تاريخ استقبال جاين أستون يتبع المسار من الشهرة المتواضعة إلي الشعبية البرية.جاين اوستن ( 1775 - 1817 ) كاتبة أعمال مثل " كبرياء و تحامل " ( 1813 )و إيما ( 1815)، أصبحت واحدة من الكتاب المعروفين و لهم قراء على نطاق واسع في اللغة الإنجليزية وتعد رواياتها موضوعاً للدراسة العلمية المكثفة. جلبت رواياتها لها شهرة شخصية بسيطة أثناء حياتها، فقد أختارت [1] أن تنشر أعمالها بصفة مجهولة كالكثير من الكاتبات النساء وكان عملها ككاتبة سراً معروفاً بين أعضاء الطبقة الأرستقراطية فقط و قد اعتبر أعضاء الطبقا العليا أعمالها أنيقة أثناء نشرهم ولكنها أستقبلت أراء ايجابية قليلة. و في منتصف القرن التاسع عشر، حازت رواياتها على اعجاب أعضاء النخبة الأدبية الذين رأوا تقديرهم لها كرمز للثقافة. وقد قدمها نشر ابن أخيها لمذكرات جاين أوستن عام 1870 للجماهيرية الواسعة كشخصية جذابة -العمة جاين العزيزة-و أعيد نشر أعمالها بطبعات مشهورة. وفي أوائل القرن العشرين، نشأت بعض المجموعات المنافسة -بعضهم لتقديسها و بعضهم لحماياتها من الجماهيرية المحتشدة- ولكن الكل يعترف بأنهم معجبون حقيقيون أو انهم مقدرون حقاً لجاين أوستن. و في أوائل القرن العشرين، أنتج العلماء مجموعات مطبوعة بدقة من أعمالها -الأولى لأي كاتب بريطاني - ولكن لم نجتاز عام 1940 حتى قبلت جاين أوستن في الأكاديمية ككاتبة إنجليزية عظيمة. وشهد النصف الثاني من القرن العشرين ولادة علمية جاين أوستن والتي فجرت جوانب عديدة لأعمالها:فنية، فكرية و تاريخية. وبالنمو التخصصي للأقسام الإنجليزية الجامعية في النصف الأول من القرن العشرين، أصبح انتقاد جاين أوستن تدريجيا أكثر سرية ونتيجة لذلك؛ أنشق الأعجاب بجاين أستون إلى اتجاهات مميزة من الثقافا العليا و الثقافة الشعبية. وفي أواخر القرن العشرين، أسس المعجبون مجتمعات جاين أوستن و نوادي لتمجيد الكاتبة، زمنها و أعمالها. دعمت مجموعات جاين أوستن الجماهيرية صناعة المقدمات و المسلسلات المطبوعة و تحويلها لأفلام و مسلسلات تليفيزيونية، والتي بدأت بكبرياء وتحامل عام 1940 و تطورت لتشمل فيلم كبرياء و تحامل من إنتاج مركز الصناعة السينمائية الهندية "بوليوود" عام 2004.
الخلفية
عاشت جاين أوستن حياتها بأكملها كفرد من عائلة متماسكة وكبيرة على الهوامش السفلى من المجتمع الإنجليزي[2] وكان دعم أهلها الصارم لها هاما لتطورها ككاتبة متخصصة [3] . وكانت جاين تقرأ لأهلها النصوص البدائية لرواياتها لتستقبل ارائهم و تشجيعهم[4]، كان و الدها هو من أصدر لها أول دعوة نشر[5]. استمرت فترة المهنية الأدبية لجاين أوستن منذ سن المراهقة حتى حوالي سن الخامسة والثلاثون وأثناء تلك الفترة، أكتسبت جاين خبرة من نماذج أدبية مختلفة شملت الرواية المتسلسلة التي حاولت كتابتها ثم أهملتها وقد قامت بكتابة و مراجعة ثلاث روايات عظيمة و بدأت في الرابعة و مع صدور العقل والعاطفة عام 1813 ، حديقة مانسفيلد عام 1814 وإيما عام 1815 حققت جاين نجاح ككاتبة مشهورة.
و كانت كتابة الروايات مهنة مشبوهة بالنسبة للنساء في أوائل القرن التاسع عشر؛ لأنها تعرض سمعتهم الاجتماعية للخطر عن طريق جلب الشهرة لهم باعتبارهم ذكورا .و لذلك، نشرت جاين أعمالها بصفة مجهولة كالكثير من الكاتبات الأخريات[6] و لكن مؤخرا عرف عملها ككاتبة روايات فيما بين الطبقة الأرستقراطية[7] . و أثناء احدى زياراتها للندن، دعاها ولي العهد من خلال كاتبه (جايمس ستانير كلارك) لمشاهدة مكتبته في كارلتون هاوس، و ذكر الكاتب أن ولي العهد معجب برواياتها وذكر أيضاً "إذا كان هناك رواية قادمة لجاين أوستن، فلها الحرية في أن تهديها للأمير[8]" و لكن لم ترد جاين أن تتبع هذا الأقتراح لرفضها لأسلوب حياة الأمير المبذر و لكن أقنعها أصدقائها بقبول العرض وأهدت له إيما في الحال، اعترضت جاين على التلميح البعيد للكاتب لتكتب رومانسية تاريخية على شرف زواج بنت الأمير[9].
وفي اخر عام لها، راجعت جاين روايتها دير نورث آنجر (1817)، كتبت إقناع (1817) و بدأت في كتابة رواية سميت مؤخرا سانديتون و التي توفت قبل أن تكملها، لم يكن لدى جاين وقت لتشاهد دير نورث أنجر و إقناع مطبوعين و لكن قام أهلها بنشرهم كمجلد بعد وفاتها و وضع أخاها "هينري" إشعار السيرة الذاتية للكاتب[10] و لقد زرعت تلك السيرة الذاتية القصيرة البذور لأسطورة جاين أوستن كعمة هادئة وخجولة والتي كانت تكتب في أوقات فراغها :" أن لم يكن حلم الشهرة ولا الرغبة في الربح كانوا مرتبطين بدوافعها منذ البداية و كثيرا ما كانت تهرب من الشهرة و لم يكن تراكم الشهرة يغريها و قد عاشت لتضع أسمها على نتاج قلمها ... و كانت تبتعد علنا عن أي تلميح عن شخصية الكاتبة"[11] و لكن هذا يتناقض تماما مع إثارة جاين التي تظهر في خطاباتها الخاصة بالشهرة و الربح، فقد كانت جاين أوستن كاتبة متخصصة[12].
عرفت أعمال جاين أوستن بالواقعية، التعليق الاجتماعي اللاذع، الأستخدام المبدع للغة الحرة الغير مباشرة، المحاكاة والسخرية[13]. فقد أنتقضوا الروايات العاطفية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وكانوا جزء من مرحلة التغيير لواقعية القرن التاسع عشر[14] و كما أوضحت سوزان جوبار و ساندرا جيلبيرت أن جاين أوستن تسخر من الصور الروائية كالحب من أول نظرة، أولية العاطفة على الأحاسيس أو الواجبات، الإستغلال الشجاعي للبطل، حساسية البطلة القابلة للعطف، عدم اهتمام العشاق المعلن بالأمور المالية وقسوة الآباء[15] . و بالرغم من الكوميديا الظاهرة في حبكة روايات جاين[16] , فقد ألقت الضوء على الطريقة التي تعتمد بها فتيات الطبقة العليا على الزواج لتحافظ على الثبات الاجتماعي و الحماية الاقتصادية[17]. و ككتابات صمويل جونسون التي كانت شديدة التـاثر بها، ركزت كتاباتها في الأساس على القضايا الأخلاقية[18].
