الرئيسيةعريقبحث

زمزم

بئر يقع في الحرم المكي على بعد 20 متراً من الكعبة، ويعتبر ماؤها من الأمور المباركة عند المسلمين

☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن بئر زمزم. لتصفح عناوين مشابهة، انظر زمزم (توضيح).

بئر زمزم أو زمزم، هو بئر ماء يقع في الحرم المكي في مكة المكرمة على بعد 21 مترًا شرقي الكعبة، ويصبّ في هذا البئر عينُ ماءٍ له تاريخ قديم يعود لآلاف السنين، منذ عهد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل، وبحسب الأحاديث الواردة في سيرة النبي محمد فإن الماء مباركة، وفيها شفاء للأسقام، وعلى ذلك فلها خصوصية وأهمية بالغة عند المسلمين، وأفادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 إلى 18.5 لتراً من الماء في الثانية. ويبلغ عمق البئر 30 متراً.[1]

زمزم
Zamzamwill.JPG
عدد من الحجاج المسلمين أثناء شربهم من ماء زمزم

تقديم
البلد  السعودية
مدينة مكة المكرمة
نوع مكان مقدس
تصنيف إسلام
الموقع الجغرافي

جاء ذكر ماء زمزم في عدّة أحاديث من سيرة النبي محمد تروي أن هذا الماء المبارك نبع من الأرض بعدما نبشها الملك جبريل بعقِبه «أو بجناحه» لإسماعيل وأمه هاجر، حيث تركهما نبي الله وخليله إبراهيم بأمر من الله في ذلك الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء،[2] وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثًا يغيثها،[2] حتى كان مشيها بينهما سبع مرات، ثم رجعت إلى ابنها فسمعت صوتًا؛ فقالت: أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير، فضرب جبريل الأرض؛ فظهر الماء، فحاضته أم إسماعيل برمل ترده خشية أن يفوتها، قبل أن تأتي بالوعاء؛ فشربت ودرت على ابنها. وقد روى البخاري هذه الواقعة مطولة جدًّا في صحيحه.[2]

يعتبر بئر زمزم من العناصر المهمة داخل المسجد الحرام،[2] وهو أشهر بئر على وجه الأرض لمكانته الروحية المتميزة وارتباطه في وجدان المسلمين عامة،[2] والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة.[2]

التاريخ

قصة البئر في الرواية الإسلامية كما وردت عن النبي محمد في صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء. هي أنه لما قدم النبي إبراهيم إلى مكة مع زوجته هاجر وابنهما إسماعيل وأنزلهما موضعا قرب الكعبة التي لم تكن قائمة آنذاك ومن ثم تركهما وحدهما في ذلك المكان ولم يكن مع هاجر سوى قربة ماء صغيرة مصنوعة من الجلد سرعان ما نفدت وودعهما إبراهيم وغادر ولم يلتفت إلى هاجر رغم نداءاتها المتكررة لكنه أخبرها أنما فعله هو بأمر الله فرضيت وقرت ومضى إبراهيم حتى جاوزهم مسافة وأدرك أنهم لا يبصرونه دعا ربه بقوله:

﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ۝ ﴾، (سورة إبراهيم: آية 37).

بعدما نفد الماء استهل الطفل بالبكاء ولم تكن أمه تطيق رؤيته يبكي فصدت عنه كي لا تسمع بكائه، وذهبت تسير طلبا للماء فصعدت جبل الصفا ثم جبل المروة، ثم الصفا ثم المروة وفعلت ذلك سبع مرات تماما كما السعي الذي شرع من بعدها، فلما وصلت المروة في المرة الأخيرة سمعت صوتا فقالت أغث إن كان عندك خير، فقام صاحب الصوت وهو جبريل بضرب موضع البئر بعقب قدمه فانفجرت المياه من باطن الأرض ودلّت هاجر تحيط الرمال وتكومها لتحفظ الماء وكانت تقول وهي تحثو الرمال زم زم، زم زم، أي تجمع باللغة السريانية، وهو ما يعود إليه السبب في التسمية.

زمزم قديماً قبل استخدام المضخات الحديثة لتدفق المياه.

وقد روى ابن عباس عن نبي الله محمد:[3]

" رحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا "

—حديث نبوي

رسم يعود للقرن الثامن عشر الميلادي يوضح سقا (ساقي الماء) في مكة.

وقد اندثر البئر ذات مرة في العصر الجاهلي ولم يعرف له مكان وقبل دخول الإسلام حلم جد الرسول عبد المطلب آنذاك بمن يدله على مكان البئر ويطلب منه فتح البئر وقد استيقظ وركض مهرولا إلى جانب الكعبة وحفر في المكان الذي رآه في منامه حتى تحققت الرؤيا.[4] حيث أنه قد رأى أن أحدهم قال له احفر طيبة، لأنها للطيبين والطيبات من ولد إبراهيم وإسماعيل، وقيل له: احفر برة. وقيل: احـفر المضنونة ضننت بها على الناس إلا عليك، ودل عليهـا بعلامات ثلاث: بنقـرة الغراب الأعصم، وأنها بين الفرث والدم، وعند قرية النمل. وروي أنه لما قام ليحفرها رأى ما رسم له من قرية النمل ونقـرة الغراب، ولم ير الفرث والـدم، فبينما هو كذلك ندت بقـرة لجازرها، فلم يدركها حتى دخلت المسجد الحرام، فنحرها في الموضع الذي رسم له، فسال هناك الفرث والدم، فحفرها عبد المطلب حيث رسم له. وقيل لعبد المطلب في صفتها أنها لا تنزف أبدًا، وهذا برهان عظيم لأنها لم تنزف من ذلك الحين إلى اليوم قط، وقد وقع فيها حبشي فنزحت من أجله، فوجدوا ماءها يثور من ثلاث أعـين أقواها وأكـثرها ماء عين من ناحية الحجر الأسود، رواه الدارقطني.[5]

سقاية زمزم

السقاية من الأمور التي كانت تتولاها قريش أثناء الحج من توفير المياه بالنسبة للحجاج الذين يأتون إلى مكة، إلى أن استلم عبد المطلب جد نبي الله محمد أمور السقاية.[6]

يقول أيوب صبري في كتابه (مرآة جزيرة العرب): ولما تولى بنو العباس الخلافة حالت أعمال الملك دون قيامهم بأمر السقاية، فكانوا يعهدون إلى آل الزبير المتولين التوقيت في الحرم الشريف القيام بأعمال السقاية بالنيابة، ثم طلب الزبيريون من الخلفاء العباسيين ترك السقاية لهم، فتركوها لهم بموجب منشور. إلا أنه نظرا لكثرة الحجاج فقد اشترك معهم آخرون في العمل باسم الزمازمة. (انتهى)

لاحقاً عمل الأتراك العثمانيين على تثبيت آل الزبير في عمل السقاية، حيث أنهم لا زالوا يتكفلون برئاستها حتى الوقت الحاضر. وآل الزبير هؤلاء يعرفون اليوم بـ «بيت الريس».

وكانت توجد على زمزم قبة وغرف مستودعات ومستبرد لدوارق ماء زمزم، ولكن ذلك هدم عام 1383 هـ حين اضطر عمل التوسعة ذلك.[7]

أسماء زمزم

لبئر زمزم ومائها أسماء عديدة، فقد نقل ابن منظور في لسان العرب عن ابن بري اثني عشر اسمًا لزمزم، فقال: «زَمْزَمُ، مَكْتُومَةُ، مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْيا الرَّواءُ، رَكْضَةُ جبريل، هَزْمَةُ جبريل، شِفاء سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفيرة عبد المطلب».

وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان: « ولها أسماء وهي: زمزم، وزَمَمُ، وزُمّزْمُ، وزُمازمُ، وركضة جبرائيل، وهزمة جبرائيل، وهزمة الملك، والهزمة، والركضة - بمعنى وهو المنخفض من الأرض، والغمزة بالعقب في الأرض يقال لها: هزمة - وهي سُقيا الله لإسماعيل عليه السلام، والشباعة، وشُبَاعةُ، وبرَة، ومضنونة، وتكتمُ، وشفاءُ سُقم، وطعامُ طعم، وشراب الأبرار، وطعام الأبرار، وطيبة».

وذكر الفاسي في فصل ذكر أسماء زمزم؛ أسماء أخرى كثيرة، ترجع إلى الصفات المتعلقة بماء زمزم أو بئرها.[8]

وصفها

العمارة

رقبة بئر زمزم بالطوق والغطاء، بالإضافة إلى بكرة لرفع الماء تعود لأواخر القرن الرابع عشر، كما يوجد دلو من النحاس مؤرخ عام 1299 هـ (1882)، كان موجوداً في بئر زمزم.[9]

ظلت زمزم فترة طويلة عبارة عن حوضين الأول بينها وبين الركن يشرب منه الماء، والثاني من الخلف للوضوء، له سرب يذهب فيه الماء ولم يكن عليها شباك حينئذ،[2] وكانت مجرد بئر محاطة بسور من الحجارة بسيط البناء، وظل الحال كذلك حتى عصر أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الذي يعد أول من شيد قبة فوق زمزم وكان ذلك سنة 145 هـ، كما يعتبر أبو جعفر أول من عمل الرخام على زمزم وعلى الشباك وفرش أرضها،[10] ثم عملها أبو عبد الله محمد المهدي في خلافته، حيث سقفت حجرة زمزم بالساج على يد عمر بن فرج،[11] كما كُسِيت القبة الصغيرة بالفسيفساء وجددت عمارة زمزم،[11] وأُقيم فوق حجرة الشراب قبة كبيرة من الساج بدلاً من القبة الصغيرة التي تعلو البئر،[11] وكان ذلك في عهد الخليفة المهدي سنة 160 هـ،[2] كما جددت بئر زمزم وكسيت بالرخام، وجددت قبتها في عهد الخليفة العباسي المعتصم سنة 220 هـ.[12]

موقعها

فتحة البئر تقع تحت سطح المطاف على عمق 1,56 متراً، خلف مقام إبراهيم إلى اليسار مقابلة للكعبة. والبئر ينقسم إلى قسمين، الأول مبني على عمق 12,80 متراً عن فتحة البئر. والثاني جزء منقور في صخر الجبل بطول 17,20 متراً، أي أن عمق البئر 30 متراً من فتحة البئر إلى قعره. أما العيون التي تغذي بئر زمزم فهي ثلاث عيون: عين حذاء الركن الأسود وعين حذاء جبل أبي قبيس والصفا وعين حذاء المروة، حسب التحديد القديم للبئر وهي متقاربة مع التحديد الحالي. وهذه العيون تقع في جدران البئر على عمق 13 متراً من فتحة البئر.[13]

التعبئة والتوزيع

جانب من تجهيز عبوات ماء زمزم في عام 2009، قبل تدشين مشروع التعبئة الحالي.
فيديو خارجي
صرف عبوات زمزم على يوتيوب

في عام 2010 تم إطلاق مشروع لتعبئة وتنقية مياه زمزم آلياً بقيمة بلغت 700 مليون ريال سعودي، حيث أن مصنع التعبئة يقع على مسافة 4 كيلو ونصف الكيلو متر من المسجد الحرام ويتكون من عدة مبانٍ، تشمل مبنى ضواغط الهواء ومستودع عبوات المياه الخام ومبنى خطوط الإنتاج ومبنى مستودع العبوات المنتجة بطاقة تخزينية يومية تبلغ 200 ألف عبوة، بمساحة كلية للمصنع تبلغ 13405 أمتار مربعة، ويشمل مبنى المولدات الكهربائية الاحتياطية بطاقة 10 ميغاواط ويعمل بنظام سكادا، الذي يعمل على التحكم والمراقبة لكافة مراحل المشروع بداية من ضخ المياه من البئر إلى آخر مراحل التعبئة.

تغليف لعبوات معبأة بماء زمزم ضمن "مشروع خادم الحرمين الشريفين لسقيى زمزم" الذي دشن عام 2010.

كما يحتوي المشروع على مستودع آلي مركزي لتخزين وتوزيع العبوات المنتجة، مجهز بأنظمة تكييف وأنظمة إنذار وإطفاء الحريق، يمثل 15 مستوى لتخزين وتوزيع 1.5 مليون عبوة سعة 10 لترات، والمستودع يعمل بشكل آلي، وذلك عبر سيور ناقلة آلية تصل بين خطوط الإنتاج والجسر الناقل الذي يصل بدوره بين مصنع التعبئة والمستودع المركزي سعة 1.5 مليون عبوة، وتستخدم فيه أنظمة التخزين العالمية المعروفة باسم التخزين الآلي والاسترجاع الآلي (AS/RS) حيث تدخل العبوات المنقولة عبر الجسر الناقل إلى المستودع المركزي بواسطة رافعات رأسية حمولة كل منها 2000 كيلوغرام، وتخزن هذه العبوات في أماكن محددة يتم التحكم بها عن طريق برنامج تخزين، يتم من خلاله التخزين حسب تاريخ الإنتاج وخط الإنتاج، ويتيح هذا البرنامج تحديد أولويات التوزيع حسب تاريخ التخزين ونتائج الاختبارات الخاصة بالمياه المنتجة التي تتم بمختبر المحطة.

بعد انتهاء المرحلة الخاصة بالإنتاج والتخزين تبدأ مرحلة نقل العبوات المخزنة من مبنى المستودع إلى نظام التوزيع الذاتي عن طريق الرافعات الرأسية لتوضع على سيور ناقلة تنقلها إلى 42 نقطة توزيع آلية، حيث توزع هذه العبوات على المستفيدين باستخدام قطع معدنية خاصة، كل منها مخصص للحصول على عبوة واحدة فقط، ويمكن الحصول على هذه القطع من منافذ التوزيع المنتشرة داخل منطقة المشروع ليقوم المستهلك بوضع القطعة داخل ماكينة التوزيع فيحصل آليا على العبوة، حيث تبلغ قيمة العبوة سعة 10 لترات خمسة ريالات سعودية.[14][15]

كما يتم نقل مياه زمزم إلى خزانات زمزم بالمسجد النبوي في المدينة المنورة عن طريق صهاريج مجهزة بمواصفات خاصة لحماية المياه من أي مؤثرات، بمعدل 120 طناً يومياً ويرتفع في المواسم إلى 250 طناً ويقدم ماء زمزم في حافظات معقمة ومبردة تصل إلى 7000 حافظة مياه توزع داخل المسجد النبوي وسطحه وساحاته إضافة إلى نوافير الشرب الموزعة في المسجد النبوي والمرافق المحيطة به.[16]

الخواص الكيميائية

عبوة معبأة بماء زمزم، يأخذها عدد من المعتمرين والحجاج كتذكار.
خزانات معبأة بماء زمزم، تكون موجودة في أنحاء مختلفة من الحرمين المكي والمدني.

تم عمل أحد الأبحاث لمقارنة التركيب الكيميائي بين ماء زمزم وبين مصدر مياه آخر صالح للشرب، فوجد أن هنالك تبايناً ملحوظاً في خصائصهما الكيميائية المختلفة، إضافة إلى درجة الحموضة (pH) التي ظهرت بنتيجة 8، بينما كانت في المياه العادية بنتيجة 7,2.

تركيز المعادن
حسب باحثين في جامعة الملك سعود[17]
المعدن التركيز (مليجرام / لتر)
ماء زمزم ماء صنبور عادي
الصوديوم
133
37.8
الكالسيوم
96
75.2
المغنسيوم
38.88
6.8
البوتاسيوم
43.3
2.7
البيكربونات
195.4
70.2
الكلوريد
163.3
73.3
الفلوريد
0.72
0.28
النترات
124.8
2.6
الكبريتات
124.0
107
مجموع المواد القلوية الذائبة
835
350

أول تسجيل تلفزيوني

من ضمن الأعمال التي أُقيمت من أجل حماية البئر، ومعرفة منابع البئر، وتنظيفه، ومعرفة ما يحتاج إليه من صيانةٍ، وقد تمت أول محاولة للتصوير، ولكنها باءت بالفشل، مما أستدعى ذلك إلى الاستعانة بذوي الاختصاص؛ وبالفعل تمت الاستعارة من شركة ردك كاميرات تلفزيونية مختصة بتصوير مواسير المياه والمجاري الداخلية، وكانت أجهزة التصوير داخل سيارة مجهزة، حيث يمتد منها كابل يبلغ طوله 50م، وبنهايته كاميرا تلفزيونية تنقل الصورة من داخل المياه إلى داخل أجهزة الاستقبال الموجودة بالسيارة.[18]

تقارير عن تلوث مياه زمزم

في مايو 2011 أجرت بي بي سي تحقيقاً سرياً عن بيع محال تجارية في لندن مياهاً على أنها من بئر زمزم ملوثة بالبكتيريا والزرنيخ. بعدها تم فحص عينات أخرى استحضرت من بئر زمزم في مكة وثبت تلوثها بالزرنيخ.[19] أثار هذا الخبر ردود أفعال واسعة ونفي المملكة العربية السعودية ما أسمته بالمزاعم حول تلوث مياه زمزم مفسرة الأمر بأنه حادث عرضي ناجم عن عملية انتقال العبوات وتقسيمها بين الحجاج أنفسهم داعية الخبراء لزيارة مصنع خادم الحرمين الشريفين لتعبئة مياه زمزم، والوقوف عيانا ومخبرياً على طرق تعبئته ونسب المعادن والأملاح فيه.[20]

فضائل ماء زمزم

بئر زمزم

لماء زمزم مكانة وفضائل كثيرة عند المسلمين، منها: أنه أولى الثمرات التي أعطاها الله لخليله النبي إبراهيم عندما رفع يديه وقال: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ۝ ﴾،(سورة إبراهيم: آية 37). وأن ماء زمزم من الآيات البينات في حرم الله، قال ابن الديبع في حدائق الأنوار، «ومن الآيات البينات في حرم الله: الحجر الأسود والحطيم وانفجار ماء زمزم بعقب جبريل عليه السلام وأن شربه شفاء للسقام وغذاء للأجسام بحيث يغني عن الماء والطعام».

مدخل خاص بالنساء كتب عليه عبارة «ماء زمزم لما شرب له».

كما أنه يعد من أعظم النعم والمنافع المشهودة التي ذكرت في القرآن: ﴿ليشهدوا منافع لهم﴾، (سورة الحج: آية 28). ومن الفضائل لماء زمزم خاصية الاستشفاء به، كما جاء في الحديث النبوي «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» وزاد غير مسلم «وَشِفَاءُ سُقْمٍ»،[21] قال الثعالبي في ثمار القلوب: «فكم من مبتلى قد عوفي بالمقام عليه والشرب منه والاغتسال به بعد أن لم يدع في الأرض ينبوعا إلاّ أتاه واستنفع فيه».[22]

ثبت أن رسول الله محمد شرب ماء زمزم وهو قائم، روى البخاري عن العباس بن عبد المطلب، أنه قال: «سقيت رسول الله من زمزم وهو قائم»، كما ورد عنه أن ماء زمزم لما شرب له، وقد نص علماء المسلمين على أن الدعاء بعد الفراغ من شربه مما ترجى إجابته. روى أحمد والحاكم والدارقطني عن ابن عباس، وأحمد عن جابر عن رسول الله محمد، أنه قال:

" ماء زمزم لما شرب له "

—حديث نبوي

ولم يثبت عن نبي الله محمد أنه قال دعاءاً مخصوصاً عند شربه ماء زمزم، لكن روى الدارقطني عن ابن عباس أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال: «اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء»، فأولى لمن شرب ماء زمزم أن يشربه بنية صالحةٍ، ثم يدعو الله بعد فراغه.[23]

من المؤلفات فيه

المؤلفات المطبوعة

  • جزء فيه جواب عن حال الحديث المشهور (ماء زمزم لما شرب له)، للحافظ ابن حجر العسقلاني.(1)
  • الجوهر المنظم في فضائل ماء زمزم، لأحمد بن آق شمس الدين المكي.(2)
  • الإعلام الملتزم بفضائل زمزم، لأحمد بن علي الغزي الأزهري.(3)
  • إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث (ماء زمزم لما شرب له)، لمحمد إدريس القادري.(4)
  • "زمزم طعام طعم وشفاء سقم"، ليحيى كوشك.(5)
  • فضل ماء زمزم، لمؤلفه سائد بكداش.(6)
  • زمزم والزمازمة، لفيصل زمزمي.[24]

المؤلفات المخطوطة

  • التزام مالا يلزم فيما ورد في ما زمزم، لمحمد بن علي بن طولون.(7)
  • نشر الأنفاس في فضائل زمزم وسقاية العباس، لخليفة بن أبي الفرج الزمزمي المكي.(8)
  • جزء في حديث (ماء زمزم لما شرب له) للحافظ شرف الدين الدمياطي،(9)
  • تفضيل زمزم على كل ماء قليل زمزم، للإمام زين الدين العراقي.(10)
  • الجواهر المكنونة في فضائل المضنونة، لجمال الدين بن ظهيرة.(11)
  • النهج الأقوم في الكلام على حديث (ماء زمزم)، للإمام ابن علان محمد الصديقي المكي.(12)
  • درر القلائد فيما يتعلق بزمزم السقاية من الفوائد، للإمام ابن علان محمد الصديقي المكي.(12)

هوامش وملاحظات

  • 1 الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ.
  • 2 المدرس الحنفي، المتوفى سنة 1165 هـ، طبع في مصر، مطبعة السعادة سنة 1332 هـ.
  • 3 المحدث المتوفى سنة 1179 هـ، رسالة (7) صفحات بمطبعة الترقي الماجدية العثمانية بمكة المكرمة سنة 1131 هـ.
  • 4 السيد محمد إدريس القادري الحسني الفاسي المتوفى سنة 1350 هـ، طبع مصر المطبعة الجمالية 1330 هـ.
  • 5 طبع الكتاب سنة 1403 هـ بمطبعة دار العلم بجدة. والكتاب ذو قيمة علمية عن زمزم من الناحية الجيولوجية والكيميائية وغيرها وفيه بحث حول تنظيف بئر زمزم عام 1400 هـ مع صور كثيرة.
  • 6 طبع دار الثقافة للطباعة بمكة المكرمة، نشر المكتبة المكية 1413 هـ. والكتاب اعتنى به مؤلفه، فجمع فيه خلاصة ما كتبه من قبله في هذا الموضوع.
  • 7 المتوفى سنة 953 هـ، (5 ق) بخط المؤلف.
  • 8 المتوفى نيف وستين وألف، (44 ق).
  • 9 الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي توفي سنة 705 هـ.
  • 10 الإمام زين الدين عبد الرحيم العراقي المتوفى سنة 806 هـ.
  • 11 جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة ت 817 هـ.
  • 12 الإمام ابن علان محمد بن علي بن محمد الصديقي المكي، ت 1057 هـ.

مصادر

  1. زمزم.. معجزة ربانية حيرت العلماء والجيولوجيين، صحيفة عكاظ. نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. بئر زمزم - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  3. الموسوعة الشاملة - تصفح: نسخة محفوظة 13 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. الرحيق المختوم - نسب النبي - ص41
  5. موقع الحج والعمرة: تاريخ بئر زمزم نسخة محفوظة 17 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.
  6. عكاظ: السقاية والرفادة.. كرم العرب وخدمة ضيوف الرحمن نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. موقع الحج والعمرة: موجز المسرد التاريخي لزمزم نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. موسوعة الحرمين الشريفين: بئر زمزم نسخة محفوظة 27 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. موقع الآثار: مصادر مياه بئر زمزم نسخة محفوظة 27 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. زمزم ماء الحياة.. في سلسلة "مكة.. المكان والأزمنة" - تصفح: نسخة محفوظة 28 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  11. بئر زمزم موقع بوابة الحرمين الشريفين نسخة محفوظة 27 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  12. مشاريع المياه لخدمة الحجاج في العصر العباسي - تصفح: نسخة محفوظة 2020-05-23 على موقع واي باك مشين.
  13. جامعة أم القرى: وصف بئر زمزم والعيون التي تغذيه نسخة محفوظة 2020-05-15 على موقع واي باك مشين.
  14. الشرق الأوسط: خادم الحرمين يطلق أكبر مشروع لتعبئة وتنقية مياه زمزم آليا دون تدخل بشري نسخة محفوظة 2020-05-15 على موقع واي باك مشين.
  15. الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: 4 خطوط في مصنع تعبئة “زمزم” لإنتاج 200 ألف عبوة مياه يوميا نسخة محفوظة 16 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  16. وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي: سقيا زمزم بالمسجد النبوي نسخة محفوظة 27 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  17. Nour Al Zuhair, et al. A comparative study between the chemical composition of potable water and Zamzam water in Saudi Arabia. KSU Faculty Sites, Retrieved August 15, 2010 نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  18. الأوائل لمكة في العهد السعودي، محمد مساعد الحسني، ط1، مكة المكرمة، 1421هـ، ص191.
  19. تلوث مياه زمزم تباع في لندن بالزرنيخ - بي بي سي، الخميس، 5 مايو/ أيار، 2011، 16:45 GMT نسخة محفوظة 30 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
  20. نفي رسمي لمزاعم تلوث مياه زمزم.. وارتفاع «الزرنيخ» نتج عن تلوث الأيادي - الشرق الأوسط، الاحـد 04 جمـادى الثانى 1432 هـ 8 مايو 2011 العدد 11849 نسخة محفوظة 2020-05-15 على موقع واي باك مشين.
  21. موسوعة النابلسي: المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب السابع - الفقرة (7-7) : ماء زمزم، طعام طعم، وشفاء سقم لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2005-08-24 نسخة محفوظة 27 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  22. جامعة أم القرى: فضائل ماء زمزم وخصائصه وبركاته نسخة محفوظة 15 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  23. إسلام ويب - مركز الفتوى: الدعاء عند شرب ماء زمزم، رقم: 6983، بتاريخ 8 فبراير 2004 - تصفح: نسخة محفوظة 27 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  24. "موقع مكاوي - قبلة الدنيا مكة المكرمة". www.makkawi.com. مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 201819 نوفمبر 2018.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :