الرئيسيةعريقبحث

جورج الأول ملك بريطانيا العظمى

ملك بريطانيا العظمى

☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن جورج الأول ملك بريطانيا العظمى؛ إن كنت تبحث عن عناوين مشابهة، فانظر جورج الأول.

جورج الأول أو جورج لويس (George Louis)‏ و(بالألمانية: Georg Ludwig) ولد بتاريخ (28 آيار/ مايو 1660م – 11 حزيران/ يونية 1727م)[4] ملك بريطانيا العظمى وأيرلندا (1 آب/ أغسطس 1714م حتى وفاته)، ودوق براونشفايغ لونيبورغ (هانوفر) في وقت الامبراطورية الرومانية المقدسة منذ 1698م.

جورج الأول
(George I)‏ 
King George I by Sir Godfrey Kneller, Bt (3).jpg
جورج الأول حوالي سنة 1714. من صور السير جودفري نيللر.

ملك بريطانيا العظمى
الفترة 1 أغسطس 1714 - 11 يونيو 1727[1]
تاريخ التتويج 20 أكتوبر 1714
وصي العرش روبرت والبول
أمير ناخب لهانوفر
الفترة 23 يناير 1698 – 11 يونيو 1727[1]
معلومات شخصية
الاسم الكامل جورج لويس
(إنجليزية: George Louis)‏
(بالألمانية: Georg Ludwig)‏
الميلاد 28 مايو 1660
7 يونيو 1660 (التقويم القديم)
أوسنابروك هانوفر
الوفاة 11 يونيو 1727 (67 سنة)
22 يونيو 1727 (التقويم القديم)
أوسنابروك
سبب الوفاة سكتة 
مكان الدفن حدائق هارينسهاوزن، هانوفر
تاريخ الدفن 4 أغسطس 1727
مواطنة مملكة بريطانيا العظمى مملكة بريطانيا العظمى
الديانة اللوثرية[2]
عضو في الجمعية الملكية 
الزوجة صوفيا دوروثي أميرة تسيليه
أبناء جورج الثاني
صوفيا دوروثي ملكة بروسيا
الأب إرنست أوغست
الأم صوفي بالاتينات
أخوة وأخوات
عائلة الأسرة الهانوفرية
معلومات أخرى
المهنة سياسي 
اللغات الإنجليزية[3] 
التوقيع
George I Signature.svg

ولد جورج في هانوفر (التي تعد الآن ضمن ألمانيا) وورث ألقاب وأراضي دوقية براونشفايغ لونيبورغ من أبيه وأعمامه، وقد وسعت سلسلة من الحروب الأوروبية خاضها طوال حياته نطاق ملكه في ألمانيا، وحصل على منصب أمير ناخب لهانوفر عام 1707م، واعتلى جورج العرش البريطاني في سن الرابعة والخمسين وبعد وفاة الملكة آن ملكة بريطانيا العظمى ليعد أول ملك من بيت هانوفر، وعلى الرغم من وجود أكثر من خمسين شخصًا من الروم الكاثوليك تربطهم صلات دم أقرب لآن فإن مرسوم التولية المصدق في 1701م يمنع الكاثوليك من ميراث عرش بريطانيا، وعليه فقد حاول اليعاقبة عزله واستبدال جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت الأخ غير الشقيق لآن بجورج، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.

تقلصت السلطات الملكية في عهد جورج، وبدأت بريطانيا الانتقال لنظام مجلس الوزراء الحديث الذي يقوده رئيس وزراء، وحتى نهاية عهده كانت السلطة الفعلية بيد السير روبرت والبول أول رئيس وزراء فعلي لبريطانيا. وقد وافت جورج المنية في رحلته إلى موطنه هانوفر الذي صار مدفنه.

طفولته

والدة جورج الأول الأميرة صوفيا

وُلد جورج في 28 آيار/ مايو 1660 في هانوفر بالامبراطورية الرومانية المقدسة[5]، وهو أكبر أبناء إرنست أغسطس دوق براونشفايغ لونيبورغ وزوجته صوفيا أميرة راينلند بالاتينات، وصوفيا هي حفيدة الملك جيمس الأول ملك إنجلترا فهي ابنة ابنته إليزابيث ملكة بوهيميا.[6]

كان جورج خلال أول عام من حياته ولي العهد الوحيد للأراضي الألمانية التي يحكمها أبوه وأعمامه الثلاثة البُتُر [7]. وفي عام 1661م وُلد فريدريك أغسطس أخوه الأصغر ونشأ الصغيران معًا.

غابت أمهما عنهما لقرابة عام كامل (1664- 1665) لقضاء فترة نقاهة طويلة في إيطاليا ولكنها كانت على اتصال دائم بمربية أبنائها وأولت لتنشئة أبنائها عناية فائقة، ربما أكثر من اهتمامها بنفسها[8]، وبعد رحلتها أنجبت لإرنست أغسطس بنتًا وأربعة أبناء آخرين. وتنعت صوفيا جورج في خطاباتها بالمسئولية والضمير وبأنه طفل قد قدم مثالًا يحتذى به لإخوته وأخواته الصغار.[9]

في عام 1675م مات العم الأكبر لجورج لغير علة، ولكن عميه الآخرين تزوجا معرّضين ميراث جورج من ممتلكاتهما للخطر حيث قد تذهب لأبنائهما بدلاً من جورج، ثم أخذه والده للصيد وركوب الخيل وعرفه بالأمور العسكرية. وإذ يدرك إرنست غموض مستقبل جورج فقد أخذه في الخامسة عشر من عمره إلى الحرب الهولندية الفرنسية قاصدًا اختباره وتدريبه على القتال.[10]

وفي عام 1679 مات فجأة عم آخر لجورج ولا ولد له وأصبح إرنست أغسطس الدوق الحاكم لكاليبورغ وغوتنغن إلى جانب العاصمة هانوفر، وقد تزوج جورج ويليام - دوق تسيليه وعم جورج المتبقي- خليلته ليضفي الشرعية على ابنته الوحيدة صوفيا أميرة تسيليه لكنه لم يبد محتملاً إنجابه أية أبناء آخرين، ثم بدت خلافة جورج وإخوته على أقاليم أبيهم وعمهم في مأمن الآن تحت القانون الصالي حيث قُصرت وراثة حكم الأقاليم على الذكور وفي عام 1682 وافقت الأسرة على تبني مبدأ البكورة[11] بمعنى إمكانية وراثة جورج لكل الأقاليم دون الحاجة لتقاسمها مع إخوته.[12]

زواجه

جورج عام 1680 م عندما كان أمير هانوفر، رسمها السير جودفري نيلر.

