المعسول: عبارة عن موسوعة في تاريخ سوس وأُسرها ورجالاتها العلمية والأدبية من تأليف وجمع العلامة المؤرخ محمد بن علي بن أحمد رضا الله المختار السوسي الإلغي في منفاه بمسقط رأسه -إلغ- بسوس إقليم تزنيت جنوب المغرب. أشرف المؤلف المختار السوسي على طبعه طبعة أولَى في حياته -رحمه الله- سنة 1960م بالمغرب في عشرين جزءاً[1] الكتاب يجد فيه الباحث كل ما يريد معرفته عن سوس من جميع النواحي: التاريخية الاجتماعية والأدبية والثقافية والسياسية والتراثية وغيرها، وبه العديد من الآثار والوثائق الهامة، أدخل فيه الكثيرَ من المؤلفات مختصرة أحيانا أو كاملة أحيانا أخرى،[2]
المعسول في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم وأصدقائهم | |
---|---|
معلومات الكتاب | |
المؤلف | المؤرخ الفقيه محمد بن علي بن أحمد المختار السوسي |
البلد | المغرب |
اللغة | الامازيغية والعربية |
الناشر | مطبعة الجامعة بالدار البيضاء، 1381 هـ/ 1961 م |
تاريخ النشر | 1960 م |
النوع الأدبي | التاريخ والتراجم والأدب |
التقديم | |
عدد الأجزاء | 20 جزءاً |
هدف المؤلف من كتاب المعسول
يقول المؤلف في مقدمة كتابه (سوس العالمة) الذي هو بمثابة مقدمة لموسوعته المعسول -حسب تعبيره-[3] : (قُدِّر لبنِي هذه القرية -إلغ- ومُجاوريهم ولأساتذتهم ولتلاميذهم ولأصدقائهم كتاب (المعسول) الذي يصل الآن -وقد كاد يتم تَخريجه- عشرين جزءا، حُووِل فيه أن يكتب بإسهاب كل ما أمكن عن السوسيين بأدنى مناسبة، ثم ليس ذلك كله بالتاريخ المطلوب عن سوس، وإنَّما المقصود جَمعُ المواد لمن سيكتبون وينظمون غدا، وهذا هو الواجب الآن علينا. وأمّا أن ندعيَ أننا حقيقة نكتب التاريخ كما ينبغي، فإن ذلك إفك صراح، أولا ترى أن لك من عرف فاسا، وما أدراك ما فاس؟، واستحضر ما كتب حولَها من القرن الرابع إلى الآن كتابة ناقصة مُجحفة، وقد أدرك الدور العظيم الذي مثّلته فاس لا في المغرب ولا في شمال إفريقية وإزاء الأندلس فحسب، بل وفي العالم الإسلامي أجمع - يوقن أن تاريخها لَم يكتب بعد كما يَجب أن يُكتب - فكثيرا ما أقول: لو تصدى باحث أو باحثون لكتابة تاريخ فاس من نواحيها كلها؛ لفتحوا صفحة عربية ذهبية وهاجة طافحة، وربما تنسي كل ما كتب عن بغداد ودمشق والقاهرة)...[4]
تقسيم كتاب المعسول وترتيبه
يقول مؤلفه المختار السوسي في كتابه (سوس العالمة) -يعدّد مراجع التاريخ السوسي-: «المعسول في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم وأصدقائهم»: كتاب كبير منظم، قسمته على خَمسة أقسام، تتبعت فيه علماء أهلنا الإلغيين ورؤسائهم أولا، وكذلك من ساكنهم في بسيط إلغ ثانيا، ثُم ذكرتُ جَميع أساتذتهم في القرآن وفي العلوم وفي التصوف ثالثا، ثُم تلامذتهم كذلك في العلوم والتصوف رابعا، ثُم من عاصرهم من علماء سوس، مِمن لَهم بِهم اتّصال وصداقة خامسا، وقد حاولت أن أتوسع في التراجم
بِحسب الإمكان، ومتى ذكرت عالِما له أسرة علمية أو أسرة رئيسة؛ ألتزم أن أذكر كل علماء أسرته، أو رؤساء أسرته في صعيد واحد بتراجم مسهبة بسَوْقِ كل الأدبيات والأخبار، وذكر الأحداث، حتى لا أترك إلا ما لا أعرف، وبذلك طال الكتاب حتى عاد موسوعةً سوسية، وقد كنت قدّرته بنحو عشرة أجزاء، ولكن لَما صرت أُخرجه الآن وأحرره، وأزِيدُ ما وقفت عليه من جديد، بلغ الكتاب، -وقد ازداد سعة إلى سعة- عشرين جزءا، وقد خرّجناه كله الآن إلا قليلا، ونَحن جادّون في إتْمامه، وقد أديت فيه بعض الواجب للتراجم السوس
ية كما أحب بإسهاب، فقد أتى فيه كثير من أخبار من تقدم على عكس ما ألفه المؤلفون السوسيون الذين تعودوا إيراد التراجم في كتبهم موجَزةً إيجازا مُخِلاًّ، لا يُسمن ولا يُغني من جوع، فالله يوفقنا على تَخريجه كما نُحب).[5]
أهميّة كتاب المعسول
المعسول يعدّ من المراجع الهامة عند السوسيين في موضوع تراجم الأعلام السوسية والتعريف برجالات العلم والثقافة والتصوف في سوس وأحوازها، كما يعتمد عليه غالبية الباحثين في مجال التأريخ السوسي في إنجاز بحوثهم وأطروحاتهم.
فكرة تأليف المعسول
يعد المؤلف المؤرخ المختار السوسي سبب تأليف كتاب المعسول ويُرجع فكرة جمعه إلى أنه كان مرة في زيارة للزاوية الدلائية بأيت إسحاق في سفح الأطلس الكبير، فراح يبحث وينقّب: هل يجد هناك أثرا من آثار أولئك العلماء الأدباء العظام؟ لكنه لم يقع على أيّ أثرٍ، فما كان من المؤلف إلا أن أغمض عينيه برهة من الزمن فصار يستحضر كل ما كان قرأه من الكتب التي تحدثت عن الزاوية، وعن أعمال رجالاتها، فإذ ذاك أدرك مؤلفنا أن الخلود لأمثال هؤلاء لا يكون إلا بالتسجيل بالأقلام، فاختمرت هذه الفكرةُ في نفسه عن ناحية سوس الذي يعرف فيها من أمثال الزاوية الدلائية عشراتٍ فعشراتٍ كأدوز وتيمكيدشت وأكشتيم وطاطة وتاتلت والمعدر
وتادرارت وأسرير وتاكوشت وتيفيراسين وأغبالوماسةوتمنارت وأقا وتازموت وأكرار وتاغاتين والمحجوب وأمثالهاـ فمنها ماندثر قبلنا، ومنها ما لايزال فيها رمقٌ، يُعرف منه ماضيها المجيد،[6]
ومن هناك نضجت الفكرة في رأس المختار السوسي وكان على وشك الشروع في مشروعه الضخم هذا، فتزامن الأمر مع نفي سلطات الاستعمار لهُ -وكان بمراكش- إلى مسقط رأسه إلغ، وتجبرهُ على الإقامة الجبرية هنالك، بعيدا عن الاتصال مع الجهات المجاورة والسفر إلى الحواضر، ليمتشق القلم ويتخذه أنيساً، ويلتمس منه أخ له يسمى أحمد أن يضع كتابا عن إلغ وما درج فيها من العلماء والأدباء وشهده من حوادث وملابسات شتى، فكانت هذه الكلمة من أخيه هي البذرة الأولى لهذا الكتاب [المعسول]،
كلمة إنصاف للمؤلف عن كتابه المعسول هذا
يقول: (فليعلم المطالع لهذا الكتاب بأجزائه العشرين أنه سيخوض فيها أخبار الفقهاء والأدباء والرؤساء والصوفية وكل ما يَعِنّ من أحوال البادية وسيكون كالداخل إلى السوق التي تجمع كل شيء، فلْيأخذْ ما يُعجبه وليُعرضْ عما لا يعجبه، فإنّ ما لا يَعدّه إلا شيئا تافها، إن كان لا يذوق حلاوتَه، قد يكونُ إزاءه قارئ آخرُ لا يعجبه هو إلا ذلك، فالكتاب -كما يقولون- كالمائدة الطافحة بأنواع الأطعمة، يأكلُ كل واحد منها ما يشتهيه، فمَن ليس بأديب لا يرتاحُ للأدب، ومن ليس بفقيه لا يرتاحُ لأحوال الفقهاء، ومن ليس بصوفيّ يستنكر حتى ما هو حق من احوال الصوفيّة، نعم، إنّ من يكون مؤرّخاً يريد أن يستنتجَ يفرح بكلّ شيء، ولو الخرافاتِ فضلاً عن الحقائق).[7]
مراجع
- وقدطبع للمرة الثانية في الآونة الأخيرة
- بيبليوغرافيا كل آثار والدنا، من جمع: رضى الله عبد الوافي المختار السوسي ابن المؤلف - المكلف بنشر تراث والده -. ص 1.
- كتاب «سوس العالمة» بمثابة مقدمة لموسوعة المعسول، يقول المختار السوسي في مقدمة كتابه الموسوعي المعسول: (فقد وضعت أمسِ كتاب (سوس العالمة) أمام القارئ وهو كالنافذة لهذا الكتاب بأجزائه) انظر المعسول -مقدمة- ص 7.، وقد طُبع مرتين
- سوس العالمة للمختار السوسي صفحة 9 نشرته: مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر «بنميد» 5 زنقة مستغانم - الدار البيضاء، المغرب. الطبعة: الثانية، 1404هـ - 1984م
- سوس العالمة للمختار السوسي صفحة 225 نشرته: مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر «بنميد» 5 زنقة مستغانم - الدار البيضاء، المغرب. الطبعة: الثانية، 1404هـ - 1984م
- المعسول للمختار السوسي (المقدمة) جزء1 صفحة 3، مطبعة الجامعة بالدار البيضاء، طبعة أولى 1381 هـ/ 1960 م.
- المعسول -مقدمة- جزء 1 صفحة 7.