الرئيسيةعريقبحث

فائز الخوري


☰ جدول المحتويات


فائز الخوري(1895-1959)، سياسي سوري ورجل قانون، تولى وزارة الخارجية السورية خلال الحرب العالمية الثانية وعُيّن سفيراً في موسكو ثمّ في واشطن وأخيراً في لندن حتى عام 1956. وهو أحد قادة الكتلة الوطنية التي حاربت الإنتداب الفرنسي في سورية ومن أبرز مُشرعي الدستور السوري لعام 1928. وهو الشقيق الأصغر لفارس الخوري، رئيس الحكومة السورية في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين.

فائز الخوري
سياسي سوري ورجل قانون

وزير خارجية
في المنصب
23 شباط 1939 – 5 نيسان 1939
▶︎ سعد الله الجابري
خالد العظم ◀︎
وزير خارجية
في المنصب
20 أيلول 1941 – 25 أذار 1943
▶︎ لا يوجد
نعيم انطاكي ◀︎
معلومات شخصية
الميلاد 1895
دمشق
الوفاة 1959
دمشق
الجنسية سوريا
الحياة العملية
الحزب الكتلة الوطنية 1927

البداية

وُلد فائز الخوري لأسرة مسيحية أصلها من قرية الكفير الواقعة على سفح جبل حرمون. جاء مع شقيقه الأكبر فارس الخوري إلى دمشق الذي أرسله إلى الجامعة الأميركية في بيروت ومن ثم إلى معهد الحقوق في إسطنبول.[1] وقد سيق فائز الخوري إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العثماني وخدم في جبهة القوقاز قبل أن يتم إلقاء القبض عليه ليلة 10 كانون الثاني 1916 بتهمة الانتماء إلى المنتدى الأدبي ومعارضة الدولة العثمانية. وقد مَثَل أمام الديوان الحربي في مدينة عاليه بجبل لبنان قبل أن يتم إطلاق سراحه بسبب صغر سنه، عبر وساطة شقيقه الذي كان قد انتُخب نائباً في مجلس المبعوثان.[2]

نشاطه في الكتلة الوطنية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سافر فائز الخوري إلى فرنسا للحصول على الشهادة العليا في القانون وعاد إلى دمشق مستشاراً في محكمة النقض ومُدرّساً لمادة القانون الروماني في الجامعة السورية.[3] انتسب إلى الكتلة الوطنية التي كان شقيقه فارس الخوري أحد زعمائها وانتُخب كنائب عنها في المؤتمر التأسيسي المكلّف بوضع أول دستور للبلاد سنة 1928. وقد لعب الخوري دوراً محورياً في كتابة مواد الدستور مع زميله في كلية الحقوق فوزي الغزي، حيث وضعوا دستوراً عصرياً لا ذكر فيه بالمطلق للانتداب الفرنسي الذي كان قد فُرض بقوة السلاح على سورية منذ عام 1920.[4] وقد أصر كلّ من فائز الخوري وفوزي الغزي على إعطاء صلاحيات دستورية كاملة لرئيس الجمهورية السورية المنتخب بدلاً من المندوب السامي الفرنسي المعين من قبل باريس، مما أغضب حكومة الانتداب التي طالبتهم بحذف أو تعديل بعض المواد. وعندما رفض زعماء الكتلة الاستجابة لطلب الفرنسيين، قامت المفوضية الفرنسية العليا في بيروت بتعطيل الدستور إلى أجل غير مسمى ووقف كافة أعمال لجنته المنتخبة.[5]

الخوري وزيراً في عهد هاشم الأتاسي

وصلت الكتلة الوطنية إلى الحكم مع نهاية عام 1936، بعد توقيعها على معاهدة مع الحكومة الفرنسية، تُعطي سوريا الاستقلال التدريجي على مدى خمسة وعشرين سنة. وقد انتُخب رئيس الكتلة الوطنية هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية وفارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي، وفائز الخوري نائباً عن دمشق. وفي نفس السنة، تم انتخابه نقيباً للمحامين.[3] و23 شباط 1939، سُمّي فائز الخوري وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس لطفي الحفار، وهو من قادة الكتلة الوطنية، في ظلّ تأزم العلاقات بين سورية وفرنسا بسبب رفض البرلمان الفرنسي التصديق على معادهة عام 1936. وكانت حجتهم تقول بأن فرنسا لا تسطيع التخلي من مستعمراتها في الشرق الأوسط نظراً لتصاعد احتمال نشوب حرب عالمية جديدة في أوروبا. وعند استقالة حكومة الحفار في 5 نيسان 1939، بعد أربعين يوم فقط من تشكيلها، عاد فائز الخوري إلى عمله في جامعة دمشق وانتُخب عميداً لكلية الحقوق، خلفاً لشقيقه فارس  الخوري.[3]

الخوري وزيراً في عهد الشيخ تاج

وعندما وصلت قوات فرنسا الحرة إلى سورية في منتصف الحرب العالمية الثانية، بهدف تحريرها من حكم ألمانيا النازية، سُمّي تاج الدين الحسني رئيساً للجمهورية سنة 1941، ليحكم البلاد من دون أي مرجعية دستورية أو نيابية، نظراً لظروف الحرب. وقد أوعز شارل ديغول، قائد قوات فرنسا الحرة، بإعطاء الشعب السوري استقلاله عن الانتداب، مع شرط بقاء جيوش الحلفاء في سوريا حتى انتهاء الحرب في أوروبا.[6] شُكلت حكومة وطنية برئاسة حسن الحكيم عُيّن فيها فائز الخوري وزيراً للخارجية، ممثلاً عن الكتلة الوطنية. وبعث برسائل إلى كافة رؤساء وملوك العالم، معلناً استقلال سورية وتم تبادل العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وكلّ من بريطانيا واليونان وإيران ومصر والسعودية والعراق. وقد حافظ الخوري على منصبه في كافة الحكومات التي تعاقبت على عهد الشيخ تاج، من حسن الحكيم (أيلول – نيسان 1942) إلى حسني البرازي (نيسان 1942 – كانون الثاني 1943) وصولاً إلى جميل الأُلشي، الذي عُيّن رئيساً للحكومة قبل أيام معدودة من وفاة رئيس الجمهورية في 17 كانون الثاني 1943. وعند تشكيل حكومة الأُلشي وتسلّمه رئاسة الدولة بالوكالة، أبقى على فائز الخوري في منصبه وزيراً للخارجية حتى أذار 1943.[6]

سفيراً في عهد الرئيس شكري القوتلي

في صيف العام 1943، أُجريت انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا، أوصلت شكري القوتلي إلى الحكم، وأعادت فارس الخوري إلى رئاسة المجلس النيابي. قام القوتلي بتعين فائز الخوري سفيراً في موسكو، حيث قدم أوراق اعتماده لجوزيف ستالين وأشرف على دعوة وزير خارجية الإتحاد السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف إلى دمشق. وعند جلاء الجيوش الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1946، نُقل فائز الخوري سفيراً في الولايات المتحدة وسُمّي عضواً في الوفد السوري الدائم في الأمم المتحدة، الذي كان شقيقه فارس الخوري يترأسه منذ أيار 1945.[7] وخلال فترة تواجده في واشنطن، اجتمع الخوري بالرئيس الاميركي هاري ترومان وعارض قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما عَمل مستشاراً لدى البنك الدولي.[6]

بقي الخوري في واشنطن حتى عام 1952، بعيداً عن مسرح الأحداث في سورية الذي شهد سلسلة من الانقلابات العسكرية ابتداءً من العام 1949. لم يتعرض له أحد من الضباط، بالرغم من قربه من الرئيس شكري القوتلي الذي أُطيح به عام 1949، وجُدّدت مهمته في واشنطن من قبل قائد الانقلاب الأول حسني الزعيم والثاني سامي الحناوي والثالث أديب الشيشكلي، الذي عينه سفيراً في لندن سنة 1952. قدم الخوري أوراق اعمتاده للملكة إليزابيث الثانية، التي كانت حديثة العهد في بريطانيا يومئذ، وحافظ على منصبه حتى قطع العلاقات السورية البريطانية سنة 1956 بسبب العدوان الثلاثي على مصر.[6]

الوفاة

توفي فائز الخوري في دمشق عن عمر ناهز 65 عاماً يوم 27 حزيران 1959، وكتب فارس الخوري في يومياته معلقاً: "موت فائز...وا أسفاه."[8]

المراجع

  1. كوليت خوري (1989–2015). أوراق فارس الخوري، الجزء الأول ص 84.
  2. كوليت خوري (1989–2015). أوراق فارس الخوري، الجزء الأول ص 143.
  3. جورج فارس (1957). من هم في العالم العربي، ص 230. دمشق.
  4. فيليب خوري (1987). من هم في العالم العربي، ص 230 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برينستون.
  5. فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 340 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برينستون.
  6. سامي مروان مبيّض (2005). فولاذ وحرير، ص 414-415 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة.
  7. جورج فارس. (1957). من هم في العالم العربي، ص 230. دمشق.
  8. كوليت خوري (1989–2015). أوراق فارس الخوري، الجزء الأول ص 35.

موسوعات ذات صلة :

شعار لموسوعة تاريخ دمشق.jpg

وُثّق نص هذه المقالة أو أجزاء منه من قبل مؤسسة تاريخ دمشق.

رخصة CC BY-SA 3.0