الرئيسيةعريقبحث

جيرمي بنثام

محامي من المملكة المتحدة

☰ جدول المحتويات


جيريمي بنثام (Jeremy Bentham)‏ عاش في الفترة (15 فبراير 1748 - 6 يونيو 1832) هو عالم قانون وفيلسوف إنكليزي، ومصلح قانوني واجتماعي، وكان المنظر الرائد في فلسفة القانون الأنجلو-أمريكي. ويشتهر بدعواته إلى النفعية و حقوق الحيوان، وفكرة سجن بانوبتيكون.[2]

جيرمي بنثام
(Jeremy Bentham)‏ 
Jeremy Bentham by Henry William Pickersgill detail.jpg
صورة لجيرمي بنثام

معلومات شخصية
الميلاد 15 فبراير 1748
الوفاة 6 يونيو 1832 (عن عمر ناهز 84 عاماً)
لندن، إنجلترا
مواطنة Flag of the United Kingdom.svg المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا 
الحياة العملية
المدرسة/التقليد الفلسفي ليبرالية، نفعية، وضعية
الاهتمامات الرئيسية فلسفة السياسة، أخلاقيات
أفكار مهمة مبدأ السعادة الكبرى
المدرسة الأم مدرسة وستمنستر
كلية الملكة 
المهنة فيلسوف،  وكاتب،  وتاجر،  ومحامي،  وعالم سياسة،  وناشط حق المرأة بالتصويت،  وناشط حقوقي 
اللغات الإنجليزية[1] 
مجال العمل فلسفة 
التيار نفعية 
التوقيع
Jeremy Bentham signature.svg
 

كما شملت مواقفه الحجج المؤيدة للفرد، و الحرية الاقتصادية، الفائدة، و الفصل بين الكنيسة والدولة، حرية التعبير، والمساواة في الحقوق للمرأة، الحق في الطلاق، وعدم تجريم أفعال المثلية الجنسية.[3] كما طالب بإلغاء الرق وعقوبة الإعدام وإلغاء العقوبات البدنية، بما في ذلك للأطفال.[4]

يُعرّف بنثام بأنه «البديهية الأساسية» لفلسفته المُتمحورة حول المبدأ الذي ينصّ على «أن السعادة المطلقة لأكبر عدد من الأشخاص هي مقياس الصواب والخطأ»."[5][6] أصبح بنثام واضع نظريات رائدًا في الفلسفة القانونية الأنجلوأمريكية، والراديكالي السياسي الذي أثرت أفكاره في تطور النزعة الاتكالية. وقد دافع عن الحريات الفردية والاقتصادية وفصل الكنيسة عن الدولة وحرية التعبير والمساواة في حقوق المرأة والحق في الطلاق و(في مقال غير منشور) والتخفيض من تجريم الأفعال الجنسية المثلية.[7][8] دعا إلى إلغاء العبودية وعقوبة الإعدام والعقوبة الجسدية، بما في ذلك عقوبة الأطفال. وأصبح معروفًا أيضًا بأنه من أوائل الدعاة لحقوق الحيوان.[9][10][11][12] على الرغم من تأييده الشديد لتوسيع نطاق الحقوق القانونية الفردية، فقد عارض فكرة القانون الطبيعي والحقوق الطبيعية (يعتبر كلاهما "مقدسين" أو "وهبهما الله" في الأصل)، واصفًا إياهما «بالهراء على الركائز».[13][14] يُعتبر بنثام أيضًا ناقدًا حادًا للخيال القانوني.

كان من بين طلاب بنثام سكرتيره ومعاونه جيمس ميل وابنه وجون ستيوارت ميل والفيلسوف القانوني جون أوستن بالإضافة إلى روبرت أوين، أحد مؤسسي الاشتراكية الفاضلة. وقد «كان له تأثير كبير على إصلاح السجون والمدارس وقوانين الفقراء ومحاكم القانون والبرلمان بحدّ ذاته».[15]

عند وفاته في عام 1832، ترك بنثام إرشادات لتشريح جسده لأول مرة، ثم الحفاظ عليه بشكل دائم باعتباره «أيقونة آلية» (أو مُجسّمًا ذاتيًا)، والتي ستكون تذكارًا له. تمّ ذلك، وأصبحت الأيقونة الآلية معروضة الآن في كلية لندن الجامعية (UCL). بسبب مناقشاته لصالح إتاحة التعليم للجميع، وُصف بأنه «المؤسس الروحي» لجامعة لندن. ومع ذلك، لعب دورًا محدودًا في تأسيسها.[16]

السيرة

المراسلات والتأثيرات المعاصرة

تبادل بنثام المراسلات مع العديد من الأشخاص ذوي النفوذ. في الثمانينيات من القرن الثامن عشر، على سبيل المثال، استمرّ بنثام بتبادل المراسلات مع آدم سميث المُسنّ، في محاولة فاشلة لإقناع سميث بأنه ينبغي السماح لمعدلات الفائدة بالانتشار بحرية.[17] نتيجة لمراسلاته مع ميرابو وغيره من قادة الثورة الفرنسية، أُعلِنَ عن بنثام كمواطن فخري لفرنسا.[18] كان ناقدًا صريحًا للخطاب الثوري للحقوق الطبيعية والعنف الذي نشأ بعد تولّي اليعاقبة (جمعية أصدقاء الدستور) السلطة عام (1792). بين عامي 1808 و1810، أقام علاقة صداقة شخصية مع الأمريكي اللاتيني الثوريّ فرانسيسكو دي ميراندا، وقام بزيارات إلى منزل غرافتون واي في لندن. طوّر أيضًا علاقات مع خوسيه سيسيليو ديل فالي.[19][20]

اقتراح المستعمرة الأسترالية الجنوبية

ساهم بنثام في خطة لتأسيس مستعمرة جديدة في جنوب أستراليا: في عام 1831، أُعِدَّ «اقتراح لحكومة بريطانيا لتأسيس مستعمرة على الساحل الجنوبي لأستراليا» تحت رعاية روبرت غوغر وتشارلز غراي وإيرل غراي الثاني وأنتوني بيكون وبنثام، ولكن اعتُبرت أفكاره متطرفة للغاية، ولم تتمكن من جذب التمويل المطلوب.[21]

منشور ويستمنستر

في عام 1823، شارك بنثام في تأسيس «منشور ويستمنستر» بالتعاون مع جيمس ميل كمجلة «فيلوسوفيكال راديكالز»؛ وهي مجموعة من التلاميذ حديثي السّن الذين لاقى بنثام من خلالهم تأثيرًا كبيرًا في الحياة العامة البريطانية.[22][23] كان من بينهم جون باورينغ الذي كرّس بنثام نفسه له، واصفًا علاقتهما «بالابن والأب»، وقد عيّنَ باورينغ محررًا سياسيًا لمجلة ويستمنستر، ليُصبح في النهاية مُنفّذهُ الأدبي.[24] وكان من بينهم أيضًا إدوين تشادويك الذي كتب عن علم الصحة والنظام الصحي وحفظ النظام، وكان مساهمًا رئيسيًا في مشروع تعديل قانون الفقراء؛ وظّف بينثام، تشادويك, أمينًا له تاركًا إرثًا كبيرًا له.[25]

عمر الشيخوخة

أُلقيت نظرة ثاقبة على شخصيته في كتاب «ذا لايف أوف جون ستيوارت ميل» للكاتب إس. تي جون باكي:

خلال زياراته في مرحلة شبابه إلى منزل بوود، المقر الريفي لنصيره لورد لانسدون، كان قد قضى وقته كله في الوقوع في حب جميع سيدات المنزل دون جدوى، اللواتي كان يتودّد إليهن بدعابة خرقاء، بينما كان يلعب الشطرنج معهن أو يعلمهن دروسًا في العزف على آلة الهاربسكودر. مُتأملًا في تلك الآلة، كتب مجددًا في سن الثمانين، أغنية إلى إحداهن، مشيدًا بذكرى الأيام الماضية عندما «أهدته في حفل وردًة في الزقاق الأخضر» [نقلًا عن مذكرات بنثام]. حتى نهاية حياته، لم يكن بوسعه أن يسمع عن منزل بوود دون أن تملأ عيناه الدموع، وأُجبِرَ على الصراخ قائلاً: «خذني إلى الأمام، أتوسل إليك، إلى المستقبل لا تدعني أعود إلى الماضي».[26]

تفترض دراسة سيرته الذاتية التي أعدّها فيليب لوكاس وآن شيران بأنه لربما أصيب بمتلازمة أسبرجر. كان بنثام ملحدًا.

وفاته والأيقونة الآلية

أيقونة بنثام الآلية

توفي بنثام في 6 يونيو من عام 1832 عن عمر ناهز 84 عامًا في مكان إقامته في كوين سكوير في ويستمنستر بلندن، إنجلترا. وقد استمرّ في الكتابة حتى آخر شهر قبل وفاته، وقد قام باستعدادات دقيقة لتشريح جسده بعد الموت والحفاظ عليه كمجسّم آلي. في وقت مبكر من عام 1769، عندما كان بنثام يبلغ من العمر 21 عامًا، كتب وصية تنصّ على ترك جسده للتشريح وتركها لصديق العائلة، الطبيب والكيميائي جورج فورديس، الذي تزوجت ابنته ماريا صوفيا (1765- 1858) من شقيق جيريمي، صموئيل بنثام.[27] أُلحقت ورقة مكتوبة في عام 1830، فيها تعليمات لتوماس ساوثوود سميث لإنشاء المجسّم الآلي، بوصيّته الأخيرة بتاريخ 30 مايو من عام 1832.[27]

في 8 يونيو من عام 1832، أي بعد يومين من وفاته، وُزّعت بطاقات دعوى إلى مجموعة مختارة من الأصدقاء، وفي اليوم التالي في الساعة 3 مساءً، ألقى ساوثوود سميث خطبة رسمية مطوّلة على رفات بنثام في مدرسة ويب ستريت للتشريح والطب في ساوثوارك في لندن. تحتوي الخطبة المطبوعة على واجهة نُقِشَ عليها جسم بنثام مغطى جزئيًا بورقة.

بعد ذلك، احتُفظ بالهيكل العظمي والرأس وخُزّنا في خزانة خشبية تدعى «الأيقونة الآلية»، بالإضافة إلى هيكله العظمي المحشو بالقش بملابس بنثام. حُفِظت في الأصل مع تلميذه توماس ساوثوود سميث،[28] ثمّ حصلت عليها جامعة لندن في عام 1850. وعادة ما تُعرض للناس في المبنى الرئيسي للجامعة في نهاية ساوث كلويسترز؛ ومع ذلك، تقاعد السيد مالكولم غرانت كعميد للجامعة في عام 2013، وُضِعت الأيقونة الآلية ضمن اجتماع المجلس النهائي لغرانت. كانت تلك هي المرة الوحيدة التي تُنقل فيها الأيقونة لتوضع ضمن اجتماع مجلس الجامعة ((UCL؛ تقول أسطورة إن الأيقونة كانت تُنقل إلى جميع الاجتماعات.[29] نُقلت جثة بنثام إلى ذاك الاجتماع فقط بسبب الأسطورة المستمرة حول حضور بنثام، واعتقد أمين المكتبة في ذلك الوقت، نيك بوث، أنه سيكون من الجيد أن يحضر بنثام لمرة واحدة. لن يحدث هذا مرة أخرى أبدًا، إذ يوجد خطر من أن الخنافس الموجودة في السجادة يمكنها إفساد الجسم والتهامه ببطء.[30]

رغبَ بنثام بأن تكون الأيقونة الآلية تجسيدًا لرأسه الحقيقي، محنطًا بشكل يشبه مظهره في الحياة. على الرغم من نجاح الجهود التجريبية التي قام بها ساوثوود سميث في عملية التحنيط -استنادًا إلى طريقة السكان الأصليين في نيوزيلندا والتي يقومون بها عن طريق وضع الرأس تحت مضخة هوائية فوق حمض الكبريتيك وسحب السوائل منه- تقنيًا، لكن الرأس يبدو فظيعًا، إلى جانب بشرة سوداء جافة مشدودة على الجمجمة.[27] لذلك وُضع رأس شمعي إلى جانب القليل من شعر بنثام الحقيقي. عُرِضَ الرأس الحقيقي بذات الطريقة التي عُرضت فيها الأيقونة الآلية لسنوات عديدة، ولكنه أصبح موضع دعابات الطلاب باستمرار. وقد أُغلق الآن للحفاظ عليه.[31]

في عام 2017، أُعلِنَ عن خطط لإعادة عرض الرأس وفي الوقت ذاته للحصول على عينة من الحمض النووي الخاص ببنثام بهدف تحديد الإثباتات الجينية لمرض التوحد.[32]

في عام 2018، عُرِضت أيقونة جيرمي بنثام في مدينة نيويورك في متحف متروبوليتان للفنون في بروير.

مراجع

  1. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11891300m — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  2. راجع المراجع التالية من أجل أفكاره عن حقوق الحيوان:
  3. Bentham, Jeremy. "Offences Against One's Self", first published in Journal of Homosexuality, v.3:4(1978), p.389-405; continued in v.4:1(1978).
    • Also see Boralevi, Lea Campos. Bentham and the Oppressed. Walter de Gruyter, 1984, p. 37. نسخة محفوظة 12 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. Bedau, Hugo Adam. "Bentham's Utilitarian Critique of the Death Penalty," The Journal of Criminal Law and Criminology. Vol 74, 1983, p. 1033. doi 10.2307/1143143
  5. Bentham 1977، صفحة 393.
  6. Burns 2005، صفحات 46–61.
  7. Bentham 2008، صفحات 389–406.
  8. Campos Boralevi 2012، صفحة 37.
  9. Sunstein 2004، صفحات 3-4.
  10. Francione 2004، صفحة 139: footnote 78
  11. Gruen 2003.
  12. Benthall 2007، صفحة 1.
  13. Sweet, William (n.d.). "Bentham, Jeremy". Internet Encyclopedia of Philosophy. Retrieved 11 June 2018. نسخة محفوظة 7 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  14. Harrison 1995، صفحات 85-88.
  15. Roberts, Roberts & Bisson 2016، صفحة 307.
  16. "UCL Academic Figures". Archived from the original on 18 December 2010. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  17. Persky 2007، صفحة 228.
  18. Bentham 2002، صفحة 291.
  19. Darío, Rubén (1887). "La Literatura en Centro-América". Revista de artes y letras (باللغة الإسبانية). Biblioteca Nacional de Chile. XI: 591. MC0060418. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 201925 مارس 2019. In Guatemala there was Valle, a man of vast intellect, friend of Jeremías Bentham, with whom he corresponded frequently. Bentham sent him shortly before dying a lock of his hair and a golden ring, shiny as José Cecilio's style.
  20. Laura Geggel (11 September 2018). "Oddball Philosopher Had His Mummified Body Put on Display … and Now His Rings Are Missing". لايف ساينس. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201926 مارس 2019. We can safely assume that [Guatemalan philosopher and politician] José del Valle received one, as he is featured wearing it in a portrait," Causer said. "Interestingly, on the bookshelf of that portrait is one of Bentham’s works, as well as a Spanish translation of Say’s 'Traité d’économie politique.' It’s a neat, tangible link between Bentham, Say and del Valle.
  21. "Foundation of the Province". SA Memory. State Library of South Australia. 5 February 2015. مؤرشف من الأصل في 16 مارس 201919 نوفمبر 2019.
  22. Hamburger 1965.
  23. Thomas 1979.
  24. Bartle 1963.
  25. Everett 1968، صفحة 94.
  26. Packe 1954، صفحة 16.
  27. Rosen, F. (2014) [2004]. "Bentham, Jeremy". Oxford Dictionary of National Biography (online ed.). Oxford University Press. doi:10.1093/ref:odnb/2153.(Subscription or UK public library membership required.) نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  28. Marmoy, C.F.A. "The 'Auto-Icon' of Jeremy Bentham at University College, London". University College London. Archived from the original on 10 February 2007. Retrieved 3 March 2007. It seems that the case with Bentham's body now rested in New Broad Street; Southwood Smith did not remove to 38 Finsbury Square until several years later. Bentham must have been seen by many visitors, including تشارلز ديكنز. نسخة محفوظة 8 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  29. Smallman, Etan (12 July 2013). "Bentham's corpse attends UCL board meeting". Metro. Retrieved 12 June 2018. نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  30. Das, Subhadra (curator) (November 19, 2018). The Boring Talks [#25 Jeremy Bentham's 'Auto-Icon'] (podcast) (باللغة الإنجليزية). BBC. مؤرشف من الأصل في 07 نوفمبر 2019.
  31. "UCL Bentham Project". University College London. Archived from the original on 12 November 2010. Retrieved 22 July 2011. نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  32. Sarah Knapton (2 October 2017). "Severed head of eccentric Jeremy Bentham to go on display as scientists test DNA to see if he was autistic". Daily Telegraph. Retrieved 9 October 2017. نسخة محفوظة 16 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :