الرئيسيةعريقبحث

تاريخ جورجيا


☰ جدول المحتويات


أمة جورجيا (بالجورجية : საქართველო ) (sak'art'velo) كانت أول ما مملكة موحد وجدت في القرن التاسع إلى القرن العاشر، التي نشأت من عدد من التوابع ل كولخيس القديمة وإبيريا . ازدهرت مملكة جورجيا خلال القرنين العاشر والثاني عشر، سقطت المملكة على يد الغزو المغولي لجورجيا وأرمينيا عام 1243 ، وبعد فترة وجيزة ضم جورج الخامس جورجيا إلى الإمبراطورية التيمورية.

كولخيس وايبيريا أولى الممالك الجورجية

مملكتا كولخيس وايبيريا

الأراضي التي تعرف اليوم بجورجيا مأهولة باستمرار منذ بداية العصر الحجري. بينما شهدت الفترة الكلاسيكية بروز مملكتي كولخيس وايبيريا. أول ما ظهرت القبائل قبل الجورجية في التاريخ المكتوب في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.[1] تكشف الاكتشافات الأثرية والمراجع في المصادر القديمة عن عناصر من تشكيلات سياسية وكيانية اولية تتميز بتقنيات متقدمة في صياغة الذهب وصهر المعادن والتي تعود في تاريخها إلى القرن 7 قبل الميلاد وما تلاه.[2] ظهرت في القرن 4 ق.م مملكة جورجية موحدة – تعد مثالاً مبكراً على نظام دولة متقدم تحت حكم ملك واحد، تتبعه طبقة أرستقراطية ضمن التسلسل الهرمي.[3]

تعد المملكتان الجورجيتان القديمتان المعروفتان للإغريق والرومان باسم ايبيريا (الجورجية : იბერია) (في الشرق) وكولخيس (الجورجية : კოლხეთი) (في الغرب) من أوائل الشعوب في المنطقة التي اعتنقت المسيحية (عام 337م أو 319م كما تشير الأبحاث الأخيرة). في الأساطير اليونانية كولخيس هي مكان الصوف الذهبي الذي سعى اليه جاسون وبحارو الأرغو في ملحمة أرغوناوتيكا. قد يرجع دمج الصوف الذهبي في الأسطورة إلى الممارسة المحلية من استخدام الأصواف لاستخلاص غبار الذهب من الأنهار. في القرون الأخيرة من العهد ما قبل المسيحية، تأثرت المنطقة في شكل مملكة كارتلي – ايبيريا بشدة من اليونان إلى الغرب وبلاد فارس إلى الشرق.[4]

جعل الملك ميريان الثالث الديانة المسيحية الدين الرسمي للدولة في 327 ميلادي.

بعد أن أتمت الإمبراطورية الرومانية سيطرتها على منطقة القوقاز في 66 ق.م، أصبحت تلك المملكة دولة عميلة وحليفة للرومان لما يقرب من 400 سنة.[4] أعلنت المسيحية دين الدولة من قبل الملك ميريان الثالث عام 327 م، مما أعطى حافزا كبيرا لتطور الأدب والفنون إضافة إلى توحيد البلاد. لكون جورجيا في ملتقى الطرق بين المسيحية والإسلام، شهدت تلك المملكة تبادلاً ديناميكياً بين هذين العالمين والذي بلغ ذروته في عصر النهضة الثقافية بين القرنين الحادي والثالث عشر.[5] نتيجة لاعتناق الملك ميريان الثالث للمسيحية في 330 م، أدى ذلك في نهاية المطاف إلى ارتباطها بقوة بالامبراطورية البيزنطية المجاورة، والتي كان لها تأثير ثقافي كبير لعدة قرون.[4]

كانت كولخيس (و التي تعرف أيضاً لسكانها إغريزي أو لازيكا) في كثير من الأحيان ساحة الحرب والمنطقة الفاصلة بين القوتين المتناحرتين فارس وبيزنطة، مع تبادل السيطرة على المنطقة ذهاباً وإياباً. نتيجة لذلك تفككت المملكة إلى دويلات وممالك إقطاعية مع بداية العصور الوسطى. سهل هذا الأمر على العرب غزو جورجيا في القرن السابع الميلادي. مع بداية القرن الحادي عشر توحدت المناطق المتمردة في المملكة الجورجية الموحدة. امتد نفوذ جورجيا ابتداء من القرن الثاني عشر على جزء كبير من جنوب القوقاز، بما في ذلك الاجزاء الشمالية الشرقية وتقريبا كامل الساحل الشمالي من ما هو الآن تركيا.

