الرئيسيةعريقبحث

حافظ جميل

شاعر عراقي

☰ جدول المحتويات


حافظ عبد الجليل أحمد جميل (1326 هـ - 1405 هـ / (1908-1984م) شاعر عراقي لقّب بأبي نؤاس بغداد أو أبي نؤاس القرن العشرين، يعد من أعلام الشعر العربي في القرن العشرين ولد في بغداد، وفيها قضى عمره، وفيها توفي [1]. [2]

حافظ جميل
معلومات شخصية
الميلاد سنة 1908 
بغداد 
الوفاة 4 مايو 1984 (75–76 سنة) 
بغداد 
مكان الدفن مقبرة الشيخ معروف 
مواطنة Flag of the Ottoman Empire.svg الدولة العثمانية
Flag of Iraq (1924–1959).svg المملكة العراقية
Flag of Iraq (1959–1963).svg جمهورية العراق
Flag of Iraq (1991–2004).svg الجمهورية العراقية البعثية 
عضو في اتحاد الكتاب العراقيين 
الحياة العملية
المدرسة الأم الجامعة الأميركية في بيروت (1925–1929) 
تخصص أكاديمي تاريخ طبيعي  
المهنة شاعر،  ومدرس،  ومترجم 
اللغات العربية 

حياته

ولد حافظ بن الشيخ عبد الجليل بن أحمد بن عبد الرزاق بن خليل بن عبد الجليل بن جميل في بغداد من أسره عريقة محافظة شامية الأصل، جاءت إلى العراق واستوطنت بغداد، نشأ في بيئة محافظة. درس اللغة والأدب العربي على يد منير القاضي وقرض الشعر صبيا حيث أصدر(جميلياته) وهو لا يزال على مقاعد الدراسة الثانوية، لكنه لم يكد يبلغ السابعة عشر من عمره حتى شد الرحال إلى بيروت التي أثّرت فيه كثيرا، عاش في العراق ولبنان وتلقى تعليمه قبل الجامعي في مدارس بغداد، كما درس علوم العربية على أبيه، وبعض أعلام الأدب، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، ودرس التاريخ الطبيعي في كلية العلوم وتخرج فيها عام 1929. عين مدرساً في الثانوية المركزية في بغداد، ثم في دار المعلمين الابتدائية، ثم تنقل في وظائف إدارية، إلى أن تقاعد وهو مفتش عام في البريد. كان عضواً مؤسساً لاتحاد المؤلفين والكتاب العراقيين. منحه لبنان وسام الأرز عام 1960، وأقيم له حفل تكريمي في بغداد عام 1975.

تفاصيل أكثر عن حياته على لسانه

وهاهنا ندعه يفصّل أكثر عن نشأته (في لقاء أجراه الصحفي الراحل رشيد الرماحي ونشر عام 1977 م في جريدة ألف باء) يقول الرماحي[3]: حين زرته في بيته كان مشغولا بإعداد ما سيقوله في الحفل التكريمي يساعده على الكتابة اثنان من أصدقائه قال لي أنه منذ عام 1963 أجريت له ثلاث عمليات جراحية في كلتا عينيه وقبل عام من الآن فقد اليسرى تماما واستعان بعدسة لليمنى كي تساعده على القراءة والكتابة ونظراً لتدهور صحته فقد برم بالحياة وأصبح يشكو وهو يردد مطلع آخر قصائده.. أعني فليس الرز هينا لاصبرا ودع عبرتي منهلاً لتعبيرا أبى الله إلا أن يدب بي الفنا وتبلى عظامي قبل أن أسكن الثرى

وأنا أنصت إليه.. كنت حائرا من أين أبدأ مع حافظ جميل الذي نظم أكثر من 200 قصيدة خلال نصف قرن نشرت فيه خمسة دواوين معظمها أصبح مفقودا الآن.. بدأ في الغزل وانتهى متصوفا بسبب حبه الأول لقصيدته الوجدانية الأولى وكاد يطرد من الجامعة وهو شاب في الثامنة عشرة من العمر..عندما سمع الرصافي القصيدة تنبا له بأن يكون شاعرا كبيرا في العراق مستقبلا.. ويوم قرأها على شوقي رشحه خليفة له فيما قال آخرون عن شعره إنه يجمع بين ديباجة المتنبي وفلسفة المعري.. ثائر بأربعة شعراء في مقدمتهم أبو نؤاس الذي يخالفه في خمرياته المجونية بعكس دعوته هو للتوبة والغفران من خلال كاس الخمر.

يتم كلامه فيقول: ولدت في محلة قنبر على سنة 1908 درست الابتدائية في مدرسة السلطاني إبان الحرب العالمية الأولى وبعد سقوط بغداد دخلت المدرسة الحيدرية وكان مديرها يومئذ المرحوم عبد المجيد زيدان وفي هذه المدرسة كنت على موعد مع الشعر والحب معا.. اتجهت إلى الشعر عن طريق الحفظ والإلقاء أمام طلاب ليصفقوا لي، دخلت الثانوية عام 1921 وبعد عامين أصدرت ديواني الأول الجميليات وكانت قيمته روبية واحدة ولا أنسى هنا جهود أستاذي المرحومين طه الراوي ومنير القاضي في تصحيح بعض أبيات ديواني الأول، وفي سنة 1925 التحقت بالجامعة الأمريكية ببيروت (الحديث ما زال للشاعر جميل) وتعرفت خلال سني دراستي على طلبة ينظمون الشعر منهم المرحوم إبراهيم طوقان ود. وجيه البارودي.د. عمر فروخ.. كنا أربعة ننظم قصائد مشتركة حتى تجمعت على شكل ديوان سميناه (الديوان المشترك) ولكنه فُقِد ولم يطبع مع الأسف الشديد..

قاطعته.. والمرأة ما دورها خلال هذه الفترة من عمرك؟ في هذه الفترة كان عمري لا يتجاوز التاسعة عشرة استهوتني الحياة الجامعية الجديدة وبدأت استوحي منها القصائد الغزلية والوجدانية وأشهرها (يا تين. ياتوت. يارمان. يا عنب) التي غناها المرحوم ناظم الغزالي والقصيدة قيلت في زميلتي (ليلى تين) وهي دمشقية من الشام تعلقت بها. ونظمت فيها العديد من القصائد فقد معظمها ولم يسلم من الضياع إلا ما كنت قد نشرته في بعض المجلات والصحف (المهم أن ليلى تين اشتكت إلى عميد الجامعة من أن الطلاب يضايقونها في قصائدي عندما كانت تمر من أمامهم وكدت أُطرد بسببها خصوصا وأن تلك السنة التي نظمت فيها هذه القصيدة كانت بداية تعليم الجنسين في هذه الجامعة. وعندما تخرجت اتممت القصيدة وصرخت باسم صاحبتها فتوطدت علاقتي معها وزادت معرفتنا بعد تخرجنا وتخرجها هي الأخرى حين عملت كمدرسة في دار المعلمات ببغداد..

وهل كانت ليلى تين حبك الأول؟ لنحدد الجواب والسؤال بدقة أكثر فأقول لك أن ليلى تين هي غزلي الحقيقي وبعدها عرفت النساء بالعشرات قسم منهن كشفت عن أسمائهن بعد موافقتهن طبعا. وفي الحفل التكريمي سأبوح بذلك لاول مرة فيما احتفظت بأسرار الكثيرات منهن اللواتي لم يرغبن أن أبوح أو أتطرّق إليهن ولو من بعيد أو قريب على حد سواء.

شعر وجداني مبتكر..وبعد عودتك من بيروت

كنت أجالس الرصافي والزهاوي وأقرأ عليهما بعض أشعاري.. وعندما سمع الرصافي قصيدتي ياتين ياتوت تنبأ لي أن أكون شاعر العراق إذا بقيت مستمرا على هذا الطراز من الشعر الغزلي والوجداني المبتكر. وسمع القصيدة بالصدفة الشاعر أحمد شوقي عندما كان مصطافا في بيروت سنة 1927 فأُعجب بها وتعرفت عليه من المرحوم خليل مطران ثم انصرفت إلى عالم الوظيفة التي تدرجت فيها من معلم.مدير هواتف.مفتش عام أجوب العراق شمالا وجنوبا حتى أُحِلت إلى التقاعد لأريح وأستريح معا.

ولابد من أن الكثيرين قد كتبوا عنك؟ هذا صحيح إلى حد بعيد فرغم مشاغلي الوظيفية كنت أُلازم أستاذي المرحومين منير القاضي وطه الراوي وأذهب إليهما وأنشد الجديد من قصائدي فيدلاني على مواقع الضعف في بعض أبياتها وقد نشرت في جريدة دجلة للمرحوم داوود السعدي وكذلك مجلة الزنبقة لعبد الأحد حبوش الذي كتب عني (هذا الفتى ليس فتى ولكنه شيخ فاضل بشكل فتى)

وماذا عن دواوينك؟ إنها خمسة تضم أكثر من 200 قصيدة كانت حصيلة نصف القرن من عمري الأول (الجميليات) صدر سنة 1923 قرضه جميل صدقي الزهاوي وعبد الرحمن البناء وناجي القشطيني الثاني (نبض الوجدان) كتب مقدمته المرحوم منير القاضي الذي قال إن فراسته لم تخيب في أن أكون شاعرا كبيرا يجمع بين ديباجة المتنبي وفلسفة المعري.وفي (اللهب المقفى) الذي كتب مقدمته الدكتور بدوي طبانة أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة المنتدب للعمل في العراق وضع تسلسلي الشعري بعد شوقي وحافظ إبراهيم والزهاوي والرصافي وبذلك أصدرت وزارة الثقافية ديوانين لي هما (أحلام الدوالي) و(اريج الخمائل) سنة 1973..

شعر أمقته.. وأين تضع نفسك الآن من الشعراء؟ أنا لا أدعي شيئا أترك تقدير مكانتي للقراء لكن الذي يؤلمني أنه سيحدث فراغ شعري كبير بسبب انجراف الشباب الشعراء نحو ما يسمونه بالشعر الحر الذي أمقته بل لا أُسمّيه شعرا وإذا استمر الحال فسيندر أن تجد شاعرا أصلا يلتزم بالوزن والقافية وهما من ضرورات الشعر الذي عرفه المؤرخون أنه الكلام الموزون والمقفى وذو الأخيلة البديعة.

وفي الوجدانيات هل نظمت الشيء الكثير؟ كان معظمه مؤلما حتى أن بعض أصدقائي أخذ يلومني على هذا النوع من الشعر المؤثر والمؤلم يتمثل ذلك في (نبض الوجدان) (تحت الدخان)(ضحايا الآلام) (رقص الدموع)..

تأثرت بهم.. وبمن تأثرت من الشعراء؟ لقد تأثرت بأربعة شعراء وهم أساتذتي (أبو نؤاس.ابن الرومي.المتنبي. شوقي. أين وجه الخلاف بين خمريات أبي نؤاس وحافظ جميل؟ إن خمرياتي تختلف عن ابي نؤاس فمعظم ما قاله الأخير كان مكرّسا للمجون بعكس خمرياتي التي تدعو للحشمة وذكر الله وبالتالي قريبة من التصوف

أصدقاؤك كثيرون على ما أعتقد فماذا ربحت وماذا خسرت من هذه الصداقات؟ إنهم كثيرون فعلا كلهم أحبهم وهم يرتادون بيتي باستمرار ويتفقدونني في أغلب الأوقات وأصبحت بحاجة ماسة إليهم الآن بعد أن تدهورت صحتي وانني بحاجة اليهم الآن من أكثر وقت مضى ليساعدونني على القراءة والكتابة والمطالعة ويشرفون على طبع دواويني ولم تسلم الأخيرة من بعض الأخطاء فعذرا للقراء..

وماذا خسرت؟ لم أخسر شيئا من صداقاتي والحمد لله باستثناء بعض العقوقين الذين قابلوا جميلي بالإساءة.

الإنتاج الشعري

له خمسة دواوين: «الجميليات» (جـ1) - مطبعة دار السلام - بغداد 1924 (قدم له أستاذه منير القاضي)

«نبض الوجدان» - مطبعة الرابطة - بغداد 1957 (قدم له خالد الدرة، صاحب مجلة الوادي البغدادية)

«اللهب المقفى» - دار الجمهورية - مطبوعات وزارة الثقافة والإرشاد - بغداد 1966 (قدم له منير القاضي وبدوي طبانة)

« أحلام الدوالي» - مطبعة الأديب، منشورات وزارة الإعلام - بغداد 1972

«أريج الخمائل» - منشورات وزارة الإعلام، بغداد 1977 (قدم له عبد الرزاق محيي الدين).

الأعمال الأخرى

ترجم إلى العربية كتاب: «عرفت ثلاثة آلاف مجنون» - تأليف فكتور آرسمول - عن الإنجليزية، بالاشتراك - مطبعة التفيض الأهلية - بغداد 1944.

ينداح الشعر الوطني عنده ليشمل التاريخ والسياسة والغناء لبغداد، وتمتد خمرياته لتتسع لذكريات شبابه وأسى شيخوخته وقلقه على مصير شعره. يتجلى في كل إبداعه خصوصية شعوره وشجاعة مواقفه واعتزازه بذاته، وإنه وإن التزم بالموزون المقفى فقد كانت لغته، وصوره، وإيقاعاته.. أقرب إلى دعوات التجديد، وإن قصائده الخمرية لتؤكد قدرته على أن يبدع في الموضوع المطروق حتى يتجاوز المألوف.

من أشعاره

كتبت عنه هناء جواد (والتي تربط والدها المرحوم صداقة حميمة مع الشاعر الكبير) قائلة[4]: يشتهر شعر حافظ جميل بغزلياته وخمرياته التي يعبر فيها عن قلب فتى لايؤمن بالهرم، وعاطفه مرهفه، لقد عاش سن الكهولة بالأمال ويترقب(ليالى لبنان):

حيي بما يحلو لديك وسلمي *** بالعين ان أحببت أو بالمبسم حسب الحبيبه لحظهاأن سلمت *** وشفاها ان أومأت لمسلم

...

داويت بالألم الممض تألمـــي *** وشفيت بالندم الطويل تندمي واعتضت عن نزق الصبا بصبابة *** خرقاء يفضحها شديد تكتمي أوصدت دون الناصحين ونصحهم *** سمعي لأفرغ من سماع اللوّم يستفهمــون متى أوان هدايتي *** يا حيرتي ردي على المستفهم ولأنت يا خرس الدمــوع تكلمي *** ولأنت يا لغة العواطف ترجمي خلت الشباب طريق كل ضـــلالة *** عمياء تنذر بالمصير المظلم حتى إذا استخلفــــته بمضلل *** أقوى على التضليل منه وأعظم باركت شيطان الصبا وترحمــت *** نفسي على مترفق مترحم فكأنني ورأيت عهد شبيبـــتي *** ليظل عهد كهولتي في مأتم يا جذوة الحب التي لا تنطفـي *** إلا لتلهب عن جوى متضرم أإذا تصرم لاعج علّتــــــــي *** سلفاً بعودة يومه المتصرم يا من ختمت بها طويل فجائعي *** إلا فجيعة حبها لم تختم من ذا الذي ناغيت وادع قلبه *** واحتاظ من قدر عليه محتم سيان عندي من أناط حياتـــه *** بيديك أو بيد القضاء المبرم أشفقت من عنت السقـام يهدني *** فتركتني أشفى بعطف المسقم ردي إلي عليل جسمــي غير ما *** دنف بعلمة حبك المستحكم ردي إلي عبوس وجهي غير مــا *** أسوان من بؤس عليه مخيم ردي إلي حزين قلبي مفعمـــاً *** بالحزن غير مضرج ومهشم بالدمع أقسم يستمـــد أواره *** من خافقي وشراره من أعظمي ما شفتي كـــهواك يخبر بدؤه *** عن مفرح وختامه عن مؤلم لا تعجبي أن لاح وجهي ضاحكــاً *** للناس لم يعبس ولم يتجهم وتفحصي العبرات بين يتيمــة *** سجنت وبين حزينة لم تسجم أرأيت في المأساة أفجع مشهداً *** كالدمع يذرف عن فم متبسم[5] ولأنت أجمل في الأسى أن تشهدي *** دمع اليتيم ولا دموع متيّم

ويكتب عن اللوعة إلى الحبيبه قائلا؛

ماذا أرد على اكتئابك *** ان كان مابى فوق مابك؟

ويسخط لجفاء الحبيبه فيخاطبها قائلا:

ودعت عهدك وانتهيت *** وخرجت منه بما اكتفيت

ويناجى وينشد قائلا:

الأمل كان أعظمني شقاء *** وأكثرني بلا سكر عناء وأنزلني على أحكام دهر *** قضى أن لا أرد له قضاء

وشعر حافظ جميل بعد ذلك في لبنان وفي بغداد سائر على الالسنه، محبب إلى القلوب فبغداد ولدته وذكريات الطفولة الجميلة ونشأته وصباه، فلا غرابه أن يخاطبها ويتغزل بجمالها:

لغيرك يا بغداد لم يهف جانحي *** ولا شاقني في ظلك أن أشدو ولاطاب لي في غير دجلة مرتع *** ولا لذ لي في غير شاطئها ندُ

ومن أشهر قصائده قصيدة ياتين لغزليتها الرقيقة فقد اختار المطرب المعروف ناظم الغزالي ابياتا منها ليلحنها له الموسيقار الفذ(ناظم نعيم)من مقام الدشت فقام الغزالي بغنائها. تقول كلماتها:

ياتين ياتوت يارمان ياعنبُ يأخير ما اجنت الأغصان والكثبُ يامشتهى كل نفس مسها السغبُ يا برء كل فؤاد شفه الوصب يا تين يا توت يارمان يا عنب **** ياتين يا ليت صرح التين يجمعنا يا توت يا ليت ظل التوت مضجعنا وانت ليتك يارمان ترضعنا والكرم يا تين بنت الكرم تصرعنا يا تين يا توت يارمان يا عنب **** ياتين حسبك صحن الخد راووقا ولو درى التوت ما تحسو حسى الريقا وهبَ يجرحك الرمان تحديقا واهرق الكرم يا تين الاباريقا ياتين ياتوت يارمان ياعنب **** ياتين سقيا لزاهي فرعك الخضلِ يا وارف الظل بين الجيد والمقل هفا لك التوت فاغمر فاه بالقبل فالكرم نشوان والرمان في شغلِ ياتين يا توت يا رمان ياعنب **** حدائق الشام عين الله ترعاكِ ولا سرت نسمةٌ الا برياكِ ملهى العذارى وكم يممن ملهاك يشربن بارد طل من ثناياكِ ياتين يا توت يا رمان يا عنب **** يا يوم اقبلن امثال التماثيل يرفلن في عقص بيض الاكاليل تبعت(ليلى) و(ليلى) ذات تضليل (ليلى) فديتك ما اقساك ياليلي ياتين يا توت يا رمان يا عنب **** حلفت بالكرم يا(ليلى)وبالتوت ِ وما بصدرك من در وياقوت لاجعلن عريش التين تابوتي تين الخمائل لا تين الحوانيتِ ياتين يا توت يارمان يا عنب **** ناداك بالتين يا(ليلى) مناديكِ والتين بعض جني الاطياب من فيكِ لو كان يجدي الفدا في عطف اهليكِ لرحت بالروح افديهم وافديكِ يا تين ياتوت يارمان ياعنب **** كتمت حبكِ عن اهلي ولو عرفوا شددت رحلي إلى بغداد لا اقفُ هذي دموعي على الخدين تنذرفُ يأمنية القلب هل وصلٌ وانصرف يا تين ياتوت يارمان يا عنب **** يا تين يا خير اثمار البساتين يا لاويا جيده فوق الافانين طلْ الندى لك مخضل الرياحين فافتر ثغرك عن ورد ونسرين يا تين يا توت يارمان يا عنب **** يا تين زدني على الاكدار اكدارا ولا تزدني تعلات واعذارا هبني هزاراً وهب خديك نوارا فهل يضيرك طير شم ازهارا ؟ يا تين يا توت يارمان ياعنب **** يا تين حسبك ظلاً نشر ريحان يهفو على غض اكمام وافنان من كل حانٍ العنقود نشوان ومشرأبٌ إلى توت ورمان يا تين ياتوت يارمان يا عنب **** هتفت بالتين فأهتزت له طربا وقلت للتوت : كن اقراطها ذهبا واحذر إذا انتفض الرمان وانتصبا ان يأخذ الكرم من حباته الحببا يا تين يا توت يارمان ياعنب ياتين ياتوت يارمان ياعنب *** يأخير ما أجنت الأغصان والكثب

والشاعر يتغزل بمدينة الحدباء الموصل (الواقعة في شمال العراق حيث كان يعمل) قائلا[6]:

مالي أهيمُ، ولاتَ وقت هيـامِ *** أيكونُ في السـتين بدءُ غرامي يا جِيرةَ الحدبـاء، أيّ معرَّةٍ *** إن قلتُ: أعشـقُكمْ، وأيّ ملامِ عشتُ السنينَ بأرضِكمْ، لم أدَّكِرْ *** غيـرَ الرِّضا، والحبِّ والإكرامِ كم كنتُ أوثرُ أن تطولَ *** إقامتي مـا بينكمْ، حتي يحينَ حِمامي سأظلُّ أذكرُكمْ وأطري فضلَكمْ *** والشـاهداتُ مِن السنين أمامي يا ملهمَ الشعراء، ما قد دبَّجُوا *** في شـعرِهمْ، مِن ذلكَ الإلهام نمْ في ثري الحدباء أنجب بقعةٍ *** ضمَّتْ رفاتَكَ، يـا أبا تَمَّـامِ

أما لبنان فهو المرتع الروحى له لا يفتأ يشيد بمحاسنه ومحامده فكان كهف مشيبه وهو يقول؛

در الدمع الملح يزيد وكفا *** فمالك غير لبنان وتشفى أظلت في الشباب فكان وكنا *** وحطك في المشيب فكان كهفا

ومن لك في النوازل ان ألمت *** بأرعى دمه منه وأوفى

ويقول أيضا في لبنان؛

يقولون ماشأني ولبنان كلما *** تغنيت فيه جن في الشعر شيطاني فقلت هبوني فخر بغداد محتداً *** فمن غير لبنان رعاني ورباني ومن غير لبنان إذا ما وهبته *** حياتي أحال الارز قبرا فواراني

يقول الأديب يعقوب المسكوني: تدعو أشعاره إلى العطف والرحمة والحكمة والشجاعة مثل (صرخة الشريد) و(فموكب العيد) و(الجميل الضائع) و(حق القوي) و(تحت الدخان وضحايا الالام). وقد اخترت بعضا من الأبيات من قصيدة(صرخه الشريد):

أشكوى مارفعت أم احتجاجا *** وحد السيف خيرهما علاجا تحلم قبلك المطبوع جهلا *** فزاد جهاله الباغي لجاجا وهل ترك التلملم منك أخدي *** وأكثر منك للشر أحتياجا كفى باللين في معوج طبع *** يظل يزيده اللين اعوجاجا وهل يتألم الشرير طبعا *** وهل تتبدل الافعى مزجا

ومن قصيدة "من أصنام المال" أخترت لكم؛

من زيف الناس أخلاقا وأيمانا *** وصبر الراهب الزميت شيطانا حلاوة المال لم تترك لدي ورع *** دينا ولا لرقيق القلب وجدانا

قالوا عنه

عن شاعر الهوى والشباب أقام بيت المدى فعاليته يوم الجمعة الموافق 20-05-2011 والتي قدمها الإعلامي رفعت عبد الرزاق في حديث قصير سلط فيه الضوء على حياة الشاعر وقام نخبة من الأدباء والمثقفين بالحديث عنه قائلين [7]:

عبد الحميد الرشودي: ولد متمرد لأب من أكبر فقهاء عصره

الباحث والمحقق عبد الحميد الرشودي أكد ان الكثير من النقاد يجهلون نشأة حافظ جميل لأنه عاش في الظل فترة طويلة بعيدا عن الإعلام والدعايات، ولد هذا الرجل في أسرة عريقة من أسر بغداد، تنتمي إلى عبد الغني زادة، ولد حافظ لأب كان من أكبر فقهاء العصر وهو الشيخ عبد الجليل آل جميل زادة، كان هذا الرجل مدرسا، ولد له هذا المولود المتمرد في مطالع القرن ومن الشائع أنه ولد عام 1908، إلا أنه أكبر من ذلك يعود إلى عام 1901 أو 1902، أكمل دراسته الابتدائية والثانوية وأوفد إلى الجامعة الأمريكية ودرس وتخصص في علوم الطبيعيات وأكمل دراسته سنة 1926 وعاد إلى وطنه وزاول التدريس في الإعدادية المركزية ودرس مادة خارج اختصاصه درس الدب العربي، ثم بعد ذلك تنقلت به الحال وانتمى إلى إدارة المواصلات وتولى مديرية البرق والبريد وكالة وهكذا تقلبت به الأحوال، وعندما سئل بمن تأثرت قال: تأثرت بأبي نواس.

هشام الفتيان: حكايتي معه بدأت في الجمعية البغدادية

المحامي هشام مالك الفتيان قال: بدأت علاقتي بالشاعر حافظ جميل عام 1974، إذ التقيت به مع جملة من الأصدقاء في الجمعية البغدادية التي كانت تتخذ من بيت حكمت سليمان رئيس الوزراء العراقي الأسبق مقرا لها، كنا نلتقي في هذا النادي كل يوم اثنين التقيت به وكان المرحوم صالح الحداد أحد أساتذة كلية الإدارة والاقتصاد هو الذي يقود الشاعر حافظ جميل لأنه كان يشكو من عينه إذ كان قد تجاوز الخامسة والسبعين من عمره، ومن الذكريات التي لا زلت احتفظ بها هي أنه دائما كان يقول عندما يرى أصدقاءه: أنا مريض أجلسوا بالقرب مني فقد لا أراكم مرة أخرى ويبدأ بالحديث العذب عن الشعر والشعراء، وقد لا يعرف الكثيرون ان الشاعر جميل عمل في الصحافة مع صديقة خالد الدرة وله كتابات كثيرة أتمنى أن ينتبه إليها الباحثون.

شكيب كاظم: شاعر الغزل والعاطفة والجمال

الناقد شكيب كاظم سلط الضوء على خصائص شعر حافظ جميل قائلا: إذا أراد باحث الحديث عن شعر الغزل والعاطفة والجمال والمرأة، فلا بد من أن يقف طويلاً عند الشاعر حافظ جميل، فهذا الرجل الذي يذكرني بشعراء الغزل، منذ أن كان في الدنيا غزل ونسيب وتشبيب إلى يوم الناس هذا منذ أيام امرئ القيس وعمر بن أبي رقية وابن الفراس وجميل بثينة ومجنون ليلى وصاحب لبنى قيس بن ذريع والعباس بن الاحنف أو نزار قباني والشاعر الغريد عبد الخالق فريد، وإذا كان الغزل يأتي تماماً عند بعض الشعراء فحافظ جميل قد أوقف شعره على هذا الجانب لا يكاد يبارحه إلى ألوان الشعر الأخرى، وظل على مدى عقود مقيداً في محراب الجمال والنساء والحان والخمر، فهو من الشعراء الذين جعلوا نصب أعينهم الجمال والعشق وحب الحياة، ما شاءهم الهوى منتقلين أفئدتهم وقلوبهم عند تخوم الجمال والإنس واللذائذ، منذ عام 1957، اصدر ديوانه الشعري الجميل الذي اسماه (نبض الوجدان) وخط إطاراته الداخلية الفنان متعدد المواهب، رسماً ونحتاً وخطاً، وكتابة للقصة الفنان يحيى جواد، واصدر شاعر الأنس والجمال خلال أربعة عقود عدداً من المجاميع الشعرية أوقفها على الحب والغزل والخمر، وما زالت في الذاكرة أبياته الشعرية التي غناهـا ناظم الغزالي. يا تين يا توت يا رمان يا عنب شاعر الغزل حافظ جميل يذكرني بشاعر الهوى والجمال عبد الخالق فريد، الذي هو الآخر، ما غادر دنيا الغزل والغرام، كما يذكرني بالقاص الذي لم يعطه النقد المؤدلج حقه، واعني به القاص حازم مراد، الذي أعده إحسان عبد القدوس العراق، تحية لذكرى شاعر الهوى والجمال حافظ جميل وشكراً للمدى على استذكارها شواخص العراق.

أيمن فيصل: شاعريته لا تحدها حدود

الناقد أيمن فيصل كان آخر المتحدثين، حيث تحدث عن شاعرية حافظ جميل قائلا: في الحقيقة والواقع أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا أكتب وأقرأ نبذة مختصرة عن حياة الشاعر الكبير حافظ جميل الذي يلقبه البعض بأبي نواس بغداد، لقد تأثرت كثيرا بحافظ جميل وبشعره فقررت ان اكتب شيئا مختصرا وبكل امانة عن حياته وشعره. كان حافظ جميل سريع البديهية، طويل النفس، كثير التصحيح لشعره، والرجوع إليه لينتقد القصيدة التي ينظمها نقدا قاسيا ويزن كلماتهما وأبياتها وفق الميزان الشعري كما يوزن الذهب الخالص في ميزانه وكما كان يفعل زهير بن أبي سلمى في حولياته ومروان بن أبي حفص في مديحه، وكما كان يفعل الشاعر الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير صاحب التربية العاطفية، ولقد تأثر حافظ جميل بشعر ابي نؤاس وابن الرومي والمتنبي. واختتم الناقد فيصل حديثه قائلا: إن حافظ جميل هو ذلك المحيط الزاخر في إبداعاته وابتكاراته في ميادين الشعر، فشاعريته لا تحدها حدود، وقد حاز شعره قصب السبق في غالبية أبوابه وأغراضه، فمن نسيب وغزل إلى وصف وتصوير إلى نقد ورثاء إلى حماية وفخر إلى خمريات إلى صوفيات إلى أخلاق مواعظ وحكم. وأخيراً أقول أن حافظ جميل يجمع في شعره صفات الشاعر والمصور والرسام والمؤرخ والفيزياوي والنباتي والكيمياوي البارع فهو جامع لكل هذه المهارات بكل جدارة وثقة.

وفاته

وتقدم بشاعرنا العمر وخرج على التقاعد وعاش شيخوخه هادئه إلى أن وفاه الاجل عن عمر يناهز الثمانين عاما في بغداد يوم الجمعة 4 آيار سنة 1984 ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي إلى جانب والده الذي توفي سنة 1957، وقد نشر خبر وفاته في جريدة الجمهورية ورثاه الكثير من الشعراء.

ومنهم كاظم الخلف في قصيده طويله قال فيها؛

ماذا أقول وكيف يفصح قائل ** وأمامه رب الفصاحة مائل

حاولت أبياتا تليق بقدره ** وأتيت أتقل كيف رحت أحاول

المصادر

  1. [معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=1844] نسخة محفوظة 4 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. إميل يعقوب (2009). معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة. المجلد الأول أ - س (الطبعة الأولى). بيروت: دار صادر. صفحة 303-304.
  3. جريدة المدى اليومية http://www.almadasupplements.com/news.php?action=view&id=2148
  4. منتديات الأدب http://www.lobabforum.com/smf_ar/index.php/topic,84.msg125.html#msg125
  5. كثيرا ما يردد هاذين البيتين العم الموصلّي مشتاق الدليمي صاحب حكايات عمو مشتاق والتي تعنى بتأريخ الموصل وقصصها
  6. معد الجبوري جريدة الزمان في 16\6 \2010 لقطات من ذاكرة عمرها 40 عاماً عن مهرجان أبي تمام الشعري.
  7. جريدة المدى اليومية http://almadapaper.net/news.php?action=view&id=40966

موسوعات ذات صلة :