الرئيسيةعريقبحث

عبد الله المستعصم بالله


☰ جدول المحتويات


أبو عبد المجيد "المستعصم بالله" عبد الله بن منصور المستنصر بالله (1213 - 656 هـ /1258) كان آخر خليفة عباسي في بغداد. حكم بين عامي 1242 و1258 بعد أبيه المستنصر بالله. في عام656 هـ /1258، غزا المغول الدولة العباسية تحت قيادة هولاكو خان. بعد أن سقطت بغداد في أيديهم، أعدم هولاكو المستعصم بعد أن قام مؤيد الدين بن العلقمي بمساعدة المغول في خطتهم حيث استطاع بحكم منصبه كوزير دولة أن يحث على صرف جيش المستعصم بذريعة أمن البلاد والعباد، وبسبب جهل المستعصم صرف الجيش ولم يبقى في أخر أيامة الا عشرة آلاف مقاتل، مما كان سببا في دخول جيش هولاكو بغداد وقتل مليون وثمانمئة ألف مسلم، وقُتِل المستعصم وأنتهت الخلافة العباسية ببغداد [2].

عبد الله المستعصم بالله
المستعصم بالله
دينار ضرب في عهد المستعصم بالله عام 641هـ
دينار ضرب في عهد المستعصم بالله عام 641هـ
الخليفة العباسي السابع والثلاثون
(آخر خليفة عباسي في بغداد)
معلومات عامة
الكنية أبو أحمد
الاسم الكامل عبد الله بن منصور بن محمد بن أحمد بن حسن بن يوسف بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
الفترة 16 سنة 1242 - 1258
(640 - 656 هـ)
الـتـتـويج 1242 (640 هـ)
معلومات شخصية
تاريخ الولادة 1211 (609 هـ)
مكان الولادة بغداد
تاريخ الوفاة 1258 (656 هـ) (47 سنة)
مكان الوفاة بغداد
طبيعة الوفاة قتل على يد المغول
زوج(ه) باب بشير[1] , قرة العين
الأم (أم ولد) هاجر (جارية)
الأب منصور المستنصر بالله
الـسـلالـة العباسيون
الـــديـــــانــة مسلم سني

غزو بغداد

أرسل ابن العلقمي إلى هولاكو قائد المغول يشير عليه باحتلال بغداد فزحف هولاكو سنة (645 هـ) وخرجت إليه عساكر المعتصم فلم تثبت طويلاً، ودخل هولاكو بغداد. جمع ابن العلقمي سادات وعلماء بغداد إلى هولاكو حيث قتلهم جميعًا، وأبقوا على الخليفة المستعصم إلى أن دلهم على مواضع الأموال ثم قتلوه، وكان قتله على يد المغول سنة (656هـ). وبموته انقرضت دولة بني العباس في العراق. وأصبح ابن العلقمي وزيراً عند هولاكو وحاكماً في بغداد ولم يدم حكمه طويلا حيث توفي بعدها بأشهر.

وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ( 13/201 ) قوله: وأوهم - يعني ابن العلقمي - الخليفة وحاشيته أن ملك التتار يريد مصالحتهم وأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة إليه في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والأمراء والأعيان. وهكذا تم أسر الخليفة وقتله بناءً على نصيحة ابن العلقمي لهولاكو. كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية ( 13/201 ) : وقال الوزير ابن العلقمي: "متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك"، وحسنُّوا له قتل الخليفة.

يقول شيخ الإسلام إبن تيمية في كتابه منهاج السنة ( 5/155 ) عن ابن العلقمي: وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم—يعني فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم، وينهى العامة عن قتالهم—يعني التتار—ويكيد أنواعًا من الكيد.

كيفية دخول بغداد

سار هولاكو مع أكبر جيش مغولي جهز على الإطلاق، واستطاع ان يخضع قبيلة اللُر بسهولة، ومن خلال سمعته الرهيبة استطاع ان يجعل الحشاشين يستسلموا إليه ويسلموه قلعتهم (قلعة الموت) دون قتال.

في يوم الجمعة 1 فبراير 1258 هدم المغول برج العجمي ويوم الإثنين تسلق المغول السور الذي كان هولاكو واقف أمامه وقتلوا العساكر البغدادية الذين كانوا واقفين فوقه. وفي المساء أصبحت جميع الأسوار الشرقية في أيدي المغول. أمر هولاكو بعمل جسر ونصب مجانيق وأن لا يسمحوا لأي أحد في الهرب بالمراكب. فلما حاول مجاهد الدين أيبك الدواتدار الصغير الهرب بالمراكب ضربته العساكر بالمنجنيق والسهام وقوارير القطران وأخذوا ثلث المراكب واضطر مجاهد الدين إلا الرجوع إلى بغداد.[3]

كان هولاكو قد وضع نصب عينيه الاستيلاء على بغداد منذ زمن طويل، فقد كانت هدف لحملته الرئيسية. وتعلل برفض الخليفة العباسي المستعصم بالله إرسال إمدادات عسكرية إليه لتنفيذ رغبته. وقد أرسل إلى الخليفة رسالة يدعوه فيها إلى هدم حصون وأسوار بغداد، وأن يردم خنادقها، وان يأتي إليهِ بشخصهِ ويسلم المدينة له، وأوصاه أن يستجيب حتى يحفظ كرامته، وان لم يستجب، فسيحل بأهله وبلاده الدمار والخراب.

«عندما أقود جيشي الغاضب إلى بغداد، ساقبض عليك سواء اختبأت في الجنة أو في الأرض. ساحرق مدينتك وأرضك وشخصك. أذا كنت حقا تريد حماية نفسك وعائلتك الموقرة، أسمع نصيحتي، وأن أبيت ذلك فسترى مشيئة الله فيك.»

محاولة تشويه سيرته

بمجرد أن وُري جثمان الخليفة الثرى، حتى بدأت حملة منظمة أريد بها تشويه صورته ومسيرته في أعين الناس، فأتهِم بالإستبداد، مع أن مكمَن ضعفه ركونه إلى أراء مشاوريه (غير الأكفاء)، وبلغ برشيد الدين فضل الله الهمذاني المؤرخ الرسمي للمغول إلى القول بأن عدد نسائه بلغ سبعمائة زوجة وسَريّة وألف خادمة، بينما يذكر مؤرخ بغدادي واسع الاطلاع ومعاصر هو ابن أنجب الساعي أنه "كان له جاريتان قبل الخلافة، له من إحداهما ثلاثة بنين وبنت، ومن الأخرى أربع بنات، فلما أفضت الخلافة إليه لم يتغير عليهما ولا أغارهما بل راعهما حفظاً لعهدهما، ثم طلبت منه أم البنين أن يعتقها ويتزوجها ففعل ذلك، فلما ماتت استجد بأخرى وحَظيت عنده فلم يعترض بغيرها وجاء منها بولد ذكر، وطلبت منه أيضاً أن يعتقها ويتزوجها ففعل ذلك، هذا فيما يرجع إلى حسن العشرة وحفظ العهد ومراعاة الصحبة والوفاء". فأنظر إلى مدى تجاوز الإتهام كل حدود المعقول وقِس على ذلك كثيراً مما سواه من الإتهامات التي كيلت إلى هذا الخليفة. ويكفي أن نسوق هنا شيئاً مما نقله ابن قنيتو الإربِلي عن ابن الساعي، لنتبين بعض مزاياه وفضائله، يقول: "وأما سيرته فكان فيه أوصاف لم تجتمع في غَيره ممن مضى من آبائه وأجداده- رحمهم الله- فأنه كان حافظاً للقرآن المجيد، عاكفاً على تلاوته، مواظباً على الصلوات في أوقاتها وصوم الاثنين والخميس من كل شهر، وصوم شهر رجب دائماً، لا يُخِل بذلك مدة خلافته وقبل خلافته. وقال مؤرخ بغدادي معاصر أيضاً، هو ظهير الدين بن الكازورني "كان جميل الصورة حسن الوجه، كامل المحاسن، أسمر اللون، حسن العينين، مسترسل شعر الوجه، ظاهر الحياء، كثير التلاوة للقرآن المجيد، صالحاً ديناً لا يتعرض بشيء من المنكر ولعله لم يَرَ صورته ولا يعرفه، وكان ليَّن الأكناف صالحاً ديناً شريف النفس كريم الطباع.. صبر على الشدائد والأمور المستعصيات فأن عساكر المغول دهمته ونزل بين الكُشك العتيق والملكية في سابع عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وستمائة، فتلقاهم بعزم شديد ورأي سديد، وأخرج إليهم إقبالاً الشرابي بعسكر الديوان وثبت لهم إلى الليل، ثم لاحت لهم إمارة قوة عسكر بغداد فانهزموا ليلاً ولم يلاقوهم، وعادت عساكر بغداد منصورة محروسة من العدو ببركته". كان هذا قبل احتلال المغول بغداد سنة 656 فلما احتلت إنقلب "عزمه الشديد" عند أولئك المؤرخين- إلى عجز وتفريط و"رأيه السديد" إلى استبداد وعدم الاستماع إلى نصح الناصحين[4].

صفاته

كان كريماً حليماً سليم الباطن حسن الديانة. قال الشيخ قطب الدين: كان متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة، وكان للمستنصر أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشجاعة والشهامة، وكان يقول: إن ملكني الله الأمر لأعبرن بالجيوش نهر جيحون وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم فلما توفي المستنصر لم ير الدويدار والشرابي والكبار تقليد الخفاجي الأمر وخافوا منه، وآثروا المستعصم للينه والقيادة ليكون لهم الأمر فأقاموه، ثم ركن المستعصم إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي فأهلك الحرث والنسل ولعب بالخليفة كيف أراد وباطن التتار وناصحهم وأطمعهم في المجيء إلى العراق وأخذ بغداد وقطع الدولة العباسية ليقيم خليفة من آل علي، وصار إذا جاء خبر منهم كتمه عن الخليفة ويطالع بأخبار الخليفة التتار إلى أن حصل ما حصل.

استدعى المستعصم وزيره ابن العلقمى، وقال له " ما تدبير أمرنا "، فرد عليه ابن العلقمى ببيت شعر يقول: " يظنون أن الأمر سهل وإنما... هو السيف حدت للقاء مضاربة"[3].

تراجع الخليفة المستعصم عن موقفه فبعث بإبنه وولى عهده إلى هولاكو لمفاوضته، فطلب هولاكو منهم إلقاء السلاح وخروج جيش الخليفة بأكمله من بغداد إلى معسكر المغول بدون سلاح، وهناك حنث هولاكو بوعده وقام بقطع رؤوس عشرات الألوف من الضباط والجنود على مرأى من سكان بغداد وولى العهد المعظم[5].

دخل هولاكو بغداد فوجد حوض من الذهب الأحمر الخالص في ساحة القصر.. يقول المؤرخ الهمذانى "وقصارى القول أن كل ما كان خلفاء بنى العباس قد جمعوه خلال خمسة قرون وضعه المغول بعضه فوق بعض فكان كجبل على جبل"[6].

مقتله

هولاكو يسجن المستعصم مع كنوزهِ حتى يموت جوعًا

اتخذ أحد قُواد المغول مقرّ معسكره بإزاء باب كلوذا الذي هو اليوم في منطقة الباب الشرقي، وجيء بالمستعصم إلى ذاك المعسكر.[7] وعندما قبض هولاكو على الخليفة قيل لهُ أنه لو قتله وأريقت دماؤه على الأرض فسيحدث كوارث عظيمة فأمر هولاكو بان يوضع الخليفة في جلد بقر وان يضرب بداخله حتى يموت.

وكان يوم مقتلهِ يوم الأربعاء 14 صفر وقد أخذوه المغول أسيراً وكانوا يهابون قتلهِ أولاً ثم هون عليهم ابن العلقمي والنصير الطوسي قتلهِ، فقتل رفساً وقيل بل خنق وقيل بل أغرق، ولا يعلم حقيقة كيف كان قتلهِ وعفي قبره، وكان عمرهُ يومئذ 46 سنة وأربعة أشهر، ومدة خلافتهِ 15 سنة وثمانية أشهر، وبمقتلهِ انتهى عصر الدولة العباسية.[8]

ضريح المستعصم بالله

مسجد المستعصم يعتبر من مساجد بغداد الأثرية، ويقع هذا المسجد قريباً من شارع عشرين في حي الأعظمية، في محلة النصة، وهو يحوي قبر الخليفة المستعصم بالله بن المستنصر الهاشمي العباسي من خلفاء الدولة العباسية، الذي ولد عام 609 هـ، وتوفي عام 656 هـ، حيث اجريت عملية تنقيب في موقعهِ عام 1993م، ولقد عثر المؤرخ عماد عبد السلام رؤوف على شاهد القبر وجرى تجديد المرقد والمسجد وبناءه عام 1426هـ/2005م، وتبلغ مساحة البناء 1000م2، ومساحة حرم الجامع 300م2، وبني مبنى المسجد بعمارة حديثة، واعيد بناء المقام وبني له غرفة خلف الحرم يفصل بينه وبين الحرم بساحة طارمة كما بني في المسجد غرفة للامام ومرافق منوعة باسلوب حديث، ويتسع المسجد لأكثر من مائتي مصل، وتقام فيهِ حالياً الصلوات الخمسة فقط.[9][10]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة. ابن الفوطي. طبعة دار الكتب العلمية بيروت.
  2. الدولة العباسية ، فاروق عمر فوزي ، دار الشروق ، عمان ، 2000، ص321
  3. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/288-287
  4. عماد عبد السلام رؤوف ، المستعصم بالله العباسي ، رسالة موجهة للدكتور جمال الدين الكيلاني ، 2017
  5. العينى، 1/175
  6. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/292-291
  7. مصطفى جواد و أحمد سوسة، دليل خارطة بغداد المفصل في خطط بغداد قديماً وحديثاً،ص162
  8. موقع الدرر السنية [1] - تصفح: نسخة محفوظة 27 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. تاريخ مساجد بغداد وآثارها - تأليف محمود شكري الآلوسي وتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري - بغداد - مطبعة مركز البحوث والدراسات الإسلامية -1431هـ/2010م - صفحة 118، 127.
  10. دليل الجوامع والمساجد التراثية والأثرية - ديوان الوقف السني في العراق - صفحة 23.


موسوعات ذات صلة :