الرئيسيةعريقبحث

الدولة السعودية الأولى

شملت معظم أراضٍ شبه الجزيرة العربية وهي أقدم دولة عربية في التاريخ الحديث

☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر السعودية (توضيح).

الدولة السعودية الأولى أو إمارة الدرعية هي دولة تأسست في وسط شبه الجزيرة العربية سنة 1744م، أسسها محمد بن سعود آل مقرن أمير الدرعية والذي اتخذها عاصمة لدولته. استمرت الدولة السعودية الأولى في التوسع[1] حتى نهايتها سنة 1818م على يد الجيش العثماني بقيادة إبراهيم باشا.

الدولة السعودية الأولى
إمارة الدرعية
1744 – 1818
خريطة نفوذ الدولة السعودية الأولى
أقصى الحدود التي بلغتها الدولة السعودية الأولى في عهد سعود بن عبد العزيز آل سعود سنة 1814م.

سميت باسم سعود الأول 
عاصمة الدرعية
نظام الحكم ملكية
اللغة الرسمية العربية 
الديانة الإسلام السني
الحكم
محمد بن سعود آل مقرن 1744م – 1765م
عبد العزيز بن محمد آل سعود 1765م – 1803م
سعود بن عبد العزيز آل سعود 1803م – 1814م
عبد الله بن سعود آل سعود 1814م – 1818م
التاريخ
التأسيس 1744
الزوال 1818

البلدان التي شملتها السعودية
الإمارات العربية المتحدة
قطر
البحرين
اليمن
عمان
الأردن
الكويت
العراق
ملاحظات
كان تعامل السكان بعملات نقدية عثمانية وفرنسية وهندية وإيطالية وغربية ونمساوية. ولكن دولار ماريا تريزا كان الاكثر استخداما والأكثر شيوعا.

خريطة شبه الجزيرة العربية

تتقسم شبه الجزيرة العربية إلى عدة أجزاء هي الحجاز ونجد وتهامة، فكانت معظم أجزاء تهامة والحجاز خاضعة لحكم الأشراف في مكة.

بينما كانت نجد تخضع لنفوذ بعض الأسر الحاكمة مثل آل سعود بالدرعية وآل خريف في الحلوة وآل ماضي في روضة سدير والمزاريع في منفوحة ودهام بن دواس في الرياض وبني زيد في الوشم والعرض وآل معمر في العيينة، أما منطقة شمال نجد وعاصمتها حائل فكانت خاضعة لحكم آل علي.

أما جازان والتي كانت تحت حكم الأشراف السليمانيين[2]، وأما منطقة عسير فقد كانت خاضعة لنفوذ إمارة آل يزيد.

وكان في إقليم الأحساء شرقي الجزيرة العربية على الخليج العربي إمارة لأسرة زامل الجبري تلاها حكم بني خالد.

أما قطر على الخليج العربي كانت تسمى بمناطق فريحة والحويلة واليوسيفية والرويضة والشمال والزبارة وكانت عاصمتها الحويلة وتشتهر المنطقة بالصيد والتجارة، وكانت خاضعة لأسرة آل مسلم من بني خالد.

التاريخ

إمارة الدرعية

بلدة الدرعية أسسها مانع بن ربيعة المريدي سماها بالدرعية على اسم بلدتهم التي قدموا منها، وهي الدرعية (بلدة أو قرية صغيرة بالقرب من القطيف)، وهي منسوبة إلى جده درع، وقد قدم مانع المريدي بعد أن دعاه ابن عمه ابن درع إلى حجر اليمامة لأخذ منطقة بالقرب من وادي حنيفة هما غصيبة والملبيد، ولما توفى مانع خلفه ابنه ربيعة بن مانع فترأس أهل البلد، وتكاثر سكان الدرعية، فأراد ربيعة توسعة رقعتها بالاستحواذ على جانب من أراضي آل يزيد وكانت لهم قريتا النُعْمية والوصيل المجاورتان للدرعية، فقاتلهم، وقوى موسى ابن ربيعة، فأصبح على الإمارة في أيام أبيه، واستقر في الحكم وقضى على شوكة جيرانه آل يزيد، وأجلاهم عن قريتيهم وألحقهما بأراضي الدرعية، وحكم بعده ابنه إبراهيم بن موسى [3] ثم ولده مرخان بن إبراهيم، بعد وفاة مرخان، تأمر ابناه ربيعة ومقرن مشتركين معا، وتداول الإمارة بعدهما، ابناهما وطبان بن ربيعة بن مرخان، ومرخان بن مقرن بن مرخان. ثم ناصر بن محمد بن وطبان، فمحمد بن مقرن، فإبراهيم بن وطبان، فإدريس بن وطبان، إلى أن كانت أيام موسى بن ربيعة بن وطبان سنة 1720م فتولاها سعود الأول بن محمد بن مقرن وتوفى سنة 1725م وبعد وفاته، خلفه أكبر رجال الأسرة سناً، زيد بن مرخان بن وطبان وقتل سنة1726م وتولى محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمارة الدرعية الذي أصبح فيما بعد أول أئمة الدولة السعودية الأولى.[4]

