بوابات الإسكندر هي سد اسطوري يقال ان من بناه هو الاسكندر المقدوني في القوقاز ليمنع قوم البرابرة المتوحشون في الشمال من غزو البلاد الوقعة في الجنوب. هناك من يقول ان هؤلاء القوم هم قوم يأجوج ومأجوج. شاعت قصص السد في أدب الرحلات في العصور الوسطى والتي بدأت بكتاب رومانسية الاسكندر التي كتبت في القرن السادس الميلادي. ويتم نسب هذه الابواب لبوابات القوقاز في منطقة دربند في روسيا كما تنسب لممر دارييل.
وهناك طروحات اخرى تقول ان البوابات هي "حائط الاسكندر" الواقع على الشواطيء الجنوبية الشرقية لبحر قزوين وهناك 180 كلم من اثاره مازالت موجودة.
لكن الوقائع تدل ان الهيكلين بناهم الملوك الفرس ف نهايات القرن الخامس الميلادي، قام قباد الاول، وهو احد الملوك الساسانيون ببناء بوابات دربند (،كلمة "دربند" هي فارسية وتعني الابواب المغلقة) عند انشائه للمدينة. اما سور جورجان العظيم، فبناه ملوك الإمبراطورية البارثية بنفس الوقت الذي بني فيه سور الصين العظيم واعيد ترميمه لاحقا في وقت ما بني القرنين الثالث والسابع الميلاديتين.
خلفية تاريخية
في الادب الاغريقي
ذكر في كتاب "رومانسيات الاسكندر" الاغريقي ان الملك الاسكندر، المعروف بذو القرنين، طارد اعدائه إلى حدود ممر بين جبلين عرف بممر "نهدين العالم". وهناك بنى قرر حسر قبائل الشمال المتوحشه، اي يأجوج ومأجوج، خلف سور عظيم من الحديد الصلب. وبمساعدة من الاله، بنى الاسكندر ورجاله سدا ليغلق الممر لمنع المتوحشين من غزو المناظق الجنوبية المتحضرة المسالمة. ولا يجود جزم على طبيعة السد هل هو بين جبلين أو بين قمم جبال وبحر قزوين.
في القرأن
ذكرت الحادثة في القرآن في سورة الكهف (من اية 83 وحتى 98):
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴾
حيث يعتقد ان ذو القرنين هو الاسكندر المقدوني بينما اشار اخرون إلى انه كسرى ملك الفرس.[1]
في العصور الوسطى
تم وضع القصة التي ذكرت في "رومانسيات الاسكندر" في العديد من كتب الترحال التي كتبت في الغصور الوسطى منها "رحلات ماركو بولو" و"رحلات السير جون ماندرفيل". وهناك اختلاف في تحديد ماهية القوم التي تصدها الابواب. فمندرفيل يقول ان يأجوج ومأجوج هم اسباط اليهود العشرة المفقودون وهم ينتظرون اخر الايام لينتفضوا مع بقية اليهود لمجاربة المسيحيين. بينما كتاب ماركو بولو فيقول انهم قوم الكومانيين ويشير ان قوم يأجوج ومأجوج هم قوم يستوطنون مناطق شمال الكاثاي. وهناك علماء ربطوا وصف بولو بسور الصين العظيم. اعتمد كتاب "اليهود الحمر" الذي فقد في القرن السابع عشر الميلادي على قصص من حكايات بوابات الاسكندر.
للاستزادة
المراجع
- Imagininglast=Dathorne. Greenwood. 1994. صفحات 45–46. . مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2020February 5, 2013.
روابط خارجية
- الفصل التاسع والعشرون من كتاب رحلات السير جون مانديفيل، بالانكليزية.