ضرما أو ضرماء مدينة ومحافظة سعودية، تقع في منطقة العارض وسط نجد على بعد 60 كيلو متر غرب مدينة الرياض في وادي واسع يسمى وادي البطين ويتبعها (5) مراكز و(25) قرية وهجرة ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة ويحدها شمالاً جبال طويق وجنوباً محافظتي القويعية والمزاحمية وغرباً محافظة شقرء وشرقا مدينة الرياض. ومن أهم المراكز التابعة لها جو وقصور ال مقبل والسيباني والعليا والغزيز والجافورة وديراب.[1]
ضرماء | |
---|---|
علم | شعار |
تقسيم إداري | |
البلد | السعودية |
(منطقة الرياض) |
وهي عبارة عن وادي فسيح وتكمل أهميتها كونها منطقة زراعية قديمة ومركز خدمة هامة للمجاورين والمسافرين على طريق الحجاز القديم والجديد تشتهر بزراعة القمح والشعير والتمور والخضروات والفواكه بالطرق الزراعية الحديثة لها نشاطات أخرى (تجارية وصناعية وتربية المواشي.
التاريخ
يرجع تاريخ المدينة إلى ما قبل الإسلام حيث يذكرها الشاعر الأموي جرير في القرن السابع الميلادي (الأول الهجري) باسم قرماء، ويذكرها أيضاً ياقوت بذلك الاسم في القرن الثالث عشر الميلادي (السابع الهجري)، وتحولت مع مرور الزمن إلى ضرما.
ويرى الشيخ عبد الله بن خميس في معجم اليمامة أن أصل ضرماء هو قرماء نظراً لوفرة المياه بها ولكن مع مرور الزمن وتأثرها بالعوامل المناخية فعانت من شح المياة ونتيجة لذلك فقد تغير اسمها وحُرّف فأصبحت تعرف اليوم بضرماء وكانت قرية عامرة وكثيرة النخل. قبل البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وتردد ذكرها في الشعر الجاهلي ومنه قول العشى:
- عرقت اليوم تيا مقاما *** بجو أو عرفت لها خياما
- فهاجت شوق محزون طروب *** فأسبل دمعه فيها سجاما
- ويوم الخرج من قرماءهاجت *** حباك حمامة تدعو حماما
كانت البلدة في القرون الماضية تشكل البوابة الغربية لإقليم العارض الذي يضم الرياض والدرعية، ولذلك كانت في واجهة الغزوات التي استهدفت تلك المنطقة. حكامها التقليديون هم ال عبد العزيز المعروفين في نجد بالشيوخ أبناء عمومه حكام السعودية ال سعود وهم أبناء الامير محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي، وكان اهل ضرماء من الذين انضموا مبكراً إلى الدولة السعودية الأولى التي نشأت عام 1744 م.[2]
معارك وحروب تاريخية
محافظة ضرماء كانت وجهة تاريخية للمعارك والحروب بنجد نظراً لشهرتها بكثرة مقاتليها، ففي عام 1775 م، قامت قبيلة يام من نجران بغزو أراضي الدولة السعودية فصدّهم أهل ضرماء في معركة في النخيل المجاورة، حسب ما يذكره المؤرخ ابن غنام. وعندما أتى إبراهيم باشا على رأس حملة عثمانية إلى نجد بغرض تدمير الدولة السعودية، مر بضرماء وهو في طريقه إلى العاصمة السعودية في الدرعية، ففرض الحصار على ضرماء عام 1817. وقد قاوم أهالي البلدة بشدة وبسالة فائقة حتى إنهم رفضوا عرضاً للهدنة مع إبراهيم باشا مقابل السماح له بالمرور إلى الدرعية بسلام، إلا أن القرية اضطرت للاستسلام في عام 1818 م بعد معارك ضارية خسر الجيش العثماني خلالها أكثر من 1200 مقاتل كما أستشهد من اهالي البلدة قرابة 800 شهيد -رحمهم الله جميعاً-.
وكان الجيش الذي كان بقيادة إبراهيم محمد علي باشا للاستيلاء على الدرعية بعد محاربته شقراء اسبوعاً ثم طلب أهلها منه الأمان فأجابهم إلى ذلك حيث إتجه إلى ضرماء الذي استفزه أهلها فوجه المدافع ودارت حرب مدمرة بينه وبين أهلها الذين صمموا على موقفهم واستماتوا للدفاع عن بلدتهم، وكما يُذكر بأن إبراهيم باشا حاصرها لمدة أربعة أشهر وبذلك تكون أطول مدة حاصر فيها بلدة حصينه في حملته(حيث كان لضرماء سور حصين لم يستطع إبراهيم باشا هدمه أو اختراقه) وكل ذلك كان دفاعاً عن بلدة ضرماء وتأييداً ونصرة للأمام عبد الله بن سعود الكبير بن عبد العزيز آل سعود الذي كان متولياً لحملة المقاومة على الجيوش الغازية. مع مرور الزمن استردّت البلدة بعضاً من عافيتها بعد تلك الأحداث. إذ يذكر الإنجليزي جون فيلبي عام 1917 أن أهلها كانوا قاربة الـ 6,000 نسمة في ذلك الوقت وأن 2,000 منهم كانوا جاهزين للقتال بأي وقت.
كما لا تخلو الكتب والمؤلفات الغربية التي تتحدث عن منطقة نجد وتاريخ الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية عن ذكر معلومات عن حالة ضرماء العمرانية والسكانية ومكانتها بالمنطقة، إذ يذكر الإنجليزي ج.ج. لوريمر في القسم الجغرافي من دليل الخليج الصادر سنة 1908 م : "ضرما قرية كبيرة تقع في منطقة العارض من نجد مشهورة أصلا بالمقاومة التي شنتها القوات المصرية سنة 1818م والقسوة التي عوملت بها بعد أن استردتها تلك القوات ويوجد بسوقها عدد من الحوانيت وتعتمد الزراعة فيها على رفع المياه من الآبار التي يتراوح عمقها بين 16-18 قامه وتشغل مزارع القمح والشعير والبرسيم والبطيخ والفاكهة مساحات واسعه"
مكانتها بالمنطقه
ضرماء كانت مقر انطلاقة الدولة السعودية الثانية, إذ فر الإمام تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود نتيجة زحف محمد بن مشاري بن معمر للدرعية والرياض، فهرب الإمام تركي من الرياض متجهاً إلى ضرماء للاستنجاد بمقاتليها من أبناء العمومة ال عبد العزيز ( الشيوخ ) وأبناء ضرماء لإستعادة حكم أباؤه وأجداده، فمكث بها فترة من الزمن وتزوج من أسرة الفقيه(انجب منها الامام فيصل) وسكن بقصر الفرغ -مايزال موجود إلى الآن-, وقد أنضموا معه غالبية أهل ضرماء وتم مهاجمة واقتحام الحامية التركية بضرماء والقضاء على من بها من الجنود وتحريرها، وإتجهوا معه بعد ذلك إلى الدرعية فقبضوا على محمد بن مشاري بن معمر الذي كان متمرداً على الأمير مشاري بن سعود ومنها انطلقت الدولة السعودية الثانية وكان ذلك في عام 1235 هـ (الموافق 1820 م)
كما أن أهالي ضرما من أوائل المنضمين للـدولة السعودية الأولى ولدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والمجاهدين جهاداً مشهوداً في سبيل انتشار الدعوة وكما أنهم من أوائل المبايعين للـملك عبد العزيز أثناء قيام الدولة السعودية الثالثة.
ومن الناحية الاقتصادية فـزراعياً تحوي ضرماء اراضي خصبة ومياة جوفية وفيرة فاشتهرت منذ القدم بكثرة نخيلها حيث تحتل المركز الثالت على مستوى المملكة في عدد النخيل، وكذلك تعدد فواكهها وحبوبها حتى اقترن اسمها بالحب الجيد من القمح واستطاعت ضرماء أن تصدر منتجاتها الزراعية خارج المملكة حيث تشتهر بمشاريع البيوت المحمية للخضار وكذلك مشاريع للفواكه وعدد من مشاريع الدواجن والألبان.
معالم جغرافيه بارزه
يوجد في منطقة البطين وتحديداً فالشمال الشرقي من ضرما جبل شامخ قد انفصل منذ زمن عن سلسلة جبال طويق وذلك بتأثير عوامل التعرية عليه ويعرف بـ ( الحامض )نسبة إلى ناقوط ماء يقابله في جبال طويق اشتهر بحموضته ويعتبر معلم واضح للقادم لضرما من بعيد
المراكز والقرى التابعة لمحافظة ضرماء
محافظة ضرماء تتبعها عدة قرى ومراكز، ومن ضمنهم :
- مركزقصور آل مقبل
- مركز جو
- مركز الغزيز
- مركز السيباني
- مركز الجافورة
- قرية العليا
- قرية الفيحاء
- قرية الردايف
- قرية بني زياد
- قرية البدايع
- قرية الرفايع
- قرية الصدر
- قرية حجرفة
سكان مدينة ضرماء
في عام 1917م كان عدد سكانها قاربة الـ 6,000 نسمة وفقاً لما ذكرة جون فيلبي بكتابه (قلب الجزيرة العربية)، وبإحصائية التعداد السكاني لعام 1431هـ كان عدد سكانها 24429نسمة وعدد المساكن 7240 ويشكلون نسبة 0.47 % من عدد سكان منطقة الرياض.
المراجع
- Maps (Map). Google Maps.
- "Saudi Arabia: largest cities and towns and statistics of their population". World Gazetteer. Archived from the original on 18 February 2012. Retrieved 27 August 2012.
مصادر
- وزارة الشؤون البلدية والقروية
- إمارة منطقة الرياض
- تاريخ ابن غنام ("روضة الأفكار والأفهام")
- ياقوت الحموي، معجم البلدان تحت "قرماء"
- جون فيلبي، "قلب الجزيرة العربية" (بالإنجليزية)، ج 1 ص 126.