صبري العسلي (1903-1976)، سياسي سوري من دمشق، تولى رئاسة الحكومة السورية في الخمسينيات وكان نائباً للرئيس جمال عبد الناصر في الجمهورية العربية المتحدة عام 1958. وهو أحد قادة عصبة العمل القومي ومن رجالات الكتلة الوطنية التي حاربت الإنتداب الفرنسي في سورية. وقد تولى وزارة الداخلية السورية خلال حرب فلسطين الأولى وأصبح أميناً عاماً للحزب الوطني، المحسوب على رئيس الجمهورية شكري القوتلي.
صبري العسلي | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
رئيس الوزراء | |||||||
في المنصب 1 مارس 1954 – 19 يونيو 1954 | |||||||
|
|||||||
في المنصب 13 فبراير 1955 – 13 سبتمبر 1955 | |||||||
|
|||||||
في المنصب 14 يونيو 1956 – 1 فبراير 1958 | |||||||
|
|||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 1903 دمشق، سوريا العثمانية |
||||||
الوفاة | 13 أبريل 1976 (عن عمر 72 أو 73) دمشق، سوريا |
||||||
مواطنة | سوريا | ||||||
الديانة | مسلم سني | ||||||
الحياة العملية | |||||||
المدرسة الأم | جامعة دمشق | ||||||
المهنة | سياسي، ومحامي | ||||||
الحزب | الكتلة الوطنية |
مولده ونشأته الأولى
ولد العسلي في دمشق، وكان عمه شكري العسلي سياسيًا بارزًا ونائبًا بالبرلمان العثماني، وقد أعدم شكري العسلي مع عدد من القوميين العرب في دمشق وبيروت على يد الوالي العثماني جمال باشا في 6 مايو 1916[1].
انتسب صبري العسلي إلى معهد الحقوق العربي ونال الإجازة عام 1924[2]، وفي عام 1925 اندلعت الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، فشارك العسلي في الثورة مساعدًا في تهريب السلاح والإمدادات إلى المقاتلين السوريين في منطقة الغوطة. وبعد قمع الثورة قام الفرنسيون بنفي العسلي إلى السعودية، حيث عمل مستشارًا للملك عبد العزيز آل سعود جنبًا إلى جنب مع شكري القوتلي، الذي كان منفيًا معه هو الآخر[1]، ومثّل الملك عبد العزيز في مؤتمر أريحا الذي عقد بين حكومتي السعودية والأردن في مدينة أريحا سنة 1928[2].
الاستقلال
عندما نالت سوريا استقلالها في أبريل 1946،قام سعد الله الجابري بتشكيل أول وزارة بعد الاستقلال شغل فيها العسلي منصب وزير الداخلية حتى نوفمبر 1946. وعندما انقسمت الكتلة الوطنية إلى حزبين: الحزب الوطني وحزب الشعب، انضم العسلي إلى القوتلي في الحزب الوطني وقاد معارضة ذلك الحزب للنفوذ الهاشمي في سوريا.
وفي سنة 1948 حمل العسلي حقيبة الداخلية للمرة الثانية في حكومة جميل مردم بيك، وقد شهدت هذه الفترة اضطرابات داخلية نجمت عن حرب فلسطين، فاستخدم العسلي القوة لقمع المعارضة، وقبض على العديد من السياسيين ذوي التوجه الاشتراكي ومنهم قيادي حزب البعث ميشيل عفلق، الذي تسبب اعتقاله في انشقاق في مجلس الوزراء استقال على أثره نائب رئيس الوزراء لطفي الحفار، ومع تفاقم الأوضاع لجأ العسلي إلى الجيش لحفظ الأمن، وتعرض أثناء الأحداث لعدة محاولات اغتيال. وفي سنة 1949 قاد حسني الزعيم انقلابًا عسكريًا أسقط نظام القوتلي، واعتقل وقام بتحديد إقامة العديد من رموز نظام القوتلي ومن بينهم صبري العسلي، الذي ظل رهن الإقامة الجبرية حتى وقع انقلاب آخر أسقط نظام الزعيم. وبعد صعود نظام أديب الشيشكلي العسكري، انضم العسلي إلى صف الرئيس السابق هاشم الأتاسي في سعيه لإسقاط نظام الشيشكلي وإعادة الحكم المدني للبلاد.
رئاسته للحكومة
أطاح انقلاب 1954 العسكري بنظام أديب الشيشكلي، وانتخب الأتاسي رئيسًا للجمهورية فكلف العسلي بتشكيل الوزارة. وقد شهدت ولاية العسلي اغتيال العقيد عدنان المالكي ـ معاون رئيس الأركان العامة ـ على يد الرقيب يونس عبد الرحيم أحد أعضاء الحزب القومي السوري. وقد تسببت قضية اغتيال المالكي في غضب في أوساط الجيش، فكلف العسلي عبد الحميد السراج برئاسة محكمة رسمية انتهت إلى اتهام الحزب القومي السوري بتنفيذ الاغتيال مدعومًا من الولايات المتحدة، مما أدى إلى حظر أنشطة الحزب والقبض على كل قيادييه. وقد ساعد تحالف العسلي مع الجيش أثناء وزارته الأولى على توليه رئاسة الوزراء مرة ثانية سنة 1956[1].
الناصرية
قاد العسلي الحركة الناصرية في سوريا في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر، وشهد عصر حكومته صعود الضباط والسياسيين الناصريين. وفي يناير 1958 قام العسلي بتعيين صلاح الدين البيطار وزيرًا لخارجيته وكلفه بالتفاوض مع الحكومة المصرية بشأن الوحدة بين البلدين. وقد سافر الرئيس القوتلي ورئيس وزرائه العسلي إلى القاهرة في 1 فبراير 1958 لتوقيع وثيقة الوحدة بين البلدين تحت قيادة جمال عبد الناصر، الذي عين العسلي نائبًا له في اليوم التالي[1].
في عام 1959 نُشرت وثائق عن علاقته بالحكومة العراقية تعود إلى عام 1951، فاتهمه مناوئوه بتلقي تمويل غير قانوني وأجبروه على الاستقالة. وفي سنة 1960 انضم العسلي إلى المعارضة السورية لنظام عبد الناصر، واتهم عبد الناصر بإقامة حكم ديكتاتوري في سوريا، وأيد انقلاب 1961 الذي أسقط الوحدة بين مصر وسوريا وقام بالتوقيع على إعلان الانفصال[1].
سنواته الأخيرة
وبعد الانفصال انتخب العسلي عضوًا في البرلمان ولكنه لم يشغل أي منصب وزاري بعدها. وبعد انقلاب البعث عام 1963 قام النظام الجديد بمصادرة ممتلكات العسلي وحرمانه من حقوقه المدنية، لتعاونه مع النظام الانفصالي، فاعتزل الحياة العامة وتوفي في دمشق في 13 أبريل 1976[1].
مراجع
- Moubayed, Sami M. (2006). Steel & Silk: Men & Women Who Shaped Syria 1900–2000. Cune Press. صفحات 160–163. .
- دليل سورية: صبري العسلي - تصفح: العسلي نسخة محفوظة 13 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.