1812-1821: تفاعلات فردية وآراء معاصرة
سريعا ما أصبحت روايات جاين أوستن متحضرة وأنيقة بالنسبة لصناع الرأي، أي هؤلاء الأرستقراطيون الذين دائما ما يملون الأناقة و الذوق. وقد علقت السيدة بيسبورغ، أخت جورجيانا دوقة مدينة ديفونشير المشهورة، على رواية العقل و العاطفة في رسالة لصديقة :" إنها رواية ذكية ... وبالرغم من حمقة النهاية، فقد أستمتعت كثيرا بها[19]." وقد قارنت الأميرة شارلوت من ويلز ، أبنة ولي العهد التي تبلغ الخمسة عشر من عمرها، نفسها بأحدى بطلات الرواية :" أعتقد أني و مريانا متشابهات كثيراً في الميول و مما لا شك فيه أني لست جيدة جداً، فلدينا نفس نزعة التهور و عدم الالتزام و هكذا[20]". وقد نصح الكاتب المسرحي ريتشارد شريدن صديقة بشراء رواية كبرياء و تحامل في الحال بعد قراءته لها و قال " أنها واحدة من أذكى الأشياء " التي قرأها في حياته[21] ، كما كتبت آن ملبانك ، الزوجة المستقبلية للشاعر الرومانسي لورد بايرون، " لقد أنتهيت من قراءة رواية بعنوان الكبرياء و التحامل والتي أعتقد أنها رواية ممتازة جداً " ، و قد علقت على أن الرواية بأنها " الأفضل مما قرأت في الخيال المحتمل" و قد أصبحت رواية أنيقة في الحاضر[22]. و قالت السيدة الأرملة زيرنون لأحدى أصدقائها أن حديقة مانسفيلد لا يوجد بها الكثير كرواية و لكن الأكثر لتاريخ حفلة عائلية في القرية، فهي طبيعية جدا" و كأن، و كما علق أحد طلاب جاين أستون، أن" حفلات السيدة فيرنون غالباً ما تمتاز بالسوء[23]". و قد قالت السيدة آن روميلي لصديقتها الروائية ماريا إيدجورث أن حديقة مانسفيلد مثيرة للإعجاب بشكل عام و جميل و علقت ماريا إيدجورث مؤخراً بأنهم أستمتعوا كثيرا برواية حديقة مانسفيلد[23]. و بالرغم من ردود الأفعال الإيجابية هذه من نخبة أعضاء الطبقة الراقية، إلا أن روايات جاين أوستن قد أستقبلت آراء قليلة نسبيا أثناء فترة حياتها[24] : أثنان لالعقل و العاطفة، ثلاثة لكبرياء و تحامل ، لا شيء لحديقة مانسفيلد و سبعة لإيما . و كانت معظم الآراء قصيرة و إيجابية متوازنة، بالرغم من الظاهرية و الحذر[25] و عادة ما كان يتركز معظمهم على الدروس الأخلاقية للروايات[26]. علاوة على ذلك، و كما كتب برين سوثام، الذي ألف المجلدات النهائية لإستقبال المجتمع لأاعمال جاين أوستن، في شرحه للثلاثة مجلدات " أن وظيفتهم تقتصر فقط على أن تعطي ملحوظات مختصرة ممتدة من الاقتباسات، لمنفعة القارئات لتصنيف قوائمهن المكتبية و تهتم فقط بمعرفة إن كانوا يعجبون بالكتاب لقصته، لشخصياته و الدروس الأخلاقية[27]." و بطلب من الناشر جون موراي للكاتب التاريخي الشهير والتر سكوت بنقد إيما، كتب والتر سكوت أطول التقارير و أكثرهم دراسة و التي نْشرت بدون إمضاء في إصدار مارس 1816 في جريدة العرض الفصلي، و بإستخدام التقرير كمنبر للدفاع عن الرواية من النوع الزري، فقد كرم والتر سكوت اعمال جاين أوستن تمجيداً بقدرتها على نسخ صور من الطبيعة كما أنها موجودة فعلا في مجالات الحياة و تقدم للقاريء صورة صحيحة ومدهشة لما يحدث حوله يومياً[28]." وقد سجل طالب جاين أوسن الحديث، وليام جالبيرن، أن " ليس كبعض قراء جاين أوستن العاديين الذين لاحظوا اختلافها عن الممارسة الواقعية التي حْددت و شْرحت آنذاك، فربما يكون والتر سكوت الأول الذي عين جاين أوستن ككاتبة واقعية ممتازة[29] ، فقد كتب والتر سكوت في جريدته الخاصة عام 1826 فيما أصبح مؤخراً نطاق واسع للمقارنة: كما قرأت مرة أخرى و للمرة الثالثة على الأقل رواية الآنسة جاين أوستن المكتوبة بشكل جيد جداً، كبرياء و تحامل . تلك السيدة الصغيرة لديها الموهبة لوصف تداخل وأحاسيس وشخصيات الحياة اليومية والتي بالنسبة لي أروع ما قابلت، فأنا أستطيع عمل سلالة كبيرة من الكلاب بنفسي كأي شيء يحدث الآن و لكن لطابع الرائع الذي يخدم الأشياء المألوفة و الأشخاص الهامة من حقيقة الوصف و الشعور متبرأ مني فيا أسف أن تموت مثل هذه الكائنة المهداه مبكراً جداً[30].
نْشر دير نورث آنجر و آقناع سويا بعد وفاتها في ديسمبر عام 1817 و كْتب النقد عنهم في الناقد البريطاني في مارس 1818 و في مجلة إيدنبرج و المنوعات الأدبية في مايو 1818، وأحس الناقد الأدبي لجريدة الناقد البريطاني أن أعتماد جاين أوستن الفريد على الواقعية دليل على الخيال الضعيف مما رفضه الناقد الأدبي لمجلة إيدنبرج و مدح جاين أوستن لإبداعها المستمر و لإتحاد الألفة و المفاجآت سويا في حبكات رواياتها[31] .و عموماً، فقد أشار طلاب جاين أوستن أن هذه الانتقادات المبكرة لم تكن تعلم ما تفعله برواياتها، فمثلا هم لا يستوعبوا إستخدامها للسخرية و قد قلل النقاد من رواياتي العقل و العاطفة، و كبرياء و تحامل لحكايات تعليمية عن الفضائل السائدة على العيوب.[32]
و في المجلة الفصلية عام 1821، نشر الكاتب الإنجليزي و عالم اللاهوت ريتشارد هويتلي النقد الأكثر جدية وحماسة، الذي نْشر بعد وفاته، عن أعمال جاين أوستن و رسم هويتلي مقارنات مناسبة بين جاين أوستن العظماء المميزين مثل هوميروس و وليم شكسبير ليثني الخصائص الدرامية الذهلة لقصصها. و قد أكد أيضا على الاحترام و الشرعية للرواية كنوع أدبي، مجادلا على أن الأدب الخيالي، خاصة القصصي، أكثر قيمة من التاريخ و السير الذاتية . و قال وايتلي أن عندما يتم ذلك بالضبط و كما في روايات جاين أوستن أن يركز الأدب الخيالي نفسه مع الخبرة الإنسانية العامة و منها يستطيع القاريء أن يجني بصائر هامة عن الطبيعة البشرية، و في عبارات أخرى، فهي أخلاقية[33]. وقد خاطب هويتلي أيضا وضع جاين أوستن كفتاة كاتبة، فكتب عنها :" نحن نتهم نتهم واحدة من [[[كذا]]] آنسة جاين اوستن الإستحقاقات العظيمة في رأينا، البصيرة التي أعطتنا إياها عن ميزات الشخصيات النسائية. ... فبطلاتها هن ما يجب أن تكون عليه النساء بالرغم من أن الفرد لا يستطيع أن يأتي بهن ليعرفن ذلك[34]." فلا يوجد نقد آخر هام و مبدع نشر عن جاين أوستن حتى القرن التاسع عشر . فقد حدد وايتلي و سكوت الانطباع لرؤية العصر الفكتوري ل جاين أوستن[33].
