العزل العنصري هو الفصل بين مجموعة من الناس يعتمد هذا الفصل على الفروق العرقية بينهم ويظهر هذا الفصل من خلال الأنشطة اليومية، مثل الأكل في المطاعم أو الشرب من المياه العامة واستخدام المراحيض العامة أو المدارس المختلفة، والدخول إلى دور السينما، أو ركوب وسائل النقل العامة، واستئجار غرف الفنادق، وشراء أو استئجار العقارات. العزل العنصري تم تعريفه من قبل المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب بأنه «هو قيام شخص (طبيعي أو اعتباري) بفصل الأشخاص الآخرين على أساس الخلفيات المتنوعة دون هدف ودون تبرير منطقي في توافق مع التعريف المقترح للتمييز». وطبقا لرأي منتدى الأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات، فإن «إنشاء وتطوير المدارس والجامعات التي تقدم تعليمًا خاصا بالأقليات لا يعتبر هذا فصلًا غير مسموح به، وذلك إذا كان الفصل في هذه المجتمعات والمدارس أمرًا طوعيًا» ولكن الفصل العنصري ممنوع بصفة عامة، ورغما عن ذلك موجود على أرض الواقع من خلال الأعراف الاجتماعية. ورغم أن بعض المجتمعات لا تفضل فكرة الفصل كما هو موضح في نماذج توماس شيلينغ للفصل. ويظهر الفصل في المجتمعات من خلال التمييز في الوظائف، إيجارات السكن وبيع المنازل إلى بعض الأجناس. ونتج عنه عنف بين الأفراد تمثلت في عمليات الإعدام خارج القانون. بصورة عامة هناك بعض الأفراد من أعضاء الأعراق المختلفة لا تفضل التعامل إلا من خلال أفراد من عرقهم ويكون هذا الفصل بحكم الواقع، وفي الولايات المتحدة الفصل هناك يفرض بموجب القانون في بعض الولايات ومنها قوانين مكافحة الزواج بين الأعراق.
خلفية تاريخية
حيثما تكون هناك مجتمعات متعددة ثقافية، يكون هناك عزل عنصري. لكن في الأماكن التي يتواجد بها اختلاط عرقي مكثف، كما في هاواي والبرازيل، وعلى الرغم من وجود أشكال من الطبقية الاجتماعية، فإن هذه الأماكن مستثناة من ذلك[1].
الجزائر الفرنسية
في الفترة التي تلت الحكم العثماني للجزائر بعد عام 1830، حافظت فرنسا لما يقرب من القرن على حكمها الاستعماري في المنطقة التي وصفت على أنها «شبيهة بالأبارتايد»، أي الفصل العنصري بجنوب أفريقيا.[2] سمح القانون الاستعماري لعام 1865 للجزائريين العرب والبربر بالتقديم على المواطنة الفرنسية إذا تركوا هويتهم الإسلامية، ويجادل عز الدين حدور بأن ذلك أسس «الهياكل الرسمية لفصل عنصري سياسي».[3] ويقول بونورا ويسمان أنه «بالضد من الحماية على المغرب وتونس، فإن الفصل العنصري الاستعماري الاجتماعي كان مميزا للجزائر».[4]. وقت قوبل نظام الفصل العنصري الداخلي هذا بالمقاومة من المسلمين المتأثرين بسببه، ويستشهد به كسبب من أسباب انتفاضة عام 1954 وقيام حرب التحرير بعد ذلك.[5]
ألمانيا
في شمال شرق ألمانيا بالقرن الخامس عشر، لم يكن يسمح للشعوب ذات الأصول الوندية، أي السلافية، بالالتحاق ببعض النقابات.[6] وفقا لفلهم رابه، فإن جميع النقابات الألمانية لم تقبل ونديا حتى قدوم القرن الثامن عشر.
وجد الثناء الألماني على العنصرية المؤسساتية الأمريكية سابقا في كتاب هتلر «كفاحي»، وكان مستمرا طوال أوائل ثلاثينات القرن العشرين، وكان المحامون النازيون المتطرفون داعمين لاستخدام النماذج الأمريكية.[7] ألهمت قوانين المواطنة الأمريكية العرقية وقوانين مناهضة الاختلاط العرقي، بشكل مباشر، قانونين من قوانين نورمبرغ، وهما قانون المواطنة وقانون الدم.[7] منع حظر الزواج العرقي (مناهضة الاختلاط العرقي) العلاقات الجنسية والزواج بين أناس مصنفين «آريين» و«غير آريين». وقد أُطلق على مثل هذه العلاقات التلويث العرقي (Rassenschande). في البداية، كانت القوانين موجهة بشكل رئيس إلى اليهود، إلا إنها اتسعت فيما بعد لتشمل «الغجر، الزنوج، وذرياتهم غير الشرعية».[8][9][10] واجه الآريون الذين وجدوا مدانين بالحبس في معسكرات الاعتقال، بينما عوقب بعض غير الآريين بالإعدام.[11] وللحفاظ على ما يسمى نقاوة الدم الألماني، عقب بدء الحرب، وسع النازيون قانون التلويث العرقي ليشمل جميع الأجانب (غير الألمان).[12]
في عهد الحكومة العامة لبولندا المحتلة عام 1940، قام النازيون بتقسيم السكان إلى مجموعات مختلفة بحقوق مختلفة، حصص غذائية مختلفة، مساكن مختلفة في المدن، ووسائل مواصلات عامة مختلفة، إلخ. وفي محاولة لخلق انشقاق عن الهوية البولندية، فقد سعوا إلى إنشاء تفريعات إثنية من الكاشوبيين والغوراليين، وذلك بناء على «العنصر الألماني» المزعوم لدى هذه الجماعات.
خلال ثلاثينيات وأربعينات القرن العشرين، أُجبر اليهود في الولايات المحكومة من قبل النازيين على ارتداء شرائط صفراء أو وضع نجمة داوود، وقد تعرضوا، هم والغجر الرومان، للتمييز بفعل القوانين العنصري. لم يسمح للأطباء اليهود بمعالجة المرضى الآريين، ولم يسمح أيضا للأساتذة الجامعيين اليهود بالتدريس لتلاميذ آريين. وبالإضافة إلى ذلك، فلم يسمح لليهود بركوب المواصلات العامة، إلى جانب العبارات، وسمح لهم بالتبضع من المتاجر من الساعة الثالثة وحتى الخامسة مساء فحسب. عقب ليلة الزجاج المكسور (Kristallnacht)، غُرِّم اليهود بمليون مارك جراء الأضرار التي تسببت فيها القوات النازية وأفراد الإس إس.
تعرض اليهود والغجر إلى إبادة جماعية في الهولوكوست كجماعات عرقية «غير مرغوبة». وقد أنشأ النازيون غيتوهات لتقييد اليهود وأحيانا الغجر في مناطق مكتظة محكمة بمدن أوروبا الشرقية، وتم تحويل تلك المناطق إلى معسكرات اعتقال بحكم الواقع. كان غيتو وارسو الأكبر من بين هذه الغيتوهات، حيث اشتمل على 400 ألف شخص. وأما غيتو لودز، وهو الثاني حجما، فقد اشتمل على نحو 160 ألف شخص.[13]
انظر أيضاً
مراجع
- Racial segregation. Britannica Online Encyclopedia. نسخة محفوظة 03 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
- "Algeria was in fact a colony but constitutionally was a part of France and not thought of in the 1950s (even by many on the left) as a colony. It was a society of nine million or so 'Muslim' Algerians who were dominated by the million settlers of diverse origins (but fiercely French) who maintained a quasi-apartheid regime." Bell, David Scott. Presidential Power in Fifth Republic France, Berg Publishers, 2000, p. 36.
- "[the] senatus-consulte of 1865 stipulated that all the colonised indigenous were under French jurisdiction, i.e., French nationals subjected to French laws, but it restricted citizenship only to those who renounced their Muslim religion and culture. There was an obvious split in French legal discourse: a split between nationality and citizenship which established the formal structures of a political apartheid encouraging the existence of 'French subjects' disenfranchised, without any rights to citizenship, treated as objects of French law and not citizens". Debra Kelly. Autobiography And Independence: Selfhood and Creativity in North African Postcolonial Writing in French, Liverpool University Press, 2005, p. 43.
- "In contrast with the Moroccan and Tunisian protectorates, Algeria was made an integral part of France and became a colony of settlement for more than one million Europeans... under colonial rule, Algerians encountered France's 'civilising mission' only through the plundering of lands and colonial apartheid society..." Bonora-Waisman, Camille. France and the Algerian Conflict: Issues in Democracy and Political Stability, 1988–1995, Ashgate Publishing, 2003, p. 3.
- "As a settler colony with an internal system of apartheid, administered under the fiction that it was part of metropolitan France, and endowed with a powerful colonial lobby that virtually determined the course of French politics with respect to its internal affairs, it experienced insurrection in 1954 on the part of its Muslim population." Wall, Irwin M. France, the United States, and the Algerian War, University of California Press, 2001, p. 262.
- "The Situation with the Sorbs in the Past and Present - تصفح: نسخة محفوظة 13 July 2011 على موقع واي باك مشين." (pdf).
- Raabe, p. 189.
- S. H. Milton (2001). "Gypsies" as social outsiders in Nazi Germany". In Robert Gellately and Nathan Stoltzfus (المحرر). Social Outsiders in Nazi Germany. Princeton University Press. صفحات 216, 231. .
- Michael Burleigh (7 November 1991). The Racial State: Germany 1933–1945. Cambridge University Press. صفحة 49. . مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2020.
- The Laws for the Protection of German Blood and German Honour (15 September 1935), section 1. "Marriages between Jews and citizens of German or kindred blood are forbidden. Marriages concluded in defiance of this law are void, even if, for the purpose of evading this law, they were concluded abroad."
- Leila J. Rupp, Mobilizing Women for War, p 125, (ردمك )
- Q. Whitman, James (2017). Hitler's American Model: The United States and the Making of Nazi Race Law. Princeton University Press. صفحات 37–43.
- "Holocaust Timeline: The Ghettos". Fcit.usf.edu. 23 November 1939. مؤرشف من الأصل في 03 مايو 201918 يناير 2010.