ميثاق الدرعية

بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته بعد حفظه للقرآن الكريم وتعلمه العلوم الشرعية والسفر لمكة والمدينة والبصرة[5] لتلقي العلوم على علمائها وما شاهده من بعض البدع التي يفعلها أكثر العوام كالدعاء عند قبور الأموات واعتقاد النفع والضر فيهم والتمسح بها والطواف بها وغيرها من المعتقدات الباطلة كما يعتقد بعقيدة السلف الصالح من علماء المسلمين. سافر الشيخ محمد بن عبد الوهاب للبصرة لتلقي العلم وقد أوذي كثيرًا هناك بسبب دعوته وآراؤه والنقاشات التي كانت بينه وبين علماء البصرة في التوسل بالقبور والأضرحة وغيرها، فخرج من البصرة إلى الزبير ثم الأحساء وتلقى العلم هناك ثم عاد إلى حريملاء[5] وبدأ إعلان دعوته وصار له طلاب علم فألف كتابه الأشهر كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وقد انتشر الكتاب بين طلبة العلم، وبعد محاولة قتله من الذين أنكر عليهم الكثير من أعمالهم، خرج الشيخ بعدها إلى العيينة وكان أميرها عثمان بن حمد بن معمر الذي أيده ونصره وتزوج الشيخ من الجوهرة بنت عبد الله بن معمر وبدأت الدعوة الإصلاحية فسار الشيخ مع جيش ابن معمر لهدم قبة قبر زيد بن الخطاب فهدمها الشيخ بيده وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبدأ صدى الدعوة ينتشر وبدأت المخاصمة من بعض العلماء الذين راسلوا علماء مكة والمدينة والبصرة ثم شكوه إلى حاكم الأحساء سليمان بن محمد آل حميد لخروجه عما يعتقدون أنه إجماع المسلمين فأرسل لابن معمر يطلب منه قتل الشيخ وإلا فإنه سيقطع عنه الخراج فأمر بخروج الشيخ من العيينة فتوجه لدرعية

بعدما توجه الشيخ إلى الدرعية توافد عليه الطلاب ومنهم ثنيان بن سعود ومشاري بن سعود أخوة أمير الدرعية محمد بن سعود ولم يكن الأمير مهتمًا في البداية للشيخ إلا بعد طلب زوجته الأميرة موضي بنت أبي وطبان منه الذهاب إليه ونصرته، وطلب ثنيان ومشاري من الأمير أن يذهب إليه بنفسه فالتقى الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود وكان الأمير يخشى بعد نصرته أن يفارقه الشيخ ويستبدل غيره، فرد الشيخ بأن الدم بالدم والهدم بالهدم. وبدأ ما يعرف باتفاق الدرعية (ميثاق الدرعية) في سنة 1157هـ الموافق لسنة 1744م[6] بداية لقيام الدولة السعودية الأولى.

بعد ميثاق الدرعية

بدأ الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" دعوته في الدرعية بعد اتفاقه مع الأمير "محمد بن سعود"، الذي عُرف تاريخياً باتفاق الدرعية عام (1157هـ/1744م)، كما قام الأمير "محمد بن سعود" بالتركيز على استتباب الأمن ونشر الدعوة الإصلاحية داخل الدرعية. وقد بقي الشيخ عامين يدعو الناس فيها إلى التوحيد الخالص، فقام بمراسلة العلماء والأمراء يدعوهم فيها لقبول دعوته الإصلاحية، والانضمام إلى الأمير "محمد بن سعود"، وابتدأ بأهل نجد فكاتب علماءها وأمراءها، وكاتب علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين، وكذلك كاتب العلماء من خارج الجزيرة، علماء مصر والشام والعراق والهند واليمن.

وكان نتيجة ذلك أن انضم الكثير ممن صدقوا دعوته، وكان على رأس البلدان التي أعلنت ولاءها بلدة العُيينة، وحريملاء، وبلدة منفوحة، وبلدان العارض مثل العمارية، والقويعية، وشقراء، والحوطة، والمحمل، وثادق، والقصب، والفرعة، وثرمداء.

ولكن بعد إعلان تلك البلدان الطاعة والولاء لآل سعود، حدث أن انكرت بعضها مواثيقها مع الدرعية، وأعلن بعضها الثورة ضدها، الأمر الذي دعى أمير الدرعية لمجابهة كل بلد على حدة حتى تمكنت من إعادتهم جميعاً إلى طاعتها.

التوسع في نجد

خريطة تبين بعض أهم المدن والقرى والهجر الواقعة على هضبة نجد
خريطة تبين بعض أهم المدن والقرى والهجر الواقعة على هضبة نجد، بالإضافة إلى بعض الحواضر والمدن المجاورة.

بعد ميثاق الدرعية بدأ توسع الدولة السعودية الأولى لنشر الدعوة الإصلاحية والبيعة لأمير الدرعية محمد بن سعود، ولم تعرف الدولة السعودية الناشئة استقرارًا لكثرة الحروب وكثرة الخصوم ورفض الدعوة الإصلاحية وتبدل ولاء بعض البلدان من المعاهدة وتبني الدعوة إلى العداء ورفض الدعوة.

إقليم العارض

يقصد بالعارض الرياض والدرعية والعيينة وضرما ومنفوحة وقد كان أكبر خصوم إمارة الدرعية أمير الرياض دهام بن دواس وأمير ثرمداء إبراهيم بن سليمان العنقري فالأول هو الذي رفض الدعوة الإصلاحية وقاتل ضد توسع إمارة الدرعية في سبعة عشر موقعة لمدة سبعة وعشرين عاماً، قُتل فيها حوالي أربعة آلاف قتيل أشهرها وقعة الشياب ووقعة العبيد، وقد قاد دهام حملة على إمارة الدرعية قتل فيها فيصل وسعود ابنا محمد بن سعود وبعدها وقعة الشراك ووقعة البنية ووقعة الخريزة ووقعة الحبونية ووقعة البطحاء؛ واستمر الكر والفر حتى طلب دهام بن دواس الصلح من الشيخ محمد والإمام محمد بن سعود ووافق على الشروط وهي عودة أنصار الدعوة للرياض وأن يرد إليهم أموالهم، وقد شارك دهام في حرب الدرعية ضد قبائل الضفير في وقعة جراب وبعد وفاة الإمام محمد بن سعود تجددت الخلافات والحروب بين إمارة الرياض والدرعية حتى سقطت الرياض بعد أن تركها دهام بن دواس بعد مقتل ولديه من كثرة الحروب وذهب إلى الدلم وقد دخل الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود الرياض في ربيع الآخر سنة 1187هـ/1773م فعلم بفرار دهام فخضعت له الرياض وانتشرت فيها الدعوة الإصلاحية. وانضمت منفوحة بقيادة أميرها علي بن مزروع لتبني الدعوة في 1159هـ/1746م ونقض أهلها عهدهم للدرعية سنة 1166هـ، وتم ضم العيينة الذي تبنى أميرها عثمان بن حمد بن معمر الدعوة الإصلاحية ولكنه أخرج الشيخ محمد بسبب ضغوط من حاكم الأحساء سليمان بن محمد آل حميد، وقد شارك أمير العيينة في حروب الدرعية وتم قتله سنة 1163هـ/1750م بعد صلاة الجمعة، بسبب وجود القرائن من مؤيدين الدعوة بعدائه للدولة السعودية الناشئة ووجود اتفاقات سرية مع خصوم الدولة، وبعده عين مشاري بن معمر وتم عزله وعين مكانه سلطان بن محيسن المعمري وانتهى حكم آل معمر وأصبحت العيينة تابعة للدولة السعودية الأولى. وخضعت حريملاء للحكم السعودي سنة 1165هـ/1751م ولكن قاضي حريملاء الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان معارضاً ورافضاً لدعوة أخيه الإصلاحية فقام بتحريض أهلها على طرد أتباع الدعوة ومنهم الأمير محمد بن عبد الله وأخوه عثمان فقصد المطرودون الدرعية فخاف أهل حريملاء من الثأر فأرجعوهم إلى دارهم ولأن آل راشد من حريملاء هجموا عليهم وقتلوا الأمير محمد بن عبد الله وثمانية من أتباعه ونجا مبارك بن عدوان واستنجد بالإمام محمد بن سعود الذي أرسل ابنه عبد العزيز الذي تمكن من السيطرة على حريملاء وتعيين مبارك بن عدوان أميراً لها وقد تم عزله بعد تنكره للدعوة وتعيين أحمد بن ناصر بن عدوان. واستطاع الحكم السعودي السيطرة على إقليم العارض ونشر الدعوة الإصلاحية فيها.

إقليم الوشم وسدير والخرج

بدأ توسع الدولة السعودية الأولى في إقليم الوشم بمدينة شقراء التي بايعت الإمام بن سعود، ومن ثم القويعية التي بايعت سنة 1169هـ/1755م، ومن البلدان التي رفضت وقاومت التوسع السعودي ثرمداء وبلدة أشيقر وبلدة القصب وبلدة مرات وبلدة الفرعة ولم تدخل في نفوذ الدولة السعودية الأولى إلا بعد أن قام الأمام عبد العزيز بن محمد بن سعود بعدة حملات عسكرية ضدها، وقامت الدرعية بعدة حملات ضد إقليم سدير استمرت لأكثر من عشر سنوات واستطاعت السيطرة على بعض البلدان وروضة سدير وفي عام 1196هـ/1782م قام تحالف كبير ضد نفوذ الدولة السعودية الأولى ويضم التحالف آل ماضي من روضة سدير وأمير الخرج زيد بن زامل الدليمي واستطاع التحالف إخراج القوات السعودية من الروضة ولكن القوات السعودية في ثادق استطاعت بعد ذلك هزيمة آل ماضي والسيطرة على روضة سدير وتعيين عبد الله بن عمر أميراً عليها. واستمر التوسع للسيطرة على إقليم الخرج الذي قاوم التوسع السعودي بقيادة أميرها زيد بن زامل الدليمي وقد شارك زيد في عدة أحلاف ضد الدرعية زعماء جنوب نجد وبمساعدة من أهل نجران لشن هجوم بجيش كبير ضد الدرعية وقد انهزمت القوات السعودية في معركة الحاير وبعد عقد أتفاق بين عبد العزيز بن محمد بن سعود وأمير نجران انسحبت قوات نجران بقيادة حسن بن هبة الله المكرمي وبعد ذلك عقد زيد صلح مع الدرعية ولكنه خرج عليه فأمر الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود بتنحيته وتعيين سليمان بن عفيصان وأستمر زيد في حربه للدرعية حتى تم قتله واستمر أبناؤه من بعده في حروبهم مع الدرعية ولم تستقر الخرج في عهد محمد بن سعود وترددت بين المبايعة والنقض واستطاع عبد العزيز بن محمد إرجاعها لسلطة الدولة السعودية الأولى.

منطقة القصيم

أعلنت بريدة بقيادة أميرها حمود الدريبي ال أبوعليان ولاءها لإمارة الدرعية وتبنيها للدعوة الإصلاحية سنة 1182هـ/1768م ولكنها لم تستقر حتى حاصرها سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1189هـ/1775م وتم تعيين حجيلان بن حمد التميمي أميرا عليها، وخضعت عنيزة وأميرها عبد الله بن أحمد بن زامل سنة 1182هـ/1768 ولكن عنيزة لم تستقر للحكم السعودي وتزعمت عنيزة العصيان أكثر من مرة وقتلت الدعاة المرسلين من الدرعية، وتزعمت عنيزة سنة 1196هـ عصيان كبير وطلبت عنيزة من حاكم الأحساء سعدون بن عريعر العون فأرسل قواته المتحالفة مع قبائل الضفير وبني رشيد وبادية شمر وعنزة وحاصرت القوات بريدة الموالية للحكم السعودي وأميرها حجيلان بن حمد لعدة أشهر ولكن الحصار فشل ورجعت قوات سعدون وتوجهت لروضة سدير واستولت عليها، واستطاع سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1202هـ/1788م إخضاع عنيزة للحكم السعودي.

