قصور الغدة الدرقية، الذي يطلق عليه أيضًا خمول الغدة الدرقية أو انخفاض هرمون الغدة الدرقية، هو اضطراب في نظام الغدد الصماء حيث لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمون الدرقي. يمكن أن تسبب عددًا من الأعراض، مثل : ضعف القدرة على تحمل البرد، والشعور بالتعب , والإمساك , والاكتئاب انخفاض معدل دقات القلب, وزيادة الوزن. في بعض الأحيان قد يكون هناك تورم في الجزء الأمامي من الرقبة بسبب تضخم الغدة الدرقية. [1] الحالات التي لا تتعالج من قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل من الممكن أن تؤدي إلى تأخير في النمو والتطور العقلي لدى الجنين أو متلازمة نقص اليود الخلقي . [2]
إن تواجد اليود بكميات قليلة في النظام الغذائي هو المسبب الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الدرقية، هذا ما هو متعارف عليه عالميا . [3] [4] أما في البلدان التي تحتوي على اليود الكافي في نظامها الغذائي يعتبر داء هاشيموتو هو المسبب الأكثر شيوعا لقصور الغدة الدرقية. [1] المسببات الأقل شيوعًا لقصور الغدة الدرقية تشمل : العلاج السابق باستخدام اليود المشع , أو إصابة في الغدة النخامية، أو إصابة في الغدة النخامية الأمامية , أو بسبب بعض الأدوية، أو نقص في أداء الغدة الدرقية أثناء الولادة , أو جراحة سابقة للغدة الدرقية. [5] عند الاشتباه بوجود قصور في الغدة الدرقية من الممكن التأكد من خلال عمل فحوصات الدم التي تقيس هرمون تحفيز الغدة الدرقية )تي اس اتش ( ومستوياته.
إن إضافة الملح المعالج باليود يمنع قصور الغدة الدرقية وقد لوحظ ذلك في أغلب الشعوب . [6] و من الممكن علاج قصور الغدة الدرقية عن طريق استبدال هرمون الغدة الدرقية باليفوثيروكسين. [1] يقوم الأطباء المختصين بضبط جرعة الدواء وفقًا للأعراض ومستويات ال(تي اس اتش) و هرمون الغدة الدرقية. دواء الغدة الدرقية آمن في فترة الحمل. على الرغم من أهمية وجود كمية كافية من اليود في النظام الغذائي، إلا أن الكثير منه قد يؤدي إلى تفاقم أشكال معينة من قصور الغدة الدرقية.
يقدر أن حوالي مليار شخص من جميع أنحاء العالم يعانون من نقص اليود ؛ ومع ذلك، فإنه غير معروف نسبة تأثير هذا النقص من اليود على قصور الغدة الدرقية. [7] في الولايات المتحدة، يحدث قصور الغدة الدرقية في 0.3 - 0.4 ٪ من الناس. قصور الغدة الدرقية دون سريري، وهو شكل آخر لقصور الغدة الدرقية ولكنه أخف حيث يتميز بمستويات طبيعية لهرمون الغدة الدرقية ومستوى تي اس اتش (هرمون تحفيز الغدة الدرقية) مرتفع، ويعتقد أنه يصاب 4.3 - 8.5 ٪ من الناس في الولايات المتحدة. [3] وجود قصور الغدة الدرقية عند النساء أكثر شيوعًا من الرجال. [1] إن كبار السن الذين تبلغ أعمارهم أكثر عن 60 عاما هم أكثر عرضة وتأثر من خمول الغدة الدرقية. من المتعارف أيضا أن بعض الحيوانات تصاب بخمول الغدة الدرقية كالكلاب والقطط و الخيول، ولكن هذا يحدث بشكل نادر. [8] كلمة "هايبوثايروديزم" في اللغة الإنجليزية جاءت من اليونان حيث ان "هايبو" تعني النقص , "ثايروز" يقصد به الوقاية، و "ايدوز" يقصد به الشكل . [9]
العلامات والأعراض
غالبا الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية لا تظهر عليهم الأعراض أو يكون لديهم أعراض خفيفة فقط . و كثيراً ما ترتبط الأعراض والعلامات الخاصة بقصور الغدة الدرقية بالمسبب الأساسي في قصور الغدة، أو لها تأثير مباشر لعدم وجود هرمونات الغدة الدرقية. [10] [11] التهاب الغدة الدرقية بسبب داء هاشيموتو قد يظهر مع كتلة في الغدة الدرقية ما يسمى ب(تضخم الغدة الدرقية).
تأخر توقف الرعشة بعد اختبار رد الفعل في الكاحل هو علامة واضحة لقصور الغدة الدرقية ويرتبط ذلك بخطورة العجز الهرموني . [3]
الأسباب
يحدث قصور الغدة الدرقية بسبب نقص في وظيفة الغدة نفسها (قصور الغدة الدرقية الأولي) ، أو التحفيز الغير كافي للغدة بهرمونات محفزة للغدة الدرقية من الغدة النخامية (قصور الغدة الدرقية الثانوي) ، أو الإنتاج الغير كافي لهرمونات المحفزة لإفراز هرمون الثيروتروبين من الغدة النخامية تحت المهاد ( قصور الغدة الدرقية الثالث). [3] [12] قصور الغدة الدرقية الأولي يعتبر أكثر شيوعًا بألف مرة من قصور الغدة الدرقية المركزي. [5]
نقص اليود هو السبب الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم لقصور الغدة الدرقية الأولي و تضخمها. [3] [4] في أغلب مناطق العالم التي تحتوي على كمية كافية من اليود في نظامها الغذائي، يكون السبب الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الدرقية هو داء هاشيموتو المناعي (التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي المزمن). و قد يرتبط داء هاشيموتو بتضخم الغدة الدرقية. حيث أنه يعمل على تسرب هرمون الغدة الدرقية مع الخلايا اللمفاوية التائية والأجسام المضادة ضد مادة محددة تثير الاستجابة المناعية للغدة الدرقية مثل بيروكسيداز الغدة الدرقية، و ثيروجلوبولين ومستقبلات التي اس اتش (هرمون تحفيز الغدة الدرقية) .
بعد أن تضع النساء، يصاب حوالي 5٪ من الأطفال بالتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة والذي يحدث بعد تسعة أشهر. يتميز هذا بفترة قصيرة من فرط نشاط الغدة الدرقية تليها فترة من قصور الغدة الدرقية. يبقى بنسبة 20-40 ٪ من قصور الغدة الدرقية بشكل دائم. [13]
يرتبط التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي بأمراض أخرى مناعية مثل داء السكري من النوع الأول ، وفقر الدم الخبيث ، الوهن العضلي الوبيل ، الداء البطني ، التهاب المفاصل الروماتويدي ، الذئبة الحمامية المجموعية . [3] قد يحدث التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي كجزء من متلازمة متعدد الغدد الصم الذاتية المناعة (النوع 1 والنوع 2).
التشخيص
يعتبر الفحص المختبري لمستويات هرمون الغدة الدرقية المحفزة في الدم أفضل اختبار أولي لقصور الغدة الدرقية. و للتأكد من مستوى تي اس اتش (هرمون تحفيز الغدة الدرقية) الثاني غالبا يأخذ عدة أسابيع. [14] قد تكون مستويات الهرمونات غير طبيعية وذلك بسبب أمراض أخرى، ولا يتم تثبيت الهرمون المحفز للغدة الدرقية للأشخاص في المستشفى إلا إذا كان هناك خلل شديد في الغدة الدرقية. [3] يشير مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية(تي اس اتش) المرتفع إلى أن الغدة الدرقية لا تنتج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، وبعد ذلك يتم الحصول على مستويات هرمون الغدة الدرقية الحر(تي فور). [15] و يتم إثباط الهرمون الدرقي )تي ثري) بواسطة AACE لتقييم قصور الغدة الدرقية. هناك عدد من مقاييس تصنيف أعراض قصور الغدة الدرقية. هذه الأعراض توفر عملية التشخيص ولكن استخدامها محدود.
ترتبط العديد من حالات قصور الغدة الدرقية بارتفاعات خفيفة في إنزيمات الكرياتين كيناز وأنزيمات الكبد في الدم. و عادة يعود معدل هذه الإنزيمات إلى طبيعتهم عندما يتم علاج قصور الغدة الدرقية بشكل كامل. [3] يمكن أن تكون مستويات الكوليسترول والبروتين الدهني منخفض الكثافة والبروتين الدهني (أ) مرتفعة ؛ و يكون تأثير قصور الغدة الدرقية دون السريري على الدهون المحددة جيدا بشكل أقل. [16]
ترتبط قصور الغدة الدرقية الحاد وغيبوبة الوذمة المخاطية بشكل مميز بانخفاض مستويات الصوديوم في الدم مع ارتفاع الهرمونات المضادة لإدرار البول ، بالإضافة إلى تفاقم وظائف الكلى الحاد لعدة أسباب. [17] و في معظم الأوقات يكون غير الواضح ما إن كانت العلاقة سببية أم لا. [18]
الذين لا تظهر عليهم كتل في منطقة الغدة الدرقية ولا يشعرون بكتل داخلها لا يتطلب تصويرها أثناء تشخيصهم ؛ ومع ذلك، إذا شعر المريض باضطراب في الغدة الدرقية، فمن المستحسن تصويرها. [14] إن وجود الأجسام المضادة التي تحارب إنزيم بيروكسيداز الدرقي (تي بي أو) تجعل الأمر مرجح في أن عقيدات الغدة الدرقية ناجمة عن التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي، ولكن إذا كان هناك أي شك، فقد تكون هناك حاجة لفحص الدم . [3]
مراجع
- "Hypothyroidism". National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. March 2013. مؤرشف من الأصل في 05 مارس 201605 مارس 2016.
- Preedy, Victor (2009). Comprehensive Handbook of Iodine Nutritional, Biochemical, Pathological and Therapeutic Aspects. Burlington: Elsevier. صفحة 616. . مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2020.
- "Clinical practice guidelines for hypothyroidism in adults: cosponsored by the American Association of Clinical Endocrinologists and the American Thyroid Association" ( كتاب إلكتروني PDF ). Thyroid. 22 (12): 1200–35. December 2012. doi:10.1089/thy.2012.0205. PMID 22954017. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 يناير 201625 ديسمبر 2013.
- "Treatment for primary hypothyroidism: current approaches and future possibilities". Drug Design, Development and Therapy (Review). 6: 1–11. 2012. doi:10.2147/DDDT.S12894. PMID 22291465.
- "Clinical review: Central hypothyroidism: pathogenic, diagnostic, and therapeutic challenges". The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism (Review). 97 (9): 3068–78. September 2012. doi:10.1210/jc.2012-1616. PMID 22851492.
- "Iodine and the "near" eradication of cretinism". Pediatrics. 135 (4): 594–6. April 2015. doi:10.1542/peds.2014-3718. PMID 25825529.
- Cooper, DS; Braverman LE, المحررون (2012-07-12). Werner & Ingbar's the thyroid : a fundamental and clinical text (الطبعة 10th). Philadelphia: Wolters Kluwer/Lippincott Williams & Wilkins Health. صفحة 552. . مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2016.
- "Hypothyroidism". Merck Veterinary Manual, 10th edition (online version). 2012. مؤرشف من الأصل في 23 أغسطس 201225 ديسمبر 2013.
- Mosby's Medical Dictionary (الطبعة 9). Elsevier Health Sciences. 2013. صفحة 887. . مؤرشف من الأصل في 07 مارس 2016.
- "341: disorders of the thyroid gland". Harrison's principles of internal medicine (الطبعة 18th). New York: McGraw-Hill. 2011. .
- "Overt and subclinical hypothyroidism: who to treat and how". Drugs (Review). 72 (1): 17–33. January 2012. doi:10.2165/11598070-000000000-00000. PMID 22191793.
- "Hypothyroidism: an update". American Family Physician (Review). 86 (3): 244–51. August 2012. PMID 22962987. مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 2015.
- Stagnaro-Green A (February 2012). "Approach to the patient with postpartum thyroiditis". The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism (Review). 97 (2): 334–42. doi:. PMID 22312089. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2020.
- "Hypothyroidism". Australian Family Physician. 41 (8): 556–62. August 2012. PMID 23145394. مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2013.
- "Autoimmune thyroiditis in childhood". Journal of Clinical Research in Pediatric Endocrinology (Review). 5 Suppl 1 (4): 45–9. 2013. doi:10.4274/jcrpe.855. PMID 23154164.
- "Update in lipid alterations in subclinical hypothyroidism". The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism. 97 (2): 326–33. February 2012. doi:10.1210/jc.2011-2532. PMID 22205712.
- "Thyroid emergencies". The Medical Clinics of North America. 96 (2): 385–403. March 2012. doi:10.1016/j.mcna.2012.01.015. PMID 22443982.
- "Hyponatremia and the Thyroid: Causality or Association?". Journal of Clinical Medicine. 4 (1): 32–6. December 2014. doi:10.3390/jcm4010032. PMID 26237016.