الأميرة فاطمة إسماعيل ولدت في يونيو 1853،[1] هي واحدة من بنات الخديوي إسماعيل من زوجته شهرت فزا هانم[2]، تفردت بحبها العام للخير و مساهمتها في الأعمال الخيرية بين أخواتها.[3] تعودت على تذوق الفن و الثقافة من حياتها بالسرايات الملكية، كما اهتمت برعاية الثقافة و العلم لكنها لم تتمكن من دخول الجامعة لمنع الفتيات في هذا الوقت من الالتحاق بالجامعة.[4] تزوجت من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا والي مصر، عام 1871،[3][5] تم الاحتفاء بها عند زواجها من الأمير طوسون بن سعيد باشا حيث أرتدت تاجًا من الماس ثمنه 40000 جنيه و كان فستانها من الحرير الأبيض الفرنسى الثمين المرصع بأغلى أنواع اللؤلؤ و الماس و ذيله طوله 15 مترًا،[2] و أنجبت منه الأمير جميل و الأميرة عصمت.[6] ثم تزوجت من الأمير محمود سرى باشا بعد وفاة زوجها الأول عام 1876 و قد أنجبت منه ثلاثة أولاد و بنتًا. زاعت شهرة امتلاك الأميرة لكثير من الحلى الرائعة فما تملكه من المجوهرات يقوم بحمله العديد من الخدم، كما أن ملابسها مرصعة بكمية كبيرة من الأحجار الكريمة.[1] و توفيت في 18 نوفمبر 1920.[1]
فاطمة إسماعيل إبراهيم محمد علي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | فاطمة إسماعيل |
تاريخ الميلاد | سنة 1853 |
تاريخ الوفاة | 18 نوفمبر 1920 (66–67 سنة) |
الأب | الخديوي إسماعيل |
عائلة | الأسرة العلوية |
الحديث عن دور الأميرة فاطمة إسماعيل في إنشاء جامعة القاهرة مرتبط بتطور الفكرة ذاتها و بتحول حلم إنشاءها إلى حقيقة، كان هذا بعد تردد طلاب البعثات المصرية إلى جامعات أوروبا و عودتهم ليتحدثوا على أبنيتها الضخمة، مميزاتها و فوائدها، و اشتمال كل جامعة على عدد من الكليات. آمن الطلاب بأهمية الجامعات لرقى البلد لكن لم يكن حلم إنشاء جامعة مصرية إلا حلم.[7]
بناء جامعة القاهرة
تم افتتاح الجامعة في 21 ديسمبر 1908، كأول جامعة أهلية اسمها جامعة فؤاد الأول في حفل مهيب تم إقامته في قاعة مجلس شورى القوانين، حضر الحفل الخديو عباس الثانى و بعض رجال الدولة و أعيانها. بدأت المحاضرات في الجامعة مساء يوم الافتتاح. أعلنت الصحف اليومية مكان قاعات المحاضرات مثل مجلس شورى القوانين، نادى المدارس العليا، و دار الجريدة، كان هذا عندما لم يكن لها مكان مستقر.[8] كان مشروع بناء جامعة القاهرة سيعرض إلى التوقف لولا رغبة الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل في المساهمة لبناء الجامعة التي تضمن استمرار المشروع و توطيد كل أساس أركانه. لم يكن الدار التي أقامت بها الجامعة ملكًا لها بل كانت تؤجر الدور الأول[9] من صاحبه الخواجة نستور جناكليس بأموال كثيرة بلغت 400 جنيه في العام، كان جناكليس لا يريد إيجار الدار بل بيعه سواء للجامعة أو غيره، إلى أن تم إقناع جناكليس من قبل الأمير أحمد فؤاد بمد عقد الإيجار أربع سنوات، فوافق جناكليس على شرط أن لا يؤجرها لهم بعد هذه المدة. كان موقعها بمقر الجامعة الأمريكية بالتحرير، هذه الظروف لم تجعل المكان مقرًا ثابتًا للجامعة، أيضًا مصاريف الإيجار كان يمكن إنفاقها في سبل أخرى كالأرساليات و التعليم.[10][11]
أطلع الدكتور محمد علوى باشا، الطبيب الخاص بعائلة الأميرة فاطمة و رائد طب الرمد في مصر[12]، على ظروف الجامعة الصعبة منها اختلال ميزانية المشروع و احتياج معونة جادة لضمان استمرار المشروع. أظهرت له استعداد لإعطاء ما لديها لذلك، فخصصت ست أفدنة أوقفتها لبناء دار جديدة للجامعة، بالإضافة إلى 661 فدانًا من أجود الأراضى الزراعية بالدقهلية في 2 يوليو 1913.[13] خصصت 40% من صافى أرباح 3357 فدانًا و 14 قيراطًا و 14 سهمًا لميزانية الجامعة أى مبلغ صافى 4000 جنيهًا سنويًا، بعد خصم المستحقات و المرتبات من مجموع 5239 جنيهًا.[4][14] أعطت الأميرة ستة أفدنة في بولاق الدكرور في مقر وزارة الزراعة الحالى ليتم إنشاء الجامعة عليهم.[15]
بناء كلية الآداب
لاحظت الأميرة فاطمة تعثرًا في بناء كلية الآداب لقلة الأموال فمن أجل اتمام الكلية تبرعت بمجوهراتها. إلى الآن هناك بالكلية لوحة مكتوب عليها " ذكرى عطرة للأميرة فاطمة إسماعيل التي أسهمت في بناء هذه الكلية".[16]
تبرعات الأميرة للجامعة
أعلنت الأميرة فاطمة تحملها كافة تكاليف البناءالتي بلغت 26 ألف جنيهًا في هذا الوقت، ما يساوى 10 ملايين جنيه في 1983 من مالها الخاص لبناء الجامعة المصرية.[17] تم ذلك بإهداءها بعض جواهرها و حليها لإدارة الجامعة لتسيير مصلحة الجامعة، عرضت للبيع في الجامعة لكنها لم توفق، فقررت الإدارة بيعها في الخارج.[18][19] هذه الجواهر هي:
- عقد من الزمرد يحتوى على قطع، ألماس البرلنت حول كل قطعة، هدية من السلطان عبد العزيز لوالدها.
- أربعة قطع موروثة من سعيد باشا و هي
- سوار من الماس البرلنت يحتوى على جزء دائرى يتوسطه حجر يزن حوالى 20 قيراط، حوله 10 قطع كبيرة مستديرة، مُركب قطع مربعة الشكل بسلسلة السوار منها 18 قطعة كبيرة و 56 قطعة أصغر منها حجمًا.
- ريشة من ألماس البرلنت مركب عليها حجارة مختلفة الحجم، و شكلها قلب يخترقه سهم.
- عقد يحتوى على سلسلة ذهبية تتدلى منها حجر كبير وزنه 20 قيراط و حجرين صغيرين وزن كلٍ منهما12 قيراط، تتكون الأحجار من ألماس البرلنت.
- خاتم مركب عليه فص هرمى من الماس، لونه مائل إلى الزرقة.
أوكلت الجامعة الدكتور محمد علوى باشا عملية بيع المجوهرات، قد باعها بسعر مناسب و هو بحوالى 70000 جنيهًا، عاد ثمن المجوهرات بالنفع على الجامعة.[10][20][21][22]
حفل وضع حجر أساس الجامعة
تحملت الأميرة فاطمة إسماعيل مصاريف حفل وضع حجر أساس الجامعة.و في الأرض التي أعطتها الأميرة فاطمة، تم الاحتفال بوضع الخديوى عباس الثاني حجر أساس الجامعة في يوم الأثنين الموافق 3 جمادى الأول 1322 ه/ 31 مارس 1914 م في الساعة الرابعة و النصف. حضر الاحتفال الأمراء و النظار، قاضى مصر، شيخ الأزهر، العلماء، قناصل الدول، رئيس و أعضاء الهيئة التشريعية، ذوى المقامات و أصحاب الصحف و الأدباء في مصر. لم يحضر قائد جيش الاحتلال كرومر و اللورد كتشنر لأدراكهم أن بناء الجامعة معناه إيجاد طبقة من المثقفين المصريين الذين يعرفون أن الأستقلال هو تحرير الشخصية المصرية و انطلاقها في مراقي المدينة و الحضارة و ليس مجرد تحرير للأرض.[22]
وقفات الأميرة فاطمة الخيرية
أوقفت الأميرة في عام 1913 ثلاثة أسهم بنسبة 3% من إجمالى 3357 فدانًا أي حوالي 100 فدانًا لفعل الخير بمناطق متفرقة مثل مديرية الدقهلية مركز المنصورة، مديرية الجيزة مركز الجيزة، بولاق الدكرور، شبرا، و مركز أجا متضمنًا السراي، المباني، الأشجار، النخيل، الوابورات، آلات الزراعة و الأسطبل. تم توزيع عائدها على 100 سهم، خصت منها 40 سهمًا لديوان الحربية و البحرية فيتم صرفهم في تعليم اثنان على الأقل من كل جهة، منهم الضباط أو تلامذة المدارس الحاصلين على الشهادات النهائية المدرسية، يشترط نبوغهم في تعليمهم للعلوم، و الفنون الحربية و البحرية مثل تعلم صنع المدافن و الأسلحة الحربية والسفن من أفضل وأتقن و أمتن و أحدث طراز يتم صنعه في الممالك الأجنبية سواء في أوروبا، أمريكا، بلاد اليابان، أو أى جهة تتفوق في الإتقان على غيرها. ساهم وقفها في تعليم أولاد المسلمين الفقراء اليتامى متضمنًا العلوم الابتدائية و التجهيزية و في ثمن كتب و أدوات التعليم و في مأكلهم و مشربهم و كسوتهم، قد تكفلت بهذا الجمعية الخيرية الإسلامية الكائنة بمركز مصر المحروسة و ما يلزم لهم. اشترطت أن من أتم دراسته في الجامعة في أى كلية مثل الطب و التجارة و المهندسخانة و غيرها، يجب عليه العمل مدة خمس سنوات بالماهية التي تقررها و يتم توظيفهم أولًا فأول، إلا أصبح ملزمًا بدفع جميع ما صرف عليه من وقت سفره ليوم امتناعه عن التعليم.[23][24]
تنازلات الأميرة قبل وفاتها
تنازلت عن سرايتها التي قدرت بحوالى 125000 متر مربع الذي تحول إلى المتحف الزراعي، قررت منح الحكومة ما تبقى من ممتلكاتها البالغة أكثر من 30 فدانًا لتتحول إلى منطقة الدقي، أطلق عليها في السابق شارع الأميرة فاطمة إسماعيل.[4]
تكريمها في العيد التسعين للجامعة
تم تكريم تبرع الأميرة فاطمة في احتفال بمرور ذكرى الجامعة ال 90 على إنشاء جامعة في يوم 7 ديسمبر 1996، و بحث في هذا الوقت المسئولون عن ورثها. قد تضمن المهرجان صورًا لها و لمجوهراتها التي تبرعت بها لإنشاء كلية الآداب، حيث كانت من المتحمسات لتشييد الجامعة الأهلية في هذا الوقت [16] أقيم بمتحف الجامعة جناحًا خاصًا بها مزود بكل صورها، متعلقاتها و مجوهراتها.[16]
مراجع
- طه النجار، 21 سبتمبر 1998، احتفال ضخم بمناسبة مرور 90 عامًا على بناء جامعة القاهرة، جريدة الأحرار - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- نشوى الحوفى، الاثنيـن 07 ربيـع الثانـى 1429 هـ 14 ابريل 2008 ، مجوهرات أميرة كانت السبب في ظهور أول جامعة عربية، جريدة الشرق الأوسط، العدد 10730 - تصفح: نسخة محفوظة 13 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الأميرة فاطمة إسماعيل. موقع جامعة القاهرة. - تصفح: نسخة محفوظة 11 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الأميرة فاطمة إسماعيل.. تبني حضارة وطن، الخميس 18 سبتمبر 2014 - 09:52 مساءٍ، بوابة أخبار اليوم الالكترونية - تصفح: نسخة محفوظة 2020-04-26 على موقع واي باك مشين.
- الأميرة فاطمة إسماعيل، الإثنين, 08 تشرين1/أكتوير 2012 21:35، موقع المجلس القومى للمرأة - تصفح: نسخة محفوظة 27 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الأميرة فاطمة إسماعيل.. تبني حضارة وطن، الخميس 18 سبتمبر 2014 - 09:52 مساءً، بوابة أخبار اليوم الالكترونية - تصفح: نسخة محفوظة 12 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- فكرة إنشاء جامعة مصرية. موقع جامعة القاهرة. - تصفح: نسخة محفوظة 11 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- حفل تأبين الأميرة فاطمة. موقع جامعة القاهرة. - تصفح: نسخة محفوظة 12 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- 9 يوليو 2004، جريدة روز اليوسف، عدد 3969 - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الأميرة فاطمة إسماعيل.. باعت مجوهراتها لإنشاء جامعة القاهرة (بروفايل)، الثلاثاء, 05 مايو, 2015, 11:02 ص، موقع مصراوى - تصفح: نسخة محفوظة 11 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الأميرة فاطمة و مشروع الجامعة. موقع جامعة القاهرة. - تصفح: نسخة محفوظة 11 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- محمد زهران، العظمة فى العلم و العمل، 7 أغسطس 2016، أخبارك. نت - تصفح: نسخة محفوظة 2020-04-26 على موقع واي باك مشين.
- يناير 1946، نبذة عن جامعة فؤاد الأول - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- "الأميرة فاطمة إسماعيل و تاريخ الجامعة".موقع جامعة القاهرة. - تصفح: نسخة محفوظة 11 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
- بدوى محمود، 9 يناير 1992، البناء العشوائى يلتهم كل الساحات داحل حرم الجامعة، جريدة الجمهورية - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- جامعة القاهرة تبحث عن ورثة الأميرة فاطمة، 14 سبتمبر 1998، جريدة الأخبار - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- إسماعيل منتصر،الأحد 25 ديسمبر 1983، قراءة جديدة فى وثائق قديمة، مجلة أكتوبر، العدد 374 - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الأميرة فاطمة إسماعيل و تاريخ الجامعة، موقع جامعة القاهرة. - تصفح: نسخة محفوظة 11 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
- لانا أحمد، 2015-12-03 19:29 ، التحرير يرصد أهم الشخصيات التى كانت تقوم بالتبرع للدولة، موقع التحرير الأخبارى. - تصفح: نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- جامعتنا الأولى تحتفل بعيدها: هذه المجوهرات أنقذت الجامعة، جريدة المصور، 2 نوفمبر 1953. - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الأحد 25 ديسمبر 1983، مجلة أكتوبر ، العدد 374 - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الأميرة فاطمة إسماعيل و تاريخ الجامعة.موقع جامعة القاهرة. - تصفح: نسخة محفوظة 11 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
- ألفت الخشاب، 21 سبتمبر 1998، أوقفت مائة فدان للجمعية الخيرية الإسلامية، باب أوقاف، جريدة الأخبار - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ألفت الخشاب،21 ديسمبر 1998، أوقفت أملاكها لتعليم أبناء الوطن فنون القتال، باب أوقاف، جريدة الأخبار - تصفح: نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.