وفي نفس العام تزوج جورج من ابنة عمه صوفيا أميرة تسيليه، وبذلك حصل على دخل إضافي لم يكن لم يكن ليحصل عليه في ظل القانون الصالي الذي لا يورث إلا الذكور، وتم هذا النكاح – ليكون زواج التقاء مصالح – حيث يؤمّن دخلًا سنويًا جيدًا ويُساعد في توحيد هانوفر وتسيليه، وناهضت أمه هذا الزواج في البداية بسبب ازدراءها لأم صوفيا التي لم تُولد في عائلة ملكية، كما أقلقها وضع صوفيا كابنة شرعية، غير أنها اقتنعت أخيرًا بالمزايا الكامنة في هذا الزواج.[13]

وفي عام 1683 عزز جورج وأخوه فريدريك أغسطس قوات الجيش في الحرب التركية العظمى ضمن معركة فيينا، وأنجبت صوفيا ولدًا لجورج هو جورج أغسطس، وفي العام التالي زُفّ إلى فريدريك أغسطس نبأ تبني الأسرة مبدأ البكورة، بمعنى أنه لم يعد يتمتع بحقه في إرث ما يحكم أبوه من أراضٍ بعد الآن كما كان ينتظر، وأدى ذلك إلى إحداث شقاق بين الأب وابنه، وبين الإخوة بعضهم البعض استمر حتى مقتل فريدريك أغسطس في المعركة عام 1690م، ومع الاحتمال الوشيك لبناء أية دولة هانوفرية والإسهامات المتكررة للهانوفريين في حروب الامبراطورية نُصِّب إرنست أغسطس أميرًا ناخبًا بالامبراطورية الرومانية المقدسة عام 1692م، واتسع أفق جورج حينئذ لأبعد الحدود حيث كان الوريث الوحيد لمنصب أبيه في المجمع الانتخابي ولدوقية عمه.[14]

أنجبت صوفيا بنتًا حملت اسمها عام 1687م، ولكنها لم تحمل مجددًا. ثم انفصل الزوجان وفضّل جورج البقاء برفقة خليلته ميلوزين فون دير شولنبرغ التي أنجبت له بنتين في 1692م، و1693م[15]، وفي هذه الأثناء كانت صوفيا هي الأخرى تعيش قصة حب مع النبيل السويدي فيليب فون كريستوف كونيسمارك، وحث البلاط الملكي بما فيه إخوة جورج العاشقين على الافتراق إذ كانت تهدده فضيحة هروبها مع عشيقها، ولكن دون جدوى، ووفقًا لرواية مصادر دبلوماسية من أعداء بيت هانوفر، فقد قُتل النبيل عام 1694م – ربما بتحريض من جورج – واُلقي بجثمانه في نهر اللاينه مُثّقلاً بالحجارة، وزُعم أن الجريمة ارتكبها أربعة رجال من حاشية إرنست أغسطس ومُنح أحدهم وهو (دون نيكولو مونتالبانو)مبلغًا هائلاً يبلغ 150 ألف تيلارا وكان يعادل تقريبًا مئة ضعف الراتب السنوي لأعلى الوزراء[16]، وجرت الشائعات لاحقًا بأن كونيسمارك قُطّع إربًا إربًا ودُفن تحت ألواح الأرضية بقصر هانوفر[17]، وعلى الرغم من ذلك فقد نفت المصادر في هانوفر نفسها بما فيها صوفيا أن تكون على علم بمكان وجود كونيسمارك.[18]

طلاق جورج لصوفيا ليس لارتكابهما جريمة الزنا ولكن لأن صوفيا قد هجرت زوجها، وسجن جورج صوفيا في بيت ألدن في مسقط رأسها تسيليه بموافقة والدها حيث ضلت فيه إلى أن توفيت بعد ثلاثين عام، وقد مُنعت من الوصول لأبناءها وأبيها وحُرمت من الزواج مجددًا، وسمح لها فقط بالسير منفردة في ساحة القصر، ومُنحت على الرغم من ذلك دخلاً ومؤسسة وخدمًا، وسُمح لها أن تقود العربة خارج أسوار قلعتها وإن كان ذلك قيد الحراسة.[19]

حُكمه بصفة أمير ناخب

جورج في عام 1706 م عندما كان أمير هانوفر الناخب.

وفي يوم 23 كانون الثاني/ يناير 1698م توفي إرنست أغسطس تاركًا كل الأقاليم التي يحكمها لجورج باستثناء الإمارة الدينية لأوسنابروك التي تولاها عام 1661م[20]، وبذلك أصبح جورج دوقًا لبراونشفايغ لونيبورغ – المعروفة بهانوفر كاسم عاصمتها – وأصبح كذلك أميرًا ناخبًا بالامبراطورية الرومانية المقدسة[21]، وتزين بلاطه في هانوفر بالعديد من الرموز الثقافية مثل عالم الرياضيات والفيلسوف غوتفريد لايبنتس والمؤلفين الموسيقيين جورج فريدريك هاندل وأغوستينو ستيفاني.

وبعد أن تولى جورج دوقية أبيه بفترة وجيزة تُوفي الأمير ويليام دوق غلوستر الذي كان ثاني من يعتلي العرش الإنجليزي والاسكتلاندي، وطبقًا لبنود مرسوم التولية الصادر 1701 م، كان لصوفيا والدة جورج أن ترث العرش الإنجليزي إذا مات الملك ويليام الثالث وأخت زوجته آن أميرة الدنمارك – التي عرفت لاحقًا بالملكة آن – وحُدد هذا التتابع على ذلك النحو لأن صوفيا كانت أقرب بروتستانتية في العائلة المالكة البريطانية؛ وعليه استُبعد ستة وخمسون من الأقارب الكاثوليك على الرغم من حقوقهم الموروثة الأعلى مكانة[22]، وكانت احتمالية تحول أي منهم للبروتستانتية ليتولى الحكم بعيدة حيث رفض بعضهم بالفعل.[23]

وفي آب/ أغسطس 1701م مُنح جورج وسام رَبطة السّاق، وفي غضون ستة أسابيع مات جيمس الثاني أقرب مُطالب بالعرش من الكاثوليك والملك الأسبق، وفي آذار/ مارس التالي مات ويليام الثالث وخلفته آنعلى العرش، وأصبحت صوفيا وريثة افتراضية لملكة إنجلترا الجديدة، وكانت صوفيا في الواحدة والسبعين من عمرها، أي أكبر من آن بخمسة وثلاثين عام، ولكنها كانت تتمتع بالصحة واللياقة واستغلت الوقت والطاقة لتأمين ولاية العهد لنفسها ولولدها[24]، ومع ذلك فقد تفهم جورج تعقيدات السياسة الإنجليزية والقانون الدستوري الذي تطلب موادًا أخرى في عام 1705م لتطبيع صوفيا وورثتها باعتبارهم رعايا إنجليز، ولوضع ترتيبات نقل السلطة عبر مجلس وصايةٍ ما[25]، وفي نفس العام مات عم جورج المتبقي وورث عنه المزيد من الأراضي الألمانية وهي إمارة يونبورغ وإمارة جروبنهاغن الموجودتان في تسيليه[26].

خريطة تخطيطية لهانوفر عام 1720 م.

وبعد أن اعتلى جورج عرش هانوفر مباشرة اندلعت حرب الخلافة الإسبانية، وكان مثار الخلاف هو حق فيليب حفيد لويس الرابع عشر ملك فرنسا في أن يرث عرش إسبانيا طبقًا لأحكام وصية تشارلز الثاني ملك إسبانيا، وناهضت كل من الامبراطورية الرومانية المقدسة، وجمهورية الأراضي المنخفضة المتحدة (الجمهورية الهولندية حاليًا)، وإنجلترا وهانوفر وعديد من الولايات الألمانية حق فيليب في وراثة العرش وذلك خشية السلطة الزائدة التي قد يمتلكها آل بوربون إذا تحكموا في إسبانيا أيضًا، وقام جورج بغزو برونزويك فولفنبوتل جارته الحليفة للفرنسيين ضمن مجهوداته الحربية، وقد خط بعض أوامر المعركة بيده، ونجح الغزو بخسائر قليلة في الأرواح، وعلى سبيل المكافأة اعترف البريطانيون والهولنديون بضم دوقية ساكسونيا لاونبورغ لآل هانوفر الذي قام به عم جورج مسبقًا[27].

وفي عام 1706م حُرم أمير بافاريا الناخب من مناصبه وألقابه لمناصرته لويس ضد الإمبراطورية، وفي العام التالي تقلد جورج منصب مشير إمبراطوري لقيادة الجيش الإمبراطوري المعسكر على طول نهر الراين، ولم تكن قيادته ناجحة كليًا، ومن أسباب ذلك أن حليفه دوق مارلبورو قد خدعه وورطه في هجوم خداعي؛ كما قام الإمبراطور جوزيف الأول بضم التمويل المخصص لحملة جورج لاستخدامه الشخصي، وعلى الرغم من ذلك فقد ظن الأمراء الألمان أنه قد أبرأ ذمته جيدًا، وفي عام 1708م اعتمدوا جورج أميرًا ناخبًا رسميًا عرفانًا بخدمته أو بسببها. ولم يتمسك جورج بغضبه من مواقف مارلبورو معه حيث كان يتفهم جيدًا أنها كانت جزءًا من مخطط لاستقطاب الفرنسيين بعيدًا عن الهجوم الأصلي[28].

وفي عام 1709م استقال جورج من منصب المشير فلم يعد يعمل بالخدمة العسكرية مجددًا، وفي عام 1710م مُنح شرف أمانة صندوق الامبراطورية[29] وكان يتولى هذا المنصب أمير بالاتينات في السابق، وسمح غياب أمير بافاريا الناخب بإعادة توزيع المناصب[30].

وهددت وفاة الإمبراطور عام 1711م توازن القوى بالانهيار فانتهت الحرب عام 1713م بالتصديق على معاهدة أوترخت، وسُمح لفيليب بوراثة عرش إسبانيا على أن يُشطب من قائمة الخلفاء على العرش الفرنسي، وأعيد أمير بافاريا الناخب.

اعتلاؤه عرش بريطانيا العظمى

جورج عام 1714 م عام اعتلائه العرش وقد رسمها السير جودفري نيلر

على الرغم من اعتراف إنجلترا واسكتلندا بآن ملكة لهما فلم يعترف بصوفيا أميرة هانوفر الناخبة ولية لعهدها سوى البرلمان الإنجليزي، أما البرلمان الإسكتلندي فلم يستقر رسميًا على مسألة ولاية العهد، وفي عام 1703م أعدت المقاطعات مشروع قانون يعلن أن اختيارهم لولي عهد الملكة آن لن يكون فرديًا مثل العرش الإنجليزي مالم تضمن إنجلترا حرية التجارة للاسكتلنديين في إنجلترا ومستعمراتها، وفي البداية رفضت آن منحهم القبول الملكي لمشروع القانون ولكنها أذعنت لرغباتهم ومنحتهم الموافقة الملكية في العام التالي والتي عرفت بمرسوم الأمن عام 1704 م، وردًا على ذلك قام البرلمان البريطاني بإعداد تدابير تهدد بتقييد التجارة الإنجليزية الاسكتلندية وشل الاقتصاد الإسكتلندي في حال عدم موافقة المقاطعات على ولاية الهانوفريين للعهد[31]،[32] وأخيرًا وافق البرلمان على مرسوم الوحدة لعام 1707 م الذي وحد إنجلترا واسكتلندا كيانًا سياسيًا واحدًا هو مملكة بريطانيا العظمى، وأسسوا قواعد ولاية العهد كما نُص عليها في مرسوم التولية لعام 1701 م، وقد أنتجت هذه الوحدة أكبر منطقة تجارة حرة في أوروبا في القرن السابع عشر.[33]

كان سياسيو حزب الأحرار يؤمنون بحق البرلمان في تحديد ولاية العهد ومنحها لأقرب بروتستانتي للملكة، في نفس الوقت مال العديد من المحافظين إلى الاعتقاد في حق آل ستيوارت في وراثة العرش، وفي عام 1710 م أعلن جورج أنه قد يخلف ملكة بريطانيا بحق الإرث حيث مُنع هذا الحق فقط عن الكاثوليك من آل ستيوارت في حين احتفظ هو به، و"يعني هذا الإعلان إخماد أي تفسير للأحرار بأن البرلمان هو الذي أعطى جورج المملكة...، وإقناع المحافظين أنه لم يكن مُغتصِبًا".[34]

وفي 28 آيار/ مايو 1714 م[35] توفيت الأميرة الناخبة صوفيا والدة جورج عن عمر يناهز الثالثة والثمانين، وقد سقطت في حديقة هيرينهاوزن بعد أن أسرعت لتحتمي من وابل من المطر، وأصبح جورج الآن الوريث المباشر للملكة آن، وقد راجع في عجالة عضوية مجلس الوصاية الذي سيتولى الحكم بعد وفاة آن حيث كان معروفًا أن صحة آن تتواهن وكان الساسة في بريطانيا يتصارعون على السلطة[36]، وأصابت آن سكتة دماغية أفقدتها القدرة على الكلام، وماتت في الأول من آب/ أغسطس، وفُتحت قائمة الحكام وأدى جورج اليمين الدستورية أمام أعضائها ثم أعلنوه ملكًا على بريطانيا العظمى وأيرلندا[37]، وقد مكث جورج في لاهاي ترقبًا لأي معارضة ينتظر إقراره ولم يصل إلى بريطانيا حتى 18 أيلول/سبتمبر[38]، وتوِّج جورج في دير وستمنستر يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر.[39]

عاش جورج معظم حياته بعد 1714 م في بريطانيا العظمى ومع ذلك فقد زار دياره بهانوفر في 1716 و 1719 و 1720 و 1723 و 1725 م[40]، وقد أمضى جورج خُمس فترة ملكه في ألمانيا[41]، وألغيت بالإجماع عام 1716 م فقرة من مرسوم التولية كانت تمنع الملك البريطاني من مغادرة البلاد دون تصريح من البرلمان[42]، وخلال جميع فترات تغيب جورج عدا الأولى كانت السلطة في يد مجلس الوصاية بدلاً من ابنه جورج أغسطس أمير ويلز.[43]

حروب وثورات في عهده

جورج عام 1718 م، وقد رسمها جورج فيرتشو بعد السير جودفري نيلر

وفي خلال عام من اعتلاء جورج العرش أحرز حزب الأحرار فوزًا ساحقًا بالانتخابات العامة لعام 1715 م، وتعاطف العديد من أعضاء حزب المحافظين المنهزم مع اليعاقبة، وناصر بعض المحافظين الناقمين الثورة اليعقوبية والتي عرفت باسم "الثورة الخامسة عشر"، وسعى اليعاقبة لتنصيب جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت الأخ غير الشقيق لآن الكاثوليكي (الذي لقبه مناصروه بلقب "جيمس الثالث" ومعارضوه بلقب "المدعي")، وقام مؤيدو "المدعي" بقيادة الإيرل مار -وهو رجل اسكتلندي ماجد ناقم قد أيد "الثورة المجيدة" من قبل- بالتحريض على التمرد في اسكتلندا حيث تيار اليعاقبة أقوى من نظيره في انجلترا، وعلى أية حال فقد لاقت "الخامسة عشر" فشلاً ذريعًا حيث كانت خطط معارك اللورد مار واهنة، وعاد المدعي بنذر يسير من المال وقليل من السلاح، وبحلول نهاية العام انطفأت جذوة الحرب، وفي فبراير 1716 م فر اللورد مار والمدعي إلى فرنسا هربًا من انهزام وشيك، وبالرغم من تنفيذ بعض أحكام الإعدام والمصادرة بعد إحباط الثورة فقد أبدى جورج تساهلًا مع ردة فعل الحكومة حيث أبدى تساهلاً وأنفق العائد من مصادرة الأموال على المدارس الاسكتلندية وعلى قضاء شطر من الدين العام.[44]

ساعد ارتياب جورج تجاه المحافظين على نقل السلطة إلى الأحرار[45]، وقد استفحلت هيمنة الأحرار في ظل حكم جورج لدرجة أن السلطة لم تعد للمحافظين على مر نصف قرن، وبعد الانتخابات أعد البرلمان –الذي يسيطر عليه الأحرار- المرسوم السبعي لعام 1715 م، الذي مدد الحد الأقصى للدورة البرلمانية إلى سبع سنوات (مع تمكين الملك من حله قبل ذلك)[46]، وبذلك استطاع الأحرار القابضون على زمام السلطة البقاء في ذلك المنصب أطول فترة ممكنة.[47]

ساءت علاقة جورج بابنه بعد اعتلائه العرش وإن كانت متدهورة طوال الوقت، وشجع جورج أغسطس أمير ويلز معارضةً سياسات والده بما في ذلك التدابير الرامية إلى زيادة الحريات الدينية في بريطانيا وتوسيع الحدود الألمانية عند هانوفر على حساب السويد[48]، وفي عام 1717 م أدى ميلاد حفيد جورج إلى شجار عنيف بينه وبين ابنه أمير ويلز، وعين الملك اللورد شامبرلين دوق نيوكاسل واحدًا من رعاة تعميد الطفل – فعل ذلك اتباعًا للعرف على أغلب الظن- وغضب الملك عندما دفعت أمير ويلز كراهيته لنيوكاسل إلى إهانة الدوق لفظيًا في حفل التعميد والتي فسرها الدوق على أنها تحدٍ للمبارزة، وعليه أبلغ الأمير بمغادرة المسكن الملكي بقصر سان جيمس[49]، وأصبح مسكن الأمير الجديد بيت ليستر ملتقى معارضي الملك السياسيين[50] وتصالح جورج وابنه لاحقًا تحت إصرار روبرت والبول ونزولاً على رغبة أميرة ويلز التي ارتحلت مع زوجها ولكنها تركت أطفالها في رعاية الملك، وبعد ما حدث من شجار بحفل التعميد لا يمكن أن يعود الود ثانية لما كان عليه بين الأب وابنه.[51]

كان جورج فعالاً في إدارة السياسة الخارجية خلال بداية حكمه، ففي عام 1717 م شارك في تكوين التحالف الثلاثي، وهو تحالف مناهض لإسبانيا يضم بريطانيا العظمى وفرنسا والمقاطعات المتحدة (الجمهورية الهولندية)، وفي عام 1718 م انضمت الامبراطورية الرومانية المقدسة للكيان الذي أصبح معروفًا بالتحالف الرباعي وتضمنت حرب التحالف الرباعي التالية نفس مشكلة حرب الخلافة الإسبانية، فقد اعترفت اتفاقية أوترخت لعام 1713 م بفيليب حفيد لويس الرابع عشر ملك فرنسا ملكًا على إسبانيا بشرط تخليه عن حقوقه في ولاية عهد العرش الإسباني، وإبان وفاة لويس الرابع عشر عام 1715 م سعى فيليب لإسقاط الاتفاقية.

ودعمت إسبانيا غزوًا قاده اليعاقبة على اسكتلندا عام 1719 م، ولكن البحار الهائجة حالت دون وصول أكثر من ثلاثمائة جندي إسباني إلى اسكتلندا[52]، وأُنشئت قاعدة في قلعة إليان دونن على الشاطئ الغربي لاسكتلندا في إبريل لتدمرها السفن البريطانية بعد شهر واحد[53]، وأسفرت جهود اليعاقبة لتجنيد رجال القبائل الاسكتلندية عن تكوين قوة قتالية قوامها ألف رجل تقريبًا، وكانت قوات اليعاقبة سيئة التجهيز وهزمتها المدفعية البريطانية بكل سهولة في معركة جلين شيل[54]، واختبأ رجال القبائل في المرتفعات الاسكتلندية وحاصر الإسبان الجيش، ولكن هذا الغزو لم يوجه أي تهديد جدي إلى حكومة جورج، ولم تحقق جيوش فيليب فوزًا ملحوظًا في الحرب حيث كانت الجيوش الفرنسية تحارب ضده هذه المرة، وبناء عليه فقد ظل العرش الإسباني والفرنسي منفصلين.

وفي نفس الوقت غنمت هانوفر من انقضاء حرب الشمال العظمى القائمة على التنافس بين السويد وروسيا على بحر البلطيق، وحصلت هانوفر على ولاية بريمن وفيردين عام 1719 م مقابل دفع هانوفر تعويض مادي للسويد عن خسارة الإقليم.[55]

وزاراته

عملة ربع جنيه تعود لعام 1718 م من عهد جورج الأول ويظهر جانب من وجهه عليها.

كانت للملك في هانوفر الملكية المطلقة بمعنى أن تكون تحت تحكمه الشخصي جميع نفقات الحكومة التي تتعدى خمسين تالر (تعادل بين 12 إلى 13 جنيه استرليني)، كما تولى تعيين جميع ضباط الجيش، وجميع الوزراء، وحتى موظفي الدولة الأعلى مرتبةً من الكتبة، وعلى النقيض في بريطانيا العظمى كان على جورج أن يحكم من خلال البرلمان[56].

وفي عام 1715م عندما جاء حزب الأحرار للسلطة شملت وزارات جورج السيادية السير روبرت والبول واللورد تاونزند، وفي عام 1717م فُصل اللورد تاونزند واستقال اللورد والبول على إثر خلافات مع زملائهم[57]، وأصبح اللورد ستانهوب الوزير الأعلى للشئون الخارجية واللورد سندرلاند وزيرًا للشئون الداخلية.[58]

وبدأت قوة اللورد سندرلاند تخبو عام 1719 م، فقد قدم مشروع قانون لتحديد حجم مجلس اللوردات بتقييد أية تعيينات جديدة، وربما استطاع ترسيخ قيادة سندرلاند للمجلس عن طريق منع تعيين أية نبلاء جدد ولكنها أُحبطت بعد أن قاد والبول المعارضة ضد هذا القانون حيث ألقى والبول خطابًا يُعد "الأبرع خلال عمله"[59]، وعُين والبول وتاونزند وزراء في العام التالي وشُكلت حكومة من حزب الأحرار يُفترض أنها حكومة موحدة[59].

ونشأت مشكلات أكبر بسبب إحدى التقديرات المالية وإدارة الدين العام، فلم يكن ممكنًا سداد سندات حكومية معينة دون موافقة حامل السند كما أنها أُصدرت في وقت ترتفع فيه الفوائد، وبذلك أثقل كل سند المالية العامة بخسارة طويلة الأجل حيث كانت السندات لا تسدد أبدًا تقريبًا[60]، وفي عام 1719 م عرضت شركة البحر الجنوبي أن تأخذ 31 مليون جنيهًا تشكل ثلاثة أخماس الدين العام البريطاني عن طريق تبادل السندات الحكومية بأسهم في الشركة[61]، وقامت الشركة برشوة اللورد سندرلاند وميلوزين فون دير شولنبرغ وستانهوب وزير الخزانة ليقوموا بدعم مخططهم[62]، وأوعزت الشركة لحاملي الأسهم ليحولوا سنداتهم ذات الفوائد العالية غير القابلة للدفع إلى سندات قليلة الفائدة سهلة التداول بعرض مكاسب مالية تبدو تفضيلية[63]، وارتفعت أسهم الشركة بسرعة؛ فالأسهم التي طُرحت بسعر 128 جنيه في أول يناير 1720م[64] قُدرت بخمسمائة جنيه عندما بدأ مخطط التحويل في مايو[65]، وفي يوم 24 يونية حلق سعر السهم عند ذروة 1050 جنيه[66]، وأدى نجاح الشركة لتعويم مضاربة الشركات الأخرى وكان بعضها زائف القيمة[67]، وقامت الحكومة – في محاولة لقمع مخططاتهم – بإصدار قانون الشركات الوهمية (قانون الفقاعة[68]) بدعم من شركة البحر الجنوبي مع توقف ارتفاع السعر[69]، وبدأ في أغسطس البيع غير المنضبط وأدى إلى سقوط سعر السهم إلى 150 جنيه بنهاية سبتمبر، وخسر العديد من الأفراد – بما فيهم الأرستقراطيين – مبالغ ضخمة وأفلس بعضهم كليًا[70]، وعاد جورج قبل موعده المعتاد من هانوفر – التي كان بها منذ يونية – بناء على طلب وزارته.[71]

أفقدت الأزمة الاقتصادية المعروفة باسم "فقاعة البحر الجنوبي" جورج ووزراءه شعبيتهم لأبعد الحدود[72]، وفي عام 1721م تدهورت صحة اللورد ستانهوب ومات على إثر جدال عاصف دار في بيت اللوردات رغم براءته شخصيًا[73][74]، كما استقال اللورد سندرلاند من العمل العام واحتفظ بدرجة من التأثير في عهد جورج حتى مات فجأة عام 1722م مما أدى إلى صعود روبرت والبول، وأصبح والبول رئيس وزراء فعلي رغم عدم حصوله رسميًا على ذلك اللقب (رسميًا كان مسئولاً عن المالية والخزانة)، وساعدت إدارته لأزمة البحر الجنوبي – بإعادة جدولة الديون وتدبير بعض التعويضات - على تحقيق الاستقرار المالي مجددًا[75]، وخلال إدارة والبول البارعة للبرلمان استطاع جورج التملص من محاولات الشركة في توريطه في احتيالاتها[76]، ولا يوجد دليل على الادعاءات القائمة بحصول جورج على أسهم مجانية رشوة له[77]، في حين أنه قد عُثر في المحفوظات الملكية على إيصالات تفيد سداده الاشتراكات وخسارته لأموال جراء انهيار الأسهم.[78]

سنواته الأخيرة

صورة أمامية للملك جورج الأول رسمها جورج فيلهلم لافونتين

في 29 أغسطس 1724م استقبل جورج الأول سفارة بعثها سلطان المغرب المولى إسماعيل وكان على رأسها الأدميرال عبد القادر بيريز.[79] ودشن جورج وسام الحمام عام 1725م بناء على طلب والبول مما أعطى لوالبول الحق في مكافأة المؤيدين أو استمالتهم بمنحهم ذلك الشرف، وصار لوالبول قوة مفرطة فأصبح قادرًا على تعيين وزراء من اختياره على نطاق واسع، وعلى عكس الملكة آن فقد كان جورج نادرًا ما يحضر اجتماعات مجلس الوزراء حيث كانت معظم اتصالاته بالوزراء تتم على انفراد، ولم يُحدث تأثيرًا جوهريًا إلا بشأن السياسة الخارجية، فقد رتب – بمساعدة اللورد تاونشند – لتصديق بريطانيا العظمى وفرنسا وبروسيا على معاهدة هانوفر الرامية لموازنة معاهدة فيينا بين النمسا وإسبانيا وحماية التجارة الإنجليزية.

ورغم ثقة جورج المتزايدة في والبول فقد كان قادرًا على تغيير وزرائه حسب رغبته، وكان والبول يخشى خروجه من منصبه بنهاية حكم جورج الأول، ولكن جميع هذه المخاوف تحطمت بوفاة جورج خلال رحلته السادسة منذ اعتلائه العرش إلى موطنه هانوفر، فقد أصابته سكتة دماغية في الطريق بين ديلدين ونوردهورن يوم 9 يونية 1727 م، ونقلته العربة إلى قصر الأمير بيشوب في أوسنابروك حيث وافته المنية في الساعات الأولى من يوم 11 يونية 1727 م، ودُفن في كنيسة قصر اللاين (على نهر اللاين في هانوفر) ثم نُقلت رفاته إلى كنيسة هيرينهاوزن بعد الحرب العالمية الثانية.

خلف جورج على العرش ابنه جورج أغسطس الذي حكم باسم جورج الثاني، ورأى الكثيرون بما فيهم والبول نفسه لبعض الوقت أن جورج الثاني يخطط لإقالة والبول ولكن زوجته كارولين منعته، وكان والبول يتزعم أغلبية مؤثرة في البرلمان فلم يكن لجورج الثاني الخيار في إعادته لمنصبه وإلا خاطر باستقرار الوزارة، وازدادت لاحقًا قوة رئيس الوزراء على حساب العرش.

تركته

جورج وحوله عائلته في لوحة من عمل جيمس ثورنيل

سخر من جورج رعاياه البريطانيون،[80] كما اعتبره بعض معاصريه مثل ماري مونتاجو رتلي غير ذكي بسبب تصرفه الأخرق أمام العامة[81]، وعلى الرغم من عدم شعبية جورج في بريطانيا العظمى الناتجة عن عجزه المزعوم عن التحدث بالإنجليزية، فإن ذلك العجز لم يظهر بعدها في حكمه حيث توضح الوثائق التي ترجع لعهده أنه كان يفهم ويتحدث ويكتب بالإنجليزية[82]، فهو قطعًا كان يتحدث الألمانية والفرنسية بطلاقة، واللاتينية تحدثًا جيدا، والإيطالية والهولندية إلى حد يسير[83]، وأصبحت معاملته لزوجته صوفيا مخزية إلى حد ما[84]، كما لمس فيه الإنجليز الرجل الألماني أكثر من اللازم وظن المؤرخ رانهيلد هاتون خطأ أنه اتخذ خليلات ألمانيات[85]، في حين أن الأوروبيين كانوا يرونه حاكمًا تقدميًا داعمًا للتنوير يسمح لناقديه بالنشر دون خوف من رقابة مشددة، وقد منح الفيلسوف فولتير اللجوء حين نُفي من باريس عام 1726 م[80]، وتتفق المصادر الأوروبية والبريطانية أن جورج كان متحفظًا وقنوعًا وينفق بحكمة[83]، كما كان جورج يكره أضواء المناسبات الاجتماعية، فكان يتجنب المقصورة الملكية بالأوبرا، وكثيرًا ما ذهب متنكرًا لبيت أحد أصدقائه للعب الورق[86].

وكان معظم رعايا جورج البروتستانتي – على الرغم من وهن شعبيته – ينظرون إليه أنه بديل أفضل لجيمس المدعي الروماني الكاثوليكي، ويشير وليم ثاكري إلى مثل هذه المشاعر المتناقضة كاتبًا:

"كان قلبه في هانوفر، فقد كان تجاوز الرابعة والخمسين من عمره عندما جاء ليعيش بيننا، وقَبِلنا به لأننا كنا نريده ولأنه خدم مصالحنا، ولقد ضحكنا على أسلوبه الألماني الغريب، وسخرنا منه... أنا كنت أؤيده حيث كان يجب على الجميع أن يؤيده في هذه الأيام، فعلى الرغم من سخريته وأنانيته كان أفضل من ملك أتى من سان جيرمنز – جيمس ستيوارت المدعي – ومعه أوامر الملك الفرنسي في جيبه وسرب من اليسوعيين في قطاره".[87]

اعتمد كُتّأب القرن التاسع عشر من أمثال ثاكري والسير والتر سكوت واللورد ماهو على تقارير متحيزة نشرت في القرن السابق، مثل مذكرات اللورد هيرفي ونظروا لقضية اليعاقبة بعين متعاطفة، وبدورهم أثروا في مؤلفي النصف الأول من القرن العشرين في بريطانيا مثل تشسترتون والذي قدم انحيازًا أكبر مناهضًا للألمان والبروتستانت في شرح فترة ولاية جورج، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية فُتحت المحفوظات الأوروبية لمؤرخي أواخر القرن العشرين وهدأت المشاعر القومية المناهضة للألمان، وأعاد استكشاف حياة جورج وحكمه علماء مثل بياتيه وهاتّون، وأعيد تقييم شخصيته وقدراته ومقاصده تحت أضواء أكثر[88]، فقد دّون جون اتش بلمب التالي:

بالغ بعض المؤرخين في لامبالاة الملك بالشئون الإنجليزية وأظهروا جهله باللغة الإنجليزية أكثر أهمية مما هو عليه في الواقع، وقد يعاني بعض الصعوبة في التواصل مع وزرائه بالفرنسية، وازداد اهتمامه بجميع الشئون المتعلقة بالسياسة الخارجية والبلاط الملكي.[89]

ومع ذلك فقد كانت شخصية جورج ذات طبيعة مراوغة، فقد كان لطيفًا وحنونًا مع ابنته في رسائله الخاصة، وكان مملاً وأخرق أمام العامة، ولعل والدته قد لخصت شخصيته حين قالت "توضيحًا لمن اعتبروه باردًا وجادًا أكثر من اللازم، فهو قد يكون مرحًا يتعامل مع الأمور بقلبه فقد كان يحس الأشياء بعمق وصدق وكان أكثر حساسية مما كان حريصًا أن يُظهر"، وكيفما كانت شخصيته الحقيقية فقد اعتلى عرشًا غاليًا، وسواء كان بسبب حكمته السياسية ودهائه أو بطريق الصدفة المحضة واللامبالاة، فقد تركه بمأمن في أيدي الهانوفريين والبرلمان.[83]

مسمياته وألقابه وشعاراته

مسمياته وألقابه

استخدم جورج الأول في بريطانيا اللقب الرسمي "جورج، ملك بريطانيا العظمى وفرنسا وأيرلندا وحامي العقيدة برحمة الرب، إلى آخره" وفي بعض الحالات (خاصة المعاهدات) كانت تكتب صيغة "دوق براونشفايغ لونيبورغ، وحامل راية الامبراطورية الرومانية المقدسة وأميرها الناخب" قبل عبارة "إلى آخره".

شعاراته

شعارات جورج لويس ناخب هانوفر المعين 1689 م - 1708 م  
شعارات جورج الأول أمير هانوفر الناخب 1708 م- 1714 م  
See adjacent text
شعار النبالة لجورج الأول بصفته ملك بريطانيا العظمى 1714 م - 1727 م  

ذريته

من زوجته صوفيا أميرة تسيليه

الاسم تاريخ الميلاد تاريخ الوفاة الزواج
جورج الثاني ملك بريطانيا العظمى 9 نوفمبر 1683 م 25 أكتوبر 1760 م تزوج عام 1705 م من كارولين وكان لهما ذرية
صوفيا أميرة هانوفر 26 مارس 1687 م 28 يونية 1657 م تزوجت عام 1706 م من ويليام مارجريف والذي عُرف لاحقًا بويليام الأول ملك بلاروسيا، وكان لهما ذرية

من خليلته ميلوزين فون دير شولنبورغ

أنّا (لويز صوفيا فون دير شولبورغ يناير 1962 م 1773 م تزوجت عام 1707 م من إرنست أغسطس وتطلقت منه قبل 1714[90]
بترونيلا (ميلوزينا فون دير شولبورغ) 1693 م 1778 م تزوجت عام 1733 م من فيليب ستانهوب ولم يكن لهما ذرية[91]
مارجريت جيرترود فون أوينهازين 1701 م 1726 م تزوجت عام 1722 م ألبرخت ولفجانج[92]

سلالته

شجرة العائلة

 
 
 
 
 
 
 
 
 
جيمس الأول
1625-1566
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تشارلز الأول
1649-1600
 
 
 
 
 
 
 
إليزابيث
1662-1596
 
 
 
جورج
1641-1582
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الأميرة ماري
1660-1631
 
تشارلز الثاني
1685-1630
 
جيمس الثاني
1701-1633
 
 
 
صوفيا
1714-1630
 
إرنست أغسطس
1698-1629
 
جورج ويليام
1705-1624
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ويليام الثالث
1702-1650
 
ماري الثانية
1694-1662
 
آنّ ستيوارت
1714-1665
 
جيمس فرانسيس
1766-1688
 
جورج الأول
1727-1660
 
 
 
صوفيا دوروثيا
1726-1666
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ويليام
1700-1689
 
تشارلز
1788-1720
 
 
جورج الثاني
1760-1683
 
صوفيا أميرة هانوفر
1757-1687

انظر أيضاً

المراجع والمصادر

  1. على مدار حياة جوررج كانت بريطانيا تستخدم النمط القديم للتقويم اليولياني، وتبنت هانوفر التقويم الجريجوري الجديد في أول مارس 1700 م، وقد استخدم التقويم القديم في التواريخ الواردة بتلك المقالة إلا التي أشير بها لغير ذلك.
  2. Lathbury, Thomas (1858). A History of the Book of Common Prayer and Other Books of Authority. Oxford: John Henry and James Parker. صفحة 430. مؤرشف من الأصل في 16 مارس 2020. George I. remained a Lutheran as long as he lived, and had his German chaplain; but he conformed on some occasions with the Church of England. George II. was in the same position. Though Lutherans, they exercised acts of supremacy in the Church of England; and the common opinion was, that there was no opposition between the views of the two Churches
  3. Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 1 مايو 2020 — الناشر: Bibliographic Agency for Higher Education
  4. على مدار حياة جوررج كانت بريطانيا تستخدم التقويم القديم، وتبنت هانوفر التقويم الجريجوري الجديد في أول مارس 1700 م، وقد استخدم التقويم القديم في التواريخ الواردة بتلك المقالة إلا التي أشير بها لغير ذلك.
  5. القصة الواردة عن وفاة جورج في نفس الغرفة التي ولد بها في أوسانبروك والتي وردت في عدة مواطن منها Le Grand Dictionnaire Historique of 1759) هي قصة مردود عليها. وللمزيد ارجع لكتاب الأميرة صوفيا Memoiren der Herzogin Sophie nachm. Kurfürstin von Hannover (ed. A. Köcher, Leipzig, 1879, pp. 1 and 68)
  6. Weir, Alison (1996). Britain's Royal Families: The Complete Genealogy, Revised edition. Random House. pp. 272–276.
  7. (لا أولاد لهم)
  8. Hatton, Ragnhild (1978). George I: Elector and King. London: Thames and Hudson. pp. 26–28. .
  9. Hatton, p.29
  10. Hatton, p.34
  11. (وراثة الابن الأكبر)
  12. Hatton, p.30
  13. Hatton, pp.36, 42
  14. Hatton, pp.43–46
  15. ربما تكون هناك ابنة ثالثة ولدت عام 1701 م
  16. Hatton, pp.51–61
  17. Farquhar, Michael (2001). A Treasure of Royal Scandals, p.152. Penguin Books, New York. .
  18. Hatton, pp.51–6
  19. Hatton, pp.60–64
  20. لم تكن الإمارة الدينية لقبًا يورّث، بل كان بالتناوب بين البروتستانت والروم الكاثوليك
  21. Schemmel, B. "Hanover". rulers.org. Retrieved 21 August 2007.
  22. Schama, Simon (2001). A History of Britain – The British Wars 1603–1776. BBC Worldwide Ltd. .
  23. Hatton, p.74
  24. Hatton, pp.75–76
  25. Hatton, pp.77–78
  26. Hatton, p.90
  27. Hatton, pp.86–89
  28. Hatton, pp.101–104, 122
  29. Hatton, p.104
  30. Velde, François R. (26 September 2006). "Holy Roman Empire". Retrieved 20 August 2007.
  31. Whatley, Christopher A. (2001). Bought and Sold for English Gold?: Explaining the Union of 1707, Second edition. East Linton, Scotland: Tuckwell Press. .
  32. Riley, P. W. J. (1978). The Union of England and Scotland: A Study in Anglo-Scottish Politics of the Eighteenth Century. Totowa, New Jersey: Rowman and Littlefield. .
  33. "The Treaty of Union". The Scottish Parliament. Retrieved 20 August 2007.
  34. Hatton, p. 119
  35. 8 يونية حسب التقويم الجريجوري الجديد الذي بدأت هانوفر العمل به عام 1700 م.
  36. Hatton, p.108
  37. Hatton, p.109
  38. Hatton, p.123
  39. Weir, Alison (1996). Britain's Royal Families: The Complete Genealogy, Revised edition. Random House. pp. 272–276. .
  40. Hatton, p.158
  41. Gibbs, G. C. (September 2004; online edn, January 2006) "George I (1660–1727)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/10538. Retrieved 30 July 2007
  42. Plumb, J. H. (1956). The First Four Georges.
  43. "George I". The Official Web Site of the British Monarchy. Retrieved 6 March 2009.
  44. Hatton, pp.174–179
  45. Williams, Basil; Revised by C. H. Stuart (1962). The Whig Supremacy 1714–1760. Second edition. Oxford: Oxford University Press. pp. 151–152.
  46. "Septennial Act 1715 (c.38)". The UK Statute Law Database, Ministry of Justice. Retrieved 20 August 2007.
  47. Lease, Owen C. (1950). "The Septennial Act of 1716". The Journal of Modern History 22: 42–47. doi:10.1086/237317.
  48. Hatton, pp.199–202
  49. Hatton, pp.207–208
  50. Dickinson, Harry T.; Introduced by A. L. Rowse (1973). Walpole and the Whig Supremacy. London: The English Universities Press. p. 52. .
  51. Arkell, R. L. (1937). "George I's Letters to His Daughter". The English Historical Review 52: 492–499. doi:10.1093/ehr/LII.CCVII.492.
  52. Hatton, p.239
  53. Lenman, Bruce (1980). The Jacobite Risings in Britain 1689–1746. London: Eyre Methuen. pp. 192–193. .
  54. Szechi, Daniel (1994). The Jacobites: Britain and Europe 1688–1788. Manchester and New York: Manchester University Press. pp. 109–110. .
  55. Hatton, p.238
  56. Williams, pp.13–14
  57. Dickinson, p.49
  58. Carswell, John (1960). The South Sea Bubble. London: Cresset Press. p. 72.
  59. Hatton, pp.244–246
  60. Carswell, p.103
  61. Carswell, p.104; Hatton, p.249 and Williams, p.176
  62. Carswell, p.115 and Hatton, p.251
  63. Carswell, pp.151–152; Dickinson, p.58; and Hatton, p.250
  64. Erleigh, Viscount (1933). The South Sea Bubble. Manchester: Peter Davies Ltd. p. 65.
  65. Erleigh, p.70
  66. Dickinson, p.58; Erleigh, pp.77, 104; and Hatton, p.251
  67. Dickinson, p.59 and Erleigh, pp.72, 90–96
  68. Dickinson, p.59 and Erleigh, pp.99–100
  69. Dickinson, p.59
  70. Erleigh, pp.112–117
  71. Erleigh, p.125 and Hatton, p.254
  72. Erleigh, pp.147–155 and Williams, p.177
  73. Erleigh, p.129; Hatton, p.255 and Williams, p.176
  74. Black, Jeremy (2001). Walpole in Power. Stroud, Gloucestershire: Sutton Publishing. p. 20. .
  75. Black, pp.19–20 and Dickinson, pp.61–62
  76. Dickinson, p.63
  77. e.g. Black, pp.19–20
  78. Hatton, pp.251–253
  79. The Historical Register p.40 - تصفح: نسخة محفوظة 18 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  80. Hatton, p.291
  81. Hatton, p.172
  82. Hatton, p.131
  83. Gibbs, G. C. (September 2004; online edn, January 2006) "George I (1660–1727)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/10538. Retrieved 30 July 2007 (subscription required)
  84. Ashley, Mike (1998). The Mammoth Book of British Kings and Queens. London: Robinson. p. 672. .
  85. Hatton, pp.132–136
  86. Plumb, J. H. (1956). The First Four Georges
  87. Thackeray, W. M. (1860). The Four Georges: Sketches of Manners, Morals, Court and Town Life.
  88. Smith, Hannah (2006). Georgian Monarchy: Politics and Culture, 1714–1760. Cambridge: Cambridge University Press. pp. 3–9. .
  89. Plumb, J. H. (1967). "George I". Collier's Encyclopedia. 10. p. 703.
  90. Hatton, p. 411
  91. Cannon, John (2004; online edition September 2012) "Petronilla Melusina Stanhope, suo jure countess of Walsingham, and countess of Chesterfield (1693–1778)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/24835 (subscription or UK public library membership required)
  92. Kilburn, Matthew (2004; online edition January 2008) "Schulenburg, (Ehrengard) Melusine von der, suo jure duchess of Kendal and suo jure duchess of Munster (1667–1743)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/24834 (subscription or UK public library membership required)

موسوعات ذات صلة :