اتحد شطرا جورجيا الغربي والشرقي تحت حكم باغرات الخامس (حكم 1027-1072). في القرن التالي، بدأ ديفيد الرابع (المعروف بالمنشئ، حكم 1089-1125) العصر الذهبي الجورجي، حيث افتتحه بطرد الأتراك السلاجقة من البلاد، وتوسيع النفوذ الجورجي الثقافي والسياسي إلى أرمينيا جنوبا وشرقا إلى بحر قزوين.

رغم سيطرة العرب على العاصمة تبليسي في 645 م، حافظت كارتلي - ايبيريا على استقلال كبير في ظل الحكام العرب المحليين.[4] أصبح الأمير آشوت الأول (المعروف أيضاً آشوت كورابالات) عام 813 م أول حاكم للمملكة من أسرة باغراتيوني. افتتح عهد أشوت ما يقرب من 1000 سنة من حكم بيت باغراتيوني لجزء من الجمهورية الحالية على الأقل.

العصور الوسطى

الملكة تمار كما هو مبين على لوحة جدارية في دير فاردزيا

بلغت المملكة الجورجية ذروتها في القرن الثاني عشر إلى بداية القرن الثالث عشر. اعتبرت هذه الفترة على نطاق واسع على أنها العصر الذهبي لجورجيا أو عصر النهضة الجورجي خلال عهد ديفيد المنشئ والملكة تامار.[6] تميزت هذه النهضة الجورجية المبكرة، التي سبقت نظيرتها في أوروبا، بازدهار التقليد الفروسي الرومانسي، تقدم فلسفي، ومجموعة من الابتكارات السياسية في المجتمع وتنظيم الدولة، بما في ذلك التسامح الديني والعرقي.[7]

خلف العصر الذهبي لجورجيا إرثا من الكاتدرائيات العظيمة، الأدب والشعر الرومانسي، والقصيدة الملحمية "فارس في جلد النمر".[8] يعتبر الملك ديفيد المنشئ أعظم وأنجح الحكام الجورجيين عبر التاريخ. حيث نجح في طرد السلاجقة خارج البلاد، وقاد بلاده للنصر في معركة ديدجوري الكبرى عام 1121. مكنته إصلاحاته الإدارية والعسكرية من إعادة توحيد البلاد وإخضاع معظم أراضي القوقاز تحت السيطرة الجورجية.

تمكنت ابنة ديفيد المنشئ الكبرى تامار من تحييد هذه المعارضة، وشرعت في سياسة خارجية نشطة ساعدها في ذلك سقوط القوى المنافسة من السلاجقة وبيزنطة. بدعم من نخبة عسكرية قوية، استطاعت تامار البناء على النجاحات التي حققها سلفها في توطيد امبراطورية طغت على القوقاز حتى انهيارها في ظل هجمات المغول في غصون عقدين من الزمن بعد وفاة تامار.

هكذا فإن إعادة إحياء المملكة الجورجية لم تدم طويلاً، حيث سقطت تبليسي عام 1226 بيد جلال الدين منكبرتي وخضعت المملكة نهاية للمغول عام 1236. تلا ذلك نزاع بين الحكام المحليين سعياً للاستقلال عن الحكم المركزي الجورجي، حتى تفككت المملكة كلياً في القرن الخامس عشر. تعرضت جورجيا بين 1386 و 1404، لعدة غزوات مدمرة من قبل تيمورلنك. استغلت الممالك المجاورة الوضع وانطلاقاً من القرن السادس عشر أخضعت الامبراطورية الفارسية القسم الشرقي بينما تولّت الامبراطورية العثمانية أمر القسم الغربي.

قام حكام المناطق التي حافظت جزئياً على استقلالها بعدة محاولات مختلفة للتمرد. لكن الغزو الفارسي والعثماني التي أدت إلى المزيد من الضعف في الممالك المحلية. نتيجة لهذه الحروب تراجع عدد سكان جورجيا في مرحلة ما إلى 250 ألف نسمة. خضع شرق جورجيا المؤلف من مملكتي كارتلي وكاخيتي للهيمنة الفارسية منذ 1555 م. ومع ذلك، مع وفاة نادر شاه (نابليون الفارسي) عام 1747 م، خرجت كلا المملكتان من تحت السيطرة الفارسية، وأعيد توحيدهما تحت حكم الملك هرقل الثاني في 1762.

جورجيا تحت الحكم الروسي

جورج الحادي عشر هو آخر ملك كاثوليكي لشرق جورجيا

وقعت روسيا والمملكة الجورجية الشرقية كارتلي كاخيتي معاهدة جورجيفسك عام 1783 م. تنص هذه المعاهدة على خضوع كارتلي كاخيتي للحماية الروسية. على الرغم من التزام روسيا بالدفاع عن جورجيا، فإنها لم تحرك ساكناً عندما غزاها الأتراك والفرس عامي 1785م و 1795م، حيث دمرت تبليسي كلياً وذبح سكّانها. تفاقم الانتهاك الروسي لمعاهدة جورجيفسك وبلغ ذروته عام 1801 م عندما ضمت روسيا كامل الأراضي الجورجية للامبراطورية، وما تلا ذلك من عزل سلالة باغراتيوني وقمع الكنيسة الجورجية.

وقّع القيصر الروسي بولس الأول يوم 22 كانون الأول 1800 م، بناء على طلب مزعوم من الملك الجورجي جورج الثاني عشر، على إعلان ضم جورجيا (كارتلي - كاخيتي) إلى الإمبراطورية الروسية، الأمر الذي تم الانتهاء منه بموجب مرسوم في 8 كانون الثاني 1801، [9][10] وأكده القيصر الكسندر الأول في 12 أيلول 1801. رد المبعوث الجورجي في سانت بطرسبورغ بمذكرة احتجاج قدمت إلى الأمير كوراكين نائب المستشار الروسي. في أيار 1801، [11][12] قام الجنرال الروسي كارل هاينريش كنورينغ بعزل وريث العرش الجورجي ديفيد باتونيشفيلي، وشكّل حكومة يرأسها الجنرال ايفان بتروفيتش لاساريف.[13] بيوتر باغراتيون، رجل من طبقة النبلاء الجورجية، انضم إلى الجيش الروسي بعمر 17 كرقيب وصعد في التسلسل العسكري إلى أن أصبح جنرالاً في الحروب النابليونية.

لم تقبل طبقة النبلاء الجورجية بالقرار حتى نيسان 1802 م عندما قام الجنرال كنورينغ بجمعهم في كاتدرائية سيوني تبليسي وأجبرهم على أداء قسم الولاء للتاج الامبراطوري الروسي. أما من عارض فقد اعتقل بصورة مؤقتة.[14]

في صيف عام 1805 م، هزمت القوات الروسية على نهر اسكيراني القريب من زاغام الجيش الفارسي وأنقذت تبليسي من الغزو.

حصلت الإمارات الجورجية الغربية منغريليا وغوريا على الحماية الروسية في بدايات القرن التاسع عشر. وبعد حرب قصيرة خضعت مملكة ايميريتي والحقت من قبل القيصر الروسي الكسندر الأول عام 1810.[15] توفي آخر ملك لايميريتي وآخر حاكم من سلالة باغراتيوني الجورجية سولومون الثاني في المنفى في 1815. نتيجة للحروب العديدة التي خاضتها روسيا ضد تركيا وإيران بين عامي 1803-1878، تم ضم العديد من المناطق المحتلة لأراضي جورجيا. هذه المناطق (باتومي، أخالتسيخه، بوتي، أبخازيا) تمثل الآن جزءا كبيرا من أراضي جورجيا. ألغيت امارة غوريا في عام 1828، وتلك في ساميغريلو (منغريليا) في 1857. ضمت منطقة سفانيتي تدريجياً في 1857-1859.

إعلان الاستقلال

إعلان الاستقلال من قبل البرلمان الجورجي، 1918

بعد الثورة الروسية عام 1917 أعلنت جورجيا استقلالها في 26 ايار 1918 في خضم الحرب الأهلية الروسية. فاز بالانتخابات البرلمانية الحزب الاشتراكي الديمقراطي الجورجي، الذي يعتبر موالياً للمناشفة، وزعيمه، نوي زوردانيا أصبح رئيسا للوزراء.

