بعل آمون أو بعل حمون أو بعل عمون، هو إله الخصوبة والمحاصيل وعميد الآلهة في ديانة شمال أفريقيا . يعتبر أحد أشهر آلهة قرطاج عبده القرطاجيون كغيرهم من الشعوب السامية و لقد ورد ذكره في النصوص النقاشية التي تم اكتشافها في قرطاج أو خارجها آلاف المرات.
تجمع كل الدراسات على القول أن بعل حمون احتل مكانة متميزة ضمن آلهة قرطاج. ولقد تواصلت عبادة هذا الإله حتى تاريخ متأخر. بالرغم من انتشاره الكبير يبقى هنالك غموض بشان أصله وطبيعته. وهنالك عدة فرضيات حول أصوله. "والأصل في اسم بعل هو السيد أو الرب، وكان يمثل عند العرب روح الينابيع الطبيعية، ومنه عبارة الأرض "البعلية"، أي التي ترتوي طبيعياً، وربما كان الأصل في تسميته "بعل حماميم"، ما لم يكن ذلك وصفاً له ويكون الأصل في اسمه "بعل أمون" Bʿl Ammon، دمجاً بين الإله الكنعاني بعل والإله اللوبي أمون الذي كان معبده الأصلي في واحة سيوة شرق ليبيا، وهي المسمّاة أيضاً واحة أمون، وما يرجّح هذا الدمج بين المعبودين أن الكبش كان رمز الإله في قرطاج، وهو أيضاً رمز أمون. وقد كانت الصلاة إليه (في قرطاج ومعظم مدن الساحل الإفريقي) تُقرن عادة بالصلاة للإلهة تانيت Tanit التي كانت تسمّى "وجه بعل"، وقد يكون الجمع بينهما استمراراً لما كان أسلافهم الصوريون يفعلونه إذ كانوا يقرنون عبادة بعل مُلُكْ بعبادة عشتروت. وقد موثل بعل حمون بالإله الروماني جوبيتر وبالآلهة زيوس وأبوللو وساتورن. ويرمز له بكبش مقرّن.[1]
أصوله وجذوره
يعتقد البعض ان اله قرطاج بعل آمون يوافق بعل = سيد جبل الامانوس و هي فرضية قدمها لاول مرة ج.هاليفي سنة 1883 و قط اعطي على ذلك اكتشاف نقيشة الملك كيلامو (kilamua) التي تذكر بعل حمون في زينجرلي (توجد شرق جبل الامانوس جنوب شرق تركيا ) دفعا كبيرا لهذه الفرضية التي حازت ثقة العديد من المختصين مثل م.ج.لاقرانج و م.ليدبرسكي و ا.ليبينسكي .
الفرضية الثانية ترى ان بعل حمون يعني سيد مذبح البخور . ذلك ان حمن تعني حسب هؤلاء المبخرة أو مذبح البخور و قد تعني أيضا الدعامات المقدسة التي هي احدى السمات المميزة لبعل حمون و هي لها جذور كنعانية. و كلمة حمن (في الجمع) ورد ذكرها في التوراة و ترتبط بالجذر حمن و تعني الساخن أو الحار . و يتبنى هذه النظرية اتباع كثر مثل ف.ك.موفارز و ر.ديسو و ا.ديبون -سومار و ف.البرايت و غيرهم . و بهذا يكون بعل حمون سيد النار .[2] و لكي يتحاشوا الإشارة مباشرة لاسم الاله ايل لجؤوا إلى تلك التسمية بعل حمون اما بالنسبة لكلمة حمون فتختلف التاويلات فيمكن ان يعني هيكل العطر بالعبرية التوراتية يرد اسمه حمان . لقد تم العثور على العديد من اللقي في كل من قرطاج و حضرموت و اوتيكا و كركوان و غيرهم .
ملامح بعل حمون
"موثل بعل حمون بالإله الروماني جوبيتر وبالآلهة زيوس وأبوللو وساتورن. ويرمز له بكبش مقرّن، وقد عثر لهذا الإله على تماثيل في أماكن متعددة، كما ظهرت صورته على العملة المضروبة بقورينا، ووجدت في قرطاج آلاف النقوش التي تمثّل صلوات وأدعية لبعل حمون باعتباره حامي المدينة والراعي الأكبر للقرطاجيين.[3]
وقد مثلت وثائق عن بعل حمون بأنه رجل كثيف اللحية جالس على عرش مهيب يرفع أحيانا يده للمتعبدين. وفي النصب الشهير الذي تم اكتشافه في المعبد القرطاجي في حضرموت والذي يرجع للقرن الرابع أو الثالث الميلادي وفيه تظهر رسوما لشخص متعبد أمرد ربما كان أحد الكهنة ينتصب واقفاً رافعاً يديه بمحاذاة وجهه كتعبير عن الخضوع التام للاله. أما ذلك الإله فكان ذا لحية طويلة وعلى رأسه قلنسوة ذات شرائط يجلس فوق عرش ذي مسند مرتفع وقد حفرت على متكأ صورة الكائن الخرافي أبو الهول (سفنكس) ممسكاً بيده سنبلة قمح لها ساق تشبه الرمح و يرفع يده اليمنى و يدير كفها في إشارة لمباركته فمن أجل الحصول على بركة بعل حمون كان المؤمنون يضحون بأغلى ما لديهم.[4] .
انظر أيضاً
المراجع
- عبد المنعم المحجوب، (مادة: بعل حمون في)معجم تانيت، دار الكتب العلمية، بيروت، 2013.
- كتاب قرطاج البونية للشاذلي بورونية و محمد طاهر ص 277
- معجم تانيت، مادة: بعل حمون.
- فرانسوا ديكريه، إمبرطوارية قرطاج، ص 141 - 144.