقة لبسة يتم لفه حول الخصر.
- الحذاء الطرنبيل: يصنع هذا الحذاء من المطاط الأسود.
- الطلالة: وهي عبارة عن أعشاب عطرية ذات رائحة جميلة تضع على الرأس.
- الجنبية: وتصنع من الحديد ويطلى نصلها الذي توضع فيه بالفضة.
- العْصابه: تصنع من مواد مختلفة مثل الجلد المزين ببعض المعادن المطلية، أو بالفضة، أو القش. وكان الغرض من العصابة تثبيت النباتات العطرية حول الرأس للزينة، مثل الريحان والبرك والكادي، وهي نباتات استخدمها الرجل في بارق لتزيين رأسه، الذي كان حاسراً في معظم الأوقات.
عادة الختان
الختان ويسمى (تطهير)، وكانت تقوم هذه العادة على أسس فالأولاد المراد ختنهم تقام لهم مراسيم وطقوس خاصة حيث تقام الحفلات والرقصات الشعبية قبل ختنهم كما يشاركون في هذه الرقصات وتقام الولائم عدة أيام قد تزيد عن شهر قبل الختان وفي يوم الختان يلبس الشخص الذي سوف يتم ختنه إزار لونه أحمر أو أخضر أو أصفر يسمى في بارق "الدكة" ثم يتجهون للمكان المراد فيه الختان وتتجمع فيه القبيلة وربما القبائل المجاورة لمشاهدة مراسيم الختان رجالاً ونساءً، ويكون الشباب المراد ختنهم في مكان بارز يشاهده جميع الناس وقد يقوم الشاب الذي سوف يتم ختانه بذكر اسمه، واسم أبيه وجده وقد يرتجل قصيدة بهذه المناسبة وعليه أن يتحلى بالصبر وأن لايهتز والإ اعتبرَ في عرف القبيلة بائراً وتعرض هو وأفراد أسرته وأقاربه إلى السخرية، وربما ترفض أن تتزوجه النساء وتجدهم قبل أن يقوم الخاتن بعملية الختان يشجع المختون من قبل أقاربه فيقولون (اليوم ولا غير اليوم)، وقد يكون عمر يفوق العشرين ولا يتم ختن إلا من يفوق البالغ، وبعد الختان إذا تم ثبوته وعدم خوفه فإن إفراد أسرته يفرحون وتعم الأفراح والإحتفالات. ويتم حمله إلى منزله حيث تتم معالجته ببعض الأدوية الشعبية. إلا أن هذه العادة قد اندثرت تماماً وأصبحت عملية الختان تتم في المستشفيات.
عادة الخرج
الخرج هم الشباب الذين تم ختنهم حديثاً، فبعد الانتهاء من الختان يخرج هولاء الشباب بغرض "التضييف" في منازل القبيلة والقبائل الأخرى. ويتجول هؤلاء الشباب من منزل إلى آخر حوالي الشهرين ويقدم كل صاحب منزل لهم الطعام والشراب مثل العصيد، السمن، البر، الدخن، والحنيذ، وكل صاحب منزل حسب استطاعته لكن يجب عليه الضيافة.
عادة إكرام الضيف
وهي من العادات التي كانت ولا زالت سائدة في بارق، واشتهر أهل بارق بالكرم الذي يصل إلى حد الإسراف لكثرة الذبائح التي نقدم للضيف، ومن أشهر الأطعمة المعروفة لديهم "الثريف" وهو دخن ولبن وسمن، وهناك أيضاً "الحنيذ". واذا حضر ضيوف كثر فإنه يتم توزيعهم على أهل القرية أو القبيلة وكل فرد يحرص بل يسابق على أن يعود إلى منزله بمجموعة من الضيوف ويقدم لهم الذبائح أو ما يجود به منزله من طعام سواء عصيد أو ثريف أو حنيذ.
الزواج
إن الأمر الشائع منذ مدة طويلة أن الجمال كثير في بارق، ولهذا كانت الأسواق تغص براغبي الزواج. وكان الشاب يتعرف على فتاته قبل عقد النكاح في إحدى المناسبات من زواج أو ختان أو في الأسواق، وبخاصة أن المرأة كانت لا تغطي وجهها. وينفق الرجل الكثير من المال في زواجه، وبخاصة في كسوة أهل خطيبته قبل أن تنتقل إلى داره والعار والويل للزوج الذي لم يفعل ذلك. والذين يكسوهم عادة إخوة وأخوات العروس وخالاتها وأعمامها وعماتها وقد يكون على العائلة الكبيرة إن كان الزوج غريباً أو غنياً. وللمرأة مطلق الحرية في اختيار الزوج فإذا ما تقدم لخطبتها أحد ولم يعجبها أبت وامتنعت بكل صراحة، ولا تقع أية محاولة من ذويها لحملها على القبول والاستجابة، وهن صريحات في قول لا أو نعم، وحتى لو حصل الرضا ثم لم تستطب معاشرته تترك بيت الزوجيه وتقول "شنيتة" أي كرهتهُ، ولا يحصل من الزوج دعوى نشوز، ويكون له إذ ذاك حق المطالبة بما دفع في صداقها، فإن رد إليه والإ جعل ذمة له، ويكون على حد تعبيرهم "'في رأسها كذه"، يسددونها من صداقها في زواجها الجديد إن كان.
الفنون الشعبية
تشتهر منطقة بارق بفنون شعبية كثيرة توارثها جيل بعد جيل وتطورت حتى أصبح هذا الفن يفوق العشرات. في الوقت الحاضر اندثر هذا الفن ولا يعرف عنها جيل اليوم الا مايسمعة من الأجداد والاباء عنها وبقي من هذه الفنون الشي القليل لا زال الناس يمارسونها في الحفلات الزواج والأعياد والمناسابات وهذه الفنون لكل منها اداة والحان واشعار واصوات ومناسبات خاصة بها.[1]
وتنقسم هذه الفنون في بارق إلى قسمين:
- القسم الأولى فنون جماعية:وهي التي يزاولها أكثر من العشرة اشخاص ولا تصلح يزاولها اقل من ذلك لانها تعتمد على كثرة العدد في الرقص وأداء الصوت ومن هذه الألعاب الجماعية:
- العرضة: تودى في الزواجات والمناسبات والأعياد وتؤدي على شكل صفين ويكون كل صف على شكل قاطرة ويرددون مايقول الشاعر أو المغني.
- الخطوة: وتعرف في بارق بابو خطوة وتؤدى في الزواجات وخصوصا في الليل والعصر ذلك بعد مايكون الحفل قد قارب على الانتهاء أي نهاية الحفل وتؤدى على شكل صفين متقاربين يرفع رجل ويخفض الأخرى.
- الربخة: تؤدى على شكل صفين نصف دائة وكل صف مقابل للاخر وتكون اكتافهم بجانب بعض وايديهم متشابكة ة في كل صف شاعر وكان النساء يرقصونها مع الرجال قديماً صف رجال والصف الآخر نساء.
- القسم الثاني الفنون الفردية: وتؤدى على شكل فردي واشهرها العزاوي وتعتمد على الحركة والصوت ومن الفنون الفردية الغناء وتعتمد على الكلمة الحلوة والصوت الجميل ومن هذه الألعاب:
- الدمة: كانت تمارس في الحفلات الخاصة والختان.
- الجيش: كانت تمارس في الحروب لتثير الحماسة.
- الزار: وهي حركات بالراس والجسد على الطبول.
- الزرف والردح: وهما رقص خاص للنساء فقط.
التعاون والتكافل الاجتماعي
كانت حياة الفرد في بارق شبه مستحيلة بدون عون جماعته أو قبيلته. ولذلك فقد كان الفرد ملتزماً بالقيام بجميع واجباته تجاه الجماعة، حرصاً على روح الجماعة، وطمعاً في مساعدتها، وخوفاً من عقابها. ومن مظاهر التعاون سابقاً: التعاون في مجال الزراعة، والتعاون في الزواج، كما أن أفراد القبيلة يخرجون مع الشخص إذا حدث عليه مشكلة عند قبيلة أخرى ويقدمون له المساعدة. ونستعرض فيما يلي نظام التعاون والتكافل الاجتماعي في بارق:
التعاون في مجال الزراعة
أن يتم مساعدة الشخص لآخر أثناء الحراثة بأن يستعير مثلاُ أدوات الحراثة مثل الأبقار، واللومة، والمضمد، والجرين وهو المكان الذي يتم استخراج الحبوب كما يتم مساعدته أثناء الحصاد.
التعاون في الزواج
"الرفدة" وهي معونة مالية تقدم للمتزوج لإعانته على تكاليف الزواج. ويتفاوت مقدارها من شخص إلى آخر، حسب مقدرته المالية ودرجة صلة القرابة مع المتزوج.
التعاون في مجال بناء المنازل (العانة)
فإذا كان الشخص يريد بناء منزل له ولأسرتة فيخرج أفراد القرية والقبيلة لمساعدتة بإحضار الحجارة لغرفة البناء، ثم بعد بناء المنزل تاتي مرحلة سقف المنزل فيتم احضار الأغصان والأخشاب من الجبال والأودية المجاورة، وبعدها يتم تغطية هذه الأخشاب بالطين ويسمى ذلك "بكبس البيت" وتسمى عادة التعاون في مجال البناء "العانة"، وبعد الانتهاء من بناء المنزل يقدم صاحب المنزل وجبه غذاء للعانة من العصيد، والسمن، والعس، ل واللحم مكافأه على مساعدتهم له، وهذه العادة قد أندثرت تقريباً.
الطعمة
الطعمة أو التذويقة: كانت قديماً جزء من المحصول يقدمه الجار إلى جاره من محصوله ليتسنى له تذوق الإنتاج. وكما في رمضان تتوسع الطعمة فيتبادلون الجيران ويتشاركون مع بعضهم البعض بتذوق ما يعد من مأكولات رمضانية طيبة وشهية، لتفتح أبواب الود والمحبة بين الأهالي وتؤسس لعلاقة وطيدة بين الجيران. وكان أيضاً كل بيت يعد "طعمة" ويرسلها إلى الجامع وأحياناً يتم الاتفاق بين النساء حيث كل مرآة تتكفل بيوم أو بصنف معين من الطعام ومازلت هذه العادة في بعض القرى.
الوداعة
كان من عادة الأهالي في الماضي أنه عند عزم أحدهم على السفر أو الذهاب إلى أحد الأسواق خارج بارق أن يخبر أهل القرية، فيعطونه نقوداً ليجلب لهم بعض السلع التي يحتاجون إليها. وبعد عودته يجتمعون لديه، يخبرهم بما حدث له أثناء رحلته وما علم به من أخبار، ثم يقدم لهم السلع التي طلبوها. وكانت هذه العادة تساهم في الحفاظ على وقت أهل القرية، إذ يكفي ذهاب بعضهم إلى السوق لجلب طلبات أهل القرية، بينما يبقى الأكثرية في مزاولة أعمالهم اليومية.
السمرة
كان من عادة الأهالي في الماضي الترويح عن أنفسهم فكانو يجتمعون بعد العشاء يومياً في بعض القرى رجالاً ونساء يتبادلون فيها الشعر والقصص ويرقصون على أهازيج الآلات الشعبية، وقد تمتد هذه السمرة إلى ما بعد 12 ليلاً، ومن أشهر الأماكن التي كان يجتمعون بها قرن المنيظر، و قرن مخلد، والأخدع، والبشامة وكل قرية في حيزها الصغير.
انظر أيضاً
المراجع
- الشارق في تاريخ وجغرافية بلاد بارق ص 199، نسخة محفوظة 11 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
المصادر
- الشارق في تاريخ وجغرافية بلاد بارق. الناشر:دار البلاد .[1]
- قبائل بارق المعاصرة من العصر الجاهلي للعصر الحديث. [2]
- المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية: بلاد بارق. تأليف د. عمر بن غرامة العمروي. دار النشر:دار عكاظ.[3]