في عام 1918 اندلعت الحرب بين جورجيا وأرمينيا على أجزاء من المحافظات الجورجية غالبية سكانها من الأرمن والتي انتهت بالتدخل البريطاني. في 1918-1919م قاد الجنرال الجورجي جيورجي مازنياشفيلي هجوماً جورجياً ضد الجيش الأبيض بقيادة مويسيف ودينيكين لاستعادة ساحل البحر الأسود من توابسي إلى سوتشي وأدلر لجورجيا المستقلة. لكن استقلال البلاد لم يدم طويلاً وخضعت جورجيا للحماية البريطانية 1918-1920م.

جورجيا تحت الحكم السوفياتي

الجيش الأحمر لجمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية في عرض عسكري في تبليسي، 25 فبراير 1921.

تعرضت جورجيا في شباط 1921 للهجوم من قبل الجيش الأحمر. هزم الجيش الجورجي وفرت حكومة الاشتراكي الديمقراطي من البلاد. يوم 25 شباط 1921 دخل الجيش الأحمر العاصمة تبليسي، وقام بتنصيب حكومة شيوعية تثبيت توجهها موسكو بقيادة الجورجي البلشفي فيليب ماخاردزه.

أحكمت القبضة السوفياتية السيطرة بعد قمع الوحشي لثورة 1924. ضمت جورجيا إلى جمهورية ما وراء القوقاز السوفيتية الاشتراكية إضافة إلى أرمينيا وأذربيجان. انحلت هذه الجمهورية عام 1936 إلى مكوناتها الأساسية وأصبحت جورجيا تعرف بجمهورية جورجيا السوفياتية الاشتراكية.

جوزيف ستالين (من العرقية الجورجية اسمه الحقيقي يوزيب جوغاشفيلي) كان بارزاً بين البلاشفة، الذين وصلوا إلى السلطة في الامبراطورية الروسية بعد ثورة تشرين الأول في عام 1917. وقد وصل ستالين إلى أعلى منصب في الدولة السوفياتية.

من 1941-1945، خلال الحرب العالمية الثانية، شارك ما يقرب من 700 ألف من الجورجيين في الجيش الأحمر ضد ألمانيا النازية. (بينما حارب آخرون أيضا على الجانب الألماني). كما قتل ما يقرب من 350 ألف من الجورجيين في ساحات القتال على الجبهة الشرقية.

بدأت حركة المعارضة لاستعادة الدولة الجورجية تكسب شعبية في الستينيات.[16] من المنتسبين للمعارضة الجورجية، أكثر عضوين نشاطاً هما ميراب كوستافا وزفياد جامساخورديا. اضطهدت الحكومة السوفياتية المعارضين وقمعت أنشطتهم بقسوة.

في 9 نيسان 1989، انتهت مظاهرة سلمية في العاصمة الجورجية تبليسي بمذبحة قتل فيها العديد من الأشخاص من قبل القوات السوفياتية. قامت انتخابات تشرين الأول 1990 للجمعية الوطنية بإعادة تشكيل اوماغليزي سابخو (المجلس الأعلى) - أول انتخابات في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تجري رسمياً على أساس التعددية الحزبية – وبالتالي الساحة السياسية. في حين أن الجماعات الأكثر تطرفا قاطعت الانتخابات وعقدت منتدى بديلاً بدعم مفترض من موسكو (المؤتمر الوطني). بينما اتحدت اطراف أخرى من المعارضة المناهضة للشيوعية في الدائرة المستديرة-جورجيا الحرة خلف معارضين سابقين مثل ميراب كوستافا وزفياد جامساخورديا.

فاز الأخير بالانتخابات بهامش واضح، 155 من اصل 250 مقعدا في البرلمان. في حين أن الحزب الشيوعي الحاكم لم يحصد سوى 64 مقعدا. فشلت جميع الأطراف الأخرى في الحصول على أكثر من عتبة 5٪، وخصصت لها بالتالي بعض مقاعد دوائر انتخابية ذات عضو واحد.

جورجيا تتعافى بعد الاستقلال

في 9 نيسان 1991، وقبل وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفياتي، أعلنت جورجيا استقلالها. في 26 أيار 1991، انتخب زفياد جامساخورديا كأول رئيس لجورجيا المستقلة. أوقد غامساخورديا القومية الجورجية وتعهد بتأكيد سلطة تبيليسي على مناطق مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية التي كانت تصنف على أنها أقاليم الحكم الذاتي في إطار الاتحاد السوفياتي.

لكنه سرعان ما أطيح به في انقلاب دموي، من 22 كانون الأول 1991 إلى 6 كانون الثاني 1992. عد الانقلاب بتحريض من جزء من الحرس الوطني ومنظمة شبه عسكرية تسمى مخيدريوني أو "الفرسان". دخلت البلاد في حرب أهلية مريرة استمرت حتى ما يقرب من عام 1995. عاد إدوارد شيفرنادزه إلى جورجيا في عام 1992 وانضم إلى قادة الانقلاب – كيتوفاني وايوسيلياني—لرئاسة ثلاثية لما يسمى "مجلس الدولة".

في عام 1995، انتخب شيفرنادزه رسمياً رئيساً لجورجيا. في الوقت نفسه، تصاعدت النزاعات في الإقليمين الجورجيين، أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، بين الانفصاليين المحليين وغالبية السكان الجورجيين، واندلع العنف على نطاق واسع بين الجماعات العرقية. بدعم من روسيا، حصلت كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، باستثناء بعض المناطق، على استقلال الأمر الواقع عن جورجيا.

طرد ما يقرب من 230-250 ألف من الجورجيين [17] من أبخازيا من قبل الانفصاليين الأبخاز ومتطوعين من شمال القوقاز في الفترة بين عامي 1992-1993. كما هرب أيضاً ما يقرب من 23 ألفاً من الجورجيين [18] من أوسيتيا الجنوبية، بينما اضطرت العديد من العائلات الاوسيتية للتخلي عن منازلها في منطقة بورجومي والانتقال إلى روسيا.

صور لضحايا مذبحة 9 أبريل 1989 على لوحة في تبليسي

في عام 2003، أطيح بشيفرنادزه (الذي أعيد انتخابه في عام 2000) في ثورة الزهور، وذلك بعد أن أكدت المعارضة الجورجية والمراقبون الدوليون أن الانتخابات في الثاني تشرين الثاني مشوبة وغير نزيهة.[19] قاد الثورة كل من ميخائيل ساكاشفيلي، زوراب جفانيا ونينو بورجانادزه، وهم أعضاء سابقون وقادة من حزب شيفرنادزه الحاكم. انتخب ميخائيل ساكاشفيلي رئيسا لجورجيا في عام 2004.

في أعقاب ثورة الزهور، أطلقت سلسلة من الإصلاحات لتعزيز قدرات البلاد العسكرية والاقتصادية. أدت جهود الحكومة الجديدة لإعادة تثبيت السلطة الجورجية في جمهورية ذاتية أجاريا ذات الحكم الذاتي في جنوب غرب البلاد إلى ازمة كبيرة في أوائل عام 2004. النجاح في أجاريا شجع ساكاشفيلي على تكثيف جهوده، ولكن دون نجاح، في اوسيتيا الجنوبية الانفصالية.

هذه الأحداث إلى جانب اتهامات بتورط جورجي في حرب الشيشان الثانية، [20] أدت إلى تدهور حاد في العلاقات مع روسيا. غذى هذا النزاع أيضا دعم ومساعدة روسيا المفتوحة لاثنتين من المناطق الانفصالية في جورجيا. على الرغم من تزايد صعوبة هذه العلاقات، توصل الطرفان في أيار 2005 إلى اتفاق ثنائي [21] حول سحب القواعد العسكرية الروسية (التي يعود تاريخها إلى العهد السوفياتي) في باتومي وأخالكالاكي. أوفت روسيا بالتزاماتها من الاتفاقية في سحب جميع الأفراد والمعدات من هذه المواقع بحلول كانون الأول 2007، قبل الموعد المحدد.[22]

2008 والحرب ضد روسيا

وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي خلال حرب أوسيتيا الجنوبية

