الوكالة التونسية للاتصال الخارجي (بالفرنسية: Agence tunisienne de communication extérieure) هي مؤسسة عمومية ذات طابع تجاري، تتمتع بالشخصية المدنية والاستقلالية المالية. أسست في 7 أغسطس 1990، بهدف تعزيز الحضور التونسي وسياسة الدولة التونسية في الإعلام الخارجي والدولي وذلك في كل الميادين.[1]
بعد ذلك، جعل منها عبد الوهاب عبد الله، مستشار الرئيس زين العابدين بن علي والقريب من زوجته ليلى الطرابلسي، إحدى أكبر وأهم الهيئات التي تكبح حرية الإعلام وحرية التعبيرفي تونس.[2] أصبحت الهيئة الأداة الرئيسية لبروباغندا النظام، ومنع كل تقدم للمجتمع المدني، وذلك بهدف تعزيز وتجميل وتلميع صورة بن علي ونظامه في العالم عبر عدة طرق منها رشوة وشراء ذمم عدة شخصيات إعلامية أجنبية.[3]
بعد الثورة التونسية في 2011، تم تعليق وإنهاء عمل الوكالة، ولكن لم يصبح ذلك قانونيا إلا في 28 ديسمبر 2012.[4]
المهام
تدير الوكالة الإيرادات الإشهارية لكل وسائل الإعلام التونسية العمومية، وذلك بهدف وضعها تحت سلطة عبد الوهاب عبد الله.[5] نفس الشيء، تقوم الوكالة بالتضييق على وسائل الإعلام الخاصة الذين لا يتعهدون بالولاء للنظام.[6]
كما تتحكم أيضا في تبادل البيانات مثل رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين مستخدمي الإنترنت، ونشطاء المعارضة والصحفيين باستخدام تقنية علبة التفتيش العميق (Deep packet inspection). والوكالة لديها إمكانية الوصول المباشر إلى مزودي خدمات الإنترنت للحصول على تاريخ عناوين الأي بي التونسية.[7]
كما تصدر الوكالة تصاريح وتراخيص عمل للصحفيين، ولا تتردد في استرجاعها إذا تبين عدم ولاء الصحفي للنظام التونسي،[8] ولذلك تدعو إلى الاندماج في بروباغندا النظام التونسي.[9]
القادة
أدار هذه الوكالة صلاح الدين معاوي بين 1992 و1995، وأسامة الرمضاني بين 1995 و2010، ثم منجي الزيدي بين 2010 و2011.
من أبرز من عمل فيها هو الإعلامي برهان بسيس.
حلها وإلغاؤها
بعد الثورة التونسية في 2011، أعلن وزير التنمية الجهوية والمحلية أحمد نجيب الشابي الذي كان معارضا لنظام بن علي، في أواخر يناير 2011 عن حل هذه الوكالة، وتغييرها بهيئة مستقلة.[10] في 3 فبراير 2011، تم تعيين مدير ومتصرف قضائي على رأسها، فانتظار حلها قانونيا ورسميا، الأمر الذي لم يقع إلا في 18 ديسمبر 2012.[4]
طوال مدة عملها، قامت هذه الوكالة بأرشفة كل آثار نشاطها في الفساد والقمع. ولكن أثناء الثورة التونسية، وفي ظل الأوضاع الأمنية المتردية، تم إتلاف الجزء الأكبر من الوثائق وبعثرت جزء منه أمام مقر الوكالة.[11] عدة أشهر بعد تنحية آخر مدير عام لها، أفادت مصالح الوزير الأول الباجي قائد السبسي أنه «توجد آثار لتحويلات بنكية وتذاكر طائرات وتحويلات مالية لصحف. لا يوجد أرشيف واحد في عهد بن علي، كل شيء كان مركزا في قصر قرطاج».[6]
الضحايا والمستفيدين
الضحايا
تضييق مالي
- المنصف شيخ روحه: المدير العام لمجموعة دار الصباح للصحافة لدفاعه عن حرية التعبير.[5]
حملات تشويه
- سهام بن سدرين: صحافية وناشطة حقوق الإنسان.
- راشد الغنوشي: سياسي ورئيس حركة النهضة وناشط حقوق الإنسان.[12]
المستفيدين
الأجانب
- أنطوان صفير، كاتب وصحافي.
- إتيان موجوت، صحافي في لو فيغارو.[9]
- نيكولا دو تافرنوست، رئيس إدارة قناة أم 6.[9]
- دومينيك دو مونفالون، صحافي في لو باريزيان.[9]
- ألان فاي، رجل أعمال ومن أكبر مساهمي إذاعة مونت كارلو الدولية وقناة بي أف أم.[9]
- ميشال شيفر، مختص في المواد الفخمة في لو فيغارو.[9]
- ماري أونج أورلافيل، مختصة في المواد الفخمة في لو فيغارو.[9]
- جيرار غاشيه، سياسي وصحافي ومدير التحرير السابق في فالور أكتويال.[9]
- فرانسوا لا بورد، صحافية في قناة فرنسا 2.[9]
مقالات ذات صلة
المصادر
- (بالعربية) القانون عدد 76 لسنة 1990 مؤرخ في 7 أغسطس 1990 يتعلق باحداث الوكالة التونسية للاتصال الخارجي، الرائد الرسمي للجمهورية التونسية، عدد 52، 10 أغسطس 1990، الصفحة 1032. نسخة محفوظة 4 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- (بالفرنسية) Tunisie. Comment fonctionnait la propagande de Ben Ali، كابيتاليس، 2 فبراير 2011 نسخة محفوظة 1 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
- (بالفرنسية) Tunisie – Médias : Appel à l’ouverture des comptes de l’ATCE، موقع WMC مانجر سانتر، 26 مارس 2011 نسخة محفوظة 31 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- (بالعربية) الجبالي يقرر حل وكالة الاتصال الخارجي، موزاييك أف أم، 25 ديسمبر 2012 نسخة محفوظة 11 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- (بالفرنسية) DERNIÈRES NEWSMoncef Cheïkh Rouhou s’oppose à la cession de parts de Dar Assabah، بنزس نيوز، 2 أكتوبر 2011 نسخة محفوظة 4 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- (بالعربية) Tunisie: le jour où les archives de l’ATCE révéleront leurs secrets...، ميديابارت، 4 أغسطس 2011 نسخة محفوظة 9 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- (بالفرنسية) Faut-il encore choisir entre un téléphone et un appareil photo ?، تكيانو، 18 أغسطس 2008 نسخة محفوظة 4 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
- (بالفرنسية) Tunisie : ils ont conduit Ben Ali à sa perte، جون أفريك، 21 فبراير 2011 نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- (بالفرنسية) Le Canard Enchaîné divulgue une liste des journalistes français ayant œuvré pour Ben Ali، تونس الرقمية، 29 يونيو 2011 نسخة محفوظة 3 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- (بالعربية) ما مصير الإشهار العمومي بعد حلّ الوكالة التونسية للاتصال الخارجي، المصدر، 31 يناير 2011 نسخة محفوظة 1 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- (بالفرنسية) Tunisie. L’Atce et ses archives de la honte، كابيتاليس، 27 يناير 2011 نسخة محفوظة 31 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- (بالفرنسية) في احدى قضايا وكالة الاتصال الخارجي :استنطاق "محي الدين واردة" و ابقاؤه بحالة سراح مع عرضه على القيس، التونسية، 22 أكتوبر 2011 نسخة محفوظة 9 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.