الرئيسيةعريقبحث

قط بري

نوع من الثدييات

☰ جدول المحتويات


قط مستأنس من السلالة الليبية

القط البري أو السنور البري أو الهر البري سنّور صغير الحجم ينتشر عبر معظم أوروبا، أفريقيا، و جزء من آسيا الغربية، وهو السلف الأساسي لجميع سلالات الهررة المستأنسة اليوم. والقطط البرية حيوانات صيادة بامتياز فهي تصطاد العديد من أصناف الثدييات الصغيرة، الطيور، وغير ذلك من الحيوانات المماثلة في الحجم. هناك العديد من السلالات لهذا النوع والتي تتوزع عبر الكثير من مناطق ودول العالم القديم، وتصنف القطط المستأنسة على أنها سلالة للقط البري في العديد من الأحيان، بينما يرى بعض العلماء أن الهررة الأليفة تعتبر نوعا مستقلا عن البرية على الرغم من أنها تتحدر منها، وذلك بسبب التغيرات الجذرية التي حصلت لها منذ استئناسها حيث أصبح هناك العديد من السلالات المستأنسة الأكبر أو الأصغر حجما أو المختلفة شكلا عن تلك البرية. وقد تم إدخال القطط المستأنسة إلى جميع قارات العالم المأهولة ومعظم الجزر الكبرى حيث غدت وحشيّة في الكثير من دول تلك المناطق.

تعتبر هذه الحيوانات متأقلمة مع العيش في مساكن متنوعة في موطنها الأصلي مثل السفانا، الغابات المفتوحة، والسهوب، ويكون لون القط البري بنيا مخطط بخطوط سوداء على العكس من نجله المستأنس الذي يأتي في ألوان وأشكال متنوعة. يتراوح حجم الهر البري بين 45 و 80 سنتيمتر (18 - 32 إنش) ويزن ما بين 3 و 8 كيلوغرامات (6 - 17.6 أرطال) بينما يصل معدل الارتفاع عند الكتفين إلى حوالي 35 سنتيمتر (14 إنش) وطول الذيل إلى حوالي 30 سنتيمتر (12 إنش)، وتكون السلالات الإفريقية أصغر حجما وأبهت لونا من تلك الأوروبية والآسيوية في العادة.

يعتبر القط البري حيوانا خجولا بطبيعته، فهو يتفادى الاقتراب من المستوطنات البشرية إجمالا، ويعيش حياة انفرادية ولا يختلط بغيره من القطط سوى للتزاوج، ويسيطر كل قط على حوز تبلغ مساحته حوالي 3 كم².

من السنوريات الوثيقة الصلة بالقط البري قط الرمال (Felis margarita). كان يُعتقد أن القطط البرية دُجنت لأول مرة في مصر،[4] إلا أنه تمّ اكتشاف موقع في قبرص عام 2004، أظهرت الدلائل التي عُثر عليها فيه، أن القطط البرية دُجنت هناك لأول مرة، وفي دراسة أخرى من عام 2007، ظهر أن جميع الهررة المستأنسة اليوم تتحدر من مجموعة من القطط البرية الأفريقية قاطنة الشرق الأوسط[5] (Felis silvestris lybica)، التي اعتادت العيش قرب المستوطنات البشرية بعد أن جذبها إلى هناك أعداد الفئران والجرذان المتنامية التي جُذبت بدورها عن طريق ما كان الناس يختزنوه من حبوب وحنطة، فلاحظ البشر اقتيات القطط على تلك الآفات الزراعية، فاحتفظوا بها.

الوصف الخارجي

جمجمة هر بري.

يتراوح وزن القطط البرية ما بين 2.7 إلى 4 كيلوغرامات للإناث و 4 إلى 5 كيلوغرامات للذكور، ويختلف وزن هذه الحيوانات عبر السنة أي بالنظر إلى ما إذا كانت الطرائد متوافرة بكثرة أم لا. وتماثل القطط الأليفة أجدادها البرية من حيث الحجم إجمالا، إلا أنها قد تكون أثقل وزنا بكثير بسبب إطعامها بصورة متواصلة ومن دون انقطاع لفترة معينة كما في البرية، بالإضافة لأنها لا تصطاد أية طرائد عادة أو على الأقل بنسبة أقل من تلك التي في البرية أي أنها لا تستهلك نفس المخزون من الدهون.

