المْحَلَّمِيّة أو بيت مْحَلَّم اسم ولفظة قديمة يُطلق على القبائل والعشائر العربية في الجهة الجنوبية من طور عبدين[1] والتي تمتد من حدود منطقة حصن كيفا غربًا إلى مدينة ماردين وإلى جزيرة ابن عمر شرقًا في الأقاليم السورية الشمالية (الواقعة ضمن تركيا حاليًا) بالقرب من الحدود التركية السورية.[2][3][4] كانت هذه المنطقة مسكونة بقبائل المحلمية قبل وصول القبائل التركية إليها من الأناضول كذلك للمنطقة تاريخ قديم. وكانت مسرحاً لكثير من حركات الخوارج التي كانت تتم ضد الخلافتين الأموية والعباسية. واليوم تقطنها غالبية من عشائر من قبيلة المحلّمية الكبيرة الانتشار كعشائر المخاشنية والراشدية ومسيحيين عرب من المحلمية إلى جانب عدد ضئيل من القوميات الأخرى كالسريان والأكراد.
بنو محلم
بنو محلم قبيلة عربية مساكنها الجزيرة الفراتية وهي كبيرة الانتشار في بلاد مابين النهرين. وتنسب إلى محلم بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهي بطن هام من بطون بني شيبان. كان لهم جبل الطور أحد كور ديار ربيعة، وفيهم البيت والعدد، وكانت لهم كثرة في صدر الإسلام شرقي دجلة في جهات الموصل. وأكثر أئمة الخوارج في ربيعة منهم، وسيدهم في الجاهلية مرة بن ذهل. وعن معنى الاسم يقال بأنه مشتق من قولهم: تحلَّمتْ يرابيعُ أرضِ بني فلانٍ، إذا سَمِنت، ومحلم هو أيضاً اسم لعين ماء في البحرين، كانت العرب تسمي أبناءها نسبة إليها وقال أعشى قيس:
ونحن غداة العسر يوم فطيمة | منعنا بني شيبان شرب مُحلّم |
.
ويوجد أيضا قسم من المنطقة التي تسكنها قبائل وعشائر المحلمية ينتمون إلى الاصل السرياني.
توجد أعداد كبيرة يتوزعون في جنوب شرق تركيا في محافظات ماردين وباتمان وسعرت وشرناخ وديار بكر واوروفا وفي شمال شرق سوريا في محافظة الحسكة وايضا يتوزعون في شمال العراق تحديدا في مدينة الموصل ويتوزعون أيضاً بأعداد كبيرة جدا في لبنان في العاصمة بيروت وطرابلس والجنوب.
قرى وبلدات المحلمية
أهمها القرى والبلدات في المحلمية: أستل، كفر حوار، عين كهف، حبس ناس، الزيارة، كفر علاب، الصوْر، الأحمدي، كندريب، زرنوقة، تفة، حلدح، دير انديب، دير زبينة، المنيزل، ابشة، خربة الحجي، نونب، شور أصبح، ايدو، اربل المخاشنية والراشدية، شورزبح، نونب. . أما في البلدات الكبيرة مثل استل والصور والأحمدي ومعسرتة فيعيش فيها اليوم بشكل خاص اعداد هائلة من قبائل المحلمية. عانت هذه المجموعات من سياسة التتريك التي اتبعتها الحكومات التركية المتعاقبة ضدهم من فرض الزي التركي إلى تغير أسماء الألقاب والقرى والبلدات.
هجرتهم إلى البلدان العربية
هاجرت أعداد كبيرة من سكان هذه المنطقة بسبب المجاعة التي أعقبت ثورة الشيخ سعيد النقشبندية في ديار بكر عام 1925م إلى الجزيرة السورية وهناك منحت حكومة الوحدة آنذاك جزء قليل منهم الهوية السورية. وعندما وقع الانفصال دفع هؤلاء ثمن هذه الهوية باهظا عندما لجأت حكومة الانفصال إلى التنكيل بهم وحرموا من الأراضي التي تم توزيعها على السوريين في ذلك الوقت مما دفع بأعداد كبيرة منهم إلى العودة من حيث اتوا بينما تابعت أعداد أخرى رحلة العذاب باتجاه لبنان وهناك لاقت ما لم يكن في الحسبان حيث اعتبرهم اللبنانيون أغرابا دخلاء وأساؤوا معاملتهم واضطهدوهم مما أجبر الكثيرين منهم على مغادرة هذا البلد باتجاه أوروبا والغرب. وما زال يعيش أعداد كبيرة من المحلميون في سوريا وخاصة منطقة الجزيرة السورية.في مدن القامشلي ووالحسكة و رأس العين والمالكية وعامودا والدرباسية واليعربية والجوادية وقبور البيض وتل حميس والقرى المحيطة بهذه المدن
مصادر ومراجع
- برصوم-تاريخ طور عبدين
- Fahd Al-Semmari (30 November 2009). A History of the Arabian Peninsula. I.B.Tauris. صفحات 29–. . مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2020.
- Organisierte Kriminalität: Schrecklich nette Familien; صحيفة شبيغل الإلكترونية (بالألمانية) نسخة محفوظة 21 مايو 2012 على موقع واي باك مشين.
- "A more colourful parliament". أغوس. 8 June 2015. مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 201803 نوفمبر 2015.