وُلد ديديموس حوالي عام 313 م،[2] وفقد بصره في الرابعة من عمره. فلم يتعلم القراءة في مدرسة. بهذا سبق برايل بخمسة عشر قرنًا في استخدام الحروف البارزة للعميان. حفظ الكتاب المقدس والتعاليم الكنسية عن ظهر قلب، كما نبغ في النحو والبيان والفلسفة والمنطق والرياضة والموسيقى. بعد نياحة مقاريوس مدير مدرسة الإسكندرية لم يتردد القديس أثناسيوس في تسليمه مسئولية التعليم بإقامته مديرا للمدرسة (346-398م). تتلمذ على يديه وعلى كتاباته كثيرون منهم القديسين غريغوريوس النزينزي وجيروم وروفينوس وبالاديوس. أشار إليه القديس جيروم كمعلمٍ له، ومدح تعليمه وشهد لأثره على الفكر اللاهوتي في الغرب والشرق كما دعاه روفينوس "النبي" و"الرجل الرسولي".
ديديموس الضرير | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 313 الإسكندرية |
الوفاة | 398 الإسكندرية |
مواطنة | روما القديمة |
مشكلة صحية | عمى |
الحياة العملية | |
المهنة | عالم عقيدة، وكاتب[1] |
اللغات | العربية، واللاتينية[1] |
مع آنبـا أنطونيوس
كان صديقًا حميمًا للأنبا أنطونيوس. إذ شرعا ذات يوم يتحدثان في الكتب المقدسة سأله أنبا أنطونيوس ثلاث مرات: "ألعلّك لا تحزن لأنك كفيف البصر؟" أخيرًا أجابه أنه يحزن على ذلك جدًا، فأجابه الأنبا أنطونيوس:«إني متعجب لحزنك على فقدانك ما تشترك فيه مع أحقر الحيوانات كواسطة للإحساس إذ ليس لديها ما تحس به غير البصر (المحسوس)، ولا تفرح متعزيًا لأن الله وهبك بصيرة أخرى لا يهبها تقدس اسمه إلا لمحبيه. أعطاك عينين كأعين الملائكة تُبصر بهما الروحيات، بل وبهما تدرك الله نفسه، ويسطع نوره أمامك، فيزيل كل ظلام في قلبك؟» فتعزى القديس بهذا القول كل أيام حياته. وقد نقل ذات الفكر القديس جيروم عندما بعث رسالة تعزية لراهبٍ ضريرٍ.
نسكه
زاره أنبا أنطونيوس عدة مرات، كما زاره بالاديوس أربع مرات في فترة عشر سنين، وقد روى عنه قصتين:
-ذات مرة إذ طلب مني أن أصلي في قلايته ولم أُلبِّ طلبه روى لي هذه القصة: دخل أنطونيوس هذه القلاية للمرة الثالثة لزيارتي، وإذ سألته أن يصلي ركع في الحال ليصلي ولم يضطرني إلى تكرار الطلب، مقدمًا لي مثلاً في الطاعة. والآن إن كنت تود أن تقتفى آثاره، كما يبدو عليك، إذ تعيش في خلوة بعيدًا عن الأهل طالبًا الفضيلة، فأبعد عنك روح المقاومة.
-أخبرني أيضًا الآتي: ذات يوم بينما كنت أفكر في حياة الشقي يوليانوس الإمبراطور، وفي كونه مُضطهِدًا، اضطربت للغاية حتى إني لم أذق خبزًا إلى ساعة متأخرة في المساء، وإذا بي أرى خيولاً بيضاء تجري، وكان راكبوها يهتفون قائلين: قولوا لديديموس أن يوليانوس قد مات اليوم الساعة السابعة. قمْ وكلْ، وأرسل إلى أثناسيوس الأسقف لكي يعرف هو أيضًا ما قد حدث. واستطرد يقول: "وقد دونت الساعة واليوم والشهر، واتضح لي ما قيل أنه صحيح.
دفاعه عن أوريجينوس
نشر دفاعًا عن كتاب عن المبادئ، لأوريجينوس. فيه أظهر خطأ الذين يتهمونه بالضلال، معتبرًا إيّاها مجرد أوهام لا قيمة لها، إذ يقول:
«الذين يتهمون أوريجينوس بالهرطقة هم عديمو الفهم، ليس لهم قدرة على إدراك الأفكار العالية والحكمة الغامضة التي امتاز بها ذلك الرجل العظيم الذي يعد من النوابغ المشهورين»
مقولة سقراط عن ديديموس
(أن ديديموس كان يعتبره الناس حصناً " متيناً " وسنداً " قوياً " للديانة المسيحية حتى قبل أن يتولى رئاسة المدرسة اللاهوتية وهو يعد خصماً "عنيداً" كسر شوكة اتباع آريوس واذلهم في مناظرته لهم – وله مصنفات عديدة لم يسبق منها في عالم الوجود سوى أربعة فقط).
ومن الكتب التي كتبها ديديموس الضرير كتاب تفسير المزامير – إنجيل يوحنا – إنجيل متى – وكيابا " في عقائد الدين وكتابين ضد الآريوسيين يبين فيهما ضلال هذه البدعة – وكتاباً في الروح القدس – وترجمة ايرونيموس إلى اللاتينية و10 كتب في تفسير نبوة اشعياء و8 كتب في نبؤه هوسع وأرسل إلى ايرونيموس بثلاث كتب في تفسير آيات من الأسفار المقدس وخمسة كتب في نبوة زكريا وكذلك سفر أيوب وغير ذلك وانتقل ديديموس إلى السماء عام 496م.
مراجع
- الناشر: SISMEL – Edizioni del Galluzzo
- Layton, ص. 1.