الرئيسيةعريقبحث

عصبة بريزرن


عصبة بريزرن (المعروفة رسميًا باسم عصبة الدفاع عن حقوق الأمة الألبانية)، كانت منظمة سياسية ألبانية تأسست رسميًا في العاشر من يونيو عام 1878 في مدينة بريزرن القديمة في ولاية كوسوفو التابعة للدولة العثمانية، وقُمعت في عام 1881.

وضع كل من اتفاقيتي سان ستيفانو وبرلين المناطق التي كانت مأهولة من قبل الألبان ضمن دول أخرى. أدى عجز الباب العالي عن حماية مصالح المنطقة التي كانت مسلمة بنسبة 70% ومؤيدة للحكم العثماني بشكل كبير إلى إجبار القادة الألبان على التفكير الجدي بإنشاء حكم ذاتي مستقل، لا على تنظيم دفاعهم فقط، كما فعلت صربيا والإمارات الدانوبية قبل الوصول إلى الاستقلال.[1]

تأسست العصبة بعد اجتماع 47 بيك عثماني، وجُمعت المواقف الأساسية للعصبة في وثيقة سُميت المرسوم. في هذه الوثيقة، شدد قادة الألبان على رغبتهم بالحفاظ على سلامة أراضي الدولة العثمانية في البلقان من خلال دعم الباب العالي، بالإضافة إلى «الصراع العسكري للدفاع عن وحدة أراضي ألبانيا». على الرغم من أن الاتفاقية لم تتطرق إلى مواضيع الإصلاحات والمدارس والاستقلال الذاتي أو وحدة الشعب الألباني ضمن ولاية واحدة تحت قيادة أبديل فراشيري، تغير هذا الموقف بسرعة وصولًا إلى طلب الاستقلال الذاتي للألبان والحرب المفتوحة على الدولة العثمانية.

خلفية تاريخية

وجهت الحرب الروسية التركية ضربة قاضية للسيطرة العثمانية على شبه جزيرة البلقان، مُضعفةً سلطتها في ألبانيا والبلقان الشرقية. أدت مخاوف الألبان من تقسيم الأراضي التي سكنوا فيها لقرون بين الجبل الأسود وصربيا وبلغاريا واليونان إلى تغذية الدعوات المنادية بالاستقلال. كانت معاهدة سان ستيفانو الفاشلة أولى الاتفاقيات التالية للحرب. وُقعت هذه الاتفاقية في الثالث من مارس عام 1878، ونُسبت المناطق المشمولة في رابطة بريزرن إلى صربيا والجبل الأسود وبلغاريا. اعترضت الإمبراطورية النمساوية المجرية والمملكة المتحدة على الاتفاق لأنه أعطى روسيا موطئ قدم في البلقان، وبالتالي أخل بتوازن القوى في أوروبا. في وقت لاحق من العام ذاته، عُقد مؤتمر سلام لتسوية الخلاف في برلين.[2][3][4][5][6][7]

دفع الوضع العام الألبان إلى تنظيم أنفسهم في مجالس محلية هادفة إلى حماية الأراضي المأهولة بهم. بحلول نهاية عام 1877، أصبح الحفاظ على سلامة الأراضي الألبانية أمرًا صعبًا. في الثالث عشر من ديسمبر عام 1877، أعلن كل من صربيا والجبل الأسود الحرب على الدولة العثمانية مدعومين من الجيش الروسي، ووزعوا هجماتهم على الأجزاء الشمالية من ألبانيا. لم يكن الألبان قادرين على الدفاع عن مناطق ومدن عديدة في الشمال الشرقي والشمال الغربي لألبانيا. عند احتلال هذه الأراضي، هرب القادة العثمانيون (ذوو الأصل الألباني بشكل أساسي) من المناطق المحررة أو طُردوا منها. خلال الحرب الروسية التركية، نفى الجيش الصربي المهاجم معظمَ السكان الألبان المسلمين من منطقتي توبليكا ونيش إلى كوسوفو، ما دفع الألبان إلى تشكيل ما عُرف لاحقًا باسم عصبة بريزرن (1878 – 1881) ردًا على الأزمة الشرقية الكبرى.[8][9][10][11][12][13][14]

متأثرة بهذه الأحداث، اندمجت المجالس المحلية للخلاص الوطني ضمن هيئة تنظيمية واحدة. أسس الألبان في إسطنبول بتاريخ الثاني عشر من ديسمبر عام 1877 اللجنة المركزية للدفاع عن حقوق الأمة الألبانية. أثارت اتفاقية سان ستيفانو قلق الألبان والبوسنيين، ودفعت قادتهم إلى تنظيم أنفسهم للدفاع عن الأراضي التي يسكنونها. في ربيع عام 1877، نظم القادة الألبان المؤثرون في إسطنبول، ومن بينهم أبديل فراشيري قائد الحركة الوطنية الألبانية في أعوامها الأولى، لجنة لإدارة المقاومة الألبانية. في شهر مايو، دعت المجموعة إلى اجتماع عام لممثلي جميع المناطق التي توجد فيها تجمعات سكانية ألبانية خلال تلك الفترة. كان أعضاء اللجنة علي إبرا، وزيجا بريشتينا، وسامي فراشيري، وياني فريتو، وواصي باشا، وباكا كورتي جيوكاي، وأبديل فراشيري.[15][16][17][18]

الاجتماع في بريزرن

ورد في بيان المؤتمر التأسيسي لعصبة بريزرن عام 1878 ما يلي:

«نرغب من كل قلبنا أن نعيش بسلام مع جميع جيراننا، صربيا، والجبل الأسود، واليونان، وبلغاريا... نحن لا نرغب ولا نطلب أي شيء منهم، لكننا جميعًا مصرون على حماية كل ما هو ملكنا».

تأسست عصبة بريزرن من اجتماع عدد من المثقفين الألبان لمقاومة التقسيم بين بلاد البلقان المجاورة، والتشديد على الوعي القومي الألباني من خلال جمع الألبان في أمة موحدة لغويًا وثقافيًا. خلال اجتماع بريزرن، وقع على الوثيقة 47 بيك بتاريخ الثامن عشر من يونيو عام 1878. مثّل البيان موقفًا مبدئيًا مدعومًا بشكل أساسي من قبل ملاك الأراضي والأشخاص المرتبطين بالإدارة العثمانية. في البند الأول من الوثيقة، أعاد هؤلاء القادة الألبان رغبتهم بحماية سلامة أراضي الدولة العثمانية في البلقان والحفاظ عليها من خلال دعم الباب العالي و«الصراع العسكري للدفاع عن وحدة أراضي ألبانيا». أعاد البند السادس من الوثيقة ذاتها ذكر عداوة الألبان، بصفتهم مؤيدين للعثمانيين، لكل من بلغاريا وصربيا، وذكر البيان «لا يجب أن نسمح للجيوش الأجنبية باحتلال أراضينا. لا يجب أن نعترف باسم بلغاريا. إذا لم تخرج صربيا بسلام من الأراضي المحتلة بصورة غير شرعية، سوف نرسل الباشبوزق ونحارب حتى النهاية لتحرير هذه المناطق، ومن ضمنها الجبل الأسود».[19][20]

في الاجتماع الأول للعصبة، لم تذكر المذكرة شيئًا عن الإصلاحات، أو المدارس، أو الاستقلال الذاتي، أو وحدة الشعب الألباني في ولاية واحدة. لم تكن العصبة وسيلة لطلب الاستقلال الألباني أو حتى الاستقلال الذاتي تحت سيطرة الدولة العثمانية. ولكن، كما اقترح واصي باشا، مجرد توحيد جميع الأراضي المشمولة في الاتفاق ضمن ولاية عثمانية واحدة. أراد المشاركون إعادة الوضع الراهن كما كان قبل بداية الحرب الروسية التركية بين عامي 1877 و1878. كان الهدف الأساسي هو الدفاع ضد الأخطار المباشرة، وبعد وقت قريب، تحول هذا الموقف جذريًا وصولًا إلى المطالبة بالاستقلال والحرب المفتوحة ضد الدولة العثمانية كما ذكر أبديل فراشيري.[21][22][23][24][25]

المراجع

  1. Jelavich, Barbara (1999). History of the Balkans: Eighteenth and nineteenth centuries. Cambridge University: Cambridge University Press. صفحة 361.  . مؤرشف من الأصل في 9 يناير 2020.
  2. Gawrych 2006، صفحة 38.
  3. Skendi 1967، صفحات 33–34.
  4. Gawrych 2006، صفحات 44–45.
  5. Skendi 1967، صفحة 43.
  6. Gawrych 2006، صفحة 45.
  7. Skendi 1967، صفحات 43–44.
  8. Gawrych 2006، صفحة 40.
  9. Skendi 1967، صفحة 36.
  10. Frantz, Eva Anne (2009). "Violence and its Impact on Loyalty and Identity Formation in Late Ottoman Kosovo: Muslims and Christians in a Period of Reform and Transformation". Journal of Muslim Minority Affairs. 29 (4): 460–461. doi:10.1080/13602000903411366. "In consequence of the Russian-Ottoman war, a violent expulsion of nearly the entire Muslim, predominantly Albanian-speaking, population was carried out in the sanjak of Niš and Toplica during the winter of 1877–1878 by the Serbian troops. This was one major factor encouraging further violence, but also contributing greatly to the formation of the League of Prizren. The league was created in an opposing reaction to the Treaty of San Stefano and the Congress of Berlin and is generally regarded as the beginning of the Albanian national movement.
  11. Poulton, Hugh (1995). Who are the Macedonians?. Bloomington: Indiana University Press. صفحة 65.  . مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2020.
  12. Kostov, Chris (2010). Contested Ethnic Identity: The Case of Macedonian Immigrants in Toronto 1900–1996. Oxford: Peter Lang. صفحة 40.  . مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2020.
  13. Gawrych 2006، صفحات 43–44.
  14. Gawrych 2006، صفحة 39.
  15. Skendi 1967، صفحات 36–37.
  16. Gawrych 2006، صفحة 44.
  17. Skendi 1967، صفحات 35–38, 47.
  18. "Albanian League of Prizren". مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 201423 نوفمبر 2014.
  19. Elsie, Robert. "1878 The Resolutions of the League of Prizren". مؤرشف من الأصل في 20 فبراير 201120 فبراير 2011. we will not allow any foreign troops to enter our territory. We will not recognize Bulgaria and do not even wish to hear its name mentioned. If Serbia does not agree to give up the regions it has occupied illegally, we will deploy volunteer corps (akindjiler) against it and do our utmost to bring about the return of these regions. We will do the same with Montenegro.
  20. Gawrych 2006، صفحة 46.
  21. Kopeček, Michal (2006), Discourses of collective identity in Central and Southeast Europe (1770–1945), 2, Budapest, Hungary: Central European University Press,  , مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 2015,18 يناير 2011, Soon after this first meeting,....mainly under the influence of ... Abdyl Frashëri ... new agenda included ... the fonding of an autonomous Albanian Vilayet
  22. Skendi 1967، صفحة 45.
  23. Gawrych 2006، صفحة 47.
  24. Elsie, Robert (2005), Albanian literature: a short history, London: I.B. Tauris in association with the Centre for Albanian Studies, صفحة 82,  , مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2019,18 يناير 2011, Far from an appeal for Albania independence, or even autonomy within empire, Pashko Vasa proposed simply the unification of Albanian speaking territory within one vilayet, and a certain degree of local government
  25. Gawrych 2006، صفحات 46–47. "a 16 point "decision memorandum" (kararname) said nothing about reforms, schools, autonomy, nothing even about the unification of the Albanian lands in one vilayet"

موسوعات ذات صلة :