إنضمام جبل شمر والجوف

ضم جبل شمر من قبل أمير القصيم حجيلان بن حمد وإدخالها تحت الحكم السعودي في عام 1207هـ/1792م حيث قام الأمير محمد بن عبد المحسن آل علي حاكم جبل شمر وشمال نجد بالتحالف مع الدولة السعودية الأولى ووحد الصفوف عقائدياً، وأصبحت حائل تابعة لدولة السعودية الأولى، وشهدت السنوات 1207هـ، 1208هـ،1212هـ، حملات الدولة السعودية الأولى على منطقة الجوف (دومة الجندل، سكاكا، القريات)، مما أدى إلى دخولها في نفوذ الدولة السعودية الأولى.[7]

التوسع شرق نجد

بدأ حكم بني خالد في الأحساء بقيادة زعيمهم براك بن غرير آل حميد سنة 1080هـ بعد طرد الحامية العثمانية واستمر التوسع لدولة بني خالد حتى وصل إقليم العارض في نجد، وفي عهد حاكم الأحساء سليمان بن محمد بدأ الصراع مع الدرعية فقد أمر حاكم الأحساء من أمير العيينة قتل الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأخرجه أمير العيينة للدرعية، وقد حدث خلاف بين زعماء بني خالد نتج عنه طرد سليمان بن محمد من الأحساء فلجأ للخرج ومات هناك وتولى عريعر بن دجين زعامة بني خالد وحكم الأحساء.

بدأت حملات بني خالد على الدرعية سنة 1172هـ/1759م حين قام عريعر بن دجين بالتحالف مع أمراء نجد ووصل التحالف لبلدة الجبيلة شمال وادي حنيفة ولكن الحلف تصدع ولم ينجح وعاد عريعر بن دجين إلى الأحساء.

تزعم عريعر بن دجين حملة كبرى سنة 1178هـ/1765م بالتحالف مع حسن بن هبة الله المكرمي زعيم نجران ودهام بن دواس أمير الرياض وبعض أمراء نجد وتلقت الدرعية ضربة من قوات نجران هددت بسقوط الدولة السعودية الناشئة وعقد الإمام محمد بن سعود آل مقرن الحنفي والإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي صلح مع أمير نجران فأوقف أمير نجران هجماته ولكن قوات عريعر وصلت للدرعية وحاصرت الدرعية لمدة شهر كامل. بعدها قام عريعر بن دجين سنة 1188هـ/1774م بهجوم على منطقة القصيم ونجح في إبعاد عبد الله بن حسن وتعيين راشد الدريبي آل أبوعليان وكان ينوي شن هجوم على الدرعية ولكنه توفي بعد شهرين من انسحابه من بريدة. في الأحساء دب الخلاف والصراع بين زعماء بني خالد بعد وفاة عريعر بن دجين حتى تولى سعدون بن عريعرالحكم، قام سعدون بعدة حملات وتحالفات ضد الدرعية ومنها حصار بريدة.

بدأ ميزان القوة يتغير فبدأت حملات السعودية ضد الأحساء فقام سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1198هـ/1784م بشن حملة على قرية العيون وغنم منها غنائم كثيرة وقام الإمام سعود في 1199هـ/1785م بعملية استيلاء على قافلة قادمة من الأحساء. تجدد الخلاف بين زعماء بني خالد فخرج سعدون بن عريعر من الأحساء ولجأ للدرعية فاستغلها الإمام عبد العزيز بن محمد؛ فأمر قائده سليمان بن عفيصان بغزو الأحساء فغزا بلدة الجشة وميناء العقير وأشعل النيران فيها بعد أن استولى على الأموال فيها. قاد الإمام سعود بن عبد العزيز حملة ضد بني خالد وقائدهم عبد المحسن بن سرداح سنة 1204هـ/1789م في غزوة غريميل انهزم فيها جيش بني خالد وهرب عبد المحسن للمنتفق، وعين الإمام سعود زيد بن عريعر أميراً.

الإمام سعود يغزو القطيف ويحاصر سيهات وبلدة عنك وقتل عبد المحسن بن سرداح زعيم بني خالد، واستطاع بعدها الإمام سعود هزيمة براك بن عبد المحسن بن سرداح وفراره للمنتفق في معركة الشيط والسيطرة على الأحساء، ومبايعة أهلها وتعيين أمراء لها ونشر الدعوة السلفية وهدم القباب والأضرحة وبناء المساجد. لم تستقر الأحساء حتى خضعت سنة 1210هـ/1796م في غزوة الرقيقة.

التوسع في مناطق الخليج العربي

بعد السيطرة السعودية على الأحساء بدأ التوسع في مناطق الخليج العربي ومنها الكويت فقامت عدة حملات سعودية بقيادة القائد إبراهيم بن عفيصان وحملات أخرى من الكويت وتعاون الكويت مع حملة ثويني بن عبد الله التي كانت بأمر من سليمان باشا -والي بغداد- للقضاء على الدعوة المنبثقة من الدرعية، ولاختصار نفوذها تنفيذاً لأمر السلطان[8] إلا انها لم تخضع للهيمنة السعودية.

توسعت الدولة السعودية للسيطرة على قطر واستطاع إبراهيم بن عفيصان السيطرة على القرى فريحة والحويلة واليوسيفية والرويضة ونشر الدعوة الإصلاحية فيها سنة 1207هـ. استطاع إبراهيم بن عفيصان أيضا السيطرة على الزبارة مقر إقامة آل خليفة فخرج آل خليفة لجزيرة البحرين.

البحرين

بعد استيلاء إبراهيم بن عفيصان على البحرين استعان آل خليفة وطلبوا المساعدة من حاكم مسقط وهاجموا الدولة السعودية في البحرين وأخرجوا الأمير إبراهيم منها، وانهزم في واقعة خكيكيرة سنة 1225هـ/1810م واضطروا للانسحاب من البحرين. وقد كان الحكم السعودي في البحرين غير مستقر، ولم تكن قبضة الدولة السعودية على البحرين قوية، وذلك لأسباب عدة ومنها:

  1. صعوبة المواصلات البحرية، لأن الدولة السعودية لم يكن لديها أسطول عسكري بحري، وإنما كانت تستخدم مراكب الغوص.
  2. الخلاف المذهبي بين أتباع الدولة السعودية وبعض سكان البحرين.
  3. انشغال الدولة السعودية الأولى بالحروب ضد قوات محمد علي باشا في الحجاز.
  4. تنافس القوى المحلية والدولية على البحرين لأهمية موقعها.[9]

توسعت الدولة السعودية أيضاً في عمان فأرسل مطلق بن محمد المطيري فاستولى على مطرح ونزوى ووصل إلى رأس الخيمة وعقد صلحاً مع القواسم اعتنقوا بموجبها القواسم العقيدة السلفية وهدموا جميع الأضرحة.[10]

الحجاز

في سنة 1795م قام الشريف غالب بغزو نجد، وتشجع غالب بنجاح هذه الغزوة فجهز في شتاء 1795م-1796م قوات كبيرة جديدة مزودة بالمدافع للقيام بحملة في أعماق الجزيرة العربية، وقد أبيدت هذه الحملة عن آخرها على يد القوات الموحدة التابعة للدولة السعودية والمكونة من القبائل النجدية، ويؤكد ابن غنام أن غنائم السعوديين بلغت 30 ألفا من الإبل و200 ألف من الغنم والماعز، وأرغمت الهزيمة الساحقة الشريف غالب على توقيع الصلح، وكان واضحا أن السعوديين متفوقون في القوات، فقد واصلوا تقدمهم نحو الجنوب حتى وصلوا نجران والحدود الشمالية لليمن.

في سنة 1798م حاول الشريف غالب والذي ضمت قواته مرتزقة من الأتراك والمصريين والمغاربة أن يتقدم مراراً نحو الخرمة وبيشة، ولكنه دحر هناك، وسيطر الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود على بيشة.

قام القائد السعودي عثمان المضايفي بجمع القبائل الحجازية، وبدأ المضايفي بهجوم نشيط على الحجاز، وفي سنة 1802م استولى بدون قتال تقريبا على الطائف.

في سنة 1805م هاجمت قوات الشريف غالب وعددها حوالي 10 آلاف شخص القبائل الموالية للسعوديين التي على رأسها الأمير عبد الوهاب أبو نقطة وهو من شيوخ عسير، لكن الشريف غالب مني بهزيمة فقد فيها مئات من القتلى أغلبهم من الأتراك.

في شتاء سنة 1805م-1806م عزم الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود على تسديد ضربة قاضية إلى غالب، وحاصر مكة مع قادته عبد الوهاب أبو نقطة وعثمان المضايفي ولبن فرحان الرشيدي وسالم بن شكبان (أمير بيشة)، فطلب غالب الصلح، ودخلت القوات السعودية مكة.

وسرعان ما اقتنع الشريف غالب بعدم جدوى مقاومته فأعلن الخضوع في سنة 1806م، ثم دخل السعوديين المدينة وفي الوقت ذاته دخلوا ينبع كذلك.

اعتباراً من سنة 1807م أخذ الإمام سعود يؤدي فريضة الحج سنويا على رأس قواته، وكان عادة يعين موضعا قرب المدينة المنورة لتجمع أنصاره ثم يتحرك نحو الجنوب، وفي الطريق تنضم إليه فصائل من عسير والطائف وقبائل من مناطق الحدود بين الحجاز ونجد وعسير ومحاربون من مختلف مناطق نجد وجبل شمر بزعامة أمرائهم. وكان سعود كل مرة يوزع الصدقات في مكة ويتبادل الهدايا مع الشريف غالب ويحمل كسوة ثمينة للكعبة، وقد شهد ابن بشر حج الإمام سعود ذات مرة وترك وصفا تفصيلياً له.[11]

نظام الحكم

كان الحاكم السعودي يُلقب بالأمير حتى اتسعت الدولة، وتلقب بالإمام، ليعطي الدولة صفتها الإسلامية، وكان من أهم واجباته تحقيق الأمن والاستقرار بتطبيق الأحكام الشرعية، وكان نظام الشورى معمولاً به؛ فالأمير محمد بن سعود كان يستشير الشيخ محمد بن عبدالوهاب في المسائل التي تُشكل عليه، ويشرف الحاكم بنفسه على كل ما يصله من مكاتبات من عماله على الأقاليم، ويملئ بنفسه على كاتبه ويستشير أهل العلم، وكان الحاكم يتولى الاشراف على الأمن ومعاقبة العابثين، ليكونوا عبرة لغيرهم، فعم الأمن وأمن الناس على مواشيهم وأصبح بمقدرة الفرد السفر متى يشاء دون أن يخاف قطاع الطرق.[12][13]

نظام ولاية العهد

كان نظام الحكم وراثياً، وتؤخذ البيعة قبل وفاة الامام لابنة الأكبر حتى تسلم البلاد من الخلافات وتمرد الأقاليم، وتُعهد ولاية العهد للابن الأكبر من أبناء الإمام الحاكم، وكان يسند إليه قيادة الجيوش، وينوب عن والده في القيام بمهام الدولة أثناء غيابه في حالات الغزو أو المرض، ويتعرف على الناس ومشكلاتهم من خلال التمرس في تصريف شئون البلاد الإدارية حتى يتم اعداده للحكم؛ فلم يتولى أبناء الأسرة السعودية من أبناء الحاكم وأقاربهم إدارة إقليم معين واقتصرت مشاركاتهم على قيادة الجيوش وابداء الرأي في المسائل التي يعرضها عليهم الحاكم، ويعلل هذا الأمر لخوف صاحب الدرعية من استبداد أفراد الأسرة بالسلطة وبذلك يسيئوا إلى الرعية، ولضمان ولائهم، وربما فضل الإمام تواجدهم في الدرعية ليكونوا سنداً له إذا احتاجهم في الغزوات ويأخذ مشورتهم.[14]

حكام الأقاليم

بعد أن توسعت الدولة وأصبحت في حاجة إلى ضبط كل منطقة تحت إمارة ممن التزموا بتعاليم الدعوة السلفية وأخلصوا ولائهم للدولة السعودية، فلم يعيين قادة الدرعية أمراء للمناطق من الأسرة الحاكمة، بل كان يتولى كل منطقة أميرها السابق في حكمها، حتى البادية استمر رؤساء القبائل في اخضاع العشائر التابعة لآل سعود؛ فهم أقدر في ضبط أهالي المنطقة.

فكان من واجبات أمير كل منطقة أن يعمل على تطبيق أوامر الشرع بين سكان منطقته ويساعد عمال الزكاة على جبايتها، ويساعد الحاكم إذا أرسل في طلب المحاربين للغزو، وكانت تُأخذ البيعة من جميع الأقاليم عن طريق أمراء آل سعود المقيمين بها، وكان يوجد مع كل أمير قاضٍ معين من الدولة السعودية يتقاضى مرتباً من خزينة الدولة، ويكون أمراء الأقاليم هم المسؤولون أمام الحاكم مباشرةً، عن تنظيم أمور منطقته إدارياً ومالياً، فيجمع الزكاة، ويقوم بتوزيع ما يرسله الإمام من عطايا إلى اقليمه، بالإضافة لمسؤوليته عن جمع الرجال وقت الحروب، وفي حالة مخالفتهم يتم عزلهم أو نقلهم.[15][16]

الشؤون العسكرية

لم يكن للدولة السعودية جيش دائم؛ وإنما كانت قواتها المحاربة تتكون بطريقة إلزامية أو تطوعية، حسب متطلب الحال. فقد كان الحاكم أو نائبه في الغزو يطلب من أمراء المناطق وشيوخ القبائل عدداً معيَّناً من المقاتلين لينضموا إلى الغزو الذي يراد القيام به، وعلى كل من يطلب منه ذلك أن يقوم بتنفيذه. وأيضاً في بعض الأحيان ينضم إليهم متطوعون، شاركوا في الغزو تديناً أو رغبة في الحصول على نصيب من الغنائم.

أما بالنسبة للحرس الخاص للحكام في الدرعية وللأمراء في قاعدة كل منطقة من مناطق الدولة، كان هناك جنود دائمين. كما كان هناك عدد من الجنود الذين يقضون فترات تطول وتقصر حسب الظروف في أماكن معينة، مثل المرابطين في الحصون المبنية قرب مدن لم يكن من السهل الاستيلاء عليها، أو المناطق التي لا تطمئن الدولة إلى ولاء سكانها.

أما عن الأساليب التي اتبعها القادة السعوديون في الأعمال العسكرية، سرعة الحركة، وسريتها، وتضليل الخصوم، وبناء قلاع أو قصور قرب البلدان التي تطول مقاومة أهلها، لمضايقتهم حتى يضطروا إلى إعلان الولاء لهم.

أما عن الأسلحة التي استعملها السعوديون، فمنها السيوف، الرماح، الخناجر، البنادق، والمدافع التي غنموها من خصومهم فقد استفادوا منها ضد الحملة العثمانية التي قام بها حاكم مصر.[17]

الأمراء والقادة

عبدالله بن سعود الكبير بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود
رسماً للإمام عبدالله بن سعود الكبير بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود آخر أئمة الدولة السعودية الأولى سنة 1818م؛ نشرت في كتاب تاريخ مصر في عهد محمد علي سنة 1823م لفيلكس مانجان العامل في البلاط المصري

من أشهر الأمراء والقادة الذين كان لهم أثراً كبيراً في الدفاع عن الدولة السعودية الأولى، هم:

القضاء

قامت الدولة السعودية الأولى على أساس ديني وسارت وفق أحكام الشريعة القرآن والسنة، لذا فإن منصب القاضي هو من المناصب الحساسة في الدولة والمهمة لأنها على احتكاك مباشر بالناس ومصالحهم الشخصية ويشترط في من يتولى منصب القاضي أن يكون من علماء الشرع الذين لهم خبرة طويلة بممارسة العلوم الشرعية لكي يستطيع الفصل في المنازعات والشكاوي التي تعرض عليه في منطقته، ويكون القاضي الذي يريد الإمام تعيينه من المشهود لهم بالنزاهة، ومنصب القاضي يأتي بعد أمير الإقليم في الرتبة ويكون ثابتا في منصبه بخلاف المناصب السياسية والإدارية التي تتأثر بالمتغيرات التي تطرأ على الدولة، وكان القاضي ينفذ أحكام الشرع في المخالفين وذلك للمصلحة العامة المترتبة على الجميع، وكان القاضي يقضي بالمذهب الذي يراه أقرب للصواب.[19]

بعض قضاة الدولة السعودية الأولى

وزعت الدولة القضاة في أقاليمها فقد عين الإمام محمد بن سعود الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين قاضيا لمنطقة الوشم، واستمر قاضيا في عهد الأئمة الثلاثة، عبد العزيز بن محمد آل سعود، وسعود بن عبد العزيز، وعبد الله بن سعود، وصار المفتي والخطيب لتلك المنطقة والمرجع في الأمور الشرعية؛ وفي عهد عبد الله بن سعود صار الشيخ عبد الله أبا بطين قاضيا على عمان[20] وأصبح الشيخ محمد بن طراد الدوسري معتمداً في بلدته حوطة سدير في الإفتاء والتدريس وذلك بعد أن قرأ على علماء دمشق سنة 1177هـ.[21]

التعليم

ازدهرت الحياة العلمية بتلك الفترة، ووجدت بالدرعية مكتبات قيمة ضمت كتباً كثيرة لموضوعات علمية مختلفة، وكان التعليم مركز بدرجة كبيرة على التوحيد وما يتعلق بالعبادة. والعلوم الشرعية الأخرى، مثل: الحديث والتفسير والسيرة النبوية والفقه، نالت حظاً وافراً من الاهتمام.

ومن علماء تلك الفترة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبناؤه وأحفاده وتلاميذه، وقد أضافوا للمكتبة العربية والإسلامية كثيراً من الكتب القيمة لاسيما في مجال التوحيد والعقيدة.[22]

الاقتصاد

النظام المالي

كان النظام المالي للدولة السعودية الأولى مشابهاً للنظام المالي للدولة الإسلامية في الفترة المبكرة من تاريخ الإسلام. فكانت أهم مصادر الدخل، ما يلي:

  • الزكاة، كان دخل الدولة من الزكاة يزداد بازدياد قوتها وإتساع نفوذها، وبلغ قمته زمن الإمام سعود بن عبد العزيز.
  • الغنائم، كانت الدولة تأخذ خمس ما يغنم من الخصوم بحرب. والباقي يوزع على أفراد الجيش المحارب وفق أحكام الشريعة.
  • الفيء، وهو ما يُؤخذ من الأعداء بدون حرب، مثل أملاك من هربوا من الرياض عند استيلاء عبد العزيز بن محمد عليها. ويدخل الفيء كله بيت مال الدولة.[23]

العِملة النقديَّة

دولار ماريا تريزا
دولار ماريا تريزا.

تعامل سكان الجزيرة العربية بعملات نقدية مختلفة بعضها كانت عثمانية تركية، وفرنسية، وهندية، وإيطالية، ونمساوية. ومنها: دولار ماريا تريزا المعروف في نجد بالريال الفرانسي أو الريال مجازاً، وقد طغى على الاسم الحقيقي للريال حتى كاد ينسى بين الغالبية العظمى من الناس، وتعد هذه العملة من أشهر العملات الأجنبية التي استخدمت على نطاق واسع في الجزيرة العربية، وهو عبارة عن قطعة نقدية من الفضة كبيرة الحجم، وزنه أوقية واحدة، ولدقة وزنه أصبح وحدة وزن في الأسواق الشعبية، وهو من أشهر العملات في نجد، واستمر التعامل به إلى توحيد الدولة السعودية الثالثة، والدولار النمساوي والريال الفرانسي هذا قد نقش على وجهه صورة الإمبراطورة ماريا تيريزا بوضع جانبي تنظر جهة اليسار، أما ظهره فقد نقش عليه شعار الإمبراطورية الرومانية المقدسة المتمثل في النسر ذي الرأسين.

أيضا العملة المحمدية وهي وحدة نقد عثمانية تنسب إلى السلطان محمد خان الرابع بن إبراهيم الأول خان بن أحمد، وهو نقد نحاسي أو خليط من النحاس ومعادن أخرى، وتضرب في البصرة بالعراق. وقد قام الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود بسك هذا النقد في مكة المكرمة خلال الفترة من 1219هـ إلى سنة 1228هـ.[24]

نهاية وسقوط الدولة السعودية الأولى

كانت نهاية الدولة السعودية على يد والي مصر العثماني محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا الذي قاد الحملة المصرية الثالثة إلى وسط الجزيرة العربية واستطاع الوصول إلى الدرعية عاصمة الدولة بعد معارك عديدة فدمرها وأنهى الدولة السعودية الأولى وقبض على الإمام عبد الله بن سعود وأرسله مع من وجد من آل سعود إلى إسطنبول حيث أعدموا هناك.

وقام إبراهيم قبل انسحابه من الجزيرة العربية بإعدام رجال الدولة السعودية الكبار من قادة وعلماء، وكان من بينهم آل عفيصان؛ ومنهم أمير الخرج عبد الله بن سليمان بن عفيصان، وأمير الأحساء فهد بن سليمان بن عفيصان، وابن أخيه متعب بن إبراهيم بن عفيصان. فلم يبقَ منهم إلا الأطفال يقول ابن بشر عن هذه الحادثة: «أقبل الآغا الذي في حوطة الجنوب المسمى جوخ دار ومن معه من العساكر. ونزل الدلم البلد المعروفة في الخرج وقتل آل عفيصان، وهم فهد بن سليمان بن عفيصان وأخوه عبد الله بن سليمان بن عفيصان ومتعب بن إبراهيم بن سليمان بن عفيصان واستأصل جميع خزائنهم وأموالهم وقتل أيضا علي بن عبد الوهاب قتلوه قرب الدرعية وكان له معرفة في الحديث والتفسير وغير ذلك. ثم إن الباشا رحل من القصيم وقصد المدينة ورحل معه حجيلان بن حمد أمير القصيم».

يقول قائد الجيوش الغازية إبراهيم محمد علي باشا في رسالته لوالده حاكم مصر يخبره عن هذه الحادثة وكأنه يطابق نص ابن بشر في إعدام آل عفيصان وترحيل حجيلان إلى المدينة المنورة: «وقد رتبه الجزاء اللازم امتثالا للأمر العالي ولإرادة حضرة ولي النعم على الذين يميلون إلى الفساد في نجد وعارض وسائر الأقاليم أو يلاحظ أن يكونوا مبعث فتن من أمراء عبد الله بن السعود، كعبد الله بن عفيصان وأخيه متعب وفهد، جزاء يكون عبرة للآخرين، وبعد تدمير الأشخاص المذكورين وترحيل حجيلان إلى المدينة ليقيم بها لم يبق بعد اليوم في تلك الحوالي من يتوهم منه التسلط على جانب الحرمين وقد خليت الأقاليم المذكورة على منطوق الأمر العالي».[25]

ويروي الكابتن البريطاني سادلير والذي كان مكلفا من قبل الإمبراطورية البريطانية بملاقاة إبراهيم باشا وذلك من أجل حشد القوى المحلية من آل بوسعيدي في مسقط وإبراهيم باشا لتحجيم دور الشيوخ القواسم حلفاء الدولة السعودية الأولى قصة اغتيال آل عفيصان بقوله: "كان يسكن الخرج أربعة شيوخ بالقرب من السلمية، وهم من سلالة عفيصان، أوهمهم الباشا بالأمان ثم قرر أن يفتك بهم، إذ أمر جوقدار - باشا السلمية - بذلك، لكنه لم يستطع أن ينفذ أوامر سيده بشكل مكشوف، لأن تعداد مجموعته لا يتجاوز خمسين رجلاً، فلجأ إلى الخيانة والغدر، إذ دعا الشيوخ إلى وليمة اختتمها باغتيالهم جميعا".[26]

ومثل هذه الطريقة حاول جوقدار قتل راشد بن رشيد الهزاني في الخرج فأحس منهم الخيانة في حركات المضيفين وكلماتهم، فترك عباءته وسلاحه وخرج وكأنه سيقضي حاجة وسيعود ولكنه تركهم وولى هاربا، وعندما علم جوقدار بما صنع راشد قال كلمته المشهورة: "هذا ثعلب لن تقدروا عليه" وتعرف ذريته بآل ثعلب الهزاني في الدلم.

أئمة الدولة السعودية الأولى

  1. محمد بن سعود بن محمد آل مقرن
  2. عبد العزيز بن محمد بن سعود
  3. سعود الكبير بن عبد العزيز
  4. عبد الله بن سعود الكبير

مقالات ذات صلة

مواضيع ذات صلة

المراجع

  1. ياغي وشاكر (2010). التاريخ الإسلامي الحديث والمعاصر. ص 68
  2. تاريخ المخلاف السليماني" للعقيلي (ص200).
  3. وثيقة قديمة بتاريخ 981هـ (1573م) من أرشيف ووثائق الدولة العثمانية في إسطنبول، وفيه ذكر إبراهيم بن موسى كشيخ للدرعية في ذلك الوقت، والنسب المذكور في الوثيقة" إبراهيم بن موسى المريدي الدرعي الحنفي وأنه كان يقوم بحماية الحجاج والقوافل العابرين إلى مكة من بلاد العارض عام 981هـ وقبلها أيضاً عام 980هـ كما أوردت ذلك الوثائق العثمانية".
  4. كتاب الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز لخير الدين الزركلي.
  5. الإمام محمد بن عبد الوهاب - أ.د. راغب السرجاني نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. الدكتور عبدالله الصالح العثيمين، تاريخ المملكة العربية السعودية،ص91
  7. ابن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد، ج1
  8. العيسى (1415-1995). ص 62
  9. Al Moqatel - الدولة السعودية الأولى (1157 ـ 1233هـ) (1744 ـ 1818م) - تصفح: نسخة محفوظة 01 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. مجموعة باحثين (2011). التصوف في السعودية والخليج. ص 15.
  11. "مقاتل من الصحراء". مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 2018.
  12. صالح فوزان الفوزان، من أعلام المجددين الإمام محمد بن عبدالوهاب، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، الرياض، ط3.
  13. عبدالله العثيمين، تاريخ المملكة العربية السعودية، ج1، مكتبة العبيكان، الرياض، ط13.
  14. عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم، الدولة السعودية الأولى، ج1، دار الكتاب الجامعي، القاهرة، ط6.
  15. عبدالفتاح أبو علية، محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى، دار المريخ، الرياض، ط2.
  16. محمد العيسى، الدرعية قاعدة الدولة السعودية الأولى، مكتبة العبيكان، الرياض.
  17. الدكتور عبدالله الصالح العثيمين، تاريخ المملكة العربية السعودية،ص188-191
  18. الدكتور عبدالله الصالح العثيمين، تاريخ المملكة العربية السعودية،ص199-205
  19. Al Moqatel - الدولة السعودية الأولى (1157 ـ 1233هـ) (1744 ـ 1818م) - تصفح: نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  20. الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن ابا بطين والرد على البردة, د. علي بن محمد بن عبدالله العجلان,
  21. جريدة الرياض | الفقيه الشيخ محمد بن طراد الدوسري (2/2) - تصفح: نسخة محفوظة 05 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  22. الدكتور عبدالله العثيمين، تاريخ المملكة، مرجع سابق.ص194
  23. الدكتور عبدالله العثيمين، تاريخ المملكة، مرجع سابق.ص191-193
  24. العملات في الجزيرة العربية قديماً، الجزيرة - تصفح: نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  25. عبد الرحيم عبد الرحمن: وثائق الدولة السعودية الأولى في عصر محمد علي باشا، مج2ص 721
  26. كتاب مذكرات عن رحلة عبر الجزيرة العربية خلال عام لـ الكابتن ج فورستر سادلير

المصادر

  • العيسى، محمد (1415-1995). الدرعية قاعدة الدولة السعودية الأولى. مكتبة العبيكان، الرياض. ط 1.
  • موسوعة مقاتل من الصحراء.
  • مجموعة باحثين (2011). التصوف في السعودية والخليج. مركز المسبار للدراسات والبحوث، دبي. ط 2.
  • ياغي، إسماعيل أحمد وشاكر، محمود (1430 هـ / 2010). تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر. مكتبة العبيكان، الرياض. ط 6.

موسوعات ذات صلة :