حدث غزو الولايات المتحدة لأفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر أواخر العام 2001 [1] ودعَمه حلفاء الولايات المتحدة المقربون. يُعرف النزاع أيضًا بحرب الولايات المتحدة في أفغانستان.[2] كانت أهدافه العلنية تفكيك تنظيم القاعدة وحرمانه من قاعدة آمنة للعمليات في أفغانستان عبر الإطاحة بطالبان من السلطة.[3] كانت المملكة المتحدة حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة ،إذ قدمت الدعم للعمل العسكري منذ بدء التحضيرات للغزو. تلى الغزو الحرب الأهلية الأفغانية 1996-2001 بين طالبان ومجموعات التحالف الشمالي، على الرغم من أن طالبان سيطرت على 90% من البلاد بحلول عام 2001. بات الغزو الأمريكي لأفغانستان الفترة الأولى من الحرب في أفغانستان (2001-الآن).
طالب الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش بتسليم طالبان لأسامة بن لادن وطرد القاعدة، كان بن لادن مطلوبًا من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ عام 1998. رفضت طالبان تسليمه ما لم تُمنح ما اعتبرته دليلًا مقنعًا على ضلوعه في هجمات 11 سبتمبر،[4] وتجاهلت مطالب إغلاق القواعد الإرهابية وتسليم إرهابيين آخرين مشتبه بهم بمعزل عن بن لادن. رفضت الولايات المتحدة الطلب معتبرةً إياه تكتيك مماطلة لا معنى له، وشنت مع المملكة المتحدة عملية الحرية الدائمة في 7 أكتوبر 2001. انضمت قوات أخرى، من بينها قوات التحالف الشمالي على الأرض،[5][6] في وقت لاحق إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. طردت الولايات المتحدة وحلفاؤها حركة طالبان من السلطة سريعًا بحلول 17 ديسمبر 2001، وبنت قواعد عسكرية بالقرب من المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد. لم يُقبض على معظم أعضاء القاعدة وطالبان، وهربوا إلى باكستان المجاورة أو انسحبوا إلى المناطق الجبلية الريفية أو النائية في أثناء معركة تورا بورا.
في ديسمبر 2001، أنشأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قوة المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان (آي إي إيه إف) للإشراف على العمليات العسكرية في البلاد وتدريب قوات الأمن الوطنية الأفغانية. في مؤتمر بون في ديسمبر 2001، اختير حامد كرزاي لرئاسة الإدارة الأفغانية المؤقتة، التي أصبحت بعد لويا جيرغا (الجمعية الكبرى) لعام 2002 في كابول الإدارة الانتقالية الأفغانية. في الانتخابات الشعبية عام 2004، انتخب كرزاي رئيسًا للبلاد التي تسمى الآن جمهورية أفغانستان الإسلامية.[7] في أغسطس 2003، بات حلف شمال الأطلسي منخرطًا كحليف، إذ تولى قيادة قوة المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان. كان جزء من القوات الأمريكية في أفغانستان يعمل تحت قيادة حلف شمال الأطلسي، وظلت بقية القوات تحت قيادة أمريكية مباشرة.[8] أعاد زعيم طالبان ملا عمر تنظيم الحركة، وفي عام 2002 شنت طالبان تمردًا ضد الحكومة وقوة المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان استمر حتى اليوم.[9][10]
جذور الحرب الأهلية الأفغانية
بدأ النظام السياسي في أفغانستان بالانهيار مع الإطاحة بالملك زاهر شاه من قبل ابن عمه محمد داود خان في انقلاب سلمي عام 1973. عمل داود خان رئيسًا للوزراء منذ عام 1953 ودعَم التحديث الاقتصادي وتحرير المرأة والنزعة القومية البشتونية. شكّل هذا تهديدًا لباكستان المجاورة، التي كانت تواجه سكانها البشتونيين الذين أثاروا اضطرابات. في منتصف السبعينيات، بدأ رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو في تشجيع الزعماء الإسلاميين الأفغان، مثل برهان الدين رباني وغلبدين حكمتيار، على محاربة النظام. في عام 1978، قُتل دواد خان في انقلاب قام به الحزب الشيوعي الأفغاني، شريكه السابق في الحكومة، الذي عُرف بحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني. دفع حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني باتجاه تحول اشتراكي عبر إلغاء الزواج المدبر وتعزيز محو الأمية الجماعية وإصلاح ملكية الأرض. أدى ذلك إلى تقويض النظام القبلي التقليدي وأثار معارضة الزعماء الإسلاميين في المناطق الريفية، إلا أن الحملة التي شنها حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ساهمت بشكل خاص في اندلاع التمرد، بما في ذلك انتفاضة إسماعيل خان في هيرات. أحاطت بحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني خلافات قيادية داخلية وأضعفه انقلاب داخلي في 11 سبتمبر 1979، حين أطاح حفيظ الله أمين بنور محمد تركي. مع شعوره بضعف حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني، تدخل الاتحاد السوفييتي عسكريًا بعد ثلاثة أشهر للإطاحة بأمين وتعيين فصيل آخر من حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني بقيادة بابراك كارمال.