شهد العام 2008 نزاعاً عسكرياً بين جورجيا من جهة، وروسيا، والجمهوريات الانفصالية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من جهة أخرى. حشدت كل من جورجيا وروسيا قوات عسكرية كبيرة على مقربة من حدودهما مع أوسيتيا الجنوبية. بعد القصف الجورجي لعاصمة أوسيتيا الجنوبية، تسخينفالي في وقت متأخر من مساء السابع من آب، بدأت القوات المسلحة الجورجية في الزحف إلى اوسيتيا الجنوبية، بدعم من المدفعية ونيران منصات إطلاق متعددة الصواريخ.[23] استمرت المعركة ثلاثة ايام وخلفت مدينة تسخينفالي في دمار هائل.[24][25][26] ادعى المسؤولون في أوسيتيا الجنوبية والمسؤولون الروس بمسؤولية الجيش الجورجي عن مقتل 2100 مدني في أوسيتيا الجنوبية. مع ذلك، فإن هذه الادعاءات لم تثبت، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان ومحققون من الاتحاد الأوروبي في اوسيتيا الجنوبية اتهموا روسيا بالمبالغة في حجم الخسائر البشرية.[27] عدد القتلى الفعلي، وفقا لمكتب المدعي العام الروسي، 162. قصفت قاعدة قوات حفظ السلام الروسية المتمركزة في أوسيتيا الجنوبية وقتل أفراد من الطاقم العامل.[28][29]. توغلت فجرا في 8 آب قوات من الجيش الروسي الثامن والخمسون في أوسيتيا الجنوبية من خلال نفق روكي الذي تسيطر عليه روسيا، كما شن سلاح الجو الروسي سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف منسقة متعددة داخل الاراضي الجورجية.[30] ومع إرسال روسيا وجورجيا على حد سواء المزيد من القوات إلى اوسيتيا الجنوبية، تصاعد الصراع بين جورجيا من جهة، وروسيا، وأوسيتيا، وفيما بعد، الانفصاليين في أبخازيا من جهة أخرى بسرعة إلى حرب شاملة النطاق في 2008. بسبب القتال العنيف في اوسيتيا الجنوبية، توفرت العديد من التقارير المشكوك بها حول عدد القتلى والجرحى على كلا الجانبين، أي استهدف بالضربات الجوية، وحالة تحركات القوات، ومواقع القوات على خط الجبهة الجورجية الروسية.[31] بعد أيام قليلة من القتال العنيف دفعت القوات الجورجية خارج أوسيتيا الجنوبية وتقدمت القوات الروسية من اوسيتيا الجنوبية إلى الاراضي الجورجية غير المتنازع عليها، واحتلت مدينتي غوري وبوتي. تلا ذلك دخول قوات غير نظامية من أوسيتيا والشيشان والقوزاق وتم التبليغ عن ونهب وقتل وحرق.[32][33] وبحلول 11 آب، اشتعلت جبهة ثانية في ابخازيا واستولت على أراض إضافية في غرب جورجيا.[34][35]

في 12 أغسطس، أعلن الرئيس دميتري ميدفيديف وجود نية لوقف المزيد من العمليات العسكرية الروسية في جورجيا.[36] انسحبت القوات الروسية من غوري وبوتي، لكنها بقيت في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا،[37][38] والتي تعترف بها كبلدان مستقلة. بينما تعتبرها جورجيا أراض خاضعة للاحتلال الروسي.[39][40].

مراجع

  1. Phoenix: The Peoples of the Hills: Ancient Ararat and Caucasus by Charles Burney، David Marshall Lang, Phoenix Press; New Ed edition (December 31, 2001)
  2. Phoenix: The Peoples of the Hills: Ancient Ararat and Caucasus by Charles Burney, David Marshall Lang, Phoenix Press; New Ed edition (December 31, 2001)
  3. Lives and Legends of the Georgian Saints, St Vladimirs Seminary Pr; N.e.of 2r.e. edition (March 1997) by David Marshall Lang
  4. "Christianity and the Georgian Empire" (early history) Library of Congress, March 1994, webpage:LCweb2-ge0015. نسخة محفوظة 05 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. Sketches of Georgian Church History by Theodore Edward Dowling
  6. History of Modern Georgia, by David Marshal Lang, p 29
  7. The Georgian Feast, by Darra Goldstein, p 35
  8. Georgian Literature and Culture, by Howard Aronson and Dodona Kiziria, p 119
  9. Gvosdev (2000), p. 85
  10. Avalov (1906), p. 186
  11. Gvosdev (2000), p. 86
  12. Lang (1957), p. 249
  13. Lang (1957), p. 247
  14. Lang (1957), p. 252
  15. Anchabadze (2005), p. 29
  16. Socialism in Georgian Colors: The European Road to Social Democracy, 1883-1917 by Stephen F. Jones
  17. [1] Georgia/Abchasia: Violations of the laws of war and Russia's role in the conflict, March 1995 نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. Human Rights Watch/Helsinki, [2] Russia. The Ingush-Ossetian conflict in the Prigorodnyi region, May 1996. نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. "EurasiaNet Eurasia Insight - Georgia's Rose Revolution: Momentum and Consolidation". Eurasianet.org. مؤرشف من الأصل في 7 نوفمبر 201705 مايو 2009.
  20. Gorshkov, Nikolai (September 19, 2002). "Duma prepares for Georgia strike". BBC News. مؤرشف من الأصل في 17 أكتوبر 201724 يوليو 2009.
  21. "Russia, Georgia strike deal on bases". Civil Georgia, Tbilisi. May 30, 2005. مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017.
  22. "Russia Hands Over Batumi Military Base to Georgia". Civil Georgia, Tbilisi. November 13, 2007. مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 201724 يوليو 2009.
  23. [3] Heavy fighting in South Ossetia (Georgian MLRS launched rockets on Tskhinvali - video), بي بي سي نيوز, August 8, 2008 نسخة محفوظة 21 سبتمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  24. Stockholm International Peace Research Institute Yearbook 2009: Armaments, Disarmament and International Security Oxford University Press, 2009 , 9780199566068.
  25. "Ground zero in the Georgia-Russia war:South Ossetia city's residents are certain Russia is in the right. By Peter Finn,". واشنطن بوست. August 18, 2008. مؤرشف من الأصل في 18 يناير 2012.
  26. How To Screw Up A War Story: The New York Times At Work By Mark Ames - تصفح: نسخة محفوظة 06 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. "Russia exaggerating South Ossetian death toll to provoke revenge against Georgians, says human rights group | World news | guardian.co.uk". Guardian. مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 201305 مايو 2009.
  28. C. J. Chivers and Ellen Barry (6 November 2008). "Georgia Claims on Russia War Called Into Question". New York Times. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 201712 نوفمبر 2008.
  29. The West Begins to doubt Georgian leader Der Spiegel, 15 September 2008 نسخة محفوظة 05 أبريل 2012 على موقع واي باك مشين.
  30. [4] Georgia Claims on Russia War Called Into Question, نيويورك تايمز - تصفح: نسخة محفوظة 01 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  31. "Russia sends forces into Georgian rebel conflict". Reuters. August 8, 2008. مؤرشف من الأصل في 10 يناير 200924 يوليو 2009.
  32. "Georgian villages burned and looted as Russian tanks advance". Guardian. 2008-08-13. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 201309 يناير 2008.
  33. "Russia's cruel intention". Guardian. 2008-08-13. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 201307 أكتوبر 2008.
  34. Terms of Service Violation
  35. "Russian military pushes into Georgia". CNN. 2008-08-11. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 200806 أكتوبر 2008.
  36. "Russian President Orders Halt To Military Operations In Georgia". جلوبال سيكيوريتي دوت أورج. 2008-08-12. مؤرشف من الأصل في 2 مايو 201706 أكتوبر 2008.
  37. "Russia hands over control of Georgian buffer zones to EU". وكالة أنباء نوفوستي. 9 October 2008. مؤرشف من الأصل في 01 مايو 201310 أكتوبر 2008.
  38. 00:52. "RIA Novosti — Russia — Russia fully staffs bases in Abkhazia, S.Ossetia". En.rian.ru. مؤرشف من الأصل في 1 مايو 201310 مايو 2009.
  39. Resolution of the Parliament of Georgia declaring Abkhazia and South Ossetia occupied territories, 28 August 2008. نسخة محفوظة 03 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
  40. Abkhazia, S.Ossetia Formally Declared Occupied Territory. Civil Georgia. 2008-08-28 نسخة محفوظة 14 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :