القفطان هو سترة أو رداء يشبه إلى حد بعيد بدلة التونيك التي تم ارتداؤها من قبل العديد من الثقافات. القفطان غالبا ما يتم ارتداؤه مع معطف، وعادة ما يصل إلى الكاحلين مع امتيازه بالأكمام الطويلة. ويمكن أن يكون مصنوعاً من الصوف، الكشمير، الحرير أو حتى القطن، كما ُيمكن ارتداؤه مع وشاح.
كان القفطان يُرتدى من طرف الرجال في أزمنة قديمة، كما زادت شهرته في الشرق الأوسط عندما ارتدته مختلف المجموعات العرقية. ووفقا لجيرهارد دورفر فإن كلمة قفطان هي كلمة مشتقة من التركية القديمة "kap Tan" والتي تعني "تغطية الملابس".
اكتسب القفطان أنماطا وأغراض مختلفة، كما اشتهر بأسماء متباينة نوعا ما، وذلك على حسب ثقافة كل بلد وكل منطقة. ففي المناطق ذات المناخ الدافئ يتم ارتداء قفطان خفيف الوزن نوعا ما، وغالباً ما يكون فضفاضا، بينما في ثقافات أخرى يُعد القفطان رمزا من رموز الملوك.
القفطان العثماني
ارتدى القفطان العديد من السلاطين العثمانيين في الإمبراطورية العثمانية، وذلك قصد الزينة، حيث اشتهر هذا النوع من الملابس في تلك الفترة بالألوان الزاهية والأنماط المختلفة ثم الشرائط الطويلة والأزرار.
من القرن 14 وإلى القرن 17، كان القفطان يصنع من منسوجات مختلفة وعلى هيئات وأنماط متعددة، حيث كان تارة مزخرفا وتارة لا، وخلال النصف الثاني من القرن 17، أصبحت معظم القفاطين مصنوعة من الأقمشة الثمينة مع امتيازها بخطوط عمودية من مختلف المطرزات والأقمشة.
وعموماً، فمعظم الأقمشة مصنعة في تركيا خاصة في كل من إسطنبول وبورصة. ولكن بعض المنسوجات جاء من مناطق بعيدة مثل البندقية، جنوة، بلاد فارس، الهند وحتى الصين. حيث أن هناك قفاطين مصنوعة من المخمل، aba, bürümcük (نوع من الكريب مع الاعوجاج الحرير والقطن لحمة)، canfes, çatma (الثقيلة الحرير والديباج)، جيزي، ديبا (الفارسي دیبا), hatayi, kutnu, kemha, seraser (الفارسي سراسر) (نسيج الديباج مع الاعوجاج الحرير والذهب أو الفضة الخيط المعدني لحمة)، [1] serenk, zerbaft (الفارسي زربافت), tafta (الفارسي تافته). أفضل الألوان كانت النيلي والأزرق، kermes الأحمر، البنفسجي، pişmis ayva واللحام الأصفر.
في متحف توبكابي في إسطنبول تم الاحتفاظ بمجموعة كبيرة من الأزياء العثمانية والقفطان والمنسوجات.[2]
القفطان المغربي
- مقالة مفصلة: قفطان مغربي
في المغرب، يُعد هذا اللباس تاريخيا، يرجع ارتداء القفطان إلى القرن الثالث عشر ميلادي مع سلالة المرينيين في المغرب، [3] لكنه لا يشبه القفطان الفارسي أو العثماني،[4] حيث كان لباسًا نسويًا خالصًا، ومع مرور الوقت بات الرجال تدريجيا يلبسونه، أما اليوم فمصطلح القفطان يُستخدم فقط لوصف لباس للمرأة حيث أصبحت هي الوحيدة التي ترتديه، بينما انتقل الرجال نحو ارتداء ما يُعرف بالجلابة (معروفة في شمال أفريقيا بالخصوص).
في المغرب، عادة ما يتم ارتداء القفطان من قبل النساء، حيث أن كلمة القفطان في المغرب تعني قطعة واحدة من اللباس. ومع ذلك، هناك إصدارات نموذجية مغربية أخرى تتكون من قطعتين أو أكثر على غرار ما يعرف بالتكشيطة (فستان مكون من قطعتين مع حزام كبير). يُمكن ارتداء القفطان على حد سواء في المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وذلك حسب المواد المستخدمة في صناعته.[5]
في الآونة الأخيرة، نجح العديد من مصممي الأزياء المغاربة في تعزيز حضور القفطان المغربي في المحافل الدولية، على غرار معرض أزياء هوت كوتور الذي يُعقد مرة في السنة في مدينة مراكش المغربية، [6] كما ساعدت العديد من المجلات المغربية في تعزيز مكانة القفطان وجعله مواكبا لأحدث صيحات الموضة مثل مجلة نساء من المغرب.
القفطان الجزائري
- مقالة مفصلة: قفطان جزائري
القفطان الجزائري عبارة عن عباءة أو ستر طویلة تصل إلى الركبتین واكمام واسعة طویلة تصل إلى الكوع تلبس فوق ملابس اخرى ویختلف من شخص إلى أخر ومن منطقة لأخرى في التطریز والشغل الیدوي وكان ارتداؤه في السابق حكراً على الرجال من الأمراء والسلاطين فقط، ليصبح متاحاً للعامة في عهد العثمانيين، ويغدو أكثر شهرة وشيوعاً بين الجزائريين؛ حيث ترتديه اليوم النساء والرجال ولكل طراز، وقد ظھر القفطان الجزائري في الجزائر نتیجة للمد الإسلامي وخاصة في عھد الدولة العثمانی ولم یكن في تراث الجزائر قبل ھذا والقفطان الجزائري صار الزي الشعبي في بعض المدن الجزائریة حتى الآن منھا تلمسان، الجزائر العاصمة، وھران، البليدة، ويوجد عدة أنواع من القفطان الجزائري الأصيل مثل : "قفطان القرنفلة" و"قفطان الباي" و"قفطان القاضي" و"قفطان الشدة التلمسانية" والمنصورية أيضا.[7][8]
القفطان التونسي
- مقالات مفصلة: قفطان تونسي
- لباس تقليدي تونسي
يعتبر القفطان التونسي من أبرز وأعرق اللباس التقليدي التونسي وهو ملائم لجميع المناسبات حيث كان ولازال رمزا للموضة رغم التغييرات ويبقى مناسبا لكل موسم وكل عصر. كما يعتبر القفطان التونسي رمزا للأصالة والجمال التونسي حيث أضحى حاضرا في جميع المناسبات الرسمية كانت أو غير الرسمية كما نجح مصممي الأزياء التونسيين في تعزيز حضوره في المحافل الدوليّة. وأقدم قفطان تونسي موجود في المتحف الوطني التونسي عمره أكثر من 300 سنة.
هو لباس يرتديه رجال الشرع مباشرة فوق الجوخة، وهو ثوب من أصل تركي ذو طابع عسكري. شكله طويل إلى القدمين ومفتوح من الأمام، وله كمّان يصلان إلى الساعد وأشدّ اتساعا من كمي الجوخة، وهو مخيط من قطعة واحدة تتّسع من فوق إلى الأسفل، ليس له رقبة، وهو مزخرف من الأمام بثلاثين عقدة من الحرير. وعلى الجهة الأماميّة اليسرى للقفطان نجد طرزا أنيقا يسمّى زينة كشمير وهو غير مبطّن، وعلى جانبيه جيبان للزينة يكون النفاذ منهما إلى جيبي الجوخة، وبه كذلك فتحتان على الجانبين على غرار الجوخة هما "الفتوح".
القفطان الليبي
- مقالات مفصلة: قفطان ليبي
- اللباس التقليدي الليبي
هو اللباس التقليدي ليهوديات طرابلسيات في ايام الزمن ولكن تم ارجاعه وتطويره بشكل جميل. تفاصيله هو الحولي الليبي على شكل فستان مع الحلي الليبي (الدبالج الليبي) لليدين (الحزام الذهبي).
قفطان غرب أفريقيا
في غرب أفريقيا، القفطان هو عبارة عن رداء شبيه بالتي شيرت، ويتميز هناك كونه يتم ارتداؤه من طرف الرجال والنساء على حد سواء، حيث أن رداء الأنثى عادة ما يُطلق عليه اسن قفطانو أما رداء الذكور فيحمل لقب قفطان سنيغالي.
القفطان السنيغالي هو رداء خاص بالرجال، وعادة ما يكون طويل الأكمام، حيث يدعى في اللغة الولوفية mbubb أما في الفرنسية فيُسمى boubou ويتميز هذا القفطان بطوله، كما يتم ارتداؤه مع سروال يسمى توباي. وعادة ما يكون مصنوعا من القطن أو الأقمشة الاصطناعية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا القفطان شائع وذو شعبية كبيرة في جميع أنحاء غرب أفريقيا، [9] لذلك فهو يُعتبر ملبسا رسمياً في كل بلدان غرب أفريقيا.
مناطق أخرى
القفطان الفارسي
كانت أردية القفطان الفارسية تُعرف عمومًا باسم الخلات أو القلات. وهو ثوب معركة مصنوع من القماش الثقيل بسمك مزدوج، مبطن بخيط الحرير وبكثافة. كان من الصعب اختراقه بسيف العدو. كان يرتدي تحت zereh (معطف مدرع) ويمكن فتحه في الأمام. كما يشار إلى القفطان مع ألف حرير يُرتدى للحماية من السيوف والسهام. تمت الإشادة بجودة قفطان ريمي (يفترض أنها مستوردة من الأناضول) في النصوص الفارسية في العصور الوسطى.[10]
القفطان اليهودي
بسبب الروابط والعلاقات التاريخية والثقافية لليهود ببعض المجتمعات المسيحية والإسلامية وغيرها، فإن نمط لباسهم عادة ما يكون متأثرا بهذه التجمعات خاصة التجمع الشرقي.
قامت حركة الحاسيديم اليهودية بالاعتماد على رداء حريري (Bekishe) أو معطف عبارة عن عباءة (kapoteh)، ولم تكن هذه النوعية من الملابس منتشرة لدى العامة بل كان ترتديها فقط طبقة النبلاء، هذا وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح kapoteh قد نشأ من الكلمة الإسبانية كابوت والتي ربما تعني "القفطان" خاصة في اللغة الإسبانية اليهودية. كما لوحظ أن اليهود السفاريدون الذين كانوا يعيشون في الدول المسلمة كانوا يرتدون القفطان للتكيف مع جيرانهم. ومصطلح "Kapote" يستخدم أيضا في المغرب وقد كان شائعا هناك لحد بعيد خاصة في الماضي.
القفطان الروسي
في روسيا تُشير كلمة "القفطان" إلى نوع آخر من الملابس، حيث أن القفطان هناك عبارة عن نوع من الملابس الطويلة التي تمتاز ببدلة ضيقة نوعا ما مع الأكمام. ويُرَجَّحُ أن كلمة "القفطان" دخلت قلب روسيا عبر من اللغة التترية التي بدورها قد اقترضت الكلمة من اللغة التركية.[11]
بحلول القرن التاسع عشر كان القفطان الروسي الأكثر انتشاراً على نطاق واسع كنوع من الملابس الخارجية التي عادة ما يرتديها الفلاحون والتجار، لكنه حاليا بات يُلبس في الطقوس الدينية فقط خاصة طائفة المؤمنين القديمة الأكثر تحفظا والأكثر حفاظا على عاداتها وتقاليدها المندثرة.
القفطان في البلدان الغربية
ظهر القفطان منذ زمن بعيد، وقد شهد انتشارا وازدهارا كبيرا بين كل فترة وأخرى، حيث أنه ظهر في روسيا خلال عام 1890 وذلك عندما ارتدت ألكسندرا فيودورفنا القفطان الروسي التقليدي أثناء تتويجها بجائزة ما، وقد كان هذا القفطان التقليدي يُشبه إلى حد ما تلك القفاطين التي يرتديها السلاطين العثمانيون والتي تتناقض تماما مع الفساتين الضيقة مثل الكورسيهات التي كانت أكثر شيوعا في إنجلترا في ذلك الوقت.
اكتسب القفطان ببطء شعبية كبيرة داخل مختلف الأوساط، حيث عُرف عنه أنه من الملابس المناسبة والأكثر مرونة. وقد ساهم مصمم الأزياء الفرنسي بول بواريت أيضا في الترويج للقفطان والزيادة من شعبيته في أوائل القرن العشرين.
في عقد الخمسينيات من القرن العشرين، قام مجموعة من مصممي الأزياء مثل كريستيان ديور وبالينسياغا باعتماد القفطان في العديد من المعارض وقد ساهم هذا أيضا في الترويج له.[12]
اعتمد الهيبي الأمريكيين على موضة ارتداء القفطان في أواخر الستينات والسبعينات، وقد ساهم هذا في زيادرة انتشار القفاطين في الولايات المتحدة، حيث شهدت المحلات التي تبيعه إقبالا كبيرا من الناس خاصة الذين سافروا عبر ما يُسمى بـ "درب الهيبيز". وقد اكتسب القفطان الأفريقي شعبية خاصة بين الأمريكيين من أصل أفريقي، مما دفع بمصممي الأزياء إلى التنويع في طريقة طراز القفطان ونسجه.[13] وقد قامت إليزابيث تايلور في كثير من الأحيان بارتداء قفطان من تصميم ثيا بورتر، وفي عام 1975 أثناء الزفاف الثاني لريتشارد بيرتون، كانت إليزابيث حينها ترتدي قفطانا من تصميم جينا فراتيني.[14]
في الآونة الأخيرة، قام العديد من المصورين بالتقاط مجموعة من الصور لجيسيكا سيمبسون وهي ترتدي في كثير من الأحيان قفطانا أثناء فترة الحمل في عام 2011.[15] [16] كما سبق كل من بيونسيه، أوما ثورمان، سوزان ساراندون، كيت موس، ماري كيت، آشلي أولسن، نيكول ريتشي وغيرهم بارتداء القفطان والتقاط صور به في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية.[17][18]
معرض الصور
فتاة مغربية من طنجة للرسام الفرنسي جان فرانسوا ميليه 1818-1895.<ref>{{مرجع ويب
مقالات ذات صلة
المراجع
- "Sadberk Hanim Museum". Sadberkhanimmuzesi.org.tr. مؤرشف من الأصل في 18 يوليو 201829 سبتمبر 2013.
- IstanbulNet @ www.istanbulnet.com.tr. "Topkapi Museum: collection of Turkish textiles and kaftans". Exploreturkey.com. مؤرشف من الأصل في 5 أكتوبر 201809 أكتوبر 2009.
- "Le Caftan, un voyage dans les dédales d'une histoire millénaire". Atlasinfo (باللغة الفرنسية). 2016-04-15. مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 201710 مايو 2020.
- "Le caftan marocain, chef d'oeuvre de l'artisanat". Vicedi : voyager comme Ulysse (باللغة الفرنسية). 2015-04-09. مؤرشف من الأصل في 10 مايو 202010 مايو 2020.
- Traditional Clothing | Kaftan and Djellaba | Morocco Guide - تصفح: نسخة محفوظة 12 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Nicolas Cage Attends Caftan Show 2015 in Marrakech - تصفح: نسخة محفوظة 18 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- القفطان الجزائري العريق - تصفح: نسخة محفوظة 25 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
- عرضت تشكيلة جزائرية صنعت للحدث في الإعلام العربي - تصفح: نسخة محفوظة 28 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Cicero, Providence (2009-02-27). "Afrikando Afrikando Dishes up Great Food with a Side of Quirkiness". The Seattle Times. مؤرشف من الأصل في 06 أغسطس 2012.
- "CLOTHING xxvii. lexicon of Persian clothing – Encyclopaedia Iranica". www.iranicaonline.org. مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 201910 مايو 2020.
- Richard Hellie (15 June 1999). The Economy and Material Culture of Russia, 1600-1725. University of Chicago Press. صفحة 354. . مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019.
- Annette Lynch; Mitchell D. Strauss (30 October 2014). Ethnic Dress in the United States: A Cultural Encyclopedia. Rowman & Littlefield Publishers. صفحات 61–62. . مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019.
- Erika Stalder (1 May 2008). Fashion 101: A Crash Course in Clothing. Houghton Mifflin Harcourt. صفحة 13. . مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019.
- Salamone, Gina (2 December 2011). "Elizabeth Taylor's prized possessions - ranging from diamonds to designer gowns - on view at Christie's before going on auction". NY Daily News. مؤرشف من الأصل في 20 يوليو 201816 يناير 2015.
- Hix, Lisa (17 July 2014). "Caftan Liberation: How an Ancient Fashion Set Modern Women Free". Collectors Weekly. مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 201916 يناير 2015.
- Smith, Ray A. (9 October 2013). "An Emperor of Fashion". The Wall Street Journal. مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 201616 يناير 2015.
- Caftan Liberation: How an Ancient Fashion Set Modern Women Free | Collectors Weekly - تصفح: نسخة محفوظة 11 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- 502 Bad Gateway - تصفح: نسخة محفوظة 07 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.