دفَع دخول الاتحاد السوفييتي إلى أفغانستان في ديسمبر 1979 خصومه في الحرب الباردة (الولايات المتحدة وباكستان والسعودية والصين) إلى دعم المتمردين الذي كانوا يحاربون جمهورية أفغانستان الديمقراطية المدعومة من قبل السوفييت. على النقيض من الحكومة العلمانية والاشتراكية التي كانت تسيطر على المدن، سيطر المجاهدون المتحفزون دينيًا على معظم الريف. كان جلال الدين حقاني، إلى جانب رباني وحكمتيار وخان، من بين القادة المجاهدين الآخرين. عملت وكالة الاستخبارات المركزية عن كثب مع المخابرات الباكستانية لتقديم الدعم الأجنبي للمجاهدين. جذبت الحرب أيضًا متطوعين عرب، عُرفوا باسم «العرب الأفغان»، من بينهم أسامة بن لادن.
بعد انسحاب الجيش السوفييتي من أفغانستان في مايو 1989، صمد نظام حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني في عهد نجيب الله حتى عام 1992، حين حرم انهيار الاتحاد السوفييتي النظام من المساعدات، وسهّل انشقاق الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دستم الوصول إلى كابول. مع خلو المسرح السياسي من الاشتراكيين الأفغان، تنافس أمراء الحرب الإسلاميون المتبقون على السلطة. بحلول ذلك الوقت، كان بن لادن قد غادر البلاد. وتضاءل اهتمام الولايات المتحدة بأفغانستان.
حكم أمراء الحرب (1992-1996)
في عام 1992، أصبح رباني رسميًا رئيسًا لجمهورية أفغانستان الإسلامية، إلا أنه ترتب عليه خوض حرب ضد أمراء حرب آخرين للسيطرة على كابول. في أواخر عام 1994، هزم وزير الدفاع التابع لرباني، أحمد شاه مسعود، حكمتيار في كابول وأنهى القصف المستمر للعاصمة. حاول مسعود الشروع في عملية سياسية على الصعيد الوطني بهدف الدمج الوطني. حافظ أمراء الحرب الآخرون، من بينهم إسماعيل خان في الغرب ودستم في الشمال، على إقطاعياتهم.[11][12][13]
في عام 1994، عاد الملا عمر -مجاهد بشتوني علّم في المدرسة الإسلامية- إلى قندهار وأسس طالبان. كان أتباعه طلاب دين، عُرفوا بالطالب، وسعوا إلى إنهاء أميرية الحرب من خلال التزام صارم بالشريعة الإسلامية. بحلول نوفمبر من عام 1994، كانت طالبان قد استولت على كامل مقاطعة قندهار. ورفضوا عرض الحكومة بالانضمام إلى حكومة ائتلافية وساروا في كابول عام 1995.[14]
إمارة طالبان ضد التحالف الشمالي
تلت انتصارات طالبان الأولى في عام 1994 سلسلة من الهزائم المكلفة. قدمت باكستان دعمًا قويًا لطالبان. وصف محللون مثل أمين سيكال المجموعة بأنها تتطور إلى قوة بالوكالة لمصالح باكستان الإقليمية، الأمر الذي نفته طالبان. بدأت طالبان قصف كابول مطلع العام 1995، إلا أنها أُرغمت على الانسحاب من قبل مسعود.[15]
في 27 سبتمبر 1996، استولت طالبان، مع دعم عسكري من باكستان ودعم مالي من السعودية، على كابول وأسست إمارة أفغانستان الإسلامية. وفرضت تفسيرها الأصولي للإسلام في المناطق التي كانت تحت سيطرتها، وأصدرت فتاوى تمنع النساء من العمل خارج المنزل أو الذهاب إلى المدرسة أو مغادرة منازلهن ما لم يرافقهن قريب ذكر. بحسب الخبير الباكستاني أحمد رشيد، «بين عامي 1994 و1999، تدرَّب وحارب في أفغانستان ما يقدر بنحو 80 ألف حتى 100 ألف باكستاني» إلى جانب طالبان.[16][17]
المراجع
- Peter Dahl Thruelsen, From Soldier to Civilian: DISARMAMENT DEMOBILISATION REINTEGRATION IN AFGHANISTAN, DIIS REPORT 2006:7, 12, supported by Uppsala Conflict Database Project, Uppsala University.
- "U.S. War in Afghanistan: 1999-Present". cfr.org. Council on Foreign Relations. 2014. مؤرشف من الأصل في 02 مارس 201521 فبراير 2015. "U.S. War in Afghanistan". NBCNews.com. NBC News Digital. 2015. مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 201921 فبراير 2015. Lamothe, Dan (6 January 2015). "This new graphic shows the state of the U.S. war in Afghanistan". Washington post. مؤرشف من الأصل في 09 مارس 202021 فبراير 2015. Matt Doeden; Blake Hoena (1 January 2014). War in Afghanistan: An Interactive Modern History Adventure. Capstone. صفحة 2. . مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2019. David P. Auerswald; Stephen M. Saideman (5 January 2014). NATO in Afghanistan: Fighting Together, Fighting Alone. Princeton University Press. صفحة 87. . مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2020. Michael Cox; Doug Stokes (9 February 2012). US Foreign Policy. Oxford University Press. صفحة 140. . مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2020. Robert M. Cassidy (Ph.D.) (2004). Peacekeeping in the Abyss: British and American Peacekeeping Doctrine and Practice After the Cold War. Greenwood Publishing Group. صفحة 243. . مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2020.
- Darlene Superville and Steven R. Hurst. "Updated: Obama speech balances Afghanistan troop buildup with exit pledge they killed over 4000 americans". cleveland.com. Associated Press. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2018. and Arkedis, Jim (23 October 2009). "Why Al Qaeda Wants a Safe Haven". Foreign Policy. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 201413 يونيو 2014.
- "Bush rejects Taliban offer to hand Bin Laden over". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 202024 يناير 2015.
- Vulliamy, Ed; Wintour, Patrick; Traynor, Ian; Ahmed, Kamal (7 October 2001). "After the September Eleventh Terrorist attacks on America, "It's time for war, Bush and Blair tell Taliban – We're ready to go in – PM|Planes shot at over Kabul". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 201902 أغسطس 2011.
- "Canada in Afghanistan: 2001". National Post. مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 201907 يونيو 2013.
- Felbab-Brown, Vanda (2012). "Slip-Sliding on a Yellow Brick Road: Stabilization Efforts in Afghanistan". Stability: International Journal of Security and Development. 1 (1): 4–19. doi:.
- Rubin, Alyssa J. (22 December 2009). "NATO Chief Promises to Stand by Afghanistan". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 201929 يناير 2014.
- "The Taliban Resurgence in Afghanistan". مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 2006.
- Rothstein, Hy S (15 August 2006). Afghanistan: and the troubled future of unconventional warfare By Hy S. Rothstein. . مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2019.
- "Casting Shadows: War Crimes and Crimes against Humanity: 1978–2001" ( كتاب إلكتروني PDF ). Afghanistan Justice Project. 2005. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في October 4, 2013.
- "Afghanistan: Further Information on Fear for Safety and New Concern: Deliberate and Arbitrary Killings: Civilians in Kabul". Amnesty International. 16 November 1995. مؤرشف من الأصل في 18 سبتمبر 201419 نوفمبر 2012.
- "Afghanistan: escalation of indiscriminate shelling in Kabul". International Committee of the Red Cross. 1995. مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2016.
- Marcela Grad (1 March 2009). Massoud: An Intimate Portrait of the Legendary Afghan Leader. Webster University Press. صفحة 310.
- . على يوتيوب
- Maley, William (2009). The Afghanistan wars. Palgrave Macmillan. صفحة 288. .
- Peter Tomsen said that up until 9/11, Pakistani military and ISI officers, along with thousands of regular Pakistani armed forces personnel, had been involved in the fighting in Afghanistan.Tomsen, Peter (2011). Wars of Afghanistan. PublicAffairs. صفحة 322. .