تكون القطط البرية بنية اللون ضاربة إلى الرمادي عادة، وتمتلك ذيلا كثاً ونمط من الخطوط السوداء على كامل جسدها الناعم والقصير الفراء، وهي تماثل في لونها القط العتابي المستأنس، ويساعدها لونها هذا على التموّه في المناطق الغابوية التي تقطنها. يختلف شكل السلالات المختلفة للقط البري باختلاف المناطق التي تقطنها، فالسلالة الأوروبية (القط البري الأوروبي، Felis silvestris silvestris) تمتلك فراءً شتويا كثيفا مما يجعلها تبدو أكبر حجما من باقي السلالات، بينما يكون للسلالات الآسيوية فرو ضارب إلى الحمرة أو الصفار ونمط من الرقط على جسدها يتحول إلى خطوط في بعض الأحيان عند بعض الأفراد. بينما تكون السلالات الإفريقية مماثلة للهررة الأليفة ويصعب تفريقها عنها، ويكون فراؤها أبهت لونا وأقل كثافة من السلالة الأوروبية كما إن أذيالها أنحف وأكثر حدةً على طرفها، إلا أن هذا يختلف باختلاف ارتفاع مسكنها حيث يتراوح لون فراؤها عندئذ من الأصفر الرملي إلى الرمادي والبني وتصبح خطوطها أو رقطها أقتم لونا. ومن الجدير بالذكر أن القطط البرية الإفريقية تسيطر على حوز أكبر من باقي السلالات. تمتلك الهررة البرية خمسة أصابع على كل من كفّيها الأماميين وأربعة على الكفين الخلفيين، وهي تمتلك مخالب تستطيع غمدها عندما لا تستخدمها، وتستمر بشحذها على الدوام لتبقيها حادة.

السلالات

قطة وصغارها من السلالة الليبية
القط البري الأوروبي (Felis silvestris silvestris).
السلالة الليبية، (Felis silvestris lybica) هي السلالة التي تنتشر في شمال أفريقيا و جميع الدول العربية بالإضافة لأجزاء من آسيا الوسطى. تُعرف باسم القط البري الليبي أو القط البري الأفريقي.
الهر المستأنس (Felis silvestris catus) المتحدر من السلالة الليبية.

أظهرت دراسة في عام 2007 حول تحليل الحمض النووي لهذه الحيوانات أن هناك 5 سلالات منها فقط [6] بعد أن كان التصنيف السابق يضم سلالات أكثر عددا أصبحت جميعها اليوم تضم تحت السلالات الجديدة وتعتبر جمهرات منها فقط. والسلالات الحديثة هي:

السلالات السابقة بحسب التصنيف القديم

السلالات ل: إلى جانب السلالاتين الليبية والجنوب إفريقية كان هناك:

السلالات الآسيوية: إلى جانب السلالة الشرقية والصينية كانت تضم:

  • السلالة القزوينية (Felis silvestris caudata)، في المنطقة المحيطة ببحر قزوين.

السلالات الأوروبية، كانت تضم أكثر من السلالة الأوروبية الحالية، وهذه السلالات هي:

  • سلالة كريت (Felis silvestris cretensis)، من جزيرة كريت، تصنف على أنها منقرضة إلا أن هناك البعض من المشاهدات العينية.
  • السلالة القوقازية (Felis silvestris caucasica)، في جبال القوقاز وتركيا.
  • السلالة الإسكتلندية (Felis silvestris grampia)، من شمال وغرب اسكتلندا.
  • سلالة جزر البليار (Felis silvestris jordansi)، في جزر البليار.
  • سلالة كورسيكا (Felis silvestris reyi)، من جزيرة كورسيكا، يُحتمل أنها منقرضة.

سلالات أخرى لا يعرف نطاق انتشارها بالتحديد:

  • Felis silvestris chutuchta
  • سلالة غوردن (Felis silvestris gordoni)
  • Felis silvestris haussa
  • السلالة العراقية (Felis silvestris iraki)
  • Felis silvestris nesterovi
  • Felis silvestris rubida
  • سلالة تريسترام (Felis silvestris tristrami)
  • سلالة أوغندا (Felis silvestris ugandae)
  • Felis silvestris vellerosa.

