الرئيسيةعريقبحث

نصير الدين الطوسي


☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن نصير الدين الطوسي. لتصفح عناوين مشابهة، انظر الطوسي (توضيح).

أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (18 فبراير 1201 - 26 يونيو 1274)، المعروف باسم نصیر الدین الطوسي عالم فلكي وأحيائي وكيميائي ورياضياتي وفيلسوف وطبيب وفيزيائي ومتكلّم ومرجع شيعي فارسي.[3].

نصير الدين الطوسي
(بالفارسية: نصيرالدین طوسی)‏ 
Nasir al-Din Tusi.jpg
طابع إيراني بمناسبة الذكرى السبعمائة على وفاته

معلومات شخصية
الميلاد 18 فبراير 1201 (11 جمادى الأولى، 597 هـ)
طوس، خراسان رضوي
الوفاة 25 يونيو 1274 (73 سنة) (18 ذو الحجة 672 هـ)
بغداد
مكان الدفن العتبة الكاظمية،  وبغداد،  والعراق 
الإقامة طوس
الدولة الإلخانية
الموصل
بغداد
ميمون دز
قلعة ألموت
قهستان 
مواطنة Flag of Nizari Ismaili state (1090-1162).svg الدولة الإسماعيلية النزارية 
العرق فارسي
الديانة الإسلام
عضو في مرصد مراغة[1] 
الحياة العملية
المنطقة طوس
نظام المدرسة فلسفة سيناوية
طلاب الدكتوراه قطب الدين الشيرازي،  ونجم الدين الكاتبي القزويني،  وابن المطهر الحلي 
التلامذة المشهورون عبد الكريم ابن طاووس،  ونجم الدين الكاتبي القزويني،  وقطب الدين الشيرازي،  وابن المطهر الحلي 
المهنة فيلسوف مسلم فارسي
اللغات لغات الأوغوز،  والعربية[2]،  والفارسية[2] 
مجال العمل علم الكلام، فلسفة إسلامية، فلك، رياضيات، كيمياء، طب، فيزياء،
أعمال بارزة قانون بقاء المادة، نظرية التطور، مزدوجة الطوسي الرسالة الاسطرلابية، زيج الإخاني، شرح الإشارات
تأثر بـ ابن سينا، فخر الدين الرازي،
أثر في قطب الدين الشيرازي، ابن الشاطر، نيكولاس كوبرنيكوس

كان مسلما ينتمي إلى طائفة الإسماعيلية، وبعد ذلك اعتقد في مذهب الشيعة الإثنا عشرية.[4] اعتبره العالم والمؤرخ ابن خلدون أحد أعظم علماء الفرس.[5]

حياته

هو محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، المشتهر بنصير الدين الطوسي وبالمحقق الطوسي. ولد في طوس، وهي ناحية في منطقة خراسان في شمالي شرق إيران، واختلف في سنة ولادته، ولكن أكثر المؤلفين على أنه ولد سنة 597 هـ وكان والده محمد بن الحسن من الفقهاء والمحدّثين، فتربّى في حجره ونشأ على يده.

يبدو أنه ولد في عائلة شيعية وفقد والده في سن مبكرة. وفاءً لرغبة والده، أخذ محمد الشاب التعلم والمعرفة بجدية بالغة وسافر بعيدًا لحضور محاضرات علماء مشهورين واكتساب المعرفة، وهو تمرين شجعه بشدة في عقيدته الإسلامية. في سن مبكرة، انتقل إلى نيشبور لدراسة الفلسفة تحت فريد الدين ضمد والرياضيات في عهد محمد حسيب. كما التقى بالعطار من نيشبور، المعلم الصوفي الأسطوري الذي قُتل في وقت لاحق على يد المغول، وحضر محاضرات قطب المصري.

في الموصل درس الرياضيات وعلم الفلك مع كمال الدين يونس (توفي 639 هـ / 1242 م)، وهو تلميذ لشرف الدين العاصي.[6] في وقت لاحق، تحدث مع صدر الدين القناوي، صهر ابن عربي، ويبدو أن التصوف، كما روج له أساتذة الصوفية في عصره، لم يكن جذابًا إلى ذهنه وبمجرد أن كانت المناسبة مناسبة قام بتأليف دليل التصوف الفلسفي الخاص به في شكل كتيب صغير بعنوان "أوصاف الأشراف".

عندما اكتسحت جيوش جنكيز خان وطنه، كان يعمل من قبل الدولة الإسماعيلية النزارية وقدم إسهاماته الأكثر أهمية في العلوم خلال هذا الوقت عندما كان ينتقل من معقل إلى آخر.[7] تم القبض عليه بعد غزو قلعة ألموت من قبل القوات المغولية.[8]

الطوسي في قلاع الاسماعليين

انتقل نصير الدين من طوس إلى نيسابور وهو في مطلع شبابه طلبا للعلم من كبار علمائها[9].وفي العشرين من عمره اجتاح المغول بقيادة جنكيز خان خان منطقة خراسان واخذوا بتدمير مدنها الواحدة تلو الأخرى وقتلوا فيها من قتل وفر منهم من فر، حتى ساد القتل والخراب وأصبح الناس هائمين على وجوههم لا يعرفون اين المفر، لكن قلاع الإسماعيليين كانت صامدة في وجه المغول.
اضطر الطوسي للجوء إلى قلاع الاسماعليين المحصنة للنجاة من بطش المغول، وكان هذا اللجوء بعد الدعوة التي قدمها ناصر الدين عبد الرحيم بن أبي منصور حاكم قهستان والوالي على قلاع الاسماعليين الذي كان مهتماً بالعلماء والفلاسفة[10] ثم طلبه علاء الدين محمد زعيم الإسماعيليين من واليه ناصر الدين فذهب به إليه في قلعة ألموت، فاستبقاه علاء الدين عنده حتى توفي، ثم استبقاه ابنه الأكبر ركن الدين خورشاه، وكان الطوسي الوزير المطلق لدى الإسماعيليين وأنه بلغ عندهم رتبة أطلقوا فيها عليه لقب أستاذ الكائنات[11].ويذكر بعض المؤرخين [12] انه ذهب مرغما بعد أن تم اختطافه من قبل الاسماعليين واقتادوه إلى "قلعة الموت" (إحدى قلاع الاسماعليين) وقضى تلك الفترة سجينا هناك.

لقد كان الغزو المغولي الثاني بقيادة هولاكو خان حفيد جنكيز خان وهو غزو أكثر ضرواة من الغزو الأول فحتى قلاع الاسماعليين الحصينة كانت عاجزة عن صد هذا الغزو.
فأرسل هولاكو إلى ركن الدين خورشاه يطلب إليه الاستسلام، وبعد إرسال عده سفراء من جانب الإسماعيليين طلب هولاكو مجيئ ركن الدين بنفسه للتفاوض، فاستشار ركن الدين خاصته وأركان دولته فأشاروا بالتسليم ليقينهم بان المقاومة ميؤوس منها، فمضى ركن الدين وبصحبته أولاده ونصير الدين الطوسي والوزير مؤيد الدين والطبيبان موفق الدولة ورئيس الدولة، ونزلوا من قلعة ألموت مخلفين دارهم التي عمروها مائة وسبعا وسبعين سنة، وكان نزول ركن الدين من القلعة وذهابه إلى هولاكو ايذانا بانتهاء دولة الإسماعيليين في إيران.
فغدر هولاكو بهم فقتل ركن الدين ومن معه واستثنى من ذلك الطوسي والطبيبين موفق الدولة ورئيس الدولة، إذ أنه كان عارفا بمكانتهم العلمية والفكرية.

الطوسي وهولاكو

كان المغول أكبر خطر يهدد الحضارة الإسلامية فكانت الامة الإسلامية في ذاك الوقت تعاني من الانقسام والانحلال وكانت الدولة العباسية في بغداد ضعيفة بسبب الانقسامات على السلطة والفساد. أصبح الطوسي في قبضة هولاكو الذي لم يكن يهتم لا بالفلسفة ولا بالرياضيات التي كان يجيدها الطوسي وانما كان مولعا بعلم التنجيم، والذي كان يجيده الطوسي باعتباره من كبار علماء الفلك. كما أن الطوسي كان من كبار الأطباء الذي يحتاجهم أي جيش يغزو بلدان غريبة لا يعرف أنواع الامراض والأوبئة التي توجد فيها.
فاحتفظ هولاكو بالثلاثة وأمر بضمهم إلى معسكره ووجوب ملازمته اينما ذهب[13].
وهناك قصة تروي الحديث الأول الذي دار بين هولاكو ونصير الدين وكان هولاكو قد سمع بمكانته العلمية فقال له: أنت تطلع إلى السماء؟ فقال له: لا، فقال: ينزل عليك ملك يخبرك؟ فقال له : لا، فقال له : هولاكو، فمن أين تعرف؟ قال نصير الدين: بالحساب، فقال: تكذب، أرني من معرفتك ما أصدقك به، وكان هولاكو جاهلا قليل المعرفة فقال له نصير الدين: في الليلة الفلانية في الوقت الفلاني يخسف القمر.

قال هولاكو: احبسوه إن صدق أطلقناه وأحسنا إليه، وإن كذب قتلناه فحبس إلى الليلة المذكورة، فخسف القمر خسفا بالغا فاتفق أن هولاكو تلك الليلة غلب عليه السكر فنام ولم يجسر أحد على انتباهه. فقيل لنصير الدين ذلك فقال: إن لم ير القمر بعينيه وإلا فأغدو مقتولا لا محالة، وفكر ساعة ثم قال للمغول: دقوا على الطاسات وإلا يذهب قمركم إلى يوم القيامة، فشرع كل واحد يدق على طاسة، فعظمت الغوغاء، فانتبه هولاكو بهذه الحيلة ورأى القمر قد خسف فصدقه وآمن به، وكان ذلك سببا لاتصاله بهولاكو[14][15][16].

بعد دخول بغداد أحرقت الآلاف من الكتب وقتل عشرات الآلاف من السكان وفر من استطاع الفرار حتى خلت بغداد من السكان وتمكن الطوسي من انقاذ بعض العلماء مثل ابن الفوطي. وتمكن ان ينتزع من هولاكو أمرًا يقضي: بأن يقف عند باب الحلبة ويؤمِّن للناس الخروج من هذا الباب، فأخذ الناس يخرجون جماعات كثيرة.كما استطاع أن ينقذ عشرات الآلاف من الكتب النفيسة والاثار العلمية[17].

مرصد مراغة

نصير الدين الطوسي جالسًا على مكتبه في مرصد مراغة ببلاد فارس

تمكن الطوسي بذكائه الفذ ان يتقرب من هولاكو وان يؤثر فيمن حوله وتمكن من اقناع هولاكو ببناء مرصد فلكي كبير وبالفعل في عام 657 هـ/1259م قام بأنشاء المرصد الفلكي في مدينة مراغة وجعل منه أول أكاديمية علمية بالمعنى الحديث، حيث جمع فيها أكثر من 400 الف مجلد[17] تحوي على نفائس الكتب في مختلف العلوم وعلى العديد من الكتب التي انقذت من الدمار في بغداد، كما جمع فيه عدد كبير من العلماء مثل ابن الفوطي ومحيى الدين المغربي وغيرهم كثير.

هل كان الطوسي اثنا عشرياً أو إسماعيلياً ؟

الباحثون يختلفون حول عقيدته إلى فريقين:

  1. - مؤلفاته في الكلام والتي اشتملت على مباحث الإمامة والعصمة صريحة كل الصراحة بالتزام كاتبها بالتشيع الإمامي الصحيح.
  2. - إعلانه عن أن إقامته عند الإسماعيليين كانت جبرية.
  3. - إعلانه عن عقيدته بعد تركه للإسماعيلية: - بمعنى أنه لم يرد أن يترك الحكم عليه لأحد بل صرح بعقيدته.
  4. - وإنما صرح باثنا عشريته خوفاً من أن يظن أن إقامته الطويلة لدى الإسماعيلية غيرت من عقيدته فأراد أن يطرح هذا الظن بعيدا ويعلن عن ولائه المستمر لطائفة الشيعة الاثنا عشرية.
  5. - كما أن دفنه في المشهد الكاظمي يدل على أنه اثنا عشري.

وهذه الادلة التي ساقها حسن الأمين لم تكن مقنعة لعدد آخر من الباحثين مما جعل الأمر محل جدل[18]، والواقع أنه إذا كان الكثير من المؤرخين والباحثين قد اختلفوا حول عقيدة الطوسي: هل هو إسماعيلي أو اثنا عشري، إلا أن الدكتور عباس سليمان عميد كلية الآداب (جامعة الإسكندرية)، يرى عدم التحيز لأي من الفريقين.[19].

شعره

كان الطوسي ينظم الشعر في اللغتين العربية والفارسية ومن شعره العربي في حب الإمام علي:

لو أنّ عبدًا أتى بالصالحاتِ غدًا ** وودّ كلّ نبيٍّ مرسلٍ وولي
وصام ما صام صوّامًا بلا ضجر ** وقام ما قام قوّامًا بلا ملل
وحجّ ما حجّ من فرضٍ ومن سنن ** وطاف بالبيت حافٍ غير منتعل
وطار في الجوّ لا يأوي إلى أحدٍ ** وغاص في البحر مأمونًا من البلل
يكسو اليتامى من الديباج كلّهم ** ويُطعم الجائعين البرّ بالعسل
وعاش في الناس آلافًا مؤلّفةً ** عارٍ من الذنب معصومًا من الزلل
ما كان في الحشر عند الله مُنتفعًا ** إلّا بحبّ أمير المؤمنين علي

كتاب الرسالة الإسطرلابية في علم الفلك لنصير الدين الطوسي

كتبه ومؤلفاته

كتب نصير الدين في علم المثلثات، وعلم الفلك، والجبر، والهندسة، والحساب، والتقاويم، والطب، والجغرافية، والمنطق، والأخلاق، والموسيقى، وعلم التنجيم وغيرها من المواضيع. كما ترجم بعض كتب اليونان وعلق على مواضيعها شارحًا ومنتقدًا، ومن أشهر مؤلفاته:

  • كتاب شكل القطاع، وهو أول مؤلف فرق بين حساب المثلثات وعلم الفلك. يقول عنه كارادي فو: "وهو مؤلف من الصنف الممتاز في علم المثلثات الكروية". ترجم إلى اللاتينية والفرنسية والإنجليزية، وظل الأوربيون يعتمدون عليه لعدة قرون.
  • التذكرة النصيرية، وهو كتاب عام في علم الفلك. أوضح فيه كثيرًا من النظريات الفلكية، وفيه انتقد "كتاب المجسطي" لبطليموس. ويعترف "سارطون" بأن هذا الانتقاد يدل على عبقرية الطوسي وطول باعه في علم الفلك.
  • تجريد العقائد
  • تجريد المنطق
  • التذكرة في علم الهيئة، (شرح التذكِرة) - التعليقات كتبها عبد العلي، البرجندي، ومن نظّام نيسابوري.
  • زيج الإيلخاني، وهو كتاب يشتمل على حسابات أرصاده التي قام بها خلال اثنتي عشرة سنة.
  • كتاب قواعد الهندسة.
  • كتاب في الجبر والمقابلة.
  • كتاب ظاهرات الفلك.
  • كتاب تحرير المناظر، في البصريات.

وقد كتب نصير الدين مصنفاته باللغتين العربية والفارسية، وترجمت إلى اللغة اللاتينية وغيرها من اللغات الأوربية في العصور الوسطى، كما تم طبع العديد منها.

تحقيقاته

رسم الطوسي حول مزدوجة الطوسي

الفلك

كان المفهوم السائد في الوقت الذي عاش فيه نصير الدين الطوسي هو مفهوم مركزية الارض -أي ان الأرض هي مركز الكون-أنتقد الطوسي هذا النظام وحاول ايجاد بدائل له وحل معدل المسار.
تمكن الطوسي من ابداع طريقة رياضية عرفت فيما بعد بمزدوجة الطوسي نقضت نظرية أرسطو والتي كانت تنص على أن الحركة أما خطية أو دائرية حيث أثبت الطوسي بانه من الممكن ان تنتج حركة خطية من حركتان دائريتان. وأستعمل هذه التقنية لحل أشكالية النظام البطلمي، و معدل المسار للعديد من الكواكب[20].لكنه لم يستطع ايجاد تفسير لحركة عطارد، والتي حلت لاحقا من قبل ابن الشاطر بالاعتماد على مزدوجة الطوسي، ويعتقد العديد من العلماء بان مزدوجة الطوسي وجدت طريقها إلى مكتبة الفاتيكان بعد فتح القسطنطينية عام 1453م لتصل إلى عالم الفلك نيكولاس كوبرنيكوس الذي اعتمد عليها في نظريته الشهيرة مركزية الشمس والتي غيرت مفاهيم علم الفلك جذريا وانهت الاعتقاد السائد بان الأرض هي مركز الكون[21].

تمكن الطوسي أيضا ومن خلال ملاحظاته في مرصد مراغة والذي كان أفضل المراصد في ذاك الوقت، أن يضع الجدول الأدق لحركة الكواكب في ذاك الوقت في كتابه الزيج الأخليني وأستغرق في ذلك 12 سنة. حيث يحتوي هذا الكتاب على جدول فلكي لحساب مواقع الكواكب وأسماء النجوم وقد أستخدم بشكل واسع حتى اكتشاف نظام مركزية الشمس لنيكولاس كوبرنيكوس. كما استطاع تحديد معدل الانحراف السنوي لمحور الأرض وهي 51 درجة\سنة، وهي قريبة من الدرجة المكتشفة حديثا وهي 50.2[22].
تمكن الطوسي أيضا من أن يضع وصفا دقيقا لمجرة درب التبانة حيث قال في كتابه التذكرة ان درب التبانة مخلوقة من عدد هائل من النجوم الصغيرة المتقاربة، ولشدة صغرها وتركيزها تبدو كرقع غيمية لذلك تكون قريبة من لون الحليب[23]، وهذا ما تم اكتشافه بعد ثلاث قرون عندما استعمل جاليليو المرقاب ليكتشف بان المجرة مكونة من عدد هائل من النجوم الخافتة[24].

أقنع الطوسي هوليو خان ببناء مرصد لإنشاء جداول فلكية دقيقة للتنبؤات الفلكية الأفضل. ابتداءً من عام 1259، تم بناء مرصد راس خانه في أزربيجان، جنوب نهر أراس، وإلى الغرب من المراغة، عاصمة إمبراطورية إيلخانات.[25]

انتقد الطوسي استخدام بطليموس لأدلة الملاحظة لإظهار أن الأرض كانت في حالة راحة، مشيرًا إلى أن هذه الأدلة لم تكن حاسمة. على الرغم من أن هذا لا يعني أنه كان مؤيدًا لحركة الأرض، فقد أكد هو ومعلقه في القرن السادس عشر البرجندي، على أن حركة الأرض لا يمكن إثباتها، إلا من خلال المبادئ المادية الموجودة في الفلسفة الطبيعية.[26] كانت انتقادات الطوسي لبطليموس مشابهة للحجج التي استخدمها كوبرنيكوس في عام 1543 للدفاع عن دوران الأرض.[27]

البيولوجيا (أو علم الأحياء)

في كتابه أخلاق الناصري، كتب الطوسي عن مواضيع بيولوجية عديدة. دافع عن نسخة من لسكالا ناتوراي (سلسلة الكينونة العظمى) لأرسطو، حيث وضع الإنسان فوق الحيوانات والنباتات والمعادن والعناصر. ووصف "الأعشاب التي تنمو بدون بذر أو زراعة، بمجرد اختلاط العناصر"،[28] باعتبارها الأقرب إلى المعادن. من بين النباتات، اعتبر نخيل التمر الأكثر تطوراً، لأنه "ينقصه شيء واحد فقط للوصول إلى (مرحلة) حيوان: تمزيق نفسه من التربة والابتعاد عن الطعام بحثًا عن الغذاء."[28]

أقل الحيوانات "مجاورة لمنطقة النباتات: مثل تلك الحيوانات التي تنتشر مثل العشب، كونها غير قادرة على التزاوج [...]، على سبيل المثال ديدان الأرض، وبعض الحشرات".[29] تتميز الحيوانات "التي تصل إلى مرحلة الكمال [...] بأسلحة مطورة بالكامل"، مثل قرون قرون وأسنان ومخالب. وصف الطوسي هذه الأعضاء بأنها تكيف مع نمط حياة كل نوع، بطريقة تتنبأ باللاهوت الطبيعي. هو أكمل قائلاً:

"أنبل هذا النوع هو أن الشخص الذي يتسم بحكمة وإدراكه هو أنه يقبل الانضباط والتعليم: وبالتالي، يتراكم الكمال الذي لم يخلقه في الأصل. هذا هو الحصان المدرّس والصقر المدرّب. في ذلك، كلما تجاوزت المرتبة، إلى أن يتم الوصول إلى نقطة حيث تكفي الملاحظة (المجردة) للعمل يكفي كتعليمات: وهكذا، عندما يرون شيئًا ما، يقومون بأداء ما يشبهه من خلال التقليد، دون تدريب [...] هذا هو أقصى درجات الحيوانات، وأول درجات الإنسان المتجاورة معها."[30] وهكذا، في هذه الفقرة، وصف الطوسي أنواعًا مختلفة من التعلم، معترفًا بالتعلم بالملاحظة على أنه الشكل الأكثر تقدمًا، ونسبته بشكل صحيح إلى بعض الحيوانات.

يبدو أن الطوسي ينظر إلى الإنسان على أنه ينتمي إلى الحيوانات، حيث ذكر أن "الروح الحيوانية [التي تتضمن قدرات الإدراك والحركة ...] تقتصر على أفراد الأنواع الحيوانية"، وذلك من خلال امتلاك "الإنسان" الروح، [...] الجنس البشري مميز ومختص أكثر مقارنة بالحيوانات الأخرى."[31]

قام بعض العلماء بتفسير كتابات الطوسي البيولوجية على أنها توحي بأنه يصدق بنوع من نظرية التطور. [32][33] ومع ذلك، لم يذكر الطوسي بشكل صريح أنه يعتقد أن الأنواع تتغير مع مرور الوقت.

الكيمياء والفيزياء

في الكيمياء والفيزياء، أبدع الطوسي صيغة لقانون بقاء المادة حيث كتب أن مادة ما هي قابلة للتحول ولكنها غير قابلة للاختفاء.وبالتالي قد سبق اكتشاف الاوربيين للقانون ب 500 عام[34].

الفقه

ألف الطوسي كتاب تجريد الكلام في تحرير عقائد الإسلام ويتضمن بين فصوله الستة أثبات وجود الله وأثبات صفاته وأثبات أفعاله ثم اثبات نبوة الانبياء ومعصوميتهم من الخطأ وأثبات نبوة محمد ثم أثبات الإمامة ومعصومية الأمام من الخطأ وأثبات إمامة علي بن أبي طالب وأثبات المعاد ووجود الجنة والنار، ولا زال يدرس هذا الكتاب في المدارس الشيعية[35]. وقيل في الكتاب:

" تصنيف مخزون بالعجائب، وتأليف مشحون بالغرائب، فهو وإن كان صغير الحجم، وجيز النظم، لكنّه كثير العلم، عظيم الاسم، جليل البيان، رفيع المكان، حسن النظام، مقبول الأئمّة العظام، لم يظفر بمثله علماء الأعصار، ولم يأت بمثله الفضلاء في القرون والأدوار، مشتمل على إشارات إلى مطالبَ هي الأمّهات مشحون بتنبيهات على مباحث هي المهمات، مملوء بجواهر كلّها كالفصوص، ومحتوٍ على كلمات يجري أكثرها مجرى النصوص، متضمن لبيانات معجزة، في عبارات موجزة "

—علاء الدين القوشجي[36]

المنطق

كتاب شرح الإشارات والتنبيهات لإبن سينا.

أساس الاقتباس.

ناصر الدين الطوسي كان من مؤيدي منطق ابن سينا، وكتب التعليق التالي على نظرية ابن سينا للاقتراحات المطلقة: "ما دفعه إلى ذلك هو أن أرسطو في القياس المنطقي المؤيد وغيره يستخدم أحيانًا تناقضات المقترحات المطلقة على افتراض أنها مطلقة؛ وهذا هو السبب في أن الكثيرين قرروا أن المطلقات تناقضوا مع المطلقات. عندما أثبتت أبن سينا أن هذا خطأ، أراد تطوير طريقة لتفسير تلك الأمثلة من أرسطو."[37]

الرياضيات

كان الطوسي هو أول من كتب في علم المثلثات بمعزل تام عن علم الفلك. حيث جعل علم المثلثات فرعًا مستقلًا في الرياضيات البحتة.والطوسي هو أول من استعمل الحالات الست للمثلث الكروي القائم الزاوية.
وهو الذي صاغ قانون الجيب للمثلثات المسطحة [38]:

وهو الواضع لقانون الجيب للمثلثات الكروية، ومكتشف قانون الظل، وأثبت البراهين لكلا القانونين.

تلا ذلك عمل سابق لعلماء الرياضيات اليونانيين مثل مينيلوس من الإسكندرية، الذي كتب كتابًا عن علم المثلثات الكروية يدعى Sphaerica، وعلماء الرياضيات المسلمون الأوائل أبو الوفا البزجاني والجياني.

تأثيراته

الفوهة الصدمية القمرية التي يبلغ قطرها 60 كم والموجودة في نصف الكرة الجنوبي من القمر تحمل اسم "نصير الدين". سمي الكوكب الصغير (10269 طوسي) الذي اكتشفه عالم الفلك السوفيتي نيكولاي ستيبانوفيتش تشرنيخ في عام 1979 باسمه.[39][40] كما تم تسمية جامعة نصير الدين الطوسي للتكنولوجيا في إيران ومرصد شماخي في جمهورية أذربيجان بأسمه. في شهر شباط فبراير 2013، احتفلت جوجل بعيد ميلاده الثامن من عام 812 مع جوجل دودل، والتي كان يمكن الوصول إليها في مواقعها على الإنترنت باللغة العربية التي أطلق عليها الفارسية.[41][42]

وفاته

توفي الطوسي في بغداد سنة 672 هـ، ودفن في الكاظمية.

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. المؤلف: آرثر باري — العنوان : A Short History of Astronomy — الناشر: جون موراي
  2. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb12399386c — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  3. Seyyed Hossein Nasr, Islamic Philosophy from Its Origin to the Present: Philosophy in the Land of Prophecy, SUNY Press, 2006, . page 199.; f) Seyyed H. Badakhchani. Contemplation and Action: The Spiritual Autobiography of a Muslim Scholar: Nasir al-Din Tusi (In Association With the Institute of Ismaili Studies. I. B. Tauris (December 3, 1999). . page.1: ""Nasir al-Din Abu Ja`far Muhammad b. Muhammad b. Hasan al-Tusi:, the renowned Persian astronomer, philosopher and theologian"
  4. Ṭūsī, Naṣīr al-Dīn Muḥammad ibn Muḥammad; Badakchani, S. J. (2005), Paradise of Submission: A Medieval Treatise on Ismaili Thought, 5, London: I.B. Tauris in association with Institute of Ismaili Studies, صفحات 2–3,  
  5. James Winston Morris, "An Arab Machiavelli? Rhetoric, Philosophy and Politics in Ibn Khaldun’s Critique of Sufism", Harvard Middle Eastern and Islamic Review 8 (2009), pp 242–291. [1] excerpt from page 286 (footnote 39): "Ibn Khaldun’s own personal opinion is no doubt summarized in his pointed remark (Q 3: 274) that Tusi was better than any other later Iranian scholar". Original Arabic: Muqaddimat Ibn Khaldūn : dirāsah usūlīyah tārīkhīyah / li-Aḥmad Ṣubḥī Manṣūr-al-Qāhirah : Markaz Ibn Khaldūn : Dār al-Amīn, 1998. . قال عنه ابن خلدون في تاريخه في الفصل الثالث والأربعين: في أن حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم. . وأما غيره من العجم فلم نر لهم من بعد الإمام ابن الخطيب ونصير الدين الطوسي كلاما يعول على نهايته في الإصابة. فاعتير ذلك وتأمله ترى عجبا في أحوال الخليقة. والله يخلق ما يشاء لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله. نسخة محفوظة 20 يونيو 2010 على موقع واي باك مشين.
  6. Sharaf al-Din al-Muzaffar al-Tusi biography - MacTutor History of Mathematics - تصفح: نسخة محفوظة 7 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. Peter Willey, The Eagle's Nest: Ismaili Castles in Iran and Syria, (I.B. Tauris, 2005), 172.
  8. Michael Axworthy, A History of Iran: Empire of the Mind, (Basic Books, 2008), 104.
  9. خاتمة المستدرك: ج 2 ص 423
  10. أعيان الشيعة\\ج9 ص 415
  11. كريم آقسرائي في مسامرة الاخبار
  12. مثل درة الاخبار وسرجان ملكم في تاريخه
  13. اعيان الشيعة\\ج 9 ص 416
  14. المنهل الصافي لابن تغري
  15. خلاصة الأثر للمحبي
  16. الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة 54
  17. اعيان الشيعة\\ج9 ص 416
  18. حسين الجابري ، نصير الدين الطوسي تاريخ وحضارة ، مجلة آداب المستنصرية ، 1999، ص 345
  19. نصير الدين الطوسى حياته وفلسفته ،دكتوراه، عبد الرحمن المراكبى، ا .د / محمد عبد الستار نصار، بكلية أصول الدين بالقاهرة 3344 ع 26.
  20. 'The cosmos: a historical perspective - تصفح: نسخة محفوظة 26 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  21. نصير الدين الطوسي\\خالد العاني\\ص 9
  22. Rufus, W. C. (May 1939), "The Influence of Islamic Astronomy in Europe and the Far East", Popular Astronomy 47 (5): 233–238 [236]
  23. Ragep, Jamil, Nasir al-Din Tusi’s Memoir on Astronomy (al-Tadhkira fi `ilm al-hay’ a) Edition, Translation, Commentary and Introduction. 2 vols. Sources in the History of Mathematics and Physical Sciences. New York: Springer-Verlag, 1993. pp. 129
  24. Galileo Galilei - تصفح: نسخة محفوظة 3 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  25. Morris Rossabi (28 November 2014). From Yuan to Modern China and Mongolia: The Writings of Morris Rossabi. BRILL. صفحات 281–.  . مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 2016.
  26. Ragep, F. Jamil (2001), "Freeing Astronomy from Philosophy: An Aspect of Islamic Influence on Science", Osiris, 16, 2nd ser., صفحات 49–64, Bibcode:2001Osir...16...49R, doi:10.1086/649338, JSTOR 301979 , at p. 60.
  27. F. Jamil Ragep (2001), "Tusi and Copernicus: The Earth's Motion in Context", Science in Context 14 (1-2), p. 145–163. مطبعة جامعة كامبريدج.
  28. Nasir ad-Din Tusi (1964) The Nasirean Ethics (translator: G.M. Wickens). London: Allen & Unwin, p. 44.
  29. Nasir ad-Din Tusi (1964) The Nasirean Ethics (translator: G.M. Wickens). London: Allen & Unwin, p. 45.
  30. Nasir ad-Din Tusi (1964) The Nasirean Ethics (translator: G.M. Wickens). London: Allen & Unwin, p. 45f.
  31. Nasir ad-Din Tusi (1964) The Nasirean Ethics (translator: G.M. Wickens). London: Allen & Unwin, p. 42 (emphasis added).
  32. Alakbarli, Farid (Summer 2001). "A 13th-Century Darwin? Tusi's Views on Evolution". Azerbaijan International. 9 (2): 48–49. مؤرشف من الأصل في 26 مايو 2019. نسخة محفوظة 26 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  33. Shoja, M.M.; Tubbs, R.S. (2007). "The history of anatomy in Persia". Journal of Anatomy. 210: 359–378. doi:10.1111/j.1469-7580.2007.00711.x. PMC .
  34. A 13th-Century Darwin? Tusi's Views on Evolution - تصفح: نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  35. Account Suspended - تصفح: نسخة محفوظة 11 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  36. علاء الدين القوشجي، شرح التجريد: 1.
  37. Tony Street (July 23, 2008). "Arabic and Islamic Philosophy of Language and Logic". موسوعة ستانفورد للفلسفة. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 201905 ديسمبر 2008.
  38. Berggren, J. Lennart (2007). "Mathematics in Medieval Islam". The Mathematics of Egypt, Mesopotamia, China, India, and Islam: A Sourcebook. Princeton University Press. p. 518
  39. "2003ASPC..289..157B Page 157". Adsabs.harvard.edu. مؤرشف من الأصل في 4 يناير 201927 فبراير 2013.
  40. 10269 tusi - Mano biblioteka - Google knygos. Books.google.com. مؤرشف من الأصل في 26 مارس 202027 فبراير 2013.
  41. "Nasir al-Din al-Tusi's 812th Birthday". Google. مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 201819 فبراير 2013.
  42. "In Persian نگاه عربی به خواجه نصیرالدین طوسی در گوگل". 19 February 2013. مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 201519 فبراير 2013.

وصلات خارجية


موسوعات ذات صلة :