بشر الحافي هو "بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله المروزي أبو نصر"، المعروف بالحافي، أصله من مرو وسكن بغداد، ومات بها، وهو ابن أخت علي بن خشرم. مات سنة سبع وعشرين ومائتين. وكان كبير الشأن.[1] أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري[2]. ولد سنة 179 هـ في بغداد وعاش فيها، وصحب الفضيل بن عياض[2].
| ||
---|---|---|
معلومات شخصية | ||
الميلاد | 179هـ بغداد |
|
الوفاة | 10 محرم سنة 227 هـ بغداد |
|
الإقامة | من بغداد | |
مواطنة | الدولة العباسية | |
العقيدة | أهل السنة | |
الحياة العملية | ||
الحقبة | 152 هـ - 227 هـ | |
تعلم لدى | عبد الله بن المبارك | |
المهنة | زهد، وعالم عقيدة، وفقيه | |
مجال العمل | صوفية | |
تأثر بـ | الفضيل بن عياض | |
أثر في | أبو سعيد الخراز أبو حمزة البغدادي البزاز |
وكان لا يلبس نعلا بل يمشي حافيا، فجاء يوما إلى باب فطرقه فقيل:« من ذا؟ » فقال:« بشر الحافي. » فقالت له جارية صغيرة:« لو اشترى نعلا بدرهم لذهب عنه اسم الحافي. » قالوا:« وكان سبب تركه النعل أنه جاء مرة إلى حذّاء فطلب منه شراكا لنعله فقال: ما أكثر كلفتكم يا فقراء على الناس؟! فطرح النعل من يده وخلع الأخرى من رجله وحلف لا يلبس نعلا أبدا »[3].
وذكر الخطيب البغدادي أنه كان لبشر الحافي أخوات ثلاث وهن: مخة، ومضغة، وزبدة، وكلهن عابدات زاهدات مثله، وأشد ورعا أيضا.
سبب توبته
كان سبب توبته: أنه أصاب في الطريق كاغدة مكتوباً فيها اسم الله قد وطئتها الأقدامُ، فأخذها واشترى بدرهم كان معه غالية، فطيِّب بها الكاغدة، وجعلها في شق حائط فرأى فيها كأن قائلاً يقول له: « يا بشر، طيَّبت اسمي، لأطيبن َّاسمك في الدنيا والآخرة. » سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله، يقول: « مر َّبشر ببعض الناس، فقالوا: هذا الرجل لا ينام الليل كلَّه، ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيام مرة؛ فبكى بشر، فقيل له في ذلك فقال: إني لا أذكر أني سهرت ليلة كاملة، ولا أني صمت يوماً لم أفطر من ليلته، ولكن االله سبحانه وتعالى يلقي في القلوب أكثر ًمما يفعله العبد لطفاً منه، سبحانه، وكرماً.. ثم ذكر إبتداء أَمره: كيف كان علي ما ذكرناه. »[1]
ثناء العلماء عليه
قال إبراهيم الحربي:« ما أخرجت بغداد أتم عقلا منه، ولا أحفظ للسانه منه، ما عرف له غيبة لمسلم، وكان في كل شعرة منه عقل، ولو قسم عقله على أهل بغداد لصاروا عقلاء وما نقص من عقله شيء »[3].
من أقوله
- سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، يقول: سمعت محمد بن عبد االله الرازي يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: بلغني أن بشر بن الحارث الحافي قال: « رأيت النبي صلى االله عليه وسلم في المنام، فقال لي: يا بشر، أتدري لم رفعك االله من بين أقرانك؟ قلت: لا، يا رسول االله. قال: باتِّباعك لسنَّتي، وخدمتك للصالحين، ونصيحتك لا خوانك، ومحبتك لأصحابي، وأهل بيتي: وهو الذي بلَّغك منازل الأبرار. »
- سمعت محمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت محمد بن عبد االله الرازي يقول: سمعت بلالا الخواص يقول: « منت في تيه بني إسرائيل، فإذا رجل يماشيني، فتعجبت منه، ثم أُلهمت أنه الخضر عليه السلام، فقلت له: بحقِّ الحق ِّمن أنت؟ فقال: أخوك الخضر؛ فقلت له: أُريد أن أسألك، فقال: سل. فقلت: ما تقول في الشافعي رحمه االله؟ فقال: هو من الأوتاد. فقلت: ما تقول في أحمد بن حنبل رضي االله عنه؟ قال رجل صدِّيق. قال: فما تقول في بشر بن الحارث الحافي؟ قال: لم يخلق بعده مثله. »
- سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله تعالى، يقول: « أتى بشر الحافي باب المعافي بن عمران، فدق َّالحافي عليه الباب، فقيل: من؟ فقال: بشر الحافي. فقالت له ُبنيةٌ من داخل الدار: لو اشتريت لك نعلا بدانقين لذهب عنك اسم الحافي. » أخبرني بهذه الحكاية محمد بن عبد االله الشيرازي، قال: حدثنا عبد العزيز بن الفضل قال: حدثني محمد بن سعيد، قال: حدثني محمد بن عبد االله قال: سمعت عبد االله المغازلي يقول: سمعت بشراً الحافي يذكر هذه الحكاية. وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الحسين الحجاجي يقول: سمعت المحاملي يقول: سمعت الحسن المسوحي يقول: سمعت بشر بن الحارث يحكي هذه الحكاية.
- وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الفضل العطار يقول: سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول: قال لي أبو عبد الله بن الجلاء: « رأيت ذا النون، وكانت له العبارة، ورأيت سهلاً، وكانت له الإشارة، ورأيت بشر بن الحارث، وكان له الورع. فقيل له: فإلى من كنت تميل؟ فقال: لبشر بن الحارث »
- وقيل: إنه اشتهى الباقلاء سنين، فلم يأكله، فرؤى في المنام بعد وفاته فقيل له: « ما فعل االله بك؟ فقال: عَفر لي، وقال: كُلْ يا من لم يأكل، واشرب يا مَن ْلم يشرب. »
- أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، قال: أخبرنا عبيد الله ابن عثمان بن يحيى قال: حدثنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا محمد ابن العباس قال: حدثنا أبو بكر بن بنت معاوية قال: سمعت أبا بكر بن عفان يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: « إني لأشتهي الشِّواء منذ أربعين سنة ما صفا لي ثمنه »
- وقيل لبشر: « بأي ِّشيء تأكل الخبز؟ »فقال: « أَذكر العافية وأجعلها إداماً. » أخبرنا به محمد بن الحسين، رحمه الله، قال: أخبرنا عبيد االله بن عثمان قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا عمر بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: قال رجل لبشر الحكاية المذكورة.
- وقال بشر: « لا يحتمل الحلالُ السِّرف. »
- ورؤي بشر في المنام، فقيل له: « ما فعل االله بك؟ فقال: غفر لي، وأباح لي نصف الجنة، وقال لي: يا بشر، لو سجدت ّلي على الجمر ما أديت َشكر ًما جعلت لك في قلوب عبادي. »
- وقال بشر: « لا يجد ُحلاوة الآخرة رجل يُحِب ُّأن يعرفه الناس. »[4]
وفاته
توفي بشر الحافي في بغداد يوم 10 محرم سنة 227 هـ[2]. ولما مات كانت جنازته حافلة جدًا حتى أنه أخرج من بيته بعد صلاة الفجر، فلم يوضع في قبره إلا بعد صلاة العشاء، ودفن في مقبرة قريش قرب باب حرب وهي الآن تقع في منطقة الكاظمية في بغداد وقبره هو ليس في مسجد بشر الحنفي الذي دفن في مقبرة الخيزران وسمي مسجد بشر الحافي خطأ نسبة إليه، حيث إن المدفون فيه بشر الحنفي الفقيه البغدادي (من كتاب المؤرخ وليد الأعظمي عن مقبرة الخيزران)، [5]، [6] ولقد رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي ولكل من أحبني إلى يوم القيامة[3].
المراجع
- الرسالة القشيرية، تأليف: أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، ص19،
- طبقات الصوفية، تأليف: أبو عبد الرحمن السلمي، ص43-46، دار الكتب العلمية، ط2003.
- البداية والنهاية، تأليف: ابن كثير، ج10.
- الرسالة القشيرية، تأليف: أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، ص14،
- أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - وليد الأعظمي - مكتبة الرقيم - بغداد 2001م- صفحة 5.
- تاريخ الأعظمية - وليد الأعظمي - بيروت 1999م.