الرئيسيةعريقبحث

ذو القرنين

شخصية تاريخية

☰ جدول المحتويات


Dhu al-Qarnayn Name.svg

ذو القرنين اسم شخص ورد في القرآن كملك عادل، قد بنى ردماً يدفع به أذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام، واسمه كما جاء في الأحاديث، ومنها حديث ابن عباس عندما سئل عن ذي القرنين من كان، قال: «هو من حمير، وهو الصعب بن مراثد، وهو الذي مكن الله له الأرض وأتاه الله من كل شي سببا»، وقد سئل كعب الأحبار عن ذي القرنين فقال: «الصحيح عندنا من علوم أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير، وأنه الصعب».[1][2]

يحكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلى الله، فاتجه غرباً، حتى وصل منتهى الأرض المعروفة آنذاك، ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ۝ [3] (سورة الكهف، الآية 86)، وجاء في تفسير ابن كثيرأَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيهِ».[4] وقد ذكر المفسرون أن سبب تسمية ذي القرنين تعود إلى وصوله للشرق والغرب، حيث يعبر العرب عن ذلك بقرني الشمس، وقيل لأنه كان له ضفيرتان من الشعر والضفائر تسمى قروناً، وقيل كان له قرنان تحت عمامته، وقيل غير ذلك، ولا يخفى أن هذه التفسيرات لم يقم على واحد منها دليل يجب الأخذ به وبالتالي فإن الأمر يظل أمراً غيبياً. [5][6]

ذو القرنین في کتب الیهودیة

في كتب العهد العتيق ككتاب عزرا هو کوروش ملک الفرس. هو مؤمن بالله وباليوم الآخر، يدل على ذلك ما في كتب العهد القديم[7][8][9] ككتاب عزرا، الإصحاح 1 وكتاب دانيال، (الإصحاح 6) وكتاب أشعيا، (الإصحاح 44 و45) من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب الأشعياء «راعي الرب» وقال في الإصحاح الخامس والأربعين: «هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني».

مشهد الملك كورش بباساركاد.
  • وسئل كعب الأحبار عن ذي القرنين؟ فقال: الصحيح عندنا من أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير "ملوك حمير" من اليمن، وأنه الصعب بن مراثد.[10]

في الإسلام

يحكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله ومحكّماً شريعة الله حسب نص الآيات 86-88 من سورة الكهف. فاتجه غرباً، حتى وصل إلى مغرب الشمس التي يقول بعض المسلمين كالباحث أحمد آل الشيخ في كتابه (عين ذي القرنين الحمئة ومكانها) بأن المقصود بها هي قارة أمريكا الشمالية لأنها آخر قارة تغرب عنها الشمس كل يوم فهي بذلك تعد مغرب الشمس في لغة العرب. وقال الباحث أيضاً بأن ذا القرنين وجد في قارة أمريكا الشمالية عيناً كبيرة يستطيع الإنسان رؤية الشمس تغرب فيها كما يستطيع رؤيتها تغرب في البحار وهي عين بحيرة يلوستون. الموجودة في متنزه يلوستون الوطني وأن صفات العين في الآية منطبقة عليها حسب كلام الباحث المذكور آنفاً. وتقول الآية بأن من صفات هذه العين أنها "حمئة" أي ذات طين أسود حسب كلام المفسرين والباحث في كتابه المذكور آنفاً الذي احتوى على رابط من موقع علمي أمريكي يظهر صورة فوتوغرافية لذلك الطين الأسود لعين بحيرة يلوستون بأمريكا. فألهم الله ذي القرنين وأوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، ليكافئ المحسن ويعاقب المسيء بشرع الله.

ذُكر ذو القرنين في القرآن الكريم في سورة الكهف حين سأل أشار اليهود على كفار مكة بأن يسألوا الرسول عن الروح وعن فتية فقدت وعن ذي القرنين فجاء الرد في سورة الكهف بدءاً من الآية 83 حتى الآية 98: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ۝ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ۝ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ۝ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ۝ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ۝ وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ۝ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ۝ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ۝ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ۝ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ۝ ﴾﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ۝ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ۝ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ۝ آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ۝ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ۝ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ۝ [11] (سورة الكهف، الآيات 83-98).

فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.

بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لمنطقة اختلف الناس فيها فقيل عنها إنها إما قد تكون وقت طلوع الشمس أو مكان شروق الشمس. وكانت أرضاً مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفعات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.

ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه ورد أقصى الأرض في المغرب وأقصاها في المشرق، وقيل بسبب شج قرني رأسه، وقيل غير ذلك، وسبب التسمية غير متفق عليه، وفيها عدة أقوال ذكرها أهل كتب التفسير.[12]

يروي القرآن أن شعبا استنجد بذي القرنين من يأجوج ومأجوج الذين يؤذونهم وطلبوا منه أن يحول بينهم وأن يبني لهم سداً - أي سورا دفاعيا وليس سداً - فما كان منه إلا أن ردم ما بين الجبلين بعد أن أذاب الحديد والنحاس كما جاء في سورة الكهف.

هويته

لا تعرف هوية ذي القرنين على وجه الدقة، وقد اختلف في تحديدها اختلاف كبير بين عدد من الشخصيات مثل الاسكندر الأكبر، كورش الكبير ، أخناتون الفرعون المصري أو أحد ملوك حمير التبابعة. يقال أنه:

ملك من حمير

قيل أنه(( الصعب بن مراثد بن الحارث الرائش بن الهمال في سدد بن عاد بن منح بن عامر الملطاط بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام. ))[13] هناك العديد من الشواهد التي ترجح أن ذا القرنين كان أحد ملوك حمير التبابعة مثل اسم ذو القرنين نفسه الذي ورد في القرآن الكريم؛ فلم يكن أحد في العالم يستخدم إضافة كلمة "ذو" و"ذي" في تسمية الأشخاص والمناطق غير العرب، وبالتحديد أهل اليمن مثل اسم القيـل ذو نواس الحميري والملك سيف بن ذي يزن والملك ذو رعين الحميري والملك عمرو ذو غمدان[14] والملك عامر ذو رياش[15] والملك إفريقيس بن ذي المنار والملكة لميس بن ذي مرع وغيرهم كثيرون، وذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحب. ذلك، وجاء في معجمات اللغة العربية: الذوون: جمع ذو، وهي أسماء وألقاب اختص بها ملوك اليمن[16] كما أن كثيراً من مناطق وممالك اليمن القديمة حملت أسماء مسبوقة بكلمة "ذو" وعلى رأسها مملكة سبأ وذو ريدان.

كما أن المادة التي استخدمها ذو القرنين في بناء سد يأجوج وماجوج، وهي قطر الحديد، لم يكن يستخدمها في بناء السدود غير أهل اليمن القدماء؛ فبناء سد مأرب القديم يظهر أستخدامهم لقضبان أسطوانية من النحاس والرصاص في بناء السد.


قد كان ذو القرنين جدي مسلماملكا تدين له الملـوك وتحتشد
بـلغ المشارق والمغارب يبتغيأسبـاب أمر مـن حكيـم مـرشـد
فرأى مغيب الشمس عند غروبهـافـي عيـن ذي خلب وثـأط حرمـد

توجد أشعار عربية كثيرة تروي مجد ونسب ذي القرنين حتى أنه رثاه الشاعر الشهير امرؤ القيس الكندي:


ألـم يحزنك أن الـدهر غـولختـور العهد يلتهم الرجـالا
أزال عن المصـانع ذا ريـاشوقـد ملك السهـول والجبـالا
همام طـحـطـح الآفـاق وجيـاوقـاد إلى مشارقها الرعـالا
وسـد بحيـث تـرقـى الـشـمسسدا ليأجوج ومأجوج الجبـالا

و قال المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة:


فما ملك العراق على المعليبمقـدار ولا المـلك الشــآم
أسـد شـاص ذي القرنين حتـىتولى عـارض الملك الهـمـام

وقد قال تبع الأكبر شعرا:


أنـا تُبَّـع الأمـلاك مـن نسـل حِمْيَـرملكنـا عباد الله في الزمـن الخـالي
مـلكنـاهم قهـرا وسـارت جيـوشنـاإلـى الهند والأتـراك ترى بأبطـال
ولـك بـلاد الله قــد وطـئـت لــنــاخيـول لـعمري غيــر نـكـس واعزال
فمـالـت بنـا شرق البـلاد وغربـهالـهـتـك ستــور نكبـة ذات اهجـال
وعـطــل مـنـهــا كـل حـصن ممنـعونقـل منـهـا مـا حوتـه مـن مـال
وتـلك شـروق الأرض منهـا وطـأتهـاإلى الطين والأتراك حـالا على حـال
فإبـنا جمـيعا بالسـبـايـا وكنـاعلى كـل محبوك مـن الخـيـل صهـال
بكــل فتـاة لم تـر الشمس وجههـااسيلة تجري الدمـع بـيضاء مكـسال
سمـوت الـرى غرثـى الوشاح كأنهـامـن الحسن بـدر زال عن غيم هطـال
أتينـا بهـا فـوق الجمـال حواسرابـلا دملـج بـاق عليهـا وخـلـخـال
تركنـاهـم عـزلا تطـيـح نفـوسـهـمفـلا سـاكـن مـنـهم مقـيـم ولا وال
فما النـاس إلا نحن لا نـاس غيرنـاوما النـاس ان عدوا لقوي بأمثـال
  • قال المقريزي في الخطط: "أعلم أن التحقيق عند علماء الأخبار أن ذا القرنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز فقال: «و يسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا» الآيات عربي قد كثر ذكره في أشعار العرب، وأن اسمه الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن الهمال ذي سدد بن عاد ذي منح بن عار الملطاط بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح، وأنه ملك من ملوك حمير ملوك اليمن وهم العرب العاربة، ويقال لهم أيضاً العرب العرباء، وكان ذو القرنين تبعا متوجا، تبع لقب يطلق على ملوك اليمن ولما ولي الملك تجبر ثم تواضع لله، واجتمع بالخضر، وقد أخطأ من ظن أن الاسكندر بن فيلبس هو ذو القرنين الذي بنى السد فإن لفظة ذو عربية، وذو القرنين من ألقاب العرب ملوك اليمن، وذاك رومي يوناني وأيضاً هذا اليوناني لم يعمر أكثر من 30 عاماً وقتل وسيرته معروفة.
  • وقال أبو جعفر الطبري: "وكان الخضر في أيام أفريدون الملك بن الضحاك في قول عامة علماء أهل الكتاب الأول، وقيل: موسى بن عمران (عليهما السلام) وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان على أيام إبراهيم الخليل وإن الخضر بلغ مع ذي القرنين أيام مسيره في البلاد نهر الحياة فشرب من مائه وهو لا يعلم به ذو القرنين ولا من معه فخلد وهو حي عندهم إلى الآن، وقال آخرون إن ذا القرنين الذي كان على عهد إبراهيم الخليل هو أفريدون بن الضحاك وعلى مقدمته كان الخضر وهذا الرأي ضعيف."
  • قال أبو محمد عبد الملك بن هشام في كتاب "التيجان في معرفة ملوك الزمان": "وكان تبعا متوجا لما ولي الملك تجبر ثم تواضع واجتمع بالخضر ببيت المقدس، وسار معه مشارق الأرض ومغاربها وأوتي من كل شيء سبباً كما أخبر الله، وبنى السد على يأجوج ومأجوج."
  • يرى ابن عباس أن الإسكندر غير ذي القرنين، إذ قال عن ذي القرنين أنه "من حمير وهو الصعب بن ذي مرائد الذي مكنه الله في الأرض وآتاه من كل شيء سببا فبلغ قرني الشمس ورأس الأرض وبنى السد على يأجوج ومأجوج". بينما الإسكندر "كان رجلا صالحاً روميا حكيماً بنى على البحر في إفريقية منارا، وأخذ أرض رومة، وأتى بحر العرب، وأكثر عمل الآثار في العرب من المصانع والدول"
  • وقال الهمداني في كتاب الأنساب: وولد كهلان بن سبإ زيدا، فولد زيد عريبا ومالكا وغالبا وعميكرب، وقال الهيثم: عميكرب بن سبإ أخو حمير وكهلان فولد عميكرب أبا مالك فدرحا ومهيليل ابني عميكرب، وولد غالب جنادة بن غالب وقد ملك بعد مهيليل بن عميكرب بن سبإ، وولد عريب عمرا، فولد عمرو زيدا والهميسع، ويكنى أبا الصعب وهو ذو القرنين الأول، وهو المساح والبناء، وفيه يقول النعمان بن بشير:
فمن ذا يعادونا من الناس معشراكرامـا فذو القرنين منا وحـاتم

وفيه يقول الحارثي:

سموا لنا واحدا منكم فنعرفهفي الجاهلية لاسم الملك محتملا
كالتبعين وذي القرنين يقبلهأهل الحجى فأحق القول ما قبلا

وفيه يقول ابن أبي ذئب الخزائي:

ومنـا الذي بالخـافقيـن تغربـاوأصعــد فـي كـل الـبلاد وصوبـا
فقد نال قرن الشمس شرقا ومغرباوفـي ردم يـأجوج بـنى ثم نصبـا
وذلـك ذو القـرنين تفخـر حميـربعسكر فيـل لـيس يـحصى فيحسبـا
  • ذكره نشوان الحميري في قصيدتة الشهيرة والمعروفة بإسم القصيدة الحميرية أو "قصيدة التيجان" وهي من أشهر القصائد اليمنية القديمة التي قالها نشوان الحميري المتوفى سنة 573هـ وذكر فيها كل ملوك وتبابعة اليمن.[20]
  • قال الهمداني: وعلماء همدان تقول: ذو القرنين الصعب بن مالك بن الحارث الأعلى بن ربيعة بن الحيار بن مالك، وفي ذي القرنين أقاويل كثيرة.

بطلان نظرية من اعتقد في حمير أن ذو القرنین منهم

أولًا: ما أثبتته العلوم والكشوف الأثرية الحديثة، التي درست جميع الأثار الحميرية بما فيها النقوش بخط المسند، تؤكد أن شأن ملوك حمير كان أقل كثيرًا مما زعم الأخباريين فلقد وصلت شهرة حمير ذروتها في القرن الأول قبل الميلاد، وذكرت في بعض المصادر اليونانية والرومانية، لكن الباحثين لم يعثروا على اسم حمير بين النقوش القديمة التي ترجع لمئات السنين قبل الميلاد، لقد ظهرت حمير على المسرح التاريخي حوالي عام 110 قبل الميلاد، وإمتدت إلى عام 520 بعد الميلاد، وكانت دويلة صغيرة في اليمن، وقد انشغلت في حروب مستمرة مع جيرانها خصوصًا السبئيين، ويالكاد حافظت على وجودها طوال هذه الفترة، أما عن ملوكهم الذين لقبهم العرب بالتبابعة، فأن النقوش التي عثر عليها وتمت قراءتها تدل على أن هؤلاء الملوك مشغولين تمامًا بقتال جيرانهم، وأنهم كانوا أضعف كثيرًا من أن يغزو أحدهم مشارق الأرض ومغاربها، يقول جواد علي في كتابه تعقيبًا على ذكر الأخباريين لأساطيرهم حول الملك ناشر النعم «أما نحن، فلا نعلم شيئا من أمر هذه الفتوح والغزوات، ولا من أمر هذا المنظوم أو المنثور. إنما الذي نعرفه أنه كان يسمى "ياسر يهنعم" لا "ناشر النعم" كما جعله الأخباريون، وأنه عاش في القرن الثالث بعد الميلاد، بينه وبين سليمان مئات السنين، وأنه لا يمكن أن يكون قد خلف "بلقيس" معاصرة "سليمان" على حد زعم أهل الأخبار، ولا أن يكون قد إنتزع الملك من سليمان، ولا أن يكون صاحب فضل ونعمة على حمير، لأنه أنقذهم من حكم سليمان، كل مافي الأمر أن الاسم كان بالنسبة لأهل الأخبار غريبًا فصيروه "ناشر النعم"، وابتكروا له قصص في تفسير معنى ذلك الاسم»[21]، ولقد أظهرت بعض النقوش أن (شمر يرعش) أرسل بعض قواته إلى أنحاء شبه الجزيرة العربية، يقول جواد علي «ويظهر من نص عثر عليه منذ عهد غير بعيد ، أن قائدًا من قواد "شمر" كان قد قاد أعرابًا غزا بهم ملك "أسد"، وأرض "تنخ" أي "تنوخ"، كانت حكم مملكتين، يقال لإحداهما "قطو" وللأخرى "كوك" أو "كوكب"، وقد أنزل بهم أعراب "شمر" خسائر فادحة. ثم عاد ذلك القائد بعد نجاحه في غزوه هذا صحيحًا معافى إلى نجران، حيث قدم إلى الألهة شكره، وسجل ذلك في النص المذكور، وقصد القائد بأرض "تنخ" أرض الأحساء في الزمن الحاضر، وكانت منزل قبائل "تنوخ" في ذلك الزمن، وقُصد ب"قطو" "قطوف" "القطيف" Qtw’f، وفي إشارة القائد إلى مهاجمة تلك الأراضي أي أرض "تنوخ" التي كانت تحت سيادة "فرس" أي الفرس الساسانيين، تأييد لروايات الأخباريين التي تذكر أن "شمر يهرعش" "شمر يرعش" غزا أرض الفرس»[22]، ومن الطريف أن النقوش لم تظهر اسم "الصعب" الذي زعم الأخباريون أنه ذو القرنين، كما لم تظهر لقب ذي القرنين، ولا حكت لنا عن رحلة ملك إلى مشرق الشمس ومغربها، ولا عن أعماله فيهما، ولا عن بناءه سد لعزل يأجوج ومأجوج، ولم تشير حتى لو إشارة بسيطه إلى مايشبه ذلك. إذًا فإن النقوش والكتابات القديمة أظهرت أن ماقاله الأخباريين عن غزو العالم من قبل ملوك حمير كان نوع من المبالغة وتعظيمًا لأجدادهم، وأما مبلغ القوم أن يرسل الملك منهم عشرات من جنده إلى أعدائه العرب ليقاتلهم. وتبرز النقوش أمر أخر هامًا، وهو أن الحميريين وملوكهم في ذلك الوقت كانوا وثنيين، وكان لهم صنم يعبدونه يسمونه "المقة"، وبذلك يسقط يسقط وجه أخر من الإستدلال لمن قال أن ذا القرنين أحد ملوك حمير. ثانيًا: من الناحية التاريخية فقد تصدى ابن خلدون للأخباريين، وأنكر عليهم مايزعمونه حول غزوات عالمية قام بها الحميريين، قال ابن خلدون:« ومن الاخبار الواهية للمؤرخين ما ينقلونه كافة في أخبار التبابعة ملوك اليمن وجزيرة العرب أنهم كانوا يغزون من قراهم باليمن إلى أفريقية والبربر من بلاد المغرب وأن أفريقش بن قيس بن صيفي من أعاظم ملوكهم الأول وكان لعهد موسى عليه السلام أو قبله بقليل غزا أفريقية وأثخن في البربر وأنه الذي سماهم بهذا الاسم حين سمع رطانتهم وقال ما هذه البربرة فأخذ هذا الاسم عنه ودعوا به من حينئذ وأنه لما انصرف من المغرب حجز هنالك قبائل من حمير فأقاموا بها واختلطوا بأهلها ومنهم صنهاجة وكتامة ومن هذا ذهب الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي والبيلي إلى أن صنهاجة وكتامة من حمير وتأباه نسابة البربر وهو الصحيح وذكر المسعودي أيضا أن ذا الاذعار من ملوكهم قبل أفريقش وكان على عهد سليمان (عليه السلام) غزا المغرب ودوخه وكذلك ذكر مثله عن ياسر ابنه من بعده وأنه بلغ وادي الرمل في بلاد المغرب ولم بجد فيه مسلكا لكثرة الرمل فرجع وكذلك يقولون في تبع الآخر وهو أسعد أبو كرب وكان على عهد يستاسف من ملوك الفرس الكيانية أنه ملك الموصل وأذربيجان ولقي الترك فهزمهم وأثخن ثم غزاهم ثانية وثالثة كذلك وأنه بعد ذلك أغزى ثلاثة من بنيه بلاد فارس وإلى بلاد الصغد من بلاد أمم الترك وراء النهر وإلى بلاد الروم فملك الأول البلاد إلى سمرقند وقطع المفازة إلى الصين فوجد أخاه الثاني الذي غزا إلى سمرقند قد سبقه إليها فأثخنا في بلاد الصين ورجعا جميعا بالغنائم وتركوا ببلاد الصين قبائل من حمير فهم بها إلى هذا العهد وبلغ الثالث إلى قسطنطينية فدرسها ودوخ بلاد الروم ورجع وهذه الأخبار كلها بعيدة عن الصحة عريقة في الوهم والغلط وأشبه بأحاديث القصص الموضوعة وذلك أن ملك التبابعة إنما كان بجزيرة العرب وقرارهم وكرسيهم بصنعاء اليمن. وجزيرة العرب يحيط بها البحر من ثلاث جهاتها فبحر الهند من الجنوب وبحر فارس الهابط منه إلى البصرة من المشرق وبحر السويس الهابط منه إلى السويس من أعمال مصر من جهة المغرب كما تراه في مصور الجغرافيا فلا يجد السالكون من اليمن إلى المغرب طريقا من غير السويس والمسلك هناك ما بين بحر السويس والبحر الشامي قدر مرحلتين فما دونهما ويبعد أن يمر بهذا المسلك ملك عظيم في عساكر موفورة من غير أن يصير من أعماله هذه ممتنع في العادة. وقد كان بتلك الاعمال العمالقة وكنعان بالشام والقبط بمصر ثم ملك العمالقة مصر وملك بنو إسرائيل الشام ولم ينقل قط أن التبابعة حاربوا أحدا من هؤلاء الأمم ولا ملكوا شيئا من تلك الأعمال وأيضا فالشقة من البحر إلى المغرب بعيدة والأزودة والعلوفة للعساكر كثيرة فإذا ساروا في غير أعمالهم احتاجوا إلى انتهاب الزرع والنعم وانتهاب البلاد فيما يمرون عليه ولا يكفي ذلك للأزودة وللعلوفة عادة وإن نقلوا كفايتهم من ذلك من أعمالهم فلا تفي لهم الرواحل بنقله فلا بد وأن يمروا في طريقهم كلها بأعمال قد ملكوها ودوخوها لتكون الميرة منها وإن قلنا إن تلك العساكر تمر بهؤلاء الأمم من غير أن تهيجهم فتحصل لهم الميرة بالمسالمة فذلك أبعد وأشد امتناعا فدل على أن هذه الأخبار واهية أو موضوعة وأما وادي الرمل الذي يعجز السالك فلم يسمع قط ذكره في المغرب على كثرة سالكه ومن يقص طرقه من الركاب والقرى في كل عصر وكل جهة وهو على ما ذكروه من الغرابة تتوفر الدواعي على نقله. وأما غزوهم بلاد الشرق وأرض الترك وإن كان طريقه أوسع من مسالك السويس إلا أن الشقة هنا أبعد وأمم فارس والروم معترضون فيها دون الترك ولم ينقل قط أن التبابعة ملكوا بلاد فارس ولا بلاد الروم وإنما كانوا يحاربون أهل فارس على حدود بلاد العراق وما بين البحرين والحيرة والجزيرة بين دجلة والفرات وما بينهما في الاعمال وقد وقع ذلك بين ذي الاذعار منهم وكيكاوس من ملوك الكيانية وبين تبع الأصغر أبي كرب ويستاسف منهم أيضا ومع ملوك الطوائف بعد الكيانية والساسانية من بعدهم بمجاوزة أرض فارس بالغزو إلى بلاد الترك والتبت وهو ممتنع عادة من أجل الأمم المعترضة منهم والحاجة إلى الأزودة والعلوفات مع بعد الشقة كما مر فالاخبار بذلك واهية مدخولة وهي لو كانت صحيحة النقل لكان ذلك قادحا فيها فكيف وهي لم تنقل من وجه صحيح وقول ابن إسحاق في خبر يثرب والأوس والخزرج أن تبعا الآخر سار إلى المشرق محمولا على العراق وبلاد فارس وأما بلاد الترك والتبت فلا يصح غزوهم إليها بوجه لما تقرر فلا تثقن بما يلقى إليك من ذلك وتأمل الاخبار واعرضها على القوانين الصحيحة يقع لك تمحيصها بأحسن وجه والله الهادي إلى الصواب فصل وأبعد من ذلك وأعرق في الوهم ما يتناقله المفسرون في تفسير سورة الفجر في قوله تعالى ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد فيجعلون لفظة إرم اسما لمدينة وصفت بأنها ذات عماد أي أساطين وينقلون أنه كان لعاد بن عوص بن إرم ابنان هما شديد وشداد ملكا من بعده وهلك شديد فخلص الملك لشداد ودانت له ملوكهم وسمع وصف الجنة فقال لا بنين مثلها فبنى مدينة إرم في صحارى عدن في مدة ثلثمائة سنة وكان عمره تسعمائة سنة وأنها مدينة عظيمة قصورها من الذهب وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الشجر والأنهار المطردة ولما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته حتى إذا كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا كلهم ذكر ذلك الطبري والثعالبي والزمخشري وغيرهم من المفسرين وينقلون عن عبد الله بن قلابة من الصحابة أنه خرج في طلب إبل له فوقع عليها وحمل منها ما قدر عليه وبلغ خبره معاوية فأحضره وقص عليه فبحث عن كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال هي إرم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عنقه خال يخرج في طلب إبل له ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل وهذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في شئ من بقاع الأرض وصحارى عدن التي زعموا أنها بنيت فيها هي في وسط اليمن وما زال عمرانه متعاقبا والادلاء تقص طرقه من كل وجه ولم ينقل عن هذه المدينة خبر ولا ذكرها أحد من الأخباريين ولا من الأمم ولو قالوا إنها درست فيما درس من الآثار لكان أشبه إلا أن ظاهر كلامهم أنها موجودة وبعضهم يقول إنها دمشق بناء على أن قوم عاد ملكوها وقد ينتهي الهذيان ببعضهم إلى أنها غائبة وإنما يعثر عليها أهل الرياضة والسحر مزاعم كلها أشبه بالخرافات والذي حمل المفسرين على ذلك ما اقتضته صناعة الاعراب في لفظة ذات العماد أنها صفة إرم وحملوا العماد على الأساطين فتعين أن يكون بناء ورشح لهم ذلك قراءة ابن الزبير عاد إرم على الإضافة من غير تنوين ثم وقفوا على تلك الحكايات التي هي أشبه بالأقاصيص الموضوعة التي هي أقرب إلى الكذب المنقولة»[23][24]. ثالثًا: أن الأشعار التي تذكر ذا القرنين وأنه من حمير لم تنقل إلينا مسندة، وسبب ذلك أن القبائل الحميرية تحاول مفاخرة العرب حيث أن النبي منهم ومحاولة الانتصار في هذه المفاخرة حتى لو بالباطل.

خلاصة القول: لا يصح القول بأن ذو القرنين أحد ملوك حمير، لعدم كفاية الأدلة على ذلك، ولوجود موانع لغوية ومنطقية وتاريخية وجغرافية.[25]


اسمه ونسبه للعرب

نسب عدد من المؤرخين المُسلمين ذا القرنين لعدة قبائل عربية، ونقل ابن حجر العسقلاني عدة أقوال في ذلك، فقيل إن اسمه عبد الله بن الضحاك بن معد بن عدنان، وقيل اسمه الصعب وبه جزم كعب الأحبار، وقال أبو جعفر بن حبيب في كتاب "المحبر" هو المنذر بن أبي القيس أحد ملوك الحيرة وأمه ماء السماء ماوية بنت عوف بن جشم، وقيل: اسمه الصعب بن قرن بن همال من ملوك حمير، وقال الطبري: هو إسكندروس بن فيلبوس وقيل فيلبس وبالثاني جزم المسعودي، وقيل: اسمه الهميسع ذكره الهمداني في كتب النسب، قال: وكنيته أبو الصعب وهو ابن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ، وقيل: ابن عبد الله بن قرين بن منصور بن عبد الله بن الأزد.[26] وكذلك سرد ابن كثير الدمشقي،[27]، ابن عساكر بعد الأقوال.[28]

الإسكندر المقدوني

فی أغلب مسکوکات التي ترجع الی عهد الإسكندر الكبير يظهر صورته وعلى رأسه قرني كبش

رأى عدد من المؤرخين القدماء من الفرس والعرب أن شخصية ذا القرنين هي نفسها الإسكندر المقدوني، منهم:

  • یقول المؤرخ المسلم الإيراني اليعقوبي الإصبهاني عن ذي القرنين في كتابه تاريخ اليعقوبي:[29]

« من حكام روم أولهم فيلفوس و من بعده ابنه إسكندر وهو ذو القرنين وكانت والدته المفيدا ومعلمه أرسطاطيس»

  • يقول المفسر الإيراني أبو بكر عتيق السور آبادي وهو من مفسري الفرس الكبار في قرن الخامس للهجرة في كتابه التفسير الكبير عن شخصية ذي القرنين:[30] « ذو القرنين هو الذي سأل أهل مكة نيابةً عن أهل المدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسئلة : حديث الروح، حديث أصحاب الكهف وحديث ذو القرنين ، وذو القرنين هو إسكندر بن قيصر الرومي»
  • یقول المورخ الإيراني ابن بلخي وهو من مورخين الفرس في قرن السادس للهجرة في كتابه فارس نامه (رسالة فارس) بالتفصيل عن ذي القرنين ونسبه وهو اسكندر الرومي [31] « إسكندر الرومي وهو ذو القرنین أتى و قتل دارا (داریوش الأخميني) و أزال ملكه، ومدة حكم ذي القرنين والروم كان سبعة عشرة سنة وبضعة أشهر. نسب إسكندر في التواريخ وكتب الأنساب كالتالي: فیلقوس بن مصریم بن هرمس بن هردس بن میطون بن رومی بن لیطی بن یونان بن نافت بن نوبه بن سرجون بن رومیه بن بریط بن نوفیل بن روم بن الأصفر بن البقن بن عیص بن إسحاق بن ابراهیم النبيّ علیه السلم. وإسكندر لقبه وليس اسمه في بعض الروايات»

يقول المورخ الإيراني البلعمي وهو من مورخي الفرس الكبار في قرن الرابع للهجرة عن ذي القرنين:[32] « سموا الإسكندر، ذو القرنين لأنه وصل من قرن إلى قرن وتسمى زوايا العالم بالقرن وإحدى الزوايا مكان شروق الشمس والزاوية الأخرى مكان مغرب الشمس وكل زاوية على حدة تسمى قرنا وتسميان قرنين مع بعضهما والله عز وجل سماه في القرآن ذو القرنين»

يقول سيد قطب: "ذو القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض، وييسر له الأسباب، فيجتاح الأرض شرقاً وغربا، ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر، ولا يطغى ولا يتبطر، ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان، ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق، ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه، إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به، ويساعد المتخلفين، ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل، ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح، ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله، ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته، وأنه راجع إلى الله".[33]

كورش الكبير

رسم لكورش الكبير يحمل فوق رأسه تاجا به قرنان.
صورة لأسطوانة كورش الشهيرة في متحف بريطانيا في مدينة لندن، كتبت الأسطوانة بالخط المسماري السامي الأكدي بأمر من كورش بعد غزوه لبابل وتحريره لليهود.

يرى أبو الكلام آزاد أن ذا القرنين هو نفسه كورش الكبير الملك الأخميني، ورفض ما سبق من أقوال بأنه الإسكندر المقدوني على أساس أنه لم يعرف عنه فتوحات في الغرب ولا أنه بنى سدودا، كما استند إلى منطلقات عقدية من كون الإسكندر وثنياً وليس كما يبين القرآن أنه مؤمن. كما رفض آزاد ما سبق من أنه عربي قحطاني يمني، على أساس أن سؤال اليهود النبيَّ عنه كان بقصد إحراجه، ولو كان عربياً لكان لقريش علم به ولما كان سؤالهم معجزا. يبني آزاد نظريته على أساس أن أصل تسمية "ذي القرنين" من اسم ورد في التوراة هو "لوقرانائيم" وهو اسم أطلقه اليهود على كورش الذي بجلوه لتسامحه معهم بعد أن كان أسلافه قد قهروهم. ويدلل على رأيه بتمثال شهير له يمثله وعلى رأسه قرنان.

يقول أزاد في كتابه: " خطر في بالي لأول مرة هذا التفسير لذي القرنين في القرآن، وأنا أطالع سفر دانيال ثم اطلعت على ما كتبه مؤرخو اليونان فرجح عندي هذا الرأي، ولكن شهادة أخرى خارج التوراة لم تكن قد قامت بعد، إذ لم يوجد في كلام مؤرخي اليونان ما يلقي الضوء على هذا اللقب ثم بعد سنوات لما تمكنت من مشاهدة آثار إيران القديمة ومن مطالعة مؤلفات علماء الآثار فيها زال الحجاب، إذ ظهر كشف أثري قضى على سائر الشكوك، فتقرر لدي بلا ريب أن المقصود بذي القرنين ليس إلا كورش الكبير نفسه فلا حاجة بعد ذلك أن نبحث عن شخص آخر غيره ". " إنه تمثال على القامة الإنسانية، ظهر فيه كورش، وعلى جانبيه جناحان، كجناحي العُقاب، وعلى رأسه قرنان كقرني الكبش، فهذا التمثال يثبت بلا شك أن تصور "ذي القرنين" كان قد تولد عند كورش، ولذلك نجد الملك في التمثال وعلى رأسه قرنان" أي أن التصور الذي خلقه أو أوجده اليهود للملك المنقذ لهم "كورش" كان قد شاع وعرف حتى لدى كورش نفسه على أنه الملك ذو القرنين، أي ذو التاج المثبت على ما يشبه القرنين.[34][35][36]

بطلان نظرية من اعتقد في كورش أنه ذو القرنین

يرى البعض أنه لا يمكن للكورش الفارسي أن يكون المقصود من ذي القرنين المذكور في القرآن؛ ففي أسطوانة كورش الشهيرة والتي كتبت بأمره بعد غزوه لبابل وتحريره لليهود، كورش وعلى لسانه يمدح ويمجد في أكثر موقع صنم البابل الأكبر مردوك العظيم وأصنام الأخرى كبعل ونبو، ويزعم في أسطوانته أن فتحه لبابل لم يتم إلا بمباركة سيده مردوك الأكبر، فلا يمكن لعبد صالح وموحد ورسول من رسل الله كذي القرنين أن يمدح ويمجد الأصنام ويعتقد في نفعهم وضرهم. النص التالي قسم من أسطوانة كورش وتمجيده للصنم البابل الأكبر مردوك [37]

البند رقم 23 من أسطوانة كورش

«مردوك (مردوخ) سيد الأكبر، صاحب القلب الكبير، الذي يحب بابل، حقق لي النصر، وأنا اعبده كل يوم بخشوع»

أخناتون

يرى حمدي بن حمزة أبو زيد عضو مجلس الشورى السعودي في كتابه فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، أن ذو القرنين ما هو إلا أخناتون ذلك الملك الفرعوني الداعي للتوحيد.[38]

المراجع

  1. الهمدان, د حاتم. ذو القرنين: النبي المصري الذي طاف بالعالم وعلم الناس الدين والحضارة. E-Kutub Ltd.  . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
  2. "التيجان في ملوك حمير • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 05 يوليو 201813 يوليو 2018.
  3. القرآن الكريم، سورة الكهف، الآية 86
  4. موقع الإسلام، تفسير ابن كثير. نسخة محفوظة 23 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. موقع إسلام ويب، سبب تسمية (ذو القرنين) بهذا الاسم، 02/01/2002. نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. موقع هدى القرأن، قصة ذو القرنين، 03/03/2008.نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. كتاب عزرا، الإصحاح 1.
  8. كتاب دانيال، (الإصحاح 6).
  9. كتاب أشعيا، (الإصحاح 44 و45).
  10. كتاب المواعظ والاعتبار نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. القرآن الكريم، سورة الكهف، الآيات 83-98
  12. تفسير البغوي، سورة الكهف، تفسير قوله تعالى " ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا" نسخة محفوظة 17 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. لكتاب : المواعظ والاعتبار المؤلف : المقريزي نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  14. خلاصة السيرة الجامعة لعجائب الملوك التبابعة نسخة محفوظة 16 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. التيجان في ملوك حمير نسخة محفوظة 24 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. معجم اللغة العربية نسخة محفوظة 07 2يناير7 على موقع واي باك مشين.
  17. [https://web.archive.org/web/20150820022431/http://islamport.com/w/tkh/Web/927/519.htm " - "]. islamport.com. مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 201521 مارس 2020.
  18. خلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعةنشوان الحميري.
  19. أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد (2009-01-01). الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام 1-4 ج2. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020.
  20. كتاب ملوك حمير وأقيال اليمن قصيدة نشوان الحميري
  21. علي، (1950). تاريخ العرب قبل الإسلام: al-Qism al-siyāsī. المجمع العلمي العراقي،. مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020.
  22. [https://web.archive.org/web/20190816023528/http://islamport.com:80/d/3/tkh/1/49/758.html " - "]. islamport.com. مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 201921 مارس 2020.
  23. عبدالرحمن بن محمد بن (2016-06-14). مقدمة ابن خلدون. دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان.  . مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020.
  24. ولي الدين ابو زيد ابن. المقدمة تاريخ العلامة ابن خلدون. ktab INC. مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020.
  25. ذو القرنين النبي المصري الذي طاف بالعالم. مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020.
  26. "الكتب - صحيح البخاري - كتاب أحاديث الأنبياء - باب قصة يأجوج ومأجوج- الجزء رقم2". library.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 201803 أبريل 2018.
  27. "البداية والنهاية/الجزء الثاني/خبر ذي القرنين - ويكي_مصدر". ar.m.wiki_source.org. مؤرشف من الأصل في 13 يناير 201503 أبريل 2018.
  28. "الكتب - تاريخ دمشق لابن عساكر - ID380879 حرف الذال - ذكر من اسمه ذو القرنين - ذو القرنين واسمه الإسكندر بن فيلفتين بن مضريم بن هرمس بن هردس بن ميطون بن رومي بن أنطي بن يونان بن يافث بن نونة بن سرحون ابن رومة بن ثرنط بن توفيل بن رومي ابن الأصفر بن أليفر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم". library.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 201803 أبريل 2018.
  29. تاریخ اليعقوبي ، ج 1 ، ص 174 
  30. تفسیر سور آبادی، ج 2 ص 256
  31. فارس نامه، ابن البلخي صفحه رقم 75و 76
  32. تاریخ البلعمي، ج 1 ، ص 488-489 
  33. في ظلال القرآن، سيد قطب.
  34. ا ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرناً وكشف عنها - أبو الكلام أزاد
  35. www.quran-m.comنسخة محفوظة 03 2يناير5 على موقع واي باك مشين.
  36. من مقال لعبد المنعم النمر بمجلة العربي العدد 184 نقلاً عن أبو کلام
  37. Cyrus Cylinder Translation - Livius نسخة محفوظة 24 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، حمدي بن حمزة أبو زيد.

انظر أيضاً

موسوعات ذات صلة :