تلسكوب جيمس ويب الفضائي أو مرصد جيمس ويب الفضائي أو مقراب جيمس ويب الفضائي [James Webb Space Telescope اختصارا (JWST)]، سابقا كان يسمى بـالجيل القادم من التلسكوبات الفضائية [Next Generation Space Telescope (NGST)] هو مرصد فضائي بناءً على مشروع مشترك بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية. تم إطلاقه في 25 ديسمبر 2021.[1][3][4] سيوفر التلسكوب قدرة رصد لا مثيل لها ودقة غير مسبوقة، وحساسية عالية للأشعة تحت الحمراء، وهو خليفة المقراب هابل والمقراب تشاندرا و المقراب سبيتزر (انتهت خدمته في عام 2020).
تلسكوب جيمس ويب يتفوق عليهم جميعا في دقة وحساسية. وهو مزود بمرآة مكونة من 18 من الأجزاء ذات قطر اجمالي 6.5 متر كمرآة رئيسة (بالمقارنة بمرآة تلسكوب هابل الفضائي البالغ قطرها نحو 2.4 متر فقط)، وسيرسل المقراب ليكون على بعد 1.8 مليون كيلومتر من الأرض في نقطة L2 من نقاط لاغرانج بين الشمس والأرض. وسيكون مزوداً بحاجز كبير واقي من أشعة الشمس لإبقاء المرآة ومعداته العلمية الأربع الأخرى في درجة الحرارة المطلوبة لعملها وهي أقل من 50 كلفن (220 C° تحت الصفر)، بهذا يصبح في إمكانه تسجيل صور واضحة للأشعة تحت الحمراء القادمة من أعماق الكون. وتم تسميته تكريما لجيمس ويب المدير الثاني لوكالة ناسا.
تلسكوب جيمس ويب الفضائي | |
---|---|
مقراب جيمس ويب الفضائي
|
|
شارة مقراب جيمس ويب الفضائي
|
|
المشغل | ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، ومعهد مراصد علوم الفضاء |
الموقع الإلكتروني | NASA United States ESA b Europe CSA/ASC Canada CNES France |
المصنع | نورثروب غرومان |
بداية المهمة | |
تاريخ الاطلاق | 25 ديسمبر 2021 [1] |
الصاروخ | أريان 5[2] |
موقع الإطلاق | إيلا-3 ، مركز جويانا للفضاء |
مميزات تلسكوب جيمس ويب
مقراب جيمس ويب الفضائي (اختصارا لـ James Webb Space Telescope) تم تصنيفه في عام 1996 على أنه الجيل الجديد من المقرابات الفضائية. في عام 2002 تم تسميته بهذا الاسم تكريماً للرئيس السابق لناسا جيمس ويب خلال الفترة (1961-1968) وذلك لدوره الهام في برنامج أبولو، وإطلاق الأبحاث العلمية لتكون هي العمليات الأساسية لناسا.[8] مشروع مقراب ويب الفضائي هو مشروع وكالة الفضاء الأمريكية المسماة بالإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء والتي تعرف باسم ناسا، بالإضافة إلى مشاركات فعالة من وكالات دولية مثل وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية.
يعتبر التلسكوب "ويب" الأول ضمن جيل جديد من المراصد الفضائية في مدارات بعيدة عن الأرض تسمح للعلماء بمشاهدة البعد العميق للكون حيث يمكن لمقراب ويب رؤية أجزاء الكون بعد نحو 200 مليون سنة فقط من بعد الانفجار العظيم. أي أنه سيرى ويرينا الكون عند بدء نشأة أول النجوم وأول المجرات، بدقة تفوق كثيرا إمكانيات تلسكوب هابل الفضائي من دون شوشرة من الأرض أو من كواكب أخرى. والميزة من قياس الأشعة تحت الحمراء هي أن تلك الأشعة تستطيع التخلل في الغبار الذي يحجب ما ورائه من نجوم ومجرات، وبذلك يسجل لها صورا واضحة، هذا بعكس تلسكوب هابل الفضائي الذي يلتقط الضوء المرئي، ويصعب عليه تصوير نجوم ومجرات تحجبها عنا سحب غبارية على حافة الكون.
سيمكِّن مقراب جيمس ويب الفضائي من ابحاث و تحقيقات دقيقة في مجاليّ علم الفلك وعلم الكون، بما في ذلك رصد بعض الأحداث والأجرام الفلكية الأكثر بُعدًا في الكون، مثل تكوُّن المجرات الأولى، والتوصيف التفصيلي للأغلفة الجوية للكواكب خارج النظام الشمسي التي من المحتمَل أن تكون صالحة للحياة.
تم تجهيز تلسكوب جيمس ويب بأجهزة قياس الأشعة تحت الحمراء القريبة، ولكنه يمكنه أيضًا رؤية الضوء المرئي البرتقالي والأحمر، بالإضافة لمنطقة منتصف الأشعة تحت الحمراء، وهذا يعتمد على الأجهزة المزود بها. التصميم يعطي أهمية خاصة لنطاق الأشعة القريبة إلى منتصف تحت الحمراء لثلاثة أسباب رئيسية:
الأجرام ذات الانزياح الأحمر العالي تتحول انبعاثاتها المرئية إلى الأشعة تحت الحمراء.
الأجرام الباردة مثل أقراص الحطام والكواكب تبعث بشكل أكبر في الأشعة تحت الحمراء.
هذا النطاق تصعب دراسته من الأرض بواسطة التلسكوبات الفضائية الموجودة مثل هابل.
يدير مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا جهود التطوير، وسيقوم معهد مراصد علوم الفضاء بتشغيل تلسكوب ويب بعد إطلاقه. والمتعاقد الرئيسي هو نورثروب جرومان. وقد تمت تسميته على اسم جيمس إدوين ويب،الذي كان مديرًا لناسا من سنة 1961 إلى سنة 1968 ولعب دورًا أساسيًا في برنامج أبولو.
مواصفات تلسكوب جيمس ويب
للحفاظ على درجة حرارة التلسكوب منخفضة لدقة النتائج سيتم وضع التلسكوب في مدار حول الشمس بحيث يقع في نقطة لاغرانج L2 بين الشمس والأرض. كما يحتوى التلسكوب على 18 قطعة من المرايا سداسية الأضلاع المصنوعة من البيريليوم المطلي بالذهب تعمل كدرع لمنع وصول أشعة الشمس إلى المقراب وأجهزته، حيث تحجبه تلك الرقائق عن أشعة الشمس وحرارتها، وتصل درجة حرارتها بذلك إلى نحو 220 درجة مئوية تحت الصفر. يقوم المقراب بفتح المرآة الأساسية التي تبلغ مساحتها 25 متراً مربعاً و (قطرها 6.5 مترًا مقابل 2.4 مترًا لتلسكوب هابل ).
على عكس هابل، والذي يرصد الأطياف القريبة من الأشعة فوق البنفسجية، والمرئية، والقريبة من الأشعة تحت الحمراء (من 0.1 إلى 1 ميكرومتر)، سوف يرصد مقراب جيمس ويب في نطاق تردد أقل، من الضوء المرئي ذو الطول الموجي الطويل حتى منتصف الأشعة تحت الحمراء (من 0.6 إلى 28.3 ميكرومتر)، وهو ما سيسمح له برصد الأجرام ذات الانزياح الأحمر العالي والتي ستكون قديمة جدًا وبعيدة جدًا عنا.
تلسكوب جيمس ويب الفضائي لديه كتلة منتظَرة بنحو نصف كتلة تلسكوب هابل الفضائي، ولكن مرآته الأساسية، عاكس البيريليوم المطلي بالذهب بقُطر 6.5 مترًا (21 قدمًا) سوف تحتوي على مساحة تجميع أكبر بسِت مرات، 25.4 متر مربع (273 قدم2)، باستخدام 18 مرآة سداسية مع وجود تعتيم قدره 0.9 متر مربع (9.7 قدم2) لدعامات الدعم الثانوية.