1821-1870: بعض المثقفين
كان لدى جاين أوستن الكثير من القراء المعجبين خلال القرن التاسع عشر و الذين كانوا، من وجهة نظر الناقد إيان وات، يقدرونها "فهي دقيقة...تركز في الخبرات الاجتماعية العادية[35]". ولكن روايات جاين أوستن لم تتطابق مع أولويات بريطانية محددة وقوية من الفيكتوري و الرومانسي و ذلك يتطلب أن العاطفة القوية تْوثق بالعرض الفاضح للأصوات و الألوان في الكتابة[36]". وقد جْذب نقاد و جمهور العصر الفيكتوري إلى أعمال كتاب مثل: تشارلز ديكنز و جورج إليوت ، و بالمقارنة، تبدو روايات جاين أوستن بسيطة و هادئة[37]. و بالرغم من أن أعمال جاين أوستن أْعيد نشرها بدايةً في أخر عام 1832 أو أول عام 1833 عن طريق ريتشارد بينتلي في سلسلة الروايات القياسية و بقيت في المطبعة باستمرار بعد ذلك، فلم يكونوا الأكثر مبيعاً [38]. و جاء وصف ساوثام قائلا:" القراء ما بين عامي 1821 و 1870 عددهم ضئيل جداً بجانب الجمهور الشهير لديكينز و معاصريه"[39]. و قد رأى من قرأ روايات جاين أوستن أنفسهم قراء متميزين -بأنهم قلة مثقفة، و أصبح ذلك موضوع مشترك لنقد جاين اوستن خلال القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين[40]. فأوضح الفليسوف و الناقد الأدبي جورج هنري لويس هذا الموضوع في سلسلة من المقالات الحماسية أعقاد 1840 و 1850، و في مقال " روايات جاين أوستن" الذي نْشر بدون إمضاء في مجلة بلاك وود عام 1859، أثنى لويس روايات جاين أوستن ل" الاقتصاد الفني... سهولة التكيف مع الغاية المؤدية للنهايات، بدون الاستعانة بعناصر زائدة" و قد قارنها بِشكسبير[41] ، وبالمجادلة على أن جاين أوستن تفتقر القدرة على أن تشيد حبكة روائية، ظل هو يمجد درامياتها :" قلب القاريء لا يخفق و فضوله لا يزداد و لكن أهتمامه لا يقل للحظة، فعند بداية الحدث، يتحدث الأشخاص، يشعرون و يمثلون و كل شيء يْقال، يْحس أو يحدث يتجه نحو المشكلة و حلها في القصة، و نحن تقريباً أصبحنا مم ثلين و متفرجين لمسرحية قصيرة[42]. و بالتفاعل ضد مقالات لويس و بإتصاله الشخصي بها، أعجبت الروائية تشارلوت برونتي بدقة جاين أوستن بالحياة اليومية و لكنها وصفتها بأنها " فطنة و متتبعة فقط" كما نقدت غياب العاطفة المرئية في أعمالها[43] . فبالنسبة لتشارلوت برونتي، تبدو أعمال جاين أوستن رسمية و متكلفة، " حديقة مْنسجة و مزروعة جيداً، تصحبها حدود منظمة و ورود رقيقة، و لكن لا يوجد مظهر للمحة مشرقة تنبض بالحياة، لا يوجد قرية مفتوحة، لا هواء منعش، لا تلال زرقاء ولا غدير جميل"[44].
الترجمات الأوروبية للقرن التاسع عشر
ظهرت روايات جاين أوستن في بعض الدول الأوروبية قريباً بعد نشرها في بريطانيا، بدايةً عام 1813 بالترجمة الفرنسية لرواية كبرياء و تحامل و سرعان ما تْبعت بالطبعات الألمانية، الدنماركية و السويدية[45]، و لم يكن توافرهم في أوروبا عام . لم تكن جاين أوستن معروفا جيدا في روسيا و أول رواية لجاين تترجمة بالروسية، لم تظهر إلا عام 1967[45] . و بالرغم من أن روايات جاين أوستن تْرجمت لعدة لغات أوروبية، إلا أن الأوروبيون لو يعترفوا بأعمالها كجزء من تراث الرواية الإنجليزية و هذه الملاحظة دْعمت بالتغييرات التي أضافها المترجمون، فقد أضافوا العاطفة على روايات جاين أوستن و تجاهلوا الفكاهة و السخرية. . و بذلك، تعلق القراء الأوروبيون بأسلوب والتر سكوت في الرواية الإنجليزية[46]. و بسبب التغييرات الخطيرة التي فعلها المترجمون، أْستقبلت جاين أوستن كروائية من نوع مختلف في القارة عنها في بريطانيا[47]. فمثلاً: الروائية الفرنسية إيزابيلا دو منتيليو ترجمت عدة روايات لجاين أوستن لإسلوب الكتابة ذاته الذي تكتب به هي : الرواية العاطفية الفرنسية. و مثال لترجمة إيزابيلا لكبرياء و تحامل، بدلت المحادثات الطريفة بين إيزابيلا و دارسي إلى أخرى جادة[48]. و اعتراف إليزابيث بأنها دائما ما ترى تشابه كبير في طريقة تفكيرهم (هي و دارسي) لأنهما كارهون لكثرة الكلام إلا إذا توقعوا أن يقولوا شيئا يدهش المكان بأكمله، فتحولت إلى " أنا أبقى صامتة لأني لا أعرف ماذا أقول و أنت لأنك تثير تعبيرات وجهك تأثراً أثناء الكلام". و كما أوضح كوزي و ساليا في مقالتهما عن ترجمات جاين أوستن، " المساواة في التفكير الذي أخذته لإليزابيث للاعتراف منكر و و تقديم التفريق الجنسي"[48]. و لأن أعمال جاين أوستن عْرفت في فرنسا كجزء من التراث العاطفي، فقد ظْللوا بأعمال الواقعيين الفرنسيين كستندال ، بالزاك، و فلوبير[49]. كما وضعت الترجمات و التقارير الألمانية على تلك الترجمات في صف الكتاب العاطفيين، وخاصةً الكاتبات الومانسيات الآتي ظهرن مؤخراً[50]. ولكن، دراسة بعض الأبعاد الهامة الأخرى للترجمات الفرنسية كالمحادثات الحرة الغير مباشرة، تفعل كثيراً لتفرق إستيعابنا بالإستقبال الأول لجاين أوستن لجمهور القراء الفرنسيين[51]. تستخدم جاين أوستن أسلوب الحكاية كالمحادثات الحرة الغير مباشرة اتقدم إدراك آن إليوت في رواية إقناع. و في الواقع أن صورة الخبرة الذاتية للبطلة هي محور الحكاية[52]، و الاستخدام المتكرر للمحادثات الحرة الغير مباشرة يصب المحادثات الروائية لرواية إقناع في درجة عالية من الرقة واضعة عبء الترجمة كبير على المترجمين الأوائل لأعمال جاين أوستن، و قد أثبتت الدراسات مؤخرا أن المحادثات الحرة الغير مباشرة في رواية إقناع تْرجمت على نحو متسع في رواية إيزابيلا دو منتيليو "عائلة إاليوت"[53] و بالتأكيد كانت إيزابيلا مدركة ميل حكاية جاين أوستن للتنقيب عن الحالة النفسية للبطلة في رواية إقناع، فقد علقت على ذلك في مقدمة رواية عائلة إاليوت، و شخصتها بأنها "فروق تكاد تكون ضئيلة و دقيقة تأتي من القلب "[54]. أثبتت ترجمات إيزابيلا الواسعة للمحادثات الحرة الغير المباشرة لجاين أوستن، أنها في الحقيقة واحدة من القراء الناقدين الأوائل اجاين أوستن و وأن قرائتها المرجعية لأسلوب الحكاية عند جاين يعني أن قرائها الفرنسيون الأوائل يمكنهم أيضاً المشاركة في الدراما النفسية لآن إليوت بنفس الطريقة التي يتبعها القراء الإنجليز[55].
1870-1930: إنفجار شعبي
السير الذاتية للعائلة
منذ عقود، سادت آراء سكوت و ويتلي إستقبال أعمال جاين أوستن و قرأ رواياتها القليلون، و في عام 1870، تغير كل هذا بنشر أول سيرة ذاتية هامة لجاين أوستن ، مذكرات جاين أوستن، و التي كْتبت بواسطة ابن أخيها ، جايمس إدوارد أوستن -ليه[56] . و مع ظهورها ، إزدادت شهرة جاين أوستن و نقدها المستمر بشكل دراماتيكي[57]، قْدم قراء المذكرات لأسطورة كاتبة هاوية و التي كتبت أعمال فنية مميزة : و قد ألصقت المذكرات في عقول الشعب صورة عاطفية لجاين أوستن كعمة في منتصف العمر ، عذراء، و هادئة ، كما طمأنتهم على أن أعمالها كانت مناسبة للأسرة الفيكتورية المحترمة. كان يملك جايمس إدوارد أوستن صورة مرسومة لجاين أوستن معتمدة على ألوان المياه القديمة، فقام بطلطيف صورتها و قدمها للشعب القيكتوري[58]، و أْعتمد النقش المطبوع على واجهة المذكرات على الصورة المثالية. و قد دفع نشر المذكرات إالى إعادة إصدار روايات جاين أوستن من جديد ، و ظهرت الطابعات الأولى الشهيرة في عام 1883 - سلسلة رخيصة نْشرت عن طريق روتلدج، و قد أْتبع ذلك بتوالد طباعات مصورة ودقيقة، مجموعات الهواة، وطباعات عالمية[59]. وبالرغم من أن النقاد المعاصرين أستمروا في تأكيد أن أعمالها راقية ومناسبة فقط لهؤلاء الذين يمكنهم فحص أعماقهم بدقة [60]، ولكن بعد نشر المذكرات، نْشر نقد على أعمال جاين أوستن في عامين أكثر مما نْشر في الخمسين السابقة.[61] و في 1913، نشر ويليام أوستن-ليه و ريتشارد أرثر أوستن-ليه، سلالات عائلة جاين أوستن، السيرة النهائية للعائلة ، جاين أوستن: حياتها و آدابها- سجل عائلي، يعتمد أولاً على الأوراق و الخطابات العائلية . و قد وصفها كاتب السيرة الذاتية لجاين أوستن، بارك هونان، بأنها " دقيقة ، وقورة، جديرة بالثقة، و أحيانا تكون قوية و مثيرة للعواطف"[62]. وبالرغم من أن المؤلفين ابتعدوا عن اللهجة العاطفية للمذكرات، فقد بذلوا جهداً يذكر لتذهب وراء سجلات العائلة و العادات الفورية المتاحة لهم، فقدم كتابهم الحقائق المثبتة و قليلاً على طليق اليفسير و التأويل.[63]
النقد
خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر، نْشرت الكتب الأولى للنقد التحليلي الخاص بأعمال جاين أوستن ، وفي عام 1890 نشر جودوين سميث حياة جاين أوستن ليبدأ مرحلة جديدة في التراث النقدي حيث أصبح أدباء جاين أوستن نقاد، ويعد ذلك بداية للنفد الرسمي وذلك تركيز على جاين أوستن ككاتبة و تحليل للأساليب التي جعلت كتاباتها منفردة.[64] و بالنسبة لسوثام، أثناء ما ازداد نقد جاين أوستن في الكمية و، إلى حد ما، في الجودة بعد عام 1870، تخلله تماثل محدد: لقد رأينا الروايات تشيد بتألقها في الشكل و السطح"النهاية" ، لواقعية عامها الخيالي، لتنوع و حيوية الشخصيات، لشيوع الفكاهة فيها ، الأخلاقيات الرقيقة الغير عقائدية و توزيعها الغير واعظ . فالروايات تْمنح جائزة لامتيازها، ولكن قد يْرى أنه كمال ضعيف حْقق بالحدود الكوميدية الداخلية .[65] و بين أذكى هؤلاء النقاد يكون : ريتشارد سمبسمون، مارجريت أوليفانت، و ليسلي ستيفن. وفي تقرير عن المذكرات، وصف سيمبسون جاين أوستن بأنها ناقدة جادة و لكنها ساخرة في المجتمع الإنجليزي ، و قد قدم موضوعين مفسرين و الذين أصبحا فيما بعد الأساس للنقد الأدبي الحديث لأعمال جاين أوستن: الفكاهة كنقد اجتماعي و السخرية كوسيلة للتقييم الأخلاقي، و تستكمل بمقارنة لويس لجاين أوستن بشكسبير، فكتب سيمبسون أن جاين أوستن: بدأت باعتبارها ناقدة ساخرة، و أبدت بحكمها... ليس بإستنكار مباشر، ولكن بالأسلوب الغير مباشر للتقليد والتضخيم من أخطاء نماذجها. ... النقد، الفكاهة، السخرية، والتحكيم ليسوا مما يعطوا القرار ولكن من المحاكية التي تختبر شخصياتها أثناء التقليد و السخرية[66]. لم تكن مقالة سيمبسون معروفة و لم تكن مؤثرة حتى إقتبسها ليونيل ترايلينج عام 1957[67]. و كاتبة آخرى كان نقدها لجاين أوستن مْتجاهل، هو الروائية مارجريت أوليفانت فقد وصفت جاين أوستن تقريباً بمصطلحات نسائية بدائية، مثل" مسلحة بمزاج رفيع من السخرية النسائية، مليئة بالطاقة الحادة، الحماسة، الدهاء، و الأعتدال النفسي، تتمتع بحس متقن من السخرية، تحقير لاذع و لكن صوته خافت ، و رواياتها هادئة جداً و باردة و حماسية"[68]. وهذا السطر من النقد لم يْكتشف كلياً حتى حقبة 1970 عند نهوض النقد الأدبي النسائي. وبالرغم من أن روايات جاين أوستن نْشرت في الولايات المتحدة منذ عام 1832.. إن كان في طباعات المراقب، فلم يكن هناك حتى بعد عام 1870 رد أمريكي مميز على جاين أوستن[69]. وكما أوضح سوثام،" أن بالنسبة للأجناس الأدبية الأمريكية، فساحة جاين أستون الزراعية شاحبة جداً ، متكلفة كثيراً، نقية جداً ، و بالتأكيد غير بطولية"[70]. لم تكن جاين أوستن ديمقراطية بالدرجة الكافية بالنسبة للأذواق الأمريكية ، نسيجها لم يمتد لموضوعات الثغر التي جاءت لتعبر عن الأدب الأمريكي[70]، و ببداية القرن العشرين، قْدم الرد الأمريكي عن طريق جدال بين الروائي و الناقد الأمريكي ويليام دين هويلز ، والكاتب و الفكاهي مارك توين . و في سلسلة من المقالات ، ساعد هويلز في وضع جاين أوستن في صورة قانونية للجماهير، و لكن أستخدم توين جاين أوستن للمجادلة ضد التقليد الإنجليزي في أمريكا. و بذلك، جادل توين في تمييز الأدب الأمريكي بمهاجمة الأدب الإنجليزي.[71] وفي كتابه إتباع خط الاستواء، وصف توين المكتبة في سفينته :" كتب جاين أوستن... غائبين عن هذه المكتبة، وهذا إغفال واحد فقط يمكنه أن يجعل هناك مكتبة جيدة إلى حد ما من خلال مكتبة فارغة من الكتب"[72].
معجبين جاين أوستن
أوضحت مداخل تغيير موسوعة بريتانيكا لجاين أوستن زيادة شعبيتها و مكانتها ، فوصفتها الطبعة الثامنة (1854) بأنها "روائية ممتازة" ، و لكن الطبعة التاسعة (1875) مجدتها "كواحدة من أكثر الرواثيين البريطانيين الحديثين تميزاً" [73]. و حوالي عند بداية القرن العشرين، بدأت روايات جاين أوستن تْدرس في الجامعات و تظهر في تواريخ الرواية الإنجليزية[74]. و ظلت صورتها المسيطرة على خيال العامة هي التي نْشرت بدايةً في المذكرات، و أشتهرت بهايلز في سلسلة مقالاته في مجلة هاربر و عْرفت ب" العمة جاين العزيزة"[75]. وصف المؤلف و الناقد ليسلي ستيفن الهوس الذي بدأ يتطور لجاين أوستن في الحقبة 1880 و سميت بأستونلاتري_و قد طور القراء الإتصال الشخصي بجاين أوستن بعد نشر مذكراتها[76] . ولكن، حوالى عام 1900، تفاعل أعضاء النخبة الأدبية، الذين اعترفوا بتقديرها كرمز للثقافة، ضد هذه الشعبية لأعمالها، و قد أشاروا على أنفسهم ب"الجاينيين"[77] ليميزوا أنفسهم عن الجماعات ، التي تبدو في نظرهم، غير مدركة لجاين أوستن تماماً.[78]
أشار الروائي الأمريكي،هنري جيمس، والذي يعد واحداً من أعضاء هذه النخبة الأدبية، إلى جاين أوستن عدة مرات بإستحسان و صنفها في فرصة واحدة مع شكسبير، ميغيل دي ثيربانتس، و هنري فيلدنغ، من ضمن " الرسامين الرائعين للحياة"[79]. و لكن اعتقد جايمس جاين أوستن فنانة غير واعية والتي وصفها بأنها شهوانية و ساحرة[80]. و في عام 1905، رد جايمس بإحباط على ما وصفه بالإعجاب الكاذب لجاين أوستن، بصعود الفرصة المناسبة للمصلحة العامة التي فاقت اهتمامات و ميزات أوستن الجوهرية. ميز جايمس هذم الزيادة خاصةً " للانطلاق التجاري السريع,... الروح الخاصة لبيع الكتب. .... مجموعة الناشرين، المحررين، المصورين، المخرجين للثرثرة المسلية في المجلات، و الذين وجدوا محبوبتهم، محبوبتنا و محبوبة كل الناس ، جاين غير محدودة لغرضهم المادي، قابلة للتعديل لإنتاج رائع في كل مجموعة لما يْسمى بذو الذوق الرفيع، و الذي يثبت كونه شكل رائج ظاهرياً.[81] و في محاولة لتجنب تقليد الصورة العاطفية "للعامة جاين" واقتراب خيال جاين أوستن من منظور جديد[82] ، و في عام 1917، نشر المفكر البريطاني و الكاتب الرحال، رينالد فارير، مقالة مطولة في التقرير الفصلي، و الذي يلقبه طالب جاين أستون، أ. والتون ليتز، بأفضل مقدمة منفردة لخيال جاين أوستن. وصفها ساوثام بانها مقطوعة "جاينية" بدون تعبد[83]. أنكر فارير بأن فنية جاين أوستن غير واعية ( قاصدا جايمس) ووصفها بأنها كاتبة ذات تركيز حاد ، و ناقدة صارمة لمجتمعها، "متألقة و وحشية"، هادئة و لكنها قاسية"، " مع خصلة صلبة ، وهي الدقة المستعصية في أحكامها".[84] كان فارير واحداً من أوائل النقاد الذين شاهدوا جاين أوستن ككاتبة مدمرة.[85]
المعرفة الحديثة
مهدت بعض الأعمال الهامة المبكرة -بريق من براعة جاين أوستن العلمية- الطريق لجاين أوستن لتصبح محصنة بصلابة في الأكاديمية. الأولى كانت مقالة لطالب شكسبير بجامعة أكسفورد، أ.س.برادلي، عام 1911 ،" تْعتبر بشكل عام كنقطة لبداية للإتصال الجامعي الجاد مع جاين أوستن"[86]. ركز برادلي على روابط جاين أوستن مع كاتب و ناقد القرن الثامن عشر صمويل جونسون، مجادلاً على أنها كانت أخلاقية كما أنها فكاهية، وهذا يعني أنهم "مبدع تماماً" بالنسبة لسوثام.[87] قسم برادلي أعمال جاين أوستن إلى روايات "مبكرة" و "حديثة"، وتلك الفئات التي مازالت تْستخدم من الطلاب اليوم.[88] و الناقد الخارق الثاني لجاين أوستن في بداية القرن العشرين هو ر.و.شابمان، والذي تْعد طبعته الوقورة لأعمال جاين أستن المْجمعة، هي الطبعة العلمية الأولى لأعمال أي روائي إنجليزي.[89] و في يقظة إسهامات برادلي و شابمان ، شاهدت حقبة 1920 ازدهار في معرفة جاين أوستن، و أوضح الروائي إي. إم. فورستر أساسا مفهومه عن الشخصية "المحورية" بإستشهاد أعمال جاين أوستن.[90] وقد كانت مع نشر جاين أوستن و آدابها، لماري لاسيليز- "أول دراسة علمية و تاريخية شاملة" لجاين أوستن- عندما نضجت الدراسات الجامعية لأعمالها[90]. شملت لاسيليز مقالة ذاتية قصيرة، تحليل مبتكر للكتب التي قرأتها جاين أوستن و تأثيرها على كتاباتها، و تحليل ممتد لإسلوب جاين أوستن و فنها السردي. شعرت لاسيليز بأن النقاد السابقين جميعا عملوا بالتدريج " ضئيلة جداً حتى أن القاريء لا يستطيع أن يرى كيف استطاعوا أن يصلوا إلى تلك النتائج حته وجد بصبر طريقه إاليهم"[91]. تمنت هي ان تفحص جميع أعمال جاين أوستن سوياً و أن تْخضع إسلوبها و براعتها الفنية للتحليل المنهجي. و وافق النقاد التابعيين على إنها نجحت. و كبرادلي قديماً، ركزت هي على إتصال جاين أوستن بصموئيل جونسون و رغبتها في أن تناقش الأخلاقيات عن طريق الخيال. و لكن، في ذلك الوقت، قلق بعض معجبين جاين أوستن على أن الجامعيين استولوا على نقد جاين أوستن و قد أصبح ذلك سري بدرجة متزايدة- الجدال الذي استمر إالى بداية القرن الحادي و العشرين[92]. و في تدفق الآراء المعدلة في منتصف القرن، أقترب العلماء من جاين أوستن بشك أكثر . د.و. هاردنج، التابع و المتوسع عن فارير، ناقش في مقالته " الكراهية المنضبطة: جانب من اعمال جاين أوستن" أن أعمالها لم تدعم الوضع الراهن و لكنها بالأحرى دمرته. لم تكن سخريتها فكاهية و لكنها لاذعة و تهدف إالى تفويض الافتراضات التي رسمتها للمجتمع، و عن طريق إستخدامها للسخرية، حاولت جاين اوستن أن تحفظ نزاهتها كفنانة و إنسانة في وجه السلوكيات و الممارسات التي رفضتها[93]. و في نفس الوقت تقريباً، ناقش الناقد المؤثر ق.د.ليفيز، في " النظرية النقدية لكتابات جاين أوستن" و التي نْشرت في جريدة سروتني في بداية الحقبة 1940، أن أستون كانت كاتبة متخصصة ، و ليست مجرد هاوية.[94] مقالات هاردينج و ليفيز تْوبعوا بمعالجة معدلة أخرى بواسطة مارفين مودريك في جاين أوستن : السخرية كدفاع و اكتشاف (1952). رسم مودريك جاين أوستن كمنعزلة ، دفاعية، و ناقدة لمجتمعها. كما أوضح بالتفاصيل العلاقة التي شاهدها بين سلوك جاين إتجاه الأدب المعاصر و إستخدامها للسخرية كإسلوب لتغير حقائق مجتمعها بما تشعر أنه ما يجب أن يكون[93] ، و تلك الآراء المعدلة سوياً مع بيان الناقد الشهير ف.ر. ليفيز في "التراث العريق" (1948) أن جاين أستون كانت و احدة من الكتاب العظماء للخيال الإنجليزي ، و نشر رأي بواسطة لان وات ، الذي ساعد في صياغة المناقشة العلمية فيما يتعلق بأنواع الرواية، ساعد كثيرا لتثبيت مكانة جاين أوستن بين الجامعيين[95]. و قد وافقوا على أنها دمجت ميزات هنري فيلدنغ و صمويل ريتشاردسون في الباطن و السخرية، الواقع و التهكم لتشكل لكلاهما تفوق إبداعي.[96] شاهدت الفترة فيما بعد الحرب العالمية الثانية ازدهار في المعرفة على جاين أوستن ، إضافة إالى تنوع الاتصالات النقدية. و إحدى أكثر الأشياء إثماراً و إستمرارية هي اعتبار جلين أوستن كاتبة سياسية. و كما شرحت الناقدة جاري كيلي، "أن البعض يرونها محافظة سياسية لأنها تبدو أنها تحمي النظام الاجتماعي المؤسس، و يراها الآخرون كحسلسة إتجاه السياسة المتطرفة التي تتحدى النظام المؤسس، و خاصةً في هيئة السلطة و السيادة... يرى بعض النقاد روايات جاين أوستن غير محافظة و لا مدمرة، و لكنها معقدة، جوانب منتقدة للنظم الاجتماعية و لكن مدعمة للإستقرار والفئات المفتوحة[97]". و في جاين أوستن و حرب الأفكار(1975)، والتي ربما أن تكون أهم هذه الأعمال، ناقشت مارلين باتلر أن جاين أوستن كانت غارقة في، وليست منعزلة عن، الأخلاق الرئيسية و و النزاع السياسي في وقتها، معتنقة للأحزاب، محافظة من الأساس، و موقف المسيحية في هذه الخلافات. وعلى نفس الطريق، ناقشت أليستر م. دوكوورث في تحسين الوضع:دراسة روايات جاين أوستن(1971)، أن جاين أوستن استخدمت مفهوم "الوضع" للرمز إلى كل ما هو هام عن المجتمع الإنجليزي المعاصر، والذي يجب أن يْصان، يتحسن، ويمر للأجيال المستقبلية[98]. و كما دونت ريزيسواري رازان في مقالتها عن منحة جاين أوستن الأخيرة، " فكرة جاين أوستن السياسية لم تعد تْهاجم بجدية". و الأسئلة التي يتحقق فيها العلماء الآن تقتضي " الثورة الفرنسية، حرب، القومية، الأمبراطورية، الفئة، تحسين"الأوضاع", الأكليروس، المدينة مقابل القرية، الإبطال، المهن، عتق الإناث، إما كانت سياستها محافظة، ويجية، أو متطرفة، وإما كانت معتدلة أو ثورية، أو أنها تشغل الوضع الإصلاحي بين هذه الأطراف".[99] و في الحقبتين 1970 و 1980، تأثرت دراسات جاين أوستن بإبداع ساندرا جلبيرت و سوزان جوبار المرأة المجنونة في العلية (1979)، و التي تعارض الأسطح اللائقة بغضب متفجر للكاتبات الإنجليز في القرن التاسع عشر.و هذا العمل ، إلى جانب النقد الإناثي الآخر لجاين أوستن، وضع جاين أوستن بصرامة ككاتبة أنثى. و الحماس الذي نتج في جاين أوستن بواسطة هؤلاء النقاد أدى إالى غكتشاف و دراسة لكاتبات نساء آخرين في ذلك الوقت[100]. و من ناحية أخرى، و مع نشر "روايات جاين أوستن:تغيير اجتماعي و هيئة أدبية" لجوليا برويت براون (1979),، "جاين أستون: الأنوثة و الخيال" لمارجريت كيرهام (1983)، و "جاين أوستن: المرأة، السياسة، و الرواية" لكلوديا ل.جونسون (1988)، لم يعد العلماء قادرين على المناقشة بسهولة على أن جاين أستون كانت "غير سياسية، أو حتى أنها محافظة غير مؤهلة[101]" . فمثلاً ، كيرهام وصفت التشابه بين تفكير جاين اوستن و ماري ويلستونكرافت، بتصنيفهم ك"إناث التنوير". و وضعت جونسون أيضاً جاين أوستن في التراث السياسي للقرن الثامن عشر ، ولكنها أوجزت الدين الذي تدينه جاين أوستن للروايات السياسية في الحقبة 1790 التي كتبت بواسطة النساء[102].
و في أواخر الحقب 1980، 1990، و 2000 سيطرت الدراسات الفكرية، و ما بعد الإستعمارية و الفلسفة الماركسية على دراسات جاين اوستن [103]. و بإنشاء نقاش ساخن، خصص إدوارد سعيد فصل من كتابه "الثقافة و الإمبريالية" (1993) لرواية حديقة مانسيفلد، مجادلاً غلى أن الوضع الخارجي ل"أنتيجوا" و قضية الإستعباد أظهروا أن ظلم الإستعمار كان افتراض غير معلن للمجتمع الإنجليزي خلال بداية القرن التاسع عشر. و في كتاب جاين أوستن و الجسد: صورة الرخاء (1992), اكتشف جون ويلتشير، الانشغال ب المرض و الصحة في شخصيات جاين أوستن. خاطب ويلتشير النظريات الحالية "للجسد كجنس" و بتوسع أكثر عن كيفية كون الثقافة "محفورة" على إستعراض البدن.[104] و كان هناك أيضاً رجعة لاعتبار الجماليات بكتاب "جاين أوستن: أو سر الإسلوب ل د.أ.ميلر (2003) و الذي ربط العناية الفنية بالنظرية الغريبة.[105]
الثقافة الشعبية الحديثة
الرابطة الحديثة لمعجبين جاين أوستن
شرحت الناقدة كلوديا جونسون "حملة معجبين جاين اوستن" بأنها " حماسة محبة و واعية ذاتياً لجاين و أن كل التفاصيل تشير إاليها"[38]. و لم يكن معجبين جاين استون يقرأوا رواياتها فقط ، و لكن كانوا أيضاً يعيدوا طباعتهم، يكتبوا مسرحيات معتمدة علهم، و أصبحوا خبراء في إنجلترا في بداية القرن التاسع عشر و عاداتها.[106] علقت طالبة جاين اوست " ديدر لينش" أن "العبادة" هو المصطلح المناسب لمعجبين جاين أوستن الملتزمين، فقد قارنت ممارسات الحجاج الدينيين بهؤلاء معجبين جاين، الذين يتنقلون لعدة أماكن متصلة بحياة جاين أوستن، رواياتها، و أفلامها المعدلة، فخمت أن هذا "نوع من السفر عبر الزمن إالى الماضي"، والذي ، بتضييف المعجبين، يحفظ "تلاشي الطابع الإنجليزي أو مجموعة من القيم التقليدية"[107]. و قد إتسعت المقاطعة كثيراً بين التقدير الشعبي لجاين اوستن و التقدير الجامعي لها الذي بدأ بليسيلز. قارنت جونسون معجبين جاين بالمهووسين، مناقشةً أن كلاهما "مهزئين و مهمشين بمؤسسات ثقافية مسيطرة مائلة على إجازة أهدافها و بروتوكولات خبراتها". ولكنها لاحظت أن أعمال جاين أوستن يعتبروا الآن جزء من الثقافة العليا و الثقافة العامة، و لكن ستار تريك يستطيع فقط أن يدعي أنها جزء من الثقافة الشعبية.[108]
المعدلات
تمتد المؤلفات ، الكتابات و المعدلات المعتمدة على أعمال جاين استون من المحاولات لتوسيع القصص بإسلوب جاين استون للرواية الإباحية ذات النزعة الناعمة "فضائل و رذائل" (1981) و روايا الخيال "القرار و المقاومة" (1996)[109]. وبدايةً من منتصف القرن التاسع عشر، نشر افراد عائلة استون ختامات لرواياتها الناقصة. و بعام 2000، كان هناك أكثر من مائة معدل مطبوع لأعمال جاين استون[109]. و بالنسبة للينش، "تبدو أعمالها أنها تبرهن على ضيافة أكثر للأعمال المستكملة أكثر تقريباً من أي روائي آخر"[110]. اعتماداً على الفئات الموضوعة بواسطة بيتي أ.شيلينبيرج و باول بودرا، وصفت لينش نوعين مختلفين من تكملة روايات جاين: تلك التي تستكمل الحكاية، و الأخرى التي تعود إلى " عالم جاين أستون"[111]. والعبارات التي تستكمل القصة "تعتبر عامةً بالمبادرات المترددة، كما شهدت الإراء" و "دائما تشعر بالانحدار للقوطيين و الروايات العاطفية التي تحب جاين أن تحاكيها"[112]. و تلك التي تركز على الأشواق "تْوصف بالحنين الرجعي ولكن أيضاً بنوع من الهزل ما بعد الحداثة و الولع بالمرح الداخلي"، اعتماداً على القاريء ليرى شبكة التلميح الأستوني[113]. أصبح الاهتمام بجاين أوستن و تعديل رواياتها شيء مشترك خلال القرن العشرين، بين 1900 و 1975, أْنتج أكثر من ستين منتج إزاعي، تيليفزيوني ، سينمائي و مسرحي لأعمال مختلفة لجاين أستون.[114] و الصورة الأولى للفيلم المعدل لرواية جاين اوستن، كان إنتاج ميترو غولدوين ماير لكبرياء و تحامل ,بتألق لورنس أوليفيه و جرير جارسون . و تعديل هوليوود كان مقترح أولاً بواسطة المضيف هاربو ماركس، الذي رأى عرض للرواية في فيلاديفيا عام 1935, و لكن الإنتاج تأجل. و بإخراج روبيرت ز. ليونارد، و بكتابة الروائي الإنجليزي ألدوس هكسلي بالتعاون مع كاتبة السيناريو جاين مارفين، أْسقبل الفيام بالنقد، بالرغم من أن الحبكة و الشخصيات إنحرفت على نحو وجيه من رواية جاين الأصلية[115], وبالتصوير في الإستوديو و بالإبيض و الأسود، رحلت خلفية القصة إالى الحقبة 1830 مع تصميمات الأزياء الفاخرة.[116] و في معارضة مباشرة لتعديل هوليوود لروايات جاين اوستن، هدفت دراما بي بي سي من الحقبة 1970 فصاعداً , للالتصاق بدقة بقصص جاين اوستن، تشخيصاتها , خلفيات رواياتها[117]. و مثال لتعديل البي بي سي لإيما عام 1972 , فقد أخذت عناية فائقة دقيقة تاريخياً , و لكن بطء سرعتها و طول مشاهدها، تناقضت سلبياً مع سرعة الأفلام التجارية[116]. و إتخذ تعديل البي بي سي لكبرياء و تحامل (1980) كثيراً من تقنيا الفيلم-مثل استخدام المشاهد الطويلة للمناظر الطبيعية- و ذلك أكسب الإنتاج مزيداً من الأناقة البصرية. دائماً ما تْرى كبداية لحركة "الدراما الموروثة" , وهذا الإنتاج كان الأول الذي يْصور بصفة عامة في المواقع الخارجية[118]. و دفعة لإلتحم المعدلات، أو الأفلام التي جمعت إسلوب هوليوود و إسلوب التراث البريطاني، بدأت في منتصف الحقبة 1980. و كان إنتاج دير نورث آنجر عام 1986 , أول تعديل ملتحم للبي بي سي، و الذي جمع الأسلوب الأصلي و فسق حقبة 1980, بشخصيات دائمة الانحراف إتجاه السريالية[119].
بدأ ظهور موجة من معدلات جاين أوستن في حوالي عام 1995, بدايةً بتعديل إيما تومسون للعقل والعاطفة عام 1995 لكولومبيا بيكتشرز, وهذا تعديل ملتحم من إخراج أنج لي[119]. وهذا الفيلم المليء بالنجوم إنفصل عن الرواية في طرق عديدة، و لكنه سريعاً ما اصبح ناجحاً تجارياً و نقداً. فقد رْشح لجوائز عديدة، تشمل سبع جوائز أوسكار. أنتجت بي بي سي معدلين عام 1995: الفيلم التليفزيوني التقليدي "إقناع و المسلسل الشهير للكاتب أندرو دافيز " كبرياء و تحامل", بتألق النجم كولين فيرث و النجمة جينيفر إلي، فاق فيلم دافيز على إقناع ذو المستوى الضئيل، و حقق نجاح منطلق، باشتعل "هوس دارسي" في بريطانيا و اندفاع سرعة تدفق النجوم[120]. أثنى النقاد انصرافها الذكي عن الرواية، بالإضافة إلى زيها الحسي، تحريرها السريع، و الحوار الأصلي والمناسب[120]. و قد أثار إنتاج البي بي سي هذا انفجاراً في نشر المعدلات المطبوعة لجاين أوستن، بالإضافة إالى، بيع 200,000 نسخة فيديو من المسلسل في عام انطلاقه-50,000 نسخة بيعت فقط في أول إسبوع .[114]
أصبت أيضاً الكتب و السيناريوهات المستخدمة لأحداث القصة العامة لروايات جاين اوستن باختلاف، أو بالأحرى، بتحديث الحكاية، شهيرة في نهاية القرن العشرين. ففيلم "كلوليس" (1995) , النص المستحدث لرواية إيما بواسطة امي هيكيرلنج، و الذي حدث في بيفيرلي هيلس, أصبح ظاهرة ثقافية و وْلد مسلسله التليفزيوني[121]. و يعتمد فيلم مذكرات بريدجيت جونز (2001), على كتاب يحمل نفس العنوان عام1996 للكاتبة هيلين فيلدينج، مستوحى من كل من رواية كبرياء و تحامل و معدل البي بي سي عام 1995. و فيلم كبرياء و تحامل إنتاج بوليوود, و الذي يضع قصة جاين أوستن في الهند الحالية أثناء انضمام موسيقى أصلية، عْرض لأول مرة عام 2004. و لكن ظهر تعديل آخر لكبرياء و تحامل في السنوات التابعة، بتألق النجمة كيرا نايتلي, التي رْشحت لجائزة أكاديمية على تأديها لدور إليزابيث بانيت، و اظهر فيلم جو رايت أول تعديل مميز منذ عام 1940 , و الذي طمح ان يكون طبق الأصل كالرواية.[122]
المراجع
- جاين أوستن
- Lascelles, 2
- Lascelles, 4–5; MacDonagh, 110–28; Honan, Jane Austen, 79, 183–85; Tomalin, 66–68.
- Le Faye, Family Record, 100, 114
- Le Faye, Family Record, 104.
- Fergus, 13–14.
- Le Faye, Family Record, 225.
- Qtd. in Le Faye, Family Record, 226
- Le Faye, Family Record, 227.
- Le Faye, "Memoirs and biographies", 51.
- Qtd. in Fergus, 12.
- Fergus, 12–13
- Southam, "Criticism, 1870–1940", 102.
- Litz, Jane Austen, 3–14; Grundy, 192–93; Waldron, 83, 89–90; Duffy, 93–94
- Gilbert and Gubar, 151
- Litz, Jane Austen, 142
- MacDonagh, 66–75
- Honan, 124–27; Trott, 92
- Qtd. in Southam, "Introduction", Vol. 1, 7
- Qtd. in Honan, Jane Austen, 289–90; emphasis in original
- Qtd. in Honan, Jane Austen, 318
- Qtd. in Honan, Jane Austen, 318–19; emphasis in original
- Qtd. in Honan, Jane Austen, 347
- Fergus, 18
- Fergus, 18–19; Honan, Jane Austen, 287–89, 316–17, 372–73; Southam, "Introduction", Vol. 1, 1
- Waldron, 83–91
- Southam, Vol. 1, 6
- Scott, 58; see also Litz, "Criticism, 1939–1983", 110; Waldron, 85–86; Duffy, 94–96
- Galperin, 96
- Southam, "Scott on Jane Austen", Vol. 1, 106
- Waldron, 89
- Waldron, 84–85, 87–88
- Waldron, 89–90; Duffy, 97; Watt, 4–5
- Southam, "Whately on Jane Austen", Vol. 1, 100–01
- Watt, 2
- Duffy, 98–99; see also MacDonagh, 146; Watt, 3–4
- Southam, "Introduction", Vol. 1, 2; Southam, "Introduction", Vol. 2, 1
- Johnson, 211
- Southam, "Introduction", Vol. 1, 20
- Duffy, 98–99
- Southam, "Introduction", Vol. 1, 152; see also, Southam, "Introduction", Vol. 2, 20–21
- Lewes, 158
- Brontë, 128
- Brontë, 126
- Cossy and Saglia, 169
- Cossy and Saglia, 170
- Cossy and Saglia, 169–70
- Cossy and Saglia, 171
- Cossy and Saglia, 174
- Cossy and Saglia, 178
- Russell, Isabelle de Montolieu Reads Jane Austen's Fictional Minds, 11
- Russell, Isabelle de Montolieu Reads Anne Elliot's Mind, 233
- Russell,Isabelle de Montolieu Reads Jane Austen's Fictional Minds, 207–211
- Russell, La Famille Elliot d'Isabelle de Montolieu, 9
- Russell, French Translations of Austen, 13–15
- The Memoir was published in December 1869 and dated 1870
- The Memoir was written by Austen-Leigh with the assistance and cooperation of his older sister, Anna, and his younger sister, Caroline, both of whom had known Austen and contributed written reminiscences. Le Faye, "Memoirs and biographies", 52–54; Southam, "Introduction", Vol. 2, 1–2
- Kirkham, 76
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 58–62
- Southam, "Criticism, 1870–1940", 102–03; see also Watt, 6; Johnson, 211; Trott, 92–94
- Southam, "Introduction", Vol. 1, 1
- Honan, "Biographies", 19
- Southam, "Criticism, 1870–1940", 106; Le Faye, "Memoirs and biographies", 55; Southam, "Introduction", Vol. 2, 82. For an updated and revised version of this biography, see Deirdre Le Faye, Jane Austen: A Family Record, 2nd ed., (Cambridge: Cambridge University Press), 2003
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 34, 45; Trott, 92–93
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 13–14
- Qtd. in Watt, 5–6
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 17
- Qtd. in Southam, "Criticism, 1870–1940", 102–03
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 49–50
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 52
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 74
- Twain, 232
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 33
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 69–70
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 25–30, 72; Fergus, 13
- Lynch, "Cult of Jane Austen", 112
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 47
- Trott, 94; Southam, "Introduction", Vol. 2, 46; Johnson, 213
- Qtd. in Watt, 7
- Qtd. in Southam, "Criticism, 1870–1940", 103
- Qtd. in Watt, 7–8; see also Southam, "Janeites and Anti-Janeites", 240
- Litz, Jane Austen, 39
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 92–93
- Qtd. in Southam, "Criticism, 1870–1940", 107
- Southam, "Criticism 1870–1940", 106–07; Litz, "Criticism, 1939–1983", 112
- Brian Southam, quoted in Trott, 92; see also, Southam, "Introduction", Vol. 2, 79
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 79; see also Watt, 10; Trott, 93
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 79
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 99–100; see also Watt, 10–11; Gilson, 149–50; Johnson, 218
- Trott, 93; Southam, "Introduction", Vol. 2, 107–109, 124
- Lascelles, vii
- Southam, "Criticism 1870–1940", 108; Watt, 10–11; Stovel, 233; Southam, "Introduction", Vol. 2, 127; Todd, 20
- Litz, "Criticism, 1939–1983", 112; Stovel, 233
- Southam, "Introduction", Vol. 2, 129–31
- Johnson, 219; Todd. 20
- Todd, 20
- Kelly, 156
- Todd, 34
- Rajan, 101
- Rajan, 102
- Rajan, 103
- Todd, 33; Rajan, 102–03
- Todd, 34–35
- Litz, "Criticism, 1939–1983", 113–17; Stovel, 234–38; Rajan, 101–09
- Todd, 35
- Johnson, 223
- Lynch, "Cult of Jane Austen", 113–17
- Johnson, 224
- Lynch, "Sequels", 160
- Lynch, "Sequels", 162
- Lynch, "Sequels", 163
- Lynch, "Sequels", 164–65
- Lynch, "Sequels", 166
- Troost and Greenfield, "Introduction", 2
- Brownstein, 13
- Troost, "The Nineteenth-Century Novel on Film", 76
- Troost, "The Nineteenth-Century Novel on Film", 79
- Troost, "The Nineteenth-Century Novel on Film", 80
- Troost, "The Nineteenth-Century Novel on Film", 82
- Troost, "The Nineteenth-Century Novel on Film", 84
- Pucci and Thompson, 1
- Troost, "The Nineteenth-Century Novel on Film", 86