العدوان الثلاثي أو حرب 1956 كما تعرف في مصر والدول العربية أو أزمة السويس أو حرب السويس كما تعرف في الدول الغربية أو حرب سيناء أو حملة سيناء أو العملية قادش كما تعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، وهي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948، وتعد واحدة من أهم الأحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت حاسمة في أفول نجم القوى الاستعمارية التقليدية، وتألق نجوم جديدة على الساحة الدولية. بدأت جذور أزمة السويس في الظهور عقب توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954 بعد مفاوضات مصرية بريطانية رافقتها مقاومة شعبية شرسة للقوات الإنجليزية بالقناة. بدت علاقة عبد الناصر مع الدول الغربية في تلك الفترة في صورة جيدة خاصة مع موافقة البنك الدولي بدعم أمريكي بريطاني على منح مصر قرضاً لتمويل مشروع السد العالي الذي كان يطمح به عبد الناصر أن يحقق طفرة زراعية وصناعية في البلاد. في تلك الفترة كانت المناوشات الحدودية مستمرة بشكل متقطع بين الدول العربية وإسرائيل منذ حرب 1948، وأعلن عبد الناصر صراحة عداءه لإسرائيل، وضيّق الخناق على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، ما شجع الأخيرة ووجدت فيه مبرراً لتدعيم ترسانتها العسكرية عن طريق عقد صفقة أسلحة مع فرنسا، فقرر عبد الناصر طلب السلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أنهما ماطلا في التسليم ورفضاه في النهاية معللين ذلك بوضع حد لسباق التسليح بالشرق الأوسط، لم يجد عبد الناصر بديلاً إلا أن يطلب السلاح من الاتحاد السوفيتي وهو ما قابله الأخير بالترحيب لتدعيم موقفه بالمنطقة؛ فقررت كلاً بريطانيا والولايات المتحدة الرد على الخطوة المصرية بجانب رفض عبد الناصر الدخول في سياسة الأحلاف، ورفضه الصلح مع إسرائيل طبقاً لشروط الغرب كما أقرتها الخطة "ألفا" وذلك بوضع خطة جديدة أُطلق عليها "أوميجا" هدفت إلى تحجيم نظام عبد الناصر عبر فرض عقوبات على مصر بحظر المساعدات العسكرية، ومحاولة الوقيعة بينها وبين أصدقائها العرب، وتقليص تمويل السد الذي تم إلغاؤه بالكامل في وقت لاحق.
العدوان الثلاثي
«العرب: العدوان الثلاثي أو حرب 1956» «الغرب: أزمة السويس أو حرب السويس» «إسرائيل: حملة سيناء أو العملية قادش» | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب الباردة - الصراع العربي الإسرائيلي | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
مصر | إسرائيل المملكة المتحدة فرنسا | ||||||
القادة | |||||||
مصر | بريطانيا
اضغط هنا لاستعراض باقي القادة
اضغط هنا لاستعراض باقي القادة
| ||||||
القوة | |||||||
قوات برية ألوية: 12، دبابات: 300، مدافع: 776.[3]
|
المملكة المتحدة قوات برية اضغط هنا لاستعراض الأعداد
ألوية: 12، دبابات: 400، مدافع: 1300.[3] قوات بحرية اضغط هنا لاستعراض الأعداد
حاملة طائرات: 5، طراد: 6، مدمرة: 14، فرقاطة: 7، غواصة: 7، سفن أخرى: 94.[3] قوات جوية اضغط هنا لاستعراض الأعداد
مقاتلات: 10، قاذفات: 34، نقل وإمداد واتصال: 8، استطلاع: 3، هليكوبتر: 2.[3] اضغط هنا لاستعراض الأعداد
ألوية: 5، دبابات: 100، مدافع: 220.[3] قوات بحرية اضغط هنا لاستعراض الأعداد
بارجة: 1، حاملة طائرات: 2، طراد: 2، مدمرة: 4، فرقاطة: 8، غواصة: 2، سفن أخرى: 14.[3] قوات جوية اضغط هنا لاستعراض الأعداد
مقاتلات: 9، قاذفات: 3، نقل وإمداد واتصال: 11، استطلاع: 3.[3] اضغط هنا لاستعراض الأعداد
ألوية: 21، دبابات: 250، مدافع: 990.[3] قوات بحرية اضغط هنا لاستعراض الأعداد
مدمرة: 2، فرقاطة: 5، لنش طوربيد: 22، سفن أخرى: 26.[3] قوات جوية اضغط هنا لاستعراض الأعداد
مقاتلات: 9، قاذفات: 11، نقل وإمداد واتصال: 5، استطلاع: 3.[3] | ||||||
الخسائر | |||||||
(خسائر تقديرية غير معلنة رسمياً) 1000 قتيل من المدنيين و1650 العسكريين.[4] |
مصدر:- المملكة المتحدة و فرنسا: 82 قتيل و129 جريح.[6] فرنسا: 10 قتلى و33 جريح.[7] |
رأى عبد الناصر في تأميم قناة السويس فرصته الوحيدة للحصول على التمويل اللازم لبناء السد العالي، وبالفعل أعلن في 26 يوليو 1956 قرار التأميم، ومع فشل الضغط الدبلوماسي على مصر للعدول عن قرارها، قررت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وضع خطة لاستخدام القوة العسكرية ضد مصر أُطلق عليها بروتوكول سيفرز، آملين بذلك تحقيق مصالحهم من تلك الضربة، فعلى الصعيد البريطاني كان الهدف التخلص من عبد الناصر الذي هدد النفوذ البريطاني بتحقيق الجلاء وتحالف مع السوفيت وأمم القناة التي تمر منها المصالح البريطانية، وعلى الصعيد الفرنسي كانت فرصة للانتقام من عبد الناصر الذي ساند ثورة الجزائر وأمم القناة التي كانت تحت إدارة فرنسية، في حين وجدت إسرائيل فرصتها لفك الخناق المحكم على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، وتدمير القوات المصرية في سيناء التي كانت تشكل تهديداً صريحاً لها.
طبقاً لبروتوكول سيفرز وفي 29 أكتوبر 1956 هبطت قوات إسرائيلية في عمق سيناء، واتجهت إلى القناة لإقناع العالم بأن قناة السويس مهددة، وفي 30 أكتوبر أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً يطالب بوقف القتال بين مصر وإسرائيل، ويطلب من الطرفين الانسحاب عشرة كيلومترات عن قناة السويس، وقبول احتلال مدن القناة بواسطة قوات بريطانية فرنسية بغرض حماية الملاحة في القناة، وإلا تدخلت قواتهما لتنفيذ ذلك بالقوة. أعلنت مصر بدورها رفضها احتلال إقليم القناة، وفي اليوم التالي (31 أكتوبر) هاجمت الدولتان مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة ومنطقة القناة والإسكندرية. ونظراً لتشتت القوات المصرية بين جبهة سيناء وجبهة القناة وحتى لا تقوم القوات المعتدية بتحويطها وإبادتها، أصدر عبد الناصر أوامره بسحب القوات المصرية من سيناء إلى غرب القناة، وبدأ الغزو الأنجلو-فرنسي على مصر من بورسعيد التي تم ضربها بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات.
قاومت المقاومة الشعبية ببورسعيد الاحتلال بضراوة واستبسال حرك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب البترول، وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بوقف القتال، وفي 3 نوفمبر وجه الاتحاد السوفيتي إنذاراً إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استهجنت الولايات المتحدة العدوان على مصر، فأدى هذا الضغط الدولي إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبول الدولتان وقف إطلاق النار ابتداءً من 7 نوفمبر تلاها دخول قوات طوارئ دولية تابعة للأمم المتحدة، وفي 19 ديسمبر أُنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، تلا ذلك انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر، وفي 23 ديسمبر تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس، وهو التاريخ الذي اتخذته محافظة بورسعيد عيداً قومياً لها أطلق عليه "عيد النصر". وفي 16 مارس 1957 أتمت القوات الإسرائيلية انسحابها من سيناء.[12][13][14][15][16]
التسمية
اشتهرت الحرب في مصر والعالم العربي باسم «العدوان الثلاثي» لأنها كانت نتيجة مؤامرة ثلاثية بين دول بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ويطلق عليها أيضاً «حرب 1956» أو اختصاراً «حرب 56» نظراً لأن وقائع العمليات العسكرية حدثت في عام 1956. بينما أطلق عليها الغرب اسم «أزمة السويس» أو «حرب السويس» نظراً لأن السبب المعلن للعدوان العسكري كان تأمين الممر الملاحي لقناة السويس.[17] وأُطلق على العملية العسكرية الإسرائيلية في سيناء اسم «حرب سيناء» أو «حملة سيناء» نظراً لأن دور الهجوم الإسرائيلي المخطط له كان محله شبه جزيرة سيناء، ويطلق عليها أيضاً «العملية قادش» لما كان يعتقده بعض الباحثون اليهود بأن مدينة «قادش بارنيا» (Kadesh Barnea) المذكورة في التوراة، تقع في منطقة شمال سيناء، وهي آخر موقع على الحدود المصرية خرج منه اليهود مع موسى إلى الشتات، فكان الاسم رمزاً لبداية العودة إلى النقطة الأخيرة في هذا الشتات.[18][19]
الخلفية التاريخية
لم تكن أزمة السويس وليدة لحظتها ولكن امتدت جذورها إلى الصراع الطويل بين مصر والقوى الأجنبية الذي اشتدت حدته مع قيام ثورة يوليو 1952 وتحرر مصر من هيمنة الاستعمار لتشكل سياستها الخارجية المستقلة.[13]
اتفاقية الجلاء
- مقالة مفصلة: اتفاقية الجلاء
بدت أجواء العلاقات المصرية البريطانية إيجابية بعد ثورة يوليو، ومثل توقيع اتفاقية الجلاء في 19 أكتوبر 1954 نقطة مهمة في تلك المرحلة،[13][20] وحتى مع إقصاء محمد نجيب في 14 نوفمبر 1954 كان الجانب البريطاني مطمئناً لبقاء من سهل له عقد الاتفاقية في السلطة وهو عبد الناصر.[13] تمت المرحلة الأولى من الجلاء في 18 فبراير 1955، والمرحلة الثانية في 16 يونيو 1955، والثالثة في 25 مارس 1955، وفي 18 يونيو 1955 أجلي آخر جندي بريطاني عن أرض مصر ورفع العلم المصري لأول مرة على مبنى البحرية البريطانية ببورسعيد، وبلغ مجموع القوات البريطانية التي غادرت القناة سبعين ألف جندي وضابط بقيادة الجنرال "هل".[21] سعى الطرفان المصري والبريطاني إلى بدأ مرحلة جديدة من التعاون العسكري والاقتصادي التي تضمنت الإفراج عن القسط السنوي من الأرصدة الاسترلينية[معلومة 1] في أول يناير من كل عام بموجب اتفاق أغسطس 1955، وكذلك تحسين التجارة بين البلدين.[13]
حلف بغداد
- مقالة مفصلة: حلف بغداد
في 24 فبراير 1955 أعلن أن تركيا والعراق وقعتا حلفاً دفاعياً سمي "حلف بغداد"، وانضمت بريطانيا للحلف في 23 مارس، وباكستان في 17 سبتمبر، وإيران في 11 أكتوبر، وسعت بريطانيا صاحبة المشروع إلى استقطاب مصر إلى الحلف رغبةً منها في الحصول على شكل ما من النفوذ يعيد لها مكانتها في المنطقة، فقوبلت بمعارضة عبد الناصر الشديدة للاشتراك في أية أحلاف مع أي دولة أجنبية وتعدى الأمر إلى بذله مجهودات للتصدي لمحاولات ضم دول عربية أخرى مما زاد الحنق والغضب البريطاني تجاهه وأصبح يشكل عقبة أمام تحقيق بريطانيا أغراضها في قيادة العالم العربي.[13][22] وكانت نهاية سياسة التعاون بين البلدين مع طرد جون جلوب[معلومة 2] من الأردن بتأثير مصري،[23][24] فتعالت نبرات السياسيون البريطانيون وعلى رأسهم إيدن رئيس الوزراء اعتراضاً على مسار السياسة المصرية وأصبح العداء والتحدي البريطاني لعبد الناصر معلناً على صفحات الجرائد والأثير الإذاعي يقابله في مصر حملة مماثلة على بريطانيا.[13]
توسع النفوذ المصري
نجحت مصر في إيصال شكري القوتلي إلى حكم سوريا وإسقاط خالد العظم الموالي للبريطانيين في الانتخابات، ووقعت كل من مصر وسوريا والسعودية اتفاقية دفاعية في مارس 1955 من بين بنودها الابتعاد عن كافة الأحلاف الأجنبية وكالعادة لاقت نفوراً بريطانياً. وجاءت مشكلة واحة البوريمي الواقعة وقتها بين إمارات الساحل المهادن والسعودية لتجمع بين عبد الناصر والملك سعود، فقد رأت بريطانيا أن تستولي عليها لغناها بالبترول في حين قدمت مصر العون الإعلامي للسعودية. وفي 26 أكتوبر 1955 احتلت القوات البريطانية الواحة وفي اليوم التالي عقد ميثاق عسكري بين مصر والسعودية. أصبحت بريطانيا في حالة قلق من امتداد روح القومية العربية خارج مصر والمحاولات المصرية لتقويض مركز البريطانيين في دول أخرى بالمنطقة، فبدأ الأردن يتخلص من روابطه التقليدية مع بريطانيا، وازداد النفوذ المصري في ليبيا، وقوبل سلوين لويد[معلومة 3] بمظاهرات غاضبة في البحرين، وأدى انضمام اليمن لمصر والسعودية إلى إثارة الضجر البريطاني. وفي مارس 1956 عقد اجتماع في القاهرة جمع مصر وسوريا والسعودية بحث مسألة دعم الأردن وتنسيق الدفاع المشترك. وهكذا تغلغل التأثير المصري وامتد من العالم العربي حتى وصل إلى قلب أفريقيا وقبرص دافعةً شعوبها إلى التخلص من الاستعمار. في المقابل مضت بريطانيا في تنفيذ مساعيها لفصل الدول العربية عن مصر والتقليل من تأثير عبد الناصر ولكن دون نتيجة مؤثرة.[13]
دعم ثورة الجزائر
- طالع أيضًا: ثورة التحرير الجزائرية
عقب وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 زاد التقارب المصري الجزائري في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تقع تحت الاحتلال الفرنسي، وتبلور هذا التقارب في دعم ومساندة مصر للثورة الجزائرية من خلال توفير أداة إعلامية قوية تحكي معاناة الشعب الجزائري مع الاحتلال في المحافل الدولية، كما قامت بدعم مشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في فعاليات مؤتمر باندونغ عام 1955، وكذلك مساندة ودعم الثوار بالسلاح والعتاد والمال. أتى الرد الفرنسي على مصر في صورة تمكين إسرائيل من كل طلباتها من الأسلحة متطورة خاصة بعدما ضخمت المخابرات الإسرائيلية حجم مساندة مصر للثورة الجزائرية. وجاء تأميم شركة قناة السويس التي كانت تحت إدارة فرنسية ليعطي فرنسا سبباً وجيهاً للتخطيط لهجوم عسكري انتقامي ضد مصر.[13][16][25][26][27]
مشروع ألفا
مع توقيع اتفاقية الجلاء سعت كل من بريطانيا والولايات المتحدة لإيجاد تسوية عربية إسرائيلية رغبة في تأمين المصالح الغربية في الشرق الأوسط ووقف التوغل السوفيتي في المنطقة، وعرف هذا التخطيط الأنجلو-أمريكي بالاسم الرمزي "ألفا"، وشكلت لجنة من الطرفين لوضع المشروع وإخراجه إلى حيز التنفيذ، وقد رأى القائمون على المشروع أن مصر هي نقطة ارتكاز العالم العربي ولها تأثير كبير عليه وأن الدول العربية لن تشارك في التسوية إلا إذ وُجد تعاطف مصري أولاً ولذلك من الضروري مساندة خطط مصر المستقبلية وخاصة المنح الاقتصادية وضمان الأمن وبناء السد العالي، أما بالنسبة لإسرائيل فيكون العرض وضع حد لمنع مرور السفن الإسرائيلية بقناة السويس وإنهاء حالة الحرب في المنطقة. اشترط عبد الناصر لإتمام التسوية عودة اللاجئين الفلسطينيين والتنازل عن جنوب صحراء النقب لإقامة حدود متجاورة بين مصر والأردن وذلك مقابل السلام. ولكن رفضت إسرائيل متعللةً أن الشرط الأول سيؤدي إلى ضياع السكان اليهود وسط العرب العائدين، والشرط الثاني مرفوض لأن النقب أعطيت لها بموجب مشروع التقسيم الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1947. وازدادت حدة التوتر بين البلدين بعد تكرر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بل وشنت هجوماً عنيفاً على سيناء أيضاً، وتشددت مصر في منع السفن البريطانية التي تحمل المهربات إلى إسرائيل وجاءت صفقة الأسلحة التشيكية لتزيد الوضع توتراً.[13][28][29]
في 9 نوفمبر 1955 صرح إيدن بأن على كل من إسرائيل والعرب تقديم تنازلات فيما يخص مسألة الحدود، وأن الحل النهائي ينبغي أن يصل إلى حل وسط لحدود جديدة تقع بين خط 1947 الذي أقرته الأمم المتحدة والذي يتمسك به العرب، والحدود القائمة التي وصلت إليها إسرائيل في حرب 1948. رحبت مصر بالبيان البريطاني في حين شنت إسرائيل حرباً ضارية عليه، وأعلن بن غوريون أن إسرائيل ستلجأ إلى القوة إذا لزم الأمر لفتح الطريق البحري إلى إيلات عبر خليج العقبة. استمرت المباحثات الأنجلو-أمريكية التي كان نصب أعينها ثلاثة موضوعات هي التسوية بين العرب وإسرائيل ومنع التغلغل الشيوعي في الشرق الأوسط والمحافظة على حلف بغداد، وهي موضوعات مثل فيها عبد الناصر عقبة رئيسية وأصبح البريطانيون ناقمين على مصر مدافعين عن إسرائيل. وبعد الإخفاق في اتخاذ أي إجراء مضاد لعبد الناصر وجهت الولايات المتحدة ضربة سحب عرض تمويل السد العالي وتبعتها في ذلك بريطانيا.[13]
صفقة الأسلحة التشيكية
- مقالة مفصلة: صفقة الأسلحة التشيكية المصرية
في 25 مايو 1950 صدر التصريح الثلاثي الذي وقعت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ويقضي بالمحافظة على الأوضاع العربية الإسرائيلية الراهنة سواء بالنسبة لهدنة 1949 أو للتوازن في التسليح بين الطرفين. طلبت مصر الأسلحة من الغرب عقب توقيع اتفاقية الجلاء فسوفت بريطانيا ردودها على طلبات التسليح من عبد الناصر، وأصرت الولايات المتحدة على أن ترتبط مصر بشبكة الدفاع الغربية للشرق الأوسط، في حين زودت العراق بالأسلحة، أما فرنسا فساومت مصر على التخلي عن شمال أفريقيا خاصة الجزائر وفي الوقت نفسه زودت إسرائيل بالسلاح. ومع قيام إسرائيل باختراق الحدود المصرية ومهاجمة قطاع غزة أصبحت فكرة التسليح مسألة ملحة وأعاد عبد الناصر طلباته مرات أخرى من الغرب دون رد، وأصبح على يقين أنه لن يحصل على الأسلحة من تلك الدول، فتوجه نحو الباب الشرقي الذي يمثله الاتحاد السوفيتي، وهدد دول الغرب بتلك الورقة إذ ربما يدفعهم إلى توريد الأسلحة المطلوبة، فهددته بريطانيا بأنه لو استلم أي أسلحة من موسكو فلن يتلقى أي أسلحة من بريطانيا، ومما زاد الموقف صعوبة موافقة اللجنة المشرفة على تنفيذ التصريح الثلاثي على إعطاء إسرائيل أسلحة جديدة بتوريد فرنسي، وكي تذر بريطانيا الرماد في الأعين قامت بإرسال أربعين دبابة سنتوريون دون ذخيرة إلى مصر، وعندما احتجت مصر شحنت لها عشر قذائف لكل دبابة لا تكفي حتى للتدريب.[13]
على الجانب الآخر رحبت موسكو بالطلب المصري ورأت فيه فرصة لمواجهة حلف بغداد المشكل أساساً لإعاقة الاتحاد السوفيتي من التقدم جنوباً، وكذلك ظهور بوادر حلف تركي عراقي وإمكانية ارتباطه بالولايات المتحدة. ذلل الاتحاد السوفيتي مسألة دفع قيمة الأسلحة بالعملة الصعبة وأعد مشروع الاتفاقية بين القاهرة وموسكو، ونص على أن تشتري مصر أسلحة سوفيتية من بينها مقاتلات الميج وقاذفات القنابل طراز إليوشن ودبابات ستالين وغواصات ومدافع وزوارق طوربيدات وعربات ميدان ونظام راداري، على أن يُسدد ثمن الأسلحة بالقطن والأرز، وحددت الفائدة 2% وفترة السداد أربع سنوات، وتقرر أن تنسب الصفقة إلى تشيكوسلوفاكيا لعدة أسباب، فعلى الجانب السوفيتي فضلت موسكو ألا تكون هناك مواجهة مباشرة مع الغرب، وعلى الجانب المصري أرادت القاهرة أن تكون في نظر العالم الخارجي أقل ميلاً لليسار لأن إسرائيل نفسها كانت تحصل على السلاح من تشيكوسلوفاكيا أثناء حرب فلسطين آملة بذلك أن يغير الغرب موقفه ويستجيب لطلبات التسليح "وهو ما لم يحدث". وأعلن عن الصفقة رسمياً في 27 سبتمبر 1955.[13][30] حاولت الولايات المتحدة إثناء مصر عن إتمام الصفقة فلم تنجح، وكذلك ثارت بريطانيا ورأت أن الصفقة تخالف اتفاقية الجلاء وتهدد القاعدة البريطانية وتؤدي إلى تسرب الشيوعية إلى الشرق الأوسط، وهو ما نفته مصر، واجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأصدروا بياناً تبلور حول تجنب قيام سباق تسليح بين دول الشرق الأوسط، في إشارة إلى أن الصفقة التشيكية ستدفع إسرائيل إلى المطالبة بمزيد من الأسلحة، في حين ردت مصر بأنها بلد حرة ويحق لها أن تشتري الأسلحة ممن تريد خاصة بعد أن خلف الغرب وعده بتوفير الأسلحة، وتكررت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.[13]
خطة أوميجا
خطة أوميجا أو حملة أوميجا السرية هي خطة وضعتها الولايات المتحدة تحت إشراف وزير خارجيتها جون دالاس في محاولة لتحجيم نظام عبد الناصر والحد من قدراته وفعاليته وتشويه صورته أمام العالم، وذلك عن طريق محاولة الإيقاع بين مصر والسعودية لإيقاف التمويل المالي الذي توفره الأخيرة لعبد الناصر، وتدبير انقلاب موال للغرب في سوريا لتغيير النظم الموال لعبد الناصر، وفرض عقوبات على مصر بحظر المساعدات العسكرية، وتقليص تمويل السد العالي الذي تم إلغاء تمويله بالكامل في وقت لاحق.[23][31][32]
الضغط الإسرائيلي
أحكمت مصر الخناق على السفن الإسرائيلية في قناة السويس وخليج العقبة، بما أنها تعد نفسها في حالة حرب مع إسرائيل، ورفضت قرار مجلس الأمن الصادر في نوفمبر 1951 للسماح للسفن الإسرائيلية بالعبور، ثم فرضت في عام 1953 حظراً شاملاً على الشحنات من وإلى إسرائيل. حاولت إسرائيل عرقلة مفاوضات اتفاقية الجلاء بعمليات تخريبية ضد المصالح البريطانية في مصر، وذلك بهدف الإبقاء على الوجود البريطاني في قاعدة قناة السويس لحمايتها وتأمينها من أي هجوم مصري، كما أثارت إسرائيل مسألة السماح لسفنها بالمرور في قناة السويس لإدراج نص باتفاقية الجلاء يسمح لها بمرادها بما أن السلطات المصرية هي المتحكمة في مينائي الدخول إلى القناة شمالاً وجنوباً، ولكنها لم تنجح. تكررت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة الذي كان تحت إدارة مصرية، فأعلن عبد الناصر عن صفقة الأسلحة التشيكية في سبتمبر 1955، وساد الاعتقاد في إسرائيل أن عبد الناصر يمهد لمواجهة يمحو بها إسرائيل أو على الأقل يخضعها، وذلك على الرغم من أن إسرائيل كانت تحصل على الأسلحة التي تحتاج إليها من فرنسا دون قيود، فقررت إسرائيل توجيه ضربة حاسمة لعبد الناصر لمحو تهديداته، خاصة في ظل الظروف الدولية المواتية بعد تأميم قناة السويس.[13][13][33][34]
السد العالي
- طالع أيضًا: السد العالي
بدأت مصر تجري محادثات مع البنك الدولي بشأن تمويل مشروع السد العالي، وحينما أُعلن عن الصفقة التشيكية وصرحت موسكو أنها ستقدم المعونة الفنية والمعدات لأي دولة عربية تطلبها على أن يتم سداد قيمتها بسلع خلال خمسة وعشرون عاماً، فزع الغرب وقرر إن كان السوفيت نجحوا في صفقة الأسلحة فلا يجب أن ينجحوا في تمويل السد. وافق ذلك الاتجاه الجانب المصري الذي كان لهوفاً لبناء السد، فاختار أن يمول الغرب المشروع انطلاقاً من مبدأ التوازن ومنع أي هيمنة سوفيتية.[13]
أُعلن في 16 ديسمبر 1955 التوصل إلى اتفاق يقضي بأن يتولى البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا تمويل السد بتكلفة تقديرية 1.3 مليار دولار تنقسم على مرحلتين الأولى بمبلغ 70 مليون (الولايات المتحدة 56 مليون، بريطانيا 14 مليون)، والثانية تغطى بقرض من البنك الدولي قدره 200 مليون، بالإضافة إلى 130 مليون قرض من الولايات المتحدة، و80 مليون قرض من بريطانيا، وتُدفع تلك القروض في هيئة أقساط سنوية بفائدة 5% على أربعين سنة، وباقي المبلغ تتحمله مصر بالعملة المحلية، بالإضافة إلى منحتين الأولى من الولايات المتحدة بمبلغ 20 مليون جنيه، والثانية من بريطانيا بمبلغ 5.5 مليون جنيه. اشترطت لندن وواشنطن أن تركز مصر برنامجها التنموي على السد العالي بتحويل ثلث دخلها القومي لمدة عشر سنوات لهذا الغرض، ووضع ضوابط للحد من التضخم ومنح عقود البناء على أساس المنافسة مع رفض قبول أي مساعدة من الكتلة الشرقية، وألا تقبل مصر قروضاً أخرى أو تعقد اتفاقيات في هذا الصدد دون موافقة البنك الدولي. استاء عبد الناصر من تلك الشروط وبعد مفاوضات وافق أن يكون للبنك حقوق معقولة في تفقد إجراءات مقاومة التضخم، وقدم عبد الناصر التعديلات التي يراها وفي مقدمتها التعهد بالتنفيذ حتى نهاية المشروع.[13]
كان لارتباط قرض البنك ببريطانيا والولايات المتحدة آثار سلبية على التنفيذ فقد أراد الطرفان إخضاع مصر لاستراتيجيتهما بالشرق الأوسط مقابل تمويل السد، وانعكس سوء العلاقات المصرية البريطانية على المشروع، ورد عبد الناصر على الأصوات التي تعالت في بريطانيا تنادي بسحب عرض التمويل انتقاماً من مصر بأن العرض السوفيتي لتمويل المشروع لا يزال قائماً وأن مصر ستنظر في أمر الموافقة عليه إذا انقطعت المفاوضات مع الغرب، في حين أقدمت بريطانيا على تحريض السودان ضد السد العالي. وأصبحت الدلائل تشير إلى أن التصدع في العلاقات بين الغرب ومصر سوف يلقي بظلاله على تمويل السد، فأبلغ رئيس البنك الدولي مصر بأنها إن لم تقبل الشروط فإن الحكومة الأمريكية ستكون في حل من العرض، وتبعها إبلاغ واشنطن مصر بأنها أعادت إلى الخزانة المبلغ المخصص للمشروع لإنفاقه على مشروعات أخرى، ورغبة من عبد الناصر في كشف الأمور على حقيقتها طلب من السفير المصري في واشنطن التبليغ بموافقة مصر، وقبل نقل الرسالة أعلن سحب العرض الأمريكي لتمويل المشروع، وفي اليوم التالي أعلنت بريطانيا أيضاً سحب عرضها، فسقط بالتالي قرض البنك الدولي لارتباطه بمساهمة الدولتين، وكان الغرض إضعاف عبد الناصر بعد وقوفه عقبة في تحقيق الأهداف الأنجلو-أمريكية الثلاث الرئيسية في الشرق الأوسط[معلومة 4] بالإضافة إلى اعترافه بالصين الشعبية، وذلك في ظل الإشارات والدلائل على الساحة بأنه من المستبعد أن يساعد السوفيت مصر في بناء السد بسبب التكلفة الضخمة التي ستنهك مواردهم المالية.[13]
أسباب تأميم القناة
- طالع أيضًا: قناة السويس
في عام 1955 وصل دخل قناة السويس إلى 35 مليون جنيه (100 مليون دولار وقتها)، بلغ نصيب مصر منها مليون جنيه فقط، وذلك بعد ما خسرت مصر حصتها في القناة بسبب مرورها بأزمة مالية في عام 1875 اضطر معها الخديوي إسماعيل إلى بيع حصة مصر في أسهم القناة لبريطانيا. وكان ميعاد انتهاء عقد الشركة الفرنسية صاحبة امتياز التحكم في القناة يحين في عام 1968 لتعود بعد ذلك القناة إلى ملكية مصر. عقب توقيع اتفاقية الجلاء تخوفت الشركة الفرنسية من التأميم كما حدث مع البترول في إيران، فتكون ما يعرف بجماعة السويس للدفاع عن الشركة، واستبعدت الشركة أن تعود القناة إلى مصر، وحاولت مد امتياز القناة عشرين سنة أخرى أو تأسيس شركة جديدة تحصل على امتياز جديد يكون لمصر فيها نصيب، فيما أهملت الشركة تحسينات القناة التي تحتاج بطبيعة الأمر إلى تمويل كبير بهدف الضغط على مصر لتحقيق مطالبها. مثلت القناة أهمية دولية كبرى وخاصة بالنسبة لبريطانيا التي تعد أكثر الدول انتفاعاً بالقناة، حيث تنقل من خلالها البترول وتمر سفنها التجارية إلى الشرق الأوسط التي تمثل ربع تجارتها، بخلاف أهميتها كطريق لدول الكومنولث، وتسهيل مرور قواتها العسكرية، وكونها صاحبة أكبر حصة من الأسهم في القناة بإجمالي 44%، من أجل ذلك قلقت لندن بشأن وضع القناة بعد انتهاء امتيازها، وأعلنت أهمية اتخاذ الترتيبات لضمان مستقبلها بالنقاش مع الحكومة المصرية، في حين اعتبر مجلس العموم البريطاني القناة ممر دولي وطالب بإبعاد سيطرة عبد الناصر عنها.[13][35][36]
على الجانب الآخر ركزت مصر تصريحاتها على صعيدين على أكثر من مستوى، الأول أنها سوف تحصل على النقد اللازم لتمويل السد بتأميم القناة إذا عدلت واشنطن ولندن عن التمويل، والثاني بأن القناة جزء لا يتجزأ من مصر وأن عودة القناة لمصر جزء متمم لإسدال الستار على النفوذ الأجنبي خاصة بعد توقيع اتفاقية الجلاء، في حين لم يكشف عبد الناصر وقتاً محدداً للتأميم، وخطط بالاتفاق مع محمود يونس على التنفيذ في سرية تامة.[13]
التوقعات المصرية
توقع عبد الناصر خطورة قراره وأدرك إمكانية وقوع عدوان على مصر لكنه وضع في اعتباره أن السوفيت سيكونون بجواره طالما يطيح بمصالح الغرب، ووضعت له اتصالاته في قبرص رؤية نسبية بأن الخطورة تمثل 90% عقب أسبوعين من إعلان التأميم، ثم يكون العد تنازلي لانخفاض درجة الخطورة فتصل إلى 60% في سبتمبر، ثم 40% في النصف الأول من أكتوبر، و20% بعد ذلك. أما عبد الناصر فكان تقديره أن احتمال التدخل العسكري سيكون محققاً بنسبة 80% خلال الأسبوع التالي للتأميم، ثم تتناقص احتمالات الخطورة إلى 40% في الأسبوع الثاني والثالث من أغسطس، وخلال سبتمبر وحتى نهاية أكتوبر يكون بنسبة 20%، ثم يبدأ بالتلاشي بعد ذلك. كذلك رأى عبد الناصر أن احتمال اشتراك الولايات المتحدة في عمل عسكري مستبعد لانشغالها بالانتخابات كما أنها تفضل الضغط الاقتصادي، ولا تريد وضع نفسها في وضع محرج أمام أطراف عربية صديقة في المنقطة أبرزها السعودية، أما فرنسا فهي لا تستطيع التدخل بمفردها لانشغالها بقمع ثورة الجزائر، وبالنسبة لإسرائيل فقد تفكر في التدخل العسكري، ولكن مسألة التأميم بعيدة عما يمكن أن تتخذه ذريعة لهجومها، وأن من مصلحتها انتظار ما سيقوم به الغرب ضد مصر أولاً، واحتمال استخدامها من قبل بريطانيا وفرنسا كذريعة للاستيلاء على القناة بالقوة ضعيف، لأن مثل هذا التعاون سيلقي بظلال سيئة على علاقة بريطانيا بالدول العربية في الوقت الذي كانت تطمح فيه إلى بناء علاقات طيبة مع تلك الدول. وأخيراً فإن بريطانيا هي الطرف الأكثر شراسة الذي يُخشى من تدخله فعلاً، ولكن في نفس الوقت فإن القوات البريطانية متناثرة، والتعبئة لإعداد حملة عسكرية يتطلب على الأقل شهرين، وفيما يتعلق بالتعاون العسكري البريطاني الفرنسي فهو قائم حتى مع اختلاف سياسة البلدين.[13][23][37]
إعلان قرار التأميم
من ميدان المنشية بالإسكندرية يوم 26 يوليو 1956 أعلن عبد الناصر:
«"قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية".
باسم الأمة.
رئيس الجمهورية.
مادة 1 : تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية. وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات وتُحل جميع الهيئات واللجان القائمة حالياً على إدارتها.».
وكان قد سبقها بلفظ الاسم الحركي "دي لسبس" وهو الذي ينتظر سماعه محمود يونس على أثير الإذاعة للبدء في تنفيذ عملية التأميم كما اتفق عليه مسبقاً. تضمن قرار عبد الناصر ما يترتب على التأميم من إجراءات أهمها تعويض المساهمين بقيمة الأسهم مقدرة بحسب سعر الإقفال السابق عن تاريخ إعلان القرار في بورصة الأوراق المالية بباريس، وأن تدفع تلك التعويضات بعد إتمام تسليم جميع ممتلكات الشركة للدولة. اعتبرت بريطانيا بقرار التأميم أن عبد الناصر وضع إبهامه على قصبتها الهوائية، وأنه بذلك يهدد الحياة الاقتصادية في أوروبا ويجب معاقبته وإعادة القناة حتى لو لزم الأمر استخدام القوة، ووجدت الحكومة البريطانية تعاوناً وثيقاً من نظيرتها الفرنسية ليس فقط انتقاماً من تأميم الشركة الفرنسية، ولكن رغبة في محو عبد الناصر - الذي يقدم دعم مادي ومعنوي لثوار الجزائر - من الوجود، أما الولايات المتحدة فرغم امتعاضها من قرار التأميم إلا أنها لم تؤيد التوجه الأنجلو-فرنسي لاعتبارات كثيرة أبرزها أن القناة لا تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الأمريكي كما هو الحال لأوروبا، كما أنه لم يكن لها حصص في أسهم الشركة الفرنسية، بالإضافة إلى انشغالها بالانتخابات الرئاسية.[13][24]
الإجراءات الاقتصادية ضد مصر
شكلت في بريطانيا لجنة من الوزراء لتتولى توجيه دفة سياسة القوة برئاسة رئيس الوزراء عرفت باسم "لجنة مصر"، والتي ارتأت أن أي عمل عسكري ضد مصر كفيل بإسقاط عبد الناصر، وتطرقت لاقتراح رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد بتمكين الأمير عبد المنعم ابن الخديوي عباس حلمي الثاني من الحكم كبديل لعبد الناصر، وأن يكون رئيس وزرائه أحمد مرتضى المرغني "وزير الداخلية في أواخر العهد الملكي". في صخب تلك التحركات فرضت بريطانيا عقوبات اقتصادية على مصر، فجمدت أرصدتها الاسترلينية في لندن وعليه قُيدت مصر[معلومة 5] لأن معظم تجارتها تتم بالصرف بالاسترليني باستثناء جانب صغير يستخدم فيه الدولار وجزء آخر بالمقايضة مع الكتلة الشيوعية، كذلك منعت بريطانيا شحن البضائع إلى مصر، وفرضت الرقابة على جميع حسابات البنوك المصرية لديها، ومنعت تسليم ذهب شركة قناة السويس وودائعها إلى مصر إلا بترخيص من وزارة المالية البريطانية، وامتنعت بريطانيا وفرنسا عن دفع رسوم عبور القناة وأودعتاها لدى بنوكهما، وحذت الولايات المتحدة حذو بريطانيا وجمدت أرصدة مصر الدولارية لديها، وحظرت بريطانيا تصدير الأسلحة والمعدات إلى مصر رسمياً.[13]
الإجراءات الدبلوماسية ضد مصر
مؤتمر لندن
قررت الدول الثلاث (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تعبئة الرأي العام الدولي ضد مصر، وفي 2 أغسطس 1956 اجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث وأصدروا بياناً استعرض الطابع الدولي لشركة قناة السويس وأحكام اتفاقية القسطنطينية التي ضمنت حرية الملاحة في القناة دون تمييز وأن منفعة العالم في بقاء الصفة الدولية عليها بصرف النظر عن انقضاء مدة الامتياز، وأن الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية تهدد حرية الملاحة وأمن القناة مما يجعل من الضروري إنشاء نظام دولي لإدارة القناة وضرورة إقامة مؤتمر في 16 أغسطس 1956 تُدعى إليه الدول المنتفعة بالقناة، وهي الدول التي وقعت على معاهدة القسطنطينية أو التي حلت محلها في الحقوق والالتزامات.[13] تولت بريطانيا تنظيم المؤتمر بعاصمتها لندن فدعت الدول التسع الموقعة على اتفاقية القسطنطينية وهي (المملكة المتحدة، ألمانيا (ممثلةً للإمبراطورية الألمانية)، النمسا والمجر (ممثلتان للإمبراطورية النمساوية المجرية)، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، الاتحاد السوفيتي (ممثلاً للإمبراطورية الروسية)، تركيا (ممثلة للدولة العثمانية)) كما وجهت الدعوة لستة عشر دولة أخرى معنية باستخدام الملاحة في القناة وهي (أستراليا، نيوزلندا، إندونيسيا، اليابان، سيلان، الهند، باكستان، إيران، اليونان، السويد، النرويج، الدانمارك، البرتغال، أثيوبيا، الولايات المتحدة) بالإضافة إلى مصر. وكان جلياً أن اختيار تلك الدول جاء لكونها محابية للغرب، ولم تدع الدول العربية رغم أنها المورد الأساسي للبترول، وكذلك دول الكتلة الشرقية لموقفها المتعاطف مع مصر. ورفضت الحكومة اليونانية الاشتراك في المؤتمر، ووافقت الهند على الاشتراك بشرط ألا يمس اشتراكها الحقوق والسيادة المصرية، ولا يتخذ المؤتمر أي قرار نهائي إلا بموافقة مصر، ووافقت الحكومة السوفيتية مع المطالبة بتوجيه الدعوة إلى مجموعة أخرى من الدول منها الدول العربية والدول الاشتراكية، أما الحكومة المصرية فرفضت الاشتراك في مؤتمر يبحث السيطرة على جزء من أراضيها، ودعي له أربع وعشرون دولة من أصل خمسة وأربعون دولة لها حق الحضور - وهي الدول التي تمر سفنها بالقناة -. انعقد المؤتمر فيما بين 16 و23 أغسطس 1956، وانتهى إلى تأييد المشروع الأمريكي المقدم بأغلبية الأصوات، والذي تضمن اقتراحاً بإقامة مجلس دولي يقوم على إدارة القناة، وعارضت هذا المشروع كل من (الهند والاتحاد السوفيتي وإندونيسيا وسيلان)، وتم عرض المشروع على مصر عبر لجنة خماسية برئاسة "روبرت منزيس"[معلومة 6] ورفضه عبد الناصر.[13][37]
إعاقة الملاحة
حاولت فرنسا وبريطانيا الرد على عبد الناصر بالشروع في تنفيذ "العملية تكديس" (Operation Pile-Up) التي تهدف إلى إعاقة حركة الملاحة بالقناة، عن طريق إرسال سفن للمرور بالقناة فوق طاقتها المرورية، وفي نفس الوقت سحب المرشدين الأجانب[معلومة 7] لإثبات فشل مصر في إدارة القناة والحصول على فرصة للتدخل المسلح، ولكن تمكن محمود يونس - مهندس عملية التأميم - من إدارة حركة الملاحة بكفاءة واقتدار، بمساعدة المرشدين المصريين واليونانيين وضباط البحرية المصرية.[13][37] كذلك تم الشروع في تنفيذ "العملية قافلة" (Operation Convoy) والتي قامت على أساس وضع سفن حربية عند طرفي القناة وتنظيم قوافل للمرور دون دفع رسوم، فإذا أعاقت مصر مرورها تقوم السفن الحربية بقيادة القافلة والمرور بالقوة، لكن السلطات المصرية رفضت تعطيل الملاحة وسمحت للقوافل بالمرور دون دفع رسوم، على أن تحصل الرسوم لاحقاً عبر إرسال الفواتير إلى الشركات مالكة السفن.[3]
هيئة المنتفعين
لمنع وصول رسوم القناة إلى مصر وجهت بريطانيا الدعوة إلى الدول الثماني عشر - دول مؤتمر لندن - لإنشاء هيئة جديدة باسم هيئة المنتفعين تكون بمثابة شركة جديدة للقناة تعمل بالوكالة عن المنتفعين وتمارس عنهم الحقوق التي كفلتها لهم معاهدة القسطنطينية، وفي حالة إصرار مصر على الرفض، تُقيم الهيئة على ظهر سفينتين بمدخل ومخرج القناة (بورسعيد والسويس)، وتحصل رسوم المرور وتدفع إلى مصر حصتها، وفي حالة رفض مصر مرور السفن تكون في حل من استخدام القوة ضدها. وانعقد مؤتمرين في لندن في 19 و22 سبتمبر لوضع اللمسات الأخيرة لتلك الهيئة، واتخذ من لندن مقراً لها، وعين قنصل الدانمارك في نيويورك مديراً لها، وأنيط بالهيئة الوصول إلى حل نهائي للمشكلة القائمة، ومساعدة الأعضاء على ممارسة حقوقهم، وضمان الملاحة الآمنة، وأن تتسلم وتحتفظ وتنفق الإيرادات المتحصلة من رسوم القناة مع عدم المساس بالحقوق القائمة انتظاراً للتسوية النهائية، ولكن لم تمارس الهيئة مهامها في ظل المعارضة السوفيتية، واعتراض الولايات المتحدة على دفع الرسوم لها واستمرار الخلاف بين أعضائها.[13]
اللجوء إلى مجلس الأمن
في 23 سبتمبر سلمت كل من بريطانيا وفرنسا خطاباً رسمياً إلى رئيس مجلس الأمن يتضمن الموقف الناشئ عن العمل الذي قامت به الحكومة المصرية، وفي 24 سبتمبر طلبت مصر بحث شكواها تجاه ما تقوم به بريطانيا وفرنسا ضدها من أعمال. وأصدر مجلس الأمن قراره في 13 أكتوبر 1956 والذي كان حول مشروع بريطاني فرنسي تكون من قسمين، تضمن القسم الأول مبادئ ستة تكون أساساً للمفاوضات التي تجرى مستقبلاً لتسوية الأزمة وهي (تكون حرية العبور مكفولة والقناة مفتوحة للجميع دون أي تمييز، أن تحترم سيادة مصر، تعزل القناة عن السياسة، تحدد الرسوم بين مصر ومستخدمي القناة بطريقة يتفق عليها، تخصص نسبة عادلة من الرسوم لإنماء القناة والنهوض بها وتشغيلها، عند حدوث أي نزاع بين شركة قناة السويس والحكومة المصرية فيما يختص بالشئون المعلقة يحل هذا النزاع بطريقة التحكيم) وحاز على موافقة بإجماع الأصوات الإحدى عشر، أما القسم الثاني فتضمن الاعتراف بهيئة المنتفعين، وأن تبقى القناة مفتوحة أمام جميع السفن مهما كانت جنسيتها - في إشارة إلى السفن الإسرائيلية -، إلا أنه لم يفز حين الاقتراع عليه إلا بتسعة أصوات واعتراض صوتين هما الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا والأولى لها حق الفيتو، وعليه أسقط القسم الثاني من مشروع القرار، وأمام فشل السياسة الأنجلو-فرنسية في تحقيق مآربها عن طريق الضغط الدبلوماسي، قررت سلوك طريق القوة العسكرية المدبر له مسبقاً.[13][37]
التخطيط
- مقالة مفصلة: عملية الفارس (1956)
ظهرت أولى خطط التخطيط العسكري ضد مصر حتى قبل تأميم القناة تحت اسم "ستوكبايل (Stockpile)" وكانت خطة أمريكية إسرائيلية لتزويد إسرائيل بالسلاح الذي يمكنها من توجيه ضربة عسكرية ضد مصر في الوقت المناسب، ولكن أٌرجأت لتغير الأوضاع بعد تأميم القناة ودخول أطراف جديدة على خط الصراع. بعد التأميم وضعت بريطانيا اسم مبدأي لخطتها العسكرية ضد مصر هو "هاميلكار[معلومة 8] (Hamilcar)" ووضعت على أساس الخطة 700، وكانت عملياتها في بادئ الأمر موجهة نحو الإسكندرية. في نفس الوقت كانت فرنسا وإسرائيل تعدان خطتهما المشتركة لعمل عسكري ضد مصر اختير له الاسم "فارس أو موسكتير (Operation Musketeer) (بالفرنسية: Opération Mousquetaire)"، ولكن بعد تنسيق العمليات العسكرية بين بريطانيا وفرنسا اختير الاسم "فارس أو موسكتير" لسهولة نطقه باللغتين الإنجليزية والفرنسية على خلاف "هاميلكار" الذي ينطق بطريقة مختلفة بالفرنسية، وفي ذلك الوقت رفضت بريطانيا دخول إسرائيل في العمليات المشتركة تفادياً لإثارة الرأي العربي والدولي ضدها، وكانت عمليات الخطة لا تزال موجهة نحو الإسكندرية. من جانبها أعدت إسرائيل خطة منفردة للتدخل تحسباً لأي احتمالات أطلق عليها "قادش" كانت تعمل عليها منذ عقدت مصر صفقة الأسلحة التشيكية.
مع علم مصر بالخطة الموجهة ضدها، بدأت القوات المصرية تتخذ مواقعها في الإسكندرية، فعقدت اجتماعات في لندن لبحث تلك التطورات تقرر خلالها زيادة القوات عن طريق إشراك إسرائيل في العمليات العسكرية، وتغيير موقع الهجوم من الإسكندرية إلى بورسعيد، وأصبح اسم العملية موسكتير المعدلة أو الفرسان الثلاثة[معلومة 9] على أن تقوم إسرائيل بعمليات واسعة النطاق ضد الأردن لتضطر مصر إلى التدخل لمساندة الأردن، وتعمل القوات الإسرائيلية على الوصول بالنزاع المسلح إلى قرب الضفة الشرقية ليبدأ حينها التدخل الأنجلو-فرنسي. في 10 أكتوبر هاجمت القوات الإسرائيلية مركز قلقيلية الأردني وأدى الهجوم إلى مقتل 48 أردني، إلا أن مصر لم تتورط في تلك المعركة كما هو متوقع. عقب عقد معاهدة سيفرز تقرر أن تهاجم إسرائيل سيناء ويكون هدفها الرئيسي الوصول إلى مشارف القناة لتعطي القوات الأنجلو-فرنسية مبرراً للهجوم، ووضعت القوات المتحالفة تحت قيادة السير تشارلز كيتلي "قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط" وعين الأدميرال بيير بارجو "قائد القوات الفرنسية" نائباً له.[16][19][22][23][33][12]
بروتوكول سيفرز
- مقالة مفصلة: بروتوكول سيفرز
اجتمعت القيادات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية سراً في قرية سيفرز بأحد ضواحي باريس في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 1956 لتنظيم رد عسكري على مصر. مثل الجانب الفرنسي جي موليه[معلومة 10]، كريستيان بينو[معلومة 11]، بورجيس مونوري[معلومة 12]، ومثل الجانب الإسرائيلي دافيد بن غوريون[معلومة 13]، شيمون بيريز[معلومة 14]، موشيه دايان[معلومة 15]، أما الجانب البريطاني فمثله سلوين لويد وممثلون عن وزارة الخارجية في مرحلة أخرى من المفاوضات وهما باتريك دين[معلومة 16]، ودونالد لوجان[معلومة 17]، وأقرت خطة الحملة العسكرية على مصر أو ما سمي "بروتوكول سيفرز أو سيفر" كالتالي:
- بعد ظهر يوم 29 أكتوبر 1956 تقوم القوات الإسرائيلية بهجوم واسع النطاق على القوات المصرية بهدف الوصول إلى قناة السويس في اليوم التالي.
- في يوم 30 أكتوبر 1956 تقوم حكومتا بريطانيا وفرنسا بتسليم حكومتي مصر وإسرائيل طلباً قائماً على الخطوط الأساسية التالية:
- إلى حكومة مصر
- وقف مطلق لإطلاق النار.
- انسحاب جميع القوات إلى بعد 10 أميال من قناة السويس.
- قبول احتلال القوات البريطانية والفرنسية للمواقع الرئيسية على القناة من أجل تسهيل الملاحة لكل سفن العالم وإلى أن يتم التوصل إلى ترتيبات نهائية.
- إلى حكومة إسرائيل
- انسحاب قواتها إلى بعد 10 أميال شرق قناة السويس.
- يتم إبلاغ الحكومة المصرية بقبول مصر فإذا اعترضت إحدى الدولتين أو لم تعلن قبولها خلال 12 ساعة فللقوات الفرنسية والإنجليزية اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ مطالبهما.
- لن يطلب من إسرائيل تنفيذ الطلب المقدم إليها في حالة رفض مصر.
- في حال رفضت مصر تشن عليها القوات الفرنسية والبريطانية هجوماً صباح يوم 31 أكتوبر 1956.
- ترسل إسرائيل قواتها للاستيلاء على خليج العقبة ومضايق تيران وصنافير لتأمين الملاحة.
- لن تهاجم إسرائيل الأردن خلال عملياتها ضد مصر فإذا هاجمت الأردن إسرائيل فسوف تقف بريطانيا إلى جانب الأردن.[33][37][38][39]
- إلى حكومة مصر
تسلسل خطط العمليات العسكرية
الدول المخططة | اسم الخطة | الخطوط العامة |
---|---|---|
إسرائيل | قادش الأولى (Operation Kadesh) |
خطة إسرائيلية من جانب واحد للقضاء على القوات المصرية في سيناء، وتأمين الملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة.[16][19] |
بريطانيا | العملية 700 (Operation 700) |
خطة مبدئية بريطانية موجهة نحو الإسكندرية بهدف تدمير القوات المصرية واحتلال القاهرة.[16][16][19] |
بريطانيا | هاميلكار1 (Operation Hamilcar) |
خطة بريطانية من جانب واحد، وضعت على أساس الخطة 700.[16][19][40] |
فرنسا، إسرائيل | موسكتير (Operation Musketeer) |
خطة فرنسية بالتنسيق مع إسرائيل لعمل عسكري ضد مصر.[19] |
بريطانيا، فرنسا | هاميلكار2 (Operation Hamilcar) |
بداية التخطيط البريطاني الفرنسي المشترك، مع استثناء إسرائيل من المشاركة في العمليات، عُين لها قائد قوات بريطاني ونواب فرنسيين.[16] |
بريطانيا، فرنسا | موسكتير (Operation Musketeer) |
بنيت على أساس الخطة هاميلكار بالهجوم على الإسكندرية ثم تكون القاهرة الهدف النهائي، وحدد يوم 15 سبتمبر 1956 للهجوم.[16][16][19] |
بريطانيا، فرنسا | موسكتير المعدلة (Operation Musketeer Revise) |
موجهة نحو بورسعيد، على أن تشترك إسرائيل بالعمليات بجر مصر إلى صراع مسلح قرب القناة. اشتملت على تعليمات الغزو البحري وتخصيص الأهداف في منطقة رأس الشاطئ لقوات الإبرار البحري والجوي، واشتملت على أسلوب إدارة الغزو البحري في ظل احتمالين، الأول: إذا أبدى المصريون مقاومة ضعيفة يتم الهجوم بقوات محدودة، مع تمهيد جوي قصير، والثاني: إذا أبدى المصريون مقاومة شديدة فينفذ هجوم بحري كامل مع تمهيد جوي عنيف، وعند سقوط بورسعيد يتم الزحف نحو الإسماعيلية، ثم يوجه الطرفان ضربة ذات شعبتين من أبو صوير والسويس تتلاقى في القاهرة.[16][16][19] |
بريطانيا، فرنسا، إسرائيل | قادش المعدلة (Operation Kadesh Revise) |
عملية هجوم إسرائيلي بالتنسيق مع بريطانيا وفرنسا للهجوم يوم 29 أكتوبر لخلق حالة صراع مسلح على مشارف القناة.[16][16][19] |
بريطانيا، فرنسا، إسرائيل | موسكتير المعدلة النهائية | عملية هجوم أنجلو فرنسي رئيسية في 8/9 نوفمبر بالتنسيق مع الهجوم الإسرائيلي (قادش المعدلة)، على أن يتم زيادة حجم المعاونة البحرية والجوية لإسرائيل، وتوفى مطالبها من السلاح والمعدات.[16][16] |
بريطانيا، فرنسا، إسرائيل | أومليت 1 (Operation Omelette 1) |
خطة عمليات أنجلو فرنسية مشتركة تنفذ في 3 أو 4 نوفمبر في توقيت مبكر عن موعد تنفيذ موسكتير المعدلة النهائية، لاستباق أي قرارات دولية تمنع تنفيذ الخطة، واشتملت على إبرار جوي فقط للقوات البريطانية على مطار الجميل غرب بورسعيد، والقوات الفرنسية على منطقة الرسوة جنوب بورسعيد.[16][41][16] |
بريطانيا، فرنسا، إسرائيل | أومليت 2 "سمبلكس" (Operation Omelette 2 "Operation Simplex") |
تضمنت تعديلات على الخطة أومليت 1، تنص على تكليف القوات الفرنسية بالقيام بعملية إبرار جوي إضافية ضد بورفؤاد.[16][42][16][40] |
بريطانيا، فرنسا، إسرائيل | تلسكوب (Operation Telescope) |
خطة عمليات مشتركة في جوهرها هي مزيج من الخطة سمبلكس والخطة موسكتير المعدلة النهائية، جهزت لمواجهة الاحتمالات الجديدة على الأرض بعد انسحاب القوات المصرية من شرق القناة إلى غربها، على أن يتم قصف جوي لبطاريات المدفعية الساحلية المصرية يوم 4 نوفمبر، ويوم 5 نوفمبر تنفذ الخطة سمبلكس (الإبرار الجوي)، ويوم 6 نوفمبر يبدأ الغزو البحري (موسكتير المعدلة النهائية).[16][16][37][40] |
بريطانيا | مصارع الثيران (Operation Toreador) |
عملية بحرية تشكل القسم البحري من خطة عملية موسكيتير، حيث كٌلفت مجموعة القتال البحرية 324 العاملة بالبحر الأحمر بصد ومنع أي سفينة مصرية من الوصول إلى سيناء ومنطقة السويس.[43] |
الأحداث
حالة القوات قبل الحرب
بريطانيا
كانت القوات البريطانية مدربة تدريباً جيداً وذات خبرة وذات معنويات جيدة، لكنها عانت من القيود الاقتصادية والتكنولوجية التي فرضتها عمليات التقشف التي أعقبت الحرب.[44] كان لواء المظلات السادس عشر المستقل، والذي كان من المفترض أن يكون القوة الضاربة البريطانية الرئيسية ضد مصر، متدخلا إلى حد كبير في حالة الطوارئ في قبرص، مما أدى إلى إهمال تدريب المظليين لصالح عمليات مكافحة التمرد. يمكن للبحرية الملكية إبراز قوة هائلة من خلال بنادق سفنها الحربية وطائراتها التي تنقلها من حاملاتها، لكن نقص زوارق الإنزال اتضح أنه يمثل نقطة ضعف خطيرة.[44]
كان الجيش البريطاني قد خضع لتوه لبرنامج تحديث كبير ومبتكر للناقلين. كان سلاح الجو الملكي (RAF) قد اقتنى لتوه قاذفتين بعيدتي المدى، هما فيكرز فاليانت وإنجلش الكتريك كانبيرا، ولكن نظرًا لدخولهما في الخدمة مؤخرًا، لم يكن سلاح الجو الملكي البريطاني قد قام بعد بوضع تقنيات قصف مناسبة لهذه الطائرات. [44] على الرغم من ذلك، اعتقد الجنرال السير تشارلز كيتي، قائد قوة الغزو، أن القوة الجوية وحدها كانت كافية لهزم مصر. على النقيض من ذلك، اعتقد الجنرال هيو ستوكويل، القائد الميداني لفريق العمل، أن العمليات المدرعة المنهجية المتمحورة حول دبابة سنتوريون القتالية ستكون مفتاح النصر. [44]
فرنسا
كانت القوات الفرنسية ذات خبرة ومدربة تدريباً جيداً ولكنها عانت من صعوبات فرضتها سياسات ما بعد الحرب المتمثلة في التقشف الاقتصادي. [44] في عام 1956، كان الجيش الفرنسي متورطًا بشكل كبير في الحرب الجزائرية، مما جعل العمليات العسكرية ضد مصر إلهاء كبير. كان المظليون الفرنسيون من نخبة فوج المظليين Coloniaux (RPC) من الجنود ذوي الخبرة، وشديدي الصلابة، الذين أثبتوا أنفسهم بشكل كبير في القتال في الهند الصينية وفي الجزائر. اتبع رجال RPC سياسة "إطلاق النار أولاً، وطرح الأسئلة لاحقًا" تجاه المدنيين، والتي تم تبنيها أولاً في فيتنام، وأدت إلى قتل عدد من المدنيين المصريين. وصف المؤرخ العسكري الأمريكي ديريك فاربل بقية القوات الفرنسية بأنها "كفؤة، لكنها ليست متميزة".
تم تصميم دبابة القتال الفرنسية (والإسرائيلية) الرئيسية، إيه إم إكس-13، لعمليات المناورة، مما جعل منها دبابة مدرعة خفيفة ولكنها سريعة للغاية.[44] وفضل الجنرال أندريه بوفر، الذي كان مرؤوسًا للجنرال ستوكويل، شن حملة سريعة الحركة يكون الهدف الرئيسي فيها هو تطويق العدو. طوال الحرب، أثبت بوفر أنه أكثر عدوانية من نظرائه البريطانيين، فكان داعًما دائمًا إلى اتخاذ العديد من الخطوات الجريئة في آن واحد. كان لدى القوات البحرية الفرنسية قوة حاملات قوية، ولكن مثل نظيرتها البريطانية، عانت من نقص زوارق الإنزال.
إسرائيل
وصف المؤرخ العسكري الأمريكي ديريك فاربل جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) بأنه القوة العسكرية "الأفضل" في الشرق الأوسط بينما تعاني في الوقت نفسه من "أوجه قصور" مثل "العقيدة غير الناضجة، واللوجستيات الخاطئة، وأوجه القصور الفنية".[44] شجع رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، اللواء موشيه ديان، العدوان والمبادرة والإبداع في صفوف الضباط الإسرائيليين مع تجاهل العمليات اللوجستية والعمليات المدرعة. فضل ديان، وهو رجل مشاة صلب، المشاة على حساب المدرعات، والتي رأى ديان أنها خرقاء، غالية الثمن، وتعاني من أعطال متكررة.
في الوقت نفسه، كان لدى جيش الدفاع الإسرائيلي ذراع لوجستي غير منظم إلى حد ما، وقد تعرض لضغوط شديدة عندما قام الجيش الإسرائيلي بغزو سيناء. [44] معظم أسلحة جيش الدفاع الإسرائيلي في عام 1956 جاءت من فرنسا. كانت الدبابة الرئيسية لجيش الدفاع الإسرائيلي هي إيه إم إكس-13 وكانت الطائرة الرئيسية هي داسو ميستير الرابعة و داسو أوراجان.[44] تمكن تدريب الطيارين المتفوق من إعطاء سلاح الجو الإسرائيلي ميزة على خصومه المصريين. تكونت البحرية الإسرائيلية من مدمرتين، وسبع فرقاطات، وثمانية كاسحات ألغام، وعدة زوارق إنزال، وأربعة عشر زوارق طوربيد.
مصر
في القوات المسلحة المصرية، كانت السياسة وليس الكفاءة العسكرية هي المعيار الرئيسي للترقية.[44] كان القائد المصري، المشير عبد الحكيم عامر، سياسيًا بحتًا وكان يدين بمكانته لصداقته الوثيقة مع ناصر. كان مدمنا على شرب الخمر، وأثبت أنه غير كفء بشكل عام كجنرال خلال الحرب. في عام 1956، كان الجيش المصري مجهزًا جيدًا بأسلحة من الاتحاد السوفيتي مثل دبابات T-34 و IS-3 ومقاتلات ميج-15 وقاذفات إليوشن إي إل 28 والبنادق ذاتية الدفع إس يو-100 وبنادق هجومية.
أدت الخطوط الصارمة بين الضباط والجنود في الجيش المصري إلى "عدم ثقة واحتقار" متبادلين بين الضباط والرجال الذين خدموا في ظلهم.[44] كانت القوات المصرية ممتازة في العمليات الدفاعية، ولكن كان لديها قدرات ضئيلة في العمليات الهجومية، بسبب عدم وجود "قيادة فعالة للوحدات الصغيرة".
حجم القوات المهاجمة
بلغ حجم القوات المشتركة من الدول الثلاث:
- قوات برية: 38 لواء، 750 دبابة، 2510 مدفع.
- قوات بحرية: بارجة، 7 حاملات طائرات، 8 طرادات، 20 مدمرة، 20 فرقاطة، 9 غواصات، 22 لنش طوربيد، 134 سفينة أخرى.
- قوات جوية: 28 سرب مقاتلات، 25 سرب قاذفات مقاتلة، 23 سرب قاذفات، 19 سرب طائرات نقل جوي، 10 أسراب طائرات استطلاع، سربة هليكوبتر اقتحام، 5 أسراب إمداد جوي واتصال.[3][45][46]
التمهيد للهجوم
في 25 أكتوبر 1956 صدر القرار النهائي بتنفيذ "الخطة موسكتير المعدلة النهائية"، فبدأت قوات العدوان التحرك من قواعدها بالجزائر وجنوب فرنسا واستأنفت طائرات المستير الفرنسية رحلاتها المتجهة إلى إسرائيل، وأعلن أن تحركات الأسطول البريطاني الفرنسي ليست إلا مناورة تدريبية. قامت إسرائيل كذلك بتعبئة قواتها سراً على مراحل متتالية وأعدت ترتيباتها النهائية للحرب، وأخطرت شركائها أن "العملية قادش" سوف تبدأ يوم 29 أكتوبر كما هو محدد. وقطعت الدول الثلاث اتصالاتها مع واشنطن التي كانت ترفض مبدأ استخدام القوة ضد مصر، وأصبح موعد بدء التنفيذ يوم 7 أو 8 نوفمبر خاصة أنه يعقب الانتخابات الأمريكية المنعقدة في 6 نوفمبر بيوم واحد، وكان هناك اعتقاد أن الولايات المتحدة ستغض الطرف عن الهجوم بعد انتهاء الانتخابات. وإمعاناً في تضليل الأجهزة المراقبة للتحركات الإسرائيلية، أثيرت بلابل سياسية في الأردن، وحشدت القوات الإسرائيلية بعض قواتها على الجبهة الأردنية لجذب الانتباه. كما أن نفس يوم الهجوم كان موعداً لاجتماع مقرر عقده في جنيف بين محمود فوزي[معلومة 18] وسلوين لويد وكريستيان بينو، بحضور همرشولد[معلومة 19] لإعطاء مصر الأمل في حل سياسي لن يحدث كما ظهر لاحقاً.[33][37][38]
الموقف في سيناء
كان الموقف العسكري في سيناء مكشوفاً، فتحسباً للتهديدات البريطانية الفرنسية بإنزال قوات في منطقة القناة، أصدرت القيادة المصرية الأوامر إلى قواتها في سيناء بالانسحاب في الفترة من أغسطس إلى منتصف أكتوبر 1956 عندما كانت أزمة السويس على أشدها، خشية من تبعثر قوات الجيش بين الصحراء ومنطقة القناة وإمكانية حصارها وعزلها في حالة هجوم بريطاني فرنسي. ولم يبق في سيناء سوى ست كتائب (اثنتان في أم قطف، واثنتان في الشيخ زويد، واثنتان في العريش).[37]
الغزو الإسرائيلي
الخطة الإسرائيلية
تلخصت الخطة الإسرائيلية في إسقاط كتيبة مظلات من اللواء 202 مظلات[معلومة 20] فوق صدر الحيطان، ثم يزحف باقي اللواء على محور الكونتيلا - نخل - صدر الحيطان، لينضم إلى الكتيبة التي أسقطت شرق ممر متلا، وبعد تنفيذ الضربة الجوية الأنجلو-فرنسية تتقدم المجموعة 38 عمليات[معلومة 21] المكونة من (اللواء 7 مدرع، اللواء 4 مشاة، اللواء 10 مشاة، اللواء 37 ميكانيكي) للاستيلاء على "أم قطف"، بينما تتقدم المجموعة 77 عمليات[معلومة 22] المكونة من (اللواء 27 مدرع، اللواء 1 مشاة، اللواء 11 مشاة) لاحتلال رفح والعريش، ووضع تحت قيادة تلك المجموعة أيضا اللواء 12 مشاة المكلف بالهجوم على قطاع غزة، ثم تواصل المجموعتان الزحف حتى يصلا إلى 16 كيلو متر شرق القناة، حيث يتوقفا هناك، وفي الجنوب تتقدم مجموعة اللواء 9 ميكانيكي من إيلات إلى شرم الشيخ. وخصص اللواء 10 مشاة كاحتياطي قريب للمجموعة 38 عمليات، واللواءات 8، 16، 17 مشاة كاحتياطي عام للقيادة الجنوبية.[37][37][37]
بدء العمليات
بدأ الهجوم الإسرائيلي في الساعة الخامسة ظهراً يوم 29 أكتوبر 1956، بعد أربع أيام من توقيع بروتوكول سيفرز. وأعلنت إسرائيل أن هذا التحرك العسكري جاء رداً على اعتداء الجيش المصري على خطوط المواصلات الإسرائيلية في البر والبحر بهدف تدميرها وحرمان المواطنين الإسرائيليين من الحياة الآمنة[معلومة 23]، وفوجئت القيادة المصرية بالهجوم حيث كانت تحت تصور أن مشكلة القناة في طريقها إلى حل سياسي.[33][38]
الإنذار الأنجلو-فرنسي
حتى صباح يوم 30 أكتوبر 1956 كانت القيادة المصرية تستبعد نظرية التواطؤ الثلاثي، وذلك حتى ظهرت طائرات بريطانية في الأجواء المصرية، وتأكدت الشكوك حينما دُعي السفيران المصريان في لندن وباريس في ذات اليوم إلى وزارتي الخارجية في العاصمتين ليتسلم كل منهما إنذاراً بريطانياً فرنسياً يطالب كلاً من مصر وإسرائيل بالابتعاد بقواتها عشرة أميال غرب قناة السويس حتى لا يتعرض المرفق الدولي للخطر، وبناءً على ذلك فإنهما يطلبان من حكومة مصر أن:
- توقف فوراً كل الأعمال الحربية في البر والبحر والجو.
- تسحب كل القوات المصرية إلى مسافة عشرة أميال غرب القناة.
- تحتل قوات بريطانية وفرنسية مواقع رئيسية في بورسعيد والإسماعيلية والسويس لضمان حرية الملاحة في القناة وحتى يمكن فصل القوات المتحاربة.
وإذا لم يتم الرد على هذه المكاتبة خلال اثني عشر ساعة بالتعهد بالتنفيذ من قبل إحدى الحكومتين (المصرية أو الإسرائيلية) أو كلتاهما فإن بريطانيا وفرنسا ستتدخل بأي قوات تراها ضرورية لضمان التنفيذ.
ردت إسرائيل بالإيجاب على الإنذار الثنائي شريطة أن يصل رد إيجابي من مصر، وهو ما لم يحدث حيث ردت مصر برفضها قبول الإنذار. في نفس الوقت أرسلت الولايات المتحدة برقية إلى إسرائيل تطلب فيها سحب القوات الإسرائيلية وعندما لم تتلقى رد من إسرائيل طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن قُدم فيه مشروع قرار بأن تسحب إسرائيل قواتها، وأن تمنع الدول الأخرى عن استخدام القوة أو التهديد بها، واستخدمت بريطانيا وفرنسا حق الفيتو ضد هذا القرار.[33][37][38]
استكمال المعارك
خاضت القوات الإسرائيلية معارك عنيفة أمام القوات المصرية، انتهت باستيلائها على أبو عجيلة وبير حسنة وجبل لفني وبير حما، واستغلت الفرصة كذلك لإحكام الخناق حول القوات المصرية في أم قطف وأم شيهان بالاستيلاء على منطقة "روفادام" ولكن بعد معارك خسرت فيها كثيراً، انتهت بتراجع القوات المصرية إلى العريش لتسيطر القوات الإسرائيلية بذلك على الطرق الثلاث التي تتحكم في جنوب سيناء. وفي ممر متلا ظلت قوات المظلات الإسرائيلية تقاتل لمدة سبع ساعات، وحاولت احتلال الممر بإرسال كتيبة مدرعة ولكن حاصرتها القوات المصرية[معلومة 24] وكبدتها خسائر فادحة، وبعد قتال عنيف استولت القوات الإسرائيلية على الممر في معركة وصفها موشيه ديان بأنها لم تخض مثلها وحدة مقاتلة من قبل.[33][37]
أصدرت رئاسة الأركان الإسرائيلية تعليماتها بتأجيل الهجوم على "أم قطف" انتظاراً للضربة الجوية الأنجلو-فرنسية المخطط لها حتى لا تتعرض القوات الإسرائيلية لخسائر يمكن تفاديها بعد الضربة، فضلاً عن إضفاء صورة العملية الانتقامية على تحركاتها قبل تلك الضربة، وإبعاد شبهة الحرب، ولكن خلافاً لتلك التعليمات قامت القيادة الجنوبية الإسرائيلية منتصف ليلة 29/30 أكتوبر بإصدار أوامرها إلى اللواء 10 مشاة بالاستيلاء على موقع "أم قطف" الذي كان يشكل بجانب موقع "أم شيهان" عائقاً أمام تقدم القوات الإسرائيلية نحو القطاع الأوسط من سيناء، استغلالاً لعنصر المفاجأة.
ولكن فشل الهجوم الإسرائيلي على أم قطف، ونجح قائد اللواء 6 مشاة المصري الذي كلف بالدفاع عن تلك المنطقة[معلومة 25] بكتائبه غير المكتملة العدد أو العتاد في صد الهجمات المتتالية للقوات الإسرائيلية، بل ونجحت قواته في تنفيذ هجوم مضاد، وحتى مع التفاف القوات الإسرائيلية حولها (من الشرق باللواء 10 مشاة، من الغرب باللواء 7 مدرع، من الجنوب الشرقي باللواء 37 ميكانيكي، من الجنوب الغربي باللواء 4 مشاة) لم تنجح في اختراق الدفاعات المصرية، وقُتل خلال المعارك قائد اللواء 37 ميكانيكي، وعلى إثر ذلك الفشل قام قائد القيادة الجنوبية بتغيير قائد اللواء 10 مشاة[معلومة 26]، وظلت القوات المصرية صامدة بأم قطف دون إمدادات تُمني القوات الإسرائيلية بخسائر فادحة حتى وصلت إليها أوامر القائد العام بالانسحاب شأنها شأن جميع القوات المصرية في سيناء، ونجحت قوات اللواء 6 مشاة المصري في إخلاء أغلب أفرادها وتعطيل معداتها الثقيلة دون أن تشعر بها القوات الإسرائيلية، وعندما عاودت القوات الإسرائيلية ظهر يوم 2 نوفمبر الهجوم من الشرق والغرب بسريتي دبابات بعد تمهيد مدفعي وجوي، اشتبكت القوات الإسرائيلية مع بعضها بالمواقع الخالية وتحطمت 8 دبابات إسرائيلية. وذكر موشى ديان تعليق قي مذكراته عن "معركة أم قطف" بقوله «إنها المكان الذي قاتل فيه المصريون على أفضل وجه، بينما قاتل الإسرائيليون على أسوأ صورة.»[33][37]
خلال ليلة 31 أكتوبر ويوم 1 نوفمبر كان القتال في القطاع الشمالي عند رفح والعريش جارياً، وانقسمت القوات الإسرائيلية إلى مجموعات صغيرة تحارب معارك مستقلة لتفادي الأسلاك الشائكة وحقول الألغام.[33] وفي صباح يوم 2 نوفمبر بدأ اللواء 9 مشاة الإسرائيلي سيره نحو شرم الشيخ، وبدأ اللواء 11 مشاة الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة واستولى عليه، ودخلت القوات الإسرائيلية العريش دون مقاومة بعد انسحاب القوات المصرية طبقاً لأوامر القيادة العامة، واتجهت وحدات إسرائيلية غرباً نحو القنطرة، فيما اتجهت وحدات أخرى نحو مطار العريش لتأمينه وضمان طريق أبو عجيلة، لتنهي القوات الإسرائيلية بذلك تقريباً معاركها على المحور الشمالي في سيناء. أتم كذلك اللواء 27 مدرع الاستيلاء على محور القسيمة - جبل لفنى - الإسماعيلية.[33] وفي 5 نوفمبر سقطت شرم الشيخ آخر المواقع المصرية في سيناء والتي كان يعني احتلالها التحكم في مضيق تيران وفك الحصار عن الملاحة الإسرائيلية.[33]
الغزو الأنجلو-فرنسي
الضغوط الإسرائيلية الفرنسية
مع قبول إسرائيل الإنذار الأنجلو-فرنسي ووقوفها بالقرب من القناة دون أن تجد قوات مصرية أمامها، هددت شريكتيها بأنه إذا لم يتدخلا كما اتفق عليه مسبقاً فإنها ستقبل قرار الجمعية العامة بوقف إطلاق النار، وحينئذ لن يبقى هناك مبرراً لهجوم بريطاني فرنسي، ترافق ذلك مع تسارع الأحداث والإجراءات داخل الأمم المتحدة، وتضائل احتمالات قيام ثورة داخلية في مصر تطيح بعبد الناصر - كما توقعت الخطة الأنجلو-فرنسية -، بالإضافة إلى الضغوط الفرنسية المؤيدة للحرب، فصدرت الأوامر بالشروع في تنفيذ الخطة البريطانية الفرنسية المشتركة.[22]
إقرار الخطة المشتركة
قبل منتصف ليلة 3/4 نوفمبر 1956 عقد الجنرال تشارلز كيتلي[معلومة 27] مجلس الحرب في مركز قيادة العمليات المشتركة في ابسكوبي، بمشاركة الأدميرال بيير بارجو[معلومة 28]، الجنرال أندريه بوفر[معلومة 29]، الجنرال جان جايلز[معلومة 30]، الجنرال جاك ماسو[معلومة 31]، البريجادير بتلر[معلومة 32]. وتبلورت نتائج الاجتماع في تنفيذ الخطة تلسكوب وهي خطة تعرضية مزدوجة، في جوهرها هي مزيج من الخطة سمبلكس أو أومليت 2 والخطة موسكتير المعدلة النهائية، على أن تنفذ الخطة تلسكوب خلال أيام 6،5،4 نوفمبر على الوجه التالي:
- في صباح يوم 4 نوفمبر تتم القوات الجوية الأنجلو-فرنسية تدمير المدفعية الساحلية وأجهزة الرادار والمدفعية المضادة للطائرات ومراكز المقاومة في رأس الشاطئ ببورسعيد.
- في صباح يوم 5 نوفمبر تنفذ العملية سمبلكس "أومليت 2"، فيهبط جنود المظلات البريطانيون فوق مطار الجميل غرب بورسعيد، بينما يهبط جنود المظلات الفرنسيون جنوب بورسعيد وفي بورفؤاد، لتأمين المحيط الخارجي لمنطقة رأس الشاطئ.
- في صباح يوم 6 نوفمبر يبدأ الغزو البحري من خلال تنفيذ العملية موسكتير المعدلة النهائية.
انعقد المجلس مرة أخرى فجر يوم 4 نوفمبر بوصول السير أنتوني هيد[معلومة 33]، الجنرال جيرالد تمبلر[معلومة 34]، الجنرال كيتلي، هوبس[معلومة 35]، موري[معلومة 36]، وحضر عن الجانب الفرنسي الأدميرال بارجو، الجنرال جازان، بابان[معلومة 37]، وذلك بغرض رأب أي صدع بين القيادات.[37]
بدء العمليات
مع فجر يوم 4 نوفمبر وزعت خطط العمليات على المسئولين وبدأ تحميل السفن بصفة نهائية في ميناء ليماسول، ومساءً صدر الأمر بالإبحار، في اليوم التالي 5 نوفمبر التقت السفن الفرنسية مع السفن البريطانية التي أبحرت من مالطة، وسارت العمارتان البحريتان في خمسة أرتال - ثلاث بريطانية واثنتان فرنسيتان - خلف ستار من سفن الكراكات. وفي صباح نفس اليوم هبط المظليون البريطانيون فوق منطقة الجميل، ولحقهم المظليين الفرنسيين فوق منطقة جنوب قناة الوصل التي تربط قناة السويس ببحيرة المنزلة، ثم أعقبها عملية إبرار فوق منطقتي الرسوة وبورفؤاد، وأعقب ذلك عملية اقتحام جوي رأسي بالحوامات من حاملات الطائرات على منطقة رأس الشاطئ.[37]
الإجراءات المصرية
خلال ليلة 30 أكتوبر ويوم 31 أكتوبر سارعت القيادة المصرية بإرسال تعزيزاتها إلى سيناء وشرم الشيخ، وشرع سلاحها البحري في مهاجمة الشواطئ الإسرائيلية. ولكن عندما تأكدت من التواطؤ بين الدول الثلاث بعد القصف الجوي الأنجلو-فرنسي مساء يوم 31 أكتوبر، صدرت الأوامر خلال ليلة 31 أكتوبر ويوم 1 نوفمبر بانسحاب القوات من سيناء وعودة الفرقة الرابعة المدرعة التي عبرت في الليلة السابقة إلى سيناء، ووقف تقدم أي تشكيلات أخرى، مع استمرار تمسك كتائب المشاة الست بمواقعها في سيناء لمدة 48 ساعة لحين إتمام الفرقة الرابعة المدرعة انسحابها إلى غرب القناة.
كما صدرت الأوامر بإرسال قاذفات القنابل من طراز إليوشن إلى الصعيد والسعودية. ووضعت خطت حرب العصابات موضع التنفيذ، وأسند إلى زكريا محيي الدين مسئولية قيادة المقاومة الشعبية، بينما أسند إلى كمال الدين حسين قيادة الفدائيين بمنطقة القناة. وأخفيت الأسلحة والمعدات في أماكن اختيرت في كل مدن الوجه البحري، ووزعت الأسلحة على المتطوعين في المقاومة الشعبية، وجابت عربات الجيش الشوارع حاملة مكبرات صوت تدعو الناس إلى الجهاد ومقاومة الغزاة. قطعت مصر أيضاً علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا، واستولت على ممتلكاتهما في مصر، وعطلت الملاحة في قناة السويس بتنفيذ خطة كانت معدة مسبقاً بإغراق باخرة محملة بالإسمنت في عرض المجرى الملاحي.[16][33][37]
صمدت الجبهة الداخلية المصرية وتكاتفت خلف زعيمها عبد الناصر، ولم تصدق توقعات قوى العدوان التي كانت واثقة من سقوط النظام بمجرد قصف الأهداف العسكرية، وقطع وسيلة اتصال عبد الناصر بشعبه من خلال تدمير محطات الإرسال المصرية. ولكن بادرت إذاعة دمشق مواصلة رسالة الإذاعة المصرية مستهلة إذاعتها بعبارة «هنا القاهرة». ونادى جمال عبد الناصر من فوق منبر الجامع الأزهر «سنقاتل .. سنقاتل».[37]
صمود بورسعيد
توقف القتال بين مصر وإسرائيل يوم 6 نوفمبر.[15] فيما التحمت قوات الجيش المصري والمقاومة الشعبية في بورسعيد أمام تحقيق هدف واحد وهو دحر العدوان. ونال صمود ونشاط شعب بورسعيد في مقاومة العدوان إعجاب العالم، فرغم استمرار قصف المدينة من الجو والبحر طوال يوم 5 نوفمبر إلا أنها نجحت في تثبيت قوات الإبرار الجوي الأنجلو-فرنسي طوال يوم 5 نوفمبر، وأنزلت بها كذلك خلال يوم 6 نوفمبر خسائر كبيرة، وتمكنت من تثبيت العدو داخل منطقة رأس الشاطئ ومنعته من تأمينها وعرقلة انطلاقه صوب الإسماعيلية.[22][37] ودارت معارك عنيفة بين قوات الاحتلال وقوات المقاومة ظهرت خلالها أمثلة عديدة للفداء سواء من المدنيين من أبناء بورسعيد أمثال السيد عسران ومحمد مهران، أو العسكريين أمثال المقدم بحري جلال الدسوقي والملازم بحري جول جمال[معلومة 38] اللذان استشهدا في معركة البرلس البحرية. . ومن أشهر العمليات التي أسفرت عنها عمليات المقاومة، أسر الضابط أنتوني مورهاوس[معلومة 39] واغتيال الميجور جون وليامز[معلومة 40].[15][47][48]
الموقف الدولي من الحرب
موقف الأمم المتحدة
قرار 2 نوفمبر
قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في 1 نوفمبر 1956 نصت فقراته التنفيذية على:
- على جميع الأطراف المتشابكة قبول وقف إطلاق النار والكف عن نقل القوات العسكرية والأسلحة إلى هذه المنطقة.
- سحب القوات إلى ما وراء خطوط الهدنة، والكف عن القيام بغارات عبر خطوط الهدنة على الأراضي المجاورة ومراعاة نصوص اتفاقيات الهدنة بدون تردد.
- توصى جميع الدول بالامتناع عن إدخال المواد الحربية إلى منطقة الأعمال العدوانية وأن يمتنعوا بصفة عامة عن القيام بأي أعمال قد تؤخر أو تمنع تنفيذ هذا القرار.
- يُحث على اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة فتح القناة وإعادة تأمين حرية الملاحة بها بعد تنفيذ وقف إطلاق النار.
- يُطلب من الأمين العام أن يُراعي وأن يُبلغ مجلس الأمن والجمعية العامة على الفور بمدى الامتثال لهذا الاقتراح لاتخاذ أي إجراء آخر قد يريانه مناسباً طبقاً لميثاق الأمم المتحدة.
- تظل الجمعية العامة منعقدة في جلسة طارئة امتثالاً لهذا القرار.
وافقت الجمعية العامة على المشروع الأمريكي في 2 نوفمبر بأغلبية 64 صوت، ضد خمس أصوات هي (بريطانيا، فرنسا، إسرائيل، أستراليا، نيوزيلندا)، وامتناع ست دول عن التصويت. أبلغت مصر الأمين العام في نفس اليوم قبولها القرار، وأعلن الأمين العام ذلك في 3 نوفمبر مع احتفاظ مصر لنفسها بالحق في عدم تنفيذ أحكامه إذا ظلت القوات المهاجمة توالي عدوانها. وشُكلت لجنة ثلاثية لمراقبة التنفيذ ضمت كل من رالف بانش[معلومة 41]، إيليا تشيرليشيف[معلومة 42]، قسطنطين ستافروبولوس[معلومة 43][22]
اقتراح قوة طوارئ الدولية
سعت الدبلوماسية الكندية بقيادة ليستر بيرسون[معلومة 44] إلى إيجاد مخرج للأزمة يخفف من حدة الصدام بين الحلفاء الغربيين، فاقترح تشكيل قوة دولية تكون أداة فعالة لفرض قرارات الأمم المتحدة، ووافقت الجمعية العامة على المشروع الكندي في 4 نوفمبر بأغلبية 57 صوت وامتناع باقي الدول ودون اعتراضات، وتمت الموافقة كذلك على تعيين الجنرال تومي بيرنز[معلومة 45] قائداً للقوة الدولية الجديدة، وشُكلت لجنة لبحث تنفيذ القرار كانت فيه الهند لسان مصر الذي أصر على عدم انضمام أي قوات بريطانية أو فرنسية إلى القوات الدولية.[22][49]
الموقف العربي
وقفت العديد من الدول العربية بجانب مصر أمام العدوان معتبرين أن إخضاع مصر معناه إخضاع العالم العربي، فوضعت سوريا مواردها تحت تصرف مصر، وأعلنت التعبئة العامة والأحكام العرفية، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية ببريطانيا وفرنسا، ونسفت كل من الأردن وقطر أنابيب البترول، وتظاهر العرب في الكويت والبحرين ضد الإنجليز وهددوا بتعطيل العمل في آبار النفط.[15][22]
وفي السعودية أُعلنت التعبئة، وأرسل الملك سعود برقية إلى الرئيس عبد الناصر أكد فيها أن قوات وإمكانيات المملكة حاضرة لمعاونة مصر، وأرسل إلى مصر قوة عسكرية من المتطوعين أطلق عليها «المجاهدين السعوديين للدفاع عن الوطن العربي» كان من بين أفرادها الأمير سلمان بن عبد العزيز (أمير الرياض)، الأمير فهد بن عبد العزيز (وزير المعارف)، الأمير سلطان بن عبد العزيز، الأمير عبد الله الفيصل (وزير الداخلية). وقطعت المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا، ومنعت جميع الطائرات التابعة لشركات رأسمالها فرنسي أو بريطاني من الطيران في أجوائها، كما أوقفت شحن النفط إليهما، وأوقفت ضخ النفط لمعامل التكرير بالبحرين التي كانت تقع تحت الحماية البريطانية. وأرجئ الاحتفال المقرر في 12 نوفمبر بمناسبة تولي الملك سعود مقاليد الحكم، وتم تخصيص المبالغ المقررة له للمجهود الحربي العربي. كما لجأ الملك سعود لممارسة الضغوط السياسية على الولايات المتحدة، وطلب من أيزنهاور التدخل السريع والفوري لإيقاف العدوان، وعندما اجتمعت القمة العربية في لبنان لتأييد مصر ودعمها ضد العدوان ولم يحضرها عبد الناصر لظروف الحرب، قال الملك سعود: «إننا نؤيد كل التأييد مصر، إننا نمثل في هذا الاجتماع الرئيس عبد الناصر لأنه وضع ثقته فينا جميعا، ونرجو من الله أن يوفقنا لأجل نصرة العرب».[19]
الموقف السوفيتي
في 5 نوفمبر بعث نيكولاي بولجانين[معلومة 46] ببرقية إلى مجلس الأمن يطلب فيها انعقاد المجلس بصفة عاجلة لبحث العدوان الجديد وعدم تنفيذ بريطانيا وفرنسا وإسرائيل قرار وقف إطلاق النار. أشار السوفيت خلال انعقاد المجلس في نفس اليوم إلى أنه إزاء عجز الجمعية العامة عن عمل أي شيء فإن على كل أعضاء الأمم المتحدة وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن تقديم العون العسكري لمصر في حال إصرار الدول الثلاث على تحدي القرارات المتخذة وعدم تنفيذها في الأوقات المحددة. وأُرسلت الإنذارات السوفيتية إلى الدول الثلاث، وكذلك أُرسلت رسالة سوفيتية إلى الولايات المتحدة تقترح التدخل العسكري المشترك، فازدادت المخاوف العالمية من التهديدات السوفيتية، وعند التصويت على الطلب السوفيتي رفض لعدم حصوله على أغلبية الأصوات، وكذلك رفضت كل من بريطانيا وفرنسا التهديدات السوفيتية واستمرت في أعمالها العسكرية.[22][50]
الموقف الأمريكي
رغم الاعتراضات الأمريكية على نهج السياسة المصرية إلا أن الولايات المتحدة لم تكن تؤيد العمل العسكري ضد مصر ورأت أن من الأنسب استخدام الضغوطات الاقتصادية وفرض العقوبات. وعقب إعلان الإنذار الأنجلو-فرنسي لمصر وإسرائيل بعث أيزنهاور رسالتين حادتي اللهجة إلى رئيسي الوزراء البريطاني والفرنسي وكذلك بعث برسالة إلى إسرائيل ينهرها ويهددها بموقف مضاد في الأمم المتحدة. وصدر قرار 2 نوفمبر عن الأمم المتحدة بمساعي أمريكية. وصرح أيزنهاور بأن واشنطن عارضت منذ البداية اللجوء لاستخدام القوة وأنها لم تُستشر من قبل المعتدين وستسعى لإنهاء الصراع بالطرق السلمية.[16]
موقف دول أخرى
كانت الصين من الدول السباقة إلى إدانة العدوان فأعلنت في 31 أكتوبر «أن مصر لن تقاوم العدوان وحدها، ولكن ستقف معها كافة الشعوب المحبة للسلام في أفريقيا وآسيا»، وفي 4 نوفمبر طالبت الصين في إنذار جديد بوقف جميع العمليات العسكرية وانسحاب المعتدين، وقدمت كذلك هدية من شعب الصين لمساعدة مصر تمثلت في مبلغ عشرين مليون فرنك سويسري. وفي الهند أعلنت الحكومة في 31 أكتوبر أنها تعتبر العدوان الإسرائيلي والإنذار المشترك خرقاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، وقد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق ما لم يتداركه العقلاء، وللضغط على الحكومة البريطانية أبلغ نهرو[معلومة 47] الحكومة البريطانية أن الهند ستجد نفسها مضطرة إلى الانسحاب من الكومنولث البريطاني. حتى الدول الموالية للغرب نددت بالعدوان فأعلن حسين سهروردي[معلومة 48] في 3 نوفمبر «أن العدوان تهديد للعالم الإسلامي أجمع، وأن الشعور في باكستان توتر بعد العدوان على مصر».[22]
الموقف الداخلي البريطاني
خلفت صدمة الحرب أثراً بالغاً في الداخل البريطاني، وهوجمت الحكومة في مجلس العموم من قبل المعارضة بشكل لم تشهده من قبل، وتعالت أصوات الاستهجان التي استنكرت الهجوم على شعب أعزل، وامتعضت من المرارة التي ستخلفها الحرب، وأعلن أنتوني نوتينغ "وزير الدولة للشؤون الخارجية" استقالته، وأصبح رئيس الوزراء البريطاني محاصراً بين الرفض الدولي والرفض الداخلي لقرار الحرب، وواجهت بريطانيا أزمة مالية خانقة نظراً لتدهور قيمة الجنيه الاسترليني وانخفاض احتياطي الذهب.[22][37]
وقف إطلاق النار
تحت الضغوط السوفيتية والأمريكية والكندية وحتى في الداخل البريطاني، ومع تماسك الجبهة الداخلية المصرية وصمودها أمام العدوان وتضامن الشعوب العربية معها، ونجاح مصر في اكتساب تعاطف الرأي العالمي وإدانة العدوان، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي ألمت ببريطانيا نتيجة الحرب، وتلميح الولايات المتحدة برفض مساعدتها اقتصادياً مع إصرارها على موقفها، وتأكد الحكومتين البريطانية والفرنسية من الخسائر التي سيتعرضان لها في حال استمرا في تنفيذ خطتهما، رضخا لقرار وقف إطلاق النار اعتباراً من ليلة 6 نوفمبر ويوم 7 نوفمبر، إلا أن القتال استمر في بورسعيد ولم يتوقف فعلياً إلا مساء يوم 8 نوفمبر بعد تدخل الأمين العام للأمم المتحدة.[22][37]
تشكيل قوة الطوارئ الدولية
شكل الأمين العام للأمم المتحدة لجنة غير رسمية لتعاونه في إعداد تقرير تفصيلي حول إنشاء القوة الدولية تمثلت في ليستر بيرسون، هانز إنجن[معلومة 49]، آرثر لال[معلومة 50]، انتهت إلى التقرير الذي قدم إلى الجمعية العامة يوم 6 نوفمبر ووافقت عليه الجمعية في 7 نوفمبر بأغلبية 64 صوت بدون معارضة، وتقررت بذلك المبادئ الأساسية في عمل القوة وهي:
- أن هذه القوة لن تستخدم كقوة عسكرية للضغط على مصر.
- أنها تدخل مصر بموافقة الحكومة المصرية وحدها.
- ليست للقوة أية أغراض أو مهام عسكرية.
ومنح الأمين العام سلطات إصدار التعليمات والأوامر الضرورية للعمل الفعال للقوة، وذلك بعد التشاور مع اللجنة الاستشارية.[22]
انتهاء العدوان
دخل الجنرال بيرنز بورسعيد في 25 نوفمبر 1956 وأعلن أنه سيعمل مع القوات الدولية على المحافظة على النظام في بورسعيد بالتعاون مع السلطات المصرية.[22] وفي 19 ديسمبر 1956 أنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد والذي كانت قوات العدوان تتخذه مقراً للقيادة، وفي 22 ديسمبر 1956 غادر آخر جندي من القوات البريطانية والفرنسية الأراضي المصرية، وفي 23 ديسمبر 1956 تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد، وهو التاريخ الذي اتخذته المدينة عيداً قومياً لها "عيد النصر".[15] أعقب ذلك بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء وقطاع غزة في 6 مارس 1957.[37] لتعود القوات الإسرائيلية إلى حدودها في 16 مارس 1957.[33]
النتائج
تسوية مسألة القناة
خاضت الحكومة المصرية مفاوضات مع شركة قناة السويس الفرنسية بوساطة البنك الدولي كان أولها في روما في فبراير 1958 لتعويض المساهمين في شركة القناة، تعذر في البداية التوصل لاتفاق، وخاض الطرفان جولة ثانية في القاهرة بناءً على دعوة من جمال عبد الناصر في مايو 1958 هدأت خلالها الأجواء المتوترة، ولكن بقي الخلاف كما هو، وفي 13 يوليو 1958 اتفق الطرفان في جنيف على أن تتنازل الحكومة المصرية عن أسلوب التعويض حسب قيمة الأسهم بسعر الإقفال السابق على تاريخ العمل بقانون التأميم في بورصة باريس، وقبول مبدأ التعويض الجزافي بمبلغ 28,300,000 جنيه مصري، تسددها مصر بالدولار الأمريكي، على أن يقسم المبلغ على أربعة أقساط ويخصم منه ما حصلته الشركة القديمة لقناة السويس من رسوم المرور منذ تاريخ التأميم حتى وقوع العدوان على مصر، وأن تتنازل الحكومة المصرية عن ممتلكات الشركة خارج مصر، وتتعهد بتحمل جميع ديون الشركة في مصر ومعاشات الموظفين المقيمين في مصر، وتتعهد شركة قناة السويس الفرنسية أن تدفع الديون التي تمت خارج مصر، وأن تتحمل معاشات الموظفين المقيمين خارج مصر، وأن تتنازل عن مطالبة الحكومة المصرية بالمكاسب التي كان ينتظر أن تجنيها في الإثني عشر سنة الباقية على مدة الامتياز. وتم التصالح بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وفرنسا. أما المفاوضات المصرية البريطانية فقد انتهت بإبرام اتفاقية في القاهرة في 28 فبراير 1959، وعادت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبريطانيا في 1 ديسمبر 1959.[51][52][3]
مصر
مع فداحة الخسائر المصرية في الأرواح والممتلكات نتيجة العدوان، إلا أن مصر خرجت من المحنة أكثر تماسكاً، خاصة في ظل التضامن العربي والدولي مع موقفها، فضلاً عن تألق نجم عبد الناصر على مستوى السياسة الدولية بوقوفه في وجه الدول المعتدية. وتمثلت المكاسب في انفراد مصر بملكية وحق إدارة قناة السويس بلا منازع، وإلغاء معاهدة الصداقة والتحالف بينها وبين بريطانيا وما تبع ذلك من استيلاء مصر على القاعدة البريطانية العسكرية في منطقة قناة السويس بكل ما تحويه من أسلحة وذخائر وعتاد،[37] كذلك تقرر فرض الحراسة على أموال ومؤسسات وشركات وممتلكات الإنجليز والفرنسيين المقيمين في مصر، والتي قدرت قيمتها وقتها بـ30 مليون جنيه مصري.[10]
الأطراف المعتدية
فقدت بريطانيا مكانتها في المنطقة وممتلكاتها وقاعدتها في مصر، وانتهى الأمر بأنتوني إيدن إلى الاعتكاف ثم الاستقالة من منصب رئيس الوزراء. خسرت كذلك فرنسا أموالها وممتلكاتها في مصر وفقدت نفوذها السياسي والثقافي في المنطقة. أما إسرائيل فخرجت ببعض المكاسب وهي تأمين مرور سفنها بخليج العقبة وقناة السويس.[16][53]
انعكاسات الحرب على التوازن الدولي
حسمت حرب السويس ما أسفرت عنه الحرب العالمية الثانية من نتائج، وأرست دعائم النظام الذي برز في أعقاب الحرب، فأفل نجم بريطانيا وفرنسا كقوى استعمارية تقليدية بنمطها الذي مارسته على مدار عقود، وفقدت تباعاً قواعدها ودورها كقوى عظمى بالشرق الأوسط[معلومة 51]، وحلت محلها الولايات المتحدة كلاعب منفرد على الساحة الدولية لدور حارس المصالح الغربية بالشرق الأوسط، فقبلت باستقلال دول المنطقة وبحياد نسبي لكن مع إصرارها على ربطهم بعجلة الغرب.[16][54][55][56]
حفظ تاريخ الحرب
تخليداً لذكرى الحرب اتخذت مصر من يوم 23 ديسمبر الذي تسلمت فيه القوات المصرية بورسعيد عيداً للنصر، واتخذته محافظة بورسعيد عيداً قومياً لها. وأنشئ متحف بورسعيد الحربي سنة 1964 على مساحة 7 آلاف متر مربع لتخليد لذكرى العدوان.[57][57]
تحتفظ إسرائيل ببعض مخلفات القطع الحربية في متاحفها العسكرية ومنها متحف تاريخ قوات الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب أو متحف باتي هاؤوسيف (Batey ha-Osef Museum)، ومتحف القوات الجوية الإسرائيلية في حتسريم الذي تأسس في عام 1977 وافتتح للعامة في عام 1991، ومتحف ياد لا شيريون في لطرون (Yad La-Shiryon Museum). وتحيي إسرائيل ذكرى القتلى من جنودها في حملة سيناء أو حرب السويس في مراسم سنوية.
الحرب في الإعلام
مصر
تعرضت السينما المصرية لمعارك العدوان الثلاثي بشكل مباشر خاصة التي دارت في منطقة القناة مع القوات الأنجلو-فرنسية وكذلك أحداث تأميم القناة وأبرز تصريحات الرئيس جمال عبد الناصر بمجموعة من الأفلام رصدت الانتصار السياسي لمصر خلال أزمة السويس، وتُعرض تلك الأعمال على شاشات التليفزيون المصري خلال ذكرى عيد النصر، أو ذكرى ميلاد أو وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وتتمثل تلك الأفلام في كل من: بورسعيد إنتاج عام 1957، تأليف وإخراج عز الدين ذو الفقار، عمالقة البحار إنتاج عام 1960، تأليف محمد مصطفى سامي، إخراج السيد بدير، ناصر 56 إنتاج عام 1996، تأليف محفوظ عبد الرحمن، إخراج محمد فاضل. كذلك كان العدوان في خلفية أحداث بعض الأفلام الأخرى مثل «غداً يوم آخر» إنتاج عام 1961، تأليف حسن توفيق، إخراج ألبير نجيب، «لا تطفئ الشمس» إنتاج عام 1961، تأليف إحسان عبد القدوس، إخراج صلاح أبو سيف، «من أحب» إنتاج عام 1966، تأليف صبري العسكري، إخراج ماجدة، «ليلة القبض على فاطمة» إنتاج عام 1984، تأليف سكينة فؤاد، إخراج هنري بركات، «سجين أبو زعبل» إنتاج عام 1957، تأليف محمود المليجي، إخراج نيازي مصطفى، «حكايات الغريب» إنتاج عام 1992، تأليف جمال الغيطاني، إخراج إنعام محمد علي، «أحلام صغيرة» إنتاج عام 1993، تأليف وإخراج خالد الحجر.[58][59][60][61]
الإعلام الغربي
تناول الإعلام الغربي الحرب في عدد قليل نسبياً من الأفلام أغلبها أفلام تليفزيونية مثل Suez 1956 إنتاج عام 1979،[47] إخراج مايكل دارلو، Suez: A Very British Crisis، إنتاج عام 2006، إخراج لويز هوبر.[19]
ملحق الشخصيات الرئيسية
الدول المتحاربة
مصر | دول العدوان | ||||||||||||||||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
بريطانيا | فرنسا | إسرائيل | |||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|
قيادات أخرى
الولايات المتحدة | الاتحاد السوفيتي | كندا | آخرون | ||||||||||||||||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
|
|
|
|
أبرز شخصيات الأمم المتحدة
الاسم |
عمر لطفي
|
بيرسون ديكسون (Pierson Dixon)
|
بيرنارد كورنو جنتيل (Bernard Cornut-Gentille)
|
أبا إيبان (Abba Eban)[معلومة 53]
|
هنري كابوت لودج الابن (Henry Cabot Lodge Jr.)
|
أركادي سوبولوف (Arkady Sobolev)
|
---|---|---|---|---|---|---|
المنصب | مندوب مصر | مندوب بريطانيا | مندوب فرنسا | مندوب إسرائيل | مندوب الولايات المتحدة | مندوب الاتحاد السوفيتي |
الاسم |
داغ همرشولد (Dag Hammarskjöld)
|
هانز إنجن (Hans Engen)
|
آرثر لال (Arthur Lall)
|
روبرت ألكسندر ماكاي (Robert Alexander Mackay)
|
جوزيه بريليج (Jože Brilej)
|
رفيق عشا
|
المنصب | الأمين العام للأمم المتحدة | مندوب النرويج | مندوب الهند | مندوب كندا | مندوب يوغوسلافيا | مندوب سوريا |
قادة ودبلوماسيون آخرون
الاسم |
ماو تسي تونغ (Mao Zedong)
|
شكري القوتلي
|
سعود بن عبد العزيز
|
فيصل بن عبد العزيز
|
كريشنا منون (Krishna Menon)
|
كوكا بوبوفيتش (Koča Popović)
|
---|---|---|---|---|---|---|
المنصب | رئيس الصين | رئيس سوريا | ملك السعودية | وزير خارجية السعودية | وزير خارجية الهند | وزير خارجية يوغوسلافيا |
الاسم |
هارولد ماكميلان (Harold Macmillan)
|
والتر مونكتون (Walter Monckton)
|
أنتوني نوتينغ (Anthony Nutting)
|
باتريك دين (Patrick Dean)
|
إيفون كيركباتريك (Ivone Kirkpatrick)
|
دونالد لوجان (Donald Logan)
|
المنصب | وزير الخزانة ونائب رئيس الوزراء البريطاني[معلومة 54] | وزير الدفاع البريطاني السابق لأنتوني هيد | وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني | الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية | الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية | سكرتير وزير الخارجية البريطانية |
السفراء
الاسم |
وينثروب دبليو ألدريتش (Winthrop W. Aldrich)
|
سي دوغلاس ديلون (C. Douglas Dillon)
|
إدوارد بي لوسون (Edward B. Lawson)
|
ريمون ايه هير (Raymond A. Hare)[معلومة 55]
|
جاكوب تسور (Jacob Tsur)
|
إلياهو إيلات (Eliahu Eilat)
|
---|---|---|---|---|---|---|
المنصب | السفير الأمريكي في بريطانيا | السفير الأمريكي في فرنسا | السفير الأمريكي في إسرائيل | السفير الأمريكي في مصر | السفير الإسرائيلي في فرنسا | السفير الإسرائيلي في بريطانيا |
الاسم |
روجر ماكينز (Roger Makins)[63]
|
غلادوين جيب (Gladwyn Jebb)
|
جون والتر نيكولز (John Walter Nicholls)
|
همفري تريفيليان (Humphrey Trevelyan)
|
سامى أبو الفتوح
|
أحمد حسين
|
المنصب | السفير البريطاني في الولايات المتحدة | السفير البريطاني في فرنسا | السفير البريطاني في إسرائيل | السفير البريطاني في مصر | السفير المصري في بريطانيا | السفير المصري بالولايات المتحدة |
الاسم |
هيرفيه ألفاند (Hervé Alphand)[معلومة 56]
|
شوفالييه جان تشوفيل (Chevalier Jean Chauvel)
|
بيير-يوجين جيلبرت (Pierre-Eugène Gilbert)
|
أرمان دو بلانكيه دو شايلا |
كمال عبد النبي
|
ملاحظات: السفير الإسرائيلي بالولايات المتحدة هو نفسه مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة "أبا إيبان"، ولم يكن هناك تمثيل دبلوماسي لإسرائيل في مصر، والعكس صحيح.
|
المنصب | السفير الفرنسي في الولايات المتحدة | السفير الفرنسي في بريطانيا | السفير الفرنسي في إسرائيل | السفير الفرنسي في مصر[1] | السفير المصري في فرنسا |
رؤساء أجهزة الاستخبارات
الاسم |
علي صبري[معلومة 57]
|
ديك وايت (Dick White)[معلومة 58]
|
بيير بورسيكوت (Pierre Boursicot)
|
إيسر هاريل (Isser Harel)
|
ألين دالاس (Allen Dulles)[معلومة 59]
|
إيفان سيروف (Ivan Serov)
|
---|---|---|---|---|---|---|
المنصب | المخابرات المصرية | المخابرات البريطانية | المخابرات الفرنسية | المخابرات الإسرائيلية | المخابرات الأمريكية | المخابرات السوفيتية |
أبرز القيادات العسكرية الأنجلو-فرنسية
الاسم |
لويس مونتباتن (Louis Mountbatten)
|
تشارلز كيتليى (Charles Keightley)
|
بيير بارجو (Pierre Barjot)
|
أندريه بوفر (André Beaufre)
|
بيير لانسلوت (Pierre Lancelot)
|
ريمو بروهون (Raymond Brohon)
|
---|---|---|---|---|---|---|
المنصب | قائد البحرية الملكية البريطانية[62] | القائد العام للقوات المشتركة (بريطاني)[62] | نائب القائد العام للقوات المشتركة (فرنسي)[62] | نائب القائد العام للقوات البرية (فرنسي)[62] | نائب القائد العام للقوات البحرية (فرنسي)[27] | نائب القائد العام للقوات الجوية (فرنسي)[27] |
الاسم |
هيو ستوكويل (Hugh Stockwell)
|
روبن دورنفورد سلاتر (Robin Durnford-Slater)
|
دينيس بارنيت (Denis Barnett)
|
ديريك هولاند مارتن (Deric Holland-Martin)
|
|
جاك ماسو (Jacques Massu)
|
المنصب | قائد القوات البرية (بريطاني)[62] | قائد القوات البحرية (بريطاني)[27] | قائد القوات الجوية (بريطاني)[27] | قائد قوات الاقتحام (بريطاني)[27] | قائد حاملات الطائرات (بريطاني)[27] | قائد الفرقة العاشرة مظلات (فرنسي)[12] |
أبرز القيادات العسكرية الإسرائيلية
الاسم |
مائير عاميت (Meir Amit)
|
عساف سمحوني (Asaf Simhoni)
|
شمويل تانكوس (Shmuel Tankus)
|
دان تولوكوفسكي (Dan Tolkowsky)
|
عوزي ناركيس (Uzi Narkis)
|
يهودا والاش (Jehuda Wallach)
|
---|---|---|---|---|---|---|
المنصب | مدير مجلس الأركان[27] | قائد المنطقة الجنوبية[37] | قائد القوات البحرية[27] | قائد القوات الجوية[27] | رئيس الخطط والعمليات[27] | قائد المجموعة 38 عمليات[37] |
الاسم |
حاييم لاسكوف (Haim Laskov)
|
أرئيل شارون (Ariel Sharon)
|
إبراهام يوفيه (Avraham Yoffe)
|
حاييم بارليف (Haim Bar-Lev)
|
|
يوسف هرباز (Joseph Harpaz)
|
المنصب | قائد المجموعة 77 عمليات[37] | قائد اللواء 202 مظلات[37][64] | قائد اللواء 9 ميكانيكي[37][64] | قائد اللواء 27 مدرع[37][64] | قائد اللواء 1 مشاة[37][64] | قائد اللواء 4 مشاة[37][64] |
الاسم |
دافيد إلعازار (David Elazar)
|
أهارون دورون (Aharon Doron)
|
شمويل غالينكا (Shmuel Galinka)
|
أوري بن أري (Uri Ben-Ari)
|
شمويل جودير (Shmuel Goder)
|
يسرائيل طال (Israel Tal)
|
المنصب | قائد اللواء 12 مشاة[37][37][64] | قائد اللواء 11 مشاة[37] | قائد اللواء 37 ميكانيكي[معلومة 60][37][64] | قائد اللواء 7 مدرع[37][37][64] | قائد اللواء 10 مشاة[معلومة 61][37][37] | قائد اللواء 10 مشاة[معلومة 62][37][37] |
أبرز شخصيات المقاومة المصرية
الاسم |
علي علي عامر
|
صلاح الدين صادق الموجي
|
محمود محمد السرساوي
|
أنور عبد الوهاب القاضي
|
سامي يس بولس
|
محمد سعد الدين متولي
|
---|---|---|---|---|---|---|
المنصب | قائد المنطقة المركزية الشرقية[37] | رئيس أركان المنطقة المركزية الشرقية (القائد العسكري لبورسعيد)[37] | قائد الفرقة 2 مشاة (سيناء)[37] | قائد الفرقة 3 مشاة (سيناء)[37] | قائد اللواء 6 مشاة (سيناء)[معلومة 63][37] | قائد اللواء 6 مشاة (سيناء)[معلومة 64][37] |
الاسم |
مصطفى كمال الصياد
|
جلال الدين الدسوقي
|
جول جمال
|
محمد رياض
|
السيد عسران
|
محمد مهران
|
المنصب | قائد مجموعات المقاومة في بورسعيد[1] | قائد معركة البرلس البحرية[1] | سوري كان يدرس بالكلية البحرية المصرية وشارك في الحرب[1] | محافظ بورسعيد والحاكم العسكري للمدينة[65] | فدائي[1] | فدائي[1] |
معرض
صور
الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور ورئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان (خليفة أنتوني إيدن) في محادثات لإصلاح العلاقات المتضررة بين البلدين بعد أزمة السويس.
فيديو
عبد الناصر يعلن تأميم قناة السويس.
أنباء عن ردود الفعل الغربية حول قرار تأميم القناة
أنباء عن الاضطرابات في شمال أفريقيا ومصر التي قادت إلى أزمة السويس.
أنباء عن تحرك السفن البريطانية والفرنسية نحو مصر.
أنباء عن الهجوم على مصر.
أنباء عن غزو سيناء وقطاع غزة.
أنباء عن نهاية الغزو.
المؤتمر الصحفي لأيزنهاور حول الأزمة.
أنباء عن مقابلة بين همرشولد وعبد الناصر.
احتجاجات إسرائيلية حول قرار الأمم المتحدة الملزم بالانسحاب من سيناء وقطاع غزة.
أنباء عن آثار ما بعد الأزمة.
انظر أيضاً
ملاحظات
- الأرصدة الاسترلينية هي قيمة الاستثمارات التي كانت تحتفظ بها مصر في لندن قبل الحرب العالمية الثانية وكذلك قيمة السلع والخدمات التي حصلت عليها بريطانيا من مصر خلال الحرب وقيمة الصادرات وخدمات أخرى أديت لبلاد مختلفة وعمدت بريطانيا إلى تجميد تلك الأرصدة عام 1947 ولم تكن تفرج إلا عن مبالغ معينة يتفق عليها.
- جون جلوب: عسكري بريطاني كان يشغل منصب قائد الجيش الأردني كان يمثل رمز التواجد البريطاني في المنطقة واليد القامعة للمظاهرات المناهضة لانضمام الأردن إلى حلف بغداد.
- سلوين لويد: وزير خارجية بريطانيا.
- تحقيق التسوية بين العرب وإسرائيل ومنع التغلغل الشيوعي في الشرق الأوسط والمحافظة على حلف بغداد
- أصبحت مصر ممنوعة من نظام الاسترليني القابل للتحويل وهو النظام المتبع في العالم لتسوية الحساب بين طرف ثالث أو أكثر.
- روبرت منزيس: رئيس وزراء أستراليا.
- كانت شركة قناة السويس تستخدم 205 مرشداً، أقل من 20% منهم مصريين، وأكثر من 36% منهم بريطانيين وفرنسيين، والنسبة الباقية موزعة على جنسيات أخرى.
- هاميلكار أو حملقار هو قائد قرطاجي، يعني اسمه عبد ملقرت، وهو والد القادة القرطاجيين حنبعل "هانيبال" وصدربعل وماجو. وتعود الرمزية في الاسم إلى العبرة في وفاة هاميلكار الذي خسر معاركه وحوصر في النهاية في معسكر اقتحمه أعدائه ولم يجد أمامه مفراً إلا الانتحار حرقاً.
- كان الهدف من إبقاء الاسم تضليل مصر وإيهامها بأن العمل بالخطة موسكتير لا زال سارياً.
- جي موليه: رئيس وزراء فرنسا.
- كريستيان بينو: وزير خارجية فرنسا.
- بورجيس مونوري: وزير دفاع فرنسا.
- دافيد بن غوريون: رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع.
- شيمون بيريز: مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية.
- موشيه دايان: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
- باتريك دين: الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية.
- دونالد لوجان: سكرتير وزير الخارجية البريطانية.
- محمود فوزي: وزير خارجية مصر.
- داغ همرشولد: أمين عام الأمم المتحدة.
- قائد اللواء 202 مظلات الإسرائيلي: آرييل شارون.
- قائد المجموعة 38 عمليات الإسرائيلية: يهودا والاش.
- قائد المجموعة 77 عمليات الإسرائيلية: حاييم لاسكوف.
- لم يقم الجيش المصري بأي أعمال عدوانية كما أشار البيان الإسرائيلي لكنها الذريعة التي استخدمتها إسرائيل لتبرير عدوانها.
- تم الدفع باللواء 2 مشاة بالشلوفة والموجود ضمن الفرقة 2 مشاة من الاحتياطي العام غرب القناة، للدفاع عن ممر متلا.
- قائد اللواء خلال المعارك هو العقيد سامي يس بولس، والذي أصيب خلال المعارك وتولى موقعه العقيد محمد سعد الدين متولي الذي استكمل مهمة الدفاع عن أم قطف.
- قائد اللواء 10 مشاة المعزول هو شمويل جودير، وتولى موقعه إسرائيل طال.
- الجنرال تشارلز كيتلي: القائد العام لقوات الغزو البحري.
- الأدميرال بيير بارجو: نائب القائد العام لقوات الغزو البحري.
- الجنرال أندريه بوفر: نائب القائد العام للقوات البرية لعملية الغزو البحري.
- الجنرال جان جايلز: مدير الإدارة التكتيكية للقوات الفرنسية المنقولة جواً.
- الجنرال جاك ماسو: قائد فرقة المظلات العاشرة الفرنسية.
- البريجادير بتلر: قائد مجموعة اللواء السادس عشر مظلات بريطانية.
- السير أنتوني هيد: وزير الحربية البريطاني.
- الجنرال جيرالد تمبلر: رئيس هيئة أركان حرب الإمبراطورية البريطانية.
- هوبس: رئيس إدارة التخطيط المشترك.
- موري: المستشار الدبلوماسي البريطاني.
- بابان: المستشار الدبلوماسي الفرنسي.
- جول جمال: ملازم بحري سوري كان يتدرب في البحرية المصرية، وتخرج وقت اندلاع المعارك فآثر البقاء والاشتراك مع زملاؤه المصريين في أداء الواجب.
- أنتوني مورهاوس: ابن عمة الملكة إليزابيث ملكة إنجلترا.
- جون وليامز: رئيس مخابرات القوات البريطانية في بورسعيد.
- رالف بانش: مساعد الأمين العام للأمم المتحدة
- إيليا تشيرليشيف: مساعد الأمين العام للأمم المتحدة
- قسطنطين ستافروبولوس: المستشار القانوني للأمم المتحدة.
- ليستر بيرسون: وزير الخارجة الكندي
- تومي بيرنز: قائد عسكري كندي الجنسية أسند إليه قيادة قوات الطوارئ الدولية خلال أزمة السويس.
- نيكولاي بولجانين: رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي.
- جواهر لال نهرو: رئيس وزراء الهند.
- حسين سهروردي: رئيس وزراء باكستان.
- هانز إنجن: مندوب النرويج في الأمم المتحدة.
- آرثر لال: مندوب الهند في الأمم المتحدة.
- انسحبت بريطانيا في عام 1971 بشكل نهائي من منطقة شرق السويس، ويقصد بها القواعد البريطانية الواقعة بين عدن غرباً وسنغافورة شرقاً بما في ذلك الخليج العربي.
- منح ليستر بيرسون جائزة نوبل للسلام لمساعيه فيه تنظيم قوة الطوارئ الدولية خلال أزمة السويس.
- شغل في نفس الوقت منصب سفير إسرائيل بالولايات المتحدة.
- خلف ماكميلان أطوني إيدن في رئاسة الوزراء لاحقاً.
- سبقه في المنصب هنري بيرويد (Henry A. Byroade)
- سبقه في المنصب موريس كوف دي مورفيل (Maurice Couve de Murville).
- سبقه في المنصب زكريا محيي الدين
- سبقه في المنصب جون سنكلير (John Sinclair)
- ألين دالاس: رئيس المخابرات الأمريكية شقيق جون دالاس وزير الخارجية الأمريكية.
- قتل خلال المعارك.
- عزل من قيادة اللواء 10 مشاة.
- القائد البديل للواء 10 مشاة.
- أصيب خلال المعارك وتم إخلاؤه.
- هو القائد البديل للواء.
مصادر
- "النتائج والدروس المستفادة". المقاتل. مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 201818 مارس 2018.
- فراس البيطار، "الموسوعة السياسية والعسكرية"، طبعة 2003، المنهل.
- "مقارنة القوات المتضادة". المقاتل. مؤرشف من الأصل في 19 مارس 201818 مارس 2018.
- Derek Varble, "The Suez Crisis", Published 2008, 96 pages, The Rosen Publishing Group.
- بالأسماء والأعداد.. تاريخ تبادل الأسرى بين العرب وإسرائيل | مبتدا - تصفح: نسخة محفوظة 27 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Casualties Of Mideast Wars" (باللغة الإنجليزية). Los Angeles Times. 8-3-1991. مؤرشف من الأصل في 08 فبراير 201917 مارس 2018.
- Jonathan Pearson, "Sir Anthony Eden and the Suez Crisis - Reluctant Gamble ", Published 2003, 252 pages, Palgrave Macmillan.
- UK Military Aircraft Losses - تصفح: نسخة محفوظة 21 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
- Mémorial des officiers de marine - تصفح: نسخة محفوظة 10 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- campain.aspx "حملة سيناء (حملة كَادِيش) 1956". وزارة الخارجية الإسرائيلية. مؤرشف من الأصل في 09 يونيو 201818 مارس 2018.
- Aviation Safety Network > ASN Aviation Safety WikiBase > Year index > 1956 - تصفح: نسخة محفوظة 20 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- "General Jacques Massu" (باللغة الإنجليزية). The Guardian. 28-10-2002. مؤرشف من الأصل في 30 يوليو 201815 أبريل 2018.
- لطيفة محمد سالم، "أزمة السويس 1957:1954 - جذور/أحداث/نتائج"، 349 صفحة، مكتبة مدبولي.
- محمود رياض، "مذكرات محمود رياض - 1978/1948 - البحث عن السلام والصراع في الشرق الأوسط"، طبعة 1985، دار المستقبل العربي.
- بدور محمد أبو السعود، "بورسعيد الحاضر والمستقبل - محافظة بورسعيد"، 180 صفحة، إدارة العلاقات العامة بمحافظة بورسعيد - مطابع المستقبل.
- رؤوف عباس حامد - لطيفة محمد سالم - محمد صابر عرب - جمال شقرة - ممدوح أنيس فتحي - السيد فليفل - طه عبد العليم - محمد عبد الوهاب - عبد الحميد شلبي - يواقيم رزق مرقص - سيد عشماوي، "حرب السويس بعد أربعين عاماً"، طبعة 1997، 415 صفحة، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية - مطابع الأهرام.
- "تأميم قناة السويس ..انتصار الإرادة المصرية". الهيئة العامة للاستعلامات. 24-7-2016. مؤرشف من الأصل في 06 فبراير 201805 فبراير 2018.
- Hendrik Antonie Brongers, "Instruction and Interpretation: Studies in Hebrew Language, Palestinian Archaeology and Biblical Exegesis : Papers Read at the Joint British-Dutch Old Testament Conference Held at Louvain, 1976, from 30 August to 2 September", Published 1977, 129 pages, Brill Archive. - تصفح: ".+In+Hendrik+Antonie+Brongers&source=bl&ots=Cm96wHah5G&sig=pEJkli8YgRMBAIgvH78-KyVRqS8&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwj7pYKpu_XZAhVhQpoKHU5jB1QQ6AEINTAB نسخة محفوظة 19 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
- وليد عبد الرحمن (31-10-2017). "أعرق المجلات المصرية تبرز دور السعودية خلال العدوان الثلاثي". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 201709 فبراير 2018.
- Tony Shaw, "Eden, Suez and the Mass Media: Propaganda and Persuasion During the Suez Crisis", Published 1996, 268 pages, I.B.Tauris.
- ضياء الدين حسن القاضي، "الأطلس التاريخي لبطولات شعب بورسعيد عام 1956"، طبعة 1997، 232 صفحة، محافظة بورسعيد.
- صلاح بسيوني، "مصر وأزمة السويس"، طبعة 1970، 355 صفحة، دار المعارف.
- محمد حسنين هيكل، "حرب الثلاثين سنة - ملفات السويس"، طبعة 2004، 1023 صفحة، دار الشروق.
- Scott Lucas, "Britain and Suez: The Lion's Last Roar", Published 1996, 139 pages, Manchester University Press.
- طارق الشيخ (15-10-2016). "قرنان من العلاقات المصرية الفرنسية ..التنوير والحضارة نقلا العلاقة من العداء إلى المشاركة والتعاون". الأهرام. مؤرشف من الأصل في 21 أغسطس 201721 أغسطس 2017.
- سارة فتح الله (01-11-2014). "مصر والجزائر.. تاريخ من الدعم المشترك". الأهرام. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 201714 أغسطس 2017.
- "قيادة العمليات المشتركة". المقاتل. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 201812 مارس 2018.
- Steven Z. Freiberger, "Dawn Over Suez: The Rise of American Power in the Middle East, 1953-1957", Published 2007, 287 pages, Ivan R. Dee.
- David A. Nichols, "Eisenhower 1956: The President's Year of Crisis--Suez and the Brink of War", Published 2012, 368 pages, Simon and Schuster.
- David Tal, "The 1956 War: Collusion and Rivalry in the Middle East", Published 2001, 234 pages, Psychology Press.
- كمال مراد (29-10-2017). "في ذكرى "العدوان الثلاثي".. "بورسعيد" قصة مدينة هزمت جيوش الاستعمار وقلمت أظافر الأسد العجوز". الأهرام. مؤرشف من الأصل في 26 سبتمبر 201824 يناير 2018.
- نواف نصار، "حرب السويس وشروق شمس الناصرية"، طبعة 2006، 368 صفحة، المنهل.
- موشيه دايان، إعداد / شوقي إبراهيم، "ديان يعترف"، طبعة 1977، 367 صفحة، دار التعاون للطبع والنشر.
- Keith Kyle, "Suez: Britain's End of Empire in the Middle East", Published 2011, 712 pages, I.B.Tauris.
- Diane B. Kunz, "The Economic Diplomacy of the Suez Crisis", Published 2000, 312 pages, Univ of North Carolina Press.
- Maj. Jean-Marc Pierre, "The 1956 Suez Crisis and the United Nations", Published 2004, 104 pages, Fort Leavenworth.
- حسن أحمد البدري - فطين أحمد فريد، "حرب التواطؤ الثلاثي - العدوان الصهيوني الأنجلوفرنسي على مصر - خريف 1956"، طبعة 1997، 790 صفحة، المكتبة الأكاديمية.
- محمد حسنين هيكل، "قصة السويس - آخر المعارك في عصر العمالقة"، طبعة 1982، 304 صفحة، المطبوعات للتوزيع والنشر.
- William Roger Louis, "Ends of British Imperialism: The Scramble for Empire, Suez, and Decolonization", Published 2006, 1065 pages I.B.Tauris.
- Major Patrick L. Neky. (Military Intelligence), "Operation Musketeer - The End of Empire. A Study of Organizational Failure in Combined Operations", 48 pages, School of Advanced Military Studies United States Army Command and General Staff College Fort Leavenworth, Kansas.
- Lucas, W. Scott, "Divided we stand: The Suez Crisis of 1956 and the Anglo-American 'alliance'", Published 1991, 462 pages, London School of Economics and Political Science (United Kingdom).
- Yagil Henkin, "The 1956 Suez War and the New World Order in the Middle East: Exodus in Reverse", Published 2015, 340 pages, Rowman & Littlefield.
- Pimlott – editor British Military Operations, 1945–1984 London: Guild Publishing 1984 p. 78
- Varble 2003
- محمود مراد (26-10-2006). "حرب السويس 50 عاما". الأهرام. مؤرشف من الأصل في 01 فبراير 201801 فبراير 2018.
- محمود مراد (23-12-2001). "Sinai-Suez 1956: Air Order of Battle for all Participants" (باللغة الإنجليزية). orbat.info. مؤرشف من الأصل في 25 أكتوبر 201820 فبراير 2018.
- ماهر حسن (23-12-2016). "«زي النهارده».. انسحاب قوات بريطانيا وفرنسا بعد العدوان الثلاثي 23 ديسمبر 1956". المصري اليوم. مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 201819 فبراير 2018.
- سمير فرج (29-12-2016). "أنا والعدوان الثلاثي... في بورسعيد". الأهرام. مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 201819 فبراير 2018.
- John Melady, "Pearson's Prize: Canada and the Suez Crisis", Published 2006, 207 pages, Dundurn.
- "خروشوف يهدد بضرب لندن وباريس ردا على العدوان الثلاثي". الأهرام. 12-4-2014. مؤرشف من الأصل في 03 يوليو 201802 فبراير 2018.
- أحمد يوسف (29-10-2006). "الأهرام ينفرد بنشر أهم ما يكشفه أرشيف ووثائق قناة السويس نابليون والقناة.. حلم لم يتحقق". الأهرام. مؤرشف من الأصل في 18 يوليو 201820 فبراير 2018.
- أحمد أبو الحسن زرد (26-7-2015). "ذكرى تأميم قناة السويس ... يوم انتصار الإرادة المصرية". الهيئة العامة للاستعلامات. مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 201821 فبراير 2018.
- Simon C. Smith, "Reassessing Suez 1956: New Perspectives on the Crisis and Its Aftermath", Published 2016, 270 pages, Routledge.
- فؤاد طارق كاظم العميدي (29-6-2011). "المحاضرة الثانية : الانسحاب البريطاني من الخليج العربي". جامعة بابل - كلية التربية للعلوم الإنسانية. مؤرشف من الأصل في 10 مارس 201810 مارس 2018.
- "بريطانيا تقيم أول قاعدة عسكرية بالشرق الأوسط منذ 43 عاما". بي بي سي عربي. 6-12-2014. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 201910 مارس 2018.
- أمير طاهري (9-5-2004). "تشابكات التأسيس لمنطقة الخليج ما بعد الخروج البريطاني". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 10 مارس 201810 مارس 2018.
- "متحف بورسعيد الحربي". الهيئة العامة للاستعلامات. مؤرشف من الأصل في 20 فبراير 201820 فبراير 2018.
- "المؤرخ محمود قاسم يتذكر: حكايات السينما المصرية عن معركة تأميم القناة والعدوان الثلاثي". الأهرام. 28-10-2016. مؤرشف من الأصل في 08 أكتوبر 201813 فبراير 2018.
- سعيد خالد (22-12-2016). "«بورسعيد وسجين أبوزعبل وحكايات الغريب».. سينما الصمود". المصري اليوم. مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 201813 فبراير 2018.
- مريم الفطاطري (5-8-2015). "فيلم "بورسعيد - المدينة الباسلة" تم بإشراف وتكليف مباشر من الرئيس جمال عبد الناصر". البوابة نيوز. مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 201813 فبراير 2018.
- محمود قاسم، "الفيلم السياسي في السينما المصرية"، طبعة 2018، 419 صفحة، وكالة الصحافة العربية.
- "ملحق الشخصيات الرئيسية". المقاتل. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 201802 فبراير 2018.
- خلفه لاحقاً هارولد كاتشيا (Harold Caccia).
- "Israeli Order of Battle in the 1956 Arab-Israeli War" (باللغة الإنجليزية). balagan. مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 201812 مارس 2018.
- عبد الرحمن عثمان (29/10/2016). "حرب السويس .. 60 عاما من الفخر". الهيئة الوطنية للإعلام. مؤرشف من الأصل في 04 فبراير 201802 فبراير 2018.
مراجع
عربية
- محمد حسنين هيكل، "حرب الثلاثين سنة - ملفات السويس"، طبعة 2004، 1023 صفحة، دار الشروق.
- محمد حسنين هيكل، "قصة السويس - آخر المعارك في عصر العمالقة"، طبعة 1982، 304 صفحة، المطبوعات للتوزيع والنشر.
- محمد حسنين هيكل، "المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل"، طبعة 1996، 3 أجزاء، دار الشروق.
- لطيفة محمد سالم، "أزمة السويس 1957:1954 - جذور/أحداث/نتائج"، 349 صفحة، مكتبة مدبولي.
- رؤوف عباس حامد - لطيفة محمد سالم - محمد صابر عرب - جمال شقرة - ممدوح أنيس فتحي - السيد فليفل - طه عبد العليم - محمد عبد الوهاب - عبد الحميد شلبي - يواقيم رزق مرقص - سيد عشماوي، "حرب السويس بعد أربعين عاماً"، طبعة 1997، 415 صفحة، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية - مطابع الأهرام.
- أرسكين تشيلدرز - ترجمة / خيري حماد، "الطريق إلى السويس"، 404 صفحة، الدار القومية للطباعة والنشر.
- حسن أحمد البدري - فطين أحمد فريد، "حرب التواطؤ الثلاثي - العدوان الصهيوني الأنجلوفرنسي على مصر - خريف 1956"، طبعة 1997، 790 صفحة، المكتبة الأكاديمية.
- محمد البحيري، "حروب مصر في الوثائق الإسرائيلية"، طبعة 2011، 294 صفحة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- طه حسين - عبد القادر حاتم - محمد مصطفى عطا - يحيى الخشاب - صقر خفاجي - محمد القصاصي - عبد الحميد يونس - يحيى عويس - محمد أنيس، "العدوان الثلاثي على مصر"، طبعة 1956، 174 صفحة، دار المعارف.
- إلياس عفيف سليمان، "جمال عبد الناصر في يوميات ومذكرات دافيد بن غوريون وموشيه ديان - حرب السويس 1957:1956"، طبعة 2010، دار النهضة الناصرة.
- طلعت أحمد مسلم، "العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956"، طبعة 2010، مركز دراسات الوحدة العربية.
- محمود رياض، "مذكرات محمود رياض - 1978/1948 - البحث عن السلام والصراع في الشرق الأوسط"، طبعة 1985، دار المستقبل العربي.
- بدور محمد أبو السعود، "بورسعيد الحاضر والمستقبل - محافظة بورسعيد"، 180 صفحة، إدارة العلاقات العامة بمحافظة بورسعيد - مطابع المستقبل.
- ضياء الدين حسن القاضي، "الأطلس التاريخي لبطولات شعب بورسعيد عام 1956"، طبعة 1997، 232 صفحة، محافظة بورسعيد.
- صلاح بسيوني، "مصر وأزمة السويس"، طبعة 1970، 355 صفحة، دار المعارف.
- نواف نصار، "حرب السويس وشروق شمس الناصرية"، طبعة 2006، 368 صفحة، المنهل.
- محمود قاسم، "الفيلم السياسي في السينما المصرية"، طبعة 2018، 419 صفحة، وكالة الصحافة العربية.
- فراس البيطار، "الموسوعة السياسية والعسكرية"، طبعة 2003، المنهل.
- دافيد بن غوريون، ترجمة / خليل حنا تادرس، "مذكرات دافيد بن جوريون"، طبعة 2013، 288 صفحة، مكتبة جزيرة الورد.
- أنتوني إيدن، ترجمة / محمود حسن إبراهيم، "مذكرات أنتوني إيدن"، طبعة 1960، 234 صفحة.
- أنتوني ناتنج، ترجمة / شاكر إبراهيم سعيد، "ناصر"، طبعة 1993، 536 صفحة، مكتبة مدبولي.
- موشيه دايان، إعداد / شوقي إبراهيم، "ديان يعترف"، طبعة 1977، 367 صفحة، دار التعاون للطبع والنشر.
- أرئيل شارون، ترجمة / أنطوان عبيد، "مذكرات أرييل شارون"، طبعة 1992، 770 صفحة، بيسان للنشر والتوزيع.
أجنبية
- Mahmoud Fawzi, "Suez 1956: an Egyptian perspective", 149 pages, Shorouk International.
- Christian Pineau, "1956: Suez", Published 1976, 232 pages, Robert Laffont.
- Anthony Eden, "Full Circle: The Memoirs of Sir Anthony Eden", Published 1960.
- Tony Shaw, "Eden, Suez and the Mass Media: Propaganda and Persuasion During the Suez Crisis", Published 1996, 268 pages, I.B.Tauris.
- Harold Macmillan, "The Macmillan Diaries: The Cabinet Years 1950 - 1957", Published 2004, 704 pages, Pan Macmillan.
- André Beaufre, "Suez: 1956: a Personal Account", Published 1969, 161 pages, Praeger.
- Selwyn Lloyd, "The Suez Expedition 1956", Published 1978, 282 pages, Mayflower Books.
- Terence Robertson, "Crisis: The Inside Story of the Suez Conspiracy", Published 1965, 349 pages, Atheneum.
- David Ben-Gurion, "Israel: A Personal History", Published 1988, Funk & Wagnalls,.
- Moshe Dayan, "Story of My Life", Published 1992, 640 Pages.
- Moshe Dayan, "Diary of the Sinai Campaign", Published 1966, 236 Pages, Harper & Row.
- Barry Turner, "Suez 1956: The Inside Story of the First Oil War", Published 2012, 544 pages, Hachette UK.
- Keith Kyle, "Suez: Britain's End of Empire in the Middle East", Published 2011, 712 pages, I.B.Tauris.
- Roy Fullick, Geoffrey Powell, "Suez: The Double War", Published 1979, 227 pages, Hamish Hamilton.
- Derek Varble, "The Suez Crisis", Published 2008, 96 pages, The Rosen Publishing Group.
- Donald Neff, "Warriors at Suez: Eisenhower takes America into the Middle East", Published 1981, 479 pages, Linden Press/Simon and Schuster.
- David A. Nichols, "Eisenhower 1956: The President's Year of Crisis--Suez and the Brink of War", Published 2012, 368 pages, Simon and Schuster.
- David Tal, "The 1956 War: Collusion and Rivalry in the Middle East", Published 2001, 234 pages, Psychology Press.
- Cole Christian Kingseed, "Eisenhower and the Suez Crisis of 1956", Published 1995, Louisiana State University Press.
- William Roger Louis, "Ends of British Imperialism: The Scramble for Empire, Suez, and Decolonization", Published 2006, 1065 pages I.B.Tauris.
- Herman Finer, "Dulles over Suez: the theory and practice of his diplomacy", Published 1964, 538 pages, Quadrangle Books.
- Yagil Henkin, "The 1956 Suez War and the New World Order in the Middle East: Exodus in Reverse", Published 2015, 340 pages, Rowman & Littlefield.
- Antony Anderson, "The Diplomat: Lester Pearson and the Suez Crisis", Published 2015.
- John Melady, "Pearson's Prize: Canada and the Suez Crisis", Published 2006, 207 pages, Dundurn.
- Hugh Thomas, "The Suez affair", Published 1970, 253 pages, Penguin.
- Scott Lucas, "Britain and Suez: The Lion's Last Roar", Published 1996, 139 pages, Manchester University Press.
- Lucas, W. Scott, "Divided we stand: The Suez Crisis of 1956 and the Anglo-American 'alliance'", Published 1991, 462 pages, London School of Economics and Political Science (United Kingdom).
- Steven Z. Freiberger, "Dawn Over Suez: The Rise of American Power in the Middle East, 1953-1957", Published 2007, 287 pages, Ivan R. Dee.
- Diane B. Kunz, "The Economic Diplomacy of the Suez Crisis", Published 2000, 312 pages, Univ of North Carolina Press.
- Simon C. Smith, "Reassessing Suez 1956: New Perspectives on the Crisis and Its Aftermath", Published 2016, 270 pages, Routledge.
- Major Patrick L. Neky. (Military Intelligence), "Operation Musketeer - The End of Empire. A Study of Organizational Failure in Combined Operations", 48 pages, School of Advanced Military Studies United States Army Command and General Staff College Fort Leavenworth, Kansas.
- Jonathan Pearson, "Sir Anthony Eden and the Suez Crisis - Reluctant Gamble", Published 2003, 252 pages, Palgrave Macmillan.
- Hendrik Antonie Brongers, "Instruction and Interpretation: Studies in Hebrew Language, Palestinian Archaeology and Biblical Exegesis : Papers Read at the Joint British-Dutch Old Testament Conference Held at Louvain, 1976, from 30 August to 2 September", Published 1977, 129 pages, Brill Archive.
- Maj. Jean-Marc Pierre, "The 1956 Suez Crisis and the United Nations", Published 2004, 104 pages, Fort Leavenworth.
وصلات خارجية
- موقع المجموعة 73 مؤرخين
- موقع مقاتل
- قصص تروى لأول مرة عن المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي على مدن القناة وسيناء، من إنتاج قناة سي بي سي إكسترا أخبار : الفيديو على يوتيوب
- طرح البحر - فيلم وثائقي عن نضال بورسعيد ايام العدوان الثلاثي 1956 بعد تاميم قناه السويس، من إنتاج محافظة بورسعيد : الفيديو على يوتيوب