الرئيسيةعريقبحث

حصار المدينة المنورة (1925)

جزء من معارك توحيد المملكة العربية السعودية بين فيصل الدويش وملك الحجاز الشريف حسين


حصار المدينة المنورة هو حصار حدث في منتصف عام 1343هـ -1925 م خلال الحرب النجدية الحجازية، حيث طوقت قوات سلطان نجد عبد العزيز آل سعود من بادية حرب وبعض حاضرة نجد يتزعمهم الشيخ محسن الفرم والقائد إبراهيم النشمي المدينة المنورة حتى إضطرت حاميتها الحجازية إلى الإستسلام في منتصف عام 1344هـ - ديسمبر1925 حيث اشترطت الحامية ان تسلم المدينة إلى أحد أبناء عبد العزيز آل سعود، فأرسل نجله محمد بن عبد العزيز آل سعود وسُلمت له مفاتيح المدينة فدخلها وعين في إمارتها إبراهيم السبهان .

حصار المدينة المنورة (1925)
جزء من الحرب النجدية الحجازية (1924-1925)
معلومات عامة
التاريخ فبراير 1925 - ديسمبر 1925
(10 شهور)
الموقع المدينة المنورة، الحجاز
النتيجة إنتصار سلطنة نجد
تغييرات
حدودية
ضم المدينة المنورة إلى سلطنة نجد
المتحاربون
سلطنة نجد مملكة الحجاز
القادة
الشيخ محسن الفرم وابراهيم النشمي الشريف شحات[1]
القوة
قوة من قبائل حرب وبعض حاضرة نجد غير معروف
الخسائر
5 200

الأسباب

بعد فشل مؤتمر الكويت سنة 1342 ومنع الشريف حسين ملك الحجاز أهالي نجد من أداء فريضة الحج لعدم التزامهم بقيد دخول مكة غير مسلحين، أعلن الشريف حسين نفسه خليفة للمسلمين فازداد غيض عبد العزيز آل سعود عليه وعقد مؤتمرا في ذي الحجة 1342 هـ ترأسه والده الإمام عبدالرحمن الفيصل وحضرة العلماء وأمراء البلدان وقادة الإخوان ورؤساء القبائل وافتتحه الإمام عبد الرحمن بالإشارة إلى تذمر أهل البلاد من منعهم الحج ثم شرح الملك عبد العزيز أبعاد الموقف وتوصل الجميع إلى وجوب أداء الحج سلما أو عن طريق القوة، وكان من الخطوات العسكرية التي اتخذها عبد العزيز آل سعود أن أرسل قوة من اتباعه إلى حدود العراق وقوة أخرى من قبيلتي حرب وشمر يتزعمهم الشيخ هندي الذويبي إلى حدود الاردن [2] وأرسل قوة من 3000 مقاتل بقيادة الشريف خالد بن لؤي إلى الحجاز فاستولت على الطائف في سبتمبر 1924 الموافق صفر 1343 ثم ضمت قوات الملك عبد العزيز مكة المكرمة وجدة والمدينة المنوره وسائر الحجاز فتم توحيد اقليمي الحجاز ونجد تحت مسمى سلطنة الحجاز ونجد[3] .

الحصار

في منتصف عام 1343 أرسل السلطان عبد العزيز صالح العذل وإبراهيم النشمي بقوات من بادية حرب وبعض حاضرة نجد لمحاصرة المدينة المنورة فنزلت قوات العذل بالحناكية ونزل النشمي في ضواحي المدينة محاصرا لها فطال الحصار وأبدى الشريف شحات مقاومة مستمرة حيث هاجم معسكر النشمي وانتصر عليه، فيقول الشريف شحات أمير المدينة المنورة إلى الشريف الحسين بن علي : «جلالة الملك المعظم. جهزنا عبدكم ولدنا مع عسكره وبعض من حرب على النشمي فكسروه وأسروا 4 أنفار من جماعته[4]».

وفي بداية عام 1344 أرسل السلطان عبد العزيز الشيخ محسن الفرم [ الذي كان مشاركا في حصار جده مع جلالة الملك عبد العزيز ] إلى المدينة للانضمام إلى القوات المحاصرة لها وأمرهم بعدم مهاجمة المدينة والاكتفاء بالحصار فقط وأرسل الشيخ فيصل الدويش لمساندة الأمير سعود بن عبد العزيز الكبير المحاصر لينبع، يقول السلطان عبد العزيز في رسالة له بتاريخ 10 / محرم / 1344هـ ( ... وجهزنا جملة قوات من المسلمين الدويش وجملة بيارق وجهناهم شمالي هالحجاز يمرون الاخ سعود بن عبد العزيز جهة ينبع ...)[5] إلا أن الدويش خالف تلك الأوامر وأراد الانضمام للمحاصرين للمدينة واستلام زمام القيادة بالحصار إلا أن قادة الحصار قابلوا ذلك بالرفض، يقول المؤرخ محمد العلي العبيد نقلا عن مطوّع الدويش محمد العجاجي ( ثم دخلت سنة 1345 وفيها ابتدأت فتنة الإخوان تظهر مقدماتهم ضد ولي أمرهم الملك عبد العزيز، فأول من تبين بالعصيان ونبذ الأوامر هو فيصل بن سلطان الدويش, فقد اخبرني محمد العجاجي رحمه هللا، وكان طالب علم متضلع من العلوم، قال لما كنت إماما ومدرسا مع فيصل الدويش، وكنا كلنا مع الملك عبد العزيز في حصار جدة، وكان سعود بن عبدالعزيز العرافة، محاصرا ينبع، فوردت كتبه على الملك عبدالعزيز، طلب منه مدد جنود، فانتدب فيصل الدويش وغزوه الذين معهم، وأمرني بالمسير معهم على أني تابع لهم ــ قال ــ فتجهزنا ومشينا على هذا العزم امتثالا على هذا الأمر، ولما كنا في عرض الطريق انعزل فيصل الدويش عنا بجنوده قاصدا المدينة ــ قال ــ فقلت له : يا فيصل ألم يأمرنا ملكنا أن نكون مددا لسعود ونحاصر معه ينبع ؟ قال : بلى، ولكن دائما يدبرني عبد العزيز على دربه ثم أخالف ما دبرني عليه وامضي على ما اختاره أنا، فيكون ذلك موافقا لعبد العزيز ويحمدني عليه، فقلت : أنا لست أوافقك إال على ما دبرنا به عبد العزيز جميعا، فإن مضيت مصمما على هذا الطريق فإني لست بصاحبك، فعزم على طريقه وانعزل عنا بجنوده، وعمد إلى المدينة لحصارها، وكان متعطشا على هتك المدينة تلهفا على ما فاته من وقعة الطائف ــ قال ــ أما نحن فمشينا في طريقنا امتثالا لأوامر مليكنا، فوصلنا ينبع وحاصرناه أياما قليلة ففتحها الله على أيدينا بعدما هرب منها شاكر بن زيد، وكان هو رئيسها، وبعد خروجه منها سلمت حاميتها بدون قتال، فنزلوا بالأمان الخالص، وليس يخالطه شيء من الغدر ــ قال ــ وأما فيصل الدويش فإنه لما نزل على المدينة وكان ابراهيم النشمي وهو قائد من قواد الملك عبد العزيز، محاصرا لها ومضيق على حاميتها ومعه جنود من أهل نجد ومن قبائل حرب أهل السهل والوعر، وكان هذا القائد يراود حامية المدينة على التسليم، والرسل تمشي بينهم، ولم يبق الا التوقيع على الشروط المتبادلة بينهم, وكان أول من أذعن للتسليم هم أهل العوالي، وكانوا شوكة حرب ولا سيما إن تابعوهم النخالة، وتوافقوا جميعا على التسليم فحينما نزل الدويش اظهر الحنق على إبراهيم النشمي وجنده، وأرسل إليه يطلب منه أن يعتزل القيادة، فيكون هو القائد الأعلى للجنود كلها، ولكن إبراهيم النشمي محتفظ بقيادته حيث إن جنوده مطيعة له ولا تتبع قائد سواه، فرفض طلب الدويش الا بأمر ملكي, وكان كل جنود النشمي راضين عن قيادته لهم، معجبين بتدبير، وقد كان فيصل الدويش مضطرب في قيادته ولم يمشي على قاعدة مرضية ــ قال ــ فلما كان في اليوم الثالث واستقر به المنزل كتب لحامية المدينة كتابا وهذا نصه أن قال : من فيصل بن سلطان الدويش إلى عبّادة حمزة أما بعد : فحينما تقرؤون كتابي هذا سلموا لنا المدينة وإلا سوينا بكم سواتنا بالطايف، والسلام علينا لا عليكم، فلما قرأوا كتابه انتشر الخبر بالمدينة وحزم السلاح على أيدي الجميع وأركبهم على السنة، ولم يكن للمضطر الا ركوبها، فكتبوا له جواب كتابه بالإتفاق منهم جميعا بعد ما ضمهم هذا الكتاب كتلة واحدة، فقالوا له : لا سمعا لك ولا طاعة، ولا نسلم المدينة إلا بيد رجل من أولاد الملك عبدالعزيز، وان كنت فيصل بن سلطان فاقرب من أسوار المدينة لتلاقي حتفك ومن معك، ــ قال ــ فرجع خائبا، ولم يعلم عن حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ’’اللهم من اراد المدينة بسوء فأذبه كما يذيب الملح في الماء’’، ولم يمض على حصاره للمدينة إلا عشرة أيام فقط، فأنزل الله عليه سيفه المسلول، وهو الوباء األصفر، فكان يقبر من جنده في كل يوم وهو عند المدينة، فلزمه الرجوع إلى بلده الأرطاوية، فمات معه بالطريق ما يزيد على سبعين رجال، وكانت خاتمته في آخر عمره أسوأ خاتمة، نعوذ بالله من سوء الخاتمة، وأما المدينة فهي سلمت هي وحاميتها لمحمد، ابن الملك عبدالعزيز، فسلمت أرواح أهلها وأموالهم والحمد لله.)[6] ويقول المؤرخ إبراهيم القاضي ( ابن سعود بعد ايام الحج حضروا عنده اهل نجد واهل الجزيرة كلها وشمال وجنوب وحظبوا تحت الديرة، اهل نجد البدو والحظر بعد الحج كل انكف ورجع لديرته ماصار لاحد خلاف وصحه لله الحمد، ابن سعود بعد ما روح سعود بن عبدالعزيز والذي معه واكانوا على بدر وخيموا فيه جاهم لحيق من ابن سعود وامرهم يثورون ويحاصرون ينبع، ثم ارسل الدويش فيصل ومعه جملة قوم ورسل، وارسل الفرم الجميع يحاصرون المدينة، الفرم نزل العوالي والدويش نزل الحسا وصار على المدينة حصار كايد ولابد الضرر يصير على اطراف المدينة في كل يوم، الله يحسن العاقبة للمسلمين )[7] ويقول المؤرخ محمد حسين زيدان الذي كان بداخل المدينة اثناء الحصار فلذلك يعتبر من اوثق من كتب عن احداث الحصار، يقول زيدان : (فيصل الدويش حاصر المدينة في قباء بعيداً لا يصل رصاصه إلى أي جزء من المدينة، كأنما هو حجز عنها وكأنما قباء حددت له، لأنه لم يصل إلى العوالي، فقد وصلها ابنها شيخ قبيلتها أخو حسنا عبد المحسن الفرم شيخ بني علي، أهل العوالي والذين في القصيم، هو من شماريخ حرب، وهو رأس في مسروح، عبد المحسن الفرم منع الدويش أن يصل إلى العوالي حجزه في قباء، بعيداً عن سور المدينة، أما الفرم عبد المحسن فكان في العوالي وما أشد قربها لسور المدينة، لماذا أذكر ذلك؟ لأنه عمل المحنك عبد العزيز، فعجز الدويش أن يدخلها وما انتوى الفرم أن يدخلها إنه ابنها، هذا العمل هو الذي أعطى لعبد العزيز قبول التحدي لشاه إيران أحمد، أبرق بعض أهل المدينة وهم خائفون أن القبة الخضراء ترمى بالرصاص، فاحتج شاه إيران وتحدى الاحتجاج عبد العزيز لأنه يعلم كل العلم أن أي طلقة من الدويش لا تصل إلى المسجد وأن الفرم لم يطلق طلقة واحدة على المسجد الذي يتناوله وهو على جدار البقيع الذي هو أول العالية وأذن للسفير الإيراني يرافقه صديقنا أحمد لارى محروساً يصل إلى المدينة يستقبله إبراهيم النشمي الذي يحاصر المدينة من شمالها بعيداً عنها حول الزهرة فهو أيضاً لم يطلق رصاصة، لقد قرأت الكتاب الذي أرسله عبد العزيز إلى إبراهيم النشمي يوصيه بحماية السفير الإِيراني وإكرامه ودخل السفير الإيراني المدينة بإذن من البلدية والمالية ) [8]إذا فيستفاد من كلام المؤرخين ورسالة الملك عبد العزيز ان الملك ارسل الفرم لحصار المديمة فوصلها ونزل بالعوالي اما الدويش فارسله لمساندة قوات سعود الكبير المحاصرة لينبع الا انه خالف الاوامر واتجه إلى المدينة فرفضوا مشاركته فانسحب إلى نجد مغاضبا ولم يكمل بالمدينة سوى 10 ايام واستمرت المدينة محاصرة حتى طلب وجهاؤها التسليم شريطة قدوم احد أبناء الملك عبد العزيز فارسل الملك عبد العزيز ابنه محمد فدخل المدينة وفتحها في 10 جمادى الأول 1344 هـ وعين عليها إبراهيم السبهان اميرا[7] .

حصار المدينة باختصار :

في منتصف عام 1343 ارسل الملك عبد العزيز صالح العذل وإبراهيم النشمي بقوات من بادية حرب وبعض حاضرة نجد لمحاصرة المدينة المنورة فنزلت قوات العذل بالحناكية ونزل النشمي في ضواحي المدينة محاصرا لها فطال الحصار وابدى الشريف شحات مقاومة مستمرة حيث هاجم معسكر النشمي وانتصر عليه وارسل ايضا سعود بن عبد العزيز الكبير إلى ينبع فهاجمه الشريف شاكر بن زيد وهزمه[4] فارسل النشمي وسعود الكبير للملك عبد العزيز يطلبانه المدد فارسل الشيخ محسن الفرم لحصار المدينة فوصلها ونزل العوالي واستلم زمام الحصار، وارسل الشيخ فيصل الدويش ومن معه لمساندة سعود الكبير فخالف اوامر الملك وانحرف إلى المدينة فلم يطعه الكثير من جنده واستمروا إلى ينبع فساندوا سعود الكبير فحاصر ينبع حتى فتحها اما الدويش فلما وصل إلى المدينة طلب من قادة الحصار " النشمي والفرم " ان يسلموا له زمام الامور ويكون هو قائد الجيش المحاصر فرفضوا وعزله الفرم عن العوالي وارسل اليه الملك عبد العزيز يأمره بالعودة إلى نجد فعاد مغاضبا ولم يكمل بالمدينة سوى 10 ايام وكانت هذه هي بداية تمرده على الملك عبد العزيز، واستمرت المدينة محاصرة حتى طلب وجهاؤها التسليم شريطة قدوم احد أبناء الملك عبد العزيز فارسل الملك عبد العزيز ابنه محمد فدخل المدينة وفتحها في 10 جمادى الأول 1344 هـ وعين عليها إبراهيم السبهان اميرا .

المصادر

  1. تاريخ نجد الحديث، أمين الريحاني، ص:413 و420
  2. يوسف ياسين (1962). مذكرات يوسف ياسين في مسيرة الحركة العربية 1896-1924 ص286.
  3. د.عبدالله العثيمين. تاريخ المملكة العربية السعودية ج2 ص190.
  4. تاريخ نجد الحديث، أمين الريحاني، ص:413
  5. عبدالعزيز السناح. السبله وما تلاها من احداث ص115.
  6. محمد العلي العبيد. مخطوطة النجم اللامع للنوادر جامع ص280.
  7. ابراهيم القاضي. تاريخ القصيم السياسي ص156.
  8. محمد حسين زيدان. ذكريات العهود الثلاثة ص123.


موسوعات ذات صلة :