سوف يعمل تلسكوب جيمس ويب بالقرب من نقطة لاجرانج L2 الخاصة بمدار الشمس -الأرض، على مسافة تبعد حوالي 1,500,000 كيلومتر (930,000 ميل) خارج مدار الأرض. وبالمقارنة، تلسكوب هابل يدور على ارتفاع 550 كيلومتر (340 ميل) فوق سطح الأرض، والقمر يبعد 384,400 كيلومتر (238,900 ميل) عن الأرض. هذه المسافة تجعل إصلاح أو تحديث أجهزة تلسكوب جيمس ويب بعد إطلاقه مستحيلًا تقريبًا بواسطة سفن الفضاء أو رواد فضاء أثناء مرحلة التشغيل للتلسكوب. يمكن للأجرام القريبة من نقطة لاجرانج أن تدور حول الشمس بالتزامن مع الأرض، مما سيسمح للتلسكوب بالبقاء على مسافة ثابتة تقريبًا، واستخدام درع شمسي واحد لمنع الحرارة والضوء من الشمس والأرض. وهذا الترتيب سيحافظ على درجة حرارة التلسكوب أقل من 50 ك (−223 °م؛ −370 °ف)، وهذا ضروري من أجل رصد الأشعة تحت الحمراء.
المكونات و الأدوات العلمية
وحدة الأدوات العلمية المتكاملة (ISIM) هي إطار يوفر الطاقة الكهربائية، وموارد الحوسبة، وقدرة التبريد بالإضافة إلى الاستقرار الهيكلي لتلسكوب ويب. صُنِعت من مُركَّب الجرافيت-الإيبوكسي المرتبط بالجانب السفلي من بِنية التلسكوب. وتحمل أربعة أدوات علمية وكاميرا إرشادية.
كاميرا نيركام (كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة) هي جهاز تصوير بالأشعة تحت الحمراء يغطي طيفًا يتراوح من حافة الضوء المرئي (0.6 ميكرومتر) وحتى الأشعة القريبة من تحت الحمراء (5 ميكرومتر). ستخدم NIRCam أيضًا كمستشعر واجهة الموجة للمرصد، وهو مطلوب لاستشعار واجهة الموجة وأنشطة التحكم. وقد صُنِعت من قِبل فريق بقيادة جامعة أريزونا، مع الباحثة الرئيسية مارسيا جيه ريكي. والشريك الصناعي هو مركز التكنولوجيا المتقدمة التابع لشركة لوكهيد-مارتن الموجود في بالو ألتو بكاليفورنيا.
مطياف نير (سبكتروجراف الأشعة تحت الحمراء القريبة) سيقوم أيضًا بقياس الطيف على نفس نطاق الطول الموجي. صُنع بواسطة وكالة الفضاء الأوروبية في المركز الأوروبي لأبحاث وتكنولوجيا الفضاء في نوردفايك بهولندا.
MIRI (جهاز قياس الأشعة تحت الحمراءالمتوسطة) سوف تقيس نطاق الطول الموجي من منتصف إلى الأشعة تحت الحمراء الطويلة من 5 إلى 27 ميكرومتر.[45] تحتوي على كل من كاميرا الأشعة تحت الحمراء وسبكترومتر التصوير.[43] تم تطوير MIRI كتعاون بين ناسا واتحاد من البلدان الأوروبية.
استخدام FGS/NIRISS (مستشعر التوجيه الدقيق ومصور الأشعة القريبة من تحت الحمراء والمطياف اللا شَقّي) بقيادة وكالة الفضاء الكندية لتحقيق الاستقرار في خط رؤية المرصد خلال الرصد العلمي. تُستخدم القياسات بواسطة FGS للتحكم في الاتجاه العام للمركبة الفضائية وقيادة مرآة التوجيه الدقيقة لتثبيت الصورة.
تقدم وكالة الفضاء الكندية أيضًا وحدة التصوير بالأشعة القريبة من تحت الحمراء المطياف اللا شَقّي (NIRISS) للتصوير الفلكي والتحليل الطيفي في نطاق الطول الموجي من 0.8 إلى 5 ميكرومتر.ونظرًا لأنه يتم تركيب NIRISS فعليًا مع FGS، فغالبًا ما يشار إليهما على أنهما وِحدة واحدة، ومع ذلك فهما تخدمان أغراضًا مختلفة تمامًا، حيث أن إحداهن هي أداة علمية والأخرى هي جزء من البنية التحتية الداعمة للمرصد.
تتميز كل من NIRCam وMIRI براصدات الاكليل التي تحجب أضواء النجوم من أجل رصد الأهداف الخافتة مثل الكواكب خارج النظام الشمسي والأقراص النجمية الدوارة بالغة القُرب من النجوم الساطعة.
يتم توفير كاشفات الأشعة تحت الحمراء للوحدات NIRCam وNIRSpec وFGS وNIRISS بواسطة مستشعرات تيليدين للتصوير (شركة روكويل العلمية سابقًا). يستخدم كل من وحدة الأدوات العلمية المتكاملة (ISIM) الخاصة بتلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) وفريق هندسة قيادة ومعالجة البيانات (ICDH) سبيسواير لإرسال البيانات بين الأدوات العلمية وأدوات معالجة البيانات.
حافلة المركبة الفضائية هي عنصر الدعم الأساسي لتلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي يستضيف عددًا كبيرًا من الحوسبة والاتصالات والدفع والأجزاء الهيكلية، والذي يجمع الأجزاء المختلفة من التلسكوب معًا، وهو يشكل جنبًا إلى جنب مع الدرع الشمسي عنصر المركبة الفضائية في التلسكوب الفضائي ، حافلة المركبة الفضائية مُتصلة بعنصر التلسكوب البصري عبر تجميع البرج القابل للنشر، والذي هو أيضًا مُتصل بالدرع الشمسي.
يزن هيكل الحافلة الفضائية 350 كجم (770 رطلًا)، ويجب أن يدعم التلسكوب الفضائي الذي يزن 6200 كجم (13700 رطلًا). وهو مصنوع بشكل أساسي من مادة الجرافيت المُركَّبة. تم تجميعه في كاليفورنيا، وقد اكتمل التجميع في سنة 2015، ثم تم دمجه مع بقية التلسكوب الفضائي قبل إطلاقه في 2021. يمكن لحافلة المركبة الفضائية تدوير التلسكوب بدقة توجيه تبلغ ثانية قوسية واحدة، وعزل الاهتزاز حتى 2 ملي ثانية قوسية.
جانب آخر مهم من الحافلة الفضائية هو الحوسبة المركزية، وتخزين المعلومات، ومعدات الاتصالات. يقوم المعالج والبرمجيات بتوجيه البيانات من وإلى الأدوات، إلى ذاكرة الحالة الصلبة المركزية، ونظام الراديو الذي يمكنه إرسال البيانات مرة أخرى إلى الأرض وتلقّي الأوامر. يتحكم الكمبيوتر أيضًا في التوجيه ولحظة المركبة الفضائية، حيث يأخذ بيانات المستشعر من الجيروسكوبات ومتعقب النجوم، ويرسل الأوامر اللازمة إلى عجلات التفاعل أو الدافعات.
العنصران الرئيسيان الآخران من تلسكوب ويب هما وحدة الأدوات العلمية المتكاملة (ISIM) وعنصر التلسكوب البصري (OTE). والمنطقة 3 من ISIM موجودة أيضًا بداخل حافلة المركبة الفضائية؛ وتتضمن النظام الفرعي قيادة ومعالجة البيانات (ICDH) وMIRI المُبَرِّد.
تاريخ التطوير
التطوير المبكر للمقراب هابل في الفترة مابين 1989 و 1994 ونتيجة للخبرات المتراكمة فقد تم ترسيخ مبدأ Hi-Z [12]، حيث يكون هناك مقراب ذو مرآة قطرها 4 أمتار تعمل بالأشعة تحت الحمراء وتبعد ثلاث وحدات فلكية ، المسافة ستمنح المقراب قدرات عالية لتجنب التلوث الضوئي من الضوء البروجي [13]، وأيضا قادت هذه الخبرات لمشاريع أخرى دعيت NEXUS وهي مشاريع أخرى واعدة.[14][15]
وفي عصر السرعة والكفاءة العالية والرخص في منتصف التسعينات، دفع قادة ناسا لمشروع مقراب أقل تكلفة [16]، نتج عن ذلك المقرابات الفضائية من الجيل القادم بمرآة تبلغ 8 أمتار وتقع في L2 من نقاط لاغرانج وبتكلفة تقدر بـ500 مليون دولار، في 1997 عملت ناسا مع مركز جودارد للطيران الفضائي [17] و بول ايروسبيس [18] و TRW [19]، وذلك لكي تقوم بالتوفيق بين المتطلبات التقنية ودراسة التكلفة، وفي عام 1990 تم اختيار لوكهيد مارتن [20] و TRW لإنشاء التصميم المبدئي [21]، في 2002 أرست ناسا مشروع المقراب من الجيل الجديد بتكلفة 824 مليون دولار للمقاول TRW وقد سمي الآن مقراب جيمس ويب الفضائي، التصميم كان بمرآة 6.1 متر وبموعد إطلاق 2010 [22]، لاحقاً في ذلك العام أصبح المقاولون وهم نورثروب غرومان و بول ايروسبيس.
المهمة
مهمة المقراب الرئيسة هي بحث المجالات الأربعة الآتية وهي: أولاً البحث عن الضوء المنبعث من النجوم والمجرات الأولى بعد الانفجار العظيم ، ثانياً دراسة وبحث نشأة وتكوين المجرات وسلسلة تطورها، ثالثاً دراسة نشأة النجوم ونشأة الكواكب، رابعاً دراسة الكواكب وأصل الحياة.[24]
هذه الأهداف يمكن تحقيقها بشكل أكثر كفاءةً عند استخدام الأشعة تحت الحمراء في الرصد عوضا عن الضوء في الجزء المرئي من الطيف ، لهذا السبب المقراب لن يستخدم الضوء المرئي أو الأشعة فوق البنفسجية كما هو الحال مع مقراب هابل، بل ستكون له خصائص فريدة وعالية وقدرات متقدمة في مجال فلك الأشعة تحت الحمراء.
المقراب سيكون حساس للموجات الطويلة بمدى يتراوح بين 0.6 (الضوء البرتقالي) وحتى 28 ميكرومتر (الأشعة تحت الحمراء) البعيدة عند حوالي 100 كلفن (170 C° تحت الصفر).
علم فلك الأشعة تحت الحمراء
المقراب يعد وريثاً لمقراب هابل وحيث أن هدفه الأساس هو رصد الأشعة تحت الحمراء القادمة من أجرام ومجرات في أعماق الكون البعيد. وهو يعد أيضاُ وريثاً لمقراب سبيتزر ، المقراب سيتجاوز بكثير قدرات كلاهما حيث سيتمكن من رصد مجرات ونجوم قديمة نشأت نحو 200 مليون سنة بعد الانفجار العظيم[25]، ورصد الأشعة تحت الحمراء هو المفتاح لسبر أغوار تلك الأجرام القديمة شديدة البعد، وذلك بسبب القدرات الاستثنائية لهذه الأشعة باختراق الغازات والغبار الكوني التي تكون معترضة الفضاء بين الأرض وتلك الأجرام، وبالتالي ستتاح الفرصة لرصد الأهداف الأكثر برودة.
وعلى قدر أهمية الانزياح الأحمر الكوني فإن بخار الماء وأكسيد الكربون في غلاف الأرض يقومان بامتصاص أغلب هذه الأشعة، المحطات الأرضية المخصصة لرصد الأشعة تحت الحمراء وبسبب هذا الامتصاص فإن قدراتها محدودة بمجالات معينة للموجات الطولية، بالإضافة إلى أن الغلاف الجوي نفسه يكون مشعاً في الأشعة تحت الحمراء مما يغمر الضوء القادم من الأهداف خارج الكرة الأرضية التي تكون تحت الرصد، هذا يجعل الفضاء هو المكان الأنسب لوضع المقاريب خصوصاً التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.[26]
المسافة الكونية
كلما كان الهدف بعيداً كلما بدا لنا عمره أصغر، وذلك بسبب أن الضوء يستغرق وقتاً أطول لكي يبلُغنا، نتيجة لتوسع الكون.
أثناء مضي الضوء في الفضاء يصدر منه انزياح أحمر، وبالتالي هذه الأهداف يكون رصدها أكثر سهولة عبر الأشعة تحت الحمراء[27]، قدرات المقراب بهذه الأشعة ستقوده لرؤية كامل الأفق حتى المجرات الأولى المتشكلة بعد الانفجار العظيم بمئات السنين فقط.[28]
اختراق الغبار
الأشعة تحت الحمراء تمتلك خصائص ممتازة للعبور بسهولة بين الغبار الكوني والغازات على عكس الطيف المرئي الذي يحجب بسبب هذا الغبار.
هذه الصورتين في اليسار هي لسديم القاعدة وقد تم التقاطها من قبل مقراب هابل، الصورة بالأعلى تم التقاطها عبر الطيف المرئي المعتاد بينما الصورة في الأسفل تم التقاطها باستخدام معدات للأشعة تحت الحمراء من نفس المقراب هابل، ويلاحظ أن نجوما أكثر تبدو أكثر وضوحاً في الصورة بالأسفل.
الرصد بالأشعة تحت الحمراء يتيح دراسة أهداف ومناطق في الفضاء كانت محجوبة من قبل الغبار الكوني أو الغازات وذلك عند استخدام الطيف المرئي مثل: السحابات الجزيئية حيث تنشأ النجوم، والقرص النجمي الدوار حيث تنشأ الكواكب، ونواة المجرات النشطة.[29]
الأهداف الباردة
وهي برودة نسبية حيث تكون درجة الحرارة أقل من عدة الاف مئوية، وبالتالي هذه الأهداف تبعث أشعتها بشكل رئيس عبر الأشعة تحت الحمراء، كما تم وصفها من قبل قانون بلانك ، وكنتيجة لذلك أغلب الأهداف التي تكون أقل حرارة من النجوم من الأفضل رصدها ودراستها عبر الأشعة تحت الحمراء، وهذا يشمل السحاب البين نجمي، والنجوم الفاشلة المدعوة قزم بني، والكواكب سواء في مجموعتنا الشمسية أو في مجموعة شمسية أخرى، وكذلك المذنبات والأهداف في حزام كيبر.
مقارنة بين مرصد هابل ومرصد ويب
الفروقات | مرصد هابل | مرصد جيمس ويب |
---|---|---|
المدار | 568 كيلومتر من الأرض | 1.7 مليون كيلومتر من الأرض |
قطر المرآة | 2.4 متر | 6.5 متر |
طول المرصد/حاجب المرصد | 13 متر | 22 متر |
الوزن | 11,100 كيلوغرام | 6,500 كيلوغرام |
لا يحتاج تلسكوب ويب لحاجب أسطواني مثلما لتلسكوب هابل، حيث يمنع الحاجب الأسطواني لهابل من سقوط أشعة مشتتة على مرآته. ستوجه مرآة مقراب ويب الفضائي إلى الاتجاه البعيد عن الشمس.
مقالات ذات صلة
- مرآة مجزأة
- التلسكوب العظيم VLT
- تلسكوب شاندرا الفضائي للأشعة السينية
- مصفوف المراصد العظيم VLA
- مرصد مونا لوا
- مرصد مونا كيا
- مرصد سوبارو
- مرصد جيميني
- مرصد كيك
- مرصد هابل الفضائي
- استشعار عن بعد
- مسبار فضائي
- مقراب سبيتزر الفضائي
- تلسكوب التقنية الجديدة
مراجع
- JimBridenstine (27 June 2018). "The James Webb Space Telescope will produce first of its kind, world-class science. Based on recommendations by an Independent Review Board, the new launch date for @NASAWebb is March 30, 2021. I'm looking forward to the launch of this historic mission" (تغريدة)27 يونيو 2018.
- https://jwst.nasa.gov/about.html
- "NASA Completes Webb Telescope Review, Commits to Launch in Early 2021". NASA. 27 June 2018. مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 201927 يونيو 2018.
- Kaplan, Sarah; Achenbach, Joel (24 July 2018). "NASA's next great space telescope is stuck on Earth after screwy errors". واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 22 يوليو 201925 يوليو 2018.
- Bergin، Chris. "James Webb Space Telescope hardware entering key test phase". NASASpaceflight.com. Retrieved January 2015. نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "NASA budget plan saves telescope، cuts space taxis". Reuters. 16 November 2011. نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- "Webb telescope at risk of schedule delays، report finds". The Baltimore Sun. December 22, 2014. Retrieved January 2015. نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "About James Webb". NASA. Retrieved 15 March 2013. نسخة محفوظة 27 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
- "The Sunshield". nasa.gov. NASA. Retrieved January 2015. نسخة محفوظة 10 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- "About the Webb". NASA.
- Mark Clampin (11 July 2014). "James Webb Space Telescope: The Road to First Science Observations". SPIE Astronomical Telescopes + Instrumentation 2014 (plenary talk) (SPIE Newsroom). doi:10.1117/2.3201407.11. edit
- "Advanced Concepts Studies – The 4 m Aperture "Hi Z" Telescope". NASA Space Optics Manufacturing Technology Center. نسخة محفوظة 11 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- ESA Science & Technology: TRW design for JWST.]4 "STSCI JWST History 1994"
- de Weck، Olivier L.; Miller، David W.; Mosier، Gary E. (2002). "Multidisciplinary analysis of the NEXUS precursor space telescope" (PDF). doi:10.1117/12.460079. نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "STSCI JWST History 1996". Stsci.edu. Retrieved 2012-01-16.
- Goddard Space Flight Center design. spacetelescope.org. Retrieved on 2014-01-13. نسخة محفوظة 06 يناير 2016 على موقع واي باك مشين.
- ESA Science & Technology: Ball Aerospace design for JWST. Sci.esa.int. Retrieved on 2013-08-21.نسخة محفوظة 30 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
- ESA Science & Technology: TRW design for JWST. Sci.esa.int. Retrieved on 2013-08-21
- ESA Science & Technology: Lockheed-Martin design for JWST. Sci.esa.int. Retrieved on 2013-08-21
- "HubbleSite – Webb: Past and Future". Retrieved 13 January 2012 - تصفح: نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- "TRW Selected as JWST Prime Contractor". STCI. 11 September 2003. Retrieved 13 January 2012.
- Reichhardt، Tony (March 2006). "US astronomy: Is the next big thing too big?". Nature 440، pp. 140–143 نسخة محفوظة 23 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- Maggie Masetti; Anita Krishnamurthi (2009). "JWST Science". NASA. Retrieved 14 April 2013. نسخة محفوظة 24 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- James Webb vs Hubble - تصفح: نسخة محفوظة 06 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- "IR Atmospheric Windwows". Cool Cosmos. Retrieved January 2015. نسخة محفوظة 10 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Webb Science: The End of the Dark Ages: First Light and Reionization". NASA. Retrieved 9 June 2011 نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "IR Astronomy: Overview". NASA Infrared Astronomy and Processing Center. Retrieved 30 October 2006.