الرئيسيةعريقبحث

ريا وسكينة


☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن شخصية ريا وسكينة. لتصفح عناوين مشابهة، انظر ريا وسكينة (توضيح).
صور فتوغرافية للمتهمين
صور ريا وسكينة في المتحف الحربي

ريا وسكينة شقيقتان مصريتان تعدان من أشهر السفاحين في مصر، حيث أشتهروا بتكوين عصابة لخطف النساء وقتلهن من أجل السرقة ما بين عامي (1920 - 1921) مما سبب في حالة من الذعر في منطقة الإسكندرية؛ اسمهما ريا وسكينة علي همام نزحتا في بداية حياتهما من منطقة الصعيد واستقرتا في مدينة الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، ثم قامتا بتكوين العصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة والتي بدأت حياتها بائعة هوى، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف كما قيل.[1]

تم إلقاء القبض عليهم وتوجيه تهمة القتل العمد لـ 17 سيدة وتم إدانتهم من قبل المحكمة، وتم إعدامهم في 21 و22 ديسمبر سنة 1921. تعد ريا وسكينة أول سيدتين يتم تنفيذ حكم الإعدام عليهن في العصر الحديث.[2][3]

بداية القصة

ولدت الشقيقتين في الصعيد بمصر، وكانت ريا هي الأكبر سنا تكبر أختها بسبع سنوات، توفي والدهما في سن صغيرة، ثم انتقلتا إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات حيث كانت تعملان في جمع القطن، تزوجت "ريا" من حسب الله سعيد مرعي وأنجبت "بديعة" وابنها الاخر اللذي توفي بعد ولادته بفترة وجيزة ثم أنتقلت سكينة مع زوجها الجديد إلى الإسكندرية في حي اللبان بالإسكندرية عام 1918م، ولحقتها فيما بعد أختها ريّا مع أسرتها، تطلقت سكينة من زوجها وتزوجت بمحمد عبد العال الذي كان جارهم في ذلك الوقت.

ومع الظروف الاقتصادية الطاحنة التي واجهت المنطقة أثناء الحرب العالمية الأولى وانتشار البطالة والفقر أتجهن الاسرة لأعمال مثل الخمور والدعارة المقننة وقتها، ثم بدأوا التفكير في سرقة المصوغات الذهبية السيدات ثم دفنهن بشكل خفي ولا يترك أي اثر.

بدأ نشاط العصابة عندما كانت الشقيقتان تقومان في البداية بإغراء و خدع الضحية بالكلام المعسول حتى تنالا ثقتها ثم تسقيانها شرابا فيه خمرة قوية تؤدي بها إلى السكر و الثمالة فتفقد القدرة على التركيز والقوة على المقاومة، حينئذ كان أحد أفراد العصابة من الرجال يتسلل بهدوء خلف الضحية ثم يقوم بحركة سريعة و مباغتة بلف منديل من القماش على رقبتها بأحكام ثم يبدأ بخنقها بكل ما أوتي من قوة، و في هذه الأثناء أيضا يرتمي بقية أفراد العصابة على الضحية لتقييد حركتها فيقوم بعضهم بتكميم فمها لمنعها من الصراخ فيما يمسك الآخرون بيديها و رجليها و يثبتونها حتى تلفظ أخر أنفاسها، و ما أن تفارق الضحية الحياة حتى يجردوها من حليها و مصوغاتها الذهبية و ملابسها ثم يقومون بدفنها في نفس المكان الذي قتلت فيه، و كانت الشقيقتان تبيعان الذهب المسروق إلى أحد الصاغة في السوق ثم تقتسمان ثمنه مع بقية أفراد العصابة.

عدم التوصل لهم

استمر نشاط العصابة في استدراج الضحايا وقتلهن حتى وصلت إلى 17 سيدة (من واقع التحقيقات)، ولم تستطيع الشرطة التوصل للجناه لفترة طويلة وكانت ابرز الأسباب التي طرحها بعض المؤرخين والكتاب إلى:

  1. انتشار ظاهرة هروب السيدات من عائلاتهن في ذلك الوقت بسبب الفقر أو العشق وهو ما يبرر أن احتمال اختفاء الشخص لتلك الأسباب قد يستبعد فكرة القتل أو الخطف.
  2. هو أن زي السيدات المنتشر وقتها هو الجلباب الاسود وغطاء الوجه وبالتالي لا يستطيع أحد التعرف على هوية أي سيدة أو التمييز بينهن.
  3. عدم وجود أي أوراق هوية وقتها، وهو ما يصعب من مسألة العثور على الأشخاص المختفيين.
  4. أن الشقيقتين ريا وسكينة كانا يستدرجن السيدات التي لها صلة مسبقة بهن أو ممكن أن يستطعن كسب ثقتهن، ولذلك كانت الضحية تدخل المنزل بإرادتها بدون إبداء أي ضجيج أو شكوك.
  5. أن الشرطة لم تشك مطلقاً في كون المجرمين من السيدات، ولذلك تركزت التحريات عن المشتبه فيهم من الرجال ولم يفكر أحد أو يشك مطلقاً في كونها عصابة نسائية، كذلك أن أعضاء العصابة من الرجال لم يكن من الممكن أن يشتبه فيهم إطلاقا، لعدم اشتراكهم في عمليات الإستدراج والتي كانت بالأحرى من تخصص ريا وسكينة فقط.

اكتشاف جرائمهم

البداية كانت في منتصف يناير 1920 حين تقدمت السيدة "زينب حسن" البالغة من العمر 40 عاما ببلاغ إلى حكمدار بوليس الإسكندرية عن اختفاء ابنتها "نظلة أبو الليل"، البالغة من العمر 25 عاماً منذ عشرة أيام. وقد قالت أنها تتزين بحلى ذهبية في يدها؛ وانتهى بلاغ الأم بأنها تخشى أن تكون ابنتها قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلى به.

تم اكتشاف جرائمهما عن طريق الصدفة، حيث يملك البيت الذي يقطنان فيه رجل عجوز ضرير وبالاتفاق مع شخص إيطالي الجنسية تم تأجير المنزل، ولكن المستأجر الإيطالي اشترط أن يتم توصيل المياه والمجاري في البيت، وأثناء الحفر عثر على الجثث وانكشف سر ريا وسكينة، فتم القبض عليهما.[4]

مسارح الجريمة

البيوت التي شهدت الجرائم كانت أربعة وكلها تقع قرب ميدان المنشية، وكان سوق زنقة الستات القريب من ميدان المنشية هو الذي اصطادت منه السفاحتان معظم ضحاياهما، وكانت عناوين البيوت تحديدا هي:

  • رقم 5 شارع ماكوريس في حى كرموز.
  • رقم 38 شارع علي بك الكبير.
  • رقم 6 حارة النجاة.
  • رقم 8 حارة النجاة.

التحقيقات

بدأت التحقيقات مع المتهمين وأنكروا جميعاً التهم المنسوبة لهم، ومع التحقيقات تم استجواب ابنة ريا وهي "بديعة" والتي أقرت بمشاهدتها للجرائم. ومع مواجهة المتهمين بالأدلة والشهود انتهى بهم الأمر إلى أن اعترفوا بارتكاب هذه الجرائم.

حكم المحكمة

تم توجيه جريمة القتل العمد والسرقة لكل من: ريا و زوجها حسب الله، و سكينة و زوجها محمد عبد العال، و شخصين آخرين باسم عرابي و عبد الرزاق؛ و قد قضت محكمة جنايات الإسكندرية بإعدامهم جميعا، كما شمل الحكم حكما بسجن الصائغ الذي كان يشتري الذهب المسروق من الشقيقتين لمدة خمسة أعوام، في حين برأت المحكمة ثلاثة أشخاص آخرين كانوا على علاقة بالمجرمين و تم إخلاء سبيلهم.

و تم تنفيذ الحكم فيهم بتاريخ 21 – 22  ديسمبر عام 1921.

ريا وسكينة في الإعلام

استوحت من قصة ريا وسكينة الكثير من الكتب والأعمال الفنية وهي:

مصادر

موسوعات ذات صلة :