المسكن

قط بري أوروبي يجلس وسط الثلج في حديقة حيوانات بجمهورية التشيك.
موطن السلالات الخمسة للقط البري: أخضر باهت : النطاق السابق للسلالة الأوروبية، أخضر قاتم : النطاق الحالي للسلالة الأوروبية، وردي : السلالة الليبية، برتقالي : السلالة الجنوب إفريقية، أصفر : السلالة الشرقية، أحمر : السلالة الصينية

تعيش القطط البرية الإفريقية في جميع أنحاء أفريقيا حيث تتواجد في مختلف أنواع المساكن عدا غابات الأمطار، وفي الصحاري تعيش هذه الحيوانات في المناطق الجبلية منها والممرات المائية، ويمكنها العيش أيضا في الجبال وصولا لارتفاع 3000 متر.

وفي آسيا تتواجد الهررة البرية في أراضي الأشجار القمئية بشكل رئيسي إلا أنها أيضا تعيش في مختلف أنواع المساكن عدا الأراضي العشبية الجبلية والسهوب، وفي أقصى شمال موطنها الآسيوي تتحكم كثافة الثلج بأعداد هذه الحيوانات حيث تقل كلما كان الثلج أكثر كثافة وتزيد كلّما يقل وذلك عائد إلى صعوبة تنقلها عليه كلّما إزداد كثافة، كما وتتواجد القطط البرية الآسيوية في الجبال وصولا لعلوّ 3000 متر وهي غالبا ما توجد بالقرب من مصادر المياه.

وتوجد السلالة الأوروبية في الغابات النفضية بشكل رئيسي كما يمكن رؤيتها في الغابات الصنوبرية في بعض الأحيان، إلا أن هذه الغابات تعتبر موطنا ثانويا لها إجمالا، وكما في آسيا فإن كثافة الثلج تتحكم بأعداد هذه الحيوانات في شمال أوروبة حيث لا تستطيع أن تعيش في المناطق التي تزيد فيها كثافة الثلوج عن 20 سنتيمتر لأكثر من 100 يوم. كما وتشاهد هذه الحيوانات في المناطق الزراعية المخصصة لرعي الماشية، وفي مناطق الآجام والسواحل إلا أنها تبقى دائما بعيدة عن المستوطنات البشرية.

العادات

التناسل

هر بري في وضعية تهديد، لاحظ تقوّس ظهره ليُظهر نفسه بمظهر أكبر أمام خصمه.

عندما تهتاج الأنثى جنسيا، تقوم الذكور بالتجمع من حولها وتتنافس فيما بينها لتصل إليها، فتقوم بالعويل والفحيح واستعراض حجمها قبل أن تتقاتل بحال فشلت جميع هذه المحاولات لإخافة خصومها. وقد تتزاوج الأنثى مع عدة ذكور وبالتالي يمكن أن يضم البطن الواحد صغاراً لعدة آباء.

تتزاوج القطط البرية في أوقات مختلفة من السنة بناء على اختلاف مناخ المنطقة التي تقطنها، ففي أوروبة يحصل التزاوج في أواخر الشتاء (يناير إلى مارس) وتحصل الولادات خلال الربيع في شهر مايو إجمالا، أما في آسيا فإن هذه الحيوانات تتزاوج على مدار السنة كما أظهرت العديد من الدراسات، وفي إفريقيا يمتد موسم التزاوج من سبتمبر إلى مارس. تحمل الأنثى لفترة تمتد بين 56 و 68 يوما وتلد ما بين هريرة واحدة و 8 هريرات في جحر محمي غالبا ما يكون تحت الصخور أو بين النباتات الكثيفة. تصل الإناث لمرحلة النضوج الجنسي عند بلوغها 10 أو 11 شهرا بينما تبلغ الذكور ما بين شهرها التاسع والثاني والعشرين.

تولد الصغار عمياء وغير قادرة على المشي، ومن ثم تتفتح أعينها عند بلوغها 10 أيام وتستمر بالرضاعة لفترة تمتد بين 4 و 12 أسبوعا. تبقى الصغار مع أمهاتها لحوالي 4 إلى 10 شهور (5 في العادة) وتتعلم خلال هذه المدة مهارات الصيد والبقاء التي تحتاجها، وقد تقوم الوالدة بتعليم أولادها كيفية الإمساك بالطريدة عن طريق إحضار طرائد مجروحة أو صغيرة لتمرنها بها، وبعد فترة تقوم الوالدة بطرد أولادها من حوزها لترغمهم على الاستقلال عنها والسيطرة على حوز خاص بهم. لا تلعب ذكور القطط البرية أي دور في تربية الصغار، بل على العكس من ذلك فإن الذكر قد يقتل الهريرات بحال عثر عليها ولم تكن الأنثى بجانبها وذلك عائد إلى أنه لا يكون متيقن بالغريزة من أن جميع الصغار أولاده بعد أن تزاوجت الأنثى مع ذكور أخرى، فيقضي عليها لكي لا يبقي على ذريّة غيره من الذكور المنافسة.

تعيش الهررة البرية لحوالي 15 سنة في البرية، إلا أن معظمها يموت قبل أن يبلغ عامه الأول، أما القطط الأليفة فتعيش لفترة طويلة قد تبلغ أكثر من 30 سنة في حالات استسنائية، وينطبق الشيء نفسه على القطط البرية المأسورة.

طرق العيش ونوعية الغذاء

تنشط الهررة البرية والمستأنسة على حد سواء خلال الليل أو خلال الفجر والغسق في العادة، إلا أنها تنشط خلال النهار أيضا في المناطق التي يقل فيها النشاط البشري، والسلالات الآسيوية من هذه الحيوانات على وجه التحديد تنشط بشكل شبه دائم خلال النهار. تتنقل القطط البرية لمسافات شاسعة خلال الليل بحثا عن الطرائد، وقد تم تسجيل حالة واحدة لهر بري أوروبي تنقل لمسافة 10 كيلومترات في ليلة واحدة، وتعتبر هذه الحيوانات انعزالية تفضل العيش بمفردها دوما على العكس من القطط المستأنسة التي تعتبر اجتماعية بشكل أكبر من أسلافها حيث تعيش في بعض الأحيان في مجموعات عائلية بحال اجتمعت مع بعضها في مكان معين لفترة طويلة وحصلت على ما يكفيها من الطعام.

تتألف حمية القط البري والمستأنس كما حمية العديد من السنوريات الصغيرة الأخرى، أي من القوارض الصغيرة إجمالا من شاكلة الفئران، الجرذان، والأرانب التي يظهر بأن هذه الحيوانات تفضلها على أصناف أخرى من الطرائد في بعض المناطق مثل ما يحصل في الكثير من الدول الأوروبية حيث تقتات القطط البرية الأوروبية على الأرانب بشكل أساسي. ومن الطرائد الأخرى للهر البري الطيور، الحافريات الصغيرة، الزواحف، البرمائيات، البيض، الحشرات الكبيرة والعنكبيات[8]، وفي آسيا تقتات هذه الحيوانات أيضا على اليرابيع، العضل، فئران الحقل، والفئران[9]. وقد تمت رؤية بعض القطط من السلالة الأوروبية وهي تقمم الجيف، إلا أن هذا السلوك نادرا ما يشاهد لدى السلالات الآسيوية والإفريقية، ويُعرف عن الهررة بأنها تأكل الأعشاب أحيانا لتنظف معدتها من البقايا التي لا تهضم مثل العظام، الفرو، والريش. تقوى القطط البرية على الإمساك بفريسة تماثلها حجما وهي دائما ما تتفادى الطرائد الشائكة والمدرعة أو ذات الرائحة النتنة.

انظر أيضاً

مصادر

  1. معرف القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض: 60354712 — تاريخ الاطلاع: 6 يناير 2020 — العنوان : The IUCN Red List of Threatened Species 2019.3
  2. وصلة : التصنيف التسلسلي ضمن نظام المعلومات التصنيفية المتكامل — تاريخ الاطلاع: 19 سبتمبر 2013 — العنوان : Integrated Taxonomic Information System — تاريخ النشر: 13 يونيو 1996
  3. وصلة : http://www.departments.bucknell.edu/biology/resources/msw3/browse.asp?s=y&id=14000057 — تاريخ الاطلاع: 19 سبتمبر 2015 — العنوان : Mammal Species of the World
  4. Wade, Nicholas (2007-06-29). "Study Traces Cat's Ancestry to Middle East". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 201802 أبريل 2008.
  5. Nowak, R. 1997. Walker's Mammals of the World. Baltimore: The Johns Hopkins University Press
  6. Driscoll، CA; et al. (2007-06-28). "The Near Eastern Origin of Cat Domestication". Science. 317 (5837): 519–523. doi:10.1126/science.1139518. ;
  7. "The Near Eastern Origin of Cat Domestication". مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 2009July 7.
  8. IUCN Cat Specialist Group, 1996. "European wildcat, Felis silvestris, silvestris group" (On-line). IUCN Cat Specialist Group; Species Accounts
  9. IUCN Cat Specialist Group, 1996. "Asiatic wildcat, Felis silvestris, ornata group" (On-line). IUCN Cat Specialist Group; Species Accounts.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :