المشواش، كلمة مصرية اطلقت على إحدى القبائل الليبية القديمة التي سكنت في غرب مصر قبل الميلاد، ويختصر الاسم في كثير من الأحيان في المنحوتات المصرية القديمة بلفظ (مي).[1] ووفقا لمراجع مصرية فإن أوصولهم ترجع إلي احد القبائل الساحليه في ليبيا الحاليه ويطلق على المشواش مازيكس أو ماسيكس فهيرودوت يقول المازيكس يقولون بأنهم احفاد الطرواديون.
ملامحهم
من المشاهد المصورة على جدران معبد مدينة هابو يظهر المشواش بأهم الخصائص التي يميز بها الرسامون المصريون سكان ليبيا القدماء وهي اللحية المدببة، والأشرطة المتقاطعة على الصدر، والإزار والذيل والمعطف الطويل، وتزيين الرأس بالريش.
تاريخهم
منذ عصر الأسرة الثامنة عشرة وعلى وجه التحديد منذ عصر الملك تحتمس الثالث (1504-1450 ق.م) نقابل شعب المشواش كشعب يحضر الجزية أمام الفرعون، وقد ذكر اسمهم على جزء من آنية فخارية من قصر الملك امنحتب الثالث (1391-1353 ق.م)، حيث جاء في السطر الأول ما يدل على وصول أواني تحتوي على دهن طازج من أبقار المشواش، مما يدفعنا على الاعتقاد بأنه كانت هناك صلات اقتصادية بين مصر وشعب المشواش، وكذلك استخدام المشواش في جيش الملك رمسيس الثاني (1303-1213 ق.م) جنبا إلى جنب مع الشرادنة والقهق والنوبيين ، ولم يظهر المشواش العداء لحكام مصر إلا في عصر الملك مرنبتاح (1213-1203 ق.م).
وقد بدأ المشواش مع بداية الأسرة الثامنة عشرة المصرية يتجمعون حول حدود مصر الغربية طلبا للإقامة في دلتا وادي النيل، وارتادوا أطراف منطقة الدلتا بحشود عسكرية بحثا عن محل لإقامتهم، أو كما تعلن النقوش (( إننا سنقيم في مصر ، هكذا كانوا جميعا يقولون، ثم أخذوا يعبرون الحدود المصرية فوجا أثر فوج )).
ولذلك تم في عهد الملك رمسيس الثاني بناء خط دفاعي من الحصون امتد مسافة 341 كم بين راقورة وأم الرخم، وهو ما يشير إلى تهديدات جدية من الغرب، وهو ما اتضح جليا في عهد ابنه مرنبتاح الذين انتصر على القبائل الليبية ومنها المشواش التي أرادت غزو مصر، وقد كان المشواش على صلة وثيقة بشعوب البحر فأخذوا عنهم استعمال السيوف التي يتراوح طولها بين ثلاث وأربع أذرع – أي نصف طول حاملها تقريبا – وكانت تصنع عادة من البرونز أو النحاس . وقد دهش المصريون من نوعية هذه السيوف فحرصوا على جمعها في المعارك واعتبارها من أهم الأسلاب التي يحصلون عليها لدرجة أن مرنبتاح وضعها في مقدمة الأسلاب وعلى رأس قائمة الغنائم.
وفي عهد الملك سيتي الأول (1294-1279 ق.م) من الأسرة التاسعة عشرة نقش على معبد كرنك تفاصيل معركة حربية حدثت ضد القبائل الليبية، ويذكر النص الليبيين باسم: التحنو، وهذا الوصف من العبارات العامّة التي تصف الليبيين القدماء في اللغة المصريّة، ولم يذكر في هذا النص إن كان المشواش متورطين أم لا.
وثمة نص مدون من منتصف عصر الأسرة التاسعة عشر يذكر أن العمل كان يتوقف في جبانات دير المدينة بسبب القلاقل التي يتسبب فيها المشواش، ويبدو أنهم اشتركوا مع بقية القبائل الليبية في حرب ضد الملك رمسيس الثالث (1183-1152 ق.م) في العام الخامس من حكمه، كما أنهم كان لهم الدور الرئيسي ضده في حرب العام الحادي عشر من حكمه.
أما في عهد الأسرة العشرين وبالتحديد في عهد الملك رمسيس السادس (1145-1137 ق.م) فقد ورد في رسالة يرجع تاريخها إلى عهده ما يشير إلى تحركات عسكرية دائمة للمشواش، حيث ورد في السطر الثاني عشر منها: أن ( واوات، والواحات ضمت لمصر العليا وطرد المشاغبون ).
وهذه الأخبار تعزز القول أن المشواش كانوا منذ عصر الأسرة الثامنة عشرة في نزاع حربي متجدد مع الدولة المصرية للاستيطان في وادي النيل والدلتا، ولكن رغم فشلهم في الوصول إلى وادي النيل عن طريق الحرب إلا أنهم استطاعوا الاستقرار في الكثير من مناطق مصر سواء في حاميات الحدود أو بانضمامهم إلى الجيش كجنود).
وكان الجيش المصري ابتداءً من الأسرة العشرين يتكون من نسبة كبيرة من الليبيين، وقد كان ملوك مصر في ذلك الوقت يقدمون لهؤلاء الجنود هبات من الأرض كأجور لهم مما أدى إلى تكون جاليات عسكرية، وبرز منهم قيادات عسكرية ووصل بعضهم إلى مناصب هامة في البلاط الملكي وإلى مراكز القيادة في الجيش واستطاع أحدهم وهو شيشنق أن يتولى حكم مصر ويجمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية بسهولة تامة بمجرد وفاة آخر ملوك الأسرة الواحد والعشرين وأسس حكم الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان.
وتذكر لنا لوحة بعنخي في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد أسماء ستة أمراء من المشواش على الأقل، وتذكرهم جميعا كحكام على مدن مختلفة في الدلتا من بينها المقاطعة ( بوزوريس ) ، والمقاطعة ( منديس ).
مناطقهم
يرجح الباحثون أن المشواش سكنوا المناطق الشمالية من الصحراء الليبية وقد رأى بعض العلماء بأن المشواش هم أنفسهم المكسيس الذين أشار إليهم (هيرودوت) بأنهم يقيمون إلى الغرب من بحيرة تريتونيس.
المراجع
- "معلومات عن المشواش على موقع britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 14 سبتمبر 2015.
موسوعة تاريخنا. الكتاب الأول.